رغــم الممارســات المتعــددة، جميــع جهــود الحمايــة بـاءت بالفشـل !!!!
منذ البداية، حرص الجيش الروسي على انجاز الكثير من العمل التحضيري للعملية الخاصة special operation وغزو أوكرانيا. القيادة العسكرية الروسية كانت مدركة جيدا لحجم ونوعية التسليح المتاح لأفراد القوات المسلحة الأوكرانية، خصوصا ما يتعلق بالأسلحة المضادة للدبابات والتي بات العديد منها من مصادر غربية حديثة وفعالة. لهذا السبب، منذ العام 2016 الكثير من دبابات المعركة الروسية كانت تمر بعملية تحديث وترقية، سواء أكانت T-72B أو T-80BV، حيث جهز جميعهاً بما يسمى "عدة الحماية الإضافية" additional protection-kit وكذلك "عناصر الحماية الديناميكية" dynamic protection-elements.
استلمت المواضع الجانبية للأبراج حماية إضافية على شكل قراميد درع تفاعلي متفجر من العناصر 4S24. المؤخرة غطيت بحواجز أو شبكات معدنية لاعتراض بعض أنماط المقذوفات المضادة للدبابات. وحدات مركبة إضافية (فولاذ + مطاط + فولاذ) مع عناصر الوحدات المتفجرة 4S23 جرى مكاملتها واعتمادها على جوانب هياكل الدبابات (عناصر الوحدات المتفجرة 4S23 و4S24 قدمت أولا العام 2006 لصالح التدريع النشط المسمى Relikt). حماية القوس الأمامي لهياكل الدبابات T-80VBM وT-90M حسنت من قبل وحدات متكاملة من قراميد الدرع النشط Relikt.
شبكات معدنية صعدت على مؤخرة الهياكل، مشابهة لتلك المركبة على مؤخرة الأبراج. جدير بالذكر أن الروس كانوا يعملون على تصميم الحواجز أو الشبكات المعدنية منذ أوائل الثمانينات، وتحديداً منذ اللحظة التي أحسوا بها بضرورة تعزيز حماية الدبابات T-62 التي قاتلت في أفغانستان. هي لفتت الانتباه أيضاً أثناء الحملة الشيشانية الأولى، وأخيراً منذ 2016، هي بدأت بأن تكون مثبتة بانتظام على دبابات الجيش الروسي.
على أية حال، في تسعينيات القرن الماضي أصبح واضحاً إلى المتابعين لتطور الأسلحة المضادة للدبابات وتضاعف إمكانياتها، بأن جميع الإجراءات أعلاه ما كانت فاعلة بما فيه الكفاية لحماية عربات القتال combat vehicles بشكل موثوق. هكذا، بوشر بتطوير وحدات حماية ديناميكية إضافية قابلة للتصعيد أو التركيب السريع quick-mount. في البداية، هذه الحاويات كانت معدنية، ثم بعد ذلك هو تقرر أن تكون هذه بتصميم سهل وأكثر عملية، لذا تم توليفها ضمن نسيج قماشي بارز قابل للتعليق، مع جيوب لصفائح العناصر النشطة/المتفجرة.
بعد ذلك ولزيادة كفاءتهم، هم جاؤوا بأدوات تعليق خاصة لتركيبهم فوق حواجز الهيكل الجانبية side screens على شكل أو هيئة زاوية. وفي منتصف العام 2010، ما يسمى بوحدات الحماية الديناميكية الناعمة soft case dynamic-protection ظهرت للعيان. وبمساعدة أحزمة تسحب خلال حلقات خاصة، هم اعتمدوا على جوانب الدبابات (تتميز بقابلية فكها واستبدالها سريعاً ودون الحاجة لمعدات أو فرق خاصة).
في العام 2021، تجربة حرب الأربع والأربعين يوم في "ناغورنو كارباخ" Nagorno Karabakh أظهرت وباندهاش كبير بعض نقائص الحماية لدى دبابات المعركة.، الذخيرة التركية وإسرائيلية الصنع استخدمت بشكل كبير في مهاجمة أسقف عربات القتال المدرعة والدبابات الأرمينية. تعميم أرسل لوحدات الدبابات الروسية، أوليا في المنطقة العسكرية الجنوبية، بوجوب العمل بشكل مستقل على تطوير وصناعة أدوات حماية protective devices لمواجهة مثل هذه الذخيرة.
الأداة في هذه الحالة كانت عبارة عن شمسية/مظلة umbrella أو حاجب واقي visor من القضبان الفولاذية الملحومة لبعض بزوايا ميلان مختلفة، لتثبت بعد ذلك فوق سقف برج الدبابة. هو افترض لوضع أكياس الرمل على قمة هذا التركيب. كما أفترض مصمموه أنه سيعمل على تحفيز الرؤوس الحربية حتى قبل الالتقاء بالدرع الرئيس main armor للبرج وبذلك يمنع اختراقه. جميع هذه الإجراءات زرعت الأمل في عقول جنرالات الجيش الروسي بأن عملية غزو أوكرانيا ستحدث بخسائر أقل ما يمكن minimal losses.
بتاريخ 18 مارس 2022، عدة صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تم منعها في الاتحاد الروسي بعد أن عرضت فيديو لمعدات تابعة للقوات المسلحة الروسية وقد جرى تدميرها من قبل الجيش الأوكراني في منطقة "تروستينس" Trostianets (تتبع مقاطعة سومي Sumy، إلى الشمال الغربي من مدينة كاركوف Kharkov). من بين هذه العربات المدمرة، كان هناك عينة فريدة ومميزة لدبابة T-80UM-2 وهي مجهزة بنظام القتل الصعب Drozd-2.
هذه الدبابة طورت في مصنع هندسة النقل في "أومسك" Omsk أواخر التسعينيات عن النموذج T-80U، حيث جهزت الدبابة ببرج فولاذي ملحوم جديد، يدمج درعا متقدما مع حماية إضافية لكل من الهيكل والبرج. وعلى مقدمة الهيكل والبرج، جرى تركيب قراميد الدرع التفاعلي المتفجر المسمى Kaktus والذي يستطيع توفير حماية من هجمات كلتا مقذوفات الطاقة الكيميائية ومثيلتها الحركية.
النظام Drozd-2 ظهر في أواخر الثمانينات كتطوير لسابقه Drozd. هذه النسخة المحسنة كانت قادرة على توفير قطاع تغطية حتى 360 درجة في زاوية السمت، ومن -6 وحتى +20 في زاوية الارتفاع خلال كافة الظروف المناخية. الإجراء المضاد في النظام Drozd-2 أعتمد عدد 18 قذيفة أنبوبية من عيار 95 ملم، مع رأس حربي شديد التشظية.
وفق رأي منتجيه، النظام Drozd-2 كان قادراً على اعتراض المقذوفات المنطلقة بسرعة 1200 م/ث وتدميرها عند مسافة 7-10 م قبل أن تصل للعربة حاملة النظام. النظام كغيره من الأنظمة الروسية المماثلة، عاجز تماما أمام الهجمات السقفية أو ذات المسار القوسي.
على أية حال، عندما جاءت الحرب، الحقيقة ظهرت بشكل أكثر وضوح والأوكرانيين استطاعوا حرق وتدمير الدبابات الروسية بنجاح كبير. فلم تستطع القضبان الفولاذية المثبتة على أسقف أبراج الدبابات ولا الدروع التفاعلية المتفجرة أو الوحدات الديناميكية الناعمة، ولا حتى أنظمة القتل الصعب، حماية أصحابها من نيران الأسلحة المتقدمة المضادة للدبابات، مثل الأمريكي Javelin والبريطاني NLAW. الرؤوس الحربية لهذه الأسلحة كانت قادرة عملياً على تجاوز القضبان المعدنية وثقب أسقف الدبابات بسهولة نسبية. بالنتيجة، الدبابات الروسية المحدثة أخيراً أظهرت قابلية بقاء منخفضة جداً low survivability في أوكرانيا.