في كم نقطة من المهم وضعهم في سياقهم حتى يتثنى لنا لعن ام العثمانيين بضمير مرتاح
اولا..كلمة احتلال" مفهوم حديث يرجع للقانون الدولي الحديث لمرحلة ما بعد العالمية الثانية اللي قامت على إن النظام العالمي مكون من وحدات سياسية لها حدود ثابتة غير قابلة للتغيير بالقوة واعتبار ده غير قانوني، وبالتالي إسقاط المفهوم على مراحل سابقة عليه لا يساعدنا على فهم التاريخ باعتباره بناء للماضي بل هو إسقاط لا أكثر يبهم أكثر مما يوضح.
ثانيًا..حتى الحرب العالمية الثانية..فعل الحرب واستخدام القوة كانت ممارسة شائعة بين الوحدات السياسية المختلفة سواء كانت امبراطوريات أو خاقانيات أوقبائل أو تحالفات بين قبائل إلخ .. لم تكن هناك حدود بالمعنى الحديث الذي ظهر في أوروبا في القرن ال18 وتأكد في القرن ال19، بل كانت هناك تخوم تتمدد وتتقلص حسب قوة كل وحدة، ولم تكن هناك "شعوب" واعية بذاتها جماعيا وبانتمائها لكيانات سياسية تضمها كمفهوم الدولة الحديثة بل كان هناك رعايا قد يكونون متجانسين أو أقل تجانسا او حتى متناحرين فيما بينهم.
ثالثًا..الدولة العثمانية كانت نموذج امبراطوري ما قبل رأسمالي قائم على الاستخراج من الولايات والنهب من خلال الفتح العسكري في المراحل الأولى...الفكرة إن الدولة العثمانية من أول القرن ال17 المركز ضعف كثيرا لصالح نخب محلية في الأقاليم الكبيرة... النخب ده استأثرت تقريبا بانتزاع الفائض لنفسها وسعت حتى للاستقلال عسكريا عن الآستانة
رابعًا (نقطة في غاية الأهمية وبتيجي في الامتحان) : تدمير المسيحيين بالإبادة أو بالتهجير القسري والهجرة الطوعية تزامن مع تفكك الإمبراطورية العثمانية وفشل محاولات إنقاذها بصياغة مواطنة عثمانية تضم الجميع على غير أساس الدين لصالح الأول مشروع القومية الإسلامية اللي أطلق للوجود في هذا الجزء من العالم مع السلطان عبد الحميد واللي بدوره فشل فاتحا الطريق أمام القومية التركية اللي تولت تدمير المسيحيين العثمانيين لإنشاء تركيا باعتباره تجلي علماني للقومية الإسلامية..
هامش: فكرة إن الشرق بتاع المسلمين ده فكرة حداثية أوروبية للغاية لانها مفارقة تماما لفكرة الإمبراطورية اللي السيادة فيها للسلطان أو للملك بغض النظر عن دين الرعايا لصالح فكرة إن الوحدة السياسية مكونة من شعب له ملامح وسمات ثقافية معينة (على رأسها الدين طبعا) ومن هنا حصل التزامن بين تفكك الإمبراطورية العثمانية واقتطاعها لصالح الاستعمار الأوروبي مع تدمير مسيحيي الشرق بدءا بحروب جبل لبنان ومرورا بالإبادة الأرمنية وإبادة الآشوريين في نفس الفترة في شمال العراق وهجرة مسيحيي فلسطين في سياق المشروع الصهيوني.
والان هيا نبدا لعن ام العثمانيين بوعي وضمير مطمئن
