التحديات التي يفرضها الوضع المتوتر في شرق آسيا: كيف يجب أن تكون الطائرة المقاتلة الرئيسية القادمة في اليابان؟

GSN 

سبحان الخالق العظيم
صقور الدفاع
إنضم
23 سبتمبر 2011
المشاركات
24,802
التفاعل
90,831 475 3
الدولة
Saudi Arabia

التحديات التي يفرضها الوضع المتوتر في شرق آسيا: كيف يجب أن تكون الطائرة المقاتلة الرئيسية القادمة في اليابان؟​

11/06/2022
1825135.jpg

983B530D-DEF8-4DDD-B559-355B6FB52661.jpeg
تغيير مفهوم الطائرة الحربية المقاتلة​

سيتم إخراج الطائرة F-2 التي تم نشرها منذ عام 2000 من الخدمة تدريجيا اعتبارا من عام 2035، وسيتم استبدالها بالطائرة التي ستخلفها. لقد بدأ تطوير الطائرة F-X منذ فترة قريبة، ولكن وفقا للسيد إيواساكي شيغيرو الرئيس السابق لهيئة الأركان فإنه ”ربما ستقوم الطائرة المقاتلة القادمة بتغيير مفهوم الطائرات المقاتلة“. فماذا يعني هذا التحول الدراماتيكي يا ترى؟

نوسي نوبويوكي: لقد بدأ تطوير الطائرة المقاتلة F-X، لكن ما هو اتجاه الطائرة المقاتلة القادمة بالنظر إلى تاريخ تطوير الطائرات المقاتلة المتتالية؟

إواساكي شيغيرو: ”في الماضي، كان هناك فترة زمنية تم فيها تقسيم وحدات الطائرات المقاتلة اليابانية إلى فئتين هما FI (مقاتلة اعتراضية، Fighter Interceptor)، وFS (مقاتلة دعم، Fighter Support). وكانت المهمة الرئيسية لوحدات FI بشكل رئيسي هي مواجهة الاختراقات الجوية للطائرات المقاتلة المعادية، وتأمين التفوق الجوي في المجال الجوي المطلوب. بينما كانت المهمة الرئيسية لوحدات FS بشكل رئيسي هي التصدي لهجوم السفن، والتصدي للهجوم البري، والدعم الجوي القريب (دعم العمليات البرية والبحرية).

إلا أن مفهوم تصميم مقاتلة الدعم القادمة (FS-X)، والتي تم نشرها بدءا من عام 1997 كخلف للطائرة F-1 (مقاتلة دعم)، هو أنه على الرغم من كونها مقاتلة دعم، فقد تحسنت قدرتها القتالية الاعتراضية (قدرة المواجهة الجوية) بشكل كبير، وأصبح تقسيم وحدات FI وFS أقل أهمية، لذلك تمت تسميتها منذ ذلك الوقت باسم المقاتلة F-2. وهذا هو السبب في أن المقاتلة القادمة قيد التطوير حاليا هي F-X وليست FS-X.

ولكن بالنظر إلى نظام المقاتلة المستقبلي، سيكون هناك وحدة تحسين قدرات F-15، ووحدة F-35A/B، ووحدة F-X، وبالتالي فإنه سيكون من الضروري امتلاك F-X القدرة على حمل صواريخ ASM (صواريخ مضادة للسفن، وصواريخ جو-أرض) والتي لا تتواجد في F-15 وF-35A/B“

المقاتلة F-2 التي ستخرج من الخدمة قريبا  miyata / أمانا إميجيز/ كيودو
المقاتلة F-2 التي ستخرج من الخدمة قريبا miyata / أمانا إميجيز/ كيودو

نوسي: إذن، كيف ستكون الطائرة المقاتلة القادمة؟

إيواساكي: ”يُعتقد أنها ستكون مقاتلة ستغير مفهوم الطائرات المقاتلة حتى وقتنا هذا“

نوسي: ستغير مفهوم المقاتلات؟

إيواساكي: ”المقاتلات التقليدية مزودة بالصواريخ والرصاص والقنابل وغير ذلك، وكانت مهمتها

الرئيسية هي المشاركة في معارك جوية ضد مقاتلات الأعداء لتأمين التفوق الجوي، والقيام بالهجمات جو-أرض على أراضي العدو، ومهاجمة وتدمير سفن العدو الغازية. ويُعتقد أن مثل هذه المهمة الرئيسية لن تختفي في المقاتلة القادمة، ولكن على سبيل المثال، سيتم تعزيز شبكات الربط بينها بشكل أكبر وسيتم توسيع وظيفة جهاز الاستشعار“

نوسي: ماذا يعني تعزيز الشبكات؟

إيواساكي: ”ستكون المقاتلة القادمة قادرة على جمع وبث ونقل البيانات المختلفة بالإضافة إلى الوظائف التقليدية. فعلى سبيل المثال، سيكون لها دور طائرات جمع المعلومات المختلفة مثل طائرات الاستطلاع وطائرات دعم الحرب الإلكترونية، وطائرات اعتراض الاتصالات وجمع المعلومات الاستخباراتية وغيرها، كما أنها ستمتلك وظائف مصغرة لطائرات أواكس (طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوا). بعبارة أخرى، فإنها ستلعب دورا مركزيا في العمليات الدفاعية“

التعاون مع الطائرات بدون طيار​

علاوة على ذلك، يؤكد السيد إيواساكي على وظيفة المناورة للطائرة بدون طيار التي تقوم بها الطائرة المقاتلة القادمة.

إيواساكي: ”على سبيل المثال، من الضروري النظر في إدارة عمليات إطلاق طائرات بدون طيار من طائرة مقاتلة أو طائرة نقل محملة بطائرات بدون طيار، وليس فقط استطلاع أراضي العدو بل حتى القيام بالقصف (الجمع بين المناورة من الطائرات المقاتلة والذكاء الاصطناعي (AI)). وفي الأساس، تعتبر الطائرات بدون طيار رخيصة نسبيا، والخسارة قليلة عند إسقاطها، ويمكن أن تستهلك صواريخ العدو باهظة الثمن.

وأيضا، نظرا لأن الطائرات بدون طيار صغيرة بشكل عام، فمن غير المرجح العثور عليها أو إسقاطها، وإذا تم إطلاق عدد كبير من الطائرات بدون طيار، فسيكون من الصعب على العدو إسقاطها جميعا. لذلك فإنها أحد الأصول (المعدات) التي لديها القدرة على تغيير مظهر المعارك المستقبلية بشكل كبير. وقد لا تكون تلك الوظائف متوفرة في أول جيل من المقاتلة F-X التي ستدخل إلى الخدمة بشكل جديد، لكنني أعتقد أنها ستكون بالتأكيد وظائف ضرورية في المستقبل“

نوسي: هل يعني هذا أنه يمكن أيضا استخدام الطائرات بدون طيار مع الطائرات المقاتلة القادمة للاستطلاع وجمع المعلومات عن الصواريخ الباليستية والصواريخ فرط الصوتية والصواريخ الباليستية غير النظامية في المستقبل؟

إيواساكي: ”هذا يعتمد على أداء الطائرات بدون طيار، لكنني أعتقد أنه ممكن. وبشكل عام، يمكن للطائرات بدون طيار أن تطير على ارتفاع منخفض، وبالتالي فإن نسبة اكتشافها منخفضة ويمكنها الدخول إلى عمق مناطق العدو. ومن خلال هذا، سيصبح من الممكن اكتشاف وتعقب صوامع إطلاق الصواريخ الأرضية (منشآت الإطلاق) ومنصات الإطلاق المتنقلة، فضلا عن استطلاع قواعد إطلاق الصواريخ الباليستية وغيرها، وذلك بالاعتماد على المستشعرات التي تمتلكها الطائرات بدون طيار.

وأيضا، من خلال نشر الكثير من الطائرات بدون طيار على مسار طيران الصواريخ الباليستية للعدو، فإنه سيصبح من الممكن تتبع الصواريخ الباليستية منخفضة التحليق والصواريخ الباليستية غير المنتظمة. وبالطبع، من الضروري العمل من خلال الجمع بين نظام SEW (نظام معلومات الإنذار المبكر) الموجود ونظام الكوكبة (نظام يجمع بين عدد كبير من الأقمار الصناعية) للأقمار الصناعية وغير ذلك، وليس قيام الطائرات بدون طيار بالاكتشاف لوحدها. ولكن في المستقبل، سيزداد عدد المواقف التي ستلعب فيها الطائرات بدون طيار دورا نشطا بشكل كبير. لهذا السبب، أعتقد أن المقاتلة F-X تحتاج إلى وظيفة دمج الطائرات بدون طيار فيها“

بالإضافة إلى ذلك، يقول السيد إيواساكي إن المقاتلة القادمة يجب أن تكون قادرة على توسيع أدائها حسب الحاجة.

”حتى لو انتهينا من صنع أفضل مقاتلة في عام 2035، فستصبح قريبا مقاتلة عفا عليها الزمن نظرا لسرعة التطور التكنولوجي مؤخرا. والشيء المهم بالطبع هو الدمج الفعال للتطور التكنولوجي أثناء التطوير، وضمان قابلية توسيع وظائفها حسب الحاجة حتى بعد دخولها إلى الخدمة، أي أنه من المهم للغاية تحسين قدراتها بشكل مستمر.

وأعتقد أن المقاتلة القادمة ستصبح في النهاية أحد الأسلحة التي ستحدث تغييرات في جميع أنظمة المعدات الدفاعية من خلال تحسين قدراتها بشكل مناسب حتى بعد إدخالها إلى الخدمة. والمقاتلة F-35 الحديثة التي طورتها الولايات المتحدة لديها بالفعل مثل هذه الوظيفة، وأعتقد أنه ينبغي أيضا تطوير F-X اليابانية مع الأخذ بعين الاعتبار توجهات العالم في هذا المجال“

يجب التركيز على زيادة مدى الصواريخ التي تحملها​

نوسي: تقوم روسيا بتزويد قاذفتها الهجومية توبوليف Tu-22M3 وغيرها بصواريخ كينجال فرط الصوتية. فهل يجب أن نفكر في إمكانية تزويد المقاتلة القادمة بصواريخ فرط صوتية؟

إيواساكي: ”كنظرية عسكرية عامة، من المؤكد أن الأسلحة بمختلف أنواعها ووظائفها مفيدة للأمن، ولكن هذه مقايضة بنفقات الميزانية. فمن الضروري اتخاذ قرار اختيار الأسلحة ونشرها بعد إعداد سياسة أمنية من منظور قومي شامل. وحتى ماهية القدرات التي سيتم تزويدها للمقاتلة القادمة يجب أيضا أن يتم تحديدها مع التفكير من منظور شامل.

نحن ندرك أن الصواريخ فرط الصوتية هي صواريخ ممتازة من حيث الأداء، ولكن إذا كانت لا غنى عنها لمقاتلة وقبل ذلك يجب العمل كأولوية على زيادة مدى الصواريخ المختلفة. واليابان لديها تكنولوجيا ممتازة لمختلف الصواريخ بين كل دول العالم. فصاروخا ASM-2 وASM-3 محليا الصنع هما صاروخان مضادان للسفن من الطراز العالمي. وصاروخا AIM-4 وAIM-5 جو-جو على قدم المساواة مع مثيليهما في العالم.

وقد أدخلنا مؤخرا صواريخ بعيدة المدى من دول أخرى، لكن علينا أولا التركيز على توسيع مدى الصواريخ محلية الصنع هذه. فمن خلال توسيع مدى الصواريخ، سيتم توسيع نطاق عملياتنا بشكل أكبر، مما سيؤدي بالنتيجة إلى زيادة قوة الردع“

نوسي: يجري العمل على ما يسمى بـ ”حاملة الطائرات الخفيفة“ مثل ”إيزومو“ و”كاغا“. ويبدو أنه يتم التخطط للإقلاع والهبوط على سطح السفينة مع إدخال المقاتلة F-35B، ولكن هل يتم التفكير أيضا في إقلاع وهبوط المقاتلة القادمة أيضا على حاملة طائرات خفيفة في المستقبل؟

إيواساكي: ”إذا حاولنا تشغيل المقاتلة القادمة على حاملة الطائرات ”إزومو“ التي ليس لديها مجنقة (جهاز إطلاق لإطلاق الطائرات من سطح حاملات الطائرات)، فسيكون من الضروري مراجعة ذلك من مرحلة التصميم، كتزويدها بوظيفة STOVL (الإقلاع من مسافة قصيرة والهبوط العمودي) وغير ذلك، كما هو الحال في F-35B. فالوظائف والقدرات مثل STOVL هي عوامل مهمة جدا، لذلك أعتقد أنها ستكون ضرورية في المستقبل، لكن يبدو أنه لم يتم أخذها بعين الاعتبار في هذه المرحلة“

نوسي: هناك توقعات تقول بأنه سيتم تطوير F-X بالاشتراك مع بريطانيا، فهل هذا صحيح؟

إيواساكي: ”عندما تم القيام بإعداد ”الخطوط العريضة لخطة الدفاع“ في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، قرر مجلس الوزراء ”تطوير F-X بقيادة اليابان مع الأخذ بعين الاعتبار التعاون الدولي“. بعبارة أخرى، سيتم تطوير F-X من قبل اليابان بشكل أساسي، لكننا نرحب بأي شركات أجنبية تدعم تطوير اليابان لها. فعلى سبيل المثال، تمتلك شركات لوكهيد مارتن، ونورثروب غرومان، وبوينغ الأمريكية، وشركة بي أيه إي سيستمز البريطانية وغيرها والتي طورت مقاتلات F-22 و F-35، تمتلك المعرفة لتطوير الطائرات المقاتلة. وبالنسبة لصنع محرك الطائرة المقاتلة، فقد تكون شركتا جنرال إلكتريك وبرات آند ويتني الأمريكيتان، وشركة رولز رويس البريطانية مرشحة. وأعتقد أن مثل هذا الإطار التعاوني سيتضح بحلول نهاية عام 2022“

مقاتلة ساحقة بلا منافس تقريبا​

نوسي: ما هي المقاتلة في دول الجوار التي يجب أن تكون المقاتلة الجديد أكبر منافس لها؟

إيواساكي: ”أود أن أقول إنه لا يوجد منافس، لأنه يجب علينا أن نجعل المقاتلة ساحقة للغاية بحيث لا يكون لها منافس. وما ينبغي علينا السعي إلى تحقيقه هو الأداء الذي يتفوق على الخصم بشكل كبير تقنيا. فعلى سبيل المثال، عندما بدأت اليابان في اعتماد F-15 (مقاتلة) وP-3 (طائرة دورية)، لم يكن لدى أي دولة بالقرب من اليابان مثل هذه المعدات عالية الأداء. لذلك، في ذلك الوقت، كان على الخصم أن يكون مستعدا إلى حد لمواجهة ما لا تُحمد عقباه إذا حاول الهجوم على اليابان. وكان هذا رادعا بفضل القدرات التقنية.

بالإضافة إلى ذلك، يبلغ عدد سكان اليابان 120 مليون نسمة، ولكن يبلغ عدد أفراد قوات الدفاع الذاتي اليابانية 250 ألفا (العدد الفعلي هو حوالي 235-240 ألفا بسبب معدل الاكتفاء وغيره). وعدد المقاتلات والسفن محدود أيضا. ومن أجل الحفاظ على السلام والاستقلال والأمن لبلدنا، يجب أن نحقق حالة من التفوق التقني على خصومنا. ومن أجل جعل الخصم يدرك التفوق التقني لليابان، والتخلي عن الهجوم (الردع)، من الضروري بكل تأكيد أن تتمتع المقاتلة القادمة بأداء متميز لا تستطيع الدول الأخرى اللحاق به. وأنا أؤمن بأنه من الممكن بشكل كافٍ تطوير مثل هذه المقاتلة بقيادة اليابان“

(النص الأصلي باللغة اليابانية. صورة العنوان الرئيسي: صورة تخيلية للمقاتلة القادمة التي ستخلف المقاتلة F-2 التي ستخرج من الخدمة، تقديم وزارة الدفاع، جيجي برس)
 
عودة
أعلى