عدم الوعي بالحركة الصليبية
أ.د. علي بن محمد عودة الغامدي
أ.د. علي بن محمد عودة الغامدي
هذه الصفة اتصف بها عدد من زعماء المسلمين في عصر الحروب الصليبية ، فلم يدركوا طبيعة الحركة الصليبية وأبعادها وخطورتها. ومنهم على سبيل المثال : السلطان كيكاوس بن كيخسرو سلطان سلاجقة الروم الذي يحكم الأناضول.
ففي سنة 614 هجرية وصلت طلائع الحملة الصليبية الخامسة إلى الشام ، ونزلت في عكا ، وشن الصليبيون غارات ناهبة على بيسان وكل المناطق الواقعة بين القدس والجولان. ثم ابحر الصليبيون إلى مصر بهدف الإستيلاء عليها وتوالت الإمدادت من الغرب الصليبي وحاصروا برج السلسلة عند مدخل دمياط حصاراً شديداً وكان هذا البرج كما يقول المؤرخون قفل الديار المصرية ، إذ تمتد منه سلسلة ثقيلة إلى داخل دمياط تمنع السفن المعادية من الدخول في نهر النيل الى داخل مصر.
وكان السلطان ابوبكر العادل (شقيق صلاح الدين) لايزال حياً ، فامر ابنه الأشرف موسى ، ملك الجزيرة الفراتية ، بمهاجمة الصليبيين في الشام ليخفف الضغط على أخيه الكامل محمد بن العادل الذي يرابط أمام الصليبيين عند دمياط. وبدأ الاشرف موسى في تنفيذ أمر أبيه فهاجم حصن الأكراد الخاضع لفرسان الإسبتارية. وخلال ذلك جاء كيكاوس بقواته بهدف انتزاع حلب من الأيوبيين ، فترك الاشرف حصار حصن الأكراد وعاد بقواته إلى الخلف لصد عدوان كيكاوس الذي جاء هجومه على ممتلكات الأيوبيين في أحلك اللحظات ، وأعمته اطماعه الشخصية عن ادراك الخطر الذي هدد المسلمين جميعاً.
وتمكن الأشرف من صد كيكاوس عن حلب ، لكنه عاد الى الجزيرة لمواجهة عدد من المتمردين الذين حرَّضهم كيكاوس واستمالهم إلى جانبه ، وانشغل الاشرف زهاء ثلاث سنوات في مواجهة المتمردين حتى قضى عليهم جميعاً. وفي سنة 618 هجرية ذهب بقواته الى مصر وانضم إلى قوات أخويه الكامل محمد ، صاحب مصر ، والمعظم عيسى صاحب الشام. وتمكن الاخوة الثلاثة من إنزال الهزيمة بالحملة الصليبية الخامسة فعادت إلى أوربا تجر أذيال الخيبة والندامة. ويتضح لنا عدم وعي كيكاوس بطبيعة الحركة الصليبية وبخاصة الحملة الخامسة ، فيما لو افترضنا ان الحملة الصليبية نجحت في انتزاع مصر وبقية الشام من الايوبيين ، عندها يصبح الصليبيون يطوقون مملكة كيكاوس من الجنوب ، ولن يتورعوا عن مهاجمته.
ففي سنة 614 هجرية وصلت طلائع الحملة الصليبية الخامسة إلى الشام ، ونزلت في عكا ، وشن الصليبيون غارات ناهبة على بيسان وكل المناطق الواقعة بين القدس والجولان. ثم ابحر الصليبيون إلى مصر بهدف الإستيلاء عليها وتوالت الإمدادت من الغرب الصليبي وحاصروا برج السلسلة عند مدخل دمياط حصاراً شديداً وكان هذا البرج كما يقول المؤرخون قفل الديار المصرية ، إذ تمتد منه سلسلة ثقيلة إلى داخل دمياط تمنع السفن المعادية من الدخول في نهر النيل الى داخل مصر.
وكان السلطان ابوبكر العادل (شقيق صلاح الدين) لايزال حياً ، فامر ابنه الأشرف موسى ، ملك الجزيرة الفراتية ، بمهاجمة الصليبيين في الشام ليخفف الضغط على أخيه الكامل محمد بن العادل الذي يرابط أمام الصليبيين عند دمياط. وبدأ الاشرف موسى في تنفيذ أمر أبيه فهاجم حصن الأكراد الخاضع لفرسان الإسبتارية. وخلال ذلك جاء كيكاوس بقواته بهدف انتزاع حلب من الأيوبيين ، فترك الاشرف حصار حصن الأكراد وعاد بقواته إلى الخلف لصد عدوان كيكاوس الذي جاء هجومه على ممتلكات الأيوبيين في أحلك اللحظات ، وأعمته اطماعه الشخصية عن ادراك الخطر الذي هدد المسلمين جميعاً.
وتمكن الأشرف من صد كيكاوس عن حلب ، لكنه عاد الى الجزيرة لمواجهة عدد من المتمردين الذين حرَّضهم كيكاوس واستمالهم إلى جانبه ، وانشغل الاشرف زهاء ثلاث سنوات في مواجهة المتمردين حتى قضى عليهم جميعاً. وفي سنة 618 هجرية ذهب بقواته الى مصر وانضم إلى قوات أخويه الكامل محمد ، صاحب مصر ، والمعظم عيسى صاحب الشام. وتمكن الاخوة الثلاثة من إنزال الهزيمة بالحملة الصليبية الخامسة فعادت إلى أوربا تجر أذيال الخيبة والندامة. ويتضح لنا عدم وعي كيكاوس بطبيعة الحركة الصليبية وبخاصة الحملة الخامسة ، فيما لو افترضنا ان الحملة الصليبية نجحت في انتزاع مصر وبقية الشام من الايوبيين ، عندها يصبح الصليبيون يطوقون مملكة كيكاوس من الجنوب ، ولن يتورعوا عن مهاجمته.