طيارون منشقون من حلف وارسو ... و من العرب و طيارون آسيويون
أقدم لكم سلسلة مقالات شيقة حول طياري حلف وارسو وحلفائهم من العرب والآسيويين ، الذين قدموا طوعًا أو كرهاً إلى الغرب أحدث طرازات الطائرات المقاتلة من طراز الكتلة الشيوعية.
متابعة شيقة للجميع
ياكوفليف ياك 23 و الطيار دياكونو
في 24 يونيو 1953 ، هبطت في يوغوسلافيا طائرة ياكوفليف ياك 23 من الكتيبة المقاتلة 135 و التي يقع مقرها مدينة كارانسيبيس الرومانية ، يقود الطائرة ميخائيل دياكونو ، قفز طيارها من الطائرة طالبًا اللجوء السياسي. لم يُعرف الكثير عن دياكونو ، فقد تم منحه هوية جديدة ، وتم نقله إلى الولايات المتحدة واختفى. استولى اليوغوسلاف من جانبهم على الطائرة وأزالوا القذائف السوفيتية وأخضعوها لخطة اختبار واسعة النطاق. بمجرد الانتهاء من تقييمها ، عُرضت الطائرة على الولايات المتحدة ، م تستغرق عملية نقل الطائرة الى الولايات المتحدة وقتًا طويلاً.
يعتبر "مشروع ألفا" الذي نفذه ما يسمى بمركز الاستخبارات الجوية الفنية (ATIC Air Technical Intelligence Center) في قاعدة رايت باترسون الجوية ، وفقًا لمعظم المصادر ، أول مشروع بموجبه يتم إحضار طائرة سوفيتية إلى الولايات المتحدة للتقييم. غادرت أول طائرة من طراز ياك23 مصنع Tblisi الجورجي في أكتوبر 1949 ، وحتى مع دخولها الخدمة رسميًا مع الجيش الأحمر ، فقد تم استبدالها سريعا بطائرة ميغ 15 التي قدمت قدرات أفضل. ومع ذلك ، كان لدى تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا وبولندا وربما ألبانيا طائرات ياك 23 ضمن قواتهم الجوية في ذلك الوقت.
هبطت طائرة نقل تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز C-124 ،ليلا ، في مطار بانشيفو بالقرب من بلغراد. كانت هناك عدة صناديق بها الطائرة ياك 23 مفككة و معبأة بشكل صحيح و 3 أفرد من الجيش اليوغوسلافي في انتظارها على المدرج. بعد عدة أيام ، كانت هذه الطائرة نفسها تهبط مع شحنتها الثمينة في قاعدة رايت باترسون الجوية ، أوهايو ، مقر مركز الاختبار والتقييم التابع للقوات الجوية الأمريكية. كان الجنود اليوغوسلافيون الثلاثة ، الوحيدون الذين عرفوا كيفية تجميع الطائرة مرة أخرى و هم المسؤولين عن تجميعها مرة أخرى ، وفي 25 نوفمبر ، تمكنت الطائرة ياك 23 من الطيران والتحليق فوق سماء أمريكا. سيكون المسؤولون عن تقييم الطائرة طياري اختبار في القوات الجوية الأمريكية المقدم فريد وولف والكابتن هـ. "توم كولينز.
دوغلاس سي - 124 خلال حرب الكورية.
بين 8 و 25 نوفمبر 1953 ، تم إجراء ما مجموعه 8 رحلات تجريبية باستخدام الياك 23 ، التي كانت بتمويه الطائرات الأمريكية وتم الإعلان عنها للفضوليين على أنها طائرة Bell X-5 التجريبية ، وهي طراز تحمل بعض التشابه معها.
بيل إكس-5.
بعد التقييم ، تم تفكيك الطائرة مرة أخرى ، وإعادتها إلى الصناديق وإعادتها إلى بانشيفو حيث بعد بضعة أيام كان اليوغوسلاف يستلمونها ويعيدون تجميعها ويعيدونها إلى الرومانيين.
لقطة من اليوتيوب تظهر الطائرة ياك 23 بالتمويه الامريكي.
باختصار ، قال طيارو الاختبار حول لكون الياك 23 أول طائرة سوفيتية تطير في سماء أمريكا ما يلي :
"هناك حد أدنى من المعدات المثبتة في الطائرة ... والقدرات التي يمكن ملاحظتها في الطائرة هي إقلاعها وسرعة صعودها وقدرتها على التسارع ، وهي ممتازة ... مزاياها عيوب كبيرة تتعلق بأنظمة الضغط في المقصورة ، والحد الأقصى للسرعة عند 0.8 ماخ وعدم استقرارها فوق 328 عقدة "
إليكم مقطع الفيديو الذي رفعت عنه السرية لعملية تقييم الطائرة:
من الناحية الفنية ، لم يستخلص الأمريكيون الكثير من المعلومات حول الطائرة ، فقد سحبت القوات الجوية السوفيتية بالفعل جميع طائرات ياك 23 في عام 1951 وأرسلتها إلى بولندا ورومانيا ، ومع ذلك ما تم استخلصه و الحصول عليه كيفية تدريب القوة الجوية ، والقدرات ، وطريقة العمل التي وصفها دياكونو في جلسات التحقيق بعد انشقاقه. من جانبهم ، كان هروب ميخائيل دياكونو مفيدًا لليوغوسلاف ، فمن ناحية تعلموا القدرات الجوية لطائرة كانت في خدمة القوات الجوية لخصومهم المحتملين ومن ناحية أخرى فتح التعاون مع الولايات المتحدة الباب لعلاقة من شأنها أن تعود عليهم فيما بعد بالعديد من الفوائد.
في صباح يوم 5 مارس 1953 ، بالتزامن مع وفاة ستالين ، أقلع الملازم في سلاح الجو السوفيتي البولندي فرانسيسك جاريكي من قاعدة سلوبسك الجوية الواقعة بجوار بحر البلطيق ، حيث تم تعيينه للقيام برحلة تدريب روتينية. كان جاريكي يقود طائرة MiG-15BIS بالرقم 731. واعتبرت الطائرة MiG-15BIS الإصدار الأول من الميغ 17 الحديث ، وهي طائرة أخف وأسرع مع نطاق تشغيلي أكبر من الميغ 15 ، باختصار ، كان جاريكي يقود طائرة ثمينة جدا.
الطيار فرانسيسك جاريكي.
كان كل شيء يسير بشكل طبيعي غير أن قصة جاريكي لم تكن طبيعية حيث فقد والده وهو ضابط بالجيش البولندي جيث سقط بيد السوفييت عندما قسم هتلر وستالين بولندا. لغرض الطيران بعد وفاة والده ، التحق جاريكي بمدرسة طيران شراعية ، على الرغم من أنه واجه مشكلة ، لكي يصبح طيارًا بالجيش ، يجب أن يكون عضوًا أولاً في حزب الشباب الشيوعي و عليه أصبح جاريكي عضوًا في تحالف الشباب الشيوعي البولندي.
بعد اجتياز أكاديمية الطيران الشراعي ، قرر الالتحاق بأكاديمية الطيارين القتاليين. بعد اختياره مع 150 متقدمًا آخر من بين مجموعة من 10000 متقدم ، واجه جاريكي مشكلة أخرى: لكي يتم قبوله ، كان عليه أولاً اجتياز اختبار في المحكمة لتحديد ما إذا كنت يتناسب ايديولجيا. إذا علمت المحكمة أن والده كان ضابطا في الجيش البولندي ، وأنه قتل بيد السوفييت ، وأن جاريكي قد زيف كذلك عمره الذي ادعه ، أو أن لديه عائلة تعيش في الولايات المتحدة ، فمن المؤكد أن جاريكي سوف يتم استبعاده ، ولكن مرة أخرى نجحت أكاذيبه ولم يتم كشفه. أصبح فرانسيسك جاريكي الأفضل في فصله ولكن ظهرت مشكلة أخرى عرّضت حياته العسكرية اللامعة للخطر: لم يكن ينتمي إلى الحزب الشيوعي و لكن في 6 أبريل 1952 ، أصبح فرانك جاريكي ملازمًا اول وعضوًا في حزب مجد الشيوعية البولندي.
تسلق السلم كان له ثمنه الذي لم يكن فرانك مستعدًا لدفعه. بمرور الوقت ، أُجبر فرانك على التجسس على رفاقه والإبلاغ دوريًا عن تحركاتهم. وفقًا لفرانك نفسه على صفحة الشركة الخاصة به هنا (
) ،التجسس على زملائه كان شيئًا لم يكن فرانك على استعداد للقيام به ، قرار قد يكلفه في النهاية وظيفته كطيار ، إن لم تكن حياته. في صباح يوم 5 مارس 1953 ، اتخذ فرانك قرارًا بالفعل ، كان يستعد للقيام برحلة تدريبية في طائرة MiG-15BIS مع 3 طائرات أخرى من السرب ، ولكن في ذلك اليوم ، على عكس الطائرات السابقة لم يكن لدى فرانك نية العودة إلى Slupsk. كانت خطته هي الفرار إلى جزيرة بورنهولم الدنماركية الصغيرة ، وكانت المشكلة أنه لا يعرف بالضبط مكان تلك الجزيرة ، لأن المناطق الغربية لم تكن موجودة على الخرائط ...
في الساعة 9:10 صباحًا ، تبدأ محركات طائرة فرانك MiG-15BIS في الهدير ، وتنطلق 4 نسخ من أحدث مقاتلة قتالية في القوات الجوية البولندي من قاعدة سلوبسك الجوية في اتجاه غربي على طول الساحل البولندي. بعد وقت قصير من التحليق فوق مدينة كولوبزريج الساحلية ، قرر فرانك أن الوقت قد حان لتنفيذ مخططه. يفصل خزانات الوقود الاضافية لتخفيف الوزن ، وي يرفع سرعة الطائرة و يقوم بعملية انقضاض فوق بحر البلطيق بينما ينحرف شمالًا بأقصى سرعة. المناورة التي نفذ فرانك تشير بوضوح إلى أن فرانك يعتزم "الهروب" لذلك أمرت 4 طائرات ميج باعتراضه. يحلق على ارتفاع 400 متر تحت الرادار السوفيتي وبسرعة تقريبية تبلغ 1 ماخ ، أكمل جاريكي خطته وهبط أخيرًا بأمان في مطار رون بجزيرة بورنهولم ، تاركًا طائرته مع رفع ذراعيه و هو يصرخ بانه يطلب اللجوء.
خريطة رحلة جاريكي في 5 مارس 1953.
أعيدت طائرة جاريكي إلى أصحابها الشرعيين بعد عدة أسابيع ، معبأة بشكل صحيح في العديد من الصناديق بعد تحليلها بتفصيل كبير. وتجدر الإشارة إلى أنه تمت المطالبة بالطائرة منذ اليوم الأول ، لذلك لم يجرؤ أحد على الطيران بها ، لذا فإن الدروس المستفادة من تحليلها كانت نظرية فقط وليست عملية.
صورة الطائرة التي تم تفكيكها جزئيًا قبل نقلها إلى كوبنهاغن.
من جانبه ، حصل جاريكي على الجنسية الأمريكية و 50 ألف دولار لبدء حياته الجديدة بعد أن خضع بالطبع لجلسات لا نهاية لها أخبر فيها المخابرات الغربية بجميع التكتيكات والوسائل والأساليب القتالية للطيران السوفيتي البولندي.
ألهمت قصة جاريكي في وقت لاحق البولنديين الآخرين ليتبعوا خطاه. بعد فترة وجيزة من انشقاقه ، وتحديداً في 20 مايو ، تمكن الملازم أول زيسلاف جازوينسكي ، وهو عضو في نفس سرب جاريكي ، من محاكاة خطة شريكه السابق بعد هبوط طائرة MiG-15BIS أخرى في جزيرة بورنهولم والتي أعيدت أيضًا دون أن يتم اختبارها جواً.
سيتبع جاريكي وجازوينسكي العديد من الطيارين البولنديين الآخرين مثل الملازم كوزوتشوفسكي ، الذي هبط في 7 نوفمبر 1955 بطائرته MiG-15 في السويد ، أو الملازم جوسينياك ، الذي هبط مرة أخرى على بورنهولم مع طائرته MiG-15BIS في 25 نوفمبر. 1956 ... كان لحالات الفرار هذه صدى إعلامي أكثر من فائدة تقنيًا ، منذ ذلك الحين ، لم تعد MiG-15BIS المقاتلة المرجعية في الكتلة السوفيتية. كانت القدرة على مراقبة الطائرات أفضل من لا شيء ، لكنها لم تسمح لهم باستخلاص العديد من الاستنتاجات حول مظاريف الرحلة أو أداء محركات MiG ، وهو شيء كانوا يتطلعون لرؤيته.
في ليلة 26 أبريل 1953 قامت قاذفتين من طراز B-29 بـإسقاط 1.2 مليون منشور مكتوب باللغات الروسية والصينية والكورية ومزينة بشكل ملائم بصورة لفرانك جاريكي مبتسمًا بعد الهبوط في بورنهولم والمطالبة بالانشقاق قامت القاذفتين باسقاط تلك المنشورات فوق القواعد الشيوعية في كوريا الشمالية الواقعة بالقرب من ما يسمى بـ "MiG Alley" ميج آلي هو اللقب الذي أطلقه الطيارون الأمريكيون خلال الحرب الكورية على منطقة في كوريا الشمالية بالقرب من نهر يالو ، شهدت معارك بين القوات الجوية الأمريكية وكوريا الشمالية وحلفائها. كانت الطائرات المقاتلة عمومًا من طراز F-86 Sabers على الجانب الأمريكي و ميغ 15 على الجانب الكوري.
حاوية بها 22500 منشور صور الجيش الامريكي.
كانت المنشورات من المفترض أن تستهدف طيارو سرب طائرات ميغ -15 في صباح اليوم التالي ، دعماً للعملية الجوية وفي إطار عملية مولاه ، بثت 14 محطة إذاعية من اليابان وكوريا الجنوبية باستمرار على موجات الأثير بلغات الماندرين والكانتونية والروسية والكورية الرسالة التالية:
"إلى كل الطيارين الشجعان الذين يرغبون في تحرير أنفسهم من نير الشيوعية وبدء حياة جديدة أفضل بشرف ... نضمن لك الملجأ والحماية والاهتمام الإنساني. إذا رغب الطيارون في ذلك ، ستبقى أسمائهم سرية إلى الأبد "
يبدو أن الروس لم تعجبهم أن هذه الرسالة بدأت تنتشر ، حتى لو لم يكونوا متواجدين فيها نظريًا ، لذلك بعد فترة وجيزة تم تشويش بث الرسالة باللغة الروسية من محطة مجهولة الهوية و مع ذلك استمر البث باللغة الصينية أو الكورية دون أي تدخل.
على ما يبدو ، أدت عملية Moolah إلى نوع من التطهير الداخلي داخل سلاح الجو الكوري الشمالي مما تسبب في انخفاض عدد طلعات الميغ بشكل كبير. من جانبهم ، أفاد الطيارون الأمريكان الذين واجهوا طائرات ميغ 15 في نهاية الحرب أن الطيارين الصينيين والكوريين ، مع الأخذ في الاعتبار أنه بحلول ذلك الوقت قرر السوفييت التخلي عن الصراع ، فقدوا مهارتهم في السيطرة على طائراتهم. مما يشير إلى أنه ربما تم استبدال أولئك الذين يشتبه في قدرتهم على الهروب بطيارين آخرين أكثر ولاءً ولكن في نفس الوقت أقل خبرة.
في 27 يوليو 1953 ، تم توقيع هدنة الحرب الكورية دون أن تنشق أي طائرة من طراز ميغ 15 إلى كوريا الجنوبية. على ما يبدو ، فإن عملية Moolah قد أنجزت فقط مهمة جعل القادة لا يثقون في طياريهم ومع ذلك ، ظهرت المفاجأة في 21 سبتمبر 1953. في ذلك الصباح ، الملازم البالغ من العمر 21 عامًا وأصغر طيار MiG-15BIS في سلاح الجو الكوري الشمالي ، نو كوم سوك ، يستعد للإقلاع في رحلة روتينية من قاعدة سنن. كانت الطائرة MiG-15BIS التي يقودها No Kum-Sok واحدة من 16 نموذجًا جديدًا تلقاها الجيش الكوري الشمالي مفككة سراً بالقطار من الصين ، مما ينتهك شروط الهدنة. على جانب الطائرة يمكن رؤية العبارة التالية مكتوبة باللغة الكورية : "تخلص من ذخيرتك الانتقامية على اليانكيز اللعين".
الطيار الكوري الشمالي نو كوم سوك. صور القوات الجوية الأمريكية
نظرًا لأن الطائرات كانت جديدة ، فلم تكن لديها خزانات وقود خارجية ، لذلك كان مداها محدودًا للغاية. ومع ذلك ، كانت قاعدة سنان على بعد 150 كيلومترًا فقط من خط العرض 38 الذي يمثل الحدود بين الكوريتين ، وهي مسافة يمكن قطعها بدون مشكلة كبيرة دون الحاجة إلى خزانات وقود إضافية. في ذلك اليوم ، اتخذ No Kum-Sok ، الذي سئم النظام الكوري الشمالي على ما يبدو ، ولأن والدته في كوريا الجنوبية ، قرارًا لبدء حياة جديدة في الغرب. كانت وجهته في ذلك اليوم هي قاعدة Kimpo الجوية لأمريكا الشمالية ، التي تقع على بعد 15 كيلومترًا فقط جنوب خط عرض 38. ومع ذلك ، لم تكن المسألة سهلة تمامًا ، حيث كان عليه ان يقطع مسافة 170 كيلومترًا كان على كوم سوك تجنب البطاريات والصواريخ المضادة للطائرات في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والأمريكية التي كانت تنتشر بالفعل في ذلك الوقت مثل في أكثر المناطق منزوعة السلاح عسكرة في الوجود.
بعد الإقلاع من سنان وعندما كانت الطائرة على بعد حوالي 70 كيلومترًا شمال المنطقة المنزوعة السلاح ، انحرفت الميغ 15 الخاصة الطيار No Kum-Sok بحدة إلى الجنوب ، وتسارعت إلى سرعة تقريبية تبلغ 0.9 ماخ. على الرغم من المحاولة ، الا أن زملائه في الفريق لا يمكنهم فعل الكثير لمنعه. لحسن الحظ بالنسبة لـ No Kum-Sok ، في ذلك اليوم ، كان رادار كيمبو للدفاع الجوي المسؤول عن مراقبة الطائرات التي تقترب من كوريا الشمالية يخضع للصيانة ، لذلك لم يدرك الأمريكيون أن هناك طائرة ميغ 15 تحلق حتى هبطت في احد قواعدهم. حصل كوم سوك على الجنسية الأمريكية وحصل على مبلغ 100000 دولار ، وهو أمر لا بد أنه فاجأه لأنه على ما يبدو لا يعرف شيئًا عن عملية مولاه.
الطائرة MiG-15BIS تتابعة للطيار No Kum-Sok. صور القوات الجوية الأمريكية
طائرة كوم سوك في كيمبو بجوار طائرة صابر. صور القوات الجوية الأمريكية
سيشرح الطيار الكوري الشمالي لاحقًا أن عملية إلقاء المنشورات قد نُفِّذت في منطقة لم تكن فيها طائرات ميغ -15 متمركزة ، لذلك لم يكن أي طيار كوري شمالي على علم بوجود هذا العرض. بالمناسبة ، يقال إنه بعد انشقاقه من كوريا الشمالية ، تم إعدام خمسة من زملائه السابقين.
لم يتم اصطحاب كوم سوك ، مثل جاريكي ، إلى غرفة خاصة وتم استجوابه لعدة أيام حول أي شيء يتعلق بالقوات الجوية الكورية الشمالية واستخدام طائرات ميج 15 من قبل جيشها. من جانبه ، تم وضع النموذج الرائع للطائرة MiG-15BIS المستعملة في البداية في حظيرة طائرات ، ثم ، وفقًا لما تمليه التقاليد ، تم تفكيكها وتعبئتها وإرسالها إلى قاعدة كادينا الجوية. في أوكيناوا ، اليابان لاخضاعها لجميع أنواع الاختبارات سارع الأمريكيون إلى فعله لأنهم كانوا مهووسين بفكرة أن القوات الجوية الكورية الشمالية كانت تحاول قصف حظيرة كيمبو حيث كانوا يحتفظون بها مؤقتًا.
الشيك الذي استلامه Kum-Sok.
طائرة MiG-15 في Kimpo بعلامة USAF. صور القوات الجوية الأمريكية.
أول ما لفت انتباه فنيي أمريكا بعد استلام طائرة الميغ 15 في كادينا هو الحالة السيئة للطائرة ، وعلى الرغم من كونها جديدة ، اعتبر فنيو الطيران في أمريكا أن الطائرة ليست في حالة تسمح لها بالتحليق مع الحد الأدنى من الضمانات الأمنية. . وبحسب ما قيل ، فإن الحالة السيئة للطائرة كانت بسبب تصرف خاطئ من قبل الكوريين الشماليين عند إعادة تجميع الطائرات بعد أن استقبلوها مفككة بالقطار.
ميج 15 في كادينا.
في كادينا ، كان هناك اثنان من طياري الاختبار التابعين للقوات الجوية الأمريكية في انتظار طائرة ميغ 15 التي يقودها No Kum-Sok ، أحدهما كان الطيار الأسطوري Chuck Yeager ، أول شخص تجاوز سرعة الصوت بطائرة ، والآخر كان Tom "Collins" طيار تم تكليفه مسبقًا ليطير بالياك 23 من Diaconu.
الطيار Yeager و الطائرة ميغ 15 في Kadena.
لمدة 11 يومًا ، تم اختبار ميغ 15 ضد الطائرة اف 86 صابر وتم تقييم أدائها وقدرتها. تم تحديد أن ميغ 15 ، على الرغم من كونها مقاتلة جيدة ، تفتقر إلى تقنية الطائرة 86 على الرغم من أن الطائرتين كانتا متشابهتين بشكل عام ، لذلك فان الانتصار في المواجهة بين الاثنين سيعود لمدى جبرة الطيارين. إليك مقطع فيديو رفعت عنه السرية :
تم وضع جداول استهلاك الوقود والحمل والأداء والسرعة ، وتم إطلاق مدافعها في ظروف مختلفة ، وفي النهاية تم وضع كل هذه البيانات في ملف مع الاستنتاجات التي تشير إلى نقاط القوة والضعف في الطائرة وتم إرسال هذه الوثيقة. لجميع الأسراب العملياتية حتى يعرفوا ماذا يفعلون في حالة مواجهتها.
قيل عن ميغ:
"لقد كان التحليق بها أحد أكثر المواقف المجهدة التي واجهتها على الإطلاق ، فقد قتلت هذه الطائرة العديد من الطيارين. بدءًا من 0.98 ماخ ، خرجت الطائرة عن السيطرة ومن الخطورة الطيران بها على الرغم من أنها يمكن أن تعمل على ارتفاعات أعلى من الصابر الا انها تعاني من مشاكل التذبذب ، والضغط ، ورفع الأنف غير المتوقع بسرعات عالية ، ودوران غير قابل للاسترداد ، ومضخة وقود خطيرة بشكل خاص والتيو يمكن أن تتسبب في انفجار الطائرة ... "
بعد هذه الأيام الـ 11 ، عرضوا إعادة ميغ 15 إلى كوريا الشمالية ولكن لم تتم المطالبة بذلك ، لذلك تم إرسالها أخيرًا إلى قاعدة رايت باترسون الجوية ، وهي نفس القاعدة التي وصلت إليها طائرة ياك 23 التابعة Diaconu ، حيث تم تقييمها باستخدام مزيد من التفاصيل.تم قياس جميع ابعادها ، وتوثيق جميع مساميرها ،
وعندما تم تفكيك جميع أنظمتها وإعادة تجميعها ثم تم تقديمها إلى متحف أمريكا الشمالية للطيران حيث تستقر هناك حتى يومنا هذا.
في عام 1961 ، قرر طيار في سلاح الجو السوفيتي لم يعرف عنه الكثير أن الوقت قد حان للتوقف عن عيش الحلم الشيوعي والهجرة. لتحقيق ذلك قرر الانشقاق باستخدام طائراته الاعتراضية سوخوخوى سو 9 ، التي هبط بها في بلدة عبدان الإيرانية. في ذلك الوقت ، كان حليف واشنطن يحكم إيران: الإمبراطور شاهنشاه (ملك الملوك) وأريامهر (نور الآريين) محمد رضا بهلوي ، المعروف بشاه فارس. بناءً على هذا التحالف ، سافر رجال من قسم التكنولوجيا الأجنبية بوزارة الدفاع الأمريكية إلى إيران ، وأخذوا الطيار ، و فككوا الطائرة سو 9 في غضون 24 ساعة فقط. ليتم في ما بعد إعادة تجميع الطائرة بهدوء وفحص أصغر تفاصيل هذا الجهاز المثير للاهتمام.
سو 9 سوفياتية.
الحصول على المواد من العدو لم يكن دائمًا بهذه السهولة ، ففي الحالات التي تمت مناقشتها ، كان الهارب هو الذي يتولى المسؤولية عن العملية بكل تفاصيلها بينما اقتصر دور الحلفاء على استقبالهم غير ان السوفيت عرفوا كيفية فرض سيطرة كافية على طياريهم بحيث لا تكون هناك تصدعات أو حالات فرار لكن لا يعني أنه لن تحصل محاولات فرار او انشقاق.
في بداية الستينيات ، بدأ الاتحاد السوفيتي في إدخال جوهرة الطيران الأخيرة الى القوات الجوية لحلفائه في الشرق الأوسط: المقاتلة القتالية ميغ 21 الأسرع من الصوت. كانت MiG-21 Fishbed في ذلك الوقت أكثر الطائرات المقاتلة السوفيتية تقدمًا ، لذلك كان من الضروري أن تكون الدول التي حصلت عليها قادرة على حراستها بشكل صحيح. لهذا ، تم التوصل إلى اتفاق يكون من خلاله الاتحاد السوفيتي مسؤولاً عن صيانة الطائرات بينما يتعين على الدول التي حصلت عليها أن تكون مسؤولة عن الحفاظ عليها في مأمن من الأشخاص الفضوليين. كان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية يدرك بالطبع الخطر المتمثل في سحب مقاتله الأكثر تقدمًا من أراضيه ، لذلك بذل قصارى جهده لفرض تطبيق الإجراءات الأمنية الأكثر صرامة حول الطائرة. ثلاث من الدول التي حصلت على ميج 21 ، وتحديداً نسختها F ، كانت هذه الدول أعداء محتملين لإسرائيل ، وهم: العراق وسوريا ومصر. لم تريد إسرائيل أن تكون محاصرة بالمقاتلات المتقدمة قليلاً ، لذلك تقرر أنه من الضروري لمصالح إسرائيل الحصول على أحد هذه الطائرات حتى تتمكن من تقييمها بالتفصيل وفهم ماهيتها. كانت الخطة على ما يبدو بسيطة ، كان عليك فقط الذهاب إلى أحد الطيارين ، وعرض مبلغ مليون دولار للهروب بطائرته إلى إسرائيل و يتم إغلاق الأمر. كانت المشكلة أن المسؤولين عن قيادة الطائرة ميغ 21 لم يكونوا من الرجال الذين يمكن رشوتهم بسهولة لانهم بكل بساطة الطيارون الأكثر قدرة والأكثر تدريباً وبالطبع الأكثر ولاءً في سلاح الجو بالتأكيد لن يكون الأمر سهلاً.
ميج 21 المصرية.
في عام 1962 قدم عميل الموساد الأرمني جان توماس مليون دولار للطيار الميغ 21 المصري أديب حنا مقابل تسليم الطائرة التي كان يقودها. بعد بضعة أشهر ، تم تنفيذ حكم الاعدام في حق توماس مع متعاونين آخرين بينما تم إرسال جزء من عائلته إلى السجن. بعد هذا الفشل ، وجه الموساد أنظاره إلى العراق ، حيث انطلقت عملية شبيهة بالعملية المصرية انتهت بفرار اثنين من عملاء الموساد من البلاد على عجل لإنقاذ حياتهم بعد رفض طيارين عراقيين التعاون معهم.
طائرات ميج 21 العراقية.
ستتاح الفرصة لإسرائيل في عام 1964 في العراق على يد عميل عراقي له اتصالات مع الموساد ، و سيطلق على هذه العملية باسم "عملية الماس".
ميج 21 عراقية.
يوسف ، وهو عراقي خدم في منزل طيار ميغ 21 ، نبه المخابرات الإسرائيلية إلى استياء صاحب المنزل حيث سمع في مناسبات عديدة كيف اشتكى النقيب منير حبيب جميل روفا علانية من المعاملة التمييزية التي تلقاها من رؤسائه لمجرد كونه مسيحيًا. بقصد اختبار الأرض ، تم تكليف عميل جميل من أمريكا بمهمة الاتصال بالكابتن منير حبيب خلال حفل رفيع المستوى تماما كما يحدث في افلام جيمس بوند. بعد عدة اجتماعات وعمليات فحص ، انتهى الأمر بالوكيل إلى الكشف عن هويته واقتراحه الحقيقي : الحصول على الميغ 21. بعد التوصل إلى اتفاق مع روفا وإعطاء الضوء الأخضر للعملية ، تم تحديد موعد اجتماع بين روفا والمسؤولين عن الموساد لإغلاق الاتفاق في روما في عام 1966. حتى تمت دعوته للقيام برحلة متخفية إلى إسرائيل لزيارة القاعدة التي سيطير إليها ، المكان الذي سُمح فيه (حسب القصة) حتى بقيادة طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. وشملت شروط انشقاقه دفع مليون دولار أمريكي ولجوء سياسي له ولأسرته وللتأكد من امتثال العراقي لجزءه من الصفقة ، تم تصويره أثناء زيارته لإسرائيل business is business
كانت عائلة روفا غير مدركة تمامًا لخطط رب الأسرة. خلال إجازة قضتها عائلة روفا في باريس ، اتصل بهم الموساد في وقت لاحق ، وبعد إقناعهم بصحة الخطة وضرورة عدم إبلاغ السفارة العراقية بها ، تم إرسالهم إلى إسرائيل بجوازات سفر جديدة.
بدأت الرحلة. في 16 أغسطس 1966 ، طلب الكابتن روفا أن يتم تزويد طائرته ميغ 21 ذات الرقم 534 بخزان خارجي إضافي بسعة 490 لترًا من الوقود عادةً ما كان يجب على السوفييت الموافقة على هذا النوع من الإجراءات مسبقًا ، ولكن بالنسبة للجنود العراقيين فامر الحصول على موافقة السوفييت كان يقودهم إلى الجنون ، لذلك نفذوا طلب الطيار دون استشارة. وتجدر الإشارة إلى أنه بدون هذه الكمية الإضافية ، لما تمكن روفا من الوصول إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط. بعد الإقلاع ، كان روفا على ارتفاع 30 ألف قدم وتوجه إلى إسرائيل بينما حاول مراقبو الحركة الجوية يائسين الاتصال به عن طريق الراديو.
توجهت طائرتان إسرائيليتان من طراز ميراج IIICJ للقاء روفا التي لم يتبق له قطرة وقود ، بمجرد دخوله المجال الجوي الإسرائيلي تمت مرافقته إلى قاعدة حتسور فيما تم نشر معلومة الى الصحافة على أنها عملية اعتراض من قبل الطيران الإسرائيلي.
فيديو :
بمجرد انتشار الخبر ، طالب السوفييت بإعادة الطائرة، مما تسبب بالتأكيد في أكثر من نوبة من الضحك في تل أبيب. ولم يكن الأمر يتعلق بإعادتها بعد كل المخاطر التي للحصول عليها.
بالمناسبة ، هروب روفا تم تجسيده في فيلم سينمائي عام 1988 بعنوان "Steal the Sky"
أخيرًا استمر العراقيون في استخدام المقاتلة ميغ 21 لسنوات عديدة لولا بعض القنابل الموجهة بالليزر التي استهدفت الطائرات خلال حرب الخليج.
لا يُعرف الكثير عن روفا. بعد وصوله إلى إسرائيل ، التقى مع طيار الاختبار الإسرائيلي داني شابيرا ووجهه للتعامل مع الطائرة ، وبعد هذا الاجتماع ، اختفى ولم يسمع عنه مرة أخرى. من جانبهم ، رسم الإسرائيليون على الطائرة ميج 21 الثمينة نجمة داود ، ورسموا بعض الخطوط الحمراء على طول جسم الطائرة لتمييزها عن الأعداء وأعطوها الرقم 007 في إشارة واضحة إلى العملية الاستخباراتية التي قاموا بها لتحقيق ذلك.
الميغ الخاصة بروفا في متحف سلاح الجو الإسرائيلي.
وبعد الانتهاء من عمليات الصيانة تم اخضاع الطائرة لمدة عام كامل من الاختبارت بكل طريقة ممكنة.
يبدو أن معظم أنظمة اليمغ قد تم إغلاقها لأن السوفييت اعتقدوا أن الطائرة لن تتطلب صيانة. لقد قيل دائمًا أن السوفييت صنعوا الطائرات مثل الكعك وأن الصيانة لن تكون جزءًا لا يتجزأ من دورة حياة الطائرة. إذا تعطلت طائرة ، تؤخذ او تحل محلها طائرة جديدة وهذا كل شيء.
داني سافيرا يتلقى هديته.
من ناحية أخرى ، وفقًا للإسرائيليين ، كانت قمرة القيادة ضيقة وصغيرة والرؤية الجانبية كانت غير مهمة ، وكان الأمر كما لو أن السوفييت كانوا يعتقدون أن الطيار يجب أن ينظر إلى الأمام فقط . قبل الصعود إلى الطائرة ، قام الاسرائليون بتغيير صواريخ مقعد الطرد وعجلات معدات الهبوط. وجد الإسرائيليون أن الميغ تتسارع أكثر من ميراج رغم أنها كانت أقل قدرة على المناورة أثناء الطيران على ارتفاعات منخفضة. شيئًا فشيئًا ، شيئًا فشيئًا ، تم إنشاء جدول مع الظروف المثلى للارتفاع والسرعة التي كان على الطيارين الإسرائيليين أن يثيروها في معركة نظرية لهزيمة ميغ 21 ، وقد تم توثيق البيانات على النحو الواجب والتي من خلالها تم اكتشاف نقطة ضعف الطائرة و هي النقطة الواقعة خلف قمرة القيادة حيث توجد اسطوانات الأكسجين عالية الضغط. يمكن أن يؤدي تأثير واحد هناك إلى انفجار الطائرة ، وهي نقطة ضعف تم تأكيدها خلال الاشتباكات التي قادها سلاح الجو الإسرائيلي خلال حرب الأيام الستة.
في ربيع عام 1967 ، رصدت الرادارات الإسرائيلية في كثير من الأحيان طائرة يبدو أنها من طراز ميغ 21 تسلك طريقًا غير عادي عبر الحدود الأردنية المصرية في ما بدا أنه مهمة استطلاعية لفحص قوة الإسرائيليين في تلك المنطقة. . في كل مرة تم إرسال الميراج لاعتراضها ، تختفي الطائرة الغامضة بسبب تسارعها الكبير، لذلك عرض داني شابيرا أن يضع نفسه في حالة تأهب على متن الطائرة MiG-21 007 المجهزة بصواريخ جو - جو في علية اطلق عليها اسم افروخ (الفرخة كما يقول اخواننا في مصر). لم تعد الطائرة الغامضة أبدًا وبعد ثلاثة أيام من الانتظار في قمرة القيادة تقرر إلغاء العملية.
زادت حرب الأيام الستة مخزون سلاح الجو الإسرائيلي من طائرات ميج 21. بعد الاستيلاء على قاعدة العريش المصرية في سيناء ، تمكن مراقب جوي يهودي لديه معرفة عالية باللغة العربية من خداع 6 طائرات من طراز ميج 21 للجيش المصري التي تنازلت عنها الجزائر لصالح مصر تمكن أحد الطيارين من تدمير الطائرة عندما أدرك الخداع ولكن مع ذلك كانت الطائرات الخمسة المتبقية سليمة معبأة في اتجاه إسرائيل.
بعد عام من الاستيلاء على طائرة روفا الميغ 21 وقعت إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقية سرية يمكن بموجبها للأمريكيين اختبار قدرات ميغ 21 مقابل موافقة الولايات المتحدة على تصدير طائرات F-4 Phantom IIإلى إسرائيل.
في فبراير 1968 ، تم تفكيك طائرة ميغ 21 وشحنها على متن طائرة C-5 Galaxy إلى قاعدة بحيرة جروم الجوية بولاية نيفادا. كانت بحيرة Groom بطريقة هي المكان الامثل لاختبار هذه الطائرات ، حيث تقع على بعد 133 كيلومترًا فقط من أكثر الأماكن ازدحامًا في الولايات المتحدة ، لاس فيجاس ، وفي بحيرة جروم ، يوجد كل شيء باستثناء السياح ، في الواقع نحن نعرفها بالتأكيد باسم آخر مخيف و يثير التساؤلات : المنطقة 51.
تقع قاعدة جروم ليك الجوية المبهمة في قلب ميدان نيفادا للاختبار والتدريب (Nevada Test and Training Range, NTTR). أنتجت هذه المرافق مشاريع سرية مثل طائرة الاستطلاع Lockheed U-2 الأسطورية (مشروع AQUATONE) ، و الطائرة الأسطورية Lockheed A-12 ، المعروفة باسم SR-71 Blackbird (مشروع OXCART) وبديلها ، Lockheed D-21 أو لكونها مسقط رأس أول طائرة شبحية في التاريخ: F-117 NightHawk المشروع HAVE BLUE خلال مرحلة التطوير.
اختبارات البصمة الرادارية لـLockheed A-12 في بحيرة Groom.
مشروع HAVE BLUE.
تم كشف السرية حول هذه المنطقة في عام 1973 ، بعد التقاط بعض الصور لبحيرة جروم من قبل رائد فضاء من Skylab-4 ، كتب ضابط وكالة المخابرات المركزية تقريرًا يقول فيه:
"كانت هناك تعليمات محددة بعدم التقاط صور لهذا الموقع. بحيرة جروم كانت المكان الوحيد الذي به هذه القيود."
لذا من الواضح أن بحيرة جروم كانت في ذلك الوقت على الأقل الموقع الأكثر سرية في الولايات المتحدة على الأقل بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية مما يعني أنها كانت بلا شك المكان الامثل لاختبار طائرات الميغ من أصل سوفيتي بعيدًا عن اعين الفضوليين. بحيرة Groom هي في الواقع الاسم الذي يطلق على بحيرة الملح الجافة التي يمكنك رؤيتها في الصورة التالية :
تأسست شركة Groome Lead Mining Company في هذا المكان في عام 1870 ، بعد العثور على الرصاص والفضة. سار كل شيء على بشكل طبيعي حتى تم إعلان المنطقة بأكملها كمنطقة عسكرية.
القاعدة نفسها لا يعرف ما الغرض منها ، ولا يُعرف اسمها الدقيق ، ولأنها غير موجودة ، فهي غير موجودة حتى على خرائط الملاحة الجوية في الولايات المتحدة. يسميها البعض المنطقة 51 ، والبعض الآخر دريم لاند (أرض الأحلام) ، والبعض الآخر يسميها رانشو بارايسو ، وآخرون يسمونها بشكل رسمي أكثر بقاعدة جروم ليك الجوية.
لا يزال بإمكاننا اليوم العثور على حظائر مشروع OXCART ، من AQUATONE بجوار أطول مدرج إقلاع في العالم بطول يزيد قليلاً عن 7 كيلومترات . بالمناسبة ، من المدهش أن القوات الجوية الأمريكية أصدرت الصورة التالية لطائرة F-22 حيث يمكن ملاحظة ما يسمى بالمنطقة 51 في الخلفية تمامًا. طبعا إذا كان نشرها عن قصد فربما هناك قصة ما وراء ذلك.
بالنسبة لمحبي نظرية المؤامرة ، المنطقة 51 هي المكان الذي يحتفظ فيه الأمريكيون بالجسم الغريب الذي تحطم في روسويل ... لست مغرمًا جدًا بالمؤامرات التي تنطوي على وجود كائنات فضائية ، لكن دعنا نتوقف للحظة عن هذا الموضوع. الحقيقة هي أن روزويل ليست بالقرب من بحيرة جروم أو لاس فيجاس ؛ تقع منظقة روزويل في الواقع على بعد أميال قليلة من هناك ، وتحديداً في ولاية نيو مكسيكو في يوليو 1947 ، اكتشف مزارع من ولاية نيو مكسيكو يُدعى ماك برازيل بعض البقايا الغريبة في ممتلكاته ، لذلك اتصل بالسلطات بحلول الجيش ، وأخذ كل شيء هناك ، فجأة بدأ إحدى الصحف تتدعى أنه كان جسم غامض ... منذ ذلك الحين وحتى اليوم. يبدو أن الواقع يشير إلى فشل أحد المناطيد التجريبية لما يسمى مشروع Mogul. كان الهدف من هذا المشروع هو وضع بالونات قادرة على اكتشاف الموجات الصوتية على ارتفاعات عالية بالقرب من الاتحاد السوفيتي من أجل جمع المعلومات المتعلقة بالتجارب النووية للاتحاد السوفيتي. وفقًا لأحد التقارير التي رفعت عنها السرية من قبل القوات الجوية الأمريكية ، فإن بالونًا من طراز Mogul ، وتحديداً رقم 4 ، تحطم بالقرب من Roswell.
وكيف وصلت تلك الخردة إلى نيو مكسيكو؟ حسنًا ، هذا سهل ، نظريًا ، طار البالون ... نعم ، لكن من أين؟ تمامًا كما تمتلك القوات الجوية الأمريكية نطاق الاختبار والتدريب في نيفادا (NTTR) ، فإن للجيش الأمريكي مكانًا يُعرف باسم نطاق الصواريخ وايت ساندز لإجراء اختباراته. كان هذا بالضبط في نفس المكان الذي فجر فيه الأمريكيون في عام 1944 القنبلة ترينيتي ، أول قنبلة نووية في التاريخ ، وفي عام 1945 ، بعد عملية مشبك الورق Paperclip حيث أخذوا العالم فون براون وفريق V2 وكل ما تمكنوا من إخراجه من مصانع الصواريخ التي كان لدى النازيين في ما يسمى Mittelwerk ، مصنع V2 الواقع في كهوف معسكر Mitelbau-Dora الذي قام الأمريكيون بتفكيكه المعسكر قطعة قطعة بعد أن أدركوا أنه كان داخل منطقة النفوذ السوفياتي.
من ناحية أخرى ، قريبة جدًا من هذا المكان أيضًا قاعدة هولومان الجوية ، وهي قاعدة جوية معروفة بكونها رائدة في تطوير الصواريخ وباحتوائها على أسراب من طرازات F-117 Nighthawk إضافة الى أسراب من طراز F-22 .
في منطقة اختبار هولومان تم اختبار ما يسمى JB-2 Loon (النسخة الأمريكية من V-1 الألمانية)
كما اختبر MGM-1 Matador (نسخة من V-1 الأكثر تقدمًا) تم اختباره و تم كسر الرقم القياسي لسرعة على القضبان يطلق عليها "جالوبي" بسرعة لا تصدق تبلغ 8.5 ماخ في ما يسمى بمسار الاختبار عالي السرعة.
مسار الاختبار عالي السرعة عبارة عن سكة حديدية توضع عليها مزلجة تعمل بالدفع الصاروخي وتُستخدم لاختبار الصواريخ والطائرات ومقاعد الطرد أو إجراء محاكاة لسلوك الرؤوس الحربية النووية أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي .
حصل مشروع تقييم ميغ 21 بعد وصوله إلى المنطقة 51 على الاسم الرمزي HAVE DONUT (YF-110B) وتم طلاء الطائرة برقم 80965 وتم تزيينها بألوان القوات الجوية الأمريكية وتم وضعها في الخدمة .
ميغ 21 الخاصة بالطيار العراقي روفاو هي تحمل شعار القوات الجوية الأمريكية. صور القوات الجوية الأمريكية
في مارس من نفس العام ، تم الانتهاء بالفعل من الغالبية العظمى من الاختبارات المجدولة لهذه الطائرة والتي تضمنت 33 رحلة مخصصة لتقييمها من قبل القوات الجوية ، و 25 رحلة للقوات للبحرية لتقييمها ، و 26 رحلة لتقييم الديناميكا الهوائية وقدراتها ، الاستقرار والتحكم ، 4 للتقييم من قبل قيادة الدفاع الجوي الأمريكية ، تم اجراء اختبارين أخريين من قبل القيادة الجوية الاستراتيجية بالإضافة إلى 10 رحلات أخرى لتقييم البصمة الحرارية والرادار من زوايا مختلفة.
خصصت جميع الهيئات المذكورة أعلاه رحلاتها التجريبية لإجراء تقييم هجومي ودفاعي للطائرة ضد أي طائرة كانت موجودة في مخزونهم. وهكذا ، أجرت القيادة الجوية التكتيكية لسلاح الجو اختبارات قتالية ضد F-4C / D / E و F-105D / F و F-111A و F-100D و F-104D و F-5A و RF-101 و RF -4C و B-66 ، اختبرتها البحرية ضد طائراتها F-4B / J و F-8E و A-4F و A-6A و A-7A ، اختبرتها قيادة الدفاع الجوي ضد طراز Convair F-interceptor 106 واختبرت القيادة الإستراتيجية كيف حفزت الميغ 21 أنظمة الكشف والتشويش لقاذفاتها B-52 و B-58.
نتيجة لكل هذه الاختبارات ، تم وضع القواعد القتالية و الاجراءات التي يجب أن يأخذها الطيارون في الاعتبار عند مواجهة ميغ 21 ، و تضممنت هذه الارشادات تضمنت ارتفاعات الاعتراض ، والسرعات ، والمناورات الموصى بها ، وأداء معداتهم الخاصة ، وما إلى ذلك.
كشف تقييم أمريكا للطائرة ميغ 21 نقاط ضعف قليلة جدًا في تصميم هذه الطائرة ، من بينها ضعف الرؤية المتاحة لطياريها ، والتي حددها الإسرائيليون بالفعل.
من جانبها ، استفادت معظم تكتيكات التعامل معها من تباطؤ استجابة المحرك وسرعة قصوى منخفضة كما تم رصد نقاط ضعف في خزانات الوقود التي كانت تسرب و خزانات الاكسجين سيئة السمعة الموجودة خلف الطيار.
المستند الذي رفعت عنه السرية من قبل USAF.
"إذا كنت تعرف عدوك وتعرف نفسك ، فلا داعي للخوف من نتيجة 100 معركة".
كانت الدروس المستفادة خلال برنامج Have Donut ذات فائدة كبيرة لكل من البحرية والقوات الجوية الأمريكية ، ولكن مع ذلك ، حتى لو كانت ميغ 21 هي أكثر أعدائها تقدمًا في فيتنام ، فإن ميغ 17 كانت لا تزال مسؤولة عن غالبية الضحايا في المعارك الجوية في شمال فيتنام.
لسوء الحظ ، لم يكن لدى الأمريكيين ولا الإسرائيليين طائرات ميج 17 ، لذا كان تقييمها مستحيلًا تمامًا ، ولكن لن يمر وقت طويل حتى يفوز الأمريكيون باليانصيب مرة أخرى.
ميج 17 سورية.
التوقيت : 12 أغسطس 1968 المكان : إسرائيل. بالكاد بعد 4 أشهر من الانتهاء من تقييم ميغ 21 في المنطقة 51 في إطار برنامج Have Donut ، تكتشف رادارات الإنذار الإسرائيلية طائرتا ميغ 17 من سلاح الجو السوري تقترب من مطار بيتزيت. وكان على متن هاتين الطائرتين طياران شابان يبلغان من العمر 25 و 22 عاما في رحلة تدريبية ، وهما الملازمان وليد أدهم ورادسان بيفائي. أقلعت طائرتان من طراز ميراج من سلاح الجو الإسرائيلي في مهمة اعتراض وأثناء محاولتهما اللحاق بهما لاحظا كيف تهبط طائرتا ميج 17 بمحض إرادتهما في المطار الإسرائيلي. تهبط الطائرات سليمة وسرعان ما تصبح مركز اهتمام العالم بأسره. يبدو أن الطيارين من جانبهم مقتنعون بأنهم هبطوا في لبنان ولا يدركون خطأهم حتى تم اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي.
سرعان ما تمتلئ القاعدة بالمتفرجين ، وكان الإسرائيليون قد رأوا من قبل طائرة ميغ 21 ولكن كانت هذه المرة الأولى التي يواجهون فيها طائرات ميغ 17 وجهاً لوجه. كان لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الطيارون السوريون قد انشاقوا أم لا ...
سرعان ما تم اكتشاف الخطأ ، فالخرائط التي استخدمها السوريون لإرشاد أنفسهم تعود إلى عام 1945 ، إلى جانب سوء الأحوال الجوية مما تسبب في ضياع الطيارين و دخولهم عن طريق الخطأ إسرائيل.
كانت مكافئة هذين الطيارين لإعطائهما طائرتين من طراز ميج 17 لإسرائيل هي السجن لمدة عامين ، والتي لن يخرجا منها إلا بعد استخدامهما كورقة مساومة لإعادة الأسرى الإسرائيليين. وغني عن القول ، أن الفريق الاختبار بقيادة داني شابيرا استلم طائرات ميغ -17 السورية كهدية من السماء. بعد تقييمها قال داني سافيرا:
"تعتبر ميغ 17 أكثر رشاقة وقدرة على المناورة من أي طائرة في مخزوننا ، بما في ذلك الميراج . على الرغم من أن هذا يحدث فقط عند الطيران بأقل من 350 عقدة ، عند تجاوز هذه السرعة ، يصبح من الصعب التحكم في الطائرة و فوق سرعة 600 عقدة الأمر غير قابل للإدارة تقريبًا لقد طلبت من الطيارين الاشتباك مع ميغ 17 فقط إذا كانت سرعتها أكبر من 400 عقدة ، وهي السرعة التي ستتوقف فيها الطائرة ميغ 17 عن كونها تهديدًا ، إذا كانت ضمن النطاق".
بعد تقييم إسرائيل لطائرات ميغ -17 ، تم تفكيكها و اراسالها إلى المنطقة 51 لدراستها من قبل الأمريكيين ، كما هو متوقع. وصلت أول طائرة من طراز ميغ 17 في يناير 1969 تحت الاسم الرمزي HAVE DRILL (YF-113A) بينما وصلت الثانية لاحقًا إلى في مارس تحت الاسم الرمزي HAVE FERRY (YF-114C).
لم تكن الطائرات متطابقة تمامًا ، بينما كان لدى HAVE DRILL رادار ومنظار -بيرسكوب- ، لم تكن HAVE FERRY أكثر من نسخة تدريب ومن ثم قامت HAVE DRILL بعمل 172 طلعة جوية بينما تم استخدام HAVE FERRY الى ما يقرب 52 طلعة فقط.
قام فريق اختبار الطيران بتجهيز الطائرة بجميع المعدات اللازمة ليتمكنوا من قياس جميع المعلمات التي يحتاجونها لتقييم أداء الطائرة بشكل صحيح. من ناحية أخرى ، بصرف النظر عن التقييم الفني ، تم إجراء تقييم تكتيكي للجهاز تمامًا كما تم مع ميغ 21 من أجل اكتشاف أفضل الظروف لمواجهة ميغ 17.
فوجئ افراد الاختبار الأمريكان بالموثوقية الشديدة للجهاز بصرف النظر عن قدرتها الشديدة على المناورة التي جعلت منها تهديدًا لا يصدق للطائرات الأكثر تطورًا وتفوقًا من الناحية النظرية.
كانت إحدى المشاكل مع ميغ 17 هي مدى صعوبة تعقبها بصريًا في القتال القريب ، بينما كانت الفانتوم مرئية بسبب الدخان المنبعث من محركاتها من على بعد أميال ، تمثل فريسكو Fresco -لقب الناتو لطائرة ميغ17- مع قدرتها الكبيرة على المناورة وصغر حجمها ، هدف يصعب متابعته والهجوم عليه.
جاءت الطائرة المقابلة المثالية لـ HAVE DRILL و HAVE FERRY على يد طيار في سلاح الجو الكمبودي انشق في 25 نوفمبر 1969 مع طائرته Shenyang J-5 ، وهي نسخة صينية من MiG-17F ، في جنوب فيتنام. لم تهدر القوات الجوية الأمريكة أي وقت ، وبمجرد أن سمعت الأخبار ، أرسلت أحد طياريها HAVE DRILL و HAVE FERRY إلى فيتنام للتحقق من أن قدرات النسخة الصينية كانت تمامًا مثل تلك الموجودة في النسخ السوفيتية الأصلية ، تم تأكيد هذا الافتراض في 5 رحلات تجريبية فقط وأطلق على العملية لقب "HAVE PRIVILEGE".
في إطار برنامج HAVE DRILL ، تم عرض فرصة لبعض طياري البحرية للقتال ضد ميغ 17. نظرًا لأن البرنامج كان سريًا ولم يتمكن أحد من معرفة وجود طائرات ميغ، فقد تم إغلاق منطقة من نطاق اختبار Nellis من أجل تنفيذ المواجهات بعيدًا عن الأشخاص الفضوليين ، تم تصنيف هذه المنطقة علنًا على أنها " الميدان الأحمر "(Red Square) ، اسم لا يشكك الكثيرون في أصله. ذهب جميع طياري البحرية لمواجهة ميغ 17 في الساحة الحمراء وهزموا في قتالهم الأول فوق سماء بحيرة جروم.
كانت البحرية واضحة بشأن ذلك: وفقًا لاستنتاجات "تقرير أولت" والاختبارات التي أجريت فوق سماء نيفادا في "الميدان الأحمر" ، كان من الأهمية بمكان إنشاء مدرسة متقدمة للطيارين القتاليين لتعليم مبادئ القتال الجوي.
في 3 مارس 1969 ، تم افتتاح المدرسة التجريبية التابعة للبحرية ، وأعيدت تسميتها فيما بعد ببرنامج تعليمات تكتيكات مقاتلة البحرية الأمريكية (United States Navy Strike Fighter Tactics Instructor Program) المعروف أكثر باسم توب غان.
عرّف Top Gun بأنه مركز امتياز في القتال والتكتيكات وتدريب الطيارين. يأتي جميع الطيارين الذين تم تدريبهم في الأكاديمية من أسراب عملياتية منتشرة في فيتنام ، بالإضافة إلى التعليمات ، كانت مهمتهم ، في سرب عملياتهم هي توجيه رفاقهم. سرعان ما بدأت النتائج في البحرية و Top Gun تؤتي ثمارها. وارتفعت الاشتباكات بين مقاتلات البحرية والميغ الفيتنامية الشمالية من نسبة 2.75: 1 إلى 13: 1. أي أن البحرية انتقلت من خسارة طائرة واحدة مقابل 2.75 ميج أسقطت إلى طائرة واحدة مقابل 13 ميج.
في مايو 1973 ، لم تعد برامج HAVE DRILL و HAVE FERRY و HAVE DONOUGHT موجودة وتمركز كل شيء في برنامج جديد يسمى HAVE IDEA. كان المشروع بأكمله يغادر المنطقة 51 وينتقل إلى مطار صغير يقع على بعد 100 كيلومتر فقط شمال غربه ، وهو مطار Tonopah Test Range Airfield. يقع Tonopah داخل نطاق اختبار Nellis بالإضافة إلى قاعدة Groom Lake الجوية "غير الموجودة" ، وهو معروف بشكل أفضل تحت اسم مستعار غريب آخر : المنطقة 52.
تشتهر Tonopah أيضًا بكونها القاعدة التي تم من خلالها تشغيل المجموعة التكتيكية 4450 لطائرات اف 177 سرًا من عام 1982 إلى 1989. تم زيادة الإجراءات الأمنية إلى الحد الأقصى. ومع ذلك ، سيستغرق حدوث ذلك بعض الوقت ، تذكر أننا ما زلنا في عام 1973 ، في الواقع لم يتم تطوير اف117 بعد ولن يتم إطلاقها حتى ديسمبر 1977.
كنتيجة لمشروع HAVE IDEA ومن أجل تقديم الخدمة والدعم لتطوير المشروع ، في يوليو 1973 ، تم انشاء سرب التقييم والاختبار رقم 4477 ، ما يسمى بـ "النسور الحمراء" في Tonopah ، وكان الهدف منه قيادة مقاتلات العدو وإجراء تقييم تكتيكي لها.
يتكون السرب من حوالي 69 "bandits" ، وهو اسم مستعار أطلق على طياري ريد إيجلز ، وأعقبه إنشاء سرب الاختبار 6513 في ديسمبر 1977 المتمركز في قاعدة إدواردز الجوية ، وهو سرب أطلق عليه لقب "Red Hats" ويهدف إلى تقييم الطائرات التي تم الاستيلاء عليها تقنيًا. هذا البرنامج السري للغاية والذي تم رفع السرية عنه مؤخرًا كان يسمى Constant Peg.
كان هدف كونستانت بيج هو إنشاء سرب جوي مكون من طائرات "معادية" فقط وتوجيهها ضد الطيارين المتدربيين المشاركين في التدريب.السؤال كيف سيتم الحصول على تلك الطائرات الاجابة بسيطة الاستيلاء على الطائرات أو الحصول عليها بناءً على مفاوضات دبلوماسية معقدة ، لذلك عندما وصلت الطائرات إلى تونوباه لم يكن لديهم دليل صيانة ، ولم يكن هناك قطع غيار ، ولم يكن هناك دليل طيران أو أي شيء كانت مخاطرة كبيرة لأولئك الذين اضطروا إلى تجريبها والدليل على ذلك هو أنه طوال فترة وجود الطائرات فقد طياران من السرب 4477 حياتهما أثناء قيادة الطائرات السوفيتية واضطر العديد إلى الخروج بعد فقدان السيطرة على الطائرة.
في Constant Peg ، انضمت بعض الطائرات الأخرى التي استولت عليها إسرائيل في حروبها.
لتكوين سرب مقاتل جيد من طائرات ميغ 21 كانت هناك طائرات على سبيل الإعارة من إسرائيل ، بعضها تم الاستيلاء عليه من مصر ، وأخرى تبرعت بها القوات الجوية الإندونيسية و 12 نموذجًا تم شراؤها من الصين من طرازات Shenyang F -7B ، وهي نسخة صينية من ميغ 21.
وانضم إلى استكمال سرب Constant Peg مجموعة أخرى مكونة من نسخ المقاتلة السوفيتية الأكثر تقدمًا في الوقت الحالي ميغ 23.
توصل الرئيس المصري أنور السادات إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتزويدهم بقطع غيار من خلال ارسال نسختين من طراز ميغ 23 على وجه السرعة إلى تونوباه.
تجارب Constant Peg
فيما يلي جزء مقال بقلم بيل سويتمان ينقل ما قاله مدير الاختبار والتقييم المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية في حديث مدته ساعة ونصف في جمعية القوات الجوية : "في عام 1985 ، كان لدينا 26 طائرة من طراز ميغ 21 و 23. كان لدينا في الأصل طائرات ميغ 17 لكننا اخرجنها من الخدمة ، وبحلول نهاية المشروع كان لدينا عدد أكبر من طائرات ميغ 21 أكثر من أي شيء آخر. كان الطيارون من أسراب المعتدين وأكاديمية الطيارين المقاتلين ، أو المدربين من Top Gun. كان جميعهم تقريبًا من ذوي الرتب العالية ولديهم ألفان أو ثلاثة آلاف ساعة طيران. لم يكن الطيارون مصدر قلقنا لأنهم كانوا يثقون تمامًا في أنفسهم. لم يكونوا فخورين بإسقاطهم لطائرات إف -4. الهدف لم يكن إطلاق النار عليهم كانوا يُسقطون دائمًا في اليوم الأول ، وهذا أمر مفروغ منه. بالنسبة للطلاب كانت الدورة من الأحد إلى الاثنين بحلول نهاية الأسبوع ، أردنا أشخاصًا قادرين على إسقاط طائرة ميج في المرة الأولى التي رأوها فيها.
لم يُظهر الامريكان نفس المودة تجاه طائرة ميغ 23 : "كان الـ 23 كابوسًا وكان الطيارون يكرهون الطيران بها كان لدينا ثماني ميج 23 ، اثنتان منها نسخة هجوم أرضي [MiG-23BN] ، في الزوايا العالية للهجوم لم تكن مستقرة مثل تلك التي بها رادار مثبت في المقدمة ، ويمكن أن تتسارع حتى تنفجر. كان الحد الأقصى للسرعة 710 أو 720 عقدة وفجأة عندما نظرت إلى الداخل ، رأيت أنها تطير بسرعة 850 أو 880. كل طيار طار قام بالدوران مرة واحدة على الأقل. عند الانفصال عند 1.4 ماخ يمكنك أن ترى أن الأنف يبدأ في التحرك من جانب إلى آخر كان عدم الاستقرار رهيبًا. على الرغم من أنها كانت أسرع طائرة لدينا ، إلا أنك لن تشعر أبدًا بالراحة. خلال مناورات العلم الأحمر في السبعينيات ، أخبرونا أن ميغ 23 يمكنها أن تطوي أجنحتها للأمام وتقتلك. رون إيفرسون ، ضابط العمليات السرب 4477 بين 75 و 79 ، فجرها وقال "لا تقلق ، في معظم الأوقات كانت تحاول قتلي."
"بشكل عام ، كانت العمليات معقدة سألتنا القيادة الجوية التكتيكية عن معدل الحوادث لدينا كان متوسط القيادة الجوية التكتيكية 3 أو 4 حوادث لكل 100000 ساعة طيران كان ما بين 5 و 6 أمرًا يدعو للقلق. كان لدينا معدل 100 الحوادث لكل 100000 ساعة طيران ، ولم نكن نعدهم جميعًا. كانت لدينا واحدة ولم نطير بها مرة أخرى أبدًا ، لأنه كان لدينا ضوء تنبيه بالحريق في كل مرة نقوم بتشغيلها. كان لدينا 210 ميكانيكيًا كانوا جيدين بشكل لا يصدق. وكالة المخابرات المركزية أعطتنا قاذفة شعلات من Su-25 Frogfoot تم إسقاطها في أفغانستان ، أخذناها للصيانة كان مجرد شيء مع مجموعة من الأسلاك تخرج منه ، وبعد أربع ساعات قمنا بتشغيله على ميج 21 اتضح أنه اختبار مهم للغاية ، ففي عام 1987 كان لدينا صاروخ AIM-9P مصمم لتجاهل التوهجات وعندما استخدمته مع مشاعل أمريكية نجح وذهب مباشرة لإسقاط الهدف. ولكن عندما استخدمنه مع مشاعل سوفيتية وجدنا أن AIM-9P أستهدف المشاعل. "
في هذا الجزء سنقوم بنقل جزء من نصوص كتاب ستيف ديفيز بعنوان "النسور الحمراء: طائرات ميج السرية في أمريكا" الكتاب كان منشور في احد المنتديات الاجنبية و كان به مناقشات ساخنة بين الطيارين السوفييت السابقين مع ستيف ، ومشاركات من ميكانيكي شارك في عمليات الصيانة وشهادات من طيار اختبار طار طائرات ميغ لسنوات في إطار هذا البرنامج يقول الكتاب ستيف ديفيز :
"كنا نعلم أن طرازات ميغ 23 لدينا لديها قدرات أقل من أحدث الموديلات العاملة في القوات الجوية السوفيتية. كنا نحب أن يكون لدينا طرازات أحدث مثل ML مع رادار High Lark ولكن لسبب ما ما زلت لا أفهم روسيا ؟ "
"هل تسأل لماذا لم نقم بالطيران باستخدام تكتيكات حلف وارسو؟ (الرد المتعلق بجدل سابق ذكر فيه أن سرب كونستانت بيج لم يطير مثل أسراب حلف وارسو) يقول لأننا لم نرغب في ذلك. نعم هذا كان من الممكن أن يكون ما كنا نبحث عنه (تحكم صارم في الهواء ، اضرب واهرب القيام بعمليات اعتراض ولكن القليل من "المعارك") كنا سنحاكي ميغ 21 مع اف5 و ميغ 23 مع اف 111 و هذا كل شيء. كانت مهمتنا مختلفة. أردنا التأكد من أن المرة الأولى التي يواجه فيها رجالنا طائرة ميج في القتال لن تكن المرة الأولى التي يشاهدون فيها طائرة ميج. وأردنا التأكد من عدم وجود مفاجآت. نحن أرادنا وضعهم في أسوأ سيناريو ممكن. أردنا أن نظهر ما كانت الطائرة قادرة عليه عندما يقودها أشخاص مدربون تدريباً جيداً وعدوانيون يعرفون التكتيكات القتالية وقدرات طائرات وطياري القوات الجوية الأمريكية. عندما غادرت الفريق في عام 1987 ، كان الشيء الوحيد الذي أخذته معي هو الرقعة التي ارتديتها على بدلة الطيار ولوحة الوداع لا شيء آخر. كان كل شيء في البرنامج سريًا وسريًا للغاية ومجزئًا. لا أحد يعرف ما يعرفه الآخرون. كنت ضابط عمليات لمدة عام تقريبًا ولم أكن أعرف أنا ولا قائد السرب ما الذي سيفعله بعض الرجال عندما قاموا برحلة متقطعة ".
"كان البرنامج قيد التشغيل ، لقد قمنا بأكثر من 15000 طلعة جوية مغ طائرات ميغ وقمنا بتدريب أكثر من 6000 طيار من القوات الجوية الأمريكية والبحرية. لا أعرف أي دولة أخرى فعلت أي شيء مماثل بعد ".
"بعض الأشياء التي أحببتها في ميغ 23 أولاً ، إذا كان هدفك هو التحرك بسرعة (ولكن بسرعة كبيرة) ، فإن الميغ 23 ستكون وسيلتك المفضلة. وعندما تحرك هذه الأجنحة من 45 إلى 72 درجة ، كان من الممكن أن تشعر بأن الطائرة تنطلق السحب والتسارع مثيرًا للإعجاب ، في الواقع كانت طائرة MiG-23MS هي أسرع طائرة حلقت بها على الإطلاق ، لقد أحببت شخصيًا محرك 23 ، وخاصة R-9 من MS ، لقد كان كبيرًا وقويًا كانت طفرة ما بعد تشغيل الحارق اللاحق وأشعر بالصدمة بشكل خاص عند الفجر عندما بدأ الضوء في الظهور ، لقد أحببت الخانق ، لم أشعر به ، لكن الأزرار كانت تعمل بشكل جيد ، كانت الرؤية الخلفية ضعيفة بشكل أساسي بسبب هيكل قمرة القيادة المرتفع ومقعد الطرد لكن تعلمت أن أنحني للأمام وأدير رأسي لتجنب ارتطام الخوذة بالمقعد "
"لقد أحببت المنظار (البيرسكوب الذي ينظر به الى الخلف). كانت الجودة البصرية جيدة جدًا ، ولم تضع عليه أي شيء مثل" تبدو الاشياء أقرب مما هي عليه حقًا "عندما أردنا الخروج من القتال ، كان من السهل قلب الطائرة ورؤية الخصم من خلال المنظار. إذا كان على ارتفاع 3000 قدم ، فيمكنه تحديد المسافة بناءً على المنظار بخطأ 100 أو 200 قدم ، إذا كان ما بين 3000 و 12000 كان هامش الخطأ 1000 قدم وإذا كان أكثر من 12000 كنت أرى نقطة ، يمكنني رؤيتها لكنني لم أعرف المسافة "
"لم تكن بيئة العمل جيدة ، لكن كما قلت ، كانت مقاتلة من الجيل الثالث. كان طراز Phantom جيدًا أيضًا ، وعلى الرغم من أنني أحببت قمرة القيادة بشكل أفضل ، لم يكن الأمر أفضل بكثير. قبل قيادة الطائرة الـميغ 23 حذرونا حول نظام "Knuckle Rapper" الخاص بزوايا الهجوم ، ضحكنا ، بعد الطيران لم نضحك مرة أخرى (توضيح: Knuckle Rapper نظامًا بموجبه عندما تحافظ على زاوية هجوم عالية أكثر من 17 درجة يقوم بضرب مفاصل الطيار عند الاقتراب من الحد الأقصى حتى تترك العصا القيادة لقد كان هناك ليخبرك بعدم الاحتفاظ بزوايا هجوم عالية.لقد أحببت أداة الإمساك بالمفاصل. كان التحذير الأول للزاوية العالية للهجوم على Phantom صوتًا في الخوذة يختلط بالاتصالات اللاسلكية. ليس سيئًا ولكنه يشتت الانتباه قليلاً لكن هذا النظام عن طريق الضغط على مفاصلك لتحذيرك لقد أحببنا اللعب بها ، وسحبها قليلاً حتى بدأت في الضغط عليها ، ثم تحريرها ، والبدء من جديد ثم تحريرها مرة أخرى ".
