الظاهر بيبرس والباطنية
أ.د علي بن محمد عودة الغامدي
أ.د علي بن محمد عودة الغامدي
ظلت الباطنية شوكة في خاصرة المسلمين معظم عصر الحروب الصليبية وأغتال الباطنيون عدداً من زعماء المسلمين الذين قادوا حركة الجهاد ضد الصليبيين وأبرزهم مودود وآقسنقر البرسقي وحاولوا اغتيال صلاح الدين مرتين ونجحوا في المرة الثانية في الوصول إليه وجرحوه في رأسه
وكان كسْر هذه الشوكة المسمومة ” الباطنية ” على يد البطل الظاهر بيبرس ، قاهر الصليبيين والمغول والأرمن ، فقد فتح كل قلاعهم وحصونهم المنيعة في جبال الشام وقتل معظمهم. ويخبرنا عز الدين بن شداد في سيرته عن الظاهر بيبرس أنه استعبد من بقي منهم حياً فاصبحوا ينفذون أوامره ومنها مثلاً :
ففي سنة 670 هجرية وصل الأمير الأنجليزي أدوارد (الذي أصبح بعد ذلك ملك انجلترا بلقب أدوارد الأول) بحملته الصليبية إلى الشام رداً على فتح الظاهر بيبرس لإمارة أنطاكية الصليبية سنة 666 هجرية ولم يجرؤ أدوارد على مغادرة أسوار عكا لمواجهة بيبرس في ميدان مكشوف فحاول الاتصال بالمغول لمحالفتهم.
ولكن بيبرس كان قد كسح المغول إلى ما وراء نهر الفرات فادرك أدوارد صعوبة التحالف معهم فطلب من بيبرس هدنة بينه وبين الصليبيين لمدة عشر سنوات فوافق بيبرس على طلبه وتم توقيع الصلح بين الجانبين. وكان أدوارد قد قرر العودة الى انجلترا وحشد حملة صليبية جديدة يعود بها بعد نهاية مدة الهدنة.
وأمر بيبرس أحد الباطنيين الذين استعبدهم وغسل أدمغتهم بقتل أدوارد، فسار الباطني إلى عكا وتسلل إلى غرفة نوم الأمير أدوارد وضربه بخنجر مسموم وظل أدوارد مريضاً عدة أشهر من أثر السم ثم عاد إلى بلاده وهو في غاية الإحباط واليأس وظل أولئك الباطنيون ملتزمين بطاعة بيبرس العمياء بقية حياته
والأعجب أن هؤلاء الباطنية ظلوا على طاعتهم العمياء لسلاطين المماليك بعد بيبرس ، رغم بقائهم على عقيدتهم الإسماعيلية الباطلة ، وكان سلاطين المماليك يستخدمونهم للتخلص من خصومهم وقد أفرد العمري لهم فصلاً في كتابه “مسالك الابصار ” والعمري توفي سنة 749 هجرية وقد ظلوا على ذلك بعد العمري.
والخلاصة أن الظاهر بيبرس قتل أكثر رجال الباطنية في بلاد الشام واستولى على كل قلاعهم ، واستعبد بقاياهم. لأنه لم يعد أمام الاحياء خيار سوى قبول العبودية والإذعان المطلق أو الموت المحقق. فقبلوا الخيار الأول واستمروا عليه حتى أواخر العصر المملوكي وكأنهم يدفعون ثمن جرائم أسلافهم!!!!
عن موقع أ.د علي بن محمد عودة الغامدي
وكان كسْر هذه الشوكة المسمومة ” الباطنية ” على يد البطل الظاهر بيبرس ، قاهر الصليبيين والمغول والأرمن ، فقد فتح كل قلاعهم وحصونهم المنيعة في جبال الشام وقتل معظمهم. ويخبرنا عز الدين بن شداد في سيرته عن الظاهر بيبرس أنه استعبد من بقي منهم حياً فاصبحوا ينفذون أوامره ومنها مثلاً :
ففي سنة 670 هجرية وصل الأمير الأنجليزي أدوارد (الذي أصبح بعد ذلك ملك انجلترا بلقب أدوارد الأول) بحملته الصليبية إلى الشام رداً على فتح الظاهر بيبرس لإمارة أنطاكية الصليبية سنة 666 هجرية ولم يجرؤ أدوارد على مغادرة أسوار عكا لمواجهة بيبرس في ميدان مكشوف فحاول الاتصال بالمغول لمحالفتهم.
ولكن بيبرس كان قد كسح المغول إلى ما وراء نهر الفرات فادرك أدوارد صعوبة التحالف معهم فطلب من بيبرس هدنة بينه وبين الصليبيين لمدة عشر سنوات فوافق بيبرس على طلبه وتم توقيع الصلح بين الجانبين. وكان أدوارد قد قرر العودة الى انجلترا وحشد حملة صليبية جديدة يعود بها بعد نهاية مدة الهدنة.
وأمر بيبرس أحد الباطنيين الذين استعبدهم وغسل أدمغتهم بقتل أدوارد، فسار الباطني إلى عكا وتسلل إلى غرفة نوم الأمير أدوارد وضربه بخنجر مسموم وظل أدوارد مريضاً عدة أشهر من أثر السم ثم عاد إلى بلاده وهو في غاية الإحباط واليأس وظل أولئك الباطنيون ملتزمين بطاعة بيبرس العمياء بقية حياته
والأعجب أن هؤلاء الباطنية ظلوا على طاعتهم العمياء لسلاطين المماليك بعد بيبرس ، رغم بقائهم على عقيدتهم الإسماعيلية الباطلة ، وكان سلاطين المماليك يستخدمونهم للتخلص من خصومهم وقد أفرد العمري لهم فصلاً في كتابه “مسالك الابصار ” والعمري توفي سنة 749 هجرية وقد ظلوا على ذلك بعد العمري.
والخلاصة أن الظاهر بيبرس قتل أكثر رجال الباطنية في بلاد الشام واستولى على كل قلاعهم ، واستعبد بقاياهم. لأنه لم يعد أمام الاحياء خيار سوى قبول العبودية والإذعان المطلق أو الموت المحقق. فقبلوا الخيار الأول واستمروا عليه حتى أواخر العصر المملوكي وكأنهم يدفعون ثمن جرائم أسلافهم!!!!
عن موقع أ.د علي بن محمد عودة الغامدي