معركة الحدود الجنوبية الصحراوية: (الناظور 233):
التي قادها المرحوم الرائد عبدالله عبعاب تحت إشراف العقيد الميساوي قائد الحامية بقابس.. وفي هذا الغرض فقد خصص الرائد عبعاب في كتابه "شهادة للتاريخ" الصادر سنة 2010 جزءا هاما من شهادته لمعركة من معارك الجلاء قادها بنفسه ميدانيا، وهي لا تقل أهمية عن معركة بنزرت.. لقد قرر من خطط لها أن تكون في نفس اليوم والشهر والسنة من معركة بنزرت الشهيرة، ولعلها لنفس الأهداف. دارت هذه المعركة من 19 إلى 22 جويلية 1961.
كانت الحكومة التونسية تطالب بسيادتها على حدودها الجنوبية الصحراوية التي تمتد في عمق الصحراء مساحة أعمق من تلك التي حددتها فرنسا تبعا لنواياها الإستطانية في الجزائر. فقد كانت فرنسا تعتبر أن الحدود الجنوبية لتونس مع ليبيا تنتهي عند الناظور رقم 220 المسمى Fort Saint (برج الخضراء حاليا) والواقع أن حدود تونس تمتد أبعد من ذلك بـ 25 كلم أي عند الناظور رقم 233 في المنطقة المسماة "قرعة الهامل".
أما من الجانب الغربي فقد نصت اتفاقية 1901 بين تونس والجزائر (المحتلتين) على أن الحد الفاصل بين البلدين جنوبا هو نقطة بئر الرومان. وبقيت المناطق الواقعة جنوب هذه النقطة الدالة يشوبها الغموض وتظهر على الخرائط الفرنسية في شكل خط متقطع أعتبر حدا وقتيا. وقد رفضت الحكومة الفرنسية هذا المطلب الشرعي لتونس وادعت أن الموقف التونسي تغذيه الرغبة في الثروات الصحراوية وأنها ستعتبر أي تحرك تونسي نحو العلامة 233 اعتداءا على فرنسا.
أما تونس فقد دافعت عن موقفها أمام المنتظم الأممي مستندة إلى الاتفاقيات المبرمة سلفا بين تونس وليبيا والتي أمضاها من جانب نواب فرنسيون كانوا يمثلون تونس آنذاك.
وعند جلاء الجيش الفرنسي عن الجنوب التونسي بمقتضى اتفاقية 17 جوان 1958 تسلم الجيش التونسي برج الخضراء والمطار وبئرا ارتوازية تبعد عن البرج حوالي مائة متر وهي البئر الوحيدة الموجودة بالمنطقة. وفي واجهة هذا الحصن على مسافة مائتي متر كانت تتمركز داخل التراب الجزائري حامية حدودية فرنسية وكان عناصر هذه الحامية يترددون على البئر التونسية للتزود بالماء.
ومنذ منتصف جويلية 1961 تأزمت العلاقة بين تونس وفرنسا بسبب رفض الحكومة الفرنسية الدخول في مفاوضات حول الجلاء عن بنزرت وعن أقصى الجنوب، وهددت الحكومة التونسية يوم 17 جويلية بمحاصرة بنزرت والزحف نحو قرعة الهامل في صورة تواصل الرفض الفرنسي. وفي الوقت الذي حاصرت فيه القوات التونسية من جيش وحرس وطني ومتطوعين قاعدة بنزرت، اتجهت مجموعات من المتطوعين في الجنوب التونسي نحو المواقع التونسية المحتلة في قرعة الهامل ( الناظور 233) .
ويوم 20 جويلية 1961 تم إعلام الحامية الفرنسية بالتراب الجزائري أن الحدود التونسية أغلقت أمام الفرنسيين وبالتالي يمنع تزودهم بالماء من البئر التونسية. وكرد فعل مباشر على الإجراء التونسي قامت القوات الفرنسية بالجزائر على الساعة العاشرة ليلا بهجوم مباغت على البرج التونسي شنته 9 دبابات معززة بـ4 طائرات. فردت القوات التونسية على الهجوم بشدة وصمود وهو ما دفع بالغزاة إلى طلب التعزيز من القواعد الفرنسية بالجزائر بـ9 طائرات من قاذفات القنابل وصلت إلى المنطقة صباح 21 جويلية 1961 وقامت بقصف البئر والبرج مجددا، فواجهتها نيران المدفعية التونسية حتى عادت على أعقابها دون تحقيق هدفها. ومنذ ذلك التاريخ وحتى إعلان وقف إطلاق النار لم تتجرّأ القوات الفرنسية على الهجوم وباتت القوات التونسية تراقب كامل المنطقة. وقد أسفرت هذه المعركة عن استشهاد 13 جنديا من الجيش التونسي وإصابة عدد آخر بجروح، أما من الجانب الفرنسي فقد تم التصريح بسقوط طائرة وتحطم 6 عربات وموت 60 عسكريا.
التي قادها المرحوم الرائد عبدالله عبعاب تحت إشراف العقيد الميساوي قائد الحامية بقابس.. وفي هذا الغرض فقد خصص الرائد عبعاب في كتابه "شهادة للتاريخ" الصادر سنة 2010 جزءا هاما من شهادته لمعركة من معارك الجلاء قادها بنفسه ميدانيا، وهي لا تقل أهمية عن معركة بنزرت.. لقد قرر من خطط لها أن تكون في نفس اليوم والشهر والسنة من معركة بنزرت الشهيرة، ولعلها لنفس الأهداف. دارت هذه المعركة من 19 إلى 22 جويلية 1961.
كانت الحكومة التونسية تطالب بسيادتها على حدودها الجنوبية الصحراوية التي تمتد في عمق الصحراء مساحة أعمق من تلك التي حددتها فرنسا تبعا لنواياها الإستطانية في الجزائر. فقد كانت فرنسا تعتبر أن الحدود الجنوبية لتونس مع ليبيا تنتهي عند الناظور رقم 220 المسمى Fort Saint (برج الخضراء حاليا) والواقع أن حدود تونس تمتد أبعد من ذلك بـ 25 كلم أي عند الناظور رقم 233 في المنطقة المسماة "قرعة الهامل".
أما من الجانب الغربي فقد نصت اتفاقية 1901 بين تونس والجزائر (المحتلتين) على أن الحد الفاصل بين البلدين جنوبا هو نقطة بئر الرومان. وبقيت المناطق الواقعة جنوب هذه النقطة الدالة يشوبها الغموض وتظهر على الخرائط الفرنسية في شكل خط متقطع أعتبر حدا وقتيا. وقد رفضت الحكومة الفرنسية هذا المطلب الشرعي لتونس وادعت أن الموقف التونسي تغذيه الرغبة في الثروات الصحراوية وأنها ستعتبر أي تحرك تونسي نحو العلامة 233 اعتداءا على فرنسا.
أما تونس فقد دافعت عن موقفها أمام المنتظم الأممي مستندة إلى الاتفاقيات المبرمة سلفا بين تونس وليبيا والتي أمضاها من جانب نواب فرنسيون كانوا يمثلون تونس آنذاك.
وعند جلاء الجيش الفرنسي عن الجنوب التونسي بمقتضى اتفاقية 17 جوان 1958 تسلم الجيش التونسي برج الخضراء والمطار وبئرا ارتوازية تبعد عن البرج حوالي مائة متر وهي البئر الوحيدة الموجودة بالمنطقة. وفي واجهة هذا الحصن على مسافة مائتي متر كانت تتمركز داخل التراب الجزائري حامية حدودية فرنسية وكان عناصر هذه الحامية يترددون على البئر التونسية للتزود بالماء.
ومنذ منتصف جويلية 1961 تأزمت العلاقة بين تونس وفرنسا بسبب رفض الحكومة الفرنسية الدخول في مفاوضات حول الجلاء عن بنزرت وعن أقصى الجنوب، وهددت الحكومة التونسية يوم 17 جويلية بمحاصرة بنزرت والزحف نحو قرعة الهامل في صورة تواصل الرفض الفرنسي. وفي الوقت الذي حاصرت فيه القوات التونسية من جيش وحرس وطني ومتطوعين قاعدة بنزرت، اتجهت مجموعات من المتطوعين في الجنوب التونسي نحو المواقع التونسية المحتلة في قرعة الهامل ( الناظور 233) .
ويوم 20 جويلية 1961 تم إعلام الحامية الفرنسية بالتراب الجزائري أن الحدود التونسية أغلقت أمام الفرنسيين وبالتالي يمنع تزودهم بالماء من البئر التونسية. وكرد فعل مباشر على الإجراء التونسي قامت القوات الفرنسية بالجزائر على الساعة العاشرة ليلا بهجوم مباغت على البرج التونسي شنته 9 دبابات معززة بـ4 طائرات. فردت القوات التونسية على الهجوم بشدة وصمود وهو ما دفع بالغزاة إلى طلب التعزيز من القواعد الفرنسية بالجزائر بـ9 طائرات من قاذفات القنابل وصلت إلى المنطقة صباح 21 جويلية 1961 وقامت بقصف البئر والبرج مجددا، فواجهتها نيران المدفعية التونسية حتى عادت على أعقابها دون تحقيق هدفها. ومنذ ذلك التاريخ وحتى إعلان وقف إطلاق النار لم تتجرّأ القوات الفرنسية على الهجوم وباتت القوات التونسية تراقب كامل المنطقة. وقد أسفرت هذه المعركة عن استشهاد 13 جنديا من الجيش التونسي وإصابة عدد آخر بجروح، أما من الجانب الفرنسي فقد تم التصريح بسقوط طائرة وتحطم 6 عربات وموت 60 عسكريا.
التعديل الأخير: