القمة الصينية - السعودية ، الخليجية ، العربية ( متابعة مستمرة )

مقال بعنوان "رحلة شي جين بينغ إلى الرياض هي أكثر من أنها عن العلاقات السعودية الأميركية" لبروفيسور في جامعة بنسلفانيا نشره قبل يومين (10 ديسمبر) يتضمن الكثير من التحليلات والنقاط التي تتشابه مع تحليلي في أول مشاركة لي بالموضوع يوم 7 ديسمبر،
المقال يتوافق كثيراً مع رؤيتي وتحليلي لزيارة الرئيس الصيني للرياض وعقد القمة الصينية السعودية وما تمخضت عنها من نتائج.

⬇️⬇️

رحلة شي جين بينغ إلى الرياض هي أكثر من أنها عن العلاقات السعودية الأميركية
العلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية أعمق وأكثر محدودية مما توحي به التغطيات الإعلامية الأخيرة.


في 7 ديسمبر وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة العربية السعودية في زيارة مدتها ثلاثة أيام، بعد أن حصل على فترة ثالثة كأمين عام للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، والزعيم الفعلي لجمهورية الصين الشعبية. وقد أسُتقبل في حالة ملموسة من الأبهة والفخامة، مكتملة بالسجاد الأرجواني، وعرض جوي، وفرقة الحرس الملكي للموسيقى، وطلقات مدفعية للتحية. ثم تم تكريمه بحفاوة في قصر اليمامة وفي ضيافة محمد بن سلمان ولي العهد والزعيم الفعلي للمملكة.

تمت مقارنته، على نطاق واسع، في وسائل الإعلام بالاستقبال الذي حظي به الرئيس الأميركي جو بايدن عندما زار المملكة العربية السعودية في يوليو الماضي، حيث استقبله أمير منطقة مكة بضجة أقل بكثير من استقبال الرئيس الصيني.

في الواقع، تم النظر إلى زيارة شي إلى حد كبير من خلال عدسة العلاقات السعودية - الأميركية، لا سيما بسبب التوتر المتبقي بين واشنطن والرياض بشأن قرار أوبك+ الذي رفع سعر النفط من خلال خفض الإمدادات. ترى الولايات المتحدة أن هذا يساعد بشكل فعّال المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا من خلال زيادة تدفق الأموال إلى آلة الحرب الروسية. وبناءً على ذلك، تغطية وسائل الإعلام الدولية كانت تقول أن زيارة شي "تسعى لاستغلال التوترات بين الرياض وواشنطن"، وتأتي "وسط توتر العلاقات مع الولايات المتحدة"، و "خطوات على أصابع قدم واشنطن"، وهي نتيجة لسياسة "صُنعت في الولايات المتحدة"، وآخرون يؤكدون أن هذا جزء من استراتيجية صينية أوسع لتعزيز "بديل للنظام الأمني الذي يقوده الغرب" و "اندفاع جديد للخليج".

لكن، في حين أن العلاقات مع الولايات المتحدة هي بلا شك عاملاً في حسابات المملكة العربية السعودية، فإن زيارة شي هي أكثر من ذلك بكثير. العلاقات الصينية السعودية أعمق ومحدودة على حد سواء مما توحي به التغطية الإعلامية الحالية.

تعميق العلاقة .. ولكن شراكة محدودة
في العقد الماضي، نمت العلاقات الصينية السعودية بشكل كبير، مما أدى إلى شراكة عميقة تستند في المقام الأول على التجارة بكثافة والاستثمار في النفط والصناعات الكيماوية. استحوذ النفط السعودي على 18 في المائة من جميع واردات النفط الصينية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، ووصل إلى إجمالي 1.77 مليون برميل يومياً، مما يجعلها أكبر مورد للنفط منفرداً للصين. وعلى العكس من ذلك، فإن الصين هي المشتري الأول للمواد الكيميائية والنفط السعودية حيث تشتري 25٪ و 27٪ من إجمالي الإنتاج السعودي على التوالي، والشريك التجاري الأول. بلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 87 مليار دولار في عام 2021، 95 في المائة منها يتكون من النفط والبلاستيك ومنتجات كيميائية أخرى. تمتلك المملكة العربية السعودية أيضاً استثمارات كبيرة وصفقات توريد حصرية مع مصافي النفط الصينية.

جاءت زيارة هذا الأسبوع مع سلسلة من مذكرات التفاهم الجديدة وغيرها من الاتفاقيات الموقعة التي تسعى إلى تنويع وتوسيع هذه الشراكة في مجالات جديدة، على الرغم من أن النفط والمواد الكيميائية ستظل بالتأكيد الأساس المتين للشراكة. تم الإعلان عن أربعة وثلاثين اتفاقية ثنائية في اليوم الأول للزيارة، بما في ذلك مع شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية المثيرة للجدل Huawei، والتي ستضع الأساس للاستثمار الصيني في مجالات مثل الطاقة الخضراء، وتكنولوجيا المعلومات، والنقل، والخدمات السحابية، والصناعات الطبية، والخدمات اللوجستية، والبناء والسكن.

الإعلان الفوري عن مثل هذا العدد الكبير من الاتفاقيات، إلى جانب حقيقة أن الشائعات حول زيارة شي إلى المملكة العربية السعودية أنتشرت بكثرة منذ أغسطس الماضي، تشير إلى أن الاستعدادات لزيارة الرئيس الصيني بدأت قبل زيارة بايدن للرياض في يوليو بفترة طويلة.

في حين أن هذه الاتفاقيات ليست ملزمة، إلا أن لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن الصين لن تتابع هذه الالتزامات، حيث كانت المملكة العربية السعودية أكبر متلقي للاستثمار الصيني في عام 2022، وكانت الاستثمارات السابقة ناجحة للغاية. وهذا يتناقض مع حالة إيران، حيث تم الإعلان عن جهود متكررة لزيادة الاستثمار في إيران، ثم فشلت في تحقيق ذلك بسبب ضغوط الولايات المتحدة ودول الخليج، وانهيار الاتفاق النووي وقانون العقوبات، وانعدام الربحية.

بينما تعمقت الشراكة الصينية السعودية في السنوات الأخيرة، فإنها لا تزال محدودة بشكل أساسي. العامل المحدد الرئيسي هو الحقيقة التي لا مفر منها وهي أن المملكة العربية السعودية تظل معتمدة بشكل كامل على الولايات المتحدة في الشؤون الدفاعية والأمنية، واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تعتمد على العلاقات الوثيقة مع المملكة العربية السعودية.

بلغت مبيعات الأسلحة الصينية للسعودية 245 مليون دولار فقط خلال الأعوام من 2003 إلى 2021، مقارنة بمبيعات الأسلحة الأميركية للسعودية 17.85 مليار دولار خلال نفس الفترة. بينما أعلنت الصين مؤخراً عن مبيعات جوهرية أكبر بكثير بقيمة 4 مليارات دولار للمركبات الجوية غير المأهولة، تظل المعدات الأكثر أهمية مثل صواريخ جو-جو والطائرات المقاتلة هي المجال الحصري للولايات المتحدة. أشار كل من المسؤولين والباحثين الصينيين الذين يعارضون وينتقدون دور الصين في الشرق الأوسط إلى أن الولايات المتحدة قد تتدخل على الأرجح لمنع بيع المزيد من الأسلحة الجوهرية، كما فعلت في الماضي.

لا يبدو أن أي من الجانبين (السعودية وأميركا) مهتم بتغيير هذه الشراكة جذرياً، على الرغم من التوترات الأخيرة. تعهد بايدن في يوليو الماضي بأن الولايات المتحدة "لن تبتعد" عن الشرق الأوسط وتترك فراغاً تملأه الصين وروسيا وإيران، ويبدو من غير المرجح أن يؤدي الخلاف حول سعر النفط إلى تغيير ميزان القوى.

ولا ينبغي أن تكون مفاجأة، حيث أبدت الصين اهتماماً ضئيلاً أو معدوماً لاستبدال الولايات المتحدة كقوة أمنية مهيمنة في الشرق الأوسط. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الصين تستفيد بوضوح من مثل هذا الترتيب الأمني الأميركي، الذي يوفر بيئة مستقرة للتجارة والاستثمار دون الحاجة إلى التنافس مع الوجود العسكري الهائل لواشنطن في المنطقة. والأهم من ذلك، حتى لو كان المرء يعتقد أن مثل هذه التصريحات هي ستار دخان لطموحات الصين العالمية، فإن بكين تفتقر ببساطة إلى الوسائل الاقتصادية والعسكرية لإنشاء مثل هذه الشبكة، حتى لو أرادت ذلك. لغاية الآن، أنشأت الصين قاعدة عسكرية خارجية واحدة فقط في جيبوتي، والتي لا يبدو أنها تسببت في الكثير من الاحتكاكات مع الولايات المتحدة، وعلى الرغم من الشائعات عن خطط لإنشاء قاعدة في الإمارات العربية المتحدة، إلا أن لا يوجد دليل على صحة ذلك.

في حين أن الصين بلاشك تشعر بالاستياء من حقيقة أن ممرات الشحن الخليجية الحيوية، التي تعتمد عليها لواردات النفط، تظل تحت المظلة الأمنية للولايات المتحدة وبالتالي يمكن إغلاقها في حالة نشوب صراع، فأقصى ما سعت إليه الصين حتى الآن فقط القول وليس الفعل للعب دور أكبر في قضايا أمن الشرق الأوسط وانتقاد الأحادية الأميركية، وليس لتحل مكان الولايات المتحدة بالكامل وتوفير المظلة الأمنية في الخليج.

أكثر من مجرد "بطاقة الصين"
العلاقات الصينية السعودية لا تحدث في فراغ. بالإضافة إلى الصين، سعت المملكة العربية السعودية أيضاً إلى زيادة الاستثمار في مجموعة من الدول الآسيوية وجذب الاستثمار من هذه الدول، التي على عكس الصين، لديها علاقة أقل تعقيداً بكثير مع الولايات المتحدة. على سبيل المثال، أعادت المملكة العلاقات مع تايلاند، وتسعى لاستخدام ذلك كنقطة انطلاق للاستثمار في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. كما أبرمت الرياض مؤخراً صفقة استثمار بقيمة 30 مليار دولار مع كوريا الجنوبية. والجدير بالذكر أن كلاً من تايلاند وكوريا الجنوبية حليفتان للولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تنويع اقتصادها والبحث عن مجموعة متنوعة من الشركاء منذ عام 2016 على الأقل، عندما أعلنت لأول مرة عن مشروع رؤية 2030، الذي يسعى إلى تقليل اعتماد المملكة على صادرات النفط وجذب الاستثمار من مجموعة واسعة من المصادر. وفي الآونة الأخيرة، تعهد صندوق الثروة السيادية السعودي باستثمار 24 مليار دولار في دول أقرب إلى الوطن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. باختصار، لا تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز العلاقات مع الصين فحسب، بل تسعى أيضاً إلى تنويع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بشكل عام.

تنخرط الصين أيضاً مع المملكة العربية السعودية كجزء من جهد أكبر للتعامل مع جميع دول الخليج العربي، وكذلك إيران، الأمر الذي يتطلب توازناً دقيقاً ويمنع الصين من وضع كل بيضها في سلة واحدة.

ببساطة، "ورقة الصين" أكثر من مجرد لعب ضد الولايات المتحدة، فإن المشاركة الصينية السعودية مدفوعة بأساس اقتصادي قوي ورغبة من جانب كلا البلدين في تنويع وعولمة اقتصاداتهما. هذا جزء من برنامج أكبر يتبعه كلاهما لتعزيز الاستقرار المحلي والدعم الحكومي، والذي يعتمد بشكل كبير على توفير النمو الاقتصادي المستمر. في حين أن محمد بن سلمان قد يبحث عن إغراء الولايات المتحدة بتقديم دعم أكبر، فهو أيضاً يجذب الصين لمصلحته لتعزيز أهدافه السياسية والاقتصادية المحلية.

وبهذه الطريقة، شبح العلاقات الصينية السعودية المتصاعدة، مثل شبح العلاقات الصينية الإيرانية المتنامية، ويبدو أنه أكثر من أن يؤدي لرغبات الولايات المتحدة في احتواء وتأخير وإبطاء مشاركة الصين الاقتصادية المتنامية مع العالم، في المحيطين الهندي والهادئ وما وراءهما. على الرغم من تعميق هذه العلاقات، يظل السعوديون حلفاء مقربين للولايات المتحدة، واحتمالية أن تحل بكين محل واشنطن كأهم حليف للسعودية لا تزال ضئيلة.

i thought u wrote this analysis 😂
 
i thought u wrote this analysis 😂

إيه والله،
في الصباح لما قرأت المقال قلت waw وااااو تطابق مع كلامي،
طبعاً فرحت أن في دكتور وبروفيسور في جامعة معروفة عنده نفس رؤيتي للعلاقات الصينية السعودية، والخليجية بوجه عام.
 
إيه والله،
في الصباح لما قرأت المقال قلت waw وااااو،
طبعاً فرحت أن في دكتور وبروفيسور في جامعة معروفة عنده نفس رؤيتي للعلاقات الصينية السعودية، والخليجية بوجه عام.
my knowledge about the middle eastern theater is a bit rusty , what is the reason of this chinese-american race to tighten their relations with the KSA and basically the arabian peninsula ?
 
مقال بعنوان "رحلة شي جين بينغ إلى الرياض هي أكثر من أنها عن العلاقات السعودية الأميركية" لبروفيسور في جامعة بنسلفانيا نشره قبل يومين (10 ديسمبر) يتضمن الكثير من التحليلات والنقاط التي تتشابه مع تحليلي في أول مشاركة لي بالموضوع يوم 7 ديسمبر،
المقال يتوافق كثيراً مع رؤيتي وتحليلي لزيارة الرئيس الصيني للرياض وعقد القمة الصينية السعودية وما تمخضت عنها من نتائج.

⬇️⬇️

رحلة شي جين بينغ إلى الرياض هي أكثر من أنها عن العلاقات السعودية الأميركية
العلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية أعمق وأكثر محدودية مما توحي به التغطيات الإعلامية الأخيرة.


في 7 ديسمبر وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة العربية السعودية في زيارة مدتها ثلاثة أيام، بعد أن حصل على فترة ثالثة كأمين عام للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، والزعيم الفعلي لجمهورية الصين الشعبية. وقد أسُتقبل في حالة ملموسة من الأبهة والفخامة، مكتملة بالسجاد الأرجواني، وعرض جوي، وفرقة الحرس الملكي للموسيقى، وطلقات مدفعية للتحية. ثم تم تكريمه بحفاوة في قصر اليمامة وفي ضيافة محمد بن سلمان ولي العهد والزعيم الفعلي للمملكة.

تمت مقارنته، على نطاق واسع، في وسائل الإعلام بالاستقبال الذي حظي به الرئيس الأميركي جو بايدن عندما زار المملكة العربية السعودية في يوليو الماضي، حيث استقبله أمير منطقة مكة بضجة أقل بكثير من استقبال الرئيس الصيني.

في الواقع، تم النظر إلى زيارة شي إلى حد كبير من خلال عدسة العلاقات السعودية - الأميركية، لا سيما بسبب التوتر المتبقي بين واشنطن والرياض بشأن قرار أوبك+ الذي رفع سعر النفط من خلال خفض الإمدادات. ترى الولايات المتحدة أن هذا يساعد بشكل فعّال المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا من خلال زيادة تدفق الأموال إلى آلة الحرب الروسية. وبناءً على ذلك، تغطية وسائل الإعلام الدولية كانت تقول أن زيارة شي "تسعى لاستغلال التوترات بين الرياض وواشنطن"، وتأتي "وسط توتر العلاقات مع الولايات المتحدة"، و "خطوات على أصابع قدم واشنطن"، وهي نتيجة لسياسة "صُنعت في الولايات المتحدة"، وآخرون يؤكدون أن هذا جزء من استراتيجية صينية أوسع لتعزيز "بديل للنظام الأمني الذي يقوده الغرب" و "اندفاع جديد للخليج".

لكن، في حين أن العلاقات مع الولايات المتحدة هي بلا شك عاملاً في حسابات المملكة العربية السعودية، فإن زيارة شي هي أكثر من ذلك بكثير. العلاقات الصينية السعودية أعمق ومحدودة على حد سواء مما توحي به التغطية الإعلامية الحالية.

تعميق العلاقة .. ولكن شراكة محدودة
في العقد الماضي، نمت العلاقات الصينية السعودية بشكل كبير، مما أدى إلى شراكة عميقة تستند في المقام الأول على التجارة بكثافة والاستثمار في النفط والصناعات الكيماوية. استحوذ النفط السعودي على 18 في المائة من جميع واردات النفط الصينية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، ووصل إلى إجمالي 1.77 مليون برميل يومياً، مما يجعلها أكبر مورد للنفط منفرداً للصين. وعلى العكس من ذلك، فإن الصين هي المشتري الأول للمواد الكيميائية والنفط السعودية حيث تشتري 25٪ و 27٪ من إجمالي الإنتاج السعودي على التوالي، والشريك التجاري الأول. بلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 87 مليار دولار في عام 2021، 95 في المائة منها يتكون من النفط والبلاستيك ومنتجات كيميائية أخرى. تمتلك المملكة العربية السعودية أيضاً استثمارات كبيرة وصفقات توريد حصرية مع مصافي النفط الصينية.

جاءت زيارة هذا الأسبوع مع سلسلة من مذكرات التفاهم الجديدة وغيرها من الاتفاقيات الموقعة التي تسعى إلى تنويع وتوسيع هذه الشراكة في مجالات جديدة، على الرغم من أن النفط والمواد الكيميائية ستظل بالتأكيد الأساس المتين للشراكة. تم الإعلان عن أربعة وثلاثين اتفاقية ثنائية في اليوم الأول للزيارة، بما في ذلك مع شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية المثيرة للجدل Huawei، والتي ستضع الأساس للاستثمار الصيني في مجالات مثل الطاقة الخضراء، وتكنولوجيا المعلومات، والنقل، والخدمات السحابية، والصناعات الطبية، والخدمات اللوجستية، والبناء والسكن.

الإعلان الفوري عن مثل هذا العدد الكبير من الاتفاقيات، إلى جانب حقيقة أن الشائعات حول زيارة شي إلى المملكة العربية السعودية أنتشرت بكثرة منذ أغسطس الماضي، تشير إلى أن الاستعدادات لزيارة الرئيس الصيني بدأت قبل زيارة بايدن للرياض في يوليو بفترة طويلة.

في حين أن هذه الاتفاقيات ليست ملزمة، إلا أن لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن الصين لن تتابع هذه الالتزامات، حيث كانت المملكة العربية السعودية أكبر متلقي للاستثمار الصيني في عام 2022، وكانت الاستثمارات السابقة ناجحة للغاية. وهذا يتناقض مع حالة إيران، حيث تم الإعلان عن جهود متكررة لزيادة الاستثمار في إيران، ثم فشلت في تحقيق ذلك بسبب ضغوط الولايات المتحدة ودول الخليج، وانهيار الاتفاق النووي وقانون العقوبات، وانعدام الربحية.

بينما تعمقت الشراكة الصينية السعودية في السنوات الأخيرة، فإنها لا تزال محدودة بشكل أساسي. العامل المحدد الرئيسي هو الحقيقة التي لا مفر منها وهي أن المملكة العربية السعودية تظل معتمدة بشكل كامل على الولايات المتحدة في الشؤون الدفاعية والأمنية، واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تعتمد على العلاقات الوثيقة مع المملكة العربية السعودية.

بلغت مبيعات الأسلحة الصينية للسعودية 245 مليون دولار فقط خلال الأعوام من 2003 إلى 2021، مقارنة بمبيعات الأسلحة الأميركية للسعودية 17.85 مليار دولار خلال نفس الفترة. بينما أعلنت الصين مؤخراً عن مبيعات جوهرية أكبر بكثير بقيمة 4 مليارات دولار للمركبات الجوية غير المأهولة، تظل المعدات الأكثر أهمية مثل صواريخ جو-جو والطائرات المقاتلة هي المجال الحصري للولايات المتحدة. أشار كل من المسؤولين والباحثين الصينيين الذين يعارضون وينتقدون دور الصين في الشرق الأوسط إلى أن الولايات المتحدة قد تتدخل على الأرجح لمنع بيع المزيد من الأسلحة الجوهرية، كما فعلت في الماضي.

لا يبدو أن أي من الجانبين (السعودية وأميركا) مهتم بتغيير هذه الشراكة جذرياً، على الرغم من التوترات الأخيرة. تعهد بايدن في يوليو الماضي بأن الولايات المتحدة "لن تبتعد" عن الشرق الأوسط وتترك فراغاً تملأه الصين وروسيا وإيران، ويبدو من غير المرجح أن يؤدي الخلاف حول سعر النفط إلى تغيير ميزان القوى.

ولا ينبغي أن تكون مفاجأة، حيث أبدت الصين اهتماماً ضئيلاً أو معدوماً لاستبدال الولايات المتحدة كقوة أمنية مهيمنة في الشرق الأوسط. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الصين تستفيد بوضوح من مثل هذا الترتيب الأمني الأميركي، الذي يوفر بيئة مستقرة للتجارة والاستثمار دون الحاجة إلى التنافس مع الوجود العسكري الهائل لواشنطن في المنطقة. والأهم من ذلك، حتى لو كان المرء يعتقد أن مثل هذه التصريحات هي ستار دخان لطموحات الصين العالمية، فإن بكين تفتقر ببساطة إلى الوسائل الاقتصادية والعسكرية لإنشاء مثل هذه الشبكة، حتى لو أرادت ذلك. لغاية الآن، أنشأت الصين قاعدة عسكرية خارجية واحدة فقط في جيبوتي، والتي لا يبدو أنها تسببت في الكثير من الاحتكاكات مع الولايات المتحدة، وعلى الرغم من الشائعات عن خطط لإنشاء قاعدة في الإمارات العربية المتحدة، إلا أن لا يوجد دليل على صحة ذلك.

في حين أن الصين بلاشك تشعر بالاستياء من حقيقة أن ممرات الشحن الخليجية الحيوية، التي تعتمد عليها لواردات النفط، تظل تحت المظلة الأمنية للولايات المتحدة وبالتالي يمكن إغلاقها في حالة نشوب صراع، فأقصى ما سعت إليه الصين حتى الآن فقط القول وليس الفعل للعب دور أكبر في قضايا أمن الشرق الأوسط وانتقاد الأحادية الأميركية، وليس لتحل مكان الولايات المتحدة بالكامل وتوفير المظلة الأمنية في الخليج.

أكثر من مجرد "بطاقة الصين"
العلاقات الصينية السعودية لا تحدث في فراغ. بالإضافة إلى الصين، سعت المملكة العربية السعودية أيضاً إلى زيادة الاستثمار في مجموعة من الدول الآسيوية وجذب الاستثمار من هذه الدول، التي على عكس الصين، لديها علاقة أقل تعقيداً بكثير مع الولايات المتحدة. على سبيل المثال، أعادت المملكة العلاقات مع تايلاند، وتسعى لاستخدام ذلك كنقطة انطلاق للاستثمار في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. كما أبرمت الرياض مؤخراً صفقة استثمار بقيمة 30 مليار دولار مع كوريا الجنوبية. والجدير بالذكر أن كلاً من تايلاند وكوريا الجنوبية حليفتان للولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تنويع اقتصادها والبحث عن مجموعة متنوعة من الشركاء منذ عام 2016 على الأقل، عندما أعلنت لأول مرة عن مشروع رؤية 2030، الذي يسعى إلى تقليل اعتماد المملكة على صادرات النفط وجذب الاستثمار من مجموعة واسعة من المصادر. وفي الآونة الأخيرة، تعهد صندوق الثروة السيادية السعودي باستثمار 24 مليار دولار في دول أقرب إلى الوطن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. باختصار، لا تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز العلاقات مع الصين فحسب، بل تسعى أيضاً إلى تنويع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بشكل عام.

تنخرط الصين أيضاً مع المملكة العربية السعودية كجزء من جهد أكبر للتعامل مع جميع دول الخليج العربي، وكذلك إيران، الأمر الذي يتطلب توازناً دقيقاً ويمنع الصين من وضع كل بيضها في سلة واحدة.

ببساطة، "ورقة الصين" أكثر من مجرد لعب ضد الولايات المتحدة، فإن المشاركة الصينية السعودية مدفوعة بأساس اقتصادي قوي ورغبة من جانب كلا البلدين في تنويع وعولمة اقتصاداتهما. هذا جزء من برنامج أكبر يتبعه كلاهما لتعزيز الاستقرار المحلي والدعم الحكومي، والذي يعتمد بشكل كبير على توفير النمو الاقتصادي المستمر. في حين أن محمد بن سلمان قد يبحث عن إغراء الولايات المتحدة بتقديم دعم أكبر، فهو أيضاً يجذب الصين لمصلحته لتعزيز أهدافه السياسية والاقتصادية المحلية.

وبهذه الطريقة، شبح العلاقات الصينية السعودية المتصاعدة، مثل شبح العلاقات الصينية الإيرانية المتنامية، ويبدو أنه أكثر من أن يؤدي لرغبات الولايات المتحدة في احتواء وتأخير وإبطاء مشاركة الصين الاقتصادية المتنامية مع العالم، في المحيطين الهندي والهادئ وما وراءهما. على الرغم من تعميق هذه العلاقات، يظل السعوديون حلفاء مقربين للولايات المتحدة، واحتمالية أن تحل بكين محل واشنطن كأهم حليف للسعودية لا تزال ضئيلة.

عبير البحرين اذا كانت عضو تحكيم
في الفديو

 
my knowledge about the middle eastern theater is a bit rusty , what is the reason of this chinese-american race to tighten their relations with the KSA and basically the arabian peninsula ?

In short, China is the biggest importer of Saudi oil, that greatly matters to the future of China's economic, and recently the Chinese BRI added another significance.
While for America it has to do with the geopolitics of the region, and the alliance which built on decades of security and defence cooperation and strong business ties dominated by interests.
 
In short, China is the biggest importer of Saudi oil, that greatly matters to the future of China's economic, and recently the Chinese BRI added another significance.
While for America it has to do with the geopolitics of the region, and the alliance which built on decades of security and defence cooperation and strong business ties dominated by interests.
?and in your opinion , which alliance is the most productive and beneficial for KSA and the region
 
?and in your opinion , which alliance is the most productive and beneficial for KSA and the region

I think both
I see that the diversified partners/alliances for the Middle East is the more effective.
 
I think both
I see that the diversified partners/alliances for the Middle East is the more effective.
i respect your opinion , but wouldn't diversifying allies cause some sort of inconsistencies between the eastern camp and western camp about the strategic interests in the region , especially china and the US
 
i respect your opinion , but wouldn't diversifying allies cause some sort of inconsistencies between the eastern camp and western camp about the strategic interests in the region , especially china and the US

I don't think so at all
We are now witnessing the partners' diversity in the Gulf region, it is just the beginnings
The most diverse Middle East you will see it tangible in reality within 5 years; less or more, in another word the ME is moving towards diversified partners
In fact, right now there is somewhat or to a certain extent partners' diversity. In the region, exists America, Europe, Israel, China, India, in addition to other smaller Asian countries, and each one in its field.
 
I don't think so at all
We are now witnessing the partners' diversity in the Gulf region, it is just the beginnings
The most diverse Middle East you will see it tangible in reality within 5 years; less or more, in another word the ME is moving towards diversified partners
In fact, right now there is somewhat or to a certain extent partners' diversity. In the region, exists America, Europe, Israel, China, India, in addition to other smaller Asian countries, and each one in its field.
based on your opinion , i believe this is caused by the war in Ukraine , and that every country is looking for a stable region or area where it could project its economy and power , and also that we're witnessing the rise of new superpowers that make it for the US hard to stay as the world's most powerful and dominant country , i have to agree with you on this one
 
I don't think so at all
We are now witnessing the partners' diversity in the Gulf region, it is just the beginnings
The most diverse Middle East you will see it tangible in reality within 5 years; less or more, in another word the ME is moving towards diversified partners
In fact, right now there is somewhat or to a certain extent partners' diversity. In the region, exists America, Europe, Israel, China, India, in addition to other smaller Asian countries, and each one in its field.
and i'm sorry for not speaking in arabic , i don't have my phone right now
 
based on your opinion , i believe this is caused by the war in Ukraine , and that every country is looking for a stable region or area where it could project its economy and power , and also that we're witnessing the rise of new superpowers that make it for the US hard to stay as the world's most powerful and dominant country , i have to agree with you on this one

You may be right to a certain extent
But I do not think the Ukraine war is the main factor, could be a minor factor

From my point of view, I think it’s the continuation of the more diverse Middle East that’s been evolving for years now long before Ukraine war; if you look at the geopolitics, geo-economics and political aspects of economies and resources of the region; you will see how new and semi new regional/international and sub regional/international partners emerged within the last 10 yrs; for instance, Israel, India and ... others
BTW there is a lot of things to say about India's partner with some of GCC
 
You may be right to a certain extent
But I do not think the Ukraine war is the main factor, could be a minor factor

From my point of view, I think it’s the continuation of the more diverse Middle East that’s been evolving for years now long before Ukraine war; if you look at the geopolitics, geo-economics and political aspects of economies and resources of the region; you will see how new and semi new regional/international and sub regional/international partners emerged within the last 10 yrs; for instance, Israel, India and ... others
BTW there is a lot of things to say about India's partner with some of GCC
لا داعي للإنجليزية هههه ، المهم ، ذلك ما كنت أحاول أن أقول ، القوى المتوسطة و الكبرى في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا تحاول فرض إقتصادها و سياساتها في هاته الظروف السريعة التحول ، بسبب تحول العالم إلى متعدد الأقطاب مع تحالف الصين و روسيا ضد أمريكا و الناتو . رغم كون حرب أوكرانيا عاملا بسيطا ، إلا أنها أدت إلى تأزم الصادرات الروسية إلى الدول التي كانت تعتمد عليها تقريبا بشكل كامل
 
حبيبي

الدول حضرت مجامله السعوديه في المقام الاول

سويت قمه لامريكا وجمعت العرب اذا الصين ايضا ليست اقل من امريكا وبعدها روسيا ستطلب نفس السنه و ايضا ستاتي الدول الاخرى مجامله السعوديه في الدرجه الاولى السعوديه مصلحتها مع الصين طبيعي تكون الوسيط بين الدول كلها والصين و امريكا شي ممتاز قوه و ايضا الدول الدول الاخرى مثل امريكا و الصين قوه لهم يجمعون كل العرب حولهم أسهل وهذا ما ستطلبه روسيا وبعدها المانيا وبعدها فرنسا وووالخ

اذا فعلتها السعوديه لروسيا ستفعلها لكل الدول الكبرى وهذا تغير في المعادله في المنطقه اذا رفضت السعوديه فعلها ستثير غضب الدول الكبرى الاخرى و اذا وافقت ستكون علامه استفهام من الدول العربيه الاخرى هل اصبحت السعوديه وسيط بينهم وبين العالم .


تحياتي
حبيبي انت

مافيه شيء اسمه مجامله

هذي قمه تاريخيه وكل حضر لتحقيق مصالحه

وطبيعي ان يكون المستضيف السعوديه
 
مش هو ده نفس الشخص الى سلمهم للصين
FF13D6E3-0D42-41C0-B1D2-F435E5A8E5E8.jpeg
 
عودة
أعلى