بدأ مستثمرو شركة كابيتر الناشئة (Capiter)، وهي منصة تربط التجار والشركات الصغيرة والمتوسطة بالموردين، في إجراء تحقيقات بشأن غياب مؤسسي الشركة محمود وأحمد نوح عن اجتماع مع ممثلي مجلس الإدارة والمساهمين والمستثمرين، وعدم الوفاء بالتزاماتهما التنفيذية.
تأتي تلك الأنباء لتشكل ضربة قاصمة لمجتمع رواد الأعمال والشركات الناشئة، إذ تعد كابيتر من الشركات الأكثر جمعًا للتمويل، وحصلت منذ عام واحد فقط على 33.4 مليون دولار من مستثمرين إقليميين ودوليين، من بينهم صافولا، شروق بارتنرز، دراية فنشرز، وQuona Capital، وMSA Capital، وFoundation Ventures، وAccion Venture Lab، وNext Billion Ventures. ولم يتطرق أي طرف حتى الآن لتفاصيل بشأن مصير التمويل والمؤسسين.
تواصلت فوربس الشرق الأوسط مع 6 من مستثمري كابيتر، وجاء الرد من كل من: Quona Capital الأميركية، وشروق بارتنرز التي مقرها الإمارات، في تصريحين منفصلين: "لقد بدأنا تحقيقًا داخليًا، لذا لا يمكننا التعليق على الأخبار والمزاعم التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في هذه اللحظة".
وأضافت الشركتان عبر البريد الإلكتروني أنهما تعملان عن كثب مع المساهمين والفرق القانونية والموارد البشرية، فضلًا عن السلطات القانونية لإجراء تحقيق خارجي في هذا الشأن.
فيما حاولت فوربس التواصل مع الشركاء المؤسسين محمود وأحمد نوح، لكن من دون رد، كما تواصلنا مع إدارة كابيتر للاستفسار بشأن مزاعم اختفاء المؤسسين، لكن الرد جاء مقتضبًا بأن، "كل الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي صحيحة 100%".
ولم تجب الشركة عن أية أسئلة أخرى، وذلك في الوقت الذي تعج فيه وسائل التواصل الاجتماعي بالتكهنات بشأن مبلغ التمويل والمؤسسين.
وأعلن مجلس إدارة الشركة القابضة لشركة كابيتر اليوم الجمعة، عزل محمود نوح وأحمد نوح من مناصبهما التنفيذية كرئيس تنفيذي للشركة ورئيس تنفيذي للعمليات "بقرار يسري مفعوله فورًا".
وبحسب بيان الشركة، فقد جاء الإجراء عقب عدم وفاء محمود وأحمد نوح كشركاء مؤسسين للشركة بالتزاماتهما وواجباتهما التنفيذية تجاه الشركة خلال الأسبوع الماضي، وعدم الحضور أمام ممثلي مجلس الإدارة والمساهمين والمستثمرين خلال زياراتهما المتكررة لمقر الشركة الأسبوع الماضي، لإتمام إجراءات الفحص النافي للجهالة لعملية دمج محتملة للشركة مع كيان آخر.
وتم تعيين ماجد الغزولي، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لشركة كابيتر، كرئيس تنفيذي مؤقت للشركة، "وذلك حتى حضور محمود وأحمد نوح فعليًا وشخصيًا للاجتماع مع مجلس الإدارة والمساهمين والمستثمرين، وتهدئة المخاوف بين الموظفين والموردين والدائنين وأصحاب المصلحة".
فيما أضافت الشركة أن القيادة تعمل على إدارة العمليات ومواصلة المحادثات مع الكيان المخطط له الاندماج مع الشركة، والذي لا يزال يبدي اهتمامًا بأصول كابيتر.
تأسست (Capiter) في 2020، وتتيح خدماتها لأكثر من 60 ألف تاجر و1200 بائع، وكانت الشركة قد وقعت في مارس/ آذار الماضي اتفاقية تعاون مع بنك الأهلي قطر الوطني QNB، لإتاحة تمويلات ميسرة للتجار على منصتها. وقالت رشا نجم، وكيل محافظ البنك المركزي للتكنولوجيا المالية في بيان آنذاك، إن الشراكة بين الطرفين تمس إحدى ركائز استراتيجية البنك المركزي الصادر التي أطلقها في عام 2019 للتكنولوجيا المالية والابتكار، وعلى رأسها إتاحة حلول تكنولوجية مصرية تتوافق مع حجم الطلب داخل السوق المصرية.
محمود وأحمد نوح
قبل إطلاق (Capiter) كان محمود نوح البالغ من العمر 30 عامًا أحد مؤسسي شركة النقل الجماعي "سويفل" التي أصبحت يونيكورن (تخطت قيمتها مليار دولار) في عام 2021، وسبق أن شغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات فيها، وقاد توسعها في مصر وكينيا وباكستان والإمارات.
واندمجت سويفل مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة أميركية بتقييم 1.5 مليار دولار، لكن تقييمها هبط بشكل عنيف عقب بدء التداول عليها في ناسداك الأميركية، ليصل حاليًا إلى نحو 200 مليون دولار.
وبدأ محمود مسيرته المهنية في شركة Gaslog Ltd، وكان مسؤولًا عن التخطيط، كما شارك في تأسيس Canyon Ship Building ad Naval Architecture، وشغل منصب العضو المنتدب لها.
أما شقيقه أحمد نوح (34 عامًا)، فقد عمل في شركة تجارة السلع الأساسية AOS، كما شارك مع محمود في تأسيس شركة Canyon for Shipbuilding and Naval Architecture، إذ قاد العمليات وإدارة المشاريع والميزانية.
وقبل ذلك، انضم أحمد إلى Gaslog Ltd، وهي شركة لشحن الغاز الطبيعي المسال. وتخرج الشقيقان من الأكاديمية العربية لتكنولوجيا العلوم والنقل البحري.
ما هو مصير التمويلات؟
علق كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Advisable Wealth Engines، أيمن أبو هند على أزمة كابيتر قائلًا، يجب التحقيق مع مؤسسي الشركة، وسؤال مديري الاستثمار الذين اتخذوا قرارًا بالاستثمار فيها.
وتساءل أبو هند عن مصير التمويل، وقال: عادة ما يؤول مبلغ التمويل لصندوق خاص بالشركة، ولا يتم إيداعه في حسابات المؤسسين. وتابع: إذا حدث خلاف ذلك، فإن هذا يعد فشلًا في عمليات وحوكمة وإدارة مخاطر صناديق الاستثمار.
ويرى أبو هند أن الشركات الناشئة ستتأثر بقوة جراء ما حدث لكابيتر، وقال: السوق متأثر بالفعل منذ رفع الفائدة وصناديق المخاطر قللت استثماراتها، كما تراجعت التقييمات بنسبة وصلت في بعض الأحيان لـ 70%، لكن ما حدث اليوم يعمق الأزمة.
ولا تعد كابيتر الشركة الناشئة الأولى التي تواجه أزمات بعد الحصول على تمويل ضخم، فقد سبقها إلى ذلك عدة شركات، أبرزها السوق الإلكتروني للأمهات والأطفال Sprii، ومنصة التجارة الإلكترونية Awok.com، ومتجر الأزياء المحتشمة The Modist. وقد جمعت تلك الشركات الثلاث تمويلات تجاوز مجموعها 60 مليون دولار، قبل أشهر من الإعلان عن التعثر وإغلاق الأعمال.
forbesme
التعديل الأخير: