نظم الأسلحة الذكية ومفاهيم تطويرها

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,268 1 0
الدولة
Jordan
نظم الأسلحة الذكية ومفاهيم تطويرها
نظم الأسلحة الذكية ومفاهيم تطويرها
عميد مهندس (م) - عبدالحميد محمد هاشم حبيب



من المتوقع أن تتميز الصراعات الحديثة بقدرات كبيرة على القتال، خفة حركة عالية من الوحدات والتشكيلات التي من المتوقع أن تكون أصغر حجماً من نظيرتها التي كانت تستخدم في القرن العشرين. سيتطلب ذلك التركيز على أهمية الرد السريع، المرونة، قوة النيران وذلك لكسر تماسك العدو وسلبه القدرة أو الرغبة على القتال. لتحقيق ذلك سنتناول العوامل التي تحقق تلك المطالب واتجاهات تطور التقنية التي ستستخدم لتوفير القدرات المناسبة لنظم الأسلحة. سيتم مناقشة نوعين من مفاهيم الأسلحة الذكية المستقبلية أولهما هو التطور الطبيعي للنظم الحالية وثانيهما هو التطور الذي يقتبس مفاهيمه من تقليد عالم الحيوان.

لم تتغير مهمة السلاح، منذ آلاف السنين، وهي توفير القدرة لمستخدمه على شل حركة خصمه بوسائل مختلفة تربك الخصم وتشل قدرته أو رغبته في القتال. تطورت الأسلحة بسرعة كبيرة في الأزمنة الحديثة بحيث أصبحت توفر أشكالاً مختلفة ومعقدة من الحماية وذلك لمساندة العمليات في ميدان القتال. سيوفر التطوير غير المسبوق سواء في المجالات التقليدية أو الجديدة إمكانية تعديل الأسلحة الموجودة في الخدمة وتطوير أنواع جديدة. أحدث الانفجار الذي تم في مجال الإلكترونيات صغيرة الحجم والحاسبات الآلية تأثيراً في ترسانة الأسلحة كما أنه من المتوقع أن يحدث تأثير مشابه للتطور السريع في مجال المواد.


قد يكون من غير الحقيقي الاعتقاد بأن الدافع التقني هو العامل الأساسي في تطوير واستخدام أسلحة المستقبل ولكن في نفس الوقت يمكن القول بأنه هو أحد عوامل كثيرة يتم دراستها جميعاً والجمع بينها. توضح دراسة الحرب خلال التاريخ الحديث أن معظم التغييرات الجذرية في القدرات القتالية نبعت أساساً من الاستخدام المبتكر للتقنية المتوفرة، أو من الحشد المبتكر للقدرات وليس من الظهور المفاجئ للتقنية. لقد كان معظم ما حدث من تطوير هو ارتقاء بالقدرات وليس تغييراً جذرياً فيها حيث كان يتم اساساً استخدام التقنيات الجديدة لتحسين الأداء لمفاهيم ونظم موجودة فعلاً. من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه وخصوصاً أن بزوغ فجر عصر المعلومات يقلل من احتمال المفاجأة التقنية.
قد يكون أهم عامل بين جميع العوامل التي يجب دراستها لتقييم إمكانية التطوير المحتمل لأي سلاح هو جاذبية التطبيق (أو إمكانية وجدوي التطبيق) الذي بدوره يعتبر أحد أهم الحوافز للتطوير التقني. عادة ما يبحث المستخدمون باستمرار عن المزايا التي يحققها امتلاك قدرات عسكرية بطرق غير متوقعة، جديدة أو أكثر كفاءة من تلك المتوفرة وعندئذ يصبح تأثيرها على المذهب العسكري للقتال (Doctrine) (كيفية استخدام هذا السلاح ضمن منظومة الأسلحة المختلفة) هو العامل الحاسم.

تأثير مذهب القتال
يتم تحديد المذهب القتالي للقوات المسلحة لأي دولة بناء على عدة عوامل من أهمها توفر التقنيات ذات الصلة بنظم الأسلحة. كان لتأثير العوامل السياسية والاجتماعية الحديثة تأثيرها على أنواع الصراعات وكذلك على دور الدول في تلك الصراعات. يمكن تلخيص أنواع الصراعات فيما يلي وذلك بالرغم من أنه ليس من الضروري أن تواجه جميع الدول تلك الأنواع من الصراعات ويختلف ذلك طبقاً لموقع الدولة في النظام العالمي الجديد بالإضافة إلى عوامل أخرى:

<= الحرب عالية الشدة (High Intensity warfare) حيث يوجد عدو محدد ومعرف تعريفاً دقيقاً ومن المحتمل أن يكون استخدام القوة العسكرية هو الوسيلة الأساسية لحسم الصراع.
<= التدخل المسلح (Armed Intervention) في الحالات التي لا تحتاج إلى شن حرب شاملة ويشمل ذلك دخول قوات مقاتلة في أراضي أو مناطق متنازع عليها داخل حدود أخرى حيث من المتوقع قيام معارضة.. عادة ما يكون هدف قوات التدخل محدوداً للغاية (على سبيل المثال إنقاذ الرهائن). يعتبر إقرار أو فرض السلام صورة من صور التدخل المسلح.
<= عمليات مقاومة التمرد (Counter Insurgency Operation) ضد عدو غير محدد المعالم، حيث يتم تصميم شكل وحجم القوة العسكرية لتكمل مهمة الإجراءات السياسية، الاقتصادية، النفسية، المدنية التي يلزم اتخاذها لهزيمة التمرد المسلح.
<= عمليات مقاومة الإرهاب (Counter Terrorist Operations) ويتم تنفيذها طبقاً لتوجيهات السلطات المدنية وطبقاً لما يقضي به القانون الداخلي.

من المحتمل أن تنشأ في المستقبل أنواع جديدة إضافية من الصراعات. على سبيل المثال قد يكون من المقبول زيادة الحاجة إلى استخدام القدرات ذات الصلة بالدفاع لحماية البنية التحتية القومية للطاقة، المياه، النقل، الاتصالات، الخدمات المالية.
تبقى الحرب عالية الشدة أكثر التهديدات التي قد تواجهها أي دولة حيث عادة ما تتصف بالوحشية، خفة الحركة، الاشتباكات المكلفة التي تتطلب دائماً أسلحة أكثر تقدماً قادرة على الرد السريع والاحتمال الكبير للتدمير والقتل. بالرغم من ذلك فإن تلك التحرشات عادة ما تتم على مساحات واسعة حيث عادة ما تكون الاشتباكات شديدة ولكن قصيرة. عادة ما تكون بين الاشتباكات فترات ومسافات من التوقف تقوم فيها القوات المتصارعة بإعادة التجميع والمناورة للمواجهة التالية. تعتبر القدرة على تدمير الخصم قبل أن يتمكن من الحشد والاشتباك عاملاً حيوياً وتتطلب نظماً للأسلحة قادرة على التعرف والوصول إلى أهدافها،

تبقى الحرب عالية الشدة أكثر التهديدات التي قد تواجهها أي دولة حيث عادة ما تتصف بالوحشية، خفة الحركة، الاشتباكات المكلفة التي تتطلب دائماً أسلحة أكثر تقدماً قادرة على الرد السريع والاحتمال الكبير للتدمير والقتل. بالرغم من ذلك فإن تلك التحرشات عادة ما تتم على مساحات واسعة حيث عادة ما تكون الاشتباكات شديدة ولكن قصيرة. عادة ما تكون بين الاشتباكات فترات ومسافات من التوقف تقوم فيها القوات المتصارعة بإعادة التجميع والمناورة للمواجهة التالية. تعتبر القدرة على تدمير الخصم قبل أن يتمكن من الحشد والاشتباك عاملاً حيوياً وتتطلب نظماً للأسلحة قادرة على التعرف والوصول إلى أهدافها، التي غالباً ما تكون منتشرة، أحياناً يصعب كشفها أو محصنة وعلى مسافات بعيدة وتحت جميع الظروف الجوية.

لقد لوحظ أثناء التدخل العسكري في البلقان أن مثل هذا الموقف يحتاج لقوات عسكرية وأسلحة لها قدرات مثل تلك التي تستخدم في الحرب عالية الشدة. كانت تلك القدرة تستخدم للتهديد أو إحداث تدمير شديد في بعض الحالات القليلة لإظهار مدى القوة مع الاستعداد لمواجهة القوة بالقوة. كان لتأثير الرأي العام، من حيث عدم قوله لحدوث إصابات، أثره في التركيز على وسائل إجهاض دفاعات العدو واستخدام الضربات الدقيقة. يمكن القول بأن الحرب عالية الشدة والتدخل المسلح مثالان للمهام التي تتطلب حلولاً أكثر ذكاء للعمليات القتالية حيث تزداد أهمية استخدام القدرات لكسر تماسك العدو ورغبته في القتال أكثر من التدمير المادي.

عادة ما وبدون استثناء تقريباً ما ينظر إلى حرب المناورات على أنها حرب قوات مشتركة تهدف إلى استخدام القوة ضد نقط ضعف محددة ومن أهم خصائصها قوة الدفع والمعدل العالي للحركة بهدف إحداث الصدمة والمفاجأة لدى الخصم. يتطلب هذ النوع من الصراعات التركيز على تحقيق السيادة في مجال المعلومات، قوة النيران، التنسيق والتعاون في مجال النيران على طول وعرض ميدان القتال، وتطوير خفة حركة العمليات القتالية بحيث لا يستطيع الخصم مسايرتها. في معظم الحالات تأخذ الحرب خصائص الحملة العسكرية حيث يتم القتال فيها تحت ظروف عدم اليقين وعلى أرض غير مجهزة، وبدون بنية تحتية للإمداد بالمؤن والذخيرة. بالرغم من أن الوحدات والتشكيلات قد تكون أصغر حجماً من سابقتها إلا أن التقدم التقني أصبح يوفر قدرات قتالية وخفة حركة أكبر.

يشمل كل من التدخل المسلح ومقاومة التمرد على مواقف تثير مشكلة أخرى لتخطيط القوة وهي عدم تماثل قدرات الخصمين. على سبيل المثال من الصعب تخيل صراع يكون فيه الخصم له قدرات تماثل تلك القوة المجتمعة التي يملكها حلف الناتو وقد يكون الموقف أصعب حين نتوقع خصم له قدرات تقنية مثل التي تملكها القوات المسلحة الأمريكية ومع ذلك سواء عن قصد أو غير قصد سيتمكن الخصم في صراعات التدخل المسلح أو عمليات مقاومة التمرد من استغلال عدم تماثل القدرات للهجوم حيث يكون احتمال استغلال مزايا التقنيات المتقدمة أقل ما يمكن.

خطط الجيش الأمريكي ليكون قوة بدون منازع خلال الجمع بين السيادة التقنية الشاملة، السرعة، حشد القوات، لكن أصبح من الواضح أن تلك المزايا يمكن أن تكون عديمة الجدوى في حالة ما يسمى بميدان القتال المعقد (Complex Terrain) مثل القتال القريب في المناطق السكنية، الغابات، المناطق الجبلية حيث يصبح من الصعب استغلال التفوق في السرعة أو الحشد أو التقنية حيث تصبح المهمة التقليدية لقوات المشاة وهي الاستيلاء والتمسك بالأرض عاملاً هاماً، في مثل تلك الحالات يصبح من الصعب مساندة قدرات الجندي المترجل.


تأثير العوامل الأخرى
يوجد عوامل كثيرة أخرى تؤثر في المطالب والمواصفات، توفير واستخدام أي نوع من السلاح يتم توفيره لتحقيق قدرات جديدة أو متطورة. فيما يلي سنتناول تلك العوامل:
<= مدى قابلية تأثير السلاح: أظهرت الصراعات الحديثة مدى تأثير وسائل الإعلام وعدم قابلية الشعوب لحدوث خسائر في الأرواح وخصوصاً في حالات التدخل المسلح ومقاومة التمرد حيث أصبح من المهم تقليل تدمير البنية التحتية المدنية وعلى وجه خاص ما يسمى بالتدمير العرضي. من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه وهو ما يتطلب تركيزاً على التمييز والدقة وموثوقية الأسلحة.
<= القابلية للنقل: تحتاج قوات الحملة العسكرية الصغيرة نسبياً إلى نقل احتياجاتها وأسلحتها إلى مسرح العمليات وقد يسبب عدم القدرة على توفير الوسائل البحرية وبوجه خاص الوسائل الجوية لنقل تلك الاحتياجات، بعد وقت صغير من الإنذار، تهديداً لتلك القوات. تحتاج الطلائع الأولى للقوات إلى تسليحها بأنواع خاصة من الأسلحة الفعالة لمواجهة الأعداد الكبيرة المتوقعة من القواتالتي تدافع عن مناطق الإنزال في المرحلة الأولى لعملية الحشد. يستلزم ذلك نقل تلك القوات جواً، على الأقل في المراحل الأولى، مع توفير مخزون مناسب وأسلحة خفيفة وفعالة.


<= الموثوقية (Reliability): توجد دوافع كثيرة لتحسين موثوقية نظم الأسلحة الجديدة منها تقليل تكاليف الصيانة طول فترة الاستخدام وتوفير الجاهزية العملياتية. يتطلب تحقيق هجوم دقيق وتجنب التدمير المقصود (العرضي) تأكيداً على هذا العامل أكثر من ذي قبل وهو ما يحتاج إلى مراجعة تعريف أو فلسفة عامل الموثوقية. للمحافظة على عنصر الموثوقية، حيث أصبحت الأسلحة أكثر تعقيداً وتدعو المطالب إلى توفير أقل قدر من الصيانة وزيادة عمر السلاح، يلزم استخدام حلولاً تقنية جديدة.

استخدام حلولاً تقنية جديدة.
<= الطاقة الصناعية: تم تحقيق الغلبة دائماً في صراعات القرن العشرين للطرف الذي يملك قاعدة صناعية أكبر، سيادة تقنية لأعداد محدودة من نظم الأسلحة تتفوق على أعداد أكبر من النظم المناظرة أقل تقدماً وإن كانت تحتفظ بأداء مقبول نسبياً. من المتوقع أن تستهلك الصراعات المستقبلية، حتى ولو كانت لمدة قصيرة، كميات ضخمة من الاحتياجات ومن غير المنطقي أن يتم الاعتماد في الحروب عالية الشدة، على تخزين الاحتياجات لمواجهة صراع طويل المدى ولذلك يصبح من الضروري توفير القدرة على إعادة الإمداد بالاحتياجات وتطوير أداء نظم الأسلحة الذي قد يصبح عاملاً حيوياً.

<= تنويع مصادر التقنية: أدى تفوق سوق المنتجات المدنية، حتى في التقنيات التي تم تطويرها للاستخدام العسكري، بالإضافة إلى تفكك حلف وارسو أدى إلى رفع مستويات التقنية المتوفرة لاستغلالها في نظم الأسلحة. لقد أصبح من الأيسر في الأسواق العالمية سواء كانت مدنية أو دفاعية توصيف نظماً تحتوي على مكونات متميزة من مصادر مختلفة. لقد أوضح المشروع العراقي الذي يطلق عليه المدفع العملاق (Super Gun) في أواخر الثمانينات أن نظم الأسلحة يمكن تصميمها بحيث تحتوي على مكونات تنتجها شركات متخصصة في مختلف أنحاء العالم حتى لو كانت تلك الدولة أو الهيئة ليس لديها قاعدة صناعية دفاعية متخصصة. تمثل تلك العملية تهديداً وخصوصاً لعمليات مقاومة التمرد ومحاربة الإرهاب حيث يمكن للخصم الذي له مصادر مناسبة أن يوفر نظماً قادرة على إحداث خسائر غير مقبولة كما أنه يؤكد الحاجة إلى وضع نظام صارم لمقاومة مثل تلك العمليات.

<= استخدام المكونات المستخدمة مع النظم المدنية: يمكن القول بأن التقنيات والمكونات التي تستخدم فقط في المجالات الدفاعية قد أصبحت نادرة حتى معدات الرؤية الليلية، الرادار، أجهزة الاستشعار المستخدمة في الملاحة التي يتم تمويلها وتطويرها للأغراض الدفاعية قد وجدت طريقها للاستخدامات التجارية. لقد أدى ذلك إلى قيام الدول الغربية على نطاق واسع باستخدم مكونات تجارية Commercial off the ****f - COTS في النظم العسكرية وبذلك قللت إنفاقها على تصنيع مكونات عسكرية متخصصة. أدى التطور السريع للمنتجات المدنية إلى أن أصبحت المعدات العسكرية تحتوي على مكونات تم إيقاف إنتاجها. يواجه هذا الاتجاه مشكلة أخرى حيث تختلف المواصفات (الميكانيكية والكهربائية) للنظم العسكرية عن مثيلتها للنظم المدنية. من جهة أخرى فإن استخدام المكونات التجارية قد يوفر مجالاً أوسع للتطوير وإطالة أعمار النظم العسكرية.

<= فترة توفير نظم الأسلحة: إذا لم يتغير النظام الحالي لتوفير نظم الأسلحة فمن المتوقع أن تطول الفترة الزمنية لتوفير المنصات والأسلحة وذلك في الوقت الذي تتطور فيه التقنية بسرعة كبيرة كما أن استخدام الوحدات العيارية أو القياسية لحل تلك المشكلة يتعارض مع مبدأ توفير نظماً متينة، خفيفة، تتمتع بالموثوقية.
<= السيادة في حرب المعلومات: في الوقت الذي تمتلك فيه الدول الكبرى مصادر متنوعة وكثيرة للمعلومات عن مواقع العدو وانتشارها (الأقمار الصناعية، نظام الرادار المشترك لمراقبة ومهاجمة الأهداف Joint Surveillance Target Attack Radar System - JSTARS، الطائرات بدون طيار) بالإضافة إلى القدرة غير المسبوقة على توزيع ونشر تلك المعلومات من خلال الاتصالات الرقمية فإن الخصم يمكنه توفير تلك القدرة من خلال الأنظمة المملوكة له أو من خلال النظم التجارية بالإضافة إلى أنه في حالة نشوب الصراع على أرضه سيمتلك ميزة شبكة اتصالات داخلية قوية بالإضافة إلى قدرته على نشر مراقبين أماميين بين التجمعات السكانية المدنية.

<= عدم التماثل: من المحتمل أن تواجه القوات المتحالفة مشكلة وجود نظم للأسلحة تتفاوت بدرجة كبيرة في درجة تقدمها وعمرها وفي نفس الوقت سيحاول الخصم التغلب على ميزة التفوق في القدرات وذلك باللجوء إلى طرق مبتكرة وغير متوقعة في استخدام مالديه وهو ما يحتم تصميم نظم الأسلحة بحيث يمكن تعديلها لتتمشى مع التقنيات أو مذاهب القتال غير المتوقعة.

<= قيود المصادر البشرية: تتطلب الاتجاهات الحديثة لزيادة تطور وتعقيد نظم الأسلحة توفير مستويات عالية من المستخدمين والقائمين بالصيانة. من جهة أخرى تقوم دول كثيرة بوضع خططها للمصادر البشرية على أساس توفير درجات أقل من الخبرة والتأهيل وذلك يضع أهمية خاصة على التدريب وفي هذا الاتجاه يجب ملاحظة أن زيادة قدرات الأسلحة وتعقيدها يتطلب التفكير في حلول جديدة لتلك المشكلة.

<= القدرة على توفير نظم الأسلحة: عادة كان يتم تصميم نظم الأسلحة لاستخدامها بصفة رئيسية في الصراعات عالية الشدة وبالرغم من ذلك كان يتم استخدامها في الأنواع الأخرى من العمليات ولكن بدرجة أقل من النجاح في بعض الأحيان. لقد تغيرت تلك النظرة وحالياً فإن القدرات القتالية وبالتالي نظم الأسلحة يتم تصميمها لتواجه نوعيات مختلفة من أشكال القتال. بالرغم من ذلك فإن قيود الإنفاق العسكري مقترنة بالحاجة إلى استخدام قوات عسكرية أصغر حجماً للقيام بمهام مختلفة إضافة إلى الأنواع المحدودة من نظم الأسلحة يحتم أن تكون نظم الأسلحة لها قدرات متنوعة.

الاتجاهات التقنية للتطوير
تعتمد نظم الأسلحة الحديثة في تشغيلها على التفاعل المعقد بين نظم فرعية يمكن تعريفها بأنها توفر درجة عالية من الأداء من حيث دينامية السلاح (Weapon Dynamics)، التحكم في السلاح (Weapon Control)، تدمير أو هزيمة الهدف (Target

Defeat). يتجه استخدام التقنيات إلى زيادة قدرات النظم الفرعية بحيث يستفيد منها نظام السلاح بالكامل. لا شك أن التطور التقني سيكون له نفس التأثير على أسلحة الخصم. سنتناول فيما يلي طبيعة وتفاعل النظم الفرعية المستخدمة مع نظم الأسلحة الدقيقة.
دينامية السلاح

يمكن تعريفها بأنها قدرة السلاح على الإطلاق مع تحقيق طاقة كافية واستقرار يكفيان لوصول المقذوف أياً كان نوعه إلى الهدف المطلوب. تضم هذه العملية عدة آليات منها الدفع (حركة المقذوف داخل السلاح)، الإطلاق، الدينامية الخارجية أو ما يطلق عليه أحياناً البالستيكا الخارجية (حركة المقذوف الخارجية). تتزايد المطالب باستمرار حتى يحقق السلاح زيادة في قدراته من حيث المدى والتحكم في تشغيله لمواجهة مجموعة من الإجراءات المضادة وذلك بالإضافة إلى تعديلات غير متوقعة في تصميم الهدف المعادي.

خلال السنوات الأخيرة حدث تقدم كبير في مجال علوم المواد وفهم وكيفية استخدام المواد في تطبيقات الأسلحة ويمكن تلخيص اتجاهات التقدم في هذا المجال فيما يلي:
<= أدى التقدم في مجال فهم الكيمياء التخليقية، خواص المواد وتقنيات انتاجها إلى وجود جيل جديد من مواد الدفع لنظم الأسلحة والصواريخ ذات الأداء العالي وفي نفس الوقت تم تقليل حساسية تلك المواد الدافعة للتأثر بالعوامل الخارجية. يتم حالياً محاولة استخدام الكهرباء في دعم خواص المواد الدافعة التقليدية وهو ما يبشر بالحصول على زيادة في الدفع النوعي (Specific Impulse) والحصول على تحكم أفضل في الأداء. من الإنجازات الهامة التي تحققت القدرة على تمثيل أداء المواد رياضياً (Modeling) ابتداء من الذرة وحتى نظام الدفع الكامل والتنبؤ بأدائها على جميع المستويات وتحت جميع الظروف.

<= يحدث نفس التطور في مجال مواد بناء نظم الأسلحة مما سيؤدي إلى إنتاج نظم أخف وزناً، يصعب كشفها ولها أداء أعلى، في هذا المجال ظهرت الأنواع المختلفة التي توفر مزايا هامة عند استخدامها منفصلة أو مع مواد أخرى، المواد الخزفية (Ceramics) التي أظهرت مناسبتها للاستخدام في المحركات الصاروخية، نظم المصفوفة المعدنية (****l Matrix Systems) لاستخدامها مع المكونات الخفيفة والمتينة، المواد الماصة لأشعة الرادار (Radar Absorbing Material - RAM) وذلك لتقليل بصمة نظم السلاح وبدون إضافة أي أعباء أضافية على الوزن. ربما يكون أهم تطور في هذا المجال هو ما يسمى بالمواد الذكية (Smart Materials) التي يمكن أن تسهل من خلال تغيير شكلها تصميم نظم مبتكرة للتحكم في السلاح.

<= تطورت أدوات وطرق قياس متغيرات حركة المقذوفات الخارجية مما أتاح التنبؤ بمسار المقذوفات وحركتها في الجو الخارجي لجميع نظم الأسلحة ابتداء من المقذوف التقليدي وحتى الهياكل الجوية غير النمطية.

التحكم في السلاح
يمكن تعريفه بأنه القدرة على توجيه السلاح من نقطة الإطلاق وحتي النقطة المطلوبة في نهاية المسار. بصفة عامة وبدون النظر إلى نوع السلاح فإن التحكم يمكن تحقيقه بواسطة مجموعة من النظم الفرعية التي تشمل الاستشعار، التوجيه والتحكم. في معظم الحالات تكون مهمة التحكم من المهام الصعبة وذلك لتعقيد الظروف التي تحيط بالهدف، الخلفية، الإجراءات المضادة.

من جهة أخرى فإن المستويات العالية من الإنفاق التي تمت في المجال التجاري لتوفير قدرات، منتجات واستخدامات جديدة تلبي المطالب المتنامية في أسواق الترفيه، الحسابات الآلية، الاتصالات قد وفرت قدرات متنوعة يمكن استغلالها في المجالات الدفاعية. وفرت تلك السوق نوعيات كثيرة من المكونات والمعدات والطرق التي يمكن توفيرها بسهولة لاستخدامها في مهام التحكم في الأسلحة. تشمل التطورات في هذا المجال ما يلي:

<= أجهزة الاستشعار الصغيرة والمتينة التي تعمل في مجال واسع نطاق الترددات وتوفر أداء متميزاً لاستخدامها مع نظم البحث. لقد تم تدعيم الإنفاق العسكري على الأجهزة المناظرة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء بالتمويل التجاري الذي يهدف إلى استغلال تلك التقنية في المجالات الصناعية وغيرها وهو ما سهل توفير مكونات تجارية يمكن استخدامها مع النظم الدفاعية للتصوير الحراري والتوجيه. لقد حدث نفس التطور في الأجهزة التي تستخدم أطوال موجات مختلفة مناسبة للاستخدام في التحكم في الأسلحة وعلى سبيل المثال الموجات المليميترية والسنتمترية وبذلك أصبح من الممكن توفير نظم للبحث تعمل في حيز الترددات المختلفة ويمكنها التمييز بين الأهداف تحت الظروف المعقدة.

<= أدت الثورة التي حدثت في الأنشطة اللازمة لمساندة الاحتياجات المتزايدة لتقنية الحاسبات والمعلومات إلى ظهور مكونات رقمية لمعالجة البيانات ذات أداء عال بما في ذلك الشرائح الرقمية لمعالجة الإشارات، هيكل قوي ومرن للحساب والمعالجة. وفر ذلك القدرة على التحكم وتداول الصور الرقمية والمعدل العالي لتدفق البيانات اللازمة لترجمة بيانات الباحث إلي معلومات مفيدة للتوجيه وأوامر التحكم سواء على السلاح نفسه أو عن بعد من خلال وصلات نقل البيانات

نطاقات التردد الواسعة.
<= وفرت نظم الأقمار الاصطناعية للملاحة إمكانية تحديد الموقع بدقة عالية حيث يمكن استغلال ذلك في التوجيه باستخدام أجهزة استقبال قوية ومتينة.

<= بالرغم من أن الثورة في مجالات الحساب الآلي وتقنية المعلومات قد ألقت بظلالها على الطرق الميكانيكية إلا أنه قد حدث تطور كبير في علوم المجال الأخير جعلها ما زالت قابلة للاستخدام. أوضحت الطرق المبتكرة لتصميم وتصنيع الدوائر الإلكترونية المصغرة إمكانية تصميم وتصنيع مكونات ميكانيكية مصغرة ونظم فرعية كبديل لمكونات التحكم التقليدية وعلى سبيل المثال تم استبدال أجهزة الاستشعار المكلفة وغير المتينة المستخدمة في قياس التسارع بأخرى صغيرة ورخيصة.
<= دعت الحاجة إلى استنباط معلومات دقيقة وموثوق بها من مجموعة البيانات غير الدقيقة والغامضة إلى البحث واستخدام قوانين جديدة للتوجيه يتم استخدامها للأغراض الدفاعية وغيرها. لقد زاد الاهتمام باستغلال العامل البشري في اتخاذ القرار أثناء عملية التوجيه.

من المتوقع أن يستمر تطوير نظم التحكم في الأسلحة بسرعة نتيجة للتطور الكبير في التقنيات ذات الصلة والتي لها علاقة بتلبية مطالب السوق التجارية. سيكون هذا التطور هو أساس تطوير مفهوم الأسلحة القابلة لإعادة البرمجة (Reprogrammable) سواء كان السلاح مدفعاً أو صاروخاً، التي تتميز بإمكانية تغيير خواصها استجابة للتغييرات التي تحدث في الهدف أو في الإجراءات المضادة المعادية أو في طبيعة العمليات العسكرية. من المتوقع زيادة دقة السلاح نتيجة للزيادة المستمرة في قوة معالجة البيانات التي يتم استخدامها لتتمشى مع تعقيدات العمليات وفعالية الإجراءات المضادة.






هزيمة الهدف (Target Defeat)
يمكن تعريفها بأنها قدرة السلاح، عند إصابته للهدف المطلوب، على إعاقة أو شل قدرة الهدف. تشمل الطرق التقليدية لهزيمة الهدف على استخدام حزمة تقنيات للتدمير تعتمد على استخدام أدوات اختراق أو رؤوس حربية تم تصميمها على أساس استخدام طاقة الحركة أو الطاقة الكيميائية. يوفر الفهم المتزايد لعلوم المواد بالإضافة إلى توفر تقنية نظم التفجير الذكية آمالاً واعدة في القدرات التي يمكن أن تحققها حزمة التقنيات المستقبلية لهزيمة الهدف مقارنة بما هو متوفر حالياً في اتجاه مواز لتطوير الطرق التقليدية لهزيمة الهدف يوجد اهتمام متزايد لتقنية ما يسمى بالتدمير المعتدل (Soft Kill) أو الأسلحة غير القاتلة (Non - Lethal) التي تهدف إلى تحقيق مهم هزيمة الهدف بطرق أكثر مهارة.

أدى فهم تصرف المواد تحت قوى الشد العالية بالإضافة إلى تطوير طرق الحساب الضرورية إلى إمكانية محاكاة والتنبؤ بتأثير طرق التدمير المختلفة وتفاعلها مع الأهداف مهما بلغ تعقيدها. لقد وفرت تلك التقنيات لمصمم السلاح مجموعة من الأدوات تعتمد على الجمع المتوازن وغير المكلف بين المحاكاة والإطلاق الفعلي للنيران لتقييم تأثير طرق هزيمة الهدف والاختيار من بينها.

لا شك أن مثل تلك القدرات متوفرة لدى الخصم وهنا تصبح عملية الموازنة بين القدرة التدميرية- الوقاية تخضع للتغيير المستمر حيث يمكن أن ينتقل ميزان المزايا بسرعة عند استخدام أنواع جديدة من الدروع أو المساعدات الدفاعية بواسطة أحد الخصمين أو يقوم الطرف الآخر باستخدام مواد أو تصميمات جديدة.

توفر المعلومات عالية الدقة التي يتم الحصول عليها من تكامل أجهزة الاستشعار فرصة كبيرة لزيادة القدرة التدميرية للسلاح وذلك باستخدام نظم دقيقة أو ذكية للتفجير. إذا ربطت هذه القدرة مع استخدام تقنيات لتشغيل نظم التفجير المتغيرة أو التي تعمل في نقط متعددة فإن ذلك يشكل الأساس لإنتاج حزمة متنوعة وقوية من طرق التدمير يمكن استغلالها لمواجهة الإجراءات المضادة أو لتحقيق المرونة الكافية لمواجهة التغيير الذي قد يحدث في تصميم الأهداف. قد يكون من أمثلة ذلك الهجوم على أهداف معقدة حصينة أو مدفونة وهو ما قد يختلف عن الهجوم على أهداف مدرعة تقليدية.

لقد تم تطوير طرق جديدة لهزيمة الهدف منها الحروب الكهروبصرية (Electro - Optical Warfare - EOW) والموجات الميكروية عالية الطاقة (High Power Microwave -HPM) بواسطة البحوث الدفاعية بصفة رئيسية ووصلت إلى مرحلة إمكانية استخدامها عملياً. تم تطوير عدد من الأسلحة التي تستخدم تلك التقنيات وذلك لمساندة الآليات الأخرى الموجودة في الخدمة التي تستخدم لهزيمة الهدف سواء تلك التي يتم استخدامها مع منصات للإطلاق أو التي يتم تشغيلها على الهدف. يدخل في تلك التقنيات (القتل المعتدل) والطرق التقليدية للحرب الإلكترونية ونظمها.

يتم حالياً الاهتمام المتزايد لدراسة واستغلال تقنيات مختلفة للأسلحة غير القاتلة (Non Lethal Warfare - NLW) لكي يتم استخدامها في العمليات منخفضة الشدة. تشمل تلك التقنيات الليزر، ترددات الراديو، طاقة الحركة الكهربائية والصوتية وذلك لاستخدامها في إيقاف الأسلحة والمركبات، ضد الأفراد والضرب المساحي. يمكن استخدام تلك التقنيات بكفاءة في أغراض إجهاض الدفاعات وإسكات النطاقات الدفاعية في حالات الصراعات الشديدة.

سيستمر تطوير قدرات هزيمة الهدف نتيجة لتطور التقنيات وذلك في اتجاه مواز مع زيادة قدرات وقاية الهدف. من المتوقع أن يتم تصميم آليات هزيمة الهدف بحيث تناسب نوعه وعندما يتم الجمع بين ذلك مع زيادة الدقة فلا شك أن ذلك سيجمع بين ميزتين كبيرتين هما زيادة الفعالية وتقليل التدمير غير المقصود للأهداف المدنية.

نظام السلاح
يمكن القول بأن مهمة مصمم السلاح هي توفير تصميم يجمع بين دينامية، التحكم في السلاح، هزيمة الهدف بحيث يحقق السلاح الأداء المناسب الذي صمم من أجله. سيتطلب تصميم أسلحة المستقبل تحقيق المرونة، درجة عالية من الفاعلية عند استخدامها في أنواع مختلفة من العمليات ضد أهداف معادية يتم تصميمها واستخدامها بطرق مبتكرة وتحت ظروف إجراءات مضادة تتطور باستمرار. سيتطلب تصميم السلاح أن يكون قابلاً للإنتاج، التطوير المستقبلي ليواجه مطالب التطور أو تغيير التقنية المستخدمة عند تصميمه. بالإضافة إلى ما سبق يلزم تحقيق عدة قيود عسكرية، صناعية، اقتصادية، سياسية، يحتاج كل ذلك إلى حلول ناضجة، واقعية وتستغل الخبرات السابقة وتحقق المهمة النهائية للسلاح وهي التكامل مع المكونات الأخرى للنظام الذي يمكن

يمكن القول بأن مهمة مصمم السلاح هي توفير تصميم يجمع بين دينامية، التحكم في السلاح، هزيمة الهدف بحيث يحقق السلاح الأداء المناسب الذي صمم من أجله. سيتطلب تصميم أسلحة المستقبل تحقيق المرونة، درجة عالية من الفاعلية عند استخدامها في أنواع مختلفة من العمليات ضد أهداف معادية يتم تصميمها واستخدامها بطرق مبتكرة وتحت ظروف إجراءات مضادة تتطور باستمرار. سيتطلب تصميم السلاح أن يكون قابلاً للإنتاج، التطوير المستقبلي ليواجه مطالب التطور أو تغيير التقنية المستخدمة عند تصميمه. بالإضافة إلى ما سبق يلزم تحقيق عدة قيود عسكرية، صناعية، اقتصادية، سياسية، يحتاج كل ذلك إلى حلول ناضجة، واقعية وتستغل الخبرات السابقة وتحقق المهمة النهائية للسلاح وهي التكامل مع المكونات الأخرى للنظام الذي يمكن تعريفه بأنه القدرة على العمل مع المكونات الفرعية الأخرى للنظام بطريقة مثالية لتحقيق الأداء المطلوب للنظام بالكامل.

قد يتعدى المستخدم في تصميم السلاح ليشمل البيئة التي سيتم فيها تشغيل السلاح التي تضم الظروف الطبيعية، الظروف الصناعية بما في ذلك الهدف المطلوب التعامل معه والإجراءات المضادة والنظم الأخرى التي سيعمل معها السلاح وتعرف تلك الطريقة للتصميم بأنها طريقة تصميم نظام النظم (System of Systems) وتمثل مشكلة حقيقية لمصمم السلاح حيث غالباً ما يكون التفاعل بين السلاح والخلفية، الهدف والإجراءات المضادة غير قابلة للتحليل المنطقي (لوجود عوامل كثيرة غير مرئية) وفي نفس الوقت فإن التفاعل بين كل من الأنظمة والنظم الأخرى المعروفة يتزايد تعقيده بسرعة.

لقد أصبحت مهمة التكامل بين نظم الأسلحة معقدة بدرجة كبيرة، إذا أخذنا في اعتبارنا أنه غالباً ما تكون المطالب المستقبلية غير واضحة تماماً وذلك هو الحال بالنسبة لاتجاهات تطور التقنية أثناء العمر الافتراضي للسلاح، لدرجة تحتم وجود طرق محددة وموصفة لتصميم السلاح. لا شك أنه يوجد طرق لهندسة النظم يتم استخدامها في كل من المجال الدفاعي والمجال التجاري وذلك لتقليل مخاطر تطوير المنتجات المعقدة، وتوفير تلك المنتجات بما يتفق مع البرنامج الزمني والميزانيات المالية. يتطلب الحل المنطقي للتصميم، التطوير، الإنتاج، الإمداد بالنظم من مختلف الأحجام يتطلب المراجعة الدائمة وتقييم المواصفات والأداء ومدى تحقيقها لمطالب المستخدمين خلال فترة العمر الاقتراضي للسلاح تتطور باستمرار الطرق الأساسية للتصميم وكذلك مجموعة الإجراءات، الطرق والأدوات التي تساند ترجمة المطالب، وتوليد المفاهيم والتقييم، تحليل النظم، مساندة النظام خلال فترة خدمته، تقييم المخاطر واتخاذ القرار ويتم دائماً مهايئتها لتناسب عملية توفير السلاح. بالنسبة للمعدات الدفاعية فإن الطرق الهندسية للتصميم ينظر إليها على أنها الوسيلة لتقليل تكاليف المعدات، سرعة دخولها الخدمة وأنها تحقق الاحتياجات المتغيرة للقوات المسلحة.

تقييم نظام السلاح
يتطلب التصميم الناجح، سلسلة الإمداد وحتى دخول السلاح للخدمة برنامجاً للتقييم خلال المراحل المختلف للتطوير. يجب أن تحقق تلك الاختبارات عدة مطالب مختلفة تتصل بتصميم النظم الفرعية، تكامل نظام السلاح، فاعلية السلاح وقد تكون فاعلية السلاح بالنسبة لتكلفته (عند استخدامه في الهدف المصمم من أجله) أحد هذه المطالب وذلك بالإضافة إلى قابلية النظام للتطوير في المراحل اللاحقة. يتطلب مثل هذا البرنامج الجمع بين الدراسات، عمل النماذج الرياضية، المحاكاة والتجارب التي يتم تصميمها على أساس التدرج الهرمي الذي يربط بين أداء النظام بالكامل وفاعليته أثناء الاستخدام في العمليات.

يوفر أيضاً التقدم التقني، وخصوصاً ذلك التقدم في مجال قدرة الحاسب الآلي الذي أدى إلى تطوير أسلحة متقدمة دقيقة وفعالة، طرقاً للمحاكاة وقدرات على درجة عالية من التقدم. قد يكون أهم تطور في مجال قدرات المحاكاة هو ما يسمى بطريقة وضع المعدة داخل إطار (Hard Ware In Loop - HWIL) التي تتيح الجمع الواقعي بين عمل برنامج للحاسب الآلي يمثل نظام السلاح وبرنامج للمحاكاة والسلاح نفسه ليمثل ويقيم التفاعل بين السلاح، الهدف، الخلفية، والإجراءات المضادة. يتزايد حالياً الاهتمام بتطوير واستخدام الطرق الصناعية لتمثيل البيئة حيث يمكن عمل نماذج رياضية ومحاكاة الأنواع والمستويات ودرجة الواقعية وربطها معاً باستخدام النظام المناسب. يوفر هذا الحل استخدام نماذج وطرق محاكاة مشتركة بالإضافة إلى تطوير وصيانة قاعدة البيانات المشتركة لمساندة كل مرحلة من مراحل التطوير ابتداء من مرحلة تطوير المفهوم الأولي وحتى مرحلة خروج السلاح من الخدمة فيما بعد.

تحتاج المستويات المختلفة للمحاكاة والتقييم أن يتم ربطها مع التجارب المعملية والاختبارات الميدانية لفهم والتأكد من أداء النظم الفرعية والنظام بالكامل طبقاً لما هو مخطط. يلزم تخطيط وتنفيذ التجارب والمحاكاة وعمل النماذج بمهارة كافية لتعظيم فاعليتها وتقليل النفقات. يلزم أيضاً أن يتم تكامل ذلك مع مراحل التطوير بطريقة ذكية لتقليل فترة التطوير ومخاطر السيطرة والتحكم إلى غير ذلك من العوامل التي قد تزيد من نفقات التطوير. تلعب الطرق الصناعية لتمثيل البيئة دوراً هاماً في خلق المفاهيم، والتقييم واختيار المراحل الهامة للتطوير وذلك بالإضافة إلى المساعدة في اتخاذ القرار أثناء مرحلة خدمة نظام السلاح.
تحتم التعقيدات والشكوك التي تم الإشارة إليها من قبل توفير قدرات كافية للمحاكاة، وعمل النماذج الرياضية، إجراء التجارب والاختبارات العملية خلال جميع مراحل التصميم والتطوير والخدمة وذلك حتى يمكن تطوير نظم أسلحة متقدمة. تحتم أيضاً وسائل مراقبة التقدم التقني والتنبؤ بذلك التقدم توفير مثل تلك الأدوات حتى يمكن تحديد اتجاهات تطور التهديد المعادي ورسم استراتيجيات البحوث التقنية.

مفاهيم نظم أسلحة المستقبل
بالرغم مما يواجهه التنبؤ بمفاهيم نظم أسلحة المستقبل من مخاطر إلا أنه من الممكن التنبؤ بالقدرات التي يجب على أسلحة المستقبل أن تحققها خلال الجزء الأول من القرن الحادي والعشرين. إذا أخذنا في اعتبارنا مطالب المستخدم، تطور التقنية والعوامل المؤثرة الأخرى فمن المتوقع أن تحقق أسلحة المستقبل ما يلي:
<= درجة عالية من الدقة والفاعلية ضد الأهداف التقليدية.
<= قدرة كبيرة على الفعل غير القاتل في مساحات واسعة وذلك في العمليات منخفضة الشدة الصعبة والمعقدة حيث يكون من غير المقبول استخدام أسلحة غير شرعية أو تسبب إصابات خطيرة وبالرغم من ذلك يلزم تحقيق هزيمة الهدف.

<= أن يحقق التصميم المرونة سواء عند العمل منفصلاً أو مع نظم أخرى وأن يتكيف مع المطالب المتغيرة.
لتحقيق تلك المطالب يلزم تصميم جيل جديد من الأسلحة الذكية التي يعرفها البعض بأنها تلك القادرة على التفاعل والتغلب على التدخل غير المتوقع وغير المشروع أثناء القيام بمهامها. تركز تقنية التحديث الحالية لنظم الأسلحة على توفير أسلحة آلية وقادرة بدرجة عالية. قد يكون أحد الطرق الواضحة لتطوير الجيل التالي من الأسلحة الذكية هو عن طريق التطوير التدريجي أو المرحلي للنظم الفرعية (دينامية السلاح، التحكم في السلاح، هزيمة الهدف) والتطوير بخطى واسعة في مرحلة تكامل النظام. على سبيل المثال من الممكن تخيل أن سلاح المستقبل، الموجه آلياً الذي يتم إطلاقه من على الكتف والذي يتم استخدامه ضد الأهداف الأرضية، سيتميز بالخصائص التالية:




استخدامه ضد الأهداف الأرضية، سيتميز بالخصائص التالية:
<= له هيكل من المواد المختلطة خفيفة الوزن مشكل بحيث يوفر خواص إيروديناميكية جيدة والقدرة ويتميز بالقدرة على التسلل.
<= محرك صاروخي جوال متغير الدفع يعتمد على الهواء الجوي في الاحتراق له قدرة على تحقيق مدى يزيد عن 500 كيلومتر.
<= مزود بباحث متعدد الأوضاع يعمل كهروبصرياً - موجات الراديو وفي جميع الظروف الجوية وله القدرة على كشف أهداف متعددة.

<= تكامل بدرجة كبيرة بين كل من نظام الملاحة ونظام التوجيه ونظام التحكم، القابلية للتكيف من خلال وصلة للبيانات أثناء مرحلة ما قبل الإطلاق أو أثناء الطيران ولها القدرة على توفير تقييم للتدمير في الوقت الحقيقي.

<= يتوفر بها تكامل بين نظام التوجيه ونظام التفجير، مزودة برأس حربية تناسب الأهداف المختلفة.
قد يكون من المناسب مناقشة وتقييم عملية التطور حيث غالباً ما يصاحب زيادة القدرات زيادة كبيرة في درجة التعقيد والتكلفة و-أو تقليل المتانة بحيث قد لا تناسب التغييرات غير المتوقعة في نوع العمليات، خواص الهدف أو التكتيكات. قد يكون من المفيد في هذا المجال مراجعة عالم الحيوان حيث يوجد عدد لا يحصى من الأنواع كل منها له قدرة على التكيف والعيش في ظروفه البيئية، ويقوم بأداء مهمته الخاصة بدرجة عالية من التميز وهو ما يوضح أن تحقيق درجة عالية من التميز في أحد القدرات ليس بالضرورة كافياً وأن هناك طرقاً أخرى لتوفير نظماً لها قدرات عالية.

مفاهيم جديدة للأسلحة مشتقة من عالم الأحياء
لقد دفعت الرغبة في توفير نظماً ذكية إلى القيام بتبني برامج متنوعة للبحوث كلفت بها مؤسسات أكاديمية أو تجارية أو حكومية لتوضيح وشرح العمليات الرئيسية للاستشعار والاستنباط التي تتم في عالم الحيوان عموماً وفي الإنسان بصفة خاصة. تنوعت وتوسعت تلك البحوث وتم تطبيق المعلومات المحدودة التي تم اكتشافها حتى الآن في بعض النظم. في المجال الدفاعي، على سبيل المثال، فإن النظم البيولوجية كانت مصدراً للإلهام لبعض المفاهيم المتقدمة للتوجيه والتحكم كما أن عمليات الرؤية البشرية تم تطبيقها لتحسين أداء كل من أجهزة استشعار الأسلحة والإجراءات المضادة لها.

بنفس الطريقة كان أحد دوافع البحث في أوجه التصرف الحيواني هو الرغبة في فهم أفضل العوامل التي تؤثر في الفاعلية البشرية سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المجموعة. في المجتمع الدفاعي كان الهدف الأساسي هو تحسين الأداء الجماعي في التخطيط، القيادة والمهام القتالية. لقد ظهر أنه، ماعدا التطبيق في مجالات اتخاذ القرار على المستوى الفردي والمستوى الشامل لنظام النظم لتحسين الفاعلية في العمليات القتالية، فإن قليلاً من الاهتمام قد وجه نحو أهمية التصرف الحيواني الجماعي أو التعاوني واستغلالها لتحسين قدرات نظم الأسلحة. من المتوقع أن تؤدي دراسة وتفهم هذا المفهوم إلى زيادة أداء وفاعلية مجموعة من الأسلحة المنفصلة بدرجة كبيرة إذا كان من الممكن أن تعمل بتنسيق وتعاون مع بعضها وبطريقة تماثل ما يتم ملاحظته في عالم الحيوان.

العمل الجماعي
من الواضح أنه توجد ثلاثة عوامل منفصلة ومجتمعة هي التي تحدد درجة العمل الجماعي وهي الهدف المشترك، التصرف الفردي والاتصال الداخلي بين المجموعة. تحدد درجة تعقيد وتقدم كل من تلك العوامل بالإضافة إلى العلاقة بين قدرة المجموعة ومن الطبيعي أن تختلف تلك العوامل والقدرات طبقاً لدرجة رقي أو بدائية أنواع الحيوانات. في الأنواع البدائية لا يوجد وعي بالأهداف المشتركة المطلوبة للنجاة وانتشار تلك الأنواع. يتم تحقيق تلك الأهداف بطريقة جماعية اعتماداً على التصرف الفطري للأفراد ومن خلال عمليات الاتصالات غير الموجهة. غالباً ما يتحقق ذلك بالوعي الاستشعاري لأعضاء المجموعة المتجاورة وبالصيانة داخل حدود محددة للعلاقة المكانية الخاصة بهؤلاء الأعضاء ومن أمثلة ذلك لجوء بعض أنواع الأسماك إلى المياه الضحلة كوسيلة للحماية. من أمثلة الاتصالات غير الموجهة بواسطة الطرق الكيميائية ما نشاهده من السلوك الفطري للمجموعة الذي تقوم به جماعات من الحشرات لسحق فريسة أقوى منها بواسطة الوزن المطلق لأعدادها.

بالنسبة للأنواع الأكثر رقياً، ما عدا الأنواع الموجودة في قمة سلم الرقي، فإنه يوجد قصور في الوعي الكامل بالهدف المشترك. يتم تحقيق الأهداف لتلك الأنواع بواسطة الاتصالات البينية المتقدمة الخاصة والسلوك المعقد على المستوى الفردي والجماعي. يتأثر

السلوك الفردي بالخبرة وفي نفس الوقت فإن القدرة على التعليل وصلت درجة من التقدم بحيث يمكنها تفسير ما حولها بواسطة القرائن الاستشعارية المحدودة. يتم تشريع التصرف الجماعي من خلال استراتيجيات تخدم الهدف والتي تكون من المرونة بحيث تسع النتائح المحتملة للأعمال المحددة ومن خلالها، ما عدا بالنسبة لأعلى أنواع الحيوانات رقياً، فإنه من المفترض أن يكون الوعي الفردي بالموقف متماثلاً وتشمل الاتصالات الأنواع الشفوية وغيرها.

بالنسبة للأنواع التي على قمة سلم الرقي، أي الإنسان، فإن لها القدرة على تعديل الهدف المشترك بطريقة يتفق عليها وتحوز رضا الجميع وقادرة على أن تسع مفاهيم أعضاء المجموعات المنفصلة التي قد يكون لها درجة مختلفة من الوعي بالموقف. يوفر العمل الجماعي القدرة للرئيس أو الزعيم على أن يتعامل مع المواقف إلى أبعد من القدرة الجسمانية والعقلية للأفراد، وخصوصاً عندما يتطلب الحل ضرورة المرونة والتنوع. من الممكن من حيث المبدأ تطبيق هذا المفهوم على نطاق واسع لتنفيذ مفاهيم لنظم الأسلحة أكثر فاعلية من نظيرتها التقليدية.

الأسلحة التعاونية الموجهة
(Co-operative Guided Weapons)
قد يكون التفسير الواضح لهذا المفهوم هو توفير مجموعة من الأسلحة الموجهة البسيطة نسبياً لتقوم مقام البحث، الاشتباك، هزيمة الأهداف تحت ظروف العمليات القتالية المعقدة وعلى سبيل المثال توفير القدرة طويلة المدى ضد الأهداف الأرضية بتوفير نظام سلاح له القدرات السابقة. يحقق الحل التعاوني عدداً من المزايا إذا قورن بالاستخدام المنفصل للأسلحة أو الاستخدام المتتالي ويمكن تلخيص تلك المزايا في الآتي:
<= قدرة أفضل على كشف الأهداف المعادية باستخدام أجهزة متنوعة للاستشعار.
<= تحقيق استراتيجية للاشتباك أكثر فاعلية ومرونة بواسطة التكيف مع خصائص الهدف من حيث نقاط قوته ونقاط ضعفه وردود أفعاله.
<= زيادة احتمال هزيمة الهدف وذلك بتنفيذ التدمير المنطقي للهدف من خلال اختيار الآلية المناسبة للتدمير التي تتوافق مع نقاط ضعف الهدف.
<= تحقيق مزايا كبيرة من حيث النفقات وتوفير الاحتياجات والعمليات القتالية نتيجة لامتلاك عائلة من الأسلحة البسيطة نسبياً.
توضح الدراسة الأولية أن العوامل الثلاثة مجتمعة، التي تحقق وتشكل العمل الجماعي للحيوانات، يمكن تطبيقها على الأسلحة الموجهة التعاونية. وأكثر من ذلك فمن الواضح أنه يمكن تحقيق ذلك في المستقبل القريب إذا نجحت البحوث الحالية وتم تطبيقها بطريقة مركزة. تتوفر حالياً القاعدة الفنية الضرورية لتحقيق ذلك ويرجع هذا بصفة رئيسية إلى أنه في السنوات الأخيرة تم حقن أموال ضخمة بواسطة هؤلاء الذين يبحثون عن توفير مطالب السوق التجاري. قد يظهر ذلك مما يلي:

هدف المشترك: يوفر التقدم الحالي في مجال قدرات وطرق القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسبات والاستخبارات (Command, Control, Communications, Computers and Intelligence - C41) القدرة على مساندة سرعة ومعدل حركة العمليات الضرورية لقوات المناورة والتحالف، يوفر إطاراً للعمل تستطيع من خلاله أن تعمل مجموعة من الأسلحة الآلية لتحقيق الهدف المشترك.
<= السلوك الفردي: تم تحقيق تقدم تقني في جميع المجالات ذات العلاقة بقدرات النظم الفرعية للأسلحة مع توجيه اهتمام خاص نحو زيادة التكامل في المهام وبالتالي تحقيق مرونة الأسلحة. لقد تم الإشارة إلى ذلك التقدم فيما سبق ولكن من المهم الإشارة إلى التقدم الهام في مجالي التوجيه والتحكم. لقد نشأ التقدم الأساسي في مجالي التوجيه والتحكم من خلال تمويل البحوث سواء في المجال التجاري أو الدفاعي. لقد حققت تلك البحوث توفير قدرة السلاح على التعرف على قدراته الخاصة وكذلك قدرته على اتخاذ القرار تحت ظروف عدم موثوقية المعلومات التي قد يتم الحصول عليها من مصدر واحد أو مصادر متعددة وذلك بالإضافة إلى القدرة على ترجمة القدرات الفردية للسلاح إلى السلوك المناسب للعمل على تحقيق المهام المشتركة.

<= الاتصالات البينية: يمكن لتقنية وسائل الاتصالات التقليدية أن تلبي احتياجات الاتصالات البينية من خلال ترددات الراديو المتعددة والوسائل الكهروبصرية، وخصوصاً إذا كان عرض نطاق الترددات متواضعاً. تحقق التقنيات الخاصة بالاحتمال الضعيف للاعتراض (Low Probability of Intercept - LPI) تقليل تعرض تلك الاتصالات لتدخل العدو ولكن في نفس الوقت تحتاج نظم الأسلحة التي ترتبط مهامها ارتباطاً وثيقاً إلى وصلات للاتصالات لها درجة خاصة من التكامل، قد يكون من المجدي دراسة نقل المعلومات خلال اتصالات غير شفهية مساوية لتلك المستخدمة في الأسلحة الموجهة حيث يمكن بواسطتها لأعضاء مجموعة الأسلحة ذات المهمة المشتركة أن تستنبط استراتيجية أحد أعضاء المجموعة الأخرى من خلال تغيير الموضع والمسار طبقاً لتطور المهمة.

لا شك أن الفهم الواعي والتفصيلي للأداء المتوقع للأسلحة الموجهة التقليدية الحالية بهدف توصيف الأداء والتقييم والتدريب الآمن ونشر تلك الأسلحة وتطوير القواعد اللازمة للاشتباك.. إلخ يعتبر مهمة صعبة.. يرجع ذلك إلى عدم القدرة على تمثيل، بطريقة قاطعة ومحددة تفاعل النظم الفرعية المعقدة مع بعضها، مع الخلفية المتنوعة للعالم الخارجي، الأهداف المعادية غير المتوقعة، الإجراءات المضادة المتقدمة وإلى غير ذلك من العوامل وهو ما يطلب بالتالي عمل نماذج رياضية متكاملة مكلفة، محاكاة وتجارب عديدة ومعقدة. بالرغم من ذلك فقد يكون من الممكن تطوير مجموعة جديدة من الأسلحة التعاونية ولا شك أن العوامل السابقة ستكون أكثر تعقيد مما هي عليه الآن وستطلب حلولاً مبتكرة وذلك حتى يكون توفير مثل تلك الأسلحة ممكناً وله جدوى فنية واقتصادية.

يمكن القول أنه في ظل عالم ملئ بالشكوك وفي الوقت الذي تتطور فيه التقنيات بخطى واسعة فإنه من غير الممكن التنبؤ بدرجة عالية من الموثوقية والدقة من قدرات الأسلحة المستقبلية. بالرغم من ذلك فما زالت هناك قيوداً على قرارات توفير الأسلحة المتقدمة والجداول الزمنية لتطويرها مما يعوق أي تتطور في قدرتها. يمكن توقع بدرجة عالية من الأمان أن نظم الأسلحة خلال الربع الأول من القرن الحادي والعشرين ستكون تطويراً كبيراً لما هو موجود منها وأن تطوير نظم القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسبات والاستخبارات (C41) ستمكن تلك النظم من العمل المشترك والمركز بحيث توفر قدرات عسكرية متطورة. قد يكون العامل الأساسي للنجاح في المعركة هو في القدرة على تهيئة كل من الأسلحة والتكتيكات لتحقق أكبر قوة قتالية وخفة حركة.

من الواضح أنه في تلك المرحلة سيكون من المفيد تقنياً متابعة وسيلتين للتطوير لتوفير قدرات أسلحة الجيل التالي. تعتمد الطريقة الأولى على التطبيق المبتكر للتقدم المرحلي للتقنية على مستوى النظم الفرعية لكل نظام سلاح متطور على حدة أما الطريقة الأخرى فهي استغلال نفس التطور التقني المرحلي لتحقيق مفهوم السلوك التعاوني أو العمل الجماعي لعدد من النظم المنفصلة الأقل قدرة. قد يكون من الأهمية بمكان توفير القدرة على فهم التأثير المحتمل للتغييرات التي تحدث في مجال التهديدات والتقنيات حتى يمكن اتخاذ الحلول لتوفير النظم المتكاملة المناسبة للحرب. يجب أن تأخذ تلك الحلول في اعتبارها ربط جميع مراحل وإجراءات توفير ونشر تلك النظم في مخطط واقعي ومقبول يجمع بين مرحلة البحوث، التطوير، الإنتاج، الاختبار، التقييم، ودخول الخدمة لتحقيق أهداف مهمة التطوير.
 
عودة
أعلى