الفكر الروسي بين مفهوم الاعداء والاصدقاء

القيصر الروماني. 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
14 يونيو 2009
المشاركات
7,222
التفاعل
17,873 46 2
الدولة
Algeria
سبق لروسيا عام 2002 أن وضعت عقيدة عسكرية حددت فيها أصدقاء روسيا الذين يمكن التعاون معهم، لكنها لم تحدد من هم الأعداء ومن هم الحلفاء، وعلى ما يبدو أن هذه العقيدة أثبتت عدم ملاءمتها لمواكبة تطور الأحداث على الساحة الدولية، ولهذا اجتمع مجلس الأمن القومي الروسي لصياغة عقيدة عسكرية جديدة تحدد العدو والحليف والصديق.

حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومن بعده مدفيدف الأسس التي تبنى عليها العقيدة العسكرية الجديدة قائلا إن روسيا تحتاج إلى جيش قوى يستطيع في المستقبل القريب خوض حروب عالمية وإقليمية، ويستطيع في نفس الوقت خوض أكثر من حرب في وقت واحد، ولم يستبعد بوتين في حديثه أن يفرض على روسيا الدخول في نزاعات حربية رغما عنها وعليها أن تكون مستعدة لذلك.وهذا ما يمكن التماسه من خلال برنامج تحديث مختلف قطاعات الجيش الروسي الذي انطلق عام 2006

2008-05-06T165815Z_01_NOOTR_RTRIDSP_2_OFRWR-RUSSIE-POUTINE-2-20080506.jpg


يبدو أن العقيدة الروسية الجديدة لن تحدد مسبقا من هو العدو ومن هو الصديق أو الحليف بل ستترك الأمور لطبيعة كل صراع على حدة، وهذا يعني وفق العقيدة الجديدة أن عدو اليوم ممكن أن يصبح حليف أو صديق الغد والعكس صحيح، ويرى العسكريون الروس أن مبدأ الرئيس بوش «من ليس معنا فهو ضدنا» ليس سيئا للغاية كما يتصور البعض شريطة أن تتعامل الدول الأخرى مع الولايات المتحدة وفق هذا المبدأ أيضا، أي أن تكون المعاملة بالمثل، فقد كانت العقيدة العسكرية الروسية في عام 2002 تقول أن موسكو وواشنطن حلفاء ضد الإرهاب الدولي، ثم تبين بعد ذلك أن البلدين مختلفين بشكل كبير حول تحديد مفهوم الإرهاب لدرجة أن كل ما تعتبره واشنطن إرهابا و تطرفا لا تعتبره موسكو كذلك، مثال ذلك حزب الله و حماس وسوريا وإيران وفنزويلا، بينما ما تعتبره موسكو إرهابا مثل الشيشان لا تعتبره واشنطن كذلك.

الجنرال ليونيد إيفاشوف رئيس دائرة التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية يقول «إن روسيا في إطار العقيدة العسكرية الجديدة التي تحدد بدقة الأعداء والأصدقاء والحلفاء تحتاج لتوطيد مواقعها وتواجدها العسكري في الخارج على الساحة الدولية، وهذا يحتاج إلى توطيد العلاقات والتعاون العسكري مع دول صديقة أو حليفة، وخاصة في المناطق الحيوية الساخنة مثل منطقة الشرق الأوسط التي لا يوجد فيها لروسيا سوى قاعدة بحرية صغيرة في ميناء طرطوس السوري، إلى جانب وجود مستشارين عسكريين روس في بعض دول المنطقة »، ولم يحدد إيفاشوف هذه الدول.

russe.jpg


العقيدة العسكرية الروسية الجديدة لم تأت من فراغ بل جاءت رد فعل على استراتيجية الأمن القومي الأميركي المعلن عنها مؤخرا والتي استبعدت روسيا من قائمة حلفاء وأصدقاء أميركا في حربها ضد الإرهاب، على الرغم من أن روسيا كانت ضمن هذه القائمة في استراتيجية عام 2002، لقد تعاملت الاستراتيجية الأميركية للأمن القومي مع روسيا بشكل سلبي ووضعتها ضمن الدول التي لا تطبق المعايير الديمقراطية الصحيحة واتهمتها بالتدخل في شؤون جيرانها ودعم أنظمة مارقة ومتطرفة مثل نظام الرئيس هوجو شافيز في فنزويلا.

كما أعلن البنتاغون الأميركي عن نيته لإقامة قواعد عسكرية أميركية في دول أوروبا الشرقية المجاورة للحدود الروسية مثل بلغاريا و رومانيا وتشيكيا وربما في أوكرانيا وجورجيا، على الرغم من وعود واشنطن لموسكو بعدم نشر قواعد عسكرية لها في هذه الدول ، والااكثر من دالك هو توسع حلف الناتو في اوربا الشرقية وضمه دولا كانت في الماضي القريب حدائقا خلفية لموسكو مهددا بذالك الامن القومي الروسي في الصميم ، على الرغم من رفض شعوب هذه الدول لإقامة قواعد أميركية على أراضيها، هذا الرفض الذي انعكس في مظاهرات شعبية في تشيكيا وأوكرانيا واعتراضات المعارضة البرلمانية في رومانيا وبلغاريا.

carte-otan-europe.jpg


كما أعلن البنتاغون الأميركي في أواخر أغسطس المنصرم عن نيته إعادة الصواريخ بعيدة المدى من طراز ( إم إكس ) للخدمة، وهي الصواريخ التي تم الاتفاق بين موسكو وواشنطن على إزالتها على ثلاث مراحل لم تنفذ منها واشنطن إلا مرحلة واحدة وعدلت عن المرحلتين الباقيتين في حين نفذت موسكو التزاماتها، وأعلن البنتاغون أنه سيستخدم هذه الصواريخ لحمل رؤوس عادية غير نووية، ويقول وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف «إن هذا أمر غاية في الخطورة، ويكشف عن نية واشنطن قصف مواقع ومدن بعيدة بدون إرسال قوات إليها»، وأضاف إيفانوف قائلا «إن هذه التصرفات سوف تضطر موسكو للانسحاب من جانب واحد من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى، وهى المعاهدة التي تخشى واشنطن تخلى موسكو عنها وبيع هذه الصواريخ لدول أخرى».

و في إطار العقيدة العسكرية الروسية الجديدة، والتي يجمع المراقبون أنها جاءت كرد فعل على تصرفات الإدارة الأميركية، قرر مجلس الأمن القومي الروسي توسيع المناطق الحدودية لروسيا من مسافة خمسة كيلومترات إلى خمس عشرة كيلومتر وخاصة في الجهات الغربية، وبهذا تعود المنطقة الحدودية الروسية إلى ما كانت عليه في زمن الاتحاد السوفييتي، وقد أحدث هذا القرار ردود فعل قوية لدى واشنطن ولدى دول أوروبا الشرقية المجاورة لروسيا.

RUSSIE.jpg


حيث سيصبح من حق روسيا زرع كل هذه المنطقة بقوات حرس الحدود بكل عتادها العسكري القوى بعد أن كانت قاصرة في عهد الرئيس يلتسين على قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية، وهذا القرار سيجعل مساحة هذه المنطقة تصل إلى نحو 550 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة دولة مثل فرنسا وقال نيقولاى بتروشيف مدير جهاز الأمن الروسي (إف إس ب) لوكالة نوفوستي إن «هذه المنطقة ستخضع لإشراف جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية مثلما كان في زمن الاتحاد السوفييتي»، وكتبت صحيفة نيزافيسمايا الروسية المستقلة تعلق على هذا القرار قائلة «إن روسيا تعود تدريجيا للوضع الأمني والعسكري التي كانت عليه في زمن الاتحاد السوفييتي مما سيجعلها محل ريبة وشك كبير من جيرانها ومن الدول الأخرى ».

المحلل السياسي الروسي ألكسندر دوجين يقول «إن روسيا قدرها أن تكون دولة كبيرة ومحل أطماع الكثيرين، ولا يمكن لروسيا أن تصبح قوة اقتصادية كبيرة فقط بمصادر الطاقة الوفيرة، بل لابد لها أن تملك القوة العسكرية التي ترهب الآخرين من الطامعين فيها والساعين للحد من طموحاتها ، وسوف تساعد القوة العسكرية روسيا على فرض إنتاجها الكبير من السلاح الحديث في الأسواق العالمية مما سيدر عليها عوائد مالية كبيرة، وإلا فلماذا تبني روسيا مجمعا صناعيا حربيا كبيرا ينافس المجمعات الغربية ؟، هل هذا المجمع من أجل الحرب والأمن أم من أجل الاقتصاد والتنمية؟».

 
رد: الفكر الروسي بين مفهوم الاعداء والاصدقاء

شكرا اخي فعلا موضوع رائع ولكن هل روسيا ملتزمة بالمعاهدة مع امريكا ام انها تفعل مثل امريكا ؟
 
رد: الفكر الروسي بين مفهوم الاعداء والاصدقاء

روسيا تتبع حاليا ما يشبه الفكر الفرنسي للتوسع في القرن التاسع عشر والذي بني اساسا على فشل الفكرة البريطانية حيث تقوم الفكرة الروسية اليوم في التوسع بشكل يجعل الامبراطورية مترامية الاطراف لكنها متصلة وهو مايسهل السيطرة والتسيير والدفاع والهجوم
النقطة الثانية ان روسيا لديها منطقة تسمى منطقة نفوذ وهي منطقة البلقان واسيا الصغى حيث تتواجد العرقيات الروسية او القريبة من الروسية وهو ما يسمح لها بالسيطرة عليها او التاقير عليها زيادة على الى منطقة الرابطة رابطة الدول المستقلة

سمات الإستراتيجية الروسية
تحدد المؤلفة سمات الإستراتيجية الروسية بعد انتهاء الحرب الباردة من خلال تحديد أهم معالم توجهات روسيا الاتحادية الإستراتيجية، والتي تتمثل فيما يلي:

1-الواقعية: تتجسد هذه السمة في سعي القيادة السياسية الروسية إلى بناء سياسة براغماتية, عن طريق الابتعاد عن الحجج الأيديولوجية، التي كانت تميز التحرك الدبلوماسي والسياسي السوفياتي في الماضي القريب، وإحلال محلها مبررات سياسية واقتصادية أكثر وضوحا وتعبيرا عن تطلعات روسيا المستقبلية.

2-براغماتية القيادة: وتتمثل في لجوء القيادة الروسية إلى قيم جديدة بدأت تعمل بها, حيث عمد رؤساء روسيا إلى إظهار وتأكيد قطع علاقات بلادهم بالماضي الشيوعي, والتخلي عن كافة ركائز الحرب الباردة, بما فيها الأيديولوجيا الماركسية اللينينية.

3-الديناميكية: وتظهر ديناميكية أو فاعلية الإستراتيجية الروسية من خلال ما يضمن بصورة جدية عدم العودة إلى الوراء منذ تواري عصر الأيديولوجيات المتصارعة على الساحة الدولية أو غياب الأيديولوجيا الشيوعية، حيث ظهر فلاديمير بوتين في نظر الغرب كحام للخط الإستراتيجي الجديد الذي انتهجته روسيا في عصر العولمة وحرية الأسواق, مع الإصرار على وحدة تراب الاتحاد الروسي وعدم التفريط بها, واتباع مختلف الوسائل, بما فيها القوة العسكرية, لتأكيد هذه الوحدة, كما في الموقف من تمرد الشيشان.

"
أهم هدف تسعى إليه روسيا الاتحادية هو إعادة هيبتها والحفاظ على أمنها وسيادتها من أي خطر يحيط بها, وهو أمر يدفعها إلى تعزيز وضعها العسكري في المناطق الحدودية
"
4-المنافسة: وهي هدف جديد على السياسة الروسية, ولأجله أجاز الدستور الروسي الجديد هدف المنافسة على الأسواق العالمية محل المواجهة الأيديولوجية. لكن تحقيق هذا الهدف لا يخلو من الصعوبات, التي سرعان ما انعكست على الإستراتيجية الروسية, من خلال إعادة ترتيب الأولويات، الذي انعكس في خطط الإصلاحات البنيوية الجديدة, وحركة الانفتاح المالي والاقتصادي على الخارج.

وهذا يظهر الفارق بين الإستراتيجية الروسية الحالية وما كان متبعا في الحقبة السوفياتية، إذ خلافا للاتحاد السوفياتي, تفضل روسيا الاتحادية، ولأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، إرسال المزيد من الأسلحة إلى الدول التي تستطيع دفع ثمنها. وتؤكد المؤلفة أن بلوغ هذه الغاية يتطلب المزيد من الاستثمارات من جهة, والإصلاح البنيوي للقاعدة الصناعية الروسية لرفع مستواها التنافسي من جهة أخرى.

5– حرية الحركة: وتتجسد في أن تفكك الاتحاد السوفياتي وظهور نظام دولي جديد لم يصاحبهما فرض شروط على روسيا أو على مصالحها أو على حرية حركتها أو عناصر قوتها، فوضعها الجديد لم يجعلها، على الأقل، مجبرة على الانصياع لموقف الدول الكبرى, سواء داخل مجلس الأمن ضمن منظمة الأمم المتحدة, أو خارجه ضمن توجهات التطام الدولي الجديد، الأمر الذي مكنها من القدرة على التحرك والتحدي والمعارضة لأي نمط جديد في العلاقات الدولية, وبما يتفق مع مصالحها.

6-المرونة: وتظهر من ملاحظة الاختلاف في المفاهيم بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية بخصوص مسألة الأمن العالمي وموقع المصالح الروسية منها. ففي حين ترى الولايات المتحدة مناطق العالم الحساسة على أنها جزء من النفوذ الغربي, وعلى الغرب تأمين الحماية اللازمة للمحافظة على الوضع السياسي القائم فيها, تؤيد روسيا الجهود الجماعية, والاقتراح الداعي إلى إشراك جميع أعضاء مجلس الأمن والأطراف المعنية لحل أي أزمة تنشب في العالم.

وتعتبر المؤلفة أن أهم هدف تسعى إليه روسيا الاتحادية هو إعادة هيبتها والحفاظ على أمنها وسيادتها من أي خطر يحيط بها, وهو أمر يدفعها إلى تعزيز وضعها العسكري في المناطق الحدودية.

لذلك تعتبر روسيا أن قضية انضمام جورجيا وأوكرانيا, وحتى أذربيجان, إلى حلف شمال الأطلسي, تشكل خطرا كبيرا على أمنها القومي واستقرارها وإمكانية حركتها وتوجهاتها, سواء على المحيط القريب منها, دول الاتحاد السوفياتي السابق, أو على المحيط الأبعد, مثل الصين أو إيران أو غيرهما من الدول.

ويضاف إليها مسألة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في بعض دول الاتحاد السوفياتي (سابقا), وتجاهل كل الدعوات الروسية لحل هذه المسألة بطريقة تزيل الشكوك الروسية من أنها هي المستهدفة من هذا المشروع.

الصعيد العربي
على الصعيد العربي، ترى المؤلفة أن بعض القادة الروس يعتبر أن مصالح روسيا الوطنية تتطلب منها السعي نحو تقديم نفسها بديلا للغرب في المنطقة العربية، إلا أن هذا المدخل ينبغي أن لا يجري في سياق المواجهة التي سادت إبان فترة الحرب الباردة.

وتعتبره شرطاً ضرورياً لدخول روسيا منطقة الشرق الأوسط، التي ما زال وجود الغرب فيها يتمتع بالتأثير الكبير، فضلاً عن ضرورة أن يكون التحرك الروسي والعلاقات القائمة مع دول هذه المنطقة مرسومين وفقاً للأهداف والمصالح الروسية، وانطلاقاً من المميزات التي تتمتع بها هذه الدول.

وتحدد المؤلفة خمس نقاط تستند إليها الإستراتيجية الروسية حيال المنطقة العربية، وتتمثل في:

1-السعي الروسي إلى تحقيق الأمن للحدود الجنوبية في وجه التهديدات التي تقع نتيجة فشل روسيا والدول المستقلة في إيجاد مؤسسات ذات كفاءة ورقابة على استخدام القوة, وذلك من خلال العمل على وضع حد للنزاعات والصراعات المنتشرة على مقربة من حدودها, ولا سيما النزاعات ذات المشاعر الإسلامية, حيث يشعر القادة الروس بأن جيرانهم المسلمين ما زالوا غير قادرين على خلق دولة قابلة للحياة, وأنه ينبغي لروسيا أن تأخذ الدور على عاتقها من أجل ترتيب الأوضاع السياسية في المناطق المحاذية لها بشكل لا يهدد أمنها.

2-إن دخول روسيا المنطقة من جديد هو سياسة وقائية لمنع الاندفاع الإسلامي, أو مواجهة ما يوصف بالتهديد الإسلامي الشامل الذي تتحدث بشأنه نظرية الدومينو, حيث تسعى إلى وجود نظام إقليمي مستقر قرب حدودها. وترى روسيا أن إعادة تأكيد مصلحتها الوطنية في إيجاد النظام المستقر أصبحت أكثر إلحاحا من أجل الوقوف في وجه التحديات الخارجية.

"
اتسمت الإستراتيجية الروسية في فترة حكم فلاديمير بوتين، بمحاولات روسيا استمالة البلدان العربية في قضايا ذات اهتمام مشترك، لكن هل يلتزم الرئيس الجديد ميدفيديف بالنهج الذي اتبعه سلفه حيال المنطقة العربية؟
"
3-السعي الروسي إلى إيجاد حزام أو كتلة من الدول تقف في وجه القطبية الأحادية, وتساهم في ممارسة الضغط على الولايات المتحدة كي تتاح لروسيا فرصة الدخول في عملية السلام, وإثبات أن لديها قدرة ومكانة على الساحة الدولية, وهو ما يفسر السعي إلى إقامة العلاقات مع الدول المناهضة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة, مثل إيران وسورية, وقبلهما العراق, من أجل الفوز بالتوازن الذي تستطيع من خلاله مواجهة الهيمنة الأميركية.

4-إعادة تأكيد الوجود النسبي الروسي في منطقة الشرق الأوسط, إذ ترى روسيا أنه إذا ما أرادت أن تحفظ هيمنتها على آسيا الوسطى, فيجب أن تعمل على تطوير العلاقات مع إيران.

وعليه أضحت قضية نقل التكنولوجيا النووية وإمداد إيران بالسلاح مصلحة حيوية مزدوجة, فمن جهة تزيد من اعتماد إيران على روسيا, ولا سيما في هذا المجال, مما يحول دون قيام إيران بأي توجهات في المنطقة, وخصوصا في آسيا الوسطى, تضر بمصلحة روسيا, ومن جهة أخرى يفتح هذا التعاون الباب لتوظيف الأيدي العاملة الروسية, فضلا عن الحصول على العملات الصعبة.

5-حاجة روسيا إلى إيجاد شركاء اقتصاديين وأسواق تجارية وسوق للسلاح, إذ تسعى روسيا إلى الحصول على مكاسب اقتصادية, ولا سيما على فرص للاستثمار والحصول على العملات الصعبة جراء بيعها أسلحة.

وقد اتسمت هذه الإستراتيجية بالحيوية والمبادرات الإيجابية في الفترة التي تولي فيها فلاديمير بوتين الحكم، وذلك من خلال محاولات روسيا في عهده استمالة البلدان العربية في قضايا ذات اهتمام مشترك، وإبداء الرغبة في التوسط لحل الأزمات في المنطقة.

لكن المؤلفة تتساءل عن مدى التزام الرئيس الجديد ديمتري ميدفيديف بالنهج الذي اتبعه سلفه حيال المنطقة العربية، خصوصاً بعد أن أصبحت الولايات المتحدة على مشارف حدود روسيا الاتحادية إثر احتلالها أفغانستان والعراق.
الاستراتيجية الروسية
 
رد: الفكر الروسي بين مفهوم الاعداء والاصدقاء

روسيا تتبع حاليا ما يشبه الفكر الفرنسي للتوسع في القرن التاسع عشر والذي بني اساسا على فشل الفكرة البريطانية حيث تقوم الفكرة الروسية اليوم في التوسع بشكل يجعل الامبراطورية مترامية الاطراف لكنها متصلة وهو مايسهل السيطرة والتسيير والدفاع والهجوم
النقطة الثانية ان روسيا لديها منطقة تسمى منطقة نفوذ وهي منطقة البلقان واسيا الصغى حيث تتواجد العرقيات الروسية او القريبة من الروسية وهو ما يسمح لها بالسيطرة عليها او التاقير عليها زيادة على الى منطقة الرابطة رابطة الدول المستقلة

سمات الإستراتيجية الروسية
تحدد المؤلفة سمات الإستراتيجية الروسية بعد انتهاء الحرب الباردة من خلال تحديد أهم معالم توجهات روسيا الاتحادية الإستراتيجية، والتي تتمثل فيما يلي:

1-الواقعية: تتجسد هذه السمة في سعي القيادة السياسية الروسية إلى بناء سياسة براغماتية, عن طريق الابتعاد عن الحجج الأيديولوجية، التي كانت تميز التحرك الدبلوماسي والسياسي السوفياتي في الماضي القريب، وإحلال محلها مبررات سياسية واقتصادية أكثر وضوحا وتعبيرا عن تطلعات روسيا المستقبلية.

2-براغماتية القيادة: وتتمثل في لجوء القيادة الروسية إلى قيم جديدة بدأت تعمل بها, حيث عمد رؤساء روسيا إلى إظهار وتأكيد قطع علاقات بلادهم بالماضي الشيوعي, والتخلي عن كافة ركائز الحرب الباردة, بما فيها الأيديولوجيا الماركسية اللينينية.

3-الديناميكية: وتظهر ديناميكية أو فاعلية الإستراتيجية الروسية من خلال ما يضمن بصورة جدية عدم العودة إلى الوراء منذ تواري عصر الأيديولوجيات المتصارعة على الساحة الدولية أو غياب الأيديولوجيا الشيوعية، حيث ظهر فلاديمير بوتين في نظر الغرب كحام للخط الإستراتيجي الجديد الذي انتهجته روسيا في عصر العولمة وحرية الأسواق, مع الإصرار على وحدة تراب الاتحاد الروسي وعدم التفريط بها, واتباع مختلف الوسائل, بما فيها القوة العسكرية, لتأكيد هذه الوحدة, كما في الموقف من تمرد الشيشان.

"
أهم هدف تسعى إليه روسيا الاتحادية هو إعادة هيبتها والحفاظ على أمنها وسيادتها من أي خطر يحيط بها, وهو أمر يدفعها إلى تعزيز وضعها العسكري في المناطق الحدودية
"
4-المنافسة: وهي هدف جديد على السياسة الروسية, ولأجله أجاز الدستور الروسي الجديد هدف المنافسة على الأسواق العالمية محل المواجهة الأيديولوجية. لكن تحقيق هذا الهدف لا يخلو من الصعوبات, التي سرعان ما انعكست على الإستراتيجية الروسية, من خلال إعادة ترتيب الأولويات، الذي انعكس في خطط الإصلاحات البنيوية الجديدة, وحركة الانفتاح المالي والاقتصادي على الخارج.

وهذا يظهر الفارق بين الإستراتيجية الروسية الحالية وما كان متبعا في الحقبة السوفياتية، إذ خلافا للاتحاد السوفياتي, تفضل روسيا الاتحادية، ولأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، إرسال المزيد من الأسلحة إلى الدول التي تستطيع دفع ثمنها. وتؤكد المؤلفة أن بلوغ هذه الغاية يتطلب المزيد من الاستثمارات من جهة, والإصلاح البنيوي للقاعدة الصناعية الروسية لرفع مستواها التنافسي من جهة أخرى.

5– حرية الحركة: وتتجسد في أن تفكك الاتحاد السوفياتي وظهور نظام دولي جديد لم يصاحبهما فرض شروط على روسيا أو على مصالحها أو على حرية حركتها أو عناصر قوتها، فوضعها الجديد لم يجعلها، على الأقل، مجبرة على الانصياع لموقف الدول الكبرى, سواء داخل مجلس الأمن ضمن منظمة الأمم المتحدة, أو خارجه ضمن توجهات التطام الدولي الجديد، الأمر الذي مكنها من القدرة على التحرك والتحدي والمعارضة لأي نمط جديد في العلاقات الدولية, وبما يتفق مع مصالحها.

6-المرونة: وتظهر من ملاحظة الاختلاف في المفاهيم بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية بخصوص مسألة الأمن العالمي وموقع المصالح الروسية منها. ففي حين ترى الولايات المتحدة مناطق العالم الحساسة على أنها جزء من النفوذ الغربي, وعلى الغرب تأمين الحماية اللازمة للمحافظة على الوضع السياسي القائم فيها, تؤيد روسيا الجهود الجماعية, والاقتراح الداعي إلى إشراك جميع أعضاء مجلس الأمن والأطراف المعنية لحل أي أزمة تنشب في العالم.

وتعتبر المؤلفة أن أهم هدف تسعى إليه روسيا الاتحادية هو إعادة هيبتها والحفاظ على أمنها وسيادتها من أي خطر يحيط بها, وهو أمر يدفعها إلى تعزيز وضعها العسكري في المناطق الحدودية.

لذلك تعتبر روسيا أن قضية انضمام جورجيا وأوكرانيا, وحتى أذربيجان, إلى حلف شمال الأطلسي, تشكل خطرا كبيرا على أمنها القومي واستقرارها وإمكانية حركتها وتوجهاتها, سواء على المحيط القريب منها, دول الاتحاد السوفياتي السابق, أو على المحيط الأبعد, مثل الصين أو إيران أو غيرهما من الدول.

ويضاف إليها مسألة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في بعض دول الاتحاد السوفياتي (سابقا), وتجاهل كل الدعوات الروسية لحل هذه المسألة بطريقة تزيل الشكوك الروسية من أنها هي المستهدفة من هذا المشروع.

الصعيد العربي
على الصعيد العربي، ترى المؤلفة أن بعض القادة الروس يعتبر أن مصالح روسيا الوطنية تتطلب منها السعي نحو تقديم نفسها بديلا للغرب في المنطقة العربية، إلا أن هذا المدخل ينبغي أن لا يجري في سياق المواجهة التي سادت إبان فترة الحرب الباردة.

وتعتبره شرطاً ضرورياً لدخول روسيا منطقة الشرق الأوسط، التي ما زال وجود الغرب فيها يتمتع بالتأثير الكبير، فضلاً عن ضرورة أن يكون التحرك الروسي والعلاقات القائمة مع دول هذه المنطقة مرسومين وفقاً للأهداف والمصالح الروسية، وانطلاقاً من المميزات التي تتمتع بها هذه الدول.

وتحدد المؤلفة خمس نقاط تستند إليها الإستراتيجية الروسية حيال المنطقة العربية، وتتمثل في:

1-السعي الروسي إلى تحقيق الأمن للحدود الجنوبية في وجه التهديدات التي تقع نتيجة فشل روسيا والدول المستقلة في إيجاد مؤسسات ذات كفاءة ورقابة على استخدام القوة, وذلك من خلال العمل على وضع حد للنزاعات والصراعات المنتشرة على مقربة من حدودها, ولا سيما النزاعات ذات المشاعر الإسلامية, حيث يشعر القادة الروس بأن جيرانهم المسلمين ما زالوا غير قادرين على خلق دولة قابلة للحياة, وأنه ينبغي لروسيا أن تأخذ الدور على عاتقها من أجل ترتيب الأوضاع السياسية في المناطق المحاذية لها بشكل لا يهدد أمنها.

2-إن دخول روسيا المنطقة من جديد هو سياسة وقائية لمنع الاندفاع الإسلامي, أو مواجهة ما يوصف بالتهديد الإسلامي الشامل الذي تتحدث بشأنه نظرية الدومينو, حيث تسعى إلى وجود نظام إقليمي مستقر قرب حدودها. وترى روسيا أن إعادة تأكيد مصلحتها الوطنية في إيجاد النظام المستقر أصبحت أكثر إلحاحا من أجل الوقوف في وجه التحديات الخارجية.

"
اتسمت الإستراتيجية الروسية في فترة حكم فلاديمير بوتين، بمحاولات روسيا استمالة البلدان العربية في قضايا ذات اهتمام مشترك، لكن هل يلتزم الرئيس الجديد ميدفيديف بالنهج الذي اتبعه سلفه حيال المنطقة العربية؟
"
3-السعي الروسي إلى إيجاد حزام أو كتلة من الدول تقف في وجه القطبية الأحادية, وتساهم في ممارسة الضغط على الولايات المتحدة كي تتاح لروسيا فرصة الدخول في عملية السلام, وإثبات أن لديها قدرة ومكانة على الساحة الدولية, وهو ما يفسر السعي إلى إقامة العلاقات مع الدول المناهضة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة, مثل إيران وسورية, وقبلهما العراق, من أجل الفوز بالتوازن الذي تستطيع من خلاله مواجهة الهيمنة الأميركية.

4-إعادة تأكيد الوجود النسبي الروسي في منطقة الشرق الأوسط, إذ ترى روسيا أنه إذا ما أرادت أن تحفظ هيمنتها على آسيا الوسطى, فيجب أن تعمل على تطوير العلاقات مع إيران.

وعليه أضحت قضية نقل التكنولوجيا النووية وإمداد إيران بالسلاح مصلحة حيوية مزدوجة, فمن جهة تزيد من اعتماد إيران على روسيا, ولا سيما في هذا المجال, مما يحول دون قيام إيران بأي توجهات في المنطقة, وخصوصا في آسيا الوسطى, تضر بمصلحة روسيا, ومن جهة أخرى يفتح هذا التعاون الباب لتوظيف الأيدي العاملة الروسية, فضلا عن الحصول على العملات الصعبة.

5-حاجة روسيا إلى إيجاد شركاء اقتصاديين وأسواق تجارية وسوق للسلاح, إذ تسعى روسيا إلى الحصول على مكاسب اقتصادية, ولا سيما على فرص للاستثمار والحصول على العملات الصعبة جراء بيعها أسلحة.

وقد اتسمت هذه الإستراتيجية بالحيوية والمبادرات الإيجابية في الفترة التي تولي فيها فلاديمير بوتين الحكم، وذلك من خلال محاولات روسيا في عهده استمالة البلدان العربية في قضايا ذات اهتمام مشترك، وإبداء الرغبة في التوسط لحل الأزمات في المنطقة.

لكن المؤلفة تتساءل عن مدى التزام الرئيس الجديد ديمتري ميدفيديف بالنهج الذي اتبعه سلفه حيال المنطقة العربية، خصوصاً بعد أن أصبحت الولايات المتحدة على مشارف حدود روسيا الاتحادية إثر احتلالها أفغانستان والعراق.
الاستراتيجية الروسية
 
رد: الفكر الروسي بين مفهوم الاعداء والاصدقاء

مداخلة كبيرة اخي الزعيم فعلا اثريت الموضوع ..............لكن اخي الزعيم ما اثبت تاريخيا ان الامبراطورية المتصلة الاقاليم والمترامية الاطراف هي عرضة للمخاطر والسقوط اكثر من الامبراطوريات التي تقوم على اسس تعدد الاقاليم الغير المتصلة مثل الامبراطورية البريطانية....فالامبراطورية المتصلة كونها امبراطوريات مغلقة تكون دائما عرضة للحصار والتقويض والتقسيم كونها تتشكل من حدود واحدة متصلة في مابينها يصعب الدفاع عنها ومراقبتها ، وهذا ما اثبت تاريخيا مع الامبراطورية الرومانية والمغولية والنمساوية المجرية وحتى روسيا القيصرية والسوفياتية .... وما سعي روسيا اليوم للتوسع والبحث عن مناطق نفوذ خارج حدودها التقليدية الى تاكيد على ان روسيا ادركت خطورة التقوقع داخل حدود الامبراطورية
 
عودة
أعلى