التعاون العسكري بين المغرب والإمبراطورية النمساوية المجرية

الشبح

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
6,974
التفاعل
25,984 133 0
الدولة
Morocco
المغرب النمسا المجر.jpg

علمي المغرب وإمبراطورية النمسا-المجر
بدأت العلاقات المغربية النمساوية رسميا في 25 أبريل من عام 1783 حين أرسل السلطان محمد الثالث أول سفارة مغربية إلى بلاط الإمبراطور جوزيف الثاني حاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، يمكنكم الاطلاع على معلومات أكثر في الموضوع أسفله.


وتطورت العلاقات بين المغرب والنمسا، بحيث فتحت هذه الأخيرة سلسلة من القنصليات في المدن المغربية المهمة كانت أولها شرفية عام 1804، ورسميا افتتحت أول تمثيلية ديبلوماسية للإمبراطورية النمساوية المجرية في 1885، وقدم الديبلوماسي "بول ريجليا فون أوموسيفيتش/Paul Reglia von Ohmučevič" أوراق اعتماده للسلطان الحسن الأول كأول قائم بالأعمال وقنصل عام لدولته في المغرب في 15 يناير 1886.

في تلك الفترة كان المغرب يطمح لتقوية جيشه وإعادة تنظيمه من خلال عقد مجموعة من الصفقات العسكرية بما فيها نقل التكنولوجيا كما حصل مع الإيطاليين عام 1889 حينما تم إنشاء مصنع للأسلحة الخفيفة والمتوسطة بخبرات إيطالية في العاصمة فاس لتزويد الجيش المغربي بحاجياته من البنادق والرشاشات والمدافع والذخائر المختلفة، أو كذلك التعاون مع ألمانيا لبناء التحصينات العسكرية وبالإمكان الاطلاع على هذه المواضيع من خلال الرابطين أسفله.




من جهة أخرى اعتمد المغرب كذلك على التعاون العسكري مع البعثات الديبلوماسية الأوروبية المعتمدة من خلال بعثاتها العسكرية لتوفير مدربين عسكريين للجيش المغربي، وشمل التعاون دولا أوروبية كفرنسا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا، ومن بين هذه الدول كذلك نجد الإمبراطورية النمساوية المجرية.

في وثيقة من أرشيف دار النيابة بطنجة (وزارة الخارجية) بتاريخ 20 يوليو 1895 نجد ذكرا للتعاون العسكري بين المغرب والإمبراطورية النمساوية المجرية، والوثيقة عبارة عن رسالة موجهة من طرف الوزير المفوض في سفارة النمسا-المجر في طنجة (كارل فون بوليسلافسكي/ Karl von Bolesławski) يبلغ فيها وزير الخارجية المغربي الحاج محمد الطريس بأنه إتماما للاتفاق بين الدولتين وبناء على طلب المغرب وجهت النمسا-المجر ثمان وثائق خاصة بالتنظيم العسكري والقوانين الحربية لقوات المشاة في الجيش النمساوي-المجري، وتمت ترجمة الوثائق وتوجيها عبر الضابط في جيش الإمبراطورية النمساوية المجرية (هنكر) Hinker.

صورة ملونة.jpg

فرقة من مشاة الجيش المغربي مع قائدهم في مدخل مدينة طنجة بداية القرن الماضي

صورة ملونة2.jpg

فرقة مشاة مغربية

المثير في هذه الرسالة هو أن الديبلوماسي النمساوي يقول أنه بعد إعادة الوثائق ثبت أن عددها سبعة فقط، وأن الوثيقة الثامنة، "وهي بالغة الأهمية بل هي الأهم على الإطلاق" لم يتم تسليمها، لذلك طلب الديبلوماسي من وزير الخارجية المغربي إعلام السلطات المغربية المختصة بفقدان الوثيقة وضرورة إعادتها للبعثة.

Austro-hungarian_infantry_in_summer_(1914).png

صورة لأفراد من مشاة الجيش النمساوي-المجري

لا نعرف على سبيل الجزم سبب الأهمية البالغة لهذه الوثيقة وهل كانت هناك مخاوف من سقوطها في يد دولة أوروبية أخرى خصوصا والحرب العالمية الأولى على الأبواب، لكن عدم ذكر الموضوع في المصادر التاريخية اللاحقة يؤكد أن المشكل قد تم حله.


1895.png
الرسالة المعنية

انتهت العلاقات المغربية النمساوية-المجرية رسميا قبل خمس سنوات من انهيار الإمبراطورية، حيث أغلقت النمسا-المجر سفارتها في المغرب في 30 ديسمبر 1913 وذلك بعد سقوط المغرب في فخ الاحتلال الفرنسي واحتكار سلطات الحماية للعلاقات الخارجية للبلاد، وذلك بعيد اندلاع الحرب العالمية الأولى وتحول فرنسا (القوة المحتلة للمغرب) والنمسا-المجر إلى قوتين متحاربتين في النزاع العالمي.



الحقوق محفوظة للشبح



المصدر: التاريخ الديبلوماسي للمغرب من اقدم العصور إلى الآن (الجزء الثاني
 

المرفقات

  • Sans-titre-14.jpg
    Sans-titre-14.jpg
    102.7 KB · المشاهدات: 65
عودة
أعلى