في الثالث من يناير 2021 بينما كان كوشنر يتهيّء للسفر إلى السعوديّة لحضور قمة العلا، ورده اتصال من الشيخ محمد بن عبدالرحمن، يخبره أنه يكلّمه بالنيابة عن الأمير تميم بن حمد ويخبره أن الاتفاق لاغٍ، وأنه يشكره على ما بذله من جهود في ملف المصالحة.
-كان كوشنر قد رتّب مكالمة بين الأمير تميم وولي العهد السعودي الأمير محمد سلمان في سبتمبر الماضي. - وفي ديسمبر حضر كوشنر جلستين دامتا لسبع ساعات بن الطرفين القطري والسعودي، ليتفقوا على آليات الصلح، وكان من المفترض أن يلتقي الأميران في قمة العلا.
يقول كوشنر: كان الشيخ محمد بن عبدالرحمن يتعامل باحترافية وكفاءه عاليتين مع كافة التفاصيل خلال الفترة التي مضت، ولذلك شعرت بنبرة الشعور بالخيبة في مكالمته، لقد أخبرني أن السعوديين لم يلغوا الحظر الجوي، وأن الأمير تميم: يمتنع أن يسافر وأبناء بلده ممنوعون من السفر بسبب الحظر!.
لقد بقي يومان على القمة، والسعوديون لم يرفعوا الحظر. اتصلت على الأمير محمد بن سلمان وقلت له: لدينا مشكلة كبيرة! وكان جواب الأمير مفاجأ لي حيث قال لي أنه يرى أن القطريين يحاولون "التراجع" بطلب جديد، بعد الاتفاق الأوليّ. مشككا في رغبتهم في حل الخلاف.
يقول كوشنر: رددت بنبرة قويّة "طوال الأربع سنوات الماضيّة لم أكذب عليك قط. أقسم لك أن الأمير تميم وضع هذا الشرط من أول لقاء، وأن فريقك على علم بهذا. إذا أردت أن تكون غاضبًا من أحدهم، وجّه غضبك لفريقك، أو وجّه إليّ، ولكن لا يخطر في بالك أن الأمير تميم يراوغ!"
- رد الأمير محمد بن سلمان مطمئنًا لي، بأنه سيبحث الأمر مع فريقه ويرى هل يمكن حل هذا الإشكال. - يقول كوشنر أخذت أفكر-يائسا-في إلغاء الرحلة، ولكن رغبة ترمب بحل الخلاف وتقوية العلاقات بين أهم حليفين لنا كانت عبئًا عليّ، ، وأنه كان يخشى إذا فشلنا في المصالحة، فإن إيران ستستغل فشلنا.
- أخر كوشنر رحلته لأقصى أمد ممكن بحيث يصل على موعد القمة تماما، منتظرًا الرد السعوديّ. وأخبر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بأن الأمير محمد بن سلمان مستعد لرفع الحظر، وأن يوصل هذه الرسالة إلى الأمير تميم. "بعد ساعات فتحت هاتفي ولم أجد أي رسالة من السعوديين، شعرت بأن الاتفاق يتلاشى"
في الصباح انطلقنا إلى المطار ولم نسمع أي رد من القطريين، فاتصلت بالشيخ محمد بن عبدالرحمن وطلبت منه إبلاغ رسالة للأمير تميم "أنا الآن أصعد الطائرة، وأنصحك بقوة أن تستغل هذه الفرصة النادرة لحل الخلاف، وأخبره بأني سأكون هناك وأضمن له التعامل اللائق به على أعلى مستوى، وأن تراجعه =
سيوسّع الفجوة بين البلدين ..." - أقلعنا إلى السعودية ونحن لا نعرف ما الذي سيفعله القطريون. - بعد ثلاث ساعات وصلتني رسالة من الأمير محمد بن سلمان "الأمير تميم اتصل وعبر عن تقديره للمرونة السعوديّة، وقرر المجيء"
حين وصلت إلى العلا، وبدأت بالسلام والحديث مع بعض القادة، جائني اتصال من ش. محمد بن عبدالرحمن "طائرتنا تلتفّ عائدة إلى الدوحة!" - كوشنر: ما الذي تعنيه؟ لن تأتوا؟!" - هناك خلاف في تنفيذ الاتفاق في آخر لحظة. كان كوشنر يقف مع د.أحمد بن ناصر الصباح شريكه في الوساطة الخليجيّة.
أبقى كوشنر ش. محمد على الخط ومشى مع الدكتور أحمد إلى الأمير محمد بن سلمان، وأخذاه جانبًا، وشرحا له الوضع. أخذ الأمير هاتف كوشنر وابتعد عنهما. بعد دقائق عاد الأمير وقال: حُلت المشكلة. لقد أعطى الأمير القطريين كلمته بالتنفيذ، ووافق القطريين أن يأتوا تكريما لكلمته.