ولي العهد يولي عناية كبيرة بالمعالم الإسلامية والإرث النبوي.. توسعة "قباء" التاريخية
تعكس زياراتُه المتتالية والمتجددة حرصه واهتمامه بالمقدسات
ياسر نجدي
تم النشر في :
26 مارس, 2023 1:55 مساءً
منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة، عُنِيَت القيادة بداية من المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى العهد الزاهر للملك سلمان وولي عهده الأمين حفظهما الله، شديد العناية بالحرمين الشريفين، وما يتصل بهما من عمارة وتوسعة وإمكانيات وخدمات؛ لراحة زوراهما من المعتمرين والحجاج.
وشكّل دائمًا الحرَمان الشريفان بؤرة اهتمام ملوك المملكة، ومبلغ عنايتهم؛ وذلك من منطلق استشعار القيادات المتوالية للمسؤولية والشرف العظيم الذي خص الله به المملكة لرعاية الحرمين الشريفين.
ولم تألُ القيادة -ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جهدًا في تقديم وتوفير الإمكانيات والموارد اللازمة للحفاظ على تلك الأمانة، والاضطلاع بهذه المسؤولية التي شملت -إلى جوار الحرمين- المعالم والمواقع الإسلامية كذلك القريبة إلى نفوس المسلمين، والمرتبطة بزمن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
كما تعكس الزيارات المتتالية والمتجددة لسمو ولي العهد رئيس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان للمقدسات والمعالم الإسلامية، شديد اعتنائه وحرصه، وكان آخرها زيارته إلى المسجدين النبوي وقباء مساء أمس.
توسعة "قباء" التاريخية
ومن بين ما شَمِلَته عناية خادم الحرمين وولي العهد، مسجد قباء الذي سيحظى بأكبر توسعة في تاريخه، وهو أول مسجد بُنِيَ في الإسلام، ويحمل أهمية روحانية كبيرة لدى نحو 2 مليار مسلم حول العالم؛ وذلك لمشاركة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنائه وتأسيسه بيده الشريفة.
وقد أطلق ولي العهد مشروع توسعة مسجد قباء قبل نحو عام خلال زيارته إلى المدينة المنورة، ثاني أقدس الأماكن للمسلمين، وهو ثالث مشروع يشمل "قباء" بالعناية منذ بداية عهد الدولة السعودية، وأكبرهم على الإطلاق.
وتحمل التوسعة الجديدة اسم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتهدف إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد من 5 آلاف م2 إلى 50 ألف م2، بطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصَلٍّ، بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية.
ويشمل مشروع التطوير 57 موقعًا تغطي العديد من الآبار والمزارع والبساتين، وتربط 3 مسارات نبوية محيطة بالمسجد؛ بهدف إثراء تجربة الزائر التعبدية والثقافية عبر المواقع التاريخية؛ وهو ما يُحقق أهداف ومستهدفات رؤية المملكة 2030 ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة.
وتهدف أعمال توسعة وتطوير مسجد قباء لرفع الطاقة الاستيعابية لسد الفجوة بين الوضع الحالي وحجم الطلب المتزايد، ويرتكز المشروع على ربط مسجد قباء الحالي بساحات مظللة من الجهات الأربع متصلة وظيفيًّا وبصريًّا بمصليات مستقلة غير ملاصقة بنائيًّا لمبنى المسجد الحالي، مع توفير الخدمات اللازمة كافة والتابعة للمسجد، كما سيتم رفع كفاءة مبنى المسجد القائم حاليًا بمنظومة الخدمات المصاحبة له، وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة؛ لرفع كفاءة التفويج وسهولة الوصول للمسجد، وإيجاد حلول جذرية للزحام وتعزيز أمن وسلامة المصلين، إضافة إلى تطوير وإحياء عدد من جملة المواقع والآثار النبوية ضمن نطاق المسجد وساحاته.
ويأتي المشروع التاريخي إدراكًا من الأمير محمد بن سلمان للأهمية التاريخية والثقافية للمملكة كونها مهبط الوحي، ومهد الرسالة المحمدية، ويعكس اهتمام ولي العهد بالمعالم الإسلامية، والإرث النبوي الشريف بتفاصيله كافة.