ماذا تعد اسرائيل للمنطقة بعد اخفاقات تموز 2006

إنضم
14 ديسمبر 2008
المشاركات
113
التفاعل
3 0 0
مجلة الجيش
العدد 254 - August, 2006


الاخفاقات العسكرية الاسرائيلية في حرب لبنان تكتيك يهزم الخطط الاستراتيجية
إعداد: كمال مساعد



تتلخص استراتيجية الجيش الإسرائيلي بالعبارة الآتية «اعلم أولاً أضرب أولاً». ولتحقيقها، استخدمت إسرائيل أحدث تكنولوجيا المعلومات القتالية ودعم القتال في الميدان، ثم عكفت على تطوير طائفة من الصواريخ والقنابل الفائقة الدقة، ما يعطيها هامش تفوق كبيراً. وتؤكد هذه الاستراتيجية أن الحرب الحديثة أصبحت حرب المعلومات والضرب أولاً، والخسائر المحدودة من دون أي انكار للنظرية العسكرية التقليدية: الخطط تصبح عديمة القيمة عندما تكون الحرب صراع إرادات.

خطة كيشيت للعام 2011

كشفت صحيفة معاريف أن الجيش الإسرائيلي أعد خطة خمسية يتوقع فيها خوض «مواجهة حتمية» مع الفلسطينيين واللبنانيين خلال السنوات المقبلة. وذكرت الصحيفة أن الخطة أطلق عليها إسم «كيشيت 2011» (قوس)، تقضي الفرضية الأساسية فيها بأن إسرائيل على شفا مواجهة عنيفة مع الفلسطينيين واللبنانيين، وقد صادقت عليها هيئة الأركان بعد مصادقة الأذرع العسكرية الإسرائيلية المختلفة، وذلك بغض النظر عما إذا كانت إسرائيل ستنفذ «خطة الإنطواء» أم لا. وتقضي خطة «كيشيت 2011» للسنوات 2006-2011 بأن يرصد الجيش الإسرائيلي موارد من أجل ملاءمة بنية وحداته للقتال، وذلك عبر تحويل وحدات أكثر مهنية لمحاربة الإرهاب وتقليص قوات المدرعات والمدفعية والهندسة، مقابل تخفيض جهود الجيش للاستعداد لمواجهة جيوش كبيرة «بسبب عدم وجود توقعات لنشوب حروب مع دول عربية مجاورة»، باستثناء حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان. وترى الخطة أن الخطر الأول بالنسبة الى إسرائيل هو التهديد النووي الإيراني الذي تعتبره «وجودياً»، يتبعه تهديد استئناف النزاع مع الفلسطينيين، والتهديد على الحدود الشمالية مع لبنان، فيما تشكل الحرب الشاملة الخطر الثالث.

الاخفاقات في الحرب على لبنان

تعرضت الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية التي وضعت لمواجهة الموقف الى ثلاثة اخفاقات بعد خطف الجندي الإسرائيلي في غزة والجنديين في الجنوب ومن ثم الحملة العسكرية التي شنها العدوان الاسرائيلي على لبنان. وتتلخص هذه الاخفاقات بالتالي:
الأولى: سقوط نظرية نقل الحرب الى أرض العدو، والحسم العسكري في الساعات والأيام الأولى من الحرب، وهذان الأمران من الأركان الأساسية لنظرية الحرب الاسرائيلية.
الثانية: الإخفاق في مصادر المعلومات المتأتية عن قاعدة بيانات دقيقة، للوقوف على التحضيرات والقدرات العسكرية لحزب الله.
الثالثة: إخفاق فعالية منظومة الصواريخ الدفاعية الإعتراضية الاسرائيلية ضد الصواريخ المعادية.

وكانت إسرائيل تأخذ في الحسبان جملة معطيات أهمها، أنها لا تملك عمقاً استراتيجياً، ولا تستطيع تشغيل قواتها فترة طويلة، مع وجود علاقات تبادلية بين الدفاع والهجوم، وحسم الحرب في البر بالإفادة من القوة البرية المتحركة المدرعة. وفي المنحى ذاته، ركّزت النظرية العسكرية الإسرائيلية على منع الضربات المضادة الموجهة ضد المراكز السكانية الكبيرة والمراكز الصناعية الحيوية في إسرائيل، وتدمير القوات الرئيسة للعدو قبل أن تصل الى الأراضي الاسرائيلية، مع إضعاف إرادته للإستمرار في القتال وتصميمه على القيام بجولة عسكرية أخرى. إلا أن هذه الخطة الاستراتيجية أخفقت حيث تعرضت المدن والمستوطنات الاسرائيلية للقصف داخل العمق في حين تخوض اسرائيل حرباً جوية على الطرف الآخر. وفي ظل الغموض الذي يكتنف مكانة سلاح الجو أعيدت النقاشات حول مسألة إمكان اخضاع العدو بالقدرة الجوية فقط، حيث ان المعركة شهدت مفاجآت نوعية في مجرياتها الميدانية والعملياتية، وجعلت قدرة اسرائيل في مجال المناورة أمام اختبارات صعبة وشكوك متزايدة، بفعل تركيز العمليات العسكرية في مناطق قتالية يشكل فيها الشعب الاسرائيلي نسبة 80% من مناطق الشمال والجليل الأعلى، (هذا اذا أخذنا بعين الاعتبار فشل معظم البرامج الاسرائيلية في اجتذاب الاستيطان الى مناطق النقب وذلك بفعل وجود المنشآت النووية خصوصاً مفاعل ديمونة)، وكذلك بعض المنشآت الكيميائية الحيوية التي تتركز أيضاً في الشمال وهي في مرمى أهداف الصواريخ. كما ان اسرائيل، لا تستطيع تحمّل الخسائر في الأفراد خصوصاً من المدنيين والعسكريين والتي سوف يفرضها سياق الحرب.

فشل منظومة الدفاع الاعتراضية

استباقاً لأية مفاجأة ممكنة، ووفقاً للمفهوم الذي تبلور في قيادة الأركان، رفع الجيش الاسرائيلي استعداده لمواجهة كل أنواع الصواريخ المعادية وذلك على صعيدين هما: الدفاع السلبي الذي يعني توزيع وسائل وقاية على السكان، والدفاع الايجابي (الفعّال) الذي ينطوي على محاولة اعتراض الصواريخ قبل وصولها الى اسرائيل. ويقوم هذا الدفاع على استخدام عدة وسائل للاعتراض، ومنها «الشبكات الدفاعية الأربع»، التي أخفقت هي أيضاً في اعتراض الصواريخ وشكلت مفاجأة كانت قد تحسبت لها اسرائيل لكن من دون جدوى، وهي على الشكل الآتي:
1 - مشروع «موآب» المسمى نظام اسرائيل للاعتراض بعد الانطلاق، الذي اقترحته هيئة تطوير الوسائل القتالية «رفائيل» IBPIS
(Israel Boost Phase Intercept System).
وتكمن أهم ميزة لهذا النظام في قيمته الردعية، إذ يكفي أن يعرف المهاجم أن قسماً من الصواريخ التي يطلقها سينفجر فوق أراضيه حتى يمتنع عن اطلاقها.
2 - مشروع صاروخ «حيتس» (السهم - آرو) الذي جرى تطويره في اسرائيل بشراكة أميركية أكبر في التكنولوجيا والتمويل. ويخصص للتعامل مع أي صاروخ معادٍ (على ارتفاع اكثر من 50 كم) قد يفلت من شبكة الحاجز الأول (موآب). ويقدر الخبراء أن لصاروخ حيتس عيوباً كشفتها تجارب الاطلاق المتكررة خلاصتها أن قدرته على إصابة هدفه ضئيلة.
3 - شبكة صواريخ «باتريوت» التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة وتم نشرها في عدة مناطق من إسرائيل، مهمتها اعتراض الصاروخ الذي ينجو من صاروخ حيتس ويخترق الأجواء الإسرائيلية، لإسقاطه وهو على ارتفاع 20 كم. بيد أن تجربة اسرائيل في اعتراض الصواريخ أثبتت محدودية فاعلية شبكة باتريوت، خصوصاً لجهة الصواريخ القريبة المدى.
4 - مشروع نظام الليزر التكتيكي المتفوق - المعروف باسم «ناوتيلوس» وكان الغرض منه اعتراض صواريخ الكاتيوشا ثم طوّر لمواجهة الصواريخ البالستية.

ومع ذلك لم تتمكن هذه المنظومة الدفاعية الاعتراضية من اسقاط أو اعتراض صاروخ واحد من الصواريخ التي انهمرت على اسرائيل. وان كان الهجوم ببضعة صواريخ متعددة من نوع «كاتيوشا» و«غراد» أو «رعد» من شأنه أن ينشر الارتباك والخوف في العمق الاسرائيلي، الا ان التهديدات الخطرة والمتوقعة في حرب كبيرة، دفعت اسرائيل والولايات المتحدة الى تطوير أساليب الدفاع الفاعلة، والاقدام المبكر على استخدام شبكة صواريخ مضادة للصواريخ. وعلى الرغم من ذلك لم تستطع هذه الشبكات ضمان دفاع جوي كامل، وهي غير قادرة على توفير خطة دفاعية متكاملة، علماً ان الكاتيوشا صواريخ رخيصة مقابل أنظمة لايزرية وصاروخية اسرائيلية غالية الثمن ومعقدة جداً، ما يجعل هذه الأنظمة في مواجهة الصواريخ غير كافٍ. وبالنظر إلى الأهمية والحساسية لعامل الوقت في الاشتباك مع الصواريخ الأخرى، أصرت إسرائيل على توفير الإنذار المبكر بشكل مباشر من محطة كولورادو - الولايات المتحدة في زمن لا يتعدى 1.5 دقيقة فقط من لحظة إطلاق الصاروخ المعادي (كان زمن الإنذار سابقاً يستغرق 3 دقائق). وهو ما تطلب توفير مركز معالجة أرضي ثابت في جنوب تل أبيب للاستقبال مباشرة من قمر الاتصالات في لحظة استقبال الانذار في محطة كولورادو. ويحتوي هذا المركز على «سوبر كمبيوتر» حصلت عليه إسرائيل من الولايات المتحدة لمعالجة البيانات مباشرة من دون إبطاء.

إلا أن هذا التطوير في إبلاغ الإنذار لإسرائيل لن يفيدها كثيراً في حالة إطلاق صواريخ من لبنان وسورية بالنظر الى قصر المسافة بين البلدين، إذ يمكن للصواريخ السورية أن تصيب أهدافها داخل إسرائيل في غضون دقيقة واحدة، أو من جنوب لبنان بواسطة صواريخ الكاتيوشا. وهذا ما حدث فعلاً، وبالتالي فاجأت الاخفاقات غير المنتظرة اسرائيل. وكُشفت نقطة ضعف الكيان الصهيوني أمام إطلاق الصواريخ حيث أنها لن تستطيع الصمود طويلاً أمام كثافة النيران والتفوق العددي في أي هجوم شامل ومفاجئ وهي ما تزال غير قادرة على تأمين حماية فعالة ضد أي هجمات بأسلحة الدمار الشامل. لذا فإن القلق الإسرائيلي يعكس سلبية المفهوم الدفاعي الاستراتيجي الجديد ضد الصواريخ. ذلك لأن الاتجاهات السابقة في هذا الخصوص رأت أن نظم الدفاع ضد الصواريخ ينبغي أن تكون قادرة على التصدي للصواريخ المعادية، بعد فترة وجيزة من إطلاقها، في حين أن المفهوم الجديد يرى ضرورة إصابة المنصات المعادية قبل إطلاق الصواريخ. وهذا ما حاول الجيش الاسرائيلي القيام به، الا انه أخفق.
 
رد: ماذا تعد اسرائيل للمنطقة بعد اخفاقات تموز 2006

رائع اخي الكريم واريد ان اهنأ الصعاليك باخفاقاتهم المتواصلة واتمنى لهم المزيد من الاخفاق و الفشل باذن الله .فاللهم انصرنا عليهم يا قادر يا كريم
 
رد: ماذا تعد اسرائيل للمنطقة بعد اخفاقات تموز 2006

و كل هذا بسبب رجال حزب الله اولا و حماس و المقاومة الفلسطينية ثانيا
 
رد: ماذا تعد اسرائيل للمنطقة بعد اخفاقات تموز 2006

مهما فعلو ... جيش فاشل لعصابة زائلة
 
رد: ماذا تعد اسرائيل للمنطقة بعد اخفاقات تموز 2006

تمنع ردود الشكر في المنتدى .........
 
رد: ماذا تعد اسرائيل للمنطقة بعد اخفاقات تموز 2006

من فشل إلى فشل بإذن الله أيها الإرهابيون الصهاينة
 
عودة
أعلى