بسم الله الرحمن الرحيم،
صعد الركاب إلى طائرة Airbus-A310 التي تشغلها الخطوط الجوية الروسية Aeroloft والمنطلقة من العاصمة الروسية موسكو في طريقها إلى هونغ كونغ. اكتمل الركاب في مقاعدهم بانتظار إقلاع الطائرة إلى وجهتها.
كان الربيع قد ابتدأ منذ عدة أيام، فنسمات الربيع التي تشق شهر مارس عام 1994 كانت قد بدأت في التسرب إلى القارة الروسية في يوم الثالث والعشرين من ذلك الشهر.
صعد الطيار الروسي اندري فيكتوروفيتش ذو ال 9500 ساعة طيران في تاريخه إلى قمرة القيادة ومعه أطفاله "إيلدار" 15 سنة و "يانا" 13 سنة. كانت هذه أول رحلة دولية يشاهدها الأطفال في حياتهم.
الطائرة تشق طريقها على مدرج مطار شيرميتييفو اليكساندر بوشكين الدولي في موسكوا، لحظات والطائرة تصعد إلى جو السماء حتى استقرت على ارتفاع 33 ألف قدم. استقرت الطائرة واستقر الركاب في السماء متجهين إلى هونغ كونغ.
الطيار يقوم بتفعيل الطيار الآلي ويمازح أطفاله الذين شاهدوا والديهم يقلع بالطائرة. يقوم الطيار بإرجاع الكرسي إلى الوراء ليفتح مجالا يمر منه، خرج الطيار من مقعده وأجلس طفلته يانا في مقعد الطيار. لا خوف هنا فالطيار الآلي تم تفعيله بلا أي مشاكل. مساعد الطيار يعود وراء ليجلس مكانه إيلدار. في هذه اللحظة الطيار الآلي يقود الطائرة والأطفال يشعرون بالفخر.
فيكتوروفيتش لم يلاحظ ما يجري عندما قام إيلدار بدفع مقبض الطيار control column بقوة أدت لأن يقوم الطيار الآلي بتحرير جنيحات الطائرة مع الإبقاء على التحكم في باقي أجهزة الطائرة. وبينما هذا يحدث تقوم يانا بالعبث بالمقبض من جهتها حيث حرفت المقبض 90 درجة إلى الزاوية مما أدى إلى انحراف الطائرة بحدة عن مسارها.
كان الانحراف متحكما به حيث كان الطيار الآلي يسيطر على بقية أجهزة الطائرة ولكن مع استمرارية الانحراف من قمرة القيادة، قام الطيار الآلي بمنح الطيار مدى انحراف أكبر من المتاح. هنا أبطل الطيار الآلي ذاته تلقائيا لترك القيادة للطيار بالكامل. وفجأة، ودفعة واحدة حدثت الكارثة.
انحراف شديد للطائرة يجعل قوى G force تدفع الطيار ومساعده بعيدا عن كرسي الطيار ليكون الاطفال في قمرة القيادة يقودون الطائرة دون تدخل من الطيار الآلي. الطيار يخبر أطفاله بما يجب عليهم فعله لكنهم لا يدركون ما يحدث. الطيارة تبدأ بالانحراف بزاوية 90 درجة بشكل حاد لم تصمم للطيران عليها، تبدأ الطائرة بالسقوط من السماء، مستشعرات الطيار الالي تعطي إشارة: الطائرة في وضع السقوط فيتدخل الطيار الآلي ليرفع مقدمة الطائرة ويدفعها بقوة المحركات القصوى، الطفلة يانا لا زالت تعبث بمقبض القيادة وينفصل الطيار الآلي مرة أخرى لتبدأ الطائرة في الدوران حول نفسها والسقوط من السماء باتجاه الأرض بسرعة 250كم في الساعة لتصطدم بالتلال المغطاة بالثلوج في منطقة كوزينتسيك جنوب سيبيريا لتنهي حياة 75 من الركاب والطاقم.
في المراجعة النهائية لصندوق معلومات الطائرة، تقرر أن الطيار لم يكن يعلم عن الإشارات الضوئية في الطائرة حيث أنه تعود على الطائرات السوفييتية التي تصد أصوات عند حدوث أول تغير غير طبيعي. عندما أضيئت علامة صفراء بتوقف الطيار الآلي عن العمل (قبل بداية الكارثة) لم يكن الطيار يدرك معناها.
تقرر أيضا أنه كان بالإمكان إنقاذ الجميع لو أن الطفلة سحبت يديها من مقبض القيادة حيث سيعود الطيار الآلي للعمل فورا معيدا الطائرة لمسارها.
فيديو الفاجعة يحبس الأنفاس!
تحية،
Alucard
التعديل الأخير: