◙ مخطوط " قاموس عربي أمازيغي" من العهد الحمادي◙
● في فعاليات الاحتفال الرسميّ بالسنة الأمازيغية الجديدة2973، تحت إشراف السيد سي الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، يومي 11/12جانفي2023م بمدينة غرداية المضيافة.وقد تميز الاحتفال بتقديم نشاط ثقافي فكري متنوع، وتمّ أيضا في هذا السياق إعلان أسماء الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية.
● حضور الباحثين بامتياز.
كانت هذه المناسبة فرصة سانحة للقاء عدد من الباحثين الجزائريين المهتمّين بالتراث الأمازيغي ثقافة ولغة، أذكر منهم: أ.د. محمد الهادي حارش، الدكتور أمحند زردومي، (جامعة أبو القاسم سعد الله، الجزائر)، أ.د. فريد بن رمضان، الدكتوره ليلى مجاهد( جامعة أمحمد بوڤرة، بومرداس)، أ.د.الحاج أوحمنة دواق(جامعة منتوري بقسنطينة)، الدكتور رمضان بوخروف، الدكتور عبد الله نوح، الدكتور سالم جمعي (جامعة تيزي وزو)، الأستاذ جميل عيساني، والأستاذ جمال مشهد من بجاية، الدكتور عاشور سرقمة(جامعة غرداية)، الدكتور زندري عبد النبي(جامعة تمنغاست)،الشيخ ابراهيم أجرادي(شيخ زاوية مغنية بتلمسان)،السيدة زوليخة تواتي (رئيسة دائرة التراث المحمي بولاية البيّض)، الدكتور بوزيد بومدين (المجلس الإسلامي الأعلى)، وغيرهم.
● المخطوطات الأمازيغية في صلب برنامج الملتقى.
أدرج المنظمون ضمن برنامج الملتقى سلسلة من المحاضرات حول المؤلفات الأمازيغية المخطوطة بالأبجدية العربية، بعضها محفوظ في المكتبات الخاصة بغرداية وبجاية، والمكتبة الوطنية، وبعضها الآخر محفوظ في جبل نفوسة بليبيا ومكتبات المغرب، وكذا مكتبات الجامعات الأوروبية. لا شك أن إدراج هذا المحور في هذه المناسبة الخاصة بالاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، يؤكد سعي الدولة إلى رعاية جميع مكوّنات شخصيتنا الجزائرية دون إقصاء، في إطار الوحدة المتماسكة كما جاء في شعار الملتقى الوارد في كلمة السيد سي الهاشمي عصّاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية.
● مخطوط ابن تونرت.
في سلسلة المحاضرات، ذكرُ مخطوط ذو أهمية ، عنوانه: "كتاب أسماء العربية وتفسيرها بالبربرية"، وهو عبارة عن قاموس عربي أمازيغي يحتوي على أكثر من 2500 كلمة، ألّفه عالم من علماء مدينة مسيلة في العهد الحمادي، وهو أبو عبد الله محمد بن تُونَرْتْ، المولود في قلعة بني حماد (مسيلة) سنة 1085م، والمتوفىَّ بمدينة فاس سنة 1172م. وقد أخذ العلم في مسقط رأسه، وأكمل دراسته في مدن بجاية والجزائر وقرطبة، ثم استوطن مدينة فاس حيث تولى القضاء والتعليم.هذا وقد تمحورت مداخلات الأستاذة الباحثة حسينة حلاق(من جامعة عبد الحميد مهري، قسنطينة2)، والدكتور رمضان بوخروف، والدكتور سالم جمعي (من جامعة تيزي وزو) حول هذا الكتاب المخطوط.
● طبيعة مخطوط ابن تونرت.
تكمن أهمية هذا الكتاب المخطوط في جوانبه العلمية والتربوية والاجتماعية، فهو يعدّ من أقدم القواميس الهادفة إلى نسج روابط التعايش بين اللغتين العربية والأمازيغية في الجزائر وشمال افريقية قاطبة، إذ جعله المؤلف أداة للتقارب بين السكان الأمازيغ والعرب في حياتهم اليومية، وخاصة في مجالات التجارة والقضاء والتوثيق والميراث. واشتمل المخطوط على عدة محاور، منها أسماء المحاصيل الزراعية وأسماء الأنعام والأعشاب الطبية والمواعين المنزلية وأسماء جسم الإنسان وغيرها. وبالنسبة لمنهجية الكتاب، فهي تتمثل في ذكر الاسم بالعربية أولا، ثم يعطي المؤلف ما يقابله بألسن(المتغيرات) الأمازيغية المتنوّعة، منها لسان الزواوة، ولسان سكان مدينة الجزائر(آث مزغنة) وما جاورها، ولسان قبيلة مصمودة بجنوب المغرب الأقصى،وهي الألسن التي كان المؤلف مُلمّا بها بحكم الإقامة في هذه المناطق لبعض الوقت.
● محتوى الصفحة الأولى للمخطوط.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ورسولنا محمد وآله وصحبه وسلم
كتاب وفيه أسماء العربية وتفسيرها بالبربرية. تأليف أبي عبد الله محمد بن تونرت رحمه الله.
الحمد لله ربّ العالمين.العالم بفتح اللام فهم الخلق واحد منهم عالَم والعالِمون بكسر اللام فهم العلماء واحد منهم عالم.قوله تعالى وما يعقلها إلاّ العالِمون. الثقلان الجن والإنس قوله تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان. الجِنّة بكسر الجيم جماعة الجنون، قوله تعالى ولقد علمت الجِنّة – والجُنّة بضم الجيم فهو بالبربرية(ءاسْنِتْلْ) كالدرق ونحوه لقوله تعالى اتخذوا إيمانهم جُنّة، والجَنّة بفتح الجيم، هي الرحمة لقوله تعالى جنت عدن يدخلونها- الرسل والمنذرين والمبشّرين والنبيئين فهم بالبربرية ءاسرن(1) لقوله تعالى: يأيها الرسل كلوا من الطيبات، وقوله: بشيرا ونذيرا، وقوله يا أيها النبي، وقوله تعالى: وانذر عشيرتك الأقربين، كل واحد منهم الرسل والمنذَرين بفتح الذال فهم المهلكين لقوله تعالى: فساء صباح المُنذَرين، والناس والإنس يقال لهم بالبربرية(مدَّنْ) لقوله تعالى: يا أيها الناس، الرجل والبشر والإنسان والمرء فهم بالبربرية مَدَّنْ لقوله تعالى وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى، وقوله بشرا من الطين، وقوله: يا أيها الإنسان، والفتى والتارخ (كذا) والصبي والغلام والطفل والولد ءَارْبْ وجمعهم الفتيان والشبان والصبيان والغلمان والأطفال والولدان.
● رقمنة مخطوط ابن تونرت.
حظي هذا القاموس المخطوط بعناية الباحثين المختصّين في التراث الأمازيغي، العاملين في مراكز البحث بأقطار أوروبا وشمال افريقية. وفي هذا السياق تضافرت جهود البروفيسور كمال نايت زراد، مع جهود البروفيسور سليم لونيسي العاملين في جامعات المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (INALCO) بفرنسا، بجهود سالم جمعي أستاذ محاضر بجامعة تيزي وزو، من أجل رقمنة المخطوط المذكور، زهذا بالاعتماد على النسخة الموجودة في جامعة Aix-en-Provence بجنوب فرنسا.
● أهمية إدراج المخطوط في البرنامج التعليمي.
نظرا لأهمية هذا القاموس الأصيل الجامع بين اللغتين العربية والأمازيغية، فإنني اقترح على المحافظة السامية للأمازيغية طبعه ونشره والسعي لإدراجه ضمن البرامج التعليمية، لما له من "وزن" تربوي حصين قادر على بناء جسور التواصل بين المتعلّمين وبين الثقافة الأمازيغية، تساعدهم على الانفتاح عليها أكثر. لقد أعطى لنا السلف الصالح "العبرة" في كيفية التعامل مع اللغتين الوطنيتين(العربية والأمازيغية) تعاملا موفّقا، حقق الاستقرار للجزائر طيلة القرون الماضية. لذا فمن واجبنا أن نستوحي الحلول لراهننا من تجربتهم الناجحة، من أجل تحقيق تماسك المجتمع بكل أطيافه الثقافية، وتعايش المواطنين في وئام، في إطار وطن واحد موحّد، جداره مرصوص لا انفصام له.
----------------------------------
1- ورد على هامش الوثيقة شرح هذه الكلمة على النحو التالي: "ءَاسَرَنْ" لم أو لا يستعمل المستعمل عندنا إرْقَّسْنْ نْرَبِ".
● في فعاليات الاحتفال الرسميّ بالسنة الأمازيغية الجديدة2973، تحت إشراف السيد سي الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، يومي 11/12جانفي2023م بمدينة غرداية المضيافة.وقد تميز الاحتفال بتقديم نشاط ثقافي فكري متنوع، وتمّ أيضا في هذا السياق إعلان أسماء الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية.
● حضور الباحثين بامتياز.
كانت هذه المناسبة فرصة سانحة للقاء عدد من الباحثين الجزائريين المهتمّين بالتراث الأمازيغي ثقافة ولغة، أذكر منهم: أ.د. محمد الهادي حارش، الدكتور أمحند زردومي، (جامعة أبو القاسم سعد الله، الجزائر)، أ.د. فريد بن رمضان، الدكتوره ليلى مجاهد( جامعة أمحمد بوڤرة، بومرداس)، أ.د.الحاج أوحمنة دواق(جامعة منتوري بقسنطينة)، الدكتور رمضان بوخروف، الدكتور عبد الله نوح، الدكتور سالم جمعي (جامعة تيزي وزو)، الأستاذ جميل عيساني، والأستاذ جمال مشهد من بجاية، الدكتور عاشور سرقمة(جامعة غرداية)، الدكتور زندري عبد النبي(جامعة تمنغاست)،الشيخ ابراهيم أجرادي(شيخ زاوية مغنية بتلمسان)،السيدة زوليخة تواتي (رئيسة دائرة التراث المحمي بولاية البيّض)، الدكتور بوزيد بومدين (المجلس الإسلامي الأعلى)، وغيرهم.
● المخطوطات الأمازيغية في صلب برنامج الملتقى.
أدرج المنظمون ضمن برنامج الملتقى سلسلة من المحاضرات حول المؤلفات الأمازيغية المخطوطة بالأبجدية العربية، بعضها محفوظ في المكتبات الخاصة بغرداية وبجاية، والمكتبة الوطنية، وبعضها الآخر محفوظ في جبل نفوسة بليبيا ومكتبات المغرب، وكذا مكتبات الجامعات الأوروبية. لا شك أن إدراج هذا المحور في هذه المناسبة الخاصة بالاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، يؤكد سعي الدولة إلى رعاية جميع مكوّنات شخصيتنا الجزائرية دون إقصاء، في إطار الوحدة المتماسكة كما جاء في شعار الملتقى الوارد في كلمة السيد سي الهاشمي عصّاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية.
● مخطوط ابن تونرت.
في سلسلة المحاضرات، ذكرُ مخطوط ذو أهمية ، عنوانه: "كتاب أسماء العربية وتفسيرها بالبربرية"، وهو عبارة عن قاموس عربي أمازيغي يحتوي على أكثر من 2500 كلمة، ألّفه عالم من علماء مدينة مسيلة في العهد الحمادي، وهو أبو عبد الله محمد بن تُونَرْتْ، المولود في قلعة بني حماد (مسيلة) سنة 1085م، والمتوفىَّ بمدينة فاس سنة 1172م. وقد أخذ العلم في مسقط رأسه، وأكمل دراسته في مدن بجاية والجزائر وقرطبة، ثم استوطن مدينة فاس حيث تولى القضاء والتعليم.هذا وقد تمحورت مداخلات الأستاذة الباحثة حسينة حلاق(من جامعة عبد الحميد مهري، قسنطينة2)، والدكتور رمضان بوخروف، والدكتور سالم جمعي (من جامعة تيزي وزو) حول هذا الكتاب المخطوط.
● طبيعة مخطوط ابن تونرت.
تكمن أهمية هذا الكتاب المخطوط في جوانبه العلمية والتربوية والاجتماعية، فهو يعدّ من أقدم القواميس الهادفة إلى نسج روابط التعايش بين اللغتين العربية والأمازيغية في الجزائر وشمال افريقية قاطبة، إذ جعله المؤلف أداة للتقارب بين السكان الأمازيغ والعرب في حياتهم اليومية، وخاصة في مجالات التجارة والقضاء والتوثيق والميراث. واشتمل المخطوط على عدة محاور، منها أسماء المحاصيل الزراعية وأسماء الأنعام والأعشاب الطبية والمواعين المنزلية وأسماء جسم الإنسان وغيرها. وبالنسبة لمنهجية الكتاب، فهي تتمثل في ذكر الاسم بالعربية أولا، ثم يعطي المؤلف ما يقابله بألسن(المتغيرات) الأمازيغية المتنوّعة، منها لسان الزواوة، ولسان سكان مدينة الجزائر(آث مزغنة) وما جاورها، ولسان قبيلة مصمودة بجنوب المغرب الأقصى،وهي الألسن التي كان المؤلف مُلمّا بها بحكم الإقامة في هذه المناطق لبعض الوقت.
● محتوى الصفحة الأولى للمخطوط.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ورسولنا محمد وآله وصحبه وسلم
كتاب وفيه أسماء العربية وتفسيرها بالبربرية. تأليف أبي عبد الله محمد بن تونرت رحمه الله.
الحمد لله ربّ العالمين.العالم بفتح اللام فهم الخلق واحد منهم عالَم والعالِمون بكسر اللام فهم العلماء واحد منهم عالم.قوله تعالى وما يعقلها إلاّ العالِمون. الثقلان الجن والإنس قوله تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان. الجِنّة بكسر الجيم جماعة الجنون، قوله تعالى ولقد علمت الجِنّة – والجُنّة بضم الجيم فهو بالبربرية(ءاسْنِتْلْ) كالدرق ونحوه لقوله تعالى اتخذوا إيمانهم جُنّة، والجَنّة بفتح الجيم، هي الرحمة لقوله تعالى جنت عدن يدخلونها- الرسل والمنذرين والمبشّرين والنبيئين فهم بالبربرية ءاسرن(1) لقوله تعالى: يأيها الرسل كلوا من الطيبات، وقوله: بشيرا ونذيرا، وقوله يا أيها النبي، وقوله تعالى: وانذر عشيرتك الأقربين، كل واحد منهم الرسل والمنذَرين بفتح الذال فهم المهلكين لقوله تعالى: فساء صباح المُنذَرين، والناس والإنس يقال لهم بالبربرية(مدَّنْ) لقوله تعالى: يا أيها الناس، الرجل والبشر والإنسان والمرء فهم بالبربرية مَدَّنْ لقوله تعالى وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى، وقوله بشرا من الطين، وقوله: يا أيها الإنسان، والفتى والتارخ (كذا) والصبي والغلام والطفل والولد ءَارْبْ وجمعهم الفتيان والشبان والصبيان والغلمان والأطفال والولدان.
● رقمنة مخطوط ابن تونرت.
حظي هذا القاموس المخطوط بعناية الباحثين المختصّين في التراث الأمازيغي، العاملين في مراكز البحث بأقطار أوروبا وشمال افريقية. وفي هذا السياق تضافرت جهود البروفيسور كمال نايت زراد، مع جهود البروفيسور سليم لونيسي العاملين في جامعات المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (INALCO) بفرنسا، بجهود سالم جمعي أستاذ محاضر بجامعة تيزي وزو، من أجل رقمنة المخطوط المذكور، زهذا بالاعتماد على النسخة الموجودة في جامعة Aix-en-Provence بجنوب فرنسا.
● أهمية إدراج المخطوط في البرنامج التعليمي.
نظرا لأهمية هذا القاموس الأصيل الجامع بين اللغتين العربية والأمازيغية، فإنني اقترح على المحافظة السامية للأمازيغية طبعه ونشره والسعي لإدراجه ضمن البرامج التعليمية، لما له من "وزن" تربوي حصين قادر على بناء جسور التواصل بين المتعلّمين وبين الثقافة الأمازيغية، تساعدهم على الانفتاح عليها أكثر. لقد أعطى لنا السلف الصالح "العبرة" في كيفية التعامل مع اللغتين الوطنيتين(العربية والأمازيغية) تعاملا موفّقا، حقق الاستقرار للجزائر طيلة القرون الماضية. لذا فمن واجبنا أن نستوحي الحلول لراهننا من تجربتهم الناجحة، من أجل تحقيق تماسك المجتمع بكل أطيافه الثقافية، وتعايش المواطنين في وئام، في إطار وطن واحد موحّد، جداره مرصوص لا انفصام له.
----------------------------------
1- ورد على هامش الوثيقة شرح هذه الكلمة على النحو التالي: "ءَاسَرَنْ" لم أو لا يستعمل المستعمل عندنا إرْقَّسْنْ نْرَبِ".