استراتيجيات مراحل الخطة البديلة للحرب الروسية في أوكرانيا وسلاح الحسم فيها
المتواتر اليوم على ألسنة أكثر المتابعين والمحللين لأزمة الحرب الروسية في أوكرانيا، أن روسيا وقعت في فخ الناتو الذي جرها إلى حرب استنزافية في أوكرانية، لتسقط هيبتها وقدرتها العسكرية، ولتكبدها خسائر كبيرة مادية وعسكرية تجعلها تُهزم بالحرب.
للإجابة على ذلك نقول نعم الروس فشلوا في البداية وفق خطة بوتين العسكرية الاستخباراتية، المشابهة لحد كبير لخطة الروس 2014 في شبه جزيرة القرم، أمام الخطة المضادة الاستخباراتية للناتو.
ولم يتوقع أحد أن تخوض روسيا هذه الحرب إلا بالوكالة، بشكل موازي للتخطيط الغربي، إلا أن دخولها المباشر في الحرب بمشورة إدارة تخطيط استراتيجي لخبراء سياسيين وعسكريين وأمنين، له أبعاد غير منظور أكثرها في الوقت الحالي، إلا البعد الاستراتيجي القائم على تدمير كامل البنية التحتية الأوكرانية العسكرية والاقتصادية، لدفعها قصراً للحياد لعسكري وللجعل منها عالة على الاتحاد الأوربي وإغراقها بديون والتزامات لا تجعلها يقول لها قائمة من جديد.
والهدف الثاني هو اسقاط هيمنة الغرب المتمثل بالناتو وخاصة أمريكا؛ ألا أن هذا الهدف الاستراتيجي الأخير لم تتباين حيثيته إلى الآن.
لكن وزير الدفاع الروسي سريغه شويغو، كان قد وضع خطة احتياطية بديلة للخطة الأساسية التي أفشلت استخباراتياً بمخابرات الناتو، وكانت الخطة الروسية البديلة بمساعده رئاسة الأركان، في حالة فشلت الخطة الأساسية التي ذهبت إلى إحداث تغيير انقلابي لحكومة وإدارة كييف، بأقل خسائر ممكنة من الطرفين، مع دعم وترسيخ هذا الانقلاب الإداري السياسي والأمني والعسكري، بقوة تدخل سريع خاصة من قوة احترافية سرية مستقلة أكثرها من قوات المقنعين الخضر كان لها من قبل أثر بارز أثناء استيلاء الروس على شبه جزيرة القرم.
كانت الخطة البديلة على أرض المعركة تتمثل أولاً بحملة جوية وصاروخية تصاعدية مدروسة تستهدف كامل مقومات القوة الأوكرانية والبنى التحتية الخاصة بذلك، والهدف الثاني للخطة تمثل في تشتيت قوى الدفاعات الأوكرانية في أرض المعركة عن جبهة إقليم دونباس، من خلال اشعال جبهات جملة من المدن الأوكرانية ذات الأهمية الاستراتيجية للأوكران والتي كان في مقدمتها العاصمة السياسية كييف والاقتصادية خاركييف والصناعية مريوبول، باستجلاب واستجذاب أكثر وأكفئ تشكيلات الدفاع الأوكراني وتخفيف الضغط على الجبهات الانفصالية، وفتح المجال لها بالتوسع أكثر دون تدخل روسي مباشر بذلك.
وقد اعتمد الروس في إنجاح هذا التكتيك على كتائب تكتيكه مستقلة، كانت تفتقر إلى التسليح المطور واللوجستيات الوفيرة، لمنعها غريزياً، من الاستمرار بالمعارك الطويلة، لأن استراتيجياتها القتالية تعتمد على سياسة الكر والفر، أو ما يمكن تسميته بالاستطلاع بالقوة؛ وهذا ما أوهم المحللين بأن القوات الروسية كانت عاجزة على تنفيذ هجمات ناجحة اختراقية متواصلة الزحم، بينما كانت اهداف هذه الهجمات، هي كشف الدفاعات الأوكرانية الكامنة وتوجيه نيران الاسناد والاستهداف المدفعي الميداني والصاروخي العاجل، ثم الدعم الجوي الآجل، على أن يتم ذلك مع تراجع الوحدات التكتيكية المدرعة والمؤللة المسؤولة بتسليحها عن حماية نفسها فقط، ثم الارتداد إلى أماكن آمنة ليعاد تهيئتها لوجستياً من ناحية إعادة التسليح وتعبئة الوقود والصيانة والطبابة والطعام وإيكال إتمام المهام القتالية الاستطلاعية إلى وحدات تكتيكية أخرى بالتناوب، وقد جهزت روسيا لهذا التكتيك شرق كييف 52 كتيبة تكتيكية مأجورة مستقلة عن تشكيلات الجيش الروسي الأساسية، ولكن بقيادات ضبط روسية من ضباط وضباط صف.
وحتى لا يتركز الدفاع الأوكراني على شرق كييف بشكل يمكنها من تنفيذ هجمات مرتدة تعيق عملية الارتداد الآمن للوحدات التكتيكية الروسية، عملت القيادة العسكرية الروسية على تنفيذ إنزالات مظلية كبيرة تابعة للجيش السيبيري، واقتحامات جوية بالحوامات لقوات نخبوية مستقلة، شمال غرب كييف التي استولت على قواعد جوية لتنفيذ إبرارات جوية لقوى مؤزرة صديقة تمثلت بالقوات الخاصة الشيشانية خلقت جبهة موازية قوية ولكن هذه المرة اقتحاميه وليست تكتيكية، متخصصة بحرب المدن وشتت الدفاعات الأوكرانية.
إلا أن توالي تدفق المدافعين الأوكران إلى كييف من جهة الجنوب والجنوب الشرقي والغربي الهب الجبهتين بشكل صعب على القوى الروسية المستقلة التكتيكية صوب الشرق والموالية والمجوقلة "المحمولة جواً" VDV وجعلها عرضة للهجمات المرتدة الأوكرانية الناجحة، فانقلب السحر على الساحر وأرهقت القوى الروسية، مما جعل الروس يحركون التشكيلات المدرعة والميكانيكية للجيش السيبيري من تجاه الشمال كييف من الأراضي البيلاروسية تمثلت بقافلة ضخمة بلغ طولها 27 كم رفعت معنويات القوى الروسية المحيطة بالقطاع الشمالي الشرقي والغربي لكييف وزرع الرعب عند القوى الأوكرانية المدافعة، إلا أن ردة فعل الأوكران تمثلت بزيادة تركيز الدفاعات تجاه الشمال مما أجبر تشكيلات من القوى السيبيرية الشمالية للدخول المبكر في غمار المعركة لخلق جبهة شمالية، ومؤزرة للجبهة الشمالية الشرقية والغربية أيضاً، إلا أن الضغط الدفاعي الأوكراني المدعم بأسلحة غربية فردية علية التكنولوجيا والفتك، زاد الخسائر في الآليات والمدرعات الروسية، وأرهق الجهود اللوجستية الروسية، لزيادة التشكيلات التي تحتاج لهذه الامدادات، والتي كانت تعتمد لوصولها على السكك الحديدية وبعض الابرارات الجوية في بعض القواعد الجوية الشمالية الغربية، وهو ما منع القوى السيبيرية الثقيلة من زيادة الدعم والتدفق المساند للقوى الروسية في القطاع الشمالي، فكان لا بد من خلق جبهات جديدة تجاه الجنوب تنفذها التشكيلات الخاصة الروسية المتواجدة في شبه جزيرة القرم وكذلك مشاة البحرية الروسية "مارسكايا بيخوتا" إلا أن هذه القوى صدمت بدفاعات متقدمة قوية في خيرسون، أخرت تقدم هذه التشكيلات النخبوية المسلحة نحو جبهة جنوب كييف.
فكانت الحلول المؤقتة متمثلة بزيادة دعم الوحدات التكتيكية المستقلة الروسية بالحوامات الهجومية وطائرات الاسناد القريب النفاثة أمثال سوخوي 25 فروغفوت، إضافة إلى تمكن قوى استكشافيه خاصة من التسلل والولوج إلى قلب العاصمة كييف من ناحية الغرب مكونة من 400 عنصر من قوات العمليات الخاصة الروسية سبتسناز ونحو 2600 من قوات الظل الخاصة فاغنر، وتم ذلك بمساعدة القوات الشيشانية الاقتحامية المتقدمة نحو الوسط في كييف، ومهمة هذه التشكيلات الشبحية الخاصة إدارة النيران المدفعية والجوية بالضربات الجراحية أكثرها بذخائر ذكية أرضية وجوية، ضد مراكز القيادة والسيطرة الأوكرانية وضد النيران المؤازرة وقوى الدعم العسكري واللوجستي، للقوى المدافعة الجبهوية، وكذلك المخازن اللوجستية في قلب كييف.
كما قامت القيادة الروسية بتحريك قافلة ضخمة لوجستية كانت مواكبة لقافلة الجيش السيبيري وتحت حمايته، ليصبح طول القافلة 65 كم، ووفر هذا الإجراء اللوجستيات للقوى المهاجمة التكتيكية في شمال وشمال غرب كييف، ورغم محاولات قوى راجلة أوكرانية مستقلة تنفيذ كمائن خاطفة ضد القافلة السيبيرية، إلا أن تلك الكمائن لم تكن مجدية كجدوى نشاطات مسيرات بيرقدار الاستطلاعية والضاربة، والتي أجبرت هذا التشكيل القتالي واللوجستي الضخم على إعادة الانتشار والتموضع والتخفي في الغابات وبين الأشجار، ودفع بوحدات جديدة إضافية من التشكيلات القتالية لمؤزرة التشكيلات الجبهوية شمال وشمال شرق وغرب كييف، لأن درونات بيرقدار نجم الدفاع الأوكراني لم تكن تعتمد على قذفها الذاتي وإنما على إدارة نيران المجموعات المدفعية الميدانية والصاروخية الأوكرانية تجاه الارتال الروسية الثابتة والمتحركة.
لذلك سارعت روسيا بشكل جاد إلى إيجاد حلول عسكرية لوقف أو تحجيم نشاط درونات بيرقدار من خلال إما التشويش عليها بمنظومات الحرب الالكترونية "كارسوكا فور" أو اسقاطها بصواريخ منظومات "بانتسير" المتخصصة بإسقاط الأهداف الصغيرة، إلا أن مسيرة بيرقدار الأحدث من فئة S تمكنت من تدمير أحد تلك المنظومات الكترونية وكذلك الصاروخية بانتسير، فعمد الروس على تسريع انتاج درون "أوريون أي" الضارب وتجهيزه بصواريخ انقضاضيه موجهة بالليزر من نوع "كورنيت ام" كانت ناجحة بتدمير العديد من درونات بيرقدار إضافة لتطوير منظمات دفاع صاروخي أرضي مناسبة أثبتت فاعليتها فيما بعد.
وهو ما أدى إلى استقرار جبهوي لدى الروس وإحداث تقدم نسبي لدى الوحدات التكتيكية المهاجمة والمدرعة الداعمة، حتى أصبح بينها وبين وسط كييف 15 كم.
وبذلك حققت هذه المجموعات القتالية الروسية هدفها الاستراتيجي بتشتيت وإضعاف القوى الأوكرانية وابعادها عن الجبهات الرئيسية في إقليم دونباس، وهي كما أسلفنا الهدف الرئيسي للمرحلة الأولى، مع هدف تدمير البنا التحتية العسكرية والصناعية الاستراتيجي بالضربات الجوية والصاروخية المنتظمة.
إلا أن المدربين البريطانيين تمكنوا من خلال تكتيك حيوي اعتمد على الاستخدام المكثف لصواريخ NLAW الفردية المضادة للدروع، وظهور سفاح الدروع صاروخ بريمستون المرعب الذي قلب موازين المعركة وأبعد القوات الروسية عن كييف من 15 كم عن وسط المدينة، حتى مسافة 70 كم، واجبر القيادة الروسية على تسريع إعلان انتهاء المرحلة الأولى من الحرب.
فصاروخ بريمستون الذي كان يحمل عادتاً على عربات مدرعة على شكل قواذف رباعية الفتحات كل فتحة تطلق بشكل متتابع لثلاث صواريخ على مبدأ أطلق وأنسى، كان يعمل بنظام التوجيه الذاتي من خلال باحث ليزري ابتروني وموجه راداري ميلمتري، حتى مدى 8 كم وبسرعة كبيرة ويدمر بشكل انقضاضي بواسطة راس تدمير ترادفي خارق ومتفجر، يفوق قوة تأثير صاروخ جافلين بكثير، وهو ما رفع فاتورة خسائر الروس البشرية بشكل ملحوظ.
وصاروخ بريمستون هذا غير المعادلة من خسائر كبيرة بالآليات فقط، إلى الخسائر بالعتاد والأرواح، لأن التكتيك المضاد الروسي كان يقضي في حالة بدء التعرض للكمائن الأوكرانية بالمغادرة الفورية للآليات المستهدفة لتخفيض الخسائر البشرية، إلا أن بريمستون كان يطلق بكثافة ويشكل صدمة لأنه يطلق بخفاء حيث يأتي من بعيد وبشكل جماعي وبسرعة، وينقض من الأعلى دون أن يكتشف، إضافة إلى أنه يتمتع بقوة فتكه التي لا تنجو منها حتى أطقم الدبابات. لذلك لما انسحبت التشكيلات التكتيكة المستقلة والمدرعة والمؤللة لم يغطي انسحابها الحوامات الهجومية لأن بريمستون مضاد للحوامات ايضاً، وكذلك الصاروخ البريطاني "ستارستريك" الأكثر تخصص في اسقاط الحوامات، إنما غطا انسحابها مدافع هوتزر البعيدة المدى الذاتية الحركة وكذلك راجمات الصواريخ بأنواعها، وخاصة راجمة من نوع "زيمليديلي" ISDM Zemledeliye متخصصة بنشر الألغام النشطة التي كان أهمها لغم "بوم تري" الذكي الوثاب الذي يتم إسقاطه بمظلات ونطاق دائرة تأثيره الانشطاري في الهواء 30 متر.
وتم إعادة تموضع الكتائب التكتيكية في منطقة دونباس والتحول إلى تشكيلات مدافعة وانعكست بذلك الاستراتيجية أيضاً بإعادة استجلاب نخبة القوات الأوكرانية من كييف إلى الشرق الأوكراني حيث أعادة القوات الروسية تموضعها، لتقوم بإجراء الصيانة لآلياتها التي يراد إعادة تهيئتها وتحديثها أو تم استبدالها بالأحدث، وقد كانت مثلاً الدبابات الروسية في المرحلة الأولى جميعها سوفيتية قديمة وغير مجهزة بحماية نشطة بدروع صد تفاعلية وثابة، أو أنظمة إعماء ليزرية معززة بقذائف دخانية خاصة حاجبة لكافة أشكال التوجيه للقذائف المضادة، ولم تزود بها من السابق لعدة أسباب أولها الخوف من وقوع هذه التقنية بيد خبراء الناتو، ولأن المرحلة الأولى كانت مرحلة اختبار لجاهزية القوات الروسية في الظروف القتالية الصعبة والمعقدة، إضافة إلى أن المرحلة الأولى كانت مرحلة تدريب ميداني عملي وواقعي مع العدو الغربي بالوكالة، ولإجراء تعديلات على نطم الحماية النشطة، تتناسب مع حداثة النظم الغربية المضادة، ويرجح أن تزود أحدث دبابات المرحلة الأولى بصواريخ دفع ذاتي موجهة، تطلق من فوهات الدبابات عيار 125 ملم من نوع "أتاكا" للدبابة الجيل الثالث السوفيتية 3T-72 B حتى مدى 5 كم أي بزيادة عن مدى قذائفها الصماء ما بين 2 إلى 3 كم، ومن نوع صاروخ "ريفلكس" المعروف عند الغرب بالقناص الأدق والأسرع والموجه أيضاً بالليزر للدبابة T-80 BVM السوفيتية أيضاً، وغالباً سوف تعزز هذه الدبابات وخاصة في حرب المدن بالمدرعة المدمرة "ترمانانتور" ذات النيران المتعددة الفوهات الكثيفة المباشرة والموجهة الصاروخية، وبراجمات توس ون ايه "سولنسيبيوك" بمعنى لهيب الشمس، والتي يمكنها إطلاق 24 قذيفة صاروخية فراغية عيار 220 ملم خلال 6 ثواني، لمدى أكبر من 6 كم وتغطي مساحة تأثير الراجمة الواحدة مساحة 8 ملاعب كرة قدم.
ويتوقع أن تشكل القوات الروسية في الشرق والجنوب سندان الحرب، على أن تقوم القوات المحمولة جواً بعمليات إنزال واقتحام جوي هائل ثم ابرار جوي خلف القوات الأوكرانية بالشرق على أن يتم إشغال هذه الأخيرة بهجوم ارتدادي محدود العمق تنفذه القوات الروسية بشرق أوكرانيا، بإسناد وتمهيد مدفعي هائل عميق، قد يتقدمه تمهيد جوي، ولن تحدث هذه الإجراءات الاستراتيجية للمرحلة الثاني إلا بعد أن تكتمل الحشود الروسية وتجهيزاتها اللوجستية في الشرق الأوكراني، ويتم إحكام السيطرة على مريوبول وربما اوديسا أيضاً، أي كامل الساحل الأوكراني، ليتم من خلال ذلك احتلال كامل الشرق الأوكراني حتى كييف، وما يرجح إمكانية هذا الانزال الجوي الاستراتيجي، الحرص الروسي المبالغ على عدم اعادة استحواذ الأوكران على منظومة ألماز اس 300، الذي يشكل كارثة لعمليات الانزال الجوي، وكذلك لأن المحور الموازي غرباً للإقليم دونباس تربته سيئة حتى مسافة وعمق معين للمدرعات المجنزرة الثقيلة، إضافة إلا أن المساحات هناك مفتوحة قليلة الأشجار مكشوفة لن يتشكل فيها غالباً وحدات كمائن مخفية أو مموهة، يكون لها نشاط ضد طلائع الانزال المتمثل بوحدات الاقتحام الجوي بالحوامات الحاملة لقوات الاقتحام المسلحة والتي منها مي 171 والهجومية مثل مي 35 وغالباً سوف يكون محور الهجوم الأساسي نحو من جهة الشمال من الأرضي البلاروسية لأن هذه القوات هي التي نفذت مناورة عاصفة الشمال قبل بدء الحرب ولأنها أيضاً هي التي اكتسبت خبرات قتالية في محيط كييف بالمرحلة الأولى من الحرب، ولأن التشكيلات السيبيرية هي أول من قهر النازيين الألمان في محيط موسكو في الحرب العالمية الثانية، ولأن بوتين زار بلاروسيا بعد انسحاب هذه القوات بالمرحلة الأولى إليها، وعند الروس حيثما يحل بوتين يأتي النصر.
أما المحور الشرقي فسوف يتولاه على ما يبدو قوى الانزال والاقتحام الجوي الهائل VDV بعد دعمها بالدبابات التي سوف يتم ابرارها في قواعد جوية محتلة داخل أوكرانية مع انضمام الحشود الإضافية التي تتوجه اليوم نحو خاركييف، والتي يقدر أن يبلغ عددها 60 ألف مقاتل، من قوى مدرعة ومشاة ميكانيكية.
أما المحور الجنوبي لكييف فسوف يكون من نصيب مشاة البحرية الروسية، والقوات المدرعة والمؤللة في شبه جزيرة القرم.
ومن المرجح أن تستخدم روسيا بعد التمهيد الجوي بغارات كثيفة بالقنابل العمياء، مستودعات هائلة التفجير في محيط وضواحي كييف، كسلاح ردع وبداية حسم يسرع انتهاء المعركة النهائية ويحجم خطر تلك الأسلحة الواعدة الأوكرانية، والمرشح الأكبر هو عتاد الضغط الحراري الزائد القدرة "أتبايب" ATBIP المسمى بأبو القنابل، وذلك لأن تأثيره القاتل يشمل ما فوق الأرض في العراء أو متدرع، وما تحت الأرض في الملاجئ المحصنة، وذلك لأنه يولد موجة ضغط حرارية هائلة متعاكسة ذهاباً وإياباً إضافة للقتل بخلخلة الضغط الهوائي الذي يفجر الأذن الوسطى في الدماغ ويحدث نزف داخلي قاتل، ويقتل أيضاً بالخنق نتيجة السحب المهول والسريع للأكسجين نحو وسط الانفجار، وقوة تأثير أبو القنابل الروسي يفوق أم القنابل الأمريكية "مواب" العتاد الجوي الهائل التفجيرMOAB بعشرين ضعف ليغطي بتأثيره القاتل مساحة أكثر 150 ملعب كرة قدم أو 180 مربع سكني، لذلك فهو يعتبر أقوى قنبلة غير نووية في العالم.
والمادة التفاعلية التفجيرية لأبو القنابل هي أكسيد الأثيلين وبوردة الألمنيوم ويعمل على نثر هذا الخليط على شكل غاز رزازي بسرعة ضغطية هائلة لتصبح نسبته في الهواء 6 بالمائة وينفجر بواسطة عامل تفجيري خاص مؤكسد موجود ضمن الخليط المتفجر ويتم هذا التفاعل عادتاً خلال واحد بالعشرة من الثانية، وسر قوة أبو القنابل الأكبر الزائد لقوة تأثيره هو التطبيق فيه لتقنية النانو برفع القدرة التأثيرية لحدها الأعلى بالاستثمار الأقصى العالي الدقة للتفاعل التفجيري.
ويعتقد بأن الروس طوروا بشكل سري أيضاً لمستودع تفجير هائل أقوى بكثير من أبو القنابل تأثيره يفوق أبو القنابل بسبعة أضعاف تقريباً، كانت تنوي روسيا استخدامه ضد المسلحين المتحصنين في جبل الزاوية في سوريا من قبل، يمكن تسميته بملكة القنابل أو عتاد الضغط الحراري الفائق القوة ATBHP وإن استخدم هذا العتاد الأخير المهول المرعب فسوف يستخدم في وسط كييف وليس في الضواحي، وينهي كل شيء كسلاح حسم وليس ردع، ويعتقد أن يعتمد على توليفة خاصة من الزئبق الحراري الصناعي ومسحوق الكربون الحراري التفاعلي، ويكون بوزن أبو القنابل 7100 كغ، وموجه بالأقمار الصناعية، وتلقيه قاذفة TU-160M البجعة البيضاء الروسية الاستراتيجية الجديدة الشبحية.