أسبـاب السيـطرة الأمريـكية علـى قطـاع صنـاعة الرقـائق الإلكتـرونـية وأشـباه المـوصلات عالـمياً :
بتاريخ مايو 2020 أصدرت الحكومة الأمريكية قراراً يمنع كل الشركات العالمية التي تستخدم التكنولوجيا الأمريكية ، أن تبيع أي معالج أو حتى رقاقة إلكترونية واحدة ، أو تتعامل مع الصين في أي شيء متعلق بصناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية إلا بإذن من الحكومة الأمريكية ...
بالرغم من أنها لا تُعتبر قوة عالمية في تصنيع الرقائق الإلكترونية ، لماذا تستطيع الولايات المتحدة التي تعتمد على شركة TSMC التايوانية مثلها مثل الصين في تأمين أغلب إحتياجاتها ، أن تتحكم بهذة الصناعة على مستوى العالم ، وتمنع الشركات العالمية من التعامل مع الصين وشركاتها ؟؟
الجواب سيكون واضحاً عندما يتم تفصيل سلاسل التوريد الخاصة بهذة الصناعة ، وعليه هذا مثال بسيط على ذلك :
- أنت صاحب فرن وانت تخبز الخبز ، وأنا من يعطيك الدقيق والمياه وأصنع لك آلات ومعدات الفرن ، وأحد شركائي الذي يعتمد عليّ بصناعته يعطيك الغاز .... هذة سلسلة توريد مصغرة .
أنت تملك أحد أجزائها وهو التصنيع والخبرات ، وأنا على الجانب الآخر أسيطر على عدة أجزاء من نفس سلسلة التوريد وأغلبها بشكل مباشر ، وفي حال قطعت عنك أي من هذة الأجزاء لن تخبز الخبز !!
- إختلال سلاسل التوريد سيقضي على صناعة أشباة الموصلات والرقائق الإلكترونية ، والآن :
العمليات في صناعة الرقائق الإلكترونية تنقسم إلى قسمين :
١. التصميم
٢. التصنيع
نبداً بالتصميم ...
- نأخذ الصينيين كمثال لأنهم المستهدفون ، إما أن يصمموا الرقائق خاصتهم داخلياً أو يشترون التصاميم جاهزة من الشركات العالمية المختصة بالتصميم ، وهنا نناقش كلا الحالتين .
بالنسبة لشراء التصاميم من الخارج :
- إن أكبر الشركات المختصة بتصميم الرقائق الإلكترونية في العالم أغلبها أمريكية, منها :
. Broadcom + Nvidia + Qualcomm +AMD + Intel + Exilinx + Marvell
- أغلبية الجزء الباقي تسيطر علية شركات تايوانية, منها :
. Mediatek + Novatek + Reeltch
أما بالنسبة لبناء التصاميم الخاصة بالرقائق في الداخل الصيني :
- الشركات الصينية لكي تقوم بتصميم الرقائق داخلياً تحتاج حصراً لـ Software أو أداة برمجية تعرف أختصاراً بـ EDA (تعني أختصاراً لجملة ، نظم التصميم الإلكتروني الآلي ) ...
ولكن نظم الـEDA العالمية تسيطر عليها الشركات الأمريكية بشكل كامل, فـ أسياد تصميم أنظمة الـEDA عالمياً, هم ما يلي :
❇. Cadence + Synopsis + Ansys + Mentor Graphics
- وهؤلاء يسيطرون على 90% من حصة التصاميم العالمية
مثلاً : شركة arm البريطانية تصمّم لوحدها أكثر من 90% من "الرقائق الداخلة في صناعة الهواتف الذكية في العالم", صحيح أنها شركة بريطانية ولكنها لاتستطيع مخالفة القرارات الأمريكية لأنها وكأغلب الشركات العالمية تعتمد في عملها على براءات أختراع وحقوق ملكية فكرية أمريكية .
بالنسبة للتصنيع :
- في حال قررت دولة كالصين تصنيع الرقائق الإلكترونية ، ستحتاج لشراء الآلات والمعدات اللازمة من الشركات المختصة بهذا المجال ، وهذا المجال تسيطر علية بشكل أساسي 5 شركات ، وهم :
. Applied Materials + Lam Research + KLA
. ASML
. Tokyo Electron
الشركات الأمريكية قطعاً لا يمكنهم مخالفة القرارات .
أما الشركتين الباقيتين ، فكذلك الحال ، لأن كلا الشركتين يعتمدان في التكنولوجيا والأدوات المستخدمة في التصنيع على براءات إختراع وحقوق ملكية فكرية أمريكية ، وبترخيص أمريكي، وأيقاف هذا الترخيص يعني إيقاف الشركات .
على سبيل المثال ، بتاريخ نوفمبر 2019 شركة ASML الهولندية ألغت تسليم ماساحات ضوئية فائقة للطباعة الحجرية فوق البنفسجية ، كانت ستستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية لشركة SMIC الصينية ، بعد الرفض الأمريكي .
شركات مثل TSMC + Intel + Samsung يعتبرون الآن ملوك صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم والشركات الثلاثة يعتمدون على سلاسل توريد أمريكية مهمة ومحورية في عمليات التصميم والتصنيع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .
هناك جزء كبير من المواد الكيميائية الداخلة في عمليات تصنيع الرقائق الإلكترونية العالمية مصدرها شركات أمريكية مثل :
. Dow Dupont + Corntng + 3M
وهذا أيضاً أحد أسباب إلتزام الشركات العالمية بقرارات الحظر الأمريكية .
تايـوان حلـيفة الولايـات المتـحدة, ولـديـهم مـصـالـح مشـتـركـة :
بتاريخ 2022/7/24 أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قانون Chips and Science Act ، وضمن هذا القانون خصصت الحكومة الأمريكية 52 مليار دولار لدعم التصنيع المحلي للرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة .
وصرّحت الحكومة الأمريكية على لسان وزيرة التجارة هناك ، أن أي شركة ستحصل على تمويل من الحكومة الأمريكية ضمن إطار هذا القانون لا يسمح لها بالتوسع داخل السوق الصيني أو بناء أي مصانع أو مرافق تكنولوجية داخل الصين لمدة 10 سنوات .
❇ أبرز الشركات المستفيدة, والتي ستخضع للقانون الأمريكي :
. TSMC + UMC
. Samsung + Sk hynix
. Intel + Global Foundries + Qualcomm + Nvidia + AMD
- هذة الشركات تسيطر بشكل كاسح على سوق التصنيع والتصمم الخاص بالرقائق الإلكترونية في العالم .
على سبيل المثال :
- شركة TSMC التايوانية ستستفيد من الأموال الأمريكية لأنها تبني الآن مصنع للرقائق الإلكترونية في ولاية أريزونا الأمريكية بإستثمارات تجاوزت الـ 12 مليار دولار ، على أن يبداً إنتاج رقائق ال 5nm بحلول عام 2024 .
شركة TSMC تسيطر لوحدها على 53% من سوق صناعة الرقائق الإلكترونية بالعالم وتشكل 60% من الطلب العالمي .
- أما بالنسبة لصناعة الرقائق الإلكترونية المتقدمة جداً مثل 10-7-5-3 nm فشركة TSMC تسيطر على 92% من السوق, الـ8% الباقية من نصيب Samsung الكورية الجنوبية .
❇ شركة SMTC هي الشركة الصينية الوحيدة والأفضل لصناعة أشباه الموصلات في الصين ، ولكن أعلى معالج تصنعة هذة الشركة هو معالج الـ 14nm .
- أما فرع شركة TSMC التايوانية في الصين لا ينتج الرقائق الإلكترونية إلا بمعيارية 16nm وما فوق .
جاء في تصريح لرئيس مجلس الإدارة في شركة TSMC التايوانية : في حال قررت الصين غزو تايوان فإن صناعة الرقائق الإلكترونية التايوانية ستتوقف تماماً وستكون غير قابلة للتشغيل ، ولن يستطيع أحد في العالم السيطرة على شركة TSMC .
على عكس ما يتوقع البعض ، فإن نقطة قوة التايوانيين في هذة الصناعة ليست المعدات أو الآلات أو التكنلوجيا أو المنشئات الصناعية ، بل ما يميزهم عن غيرهم هي العقول والخبرات البشرية التي يمتلكونها في هذا المجال والتي تم بنائها على مدى العقود الماضية .
في حال قرر المهندسون والخبراء التوقف عن العمل في المصانع هناك ، لا يوجد أحد في الصين أو في العالم سيستطيع تشغيل هذه المصانع وإنتاج نفس الرقائق ، والشركة بدون مهندسيها وعلمائها ستفقد قيمتها تماماً .
بتاريخ مايو 2022 أصدرت الحكومة التايوانية قانون يمنع أي موظف يعمل في شركات الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات التايوانية من السفر للصين بدون إذن مسبق من الحكومة ، وفي حال قرر الإستقالة أو تعرض للطرد سيضطر للجلوس مدة 3 سنوات على الأقل قبل السفر إلى الصين بدون إذن مسبق .
محاصـرة القـدرة الحالـية والمشـاريع المستقـبلية لقطـاع التكنـولوجيا فـي الصـين ، والـقـتل البـطـيء لشـركـة Huawei رأس الحـربة التكـنولوجـية للصيـن :
بتاريخ 2022/8/26 أبلغت الحكومة الأمريكية شركة Nvidia الأمريكية بأنها حظرت عليها أي عمليات مستقبلية لتصدير معالجها الحالي A-100 والمعالج المستقبلي H-100 إلى كل من روسيا والصين بما في ذلك هونغ كونغ .
❇ المعالج A-100 يعتبر اليوم ملك المعالجات الرسومية ، والمعالج الأسرع والأكفأ والأكثر تقدماً على مستوى العالم .
- يضم المعالج 54 مليار ترانزستور ويعتبر عصب أنظمة الذكاء الأصطناعي وتحليل البيانات والحوسبة عالية الأداء في العالم .
- أما المعالج المستقبلي H-100 سيكون أسرع وأقوى بأضعاف مضاعفة .
وفي نفس اليوم صرحت الشركة الأمريكية ADM بأن الحكومة الأمريكية طلبت منها التوقف عن تصدير الرقائق الإلكترونية الفائقة المستعملة في الذكاء الأصطناعي للصين ، والقصد هنا معالج الرسوميات MI-250 أحد أهم ركائز أنشطة الذكاء الإصطناعي في العالم .
❇ ولا نبالغ هنا عندما نقول أن أغلب وأكبر أنشطة الصين الحالية والمستقبلية لبناء قوة تكنولوجية في مجالات الذكاء الأصطناعي والحوسبة عالية الأداء وتحليل ومعالجة البيانات والتخزين السحابي ، تعتمد بشكل أساسي على وجود المعالجات الأمريكية ، أهمهم A-100 + MI-250 .
هذة الإجراءات الأمريكية تعتبر ضربة كاسرة وقاصمة لأكبر المشاريع وشركات التكنولوجيا في الصين ، وخصوصاً شركات الإنترنت والخدمات السحابية .
❇ عملياً لا يوجد بديل مكافئ لا في الصين ولا حتى في باقي دول العالم لهذه المعالجات ، وجميع المحاولات الصينية لدمج معالجات أقل كفاءة للحصول على نفس القدرة إنتهت بالفشل .
شركة Huawei تعتمد بشكل رئيسي على بعض الشركات العالمية في تأمين المعالجات والرقائق الإلكترونية التي تساهم بشكل رئيسي في صناعاتها ، ومن هذة الشركات :
. Samsung + Sk hynix
. Micron + Intel + E xilinx + ADM
. Kioxia
. TSMC
❇ شركة TSMC التايوانية هي المسؤولة عن صناعة معالج الـ7nm المسمى تيان غانغ الخاص لشركة Huawei والذي يعتبر أهم قطعة في معدات الجيل الخامس التي تنتجها شركة Huawei وتبيعها للعالم, وبدون هذا المعالج لن يكون هناك شبكات جيل خامس صينية .
شركة Huawei اليوم محاصرة بشكل كبير وممنوعة من الحصول على حاجاتها من أشباة الموصلات أو الرقائق الإلكترونية ، وهذا يعتبر شيء قاتل لأي شركة تكنولوجية في العالم .
والنتيجة أنه في الربع الأول من عام 2022 أرباح الشركة إنخفضت بنسبة 67% ، وإيراداتها تراجعت للربع السادس على التوالي
في عام 2020 كانت شركة Huawei أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم ، وتخطت بذلك شركة Apple الأمريكية و شركة Samsung الكورية الجنوبية ، أما اليوم فهي ليست حتى ضمن قائمة أفضل 5 شركات عالمية .
رئيس مجلس إدارة Huawei ، صرح سابقاً بأن هدفهم خلال الـ 5 سنوات القادمة ، هو أن تنجو الشركة بنفسها أو على الأقل أن تبقى على قيد الحياة .
بتاريخ مايو 2020 أصدرت الحكومة الأمريكية قراراً يمنع كل الشركات العالمية التي تستخدم التكنولوجيا الأمريكية ، أن تبيع أي معالج أو حتى رقاقة إلكترونية واحدة ، أو تتعامل مع الصين في أي شيء متعلق بصناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية إلا بإذن من الحكومة الأمريكية ...
بالرغم من أنها لا تُعتبر قوة عالمية في تصنيع الرقائق الإلكترونية ، لماذا تستطيع الولايات المتحدة التي تعتمد على شركة TSMC التايوانية مثلها مثل الصين في تأمين أغلب إحتياجاتها ، أن تتحكم بهذة الصناعة على مستوى العالم ، وتمنع الشركات العالمية من التعامل مع الصين وشركاتها ؟؟
الجواب سيكون واضحاً عندما يتم تفصيل سلاسل التوريد الخاصة بهذة الصناعة ، وعليه هذا مثال بسيط على ذلك :
- أنت صاحب فرن وانت تخبز الخبز ، وأنا من يعطيك الدقيق والمياه وأصنع لك آلات ومعدات الفرن ، وأحد شركائي الذي يعتمد عليّ بصناعته يعطيك الغاز .... هذة سلسلة توريد مصغرة .
أنت تملك أحد أجزائها وهو التصنيع والخبرات ، وأنا على الجانب الآخر أسيطر على عدة أجزاء من نفس سلسلة التوريد وأغلبها بشكل مباشر ، وفي حال قطعت عنك أي من هذة الأجزاء لن تخبز الخبز !!
- إختلال سلاسل التوريد سيقضي على صناعة أشباة الموصلات والرقائق الإلكترونية ، والآن :
العمليات في صناعة الرقائق الإلكترونية تنقسم إلى قسمين :
١. التصميم
٢. التصنيع
نبداً بالتصميم ...
- نأخذ الصينيين كمثال لأنهم المستهدفون ، إما أن يصمموا الرقائق خاصتهم داخلياً أو يشترون التصاميم جاهزة من الشركات العالمية المختصة بالتصميم ، وهنا نناقش كلا الحالتين .
بالنسبة لشراء التصاميم من الخارج :
- إن أكبر الشركات المختصة بتصميم الرقائق الإلكترونية في العالم أغلبها أمريكية, منها :
. Broadcom + Nvidia + Qualcomm +AMD + Intel + Exilinx + Marvell
- أغلبية الجزء الباقي تسيطر علية شركات تايوانية, منها :
. Mediatek + Novatek + Reeltch
أما بالنسبة لبناء التصاميم الخاصة بالرقائق في الداخل الصيني :
- الشركات الصينية لكي تقوم بتصميم الرقائق داخلياً تحتاج حصراً لـ Software أو أداة برمجية تعرف أختصاراً بـ EDA (تعني أختصاراً لجملة ، نظم التصميم الإلكتروني الآلي ) ...
ولكن نظم الـEDA العالمية تسيطر عليها الشركات الأمريكية بشكل كامل, فـ أسياد تصميم أنظمة الـEDA عالمياً, هم ما يلي :
❇. Cadence + Synopsis + Ansys + Mentor Graphics
- وهؤلاء يسيطرون على 90% من حصة التصاميم العالمية
مثلاً : شركة arm البريطانية تصمّم لوحدها أكثر من 90% من "الرقائق الداخلة في صناعة الهواتف الذكية في العالم", صحيح أنها شركة بريطانية ولكنها لاتستطيع مخالفة القرارات الأمريكية لأنها وكأغلب الشركات العالمية تعتمد في عملها على براءات أختراع وحقوق ملكية فكرية أمريكية .
بالنسبة للتصنيع :
- في حال قررت دولة كالصين تصنيع الرقائق الإلكترونية ، ستحتاج لشراء الآلات والمعدات اللازمة من الشركات المختصة بهذا المجال ، وهذا المجال تسيطر علية بشكل أساسي 5 شركات ، وهم :
. Applied Materials + Lam Research + KLA
. ASML
. Tokyo Electron
الشركات الأمريكية قطعاً لا يمكنهم مخالفة القرارات .
أما الشركتين الباقيتين ، فكذلك الحال ، لأن كلا الشركتين يعتمدان في التكنولوجيا والأدوات المستخدمة في التصنيع على براءات إختراع وحقوق ملكية فكرية أمريكية ، وبترخيص أمريكي، وأيقاف هذا الترخيص يعني إيقاف الشركات .
على سبيل المثال ، بتاريخ نوفمبر 2019 شركة ASML الهولندية ألغت تسليم ماساحات ضوئية فائقة للطباعة الحجرية فوق البنفسجية ، كانت ستستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية لشركة SMIC الصينية ، بعد الرفض الأمريكي .
شركات مثل TSMC + Intel + Samsung يعتبرون الآن ملوك صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم والشركات الثلاثة يعتمدون على سلاسل توريد أمريكية مهمة ومحورية في عمليات التصميم والتصنيع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .
هناك جزء كبير من المواد الكيميائية الداخلة في عمليات تصنيع الرقائق الإلكترونية العالمية مصدرها شركات أمريكية مثل :
. Dow Dupont + Corntng + 3M
وهذا أيضاً أحد أسباب إلتزام الشركات العالمية بقرارات الحظر الأمريكية .
تايـوان حلـيفة الولايـات المتـحدة, ولـديـهم مـصـالـح مشـتـركـة :
بتاريخ 2022/7/24 أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قانون Chips and Science Act ، وضمن هذا القانون خصصت الحكومة الأمريكية 52 مليار دولار لدعم التصنيع المحلي للرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة .
وصرّحت الحكومة الأمريكية على لسان وزيرة التجارة هناك ، أن أي شركة ستحصل على تمويل من الحكومة الأمريكية ضمن إطار هذا القانون لا يسمح لها بالتوسع داخل السوق الصيني أو بناء أي مصانع أو مرافق تكنولوجية داخل الصين لمدة 10 سنوات .
❇ أبرز الشركات المستفيدة, والتي ستخضع للقانون الأمريكي :
. TSMC + UMC
. Samsung + Sk hynix
. Intel + Global Foundries + Qualcomm + Nvidia + AMD
- هذة الشركات تسيطر بشكل كاسح على سوق التصنيع والتصمم الخاص بالرقائق الإلكترونية في العالم .
على سبيل المثال :
- شركة TSMC التايوانية ستستفيد من الأموال الأمريكية لأنها تبني الآن مصنع للرقائق الإلكترونية في ولاية أريزونا الأمريكية بإستثمارات تجاوزت الـ 12 مليار دولار ، على أن يبداً إنتاج رقائق ال 5nm بحلول عام 2024 .
شركة TSMC تسيطر لوحدها على 53% من سوق صناعة الرقائق الإلكترونية بالعالم وتشكل 60% من الطلب العالمي .
- أما بالنسبة لصناعة الرقائق الإلكترونية المتقدمة جداً مثل 10-7-5-3 nm فشركة TSMC تسيطر على 92% من السوق, الـ8% الباقية من نصيب Samsung الكورية الجنوبية .
❇ شركة SMTC هي الشركة الصينية الوحيدة والأفضل لصناعة أشباه الموصلات في الصين ، ولكن أعلى معالج تصنعة هذة الشركة هو معالج الـ 14nm .
- أما فرع شركة TSMC التايوانية في الصين لا ينتج الرقائق الإلكترونية إلا بمعيارية 16nm وما فوق .
جاء في تصريح لرئيس مجلس الإدارة في شركة TSMC التايوانية : في حال قررت الصين غزو تايوان فإن صناعة الرقائق الإلكترونية التايوانية ستتوقف تماماً وستكون غير قابلة للتشغيل ، ولن يستطيع أحد في العالم السيطرة على شركة TSMC .
على عكس ما يتوقع البعض ، فإن نقطة قوة التايوانيين في هذة الصناعة ليست المعدات أو الآلات أو التكنلوجيا أو المنشئات الصناعية ، بل ما يميزهم عن غيرهم هي العقول والخبرات البشرية التي يمتلكونها في هذا المجال والتي تم بنائها على مدى العقود الماضية .
في حال قرر المهندسون والخبراء التوقف عن العمل في المصانع هناك ، لا يوجد أحد في الصين أو في العالم سيستطيع تشغيل هذه المصانع وإنتاج نفس الرقائق ، والشركة بدون مهندسيها وعلمائها ستفقد قيمتها تماماً .
بتاريخ مايو 2022 أصدرت الحكومة التايوانية قانون يمنع أي موظف يعمل في شركات الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات التايوانية من السفر للصين بدون إذن مسبق من الحكومة ، وفي حال قرر الإستقالة أو تعرض للطرد سيضطر للجلوس مدة 3 سنوات على الأقل قبل السفر إلى الصين بدون إذن مسبق .
محاصـرة القـدرة الحالـية والمشـاريع المستقـبلية لقطـاع التكنـولوجيا فـي الصـين ، والـقـتل البـطـيء لشـركـة Huawei رأس الحـربة التكـنولوجـية للصيـن :
بتاريخ 2022/8/26 أبلغت الحكومة الأمريكية شركة Nvidia الأمريكية بأنها حظرت عليها أي عمليات مستقبلية لتصدير معالجها الحالي A-100 والمعالج المستقبلي H-100 إلى كل من روسيا والصين بما في ذلك هونغ كونغ .
❇ المعالج A-100 يعتبر اليوم ملك المعالجات الرسومية ، والمعالج الأسرع والأكفأ والأكثر تقدماً على مستوى العالم .
- يضم المعالج 54 مليار ترانزستور ويعتبر عصب أنظمة الذكاء الأصطناعي وتحليل البيانات والحوسبة عالية الأداء في العالم .
- أما المعالج المستقبلي H-100 سيكون أسرع وأقوى بأضعاف مضاعفة .
وفي نفس اليوم صرحت الشركة الأمريكية ADM بأن الحكومة الأمريكية طلبت منها التوقف عن تصدير الرقائق الإلكترونية الفائقة المستعملة في الذكاء الأصطناعي للصين ، والقصد هنا معالج الرسوميات MI-250 أحد أهم ركائز أنشطة الذكاء الإصطناعي في العالم .
❇ ولا نبالغ هنا عندما نقول أن أغلب وأكبر أنشطة الصين الحالية والمستقبلية لبناء قوة تكنولوجية في مجالات الذكاء الأصطناعي والحوسبة عالية الأداء وتحليل ومعالجة البيانات والتخزين السحابي ، تعتمد بشكل أساسي على وجود المعالجات الأمريكية ، أهمهم A-100 + MI-250 .
هذة الإجراءات الأمريكية تعتبر ضربة كاسرة وقاصمة لأكبر المشاريع وشركات التكنولوجيا في الصين ، وخصوصاً شركات الإنترنت والخدمات السحابية .
❇ عملياً لا يوجد بديل مكافئ لا في الصين ولا حتى في باقي دول العالم لهذه المعالجات ، وجميع المحاولات الصينية لدمج معالجات أقل كفاءة للحصول على نفس القدرة إنتهت بالفشل .
شركة Huawei تعتمد بشكل رئيسي على بعض الشركات العالمية في تأمين المعالجات والرقائق الإلكترونية التي تساهم بشكل رئيسي في صناعاتها ، ومن هذة الشركات :
. Samsung + Sk hynix
. Micron + Intel + E xilinx + ADM
. Kioxia
. TSMC
❇ شركة TSMC التايوانية هي المسؤولة عن صناعة معالج الـ7nm المسمى تيان غانغ الخاص لشركة Huawei والذي يعتبر أهم قطعة في معدات الجيل الخامس التي تنتجها شركة Huawei وتبيعها للعالم, وبدون هذا المعالج لن يكون هناك شبكات جيل خامس صينية .
شركة Huawei اليوم محاصرة بشكل كبير وممنوعة من الحصول على حاجاتها من أشباة الموصلات أو الرقائق الإلكترونية ، وهذا يعتبر شيء قاتل لأي شركة تكنولوجية في العالم .
والنتيجة أنه في الربع الأول من عام 2022 أرباح الشركة إنخفضت بنسبة 67% ، وإيراداتها تراجعت للربع السادس على التوالي
في عام 2020 كانت شركة Huawei أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم ، وتخطت بذلك شركة Apple الأمريكية و شركة Samsung الكورية الجنوبية ، أما اليوم فهي ليست حتى ضمن قائمة أفضل 5 شركات عالمية .
رئيس مجلس إدارة Huawei ، صرح سابقاً بأن هدفهم خلال الـ 5 سنوات القادمة ، هو أن تنجو الشركة بنفسها أو على الأقل أن تبقى على قيد الحياة .