السوفيت حاولوا نفي عملية القصف وتحدثوا عن خطة ألمانية فنلندية لإقحام السويد بحرب ضدهم.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عقب الاجتياح الألماني للأراضي البولندية يوم 1 سبتمبر 1939، اتجهت السويد للالتزام بالحياد نائيةً بنفسها عن هذا الصراع العالمي الذي استمر لنحو 6 سنوات، وأسفر عن سقوط أكثر من 60 مليون قتيل. وبناء على ذلك، واصلت السويد اعتماد سياسة الحياد بالنزاعات العالمية التي انتهجتها منذ نهاية الحروب النابليونية عام 1815.
لكن وبشكل مفاجئ عام 1944، تعرضت العاصمة السويدية ستوكهولم لقصف جوي شنته طائرات سوفيتية دون أي مبرر. وبالفترة التالية، اختلف الخبراء السياسيون حول طبيعة هذا القصف ودوافعه خاصةً أنه لم يتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا.
بعد غياب استمر لنحو 130 عاماً عن الحروب، تفاجأ السويديون يوم 22 فبراير 1944 بتعرض عاصمتهم لقصف جوي شنته قاذفات قنابل سوفيتية دون أي مبرر. ففي حدود الساعة الثامنة مساء من ذلك اليوم، اخترقت 4 قاذفات قنابل مجهولة الأجواء السويدية وحلقت بسماء ستوكهولم. وبسبب تأخرها التقني، عجزت الرادارات والمضادات السويدية عن تحديد واستهداف هذه الطائرات التي ألقت بقنابلها على العاصمة السويدية ضمن سابقة هي الأولى بتاريخ السويد.
وإضافةً لعدد من المرافق بالعاصمة، وقعت قنبلة بلغ وزنها 100 كلغ على مسرح الهواء الطلق بستوكهولم، كان قد افتُتح حديثاً، ودمرته. أيضاً، استهدفت مدينة سترينغنس (Strängnäs) الواقعة غرب ستوكهولم بعدد من القنابل مما أدى لتخريب أجزاء منها.
جانب من الخراب الذي لحق بالمسرح عقب القصف
وعقب القصف، حلقت الطائرات المجهولة لوهلة فوق سماء ستوكهولم قبل أن تغادر المكان مخلفةً إصابتين في صفوف الجنود السويديين.
بالأيام التالية، أجرى السويديون تحقيقات حول مخلفات القنابل ليكتشفوا على أجزاء منها كتابات باللغة الروسية. وبسبب ذلك، وجهت أصابع الاتهام نحو الاتحاد السوفيتي الذي نفى الأمر على لسان عدد من الدبلوماسيين.
على الفور، راسلت السويد الاتحاد السوفيتي للحصول على توضيحات. وقد جاء الرد السوفيتي سريعاً حيث عبر عدد من دبلوماسيي موسكو عن استغرابهم من الحادثة وتحدثوا عن قصف ألماني أو فنلندي مفبرك لجر السويد نحو الحرب. وبالفترة التالية، تحدثت السويد عن خطأ ملاحي سوفيتي مؤكدةً دخول الطائرات السوفيتية المجال الجوي السويدي واستهدافها للعاصمة دون قصد. من ناحية ثانية، عبّر المسؤولون السويديون عن غضبهم الشديد بسبب رفض الاتحاد السوفيتي الاعتراف بخطئه والاعتذار.
بحسب عدد من الخبراء السياسيين حينها، جاء القصف السوفيتي على ستوكهولم ليشكل رسالة تهديد واضحة للسلطات السويدية التي دعمت في وقت سابق الفنلنديين بحرب الشتاء ما بين عامي 1939 و1940.
صورة للافرينتي بيريا
من ناحية ثانية، تحدث عدد من العاملين بالمخابرات السويدية عن تعمد السوفيت قصف ستوكهولم لإجبارها على إطلاق سراح الجاسوس السوفيتي فاسيلي سيدورينكو (Vasily Sidorenko) الذي اعتقلته السويد منذ العام 1942. فبناءً على مصادر بالمخابرات السوفيتية، جعل قائد جهاز مفوضية الشعب للشؤون الداخلية السوفيتي لافرينتي بيريا قضية سيدورينكو مسألة شخصية وتوعد السويديين بفترة سابقة.
ومع تزايد المخاوف من إمكانية تجدد عمليات القصف السوفيتية، أقدمت ستوكهولم، بعد 4 أيام فقط عن عملية القصف، على إطلاق سراح سيدورينكو الذي عاد لموسكو.
صورة لقاذفة قنابل سوفيتية.
لماذا قصفت موسكو السويد دون سبب بالحرب العالمية؟
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عقب الاجتياح الألماني للأراضي البولندية يوم 1 سبتمبر 1939، اتجهت السويد للالتزام بالحياد نائيةً بنفسها عن هذا الصراع
www.alarabiya.net