عملية بساط الريح عملية تم خلالها تهجير سري لنحو 50 ألف يهودي من اليمن إلى إسرائيل في الفترة من 1948 إلى 1951 في عملية عرفت باسم "بساط الريح"، وبلغت تكاليف هذه العملية حوالي 425 مليون دولار.
نفذتهاالوكالةاليهودية لترحيل يهودالعالم لاسرائيل في أواخر أربعينيات القرن الماضي، حيث تمكنت حينها من ترحيل نحو خمسين ألف يهودي من اليمن على عدة مراحل عبر عدن.
تم افتراض إمكانية دخول طائرات إسرائيلية إلى اليمن لتهريب اليهودإلى إسرائيل وجواً وكذلك تمت عمليات موازية بحرا والكثير من ظروف هده العملية وكيف تمت لا تزال غامضة إلى يومنا هذا.
بساط الريح
مهندس ترحيل يهود اليمن (’بساط الريح )
عملية الترحيل
مهندس ترحيل يهود اليمن عام 1949 إلى إسرائيل يكشف عن ’’بساط الريح’’
(يهود عدن )1
Camp Hashed
Magic Carpet
الوكالة اليهودية اختارتني لترحيل يهود اليمن لكني اشترطت ضرورة موافقة الإمام أحمد
قمت بترحيل 12 ألف شخص نساء ورجالاً وأطفالاً من يهود اليمن ماعدا يهود ( صعدة )
الإمام أحمد كان يريد أن يتخلص من اليهود بأي طريقة
لا أشعر بالذنب فما قمت به عمل تجاري
تهوّدت بعد إسلام يهود انس
ان ما سارويه من تفاصيل لهذه الحكاية والتي اوصيفها »بالمخزية« لم اكشفها لأحد وقد امتنعت عن الحديث
حولها لأي وسيلة إعلامية وصحفية.اقول وبعد ان تجاوزت من عمري المائة وثلاث سنوات
و امتنع عن الكشف عن عملية ترحيل يهود اليمن الى اسرائيل والتي توليت القيام بها
بعد لقاء بالصدفة في عدن ذات يوم أواخر العام 1949م
لأنه لا اجد في الأمر ما يستحق.
أحمد أحمد القريطي مهندس عملية تجميع وترحيل يهود اليمن الى اسرائيل
في منزله بصنعاء بعد خمسة أشهرمن وصوله الى صنعاء والتي لا يقضي فيها سوى أشهر
قليلة مفضلاً الإقامة في محافظة الحديدة
يروي أحمد القريطي للمرة الأولى كيف تمت عملية ترحيل يهود اليمن الى اسرائيل وكيف
تولى تجميعهم من قراهم ومناطق
في مختلف ارجاء اليمن ورتب اجراءات سفرهم وايصالهم الى عدن وتسليمهم للجمعية اليهودية
في عدن ومسؤولي الوكالة اليهودية
التي تولت بعد ذلك رحلات سفرهم الى اسرائيل.
خفايا عملية بساط الريح وهو الاسم الذي اطلقته دولة اسرائيل على عملية ترحيل يهود اليمن.
احمد القريطي يروي تفاصيل قيامه بترحيل اليهود اليمنيين الى اسرائيل وكيف تمت
والتي لايريد ان يتحدث حولها وقد طلب مني الكثير ان أتحدث عنها وأن اروي تفاصيلها ولكني رفضت مقابلتهم.لانها خزوة ويعني حكاية مشينة .
لا ليس الإمام أحمد حميد الدين.. من كلفكني بمهمة تهجير اليهود اليمنيين الى اسرائيل
..لكنه كان على علم بذلك!.
كلفتني الوكالة اليهودية في اسرائيل وعن طريق الجمعية اليهودية التي كانت
موجودة في عدن بعد ان توصلت الى اتفاق مع الوكالة اليهودية
لإنجاز هذه المهمة أعلمت الإمام أحمد حميد الدين بهذا الاتفاق الذي تم عن طريق
الجمعية اليهودية في عدن وقد اذن لي بذلك
وعين لي حراسة وجنوداً مرافقين حتى أنجز المهمة..!؟
والبداية كانت اني أنا من تجار صنعاء المعروفين وكنت بحكم علاقاتي مع تجار صنعاء
أعرف التجار اليهود الذين كانوا يسكنون فيها
معرفة تامة بحكم العمل التجاري معهم.. ذلك لأني كنت أقوم ببيع التجار اليهود
البضائع التي يحتاجونها والتي كنت أجلبها من عدن
وكذلك كنت أبيع المصنوعات التي كانوا يتاجرون فيها من مشغولات فضية وغيره
في أسواق صنعاء وغيرها من المدن اليمنية.
وفي رحلة لي الى عدن لشراء بضاعة وكنت في أحد الأسواق أمام محل أحد تجار عدن الذين اتعامل معهم
وكانت عدن وقتها تحت الاحتلال البريطاني.. حيث عرفني اثنان من يهود صنعاء
وهم من التجار الذين كنت أتعامل معهما
وأقوم بتصريف بضاعتهما وكانا قد هاجرا الى اسرائيل قبل سنوات.
وفي البداية لم أعرف الشخصين لأنهما كانا قد غيرا ملابسهما ولم يعودا يلبسان
الملابس اليمنية بل يلبسان بدلات وكرفتات، وكانت هيئتهما متغيرة،
حيث قام أحدهما بضربي ممازحا في الجانب الأيمن من كتفي والآخر كذلك قام بضربي على الجانب الأيسر
- وكانا يقصدان ممازحتي -
لكني وبعد أن تكرر منهما ذلك هممت ان اشتبك معهما بالعراك حيث أمسكت بيد
احدهما وكنت على وشك ان أصفعه في وجهه لكنه استدرك ذلك
ووجه لي الحديث قائلا: أعرف.. أعرف..
فأجبته:
- ومن أعرف؟
فرد علي - وكان خائفاً - أنا فلان فعرفته وقتها وكذلك صاحبه الثاني فسألني ماذا تفعل في عدن
فأخبرتهما بأني جئت لشراء بضاعة لتجار صنعاء.
فأخبراني أنهما يحتاجني ويريدان ان يلتقيا بي لأمر هام، وطلبا مني ان أعرفهما
بمكان اقامتي في عدن وهو ما تم بعد ذلك..!!
الصدفة في عدن
- هل عرفت ماذا يريدان منك حين التقيت بهما أول مرة؟
- لا.. لم أعرف ولم أسألهما عن ماذا يريدان مني حين التقيت بهما أول مرة
ولكن فقط عرفتهما بمكان اقامتي في عدن
وطوال الطريق من المكان الذي التقيت بهما فيه امام دكان التاجر في عدن
وحتى وصولنا الى امام الفندق الذي كنت أنزل فيه في عدن
كان الحديث بيننا يدور حول السؤال عن أحوال صنعاء وتجار صنعاء
وأوضاع وأحوال اليهود هناك، وبعد ان عرف الرجلان بمكان اقامتي
ودعاني واخبراني بأنهما سوف يزورانني في اليوم الثاني..!
وكانا مهتمين بالتأكيد على أن أكون في انتظارهما في اليوم الثاني..
وحددا الموعد للقاء!.
حين وصل التاجران اليهوديان الى مقر اقامتي في عدن كان معهما أشخاص آخرون،
حيث عرفت انهما مندوبو من الجمعية اليهودية في عدن
ويعملون لصالح الوكالة اليهودية، وخلال الحديث معهم اخبروني انهم يريدون ان
يرحلوا اليهود اليمنيين الموجودين
في معظم المناطق والقرى اليمنيةالى اسرائيل وانهم اختاروني لمساعدتهم في انجاز
هذه المهمة مقابل اتعاب مالية اتحصل عليها، كما
اخبروني انهم سبق وان استعانوا بوكيل الإمام أحمد في لواء الحديدة التاجر الجبلي وكذا لجأوا لعدد من
الشخصيات المقربة من
الإمام أحمد حميد الدين حتى تقوم بإقناعه برغبة الوكالة اليهودية في ترحيل يهود اليمن الى اسرائيل..
لكن جميع تلك المحاولات فشلت..؟!.
أنا بالذات
- لماذا أنا بالذات تم اختياري للقيام بهذا العمل.. خاصة وأن مندوبي الوكالة اليهودية
قد اخبروني ان جهودهم لتحقيق ذلك قد فشلت؟
- علمت من الشخصين اللذين التقيت بهما في السوق انهما اخبروا مسؤولي الجمعية اليهودية
في عدن وكذا مندوبي الوكالة اليهودية
انهم قد وجدوا الشخص المناسب والمطلوب الذي يمكن ان يساعد الجمعية والوكالة في
تسهيل عملية ترحيل اليهود اليمنيين الى اسرائيل،
حيث طلب منهما احضاري لمقابلة مسؤولي الجمعية ومندوبي الوكالة اليهودية وكنت
لا أعرف الغرض من ذلك حتى التقيت بهم
كما انني عرفت وقتها سبب إلحاح التاجرين اليهوديين على معرفة مقر اقامتي في عدن
بل وإصرارهما على ان يرافقاني الى مقر إقامتي
حتى يعرفانه جيداً بعدما سبق وأن ذكرته عن قصة لقائي بهما في أحد أسواق عدن.
و في اللقاء الذي جمعني بمسؤولي الجمعية اليهودية في عدن وممثلي الوكالة اليهودية
طلبوا مني ان أساعدهم في ترحيل الموجودين من اليهود اليمنيين
الى اسرائيل وكذا الاتصال بهم وتجميعهم من مختلف المناطق والقرى التي يتواجدون فيها،
وتولى عملية نقلهم الى عدن وقد أكد لي
مسؤولو الجمعية الوكالة انهم سيتكفلون بدفع جميع النفقات المالية والمصاريف اللازمة لذلك.
وافقت لكني اشترطت ان يتم ذلك بعد حصولي على موافقة الإمام أحمد حميد الدين،
والذي وافق على ذلك وعلى قيامي بالمهمة وعين لي حراسة من الجنود.
موافقة الإمام
-كيف حصلت على موافقة الإمام أحمد؟
- بعد الاتفاق الذي تم بيني وبين مسؤولي الجمعية اليهودية وممثلي
الوكالة اليهودية أرسلت برقية الى الإمام أحمد أطلعه فيها على
ما تم وما دار بيني وبين اليهود في عدن وكان نص البرقية
مولانا أمير المؤمنين أيدكم الله
لقد اتفقت مع الجمعية اليهودية في عدن على إخراج من تبقى من اليهود في اليمن..
هل يأذن لي أمير المؤمنين
حيث جاءني الرد من الإمام في برقية وكان نص البرقية المرسلة هو
بعد وصولكم
وتوكل على الله
وكان الإمام أحمد يريد بذلك أن أصل إليه الى تعز - وبالفعل غادرت
عدن وتوجهت الى لواء تعز كما كان يسمى آنذاك..
وكنت قد أحضرت هدية للإمام أحمد من عدن..!
- اطلعت الإمام حين التقيت به على تفاصيل اللقاء الذي تم في عدن وما
تم الاتفاق عليه مع الجمعية والوكالة اليهودية
فقال لي توكل على الله وحين طلبت منه معونة - يعني دعما - أمر بتعيين جنود لمرافقتي كحراسة،
كما تم اعلام نوابه في مختلف المناطق بمهمتي وأمرهم بتقديم العون والمساعدة لي لإنجازها.
بداية المهمة
- بعد لقائي بالإمام احمد وحصولي على موافقته كانت خطوتي التالية
- باشرت العمل في إنجاز المهمة حيث قمت بالانتقال وزيارة مختلف المناطق والقرى في اليمن
التي اعرف أن فيها يهوداً يمنيين
حيث كنت التقي بهم وأطلعهم على رسائل من الجمعية اليهودية تشير الى تكليفي
بترحيلهم الى اسرائيل وكذا موافقة الإمام على ذلك
وفي كل منطقة كنت أشرف بالكامل على ترتيب اجراءات سفرهم من قراهم ومناطقهم ونقلهم منها الى عدن!.
- كنت أتولى مسؤولية انهاء الالتزامات التي كانت على اليهودي
وأشرف على بيع منازلهم وأموالهم ومتابعة قضائهم للديون
التي عليهم لغيرهم من أبناء القرى والمناطق من المسلمين وكذا تحصيل ما هو لهم
من الديون لدى غيرهم وبعد انتهاء ذلك
كنت أرتب لمسألة نقلهم الى عدن وسفرهم إليها من خلال توفير وسائل النقل لهم
ومحطات الإقامة خلال سفرهم الى عدن
في المناطق التي كنا نتوقف فيها لأن السفر في ذلك الوقت كان صعباً فلم تكن توجد طرق مسفلتة أو سيارات نقل
الأمر الذي كان يجعلني ارتب محطات السفر وفقاً لمعرفتي بالمسافة
بين كل منطقة أنقل منها اليهود والأيام التي تستغرقها رحلة ايصالهم الى عدن.
- ام اكون استلم مصاريف النقل التي كنت احصل عليها من الجمعية اليهودية في عدن بل
كانت مهمة الجمعية فقط هي تسليمي المبالغ المالية المرسلة
لي من الوكالة اليهودية في اسرائيل، لأنها هي من تحملت كافة التكاليف المالية
وهي التي دفعت لي أجري وأتعاب قيامي بهذه المهمة.
رحلت ما يقارب من 12 ألف شخص من يهود اليمن وكانوا نساء وأطفالا وشيوخا ورجالا
قمت بتجميعهم من مختلف المناطق والقرى ونقلهم الى عدن
وهنا كانت تنتهي مهمتي حيث كانت الوكالة اليهودية والجمعية اليهودية
في عدن تستلمهم مني عند ايصالهم الى عدن
وهي التي كانت تتولى بعد ذلك بالتنسيق مع سلطات الاحتلال البريطاني
عملية ترحيلهم الى اسرائيل سواء عبر البحر أو عن طريق رحلات جوية.
-الوكالة اليهودية ودولة اسرائيل أسمت عملية ترحيل يهود اليمن بعملية »بساط الريح«..
ذلك ما عرفته فيما بعد - لكني وقتها لم أكن أعلم بالاسم،
وإنما كنت أقوم بعمل وافق عليه الإمام أحمد حميد الدين .