معركة السوم
طبيعة منطقة السوم
طبيعة منطقة السوم
معركة السوم (1 يوليه إلى 30 نوفمبر 1916) هي إحدى معارك الحرب العالمية الأولى التي خاضتها القوات البريطانية الفرنسية ضد القوات الألمانية على جـانبَي نهر السوم في الجزء الشمالي الغربي من فرنسا وقد بدأت المعركة في الأول من يوليه واستمرت حتى نهاية نوفمبر 1916 .
تتكون المنطقة من سلسلة من الهيئات والتباب المرتفعة يجري خلالها نهر السوم Somme مشكّلاً مانعاً مائياً يُعدّ في مصلحة القوات المدافعة على أي من جانبيه مما يصعب على أي قوات مهاجمة التقدم في اتجاه الهيئات المرتفعة المسيطرة على النهر.
كما أن السهل الممتد على جانبَيه يتيح للقوات المدافعة ميداناً جيداً للرماية في كل الاتجاهات ضد أي قوات مهـاجمة أي أن منطقة السوم تصلح للدفاع أكثر منها للهجوم وهذا ما كان يعرفه القادة الفرنسيون والبريطانيون ولكنهم أصرّوا على خوض المعركة بالهجوم على القوات الألمانية التي كانت تسيطر على تلك المنطقة.
الموقف قبل بدء المعركة
في أوائل عام 1916 كانت جبهة الجيوش الألمانية المحتلة في شمالي فرنسا تأخذ شكل زاوية قائمة رأسها في شمالي ضواحي باريس عند مدينة "نوايون" ويمتد الضلع الرأسي من الشمال إلى الجنوب (من مينـاء نيوبورت البلجيكي المطل على بحرالمانش حتى نوايون مروراً بمدن "إيبر ولانس وآراس).
في حين يمتد الضلع الأفقي من الغرب إلى الشرق (من مدينة نوايون حتى الحدود الفرنسيـة الشرقية مروراً بمدن "بيري أوباك وسويب وفردان") وكانت قوات الحلفاء مشتبكة في ذلك الوقت مع القوات الألمانية في معركة فردان في محاولة لمنع الجناح الألماني الأيسر من الاندفاع نحو الجنوب الغربي في اتجاه باريس.
[URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map02.jpg"][URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map02.jpg"][/URL][/URL]
وضع القائد العام للقوات الفرنسية الجنرال "جوزيف جوفر" خطة هجوم بريطانية فرنسية مشتركة ضد القوات الألمانية في منطقة نهر السوم الهادئة نسبياً حيث ينتشر الجيش الثاني الألماني بقيادة الجنرال فون بيلوف متوخياً تخفيف الضغط على جبهة فردان وكان الغرض من هذا الهجوم:
استنزاف القوات الألمانية، في معركة طويلة باهظة التكاليف.
إجبار الألمان على سحب قوات رئيسية من الجبهة الروسية.
اختراق الجناح الأيمن، للجيب الألماني والتقدم في العمق لتهديد طرق مواصلات القوات الألمانية في جبهة فردان،
لتخفيف الضغط الهجومي على القوات الفرنسية العاملة على تلك الجبهة .
وكانت قوات الحلفاء قد حاولت اختراق ذلك الجناح في عام 1915 عند مدينة لانس ولكنها فشلت لذا تقرر تسديد الضربة هذه المرة إلى منطقة السوم جنوبي مدينة لانس بغرض الوصول إلى بابوم والتقدم بعد ذلك نحو كامبري.
حجم قوات الجانبَين
القوات الألمانية
كان الجيش الثاني الألماني يتشكل من 9 فِرق مشاة و 672 مدفعاً و 300 هاون و 114 طائرة.
ويتخذ أوضاعه الدفاعية على جبهة طولها 40 كم تمتد من مدينة جوميكور في الشمال حتى مدينة سوايكور في الجنـوب ويحتل الهيئات المرتفعة المشرفة على مجرى نهر السوم الذي يخترق الجبهة عند مدينة فريز .
[URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map03.jpg"][URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map03.jpg"][/URL][/URL]
قوات الحلفاء (البريطانية والفرنسية)
كانت قوات الحلفاء تتشكل من 32 فِرقة مشاة و6 فِرق فرسان و2189 مدفعاً و1160 هاون و300 طائرة وتخضع لقيـادة المارشال "فوش وكانت تشكيلاتها كالآتي:
الجيش الرابع البريطاني
ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال راولينسون ويحتل المنطقة الممتدة من شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوب جوميكور ويدخل في تشكيله الفيلق 8 والفيلق 10، والفيلق 3 والفيلق 15 والفيلق 13.
الجيش الخامس البريطاني
ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش الرابع بقيادة الجنرال هوبرت جوف.
الجيش السادس الفرنسي
ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال فايول ويحتل جزءاً من المنطقة الواقعة شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوبها ويدخل في تشكيله (الفيلق 20 والفيلق الأول مستعمرات والفيلق 35 مستعمرات).
الجيش العاشر الفرنسي
يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش السادس بقيادة الجنرال ميشلر.
...............
طبيعة الدفاعات الألمانية
كانت الدفاعات الألمانية في السوم قوية (بسبب كلسية الأرض) فقد كانت دفاعات عميقة ومتصلة تسمح بسهولة تحرك الأسلحة في داخلها من موقع إلى آخر وكانت مجهزة بالعديد من مرابض نيران المدفعية وتحيط بها حقول الألغام للتأمين ضد تسلل العدو إليها وضد الهجوم عليها ليلاً من بعض عنـاصر الاستطلاع المعادية ليلاً.
كما روعي عند إنشاء هذه المواقع مبادئ الإخفاء والتمويه فغُطيت مداخلها بفروع الأشجار وأوراقها وكانت الاستحكامات مكونة من طابقَين ومجهزة بغرف للاستراحة ومكاتب للضباط ومراكز للقيادة والسيطرة ودُشم للأسلحة وملاجئ للاتصالات اللاسلكية ومخازن للأسلحة والذخيرة والمعدات ومخازن لمواد الإعاشةالمتوافرة بكميات كبيرة في هذه الاستحكامات.
...............
التحضير للهجوم
بدأ التحضير للهجوم أواخر فبراير 1916 وجرى التنسيق بين القائد العام الفرنسي الجنرال جوفر وقائد القوات البريطانية في فرنسا الجنرال السير دوجلاس هيج على تنفيذ القوات البريطانية الضربة الرئيسية في المنطقة الممتدة بين ماريكور وجوميكور على أن تنفذ القوات الفرنسية ضربة مساعدة على جانبَي نهر السوم في المنطقة الممتدة بين ماريكور وطريق أميان ـ بيرون. وكان التخطيط أن يبدأ الهجوم في أقرب فرصة ممكنة للتخفيف من ضغط الهجوم الألماني الذي كان قد بدأ على جبهة فردان في 21 فبراير 1916.
لكن الجنرال هيج طلب تأجيل البدء بالعملية ريثما يتكامل وصول الإمدادات والمدافع الثقيلة من بريطانيا ولكن النجاح الذي حققه الألمان في فردان بالاستيلاء على مدينة فلوري وحصن تيومون في يونيه أقنع هيج بضرورة التبكير بالهجوم.
لقد تأثر تحديد هذا الموعد بعامل آخر يتعلق بالجيش الإيطالي الذي هاجمته القوات الألمانية في ترنتان وطُلب من الجيش الروسي في 19 مايو مساعدته بهجوم ضد القوات الألمانية في مواجهته لتنشيط الجبهة الشرقية تخفيفاً للضغط الألماني على الإيطاليين في الجبهة الغربية وقرر القائد الروسي شنّ الهجوم في 4 يونيه.
لذا رأت قيادة الحلفاء في الجبهة الغربية (جوفر وهيج) أن يبدأ الهجوم في السوم بعد بدء الهجوم الروسي بمدة كافية فيضطر الألمان إلى تثبيت جزء من تشكيلاتهم الاحتياطية لمواجهة الهجوم البريطاني/ الفرنسي ما يحرمهم إمكانية استخدام تلك التشكيلات في صد الهجوم الروسي وعلى هذا الأساس فقد تقرر بدء الهجوم في أول يوليه 1916 على أن يسبقه تمهيد نيراني بالمدفعية يبدأ في 24 يونيه ويستمر أسبوعاً كاملاً.
اتخذت تشكيلات الجيش الثاني الألماني أوضاعها الدفاعية في منطقة السوم في ثلاث مناطق دفـاعية يراوح عمقها بين 7 و8 كيلومترات وبدأت طائرات الاستطلاع الألمانية تكتشف في بداية فبراير 1916 استعدادات الحلفاء للهجوم وتزايد حجم القوات البريطانية على ضفتَي نهر أنكر شمال نهر السوم في مواجهة الجناح الألماني الأيمن وفي نهاية أبريل كان قد ازداد عدد الفِرق البريطانية في منطقة السوم إلى 12 فرقة يقابلها 4 فِرق ألمانية فقط.
وقد فكرت القيادة الألمانية في شنّ هجوم وقائي على البريطانيين قبل أن تكتمل استعداداتهم إلاّ أنها عدَلت عن ذلك لافتقارها إلى الإمكانات اللازمة للوصول إلى التفوق المحلي وتحقيق النجاح واكتفت بتعزيز الخطوط الدفاعية بدعم الجيش الثاني بفِرقة تمركزت شمال نهر أنكر وبذلك أصبحت مواجهة المنطقة الدفاعية لكل فرقة ألمانية ستة كيلومترات في حين كانت مواجهة المنطقة الدفاعية لكل فرقة في القطاعات الأخرى سبعة كيلومترات.
ولكن تحسن الأوضاع على الجبهة الألمانية لم يستمر طويلاً إذ سحبت القيادة الألمانية فرقتَين من شمال جبهة السوم وأحلّت مكانهما فِرقة واحدة متعبة ومنهوكة القوى من الفِرق التي شاركت في معركة فردان كما سحبت بطاريات المدفعية الثقيلة وأرسلت إلى منطقة السوم بدلاً منها بطاريات مسلحة بمدافع فرنسية كان الألمان قد استولوا عليها في المعارك السابقة.
لم يكن الألمان يعرفون جيداً مدى استعداد الفرنسيين للمشاركة في الهجوم البريطاني المنتظر ولم تُعِرِ القيادة الألمانية أهميةً لمعلومات الاستطلاع التي أكدت انتقال فرقتَين فرنسيتَين إلى شمال السوم وانتشارهما محل قوات بريطانية ولكن الموقف تعدل عندما تأكدت أن الفِرقتَين تابعتان للفيلق 20 الذي يتمتع بقدرات هجومية عالية.
وازداد اقتناعها بأهمية الدور الذي سينهض به الفرنسيون في الهجوم منذ أن كشفت دوريات الاستطلاع وطائراته وجود استعدادات هجومية جنوب نهر السوم وقدّرت أن جبهة الهجوم ستمتد من جوميكور في الشمال حتى فوكوكور في الجنوب.
وعلى هذا الأساس دعمت القيادة الألمانية الجيش الثاني في يونيه بفِرقة مشاة ومدفعية فِرقة أخرى و17 بطارية مدفعية ميدان خفيفة وأصبحت القوات الألمانية المنتشرة شمال السوم مؤلفة من خمس فِرق تحت قيادة فيلق واحد ومتمركزة في جبهة تمتد مواجهتها 36 كم بينما أصبحت القوات الألمانية المنتشرة جنوب السوم مشكلة من أربع فِرق تحت قيادة فيلق واحد على جبهة بمواجهة 33 كم.
تتكون المنطقة من سلسلة من الهيئات والتباب المرتفعة يجري خلالها نهر السوم Somme مشكّلاً مانعاً مائياً يُعدّ في مصلحة القوات المدافعة على أي من جانبيه مما يصعب على أي قوات مهاجمة التقدم في اتجاه الهيئات المرتفعة المسيطرة على النهر.
كما أن السهل الممتد على جانبَيه يتيح للقوات المدافعة ميداناً جيداً للرماية في كل الاتجاهات ضد أي قوات مهـاجمة أي أن منطقة السوم تصلح للدفاع أكثر منها للهجوم وهذا ما كان يعرفه القادة الفرنسيون والبريطانيون ولكنهم أصرّوا على خوض المعركة بالهجوم على القوات الألمانية التي كانت تسيطر على تلك المنطقة.
الموقف قبل بدء المعركة
في أوائل عام 1916 كانت جبهة الجيوش الألمانية المحتلة في شمالي فرنسا تأخذ شكل زاوية قائمة رأسها في شمالي ضواحي باريس عند مدينة "نوايون" ويمتد الضلع الرأسي من الشمال إلى الجنوب (من مينـاء نيوبورت البلجيكي المطل على بحرالمانش حتى نوايون مروراً بمدن "إيبر ولانس وآراس).
في حين يمتد الضلع الأفقي من الغرب إلى الشرق (من مدينة نوايون حتى الحدود الفرنسيـة الشرقية مروراً بمدن "بيري أوباك وسويب وفردان") وكانت قوات الحلفاء مشتبكة في ذلك الوقت مع القوات الألمانية في معركة فردان في محاولة لمنع الجناح الألماني الأيسر من الاندفاع نحو الجنوب الغربي في اتجاه باريس.
[URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map02.jpg"][URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map02.jpg"][/URL][/URL]
وضع القائد العام للقوات الفرنسية الجنرال "جوزيف جوفر" خطة هجوم بريطانية فرنسية مشتركة ضد القوات الألمانية في منطقة نهر السوم الهادئة نسبياً حيث ينتشر الجيش الثاني الألماني بقيادة الجنرال فون بيلوف متوخياً تخفيف الضغط على جبهة فردان وكان الغرض من هذا الهجوم:
استنزاف القوات الألمانية، في معركة طويلة باهظة التكاليف.
إجبار الألمان على سحب قوات رئيسية من الجبهة الروسية.
اختراق الجناح الأيمن، للجيب الألماني والتقدم في العمق لتهديد طرق مواصلات القوات الألمانية في جبهة فردان،
لتخفيف الضغط الهجومي على القوات الفرنسية العاملة على تلك الجبهة .
وكانت قوات الحلفاء قد حاولت اختراق ذلك الجناح في عام 1915 عند مدينة لانس ولكنها فشلت لذا تقرر تسديد الضربة هذه المرة إلى منطقة السوم جنوبي مدينة لانس بغرض الوصول إلى بابوم والتقدم بعد ذلك نحو كامبري.
حجم قوات الجانبَين
القوات الألمانية
كان الجيش الثاني الألماني يتشكل من 9 فِرق مشاة و 672 مدفعاً و 300 هاون و 114 طائرة.
ويتخذ أوضاعه الدفاعية على جبهة طولها 40 كم تمتد من مدينة جوميكور في الشمال حتى مدينة سوايكور في الجنـوب ويحتل الهيئات المرتفعة المشرفة على مجرى نهر السوم الذي يخترق الجبهة عند مدينة فريز .
[URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map03.jpg"][URL="http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/Somme/map03.jpg"][/URL][/URL]
قوات الحلفاء (البريطانية والفرنسية)
كانت قوات الحلفاء تتشكل من 32 فِرقة مشاة و6 فِرق فرسان و2189 مدفعاً و1160 هاون و300 طائرة وتخضع لقيـادة المارشال "فوش وكانت تشكيلاتها كالآتي:
الجيش الرابع البريطاني
ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال راولينسون ويحتل المنطقة الممتدة من شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوب جوميكور ويدخل في تشكيله الفيلق 8 والفيلق 10، والفيلق 3 والفيلق 15 والفيلق 13.
الجيش الخامس البريطاني
ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش الرابع بقيادة الجنرال هوبرت جوف.
الجيش السادس الفرنسي
ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال فايول ويحتل جزءاً من المنطقة الواقعة شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوبها ويدخل في تشكيله (الفيلق 20 والفيلق الأول مستعمرات والفيلق 35 مستعمرات).
الجيش العاشر الفرنسي
يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش السادس بقيادة الجنرال ميشلر.
...............
طبيعة الدفاعات الألمانية
كانت الدفاعات الألمانية في السوم قوية (بسبب كلسية الأرض) فقد كانت دفاعات عميقة ومتصلة تسمح بسهولة تحرك الأسلحة في داخلها من موقع إلى آخر وكانت مجهزة بالعديد من مرابض نيران المدفعية وتحيط بها حقول الألغام للتأمين ضد تسلل العدو إليها وضد الهجوم عليها ليلاً من بعض عنـاصر الاستطلاع المعادية ليلاً.
كما روعي عند إنشاء هذه المواقع مبادئ الإخفاء والتمويه فغُطيت مداخلها بفروع الأشجار وأوراقها وكانت الاستحكامات مكونة من طابقَين ومجهزة بغرف للاستراحة ومكاتب للضباط ومراكز للقيادة والسيطرة ودُشم للأسلحة وملاجئ للاتصالات اللاسلكية ومخازن للأسلحة والذخيرة والمعدات ومخازن لمواد الإعاشةالمتوافرة بكميات كبيرة في هذه الاستحكامات.
...............
التحضير للهجوم
بدأ التحضير للهجوم أواخر فبراير 1916 وجرى التنسيق بين القائد العام الفرنسي الجنرال جوفر وقائد القوات البريطانية في فرنسا الجنرال السير دوجلاس هيج على تنفيذ القوات البريطانية الضربة الرئيسية في المنطقة الممتدة بين ماريكور وجوميكور على أن تنفذ القوات الفرنسية ضربة مساعدة على جانبَي نهر السوم في المنطقة الممتدة بين ماريكور وطريق أميان ـ بيرون. وكان التخطيط أن يبدأ الهجوم في أقرب فرصة ممكنة للتخفيف من ضغط الهجوم الألماني الذي كان قد بدأ على جبهة فردان في 21 فبراير 1916.
لكن الجنرال هيج طلب تأجيل البدء بالعملية ريثما يتكامل وصول الإمدادات والمدافع الثقيلة من بريطانيا ولكن النجاح الذي حققه الألمان في فردان بالاستيلاء على مدينة فلوري وحصن تيومون في يونيه أقنع هيج بضرورة التبكير بالهجوم.
لقد تأثر تحديد هذا الموعد بعامل آخر يتعلق بالجيش الإيطالي الذي هاجمته القوات الألمانية في ترنتان وطُلب من الجيش الروسي في 19 مايو مساعدته بهجوم ضد القوات الألمانية في مواجهته لتنشيط الجبهة الشرقية تخفيفاً للضغط الألماني على الإيطاليين في الجبهة الغربية وقرر القائد الروسي شنّ الهجوم في 4 يونيه.
لذا رأت قيادة الحلفاء في الجبهة الغربية (جوفر وهيج) أن يبدأ الهجوم في السوم بعد بدء الهجوم الروسي بمدة كافية فيضطر الألمان إلى تثبيت جزء من تشكيلاتهم الاحتياطية لمواجهة الهجوم البريطاني/ الفرنسي ما يحرمهم إمكانية استخدام تلك التشكيلات في صد الهجوم الروسي وعلى هذا الأساس فقد تقرر بدء الهجوم في أول يوليه 1916 على أن يسبقه تمهيد نيراني بالمدفعية يبدأ في 24 يونيه ويستمر أسبوعاً كاملاً.
اتخذت تشكيلات الجيش الثاني الألماني أوضاعها الدفاعية في منطقة السوم في ثلاث مناطق دفـاعية يراوح عمقها بين 7 و8 كيلومترات وبدأت طائرات الاستطلاع الألمانية تكتشف في بداية فبراير 1916 استعدادات الحلفاء للهجوم وتزايد حجم القوات البريطانية على ضفتَي نهر أنكر شمال نهر السوم في مواجهة الجناح الألماني الأيمن وفي نهاية أبريل كان قد ازداد عدد الفِرق البريطانية في منطقة السوم إلى 12 فرقة يقابلها 4 فِرق ألمانية فقط.
وقد فكرت القيادة الألمانية في شنّ هجوم وقائي على البريطانيين قبل أن تكتمل استعداداتهم إلاّ أنها عدَلت عن ذلك لافتقارها إلى الإمكانات اللازمة للوصول إلى التفوق المحلي وتحقيق النجاح واكتفت بتعزيز الخطوط الدفاعية بدعم الجيش الثاني بفِرقة تمركزت شمال نهر أنكر وبذلك أصبحت مواجهة المنطقة الدفاعية لكل فرقة ألمانية ستة كيلومترات في حين كانت مواجهة المنطقة الدفاعية لكل فرقة في القطاعات الأخرى سبعة كيلومترات.
ولكن تحسن الأوضاع على الجبهة الألمانية لم يستمر طويلاً إذ سحبت القيادة الألمانية فرقتَين من شمال جبهة السوم وأحلّت مكانهما فِرقة واحدة متعبة ومنهوكة القوى من الفِرق التي شاركت في معركة فردان كما سحبت بطاريات المدفعية الثقيلة وأرسلت إلى منطقة السوم بدلاً منها بطاريات مسلحة بمدافع فرنسية كان الألمان قد استولوا عليها في المعارك السابقة.
لم يكن الألمان يعرفون جيداً مدى استعداد الفرنسيين للمشاركة في الهجوم البريطاني المنتظر ولم تُعِرِ القيادة الألمانية أهميةً لمعلومات الاستطلاع التي أكدت انتقال فرقتَين فرنسيتَين إلى شمال السوم وانتشارهما محل قوات بريطانية ولكن الموقف تعدل عندما تأكدت أن الفِرقتَين تابعتان للفيلق 20 الذي يتمتع بقدرات هجومية عالية.
وازداد اقتناعها بأهمية الدور الذي سينهض به الفرنسيون في الهجوم منذ أن كشفت دوريات الاستطلاع وطائراته وجود استعدادات هجومية جنوب نهر السوم وقدّرت أن جبهة الهجوم ستمتد من جوميكور في الشمال حتى فوكوكور في الجنوب.
وعلى هذا الأساس دعمت القيادة الألمانية الجيش الثاني في يونيه بفِرقة مشاة ومدفعية فِرقة أخرى و17 بطارية مدفعية ميدان خفيفة وأصبحت القوات الألمانية المنتشرة شمال السوم مؤلفة من خمس فِرق تحت قيادة فيلق واحد ومتمركزة في جبهة تمتد مواجهتها 36 كم بينما أصبحت القوات الألمانية المنتشرة جنوب السوم مشكلة من أربع فِرق تحت قيادة فيلق واحد على جبهة بمواجهة 33 كم.
قبل بدء الهجوم بسبعة أيام وبالتحديد في صباح 24 يونيه 1916 بدأ التمهيد النيراني لقوات الحلفاء بقصف مدفعي لمواقع الألمان على جبهة بمواجهة 25 كم مستخدمة مقذوفات شديدة الانفجار ومقذوفات دخان بينما نفذ الطيران البريطاني خلال ذلك عمليات قصف جوي وطلعات استطلاعيةوفي اليوم التالي (25 يونيه) هاجم الطيران البريطاني مناطيد المراقبة الألمانية وتمكن من تدمير تسعة منها مما أدّى إلى إضعاف قدرات الجيش الثاني الألماني على المراقبة والاستطلاع.
في الساعة 0730 من الأول من يوليه وبعد تمهيد نيراني استمر سبعة أيام بدأ (450) مدفعاً إنجليزياً تمهيداً نيرانياً كثيفاً قبل بدء الهجوم مباشرة استمر 60 دقيقة اندفع بعده الجيشان الرابع البريطاني والسادس الفرنسي جنوب المواقع الدفاعية للجيش الثاني الألماني.
في الساعة 0830 هاجم الجيش الرابع البريطاني المواقع الدفاعية الألمانية التي تواجهه والممتدة من جوميكور حتى ماريكور مركزاً مجهوده الرئيسي في هضبة فريكور ومحور طريق ألبيرت ـ بابوم".
ولتعزيز الهجوم وتغطية جناحه الأيسر شن الفيلق السابع من الجيش الثالث البريطاني بقيادة الجنرال إدموند اللنبي المتمركز شمال الجيش الرابع البريطاني هجوماً ثانوياً على جوميكور.
في الوقت نفسه هاجم الجيش السادس الفرنسي المواقع الدفاعية الألمانية التي تواجهه والممتدة من ماريكورحتى إيستري وكانت قواته العاملة على جانبَي نهر السوم تقاتل على محورَين منفصلَين المحور الأول: شمال نهر السوم ويعمل فيه الفيلق 20 والمحور الثاني: جنوب النهر ويعمل فيه فيلق المستعمرات الأول والفيلق 35.
تمكنت القـوات البـريطانيـة في نهاية اليوم الأول من القتال من إحداث اختراق محدود في بعض قطاعات خط الدفاع الألماني الأول إلاّ أن الألمان عمدوا إلى هجوم مضادّ قويعلى البريطانيين الذين مُنُوا بخسائر تقدّر بنحو 60 ألف قتيل وجريح في 12 ساعة وفي مساء اليوم عينه اقترف المهندسون البريطـانيون عملاً إجرامياً إذ نسفوا قرية فرنسية برمّتها فقد ظلوا طيلة 7 أشهريحفرون نفقاً تحتها ليساعدهم على احتلال هذه القرية والسيطرة على مجموعة من الهيئات الحاكمة التي يحتلها الألمان.
وبعد أن أنجزوا هذا النفق ووضعوا فيه شبكة من الألغام تحتوي على 40 ألف رطل مـن روح النشادر وفي الأول من يوليه عشية بدء الهجوم فجروا تلك الألغام فأُبيدت القرية بأسرها.
أمّا الفرنسيون فقد كان الجنـاح الأيسر من خط الدفاع الألماني هو نقطة هجومهم المنتظر فقصفت مدافعهم (850 مدفعاً) مـواقع القوات الألمانية قصفاً عنيفاً تلاه هجوم القوات الفرنسية التي استطاعت بالمفاجأة وبعدم الفصل بين القصف المدفعي وهجوم المشاة أن تشل مدفعية الألمان وتمكن الفرنسيون بذلك من إسقـاط المنطقـة التي هـاجموهـا بخسائر قليلة جداً كما أنهم أسروا 4 آلاف جندي ألماني.
كانت نتائج أعمال قتال اليوم الأول كالتالي:
فشل البريطانيون في اختراق الدفاعات الألمانية مع خسارة 60 ألف جندي بين قتيل وجريح.
نجح الفرنسيون في اختراق الدفاعات الألمانية وأسْر 4 آلاف من الألمان.
وبانقضاء اليوم الأول من شهر يوليه وحتى منتصف هذا الشهر استمرت القوات البريطانية والفرنسية تهاجم خطوط الدفاعات الألمانية وتحتلها جزءاً جزءاً على الرغم من الخسائر الجسيمة التي تكبدتهاوفي النهاية تمكن البريطـانيون من التقدم مسافة راوحت بين 5 و10 كيلومترات وتمكن الفرنسيون من التقدم مسافة مماثلة لمسافة تقدم القوات البريطانية.
وعلى الرغم من نجاح القوات البريطانية ـ الفرنسية وتقدمها على الجبهة الممتدة من "تييبفال" شمالاً إلى "فيرماندوفلير" جنوباً وتعرّضت الفِرق الألمانيـة (12، 28، 121، 11) على الجناح الأيسر لخسائر كبيرة إلاّ أن القوات الألمانية في منطقة الاختراق تمكنت من الانسحاب بانتظام إلى مواقع خلفية في عمق الدفاعات واحتلال خطوط دفاعيـة جديدة في حين صمدت الفرق الألمانية (2 ،52، 26) في مواقعها على الجناح الأيمن وأوقفت أي تقدم بريطاني .
ولكن تباطؤ التقدم والأخطاء الفادحة التي وقع فيها الحلفاء وفشلهم في استغلال النجاح الذي حققوه في اختراق الدفاعات الألمانية كل ذلك أتاح لقيادة الجيش الثاني الألماني أن تدفع قواتها الاحتياطية التكتيكيـة إلى شنّ هجمات مضادة لصد هجوم الحلفاء كما دفعت عدة فِرق من الاحتياطي الإستراتيجي إلى جبهة السوم وهكذا ارتفع عدد الفِرق الألمانية في السوم في الأيام العشرة الأولى من القتال إلى 18 فِرقة.
وبفضل تدفق القوات الاحتياطية الألمانية ومسارعتها إلى الانتشار في الخطوط الدفاعية تعثّر تقدم القوات الفرنسية والبريطانية في النصف الثاني من شهر يوليه ولم يحقق البريطانيون أي تقدم شمال تييبفال وراوح أقصى تقدم لهم في وسط الجبهة طوال خمسة عشر يوماً بين 1000 و1500 متر.
وكان الوضع مشابهاً تماماً بالنسبة إلى القوات الفرنسية التي لم تحقق في النصف الثاني من يوليه سوى تقدم محدود على الرغم من دفع فِرق المشاة والفرسان (الخيالة) الاحتياطية والدعم الذي قدمه الجيش العاشر الفرنسي إلى الجيش السادس.
في 18 يوليه شنّ الألمان هجوماً مضادّاً ضد القوات البريطانية عند غابة دلفيل وتمكنوا من استعادة المواقع التي خسروها شمال شرق تلك الغابة كما استعادوا النصف الشمالي من بلدة لونجفال.
في 19 يوليه استدعت القيادة الألمانية فِرقاً احتياطيـة جديدة وأعادت تنظيم القوات المحتشدة في جبهة السوم وقَسّمتها إلى جيشَين/ الجيش الأول شمال نهر السوم بقيادة الجنرال فون بيلوف والجيش الثاني جنوبه بقيادة الجنرال "جالفيتش"وأنشأت في عمق الدفاعات خطوطاً محصنة جديدة.
ومنذ منتصف يوليه حتى منتصف أغسطس عزز الحلفاء قواتهم في السوم حتى قدّر حجمها بزهاء 51 فِرقة و500 طائرة كما عزز الألمان قواتهم فبلغت 31 فِرقة و300 طائرة ولم يتوقف القتال طوال أغسطس واتّسم بالضراوة وجسامة الخسائر بين الطرفين إضافة إلى ثبات الجبهة وانعدام الحركة ولم تحقق الهجمات الفرنسية والبريطانية المحدودة أي تقدم ملموس.
وتركزت جهود الطرفَين في رفع كفاءة تحصينات المواقع الدفاعية واستكمال خطط النيران والتجهيزات الهندسية ودفع المزيد من القوات والأسلحة ووسائل الدعم الأخرى .
في 3 سبتمبر دفع البريطانيون جيشهم الخامس بقيادة الجنرال جوف الذي تقدم في النسق الثانيوهاجم موقع تييبفال واندفع باتجاه الشمال الشرقي نحورانكور كما دفع الفرنسيون جيشهم العاشر بقيادة الجنرال ميشلر على الجانب الأيمن للجيش السادس فاتسعت جبهة القتال حتى بلغت50 كم.
وشنّ الجناح الأيمن للجيش الرابع البريطاني هجوماً في وسط الجبهة بين جينشي وكومبل حيث كانت تدافع الفِرقة الثالثة الألمانية وتمكن من احتلال جينشيفي التاسع من سبتمبر وردّ الألمان على ذلك بدفع المزيد من القوات نحو جبهة السوم، ليرتفع عدد فرقهم إلى 40 فِرقة كما عمدوا إلى تقوية دفاعاتهم ورفع كفاءة مواقعهم وتحسين تجهيزاتها وتحصيناتها الهندسية مما أدى إلى تقليل معدل تقدم الحلفاء حتى راوح متوسط التقدم بين 150 و200 م/ يوم.
في 19 سبتمبر 1916 وللمرة الأولى في التاريخ دخلت الدبابات القتال عندما استخدم البريطانيون 38 دبابة من نوع مارك ـ 1 في دعم المشاة ومساعدتها على تحقيق اختراق الدفاعات في فلير جنوبي بابوم وتمكنوا من التقدم مسافة راوحت بين 4 و5 كيلومترات وكان لهذه الدبابات تأثير معنوي كبير في قوات المشاة الألمانية غير أنها لم تتمكن من تحقيق اختراق الدفاعات الألمانية بسبب عدم استخدامها الاستخدام الفني والتكتيكـي السليم في مواجهة واسعة إذ وصلت كثافة الدبابات على خط الهجوم إلى دبابتَين في كل كيلومتر واحد من الجبهة (أي أن المسافة بين الدبابة والأخرى كيلومتران).
وفي خلال سبتمبر وعلى الرغم من بطء تقدم الحلفـاء فقد تمكن البريطانيون من احتلال ميرومون وفلير ومورفال كما احتلوا مدينة كومبل بالتعاون مع الجيش السادس الفرنسي وفي الشهر نفسه تقدمت تشكيلات الجيش السادس الفرنسي العاملة شمال السوم مسافة راوحت بين 3 و4 كم واحتلت فريجيكور ورانكورونجح الجيش العاشر الفرنسي في احتلال فيرماندوفلير والتقدم حتى شولن.
ومنذ أواخر سبتمبر ساد الهدوء الجبهة من جديد بسبب سوء الأحوال الجوية وغزارة الأمطار التي جعلت الأراضي موحلة وصعوبة عبور الموانع المائية والتعب والإرهاق اللذَين انتابا القوات المهاجمة والعجز عن تطبيق تكتيك يؤمّن اختراق الخطوط الدفاعية الألمانية.
وطوال شهرَي أكتوبر ونوفمبر كان القتال مستمـراً بين القوات في خطوط دفاعية ثابتة وتحول هذا القتال إلى استنزاف حقيقي لكلا الطرفَين المتحـاربَين تخللته هجمات متبادلة محدودة أسفرت عن نجاح الفرنسيين في انتزاع موقعَي سيلّي سيليزل وبوشافن من القوات الألمانية وتحت تأثير الاستنزاف المتبادل، بدأت حدّة الصدام تخفّ تدريجياً على جبهة السوم ولكن القتال لم يتوقف إلاّ في 12 ديسمبر 1916.
........................
الأساليب التكتيكية المستخدمة في المعركة
كان الهجوم البريطاني ـ الفرنسي مثالاً كاملاً للعملية الهجومية في حرب الخنادق فقد استند الحلفاء في تكتيكاتهم إلى الخبرات المكتسبة في معركتَي شامباني وفردان وتمثل في قصف المواقع الدفاعية الألمانية على طول الجبهـة بغرض استنزاف قوى العدو وتدمير احتياطياته وتضليله عن تحديد اتجـاه المجهود الرئيسي للهجوم والمبادرة بعد ذلك إلى شنّ الهجوم النهائي الحاسم في قطاع محدد من الجبهـة بغرض اختراق الخطوط الدفاعية بوساطة قوات المشاة واستغلال النجاح بدفع تشكيلات الفرسان (الخيالة) إلى ثغرة الاختراق لتطوير الهجوم.
وردّ الألمان على هذا التكتيك بالتعامل مع بطاريات مدفعية الحلفاء بهدف تدميرها أو إسكاتها وزيادة عمق الدفاعات وتحصين الخطوط الدفاعية في العمق ونشر جزء محدود من القوات في الخطوط الأمامية (في النسق الأول) وحشد بقية القوات في أنساق ثانية واحتياطيات بهدف شنّ الهجمات المضادّة في اتجاهات هجوم الحلفاء الرئيسية لسد ثغرات الاختراق واستعادة الأوضاع الدفاعية كما كانت.
ولقد تمكنوا من تنفيذ هذا التكتيك بنجاح بسبب بطء تقدم الحلفاء وعجزهم عن تحقيق اختراق عميق قبل هجمات احتياطيات القوات الألمانية المضادّة في اتجاهات الاختراق وكان الألمان يعمدون إلى تبديل فِرق النسق الأول بشكل مستمر ويسحبونها إلى الخلف لأخذ قسط من الراحة ويدفعون بدلاً منها فِرقاً أخرى من النسق الثاني (فيما يُعرف بعملية غيار القوات) وكانت هذه العملية تحدُث في سرعة تامة وانتظام كامل وفي سِرية شديدة من دون أن تؤثر في صلابة الخطوط الدفاعية واتزانها وقدرتها على صد هجمات الحلفاء.
ولقد استخدم الجانبان الطائرات في مهـام القصف والاستطلاع وحماية القوات من الهجمات الجوية بيد أن الألمان استخدموا أسلوب القصف الجوي المكثف ضد الأهداف الرئيسية بأعداد كبيرة من الطائرات في كل غارة جوية في حين كان الحلفاء يشنون غارات جوية متعددة ولكن بأعداد محدودة من الطائرات (من دون استخدام مبدأ الحشد وتركيز المجهود الجوي).
نتائج المعركة
تُعَد معركة السوم من أضخم معارك الحرب العالمية الأولى نظراً إلى حجم القوات والأسلحة المشتركة فيها والقوات التي دُفع بها إلى أرض المعركة في جميع مراحلها والمهام التي حققتها قوات الطرفَين والخسائر التي مُنّيا بها
المهام التي حققتها قوات كلا الطرفَين
قوات الحلفاء
أمكن قوات الحلفاء التقدم مسافة راوحت بين 5 و12 كم في جبهة، عمقها 50 كم والاستيلاء على منطقة مساحتها 230 كم مربعاً.
والوصول إلى مسافة 3 كم منبابوم وبيرون من دون التمكن من اختراق الجبهة والوصول إلى مؤخرة القوات الألمانية وقطع خطوط مواصلاتها.
القوات الألمانية
اتخذت الدفاع ولم تنفذ أي عمليات هجومية ونفذت عدة هجمات مضادّة ناجحة حالت دون اختراق قوات الحلفاء الجبهة.
خسائر الطرفَين
خسائر قوات الحلفاء
أكثر من 700 ألف مقاتل (66% منهم من البريطانيين).
خسائر القوات الألمانية
538 ألف مقاتل بين قتيل وجريح وأسير.
النتائج الإستراتيجية
حققت معركة السوم بعض النتائج التي يمكن إجمالها في الآتي:
تخفيف الضغط الألماني على جبهة فردان.
تثبيت القوات الألمانية على الجبهة الغربية ومنعها من إرسال تعزيزات كبيرة إلى الجبهة الشرقية.
إن الخسائر البشرية والمادية التي تكبّدها الألمان كانت أقل كثيراً من خسائر الحلفاء إلاّ أن تفوقهم العددي جعلهم أقدر من الألمان على تعويض الخسائر واستيعاب نتائج الاستنزاف المتبادل.
لم يحقق الحلفاء في الهجوم انتصاراً حاسماً على الرغم من الجهود المبذولة وجسامة الخسائر ولذا وُجِّه اللوم إلى الجنرال جوفر وعُزِل وعُيِّن الجنرال نيفل قائداً عاماً للقوات المشتركة في أواخر عام 1916.
الدروس المستفادة
استفاد الألمان من هذه المعركة من أسلوب الدفاع المرن الذي طبقوه فيما بعد كما اعتادت قواتهم مواجهة الدبابات وقنصها في حين استخلص الحلفاء دروساً مهمة في مجال استخدام الدبابات وطبقوها بعد ذلك، بنجاح في معركة كامبري في عام 1917.
وكان من أهم ما استفاده الطرفان المتحاربان الآتي:
بالنسبة إلى الحلفاء
صعوبـة اختراق الدفاعات المحصنة بالمدفعية والمشاة وضرورة تدعيم القوات المهاجمة بالدبابات التي تمتلك متطلبات اختراق الدفاعات (قوة الصدمة وقوة النيران وخفة الحركة والقدرة على المناورة).
بالنسبة إلى الألمان
أهمية إنشاء مواقع دفاعية عميقة على خطوط متتالية وتدعيم القوات المدافعة عن هذه الخطوط وإعدادها جيداً للعمل ضد دروع الدبابات.
كان الهجوم البريطاني ـ الفرنسي مثالاً كاملاً للعملية الهجومية في حرب الخنادق فقد استند الحلفاء في تكتيكاتهم إلى الخبرات المكتسبة في معركتَي شامباني وفردان وتمثل في قصف المواقع الدفاعية الألمانية على طول الجبهـة بغرض استنزاف قوى العدو وتدمير احتياطياته وتضليله عن تحديد اتجـاه المجهود الرئيسي للهجوم والمبادرة بعد ذلك إلى شنّ الهجوم النهائي الحاسم في قطاع محدد من الجبهـة بغرض اختراق الخطوط الدفاعية بوساطة قوات المشاة واستغلال النجاح بدفع تشكيلات الفرسان (الخيالة) إلى ثغرة الاختراق لتطوير الهجوم.
وردّ الألمان على هذا التكتيك بالتعامل مع بطاريات مدفعية الحلفاء بهدف تدميرها أو إسكاتها وزيادة عمق الدفاعات وتحصين الخطوط الدفاعية في العمق ونشر جزء محدود من القوات في الخطوط الأمامية (في النسق الأول) وحشد بقية القوات في أنساق ثانية واحتياطيات بهدف شنّ الهجمات المضادّة في اتجاهات هجوم الحلفاء الرئيسية لسد ثغرات الاختراق واستعادة الأوضاع الدفاعية كما كانت.
ولقد تمكنوا من تنفيذ هذا التكتيك بنجاح بسبب بطء تقدم الحلفاء وعجزهم عن تحقيق اختراق عميق قبل هجمات احتياطيات القوات الألمانية المضادّة في اتجاهات الاختراق وكان الألمان يعمدون إلى تبديل فِرق النسق الأول بشكل مستمر ويسحبونها إلى الخلف لأخذ قسط من الراحة ويدفعون بدلاً منها فِرقاً أخرى من النسق الثاني (فيما يُعرف بعملية غيار القوات) وكانت هذه العملية تحدُث في سرعة تامة وانتظام كامل وفي سِرية شديدة من دون أن تؤثر في صلابة الخطوط الدفاعية واتزانها وقدرتها على صد هجمات الحلفاء.
ولقد استخدم الجانبان الطائرات في مهـام القصف والاستطلاع وحماية القوات من الهجمات الجوية بيد أن الألمان استخدموا أسلوب القصف الجوي المكثف ضد الأهداف الرئيسية بأعداد كبيرة من الطائرات في كل غارة جوية في حين كان الحلفاء يشنون غارات جوية متعددة ولكن بأعداد محدودة من الطائرات (من دون استخدام مبدأ الحشد وتركيز المجهود الجوي).
نتائج المعركة
تُعَد معركة السوم من أضخم معارك الحرب العالمية الأولى نظراً إلى حجم القوات والأسلحة المشتركة فيها والقوات التي دُفع بها إلى أرض المعركة في جميع مراحلها والمهام التي حققتها قوات الطرفَين والخسائر التي مُنّيا بها
المهام التي حققتها قوات كلا الطرفَين
قوات الحلفاء
أمكن قوات الحلفاء التقدم مسافة راوحت بين 5 و12 كم في جبهة، عمقها 50 كم والاستيلاء على منطقة مساحتها 230 كم مربعاً.
والوصول إلى مسافة 3 كم منبابوم وبيرون من دون التمكن من اختراق الجبهة والوصول إلى مؤخرة القوات الألمانية وقطع خطوط مواصلاتها.
القوات الألمانية
اتخذت الدفاع ولم تنفذ أي عمليات هجومية ونفذت عدة هجمات مضادّة ناجحة حالت دون اختراق قوات الحلفاء الجبهة.
خسائر الطرفَين
خسائر قوات الحلفاء
أكثر من 700 ألف مقاتل (66% منهم من البريطانيين).
خسائر القوات الألمانية
538 ألف مقاتل بين قتيل وجريح وأسير.
النتائج الإستراتيجية
حققت معركة السوم بعض النتائج التي يمكن إجمالها في الآتي:
تخفيف الضغط الألماني على جبهة فردان.
تثبيت القوات الألمانية على الجبهة الغربية ومنعها من إرسال تعزيزات كبيرة إلى الجبهة الشرقية.
إن الخسائر البشرية والمادية التي تكبّدها الألمان كانت أقل كثيراً من خسائر الحلفاء إلاّ أن تفوقهم العددي جعلهم أقدر من الألمان على تعويض الخسائر واستيعاب نتائج الاستنزاف المتبادل.
لم يحقق الحلفاء في الهجوم انتصاراً حاسماً على الرغم من الجهود المبذولة وجسامة الخسائر ولذا وُجِّه اللوم إلى الجنرال جوفر وعُزِل وعُيِّن الجنرال نيفل قائداً عاماً للقوات المشتركة في أواخر عام 1916.
الدروس المستفادة
استفاد الألمان من هذه المعركة من أسلوب الدفاع المرن الذي طبقوه فيما بعد كما اعتادت قواتهم مواجهة الدبابات وقنصها في حين استخلص الحلفاء دروساً مهمة في مجال استخدام الدبابات وطبقوها بعد ذلك، بنجاح في معركة كامبري في عام 1917.
وكان من أهم ما استفاده الطرفان المتحاربان الآتي:
بالنسبة إلى الحلفاء
صعوبـة اختراق الدفاعات المحصنة بالمدفعية والمشاة وضرورة تدعيم القوات المهاجمة بالدبابات التي تمتلك متطلبات اختراق الدفاعات (قوة الصدمة وقوة النيران وخفة الحركة والقدرة على المناورة).
بالنسبة إلى الألمان
أهمية إنشاء مواقع دفاعية عميقة على خطوط متتالية وتدعيم القوات المدافعة عن هذه الخطوط وإعدادها جيداً للعمل ضد دروع الدبابات.