معركة الحدود الجنوبية الصحراوية الناظور 233

fachfouch 

Carthago servanda est
طاقم الإدارة
مدير الإشراف
إنضم
2 مايو 2018
المشاركات
6,932
التفاعل
14,074 797 0
الدولة
Tunisia
معركة الحدود الجنوبية الصحراوية: (الناظور 233):

التي قادها المرحوم الرائد عبدالله عبعاب تحت إشراف العقيد الميساوي قائد الحامية بقابس.. وفي هذا الغرض فقد خصص الرائد عبعاب في كتابه "شهادة للتاريخ" الصادر سنة 2010 جزءا هاما من شهادته لمعركة من معارك الجلاء قادها بنفسه ميدانيا، وهي لا تقل أهمية عن معركة بنزرت.. لقد قرر من خطط لها أن تكون في نفس اليوم والشهر والسنة من معركة بنزرت الشهيرة، ولعلها لنفس الأهداف. دارت هذه المعركة من 19 إلى 22 جويلية 1961.


1667467158028.png

1667467107576.png

كانت الحكومة التونسية تطالب بسيادتها على حدودها الجنوبية الصحراوية التي تمتد في عمق الصحراء مساحة أعمق من تلك التي حددتها فرنسا تبعا لنواياها الإستطانية في الجزائر. فقد كانت فرنسا تعتبر أن الحدود الجنوبية لتونس مع ليبيا تنتهي عند الناظور رقم 220 المسمى Fort Saint (برج الخضراء حاليا) والواقع أن حدود تونس تمتد أبعد من ذلك بـ 25 كلم أي عند الناظور رقم 233 في المنطقة المسماة "قرعة الهامل".
أما من الجانب الغربي فقد نصت اتفاقية 1901 بين تونس والجزائر (المحتلتين) على أن الحد الفاصل بين البلدين جنوبا هو نقطة بئر الرومان. وبقيت المناطق الواقعة جنوب هذه النقطة الدالة يشوبها الغموض وتظهر على الخرائط الفرنسية في شكل خط متقطع أعتبر حدا وقتيا. وقد رفضت الحكومة الفرنسية هذا المطلب الشرعي لتونس وادعت أن الموقف التونسي تغذيه الرغبة في الثروات الصحراوية وأنها ستعتبر أي تحرك تونسي نحو العلامة 233 اعتداءا على فرنسا.
أما تونس فقد دافعت عن موقفها أمام المنتظم الأممي مستندة إلى الاتفاقيات المبرمة سلفا بين تونس وليبيا والتي أمضاها من جانب نواب فرنسيون كانوا يمثلون تونس آنذاك.
وعند جلاء الجيش الفرنسي عن الجنوب التونسي بمقتضى اتفاقية 17 جوان 1958 تسلم الجيش التونسي برج الخضراء والمطار وبئرا ارتوازية تبعد عن البرج حوالي مائة متر وهي البئر الوحيدة الموجودة بالمنطقة. وفي واجهة هذا الحصن على مسافة مائتي متر كانت تتمركز داخل التراب الجزائري حامية حدودية فرنسية وكان عناصر هذه الحامية يترددون على البئر التونسية للتزود بالماء.
ومنذ منتصف جويلية 1961 تأزمت العلاقة بين تونس وفرنسا بسبب رفض الحكومة الفرنسية الدخول في مفاوضات حول الجلاء عن بنزرت وعن أقصى الجنوب، وهددت الحكومة التونسية يوم 17 جويلية بمحاصرة بنزرت والزحف نحو قرعة الهامل في صورة تواصل الرفض الفرنسي. وفي الوقت الذي حاصرت فيه القوات التونسية من جيش وحرس وطني ومتطوعين قاعدة بنزرت، اتجهت مجموعات من المتطوعين في الجنوب التونسي نحو المواقع التونسية المحتلة في قرعة الهامل ( الناظور 233) .
ويوم 20 جويلية 1961 تم إعلام الحامية الفرنسية بالتراب الجزائري أن الحدود التونسية أغلقت أمام الفرنسيين وبالتالي يمنع تزودهم بالماء من البئر التونسية. وكرد فعل مباشر على الإجراء التونسي قامت القوات الفرنسية بالجزائر على الساعة العاشرة ليلا بهجوم مباغت على البرج التونسي شنته 9 دبابات معززة بـ4 طائرات. فردت القوات التونسية على الهجوم بشدة وصمود وهو ما دفع بالغزاة إلى طلب التعزيز من القواعد الفرنسية بالجزائر بـ9 طائرات من قاذفات القنابل وصلت إلى المنطقة صباح 21 جويلية 1961 وقامت بقصف البئر والبرج مجددا، فواجهتها نيران المدفعية التونسية حتى عادت على أعقابها دون تحقيق هدفها. ومنذ ذلك التاريخ وحتى إعلان وقف إطلاق النار لم تتجرّأ القوات الفرنسية على الهجوم وباتت القوات التونسية تراقب كامل المنطقة. وقد أسفرت هذه المعركة عن استشهاد 13 جنديا من الجيش التونسي وإصابة عدد آخر بجروح، أما من الجانب الفرنسي فقد تم التصريح بسقوط طائرة وتحطم 6 عربات وموت 60 عسكريا.



1667468361077.png
 
التعديل الأخير:
رحم الله شهدائنا و ابطالنا تاريخ مشرف و مشرف جدا
 
معركة النقطة 233 او معركة الفرسان

انطلقت بتفطن الرائد إلى وجود حامية عسكرية بقلب الصحراء فرت إلى المكان بعد معركة رمادة سنة 1958 إثر إنسحاب كامل المعسكرات الفرنسية وتحولها إلى مدينة بنزرت.

وعقب إعلام القيادة بالموضوع قرر الرائد عبعاب بعد تلقيه الأوامر خوض المعركة ضد عناصر الحامية الفرنسية كانت بدايتها بقطع وصول الماء الصالح للشراب إليهم يوم 17 جويلية 1961 كانت الحرارة بلغت 52 درجة.

ووصلت بعد ساعتين تقريبا من قطع مدّ الماء، طائراتان عسكريتان فرنسيتان سرعان ماتم اسقاطهما من قبل الوحدة المتقدمة في الصف الأمامي للجيش الوطني وهلاك 60 جنديا فرنسيا في اول إشتباك بادر به الجيش التونسي.

ويضيف محدثنا" تواصلت المعركة 4 أيام أي إلى يوم 22 من شهر جويلية أستشهد خلالها الفيلق الأول للجيش الوطني بعد قصفهم بالطائرات القادمة من الجزائر للايناد ومع ذلك واصل عبعاب تقدمه".

وواصلت عناصر الجيش التونسي التقدم نحو موقع الحامية لينجح في طرد كامل عناصر ها ومطاردة فلولها في عمق الجزائر عبر الصحراء على مدى 3 كم مع السيطرة على الأسلحة والذخيرة التي تركوها بعد فرارهم.

يبدو أن هذه المعركة المسماة بمعركة الناظور أو النقطة 233 والتي هي اليوم برج الخضراء بصحراء ولاية تطاوين، كانت كافية لمزيد شحن الهمم ومواصلة الطريق نحو إفتكاك كامل التراب التونسي وطرد جنود المستعمر.
 
اندلعت إذن معركة الناظور يوم 18 جويلية 1961 وتواصلت أربعة أيام. وقد خاضها الجيش التونسي تحت إمرة قائد حامية قابس الكولونيل محمد الميساوي والمقدم المناضل الوطني الكبير عبد الله عبعاب وشارك معهم متطوعون من المقاومة يترأسهم الطاهر لسود وساسي لسود وعلي الصيد. وقد اشرف عليها بتكليف من الديوان السياسي أحمد التليلي أمين مال الحزب.
– وقد عقد أحمد التليلي اجتماعا بجماهير المتطوعين حال وصولهم الى الجنوب في تطاوين أكّد فيه ان حضوره ليس مجرد تشجيع لبث الحماسة فيهم بل هو مشاركة في النضال حتى الوصول الى تحقيق الأهداف المرسومة وفرض الحقوق التونسية بغرس العلم التونسي في العلامة 233.

– بدأت المواجهة عندما قطعت القوات التونسية ماء الشرب على المركز الفرنسي ببرج “كوكواي” وتولت الدفاع عن البئر الأرتوازية الوحيدة الموجودة في المنطقة والتي هاجمها الجيش الفرنسي بشاحنات تصحبها مدرعات مدجّجة بأسلحة ثقيلة فكان رد فعل الجنود التونسيين حازما تكبد العدو من جرائه حسب شهادة الضابط عبد الله عبعاب قائد المواجهة خسائر فادحة قدرت بـ60 قتيلا فضلا عن تحطم ست شاحنات ولم يسيطر على البئر وتقدمت القوات التونسية نحو برج “كوكواي” ودخلته ورفعت فوقه العلم التونسي واستولت على ما فيه من أسلحة ومعدات وتوغلت الى الامام مسافة كيلومتر في أرض خاضعة للجيش الفرنسي.
– في المقابل تحرّكت الطائرات العسكرية الفرنسية وقامت بغارات متعددة وألقت قنابل كثيرة خلفت ضحايا كثيرين. وتواصل اطلاق النار حتى قرر مجلس الأمن في 21 جويلية الإذن بوقف اطلاق النار حالا ورجوع القوات المسلحة الى مواقعها السابقة.
– تلكأت فرنسا في الالتزام بهذا القرار ولكنها خضعت في النهاية ودخلت في مفاوضات ميدانية لانهاء المواجهة.



1721579681014.png
 
عودة
أعلى