أكبر محطة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتضنها السعودية
من المقرر أن تحتضن السعودية أكبر محطة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال شراكة بين أكوا باور وشركة المياه والكهرباء القابضة "بديل".
وأعلنت شركة "بديل"، إحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات السعودي، وشركة "أكوا باور"، توقيع اتفاقية لإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة.
ستبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 2.060 غيغاواط، وستُنَفَّذ في الشعيبة، بمنطقة مكة المكرمة، إذ من المتوقع تشغيل المشروع على مراحل، تنتهي آخرها في الربع الأخير من العام 2025، حسبما ذكر بيان لشركة أكوا باور، اطّلعت عليه منصة الطاقة.
بحسب الاتفاقية، ستكون ملكية أكبر محطة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشتركة بين شركتي "بديل" و" أكوا باور"، المطوّر والمستثمر والمشغّل الرائد لمحطات تحلية المياه وتوليد الطاقة حول العالم، بواقع 50% لكل منهما.
ومن المقرر تأسيس شركة مشتركة خاصة بتطوير المشروع تحت مسمى "شركة الشعيبة الثانية للطاقة الكهربائية".
اتفاقية شراء الطاقة
في السياق ذاته، أعلنت شركة الشعيبة الثانية للطاقة الكهربائية إبرامها اتفاقيات شراء الطاقة للمحطة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة.
ومن المخطط للمشروع أن يسهم المشروع بتحقيق مستهدفات المملكة في قطاع الطاقة المتجددة، كون المحطة مشروعًا ضخمًا في مجال الطاقة المستدامة، الذي من شأنه أن يسهم بشكل محوري وفاعل في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويبلغ سعر شراء الطاقة للمشروع 6.72 هللة لكل كيلوواط- ساعة، ومن المتوقع أن يسهم في تزويد نحو 350 ألف وحدة سكنية بالطاقة الكهربائية.
يأتي مشروع أكبر محطة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن إستراتيجية المملكة لتحقيق عدد من المستهدفات في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، بقيادة وإشراف مباشر من وزارة الطاقة، التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة في مختلف مشروعاتها، والوصول إلى المزيج الأمثل لإنتاج الكهرباء من خلال تنويع مصادر الطاقة وتوطين مكونات القطاع، ضمن خطط تطوير قطاع الكهرباء الطموحة.
ويُعدّ المشروع خطوة جديدة نحو تحقيق مستهدفات رؤية "المملكة 2030"، وسيُسهم في الوصول إلى المزيج الأمثل لإنتاج الكهرباء، وإزاحة الوقود السائل في قطاع إنتاج الكهرباء، من خلال استغلال مصادر الطاقة المتجددة وتطوير محطات غازية عالية الكفاءة، بحيث تكون حصة مصادر الطاقة المتجددة في هذا المزيج نحو 50% بحلول عام 2030.
صندوق الاستثمارات العامة
أوضح نائب المحافظ، ورئيس الإدارة العامة لاستثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة يزيد الحميّد أن المشروع يمثّل خطوة مهمة ضمن برنامج الطاقة المتجددة لصندوق الاستثمارات العامة، الذي يتضمن تطوير 70% من قدرة توليد الطاقة المتجددة في المملكة بحلول عام 2030، بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة.
وقال: "يعدّ قطاع المرافق الخدمية والطاقة المتجددة أحد القطاعات الإستراتيجية التي يركز الصندوق عليها في إطلاق قدرات القطاعات غير النفطية الواعدة لتعزيز جهود المملكة في تنويع مصادر الدخل".
تنويع مزيج الطاقة
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور" محمد أبونيان أن السعودية بتوجيهات من القيادة الرشيدة ووزارة الطاقة، تمضي قدمًا في تنفيذ خططها الطموحة والرامية إلى تنويع مزيج الطاقة من خلال التوجّه نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأكد أن التعاون مع "بديل" والشركة السعودية لشراء الطاقة، لتنفيذ المشروع، سيكون بمثابة مشروع مرجعي جديد لتنمية الطاقة المستدامة على مستوى المنطقة.
وأضاف: "تُعدّ الطاقة الشمسية اليوم من الركائز الأساسية لتحقيق أفضل النتائج الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، إذ نواصل تأكيد التزامنا بتطوير المحتوى المحلي في مجالات التكنولوجيا وسلاسل التوريد وتنمية المواهب والاستفادة القصوى من الإمكانات المحلية".
وأفاد أن "بديل" و"أكوا باور" ستقومان ببناء وامتلاك وتشغيل محطة الشعيبة الثانية –أكبر محطة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- وبيع الكهرباء من خلالها للشركة السعودية لشراء الطاقة، وعند إنجازها بالكامل، سوف تسهم المحطة في تزويد 350 ألف وحدة سكنية بالكهرباء.
يُذكر أن محطة الشعيبة الثانية هي المحطة السادسة لتوليد الطاقة الشمسية والتابعة لـ "أكوا باور" في السعودية، في الوقت الذي تضم فيه محفظة مشروعات أكوا باور محليًا 13 محطة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
كما تعمل "بديل" و"أكوا باور" على تطوير مشروع سدير للطاقة الشمسية، بقدرة إنتاجية تبلغ 1500 ميغاواط، الذي يعدّ حجر الأساس لالتزام صندوق الاستثمارات العامة بتطوير مشروعات الطاقة المتجددة.