الاقتراح الذى تقدم به الاقتراح الشاذلى يوم 20 اكتوبر 1973 لتصفية الثغرة كان اقتراحا سليما من وجهة نظرى الشخصية وهذا ما سوف اثبته فى هذه الدراسة بالادلة والشواهد وعموما فمنذ انتهاء حرب اكتوبر وحتى يومنا هذا لم تصدر اى دراسة تناقش وتقيم اقتراح الفريق الشاذلى بشكل مفصل وموضوعى سوى دراسة وحيدة قام بها المؤرخ العسكرى جمال حماد توصل بها من وجهة نظره الى استنتاج – طبقا لوجهة نظره ان اقتراح الفريق الشاذلى كان خاطئا ولم يكن من الصواب تنفيذه ولو كان قد تم تنفيذه بالفعل كانت قواتنا سوف تصاب بكارثة عسكرية شرق وغرب القناة فى وقت واحد ، ومن وجهة نظرى الشخصية لم يكن الاستاذ جمال حماد موضوعيا ومنصفا فى تقييمه لاقتراح الفريق الشاذلى حيث اعتمد فى استنتاجه النهائى على ادلة واهية ومردود عليها بينما تجاهل ادلة وشواهد كثيرة وقوية تؤكد صحة اقتراح الفريق الشاذلى كما سوف نوضح
- وبشكل عام لكى يكون تقييمنا لاقتراح الفريق الشاذلى موضوعيا وعلى اساس سليم فإن العناصر الاساسية للتقييم التى تحدد مدى صحة اقتراح الفريق الشاذلى من عدمه هى على النحو التالى :
- مدى تأثرقواتنا شرق القناة سلبيا فى حالة سحب الالوية المدرعة الاربعة التى اقترح الشاذلى سحبها من شرق القناة الى غربها يوم 20 اكتوبر
- مدى امكانية نقل القوات من شرق القناة الى غربها بشكل مؤمن جيدا وبشكل يضمن امن وسلامة القوات المنسحبة من شرق القناة الى غربها بعيدا عن تدخل العدو وهجماته المضادة
- مدى قدرة القوات المنسحبة من شرق القناة على صد قوات العدو غرب القناة ومنعه من الانتشار وتثبيته فى اوضاعه الحالية بنجاح
- بالاضافة الى حقيقة ما دار فى اجتماع مركز القيادة الشهير يوم 10 اكتوبر والسبب الحقيقى وراء صمت الشاذلى ورفضه شرح وجهة نظره امام السادات وباقى القادة العسكريين
- وسوف تتضمن هذه الدراسة استعراض الانتقادات والاعتراضات التى وجهت الى اقتراح الفريق الشاذلى بشكل مفصل والرد عليها وتفنيدها جميعا كما سنرى .
1- هل كانت فرق المشاة المصرية شرق القناة قادرة وحدها على صد هجمات العدو المضادة دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة الاربعة التى طالب الشاذلى بسحبها الى غرب القناة لمواجهة الثغرة ؟
- يؤكد الشاذلى قدرة الفرق المشاة الخمسة شرق القناة على صد هجمات العدو المضادة وحدها بنجاح دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة الاضافية الملحقة بها على اساس ان كل فرقة مشاة مصرية قادرة وحدها على صد هجوم فرقة اسرائيلية مدرعة كاملة دون الحاجة الى اى دعم خارجى كما يؤكد الفريق الشاذلى ان السبب الحقيقى وراء تدعيم كل فرقة مشاة شرق القناة بلواء مدرع اضافى سببه الحاح قادة هذه الفرق طلبا لهذا الدعم خوفا من هجمات العدو المضادة
- ونحن نقبل رواية الشاذلى بهذا الخصوص لانه المهندس الحقيقى لعملية العبور وصاحب الخبرة العسكرية والثقافة العسكرية كما انه ليس لديه اى دافع او مصلحة للكذب فى هذا الموضوع ومن الواضح ان الفريق الشاذلى قد وافق على تدعيم فرق المشاة الخمس بلواء مدرع لكل فرقة من هذه الفرق الخمس تفهما منه لمخاوف قادة الفرق المشاة الخمس لان نظريته لم تجرب بعد ولا يوجد تجارب عسكرية سابقة شبيهة لها ولكنه اخطأ عندما لم يصدر تعليماته بضرورة عودة الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها بعد نجاح فرق المشاة الخمس فى صد هجمات العدو المضادة حتى يوم 9 اكتوبر حيث توقفت اسرائيل منذ ذلك التوقيت عن شن هجمات مضادة جديدة حتى يوم 16 اكتوبر واتخذت اوضاع دفاعية بحته على طول خط المواجهة فى سيناء وبالتالى كان يجب فى ذلك التوقيت ان يصدر الفرق الشاذلى تعليماته بإعادة الالوية المدرعة مرة اخرى الى غرب القناة وكان من المفترض ان يكتسب قادة الفرق الثقة فى قدراتهم على صد هجمات العدو المضادة وان تزول حالة الخوف والحذر المبالغ فيها لديهم ولكن للاسف لم يحدث ذلك وعندما حدثت الثغرة واتسع نطاقها كان من الطبيعى ومن الضرورى ان يطالب الفريق الشاذلى بسحب هذه الالوية المدرعة الى غرب القناة لمواجهة القغرة وان يصر على ذلك وهذا يؤكد صحة تقدير الشاذلى بخصوص قدرات وامكانات فرق المشاة الخمس وتيقنه من ذلك والا ما كان ليصر على سحب هذه الالوية المدرعة ويدخل فى صدام عنيف مع احمد اسماعيل وزير الدفاع ومع الرئيس السادات انتهى بعزله من منصبه
- من الانتقادات التى وجهت الى اقتراح الفريق الشاذلى الاثر المعنوى السىء الذى سيصيب قواتنا شرق القناة فى حالة سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها لمواجهة الثغرة وان قواتنا شرق القناة ربما تعتقد ان عملية سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها على انه مقدمة لانسحاب الجيش بأكمله من شرق القناة الى غربها وتتحول عملية الانسحاب الى ذعر وفوضى !!! وانا اقول ان هذا الاعتقاد خاطى تماما وساذج وغير واقعى ولا اساس له من الصحة فما دامت عملية سحب القوات من شرق القناة الى غربها تتم بشكل منظم وتحت السيطرة فلا يوجد اى خوف من انخفاض الروح المعنوية لجنودنا شرق القناة ولن يقوموا بتفسيرها على انها مقدمة للانسحاب الشامل من سيناء مادامت غالبية قواتنا شرق القناة لاتزال موجودة بأسلحتها وذخائرها ولاتزال تقاتل العدو بل ان سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها سوف يرفع من الروح المعنوية للجنود المصريين شرق القناة لانها ستساهم فى تضييق الخناق على القوات الاسرائيلية غرب القناة وتمنعها من حصار الجيش الثالث ومدينة السويس وبذلك ترتفع الروح المعنوية للجنود المصريين بعد سلسلة الهزائم والخسائر المتتالية التى اضعفت الروح المعنوية للجنود والتى عارضها الشاذلى بشدة مثل قرار تطوير الهجوم الفاشل يوم 14 اكتوبر وقرار دفع اللواء 25 مدرع شرق القناة لتصفية الثغرة ما ادى الى ابادته وهذه القرارات الخاطئة تسببت فى ارتفاع خسائرنا بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب بالاضافة الى اتساع نطاق الثغرة الى درجة كبيرة وبذلك يتضح ان السبب فى انخفاض الروح المعنوية للجنود هى القرارات الخاطئة التى اتخذتها القيادة المصرية والتى عارضها الشاذلى بشدة وتوقع فشلها فها عندما يتقدم الشاذلى باقتراح لتحسين الاوضاع العسكرية التى يبلغت درجة كبيرة من السوء والخطورة يتم رفض اقتراحه بحجة الخوف من تأثيرها على الروح المعنوية للجنود ؟!!!!
- لقد ادى رفض اقتراح الفريق الشاذلى الى حصار الجيش الاسرائيلى للجيش الثالث ولمدينة السويس اليست تلك النتائج والتداعيات الخطيرة هى التى تؤثر بشدة على الروح المعنوية للجنود وليس اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!!
- لست ادرى كيف سيؤدى سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها الى اضعاف الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة حيث ان الاوضاع الخطيرة والسئية غرب القناة كانت تحتم سحب هذه الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها خاصة ان هذه الالوية طبيعة عملها ومهامه اصلا كانت فى التواجد غرب القناة وليس شرقها ولم يكن سحبها غير مبرر حتى يقال انه سيثير شكوك ومخاوف قوتنا شرق القناة
- كما لايجب ان ننسى ان هذه الالوية المدرعة الاربعة لم تكن جزء اساسى واصيل من فرق المشتاة ولم تكن تدخل فى تنظيمها العضوى ولم تكن اصلا جزء من القوات المكلفة بالعبور وصد هجمات العدة المضادة حتى يقال ان سحبها سيضعف الروح المعنوية للجنود فلم تكن اصلا قوات بطبيعة تكوينها وتسليحها مخصصة او مهيئة للقيام بعمليات الصد والدفاع بل ان طبيعة مهامها هجومية بحتة وحتى قادة الفرق الخمس شرق القناة استخدموها بشكل مجزء وبشكل ضئيل وليست كقوة واحدة ضاربة مما اضعف من تأثيرها وهو ما يؤكد ان وجودها لم يكن مهما او مؤثرا للدرجة التى تجعل قواتنا شرق القناة تضعف روحها المعنوية بسبب سحب هذه الالوية المدرعة وهذا يؤكد انها اصلا لم تكن جزء من الخطة وان فرق المشاة الخمس كانت قادرة عن التخلى عن دعم هذه الالوية المدرعة لانها لو كانت جزء من خطة العبور لما كان استخدامها بهذا الشكل المجزأ والسىء
- ايضا لا يجب ان ننسى ان مطلب تدعيم قوات المشاة شرق القناة بألوية مدرعة اضافية كان مطلب قادة الفرق المشاة المس فقط ويعبر عن مخاوفهم ولايوجد ما يثبت انه كان مطلبا عاما من الجنود
- وهل يمكن ان نصدق ان المشير احمد اسماعيل والسادات كانا حريصان بشدة على الروح المعنوية للجنود شرق القناة وهم الذين استنزفوا قواتنا فى معارك فاشلة وانتحارية اليست هذه المعارك الفاشلة هى التى تضعف الروح المعنوية للجنود وهل عندما يقترح الفريق الشاذلى اقتراحا لتحسين الاوضاع يتم رفض اقتراحه والحجة الروح المعنوية للجنود!!!
- لا يمكن ابدا ان يفسر الجنود اقتراح الشاذلى على انه مقدمة لسحب الجيش كله من سيناء لان الجنود يدركون تماما اهمية انجاز العبور للجميع القادة والجنود بحكم عوامل واسباب كثيرة وهى ان انجاز العيور جاء بعد هزيمة شديدة فى 1967 وبعد انتظار طويل للحرب والرغبة فى الانتقام من الاسرائيليين وبالتالى فالكل حريص عليه وحتى لو افترضنا فعلا صحة ما قيل عن وجود عقدة الانسحاب عند جنودنا شرق القناة فهذه العقدة تدفعه للصمود شرق القناة مادامت قيادته لم تطلب منه الانسحاب بل حتى لو طلب القادة من الجنود الانسحاب فلم يوافقوا وسوف يستميتوا فى القتال لانهم لديهم عقدة من الانسحاب!! فمن اى شىء يخافون !!!
- كما ان طبيعة الجندى المصرى تتسم بالاستماتة فى القتال و الصمود حتى فى اصعب الظروف بل ان صعوبة الاوضاع تدفعه الى مزيد من الصمود والاستماتة فى القتال ونستشهد فى ذلك بصمود الفرقة 16 مشاة والفرقة 21 مدرعة فعلى الرغم من نجاح القوات الاسرائيلية فى اختراق راس الكوبرى ورغم خسائرها الفادحة واجهادها من كثرة المعارك وكثرة هجمات العدو المضادة التى لا تنقطع الا انها ظلت صامدة صمود بطولى ولم يسقط رأس الكوبرى بل وكبدت العدو خسائر فادحة .
- لقد تقدم الشاذلى باقتراحه الاول لتصفية الثغرة يوم 17 اكتوبر حيث اقترح سحب الفرقة الرابعة المدرعة واللواء 25 مدرع من شرق القناة الى غربها وتم رفض اقتراحه بحجة الخوف من التأثير المعنوى السىء لسحب القوات من شرق القناة ثم عادت القيادة العامة وسحبت الفرقة الرابعة المدرعة الى غرب القناة يوم 18 اكتوبر!!! فلماذا لم تخشى القيادة العامة على الروح المعنوية للجنود شرق القناة !!!! وهل سحب الفرقة الرابعة المدرعة من شرق القناة الى غربها يوم 17 اكتوبر سوف يضعف الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة بينما سحبها يوم 18 اكتوبر لا يضعفها !!! ولماذا لم يعترض احد على قرار سحب القوات من شرق القناة الى غربها يوم 18 اكتوبر خوفا على الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة؟!!!!
- اليس قيام القيادة العامة بتنفيذ اقتراح الشاذلى الاول بعد رفضه فى البداية دليلا على صحة اقتراح الفريق الشاذلى وتكرر الامر مع اقتراحه الثانى يوم 20 اكتوبر حيث عادت القيادة العامة الى تنفيذ اقتراح الشاذلى وسحبت جميع الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها – بعد فوات الاوان – دليلا على صحة اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!! ودليلا على خطأ وسذاجة مبررات وحجج رفض تنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!!
- اى ان اصحاب الشأن انفسهم اعترفوا عمليا وبشكل غبر مباشر بصحة اقتراح الفريق الشاذلى وخطأ موقفهم الرافض لتنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى ورغم ذلك لا يزال المنحازون الى السادات يصرون حتى يومنا هذا على خطأ اقتراح الفريق الشاذلى وخطورة تنفيذه على موقف قواتنا شرق القناة وغربها رغم عدم تقديم اى دليل قاطع على صحة وجهة نظرهم وتبنى بعضهم مقولة السادات عن عودة الشاذلى منهارا واصراره على سحب جميع قواتنا من شرق القناة الى غربها رغم انه ثبت عدم صحة ذلك
- يشكك المؤخ جمال حماد فى صحة تقدير الشاذلى عن قدرة الفرقة المشاة وحدها على صد هجوم فرقة مدرعة اسرائيلية كاملة دون الحاجة الى اى دعم اضافى ولا يقتنع بأن الشاذلى قد وافق على دعم فرق المشاة الخمس بخمس الوية مدرعة لمجرد العامل النفسى ولمجرد الحاح قادة فرق المشاة على دعمهم بالوية مدرعة اضافية خوفا من هجمات العدو المضادة وانا اقول للاستاذ جمال حماد ما مصلحة الشاذلى فى ان يدعى غير الحقيقة فى هذا الموضوع ؟! ولو كانت فعلا فرق المشاة الخمس بحاجة الى دعم الوية مدرعة اضافية فلماذا اصر الشاذلى على ضرورة سحبها الى غرب القناة لمواجهة الثغرة ولماذا دخل فى صدام عنيف مع السادات واحمد اسماعيل بخصوص هذه النقطة وتصدر وحده المواجهة معهم بكل ما ترتب على هذه المواجهة من اهانته وعزله فى نهاية المطاف؟!! وما مصلحة الفريق الشاذلى فى اثارة خلاف بدون داعى رغم ان التوقيت والظروف غير مناسبة اطلاقا لاثارة خلاف بدون داعى ولماذا يتقدم الشاذلى باقتراح غير واقعى وغير مجدى ويصر على تنفيذه ؟!! وهل كان الشاذلى على استعداد لتحمل تبعات تنفيذ اقتراحه لو كان خاطئا باعتبار ان اللوم والعقاب سيقع عليه وحده فى حالة فشل اقتراحه فى تحقيق نتائج مجدية باعتباره الوحيد الذى اصر على هذا الاقتراح وماذا سيستفيد الشاذلى من جراء الاصرار على اقتراح خاطىء وغير واقعى والدخول فى صدام مع رئيس الجمهورية وتحمل اهاناته ؟!!! فضلا عن انه سيؤدى الى كارثة لجيش بلاده !!!
- واذا كانت فعلا فرق المشاة الخمس شرق القناة كانت بحاجة ماسة الى دعم الالوية المدرعة الاضافية حتى بعد حدوث الثغرة فلماذا اصر الفريق الشاذلى على سحب هذه الالوية المدرعة الى غرب القناة رغم عدم تغير الظروف التى جعلته يوافق قبل حدوث الثغرة على بقاء الالوية المدرعة شرق القناة؟!!!!
- فهل مثلا وقع الشاذلى فى خطأ سوء التقدير والمبالغة فى الاعتقاد بقدرة فرق المشاة وحدها على صد هجمات العدو المضادة شرق القناة دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة والتهوين من قوة القوات الاسرائيلية الموجودة فى شرق القناة بعد حدوث الثغرة؟ فى الواقع ان هذا الاحتمال غير صحيح وغير وارد اطلاقا طبقا لمعرفتنا بطبيعة شخصية الشاذلى وطريقة تفكيره وقدرته على تقدير الموقف بشكل سليم من خلال مواقفه خلال حرب اكتوبر ، فالشاذلى ثبت فعليا خلال الحرب حرصه على الالتزام بأمن وسلامة قواتنا والتزامه ببديهيات وقواعد التخطيط العسكرى والمنطق العسكرى ويتضح هذا بوضوح من خلال معارضته الشديدة لقرار تطوير الهجوم الفاشل يوم 14 اكتوبر وقرار دفع اللواء 25 مدرع من شرق القناة لتصفية الثغرة واصراره على اعادة قوات الاحتياطى الى غرب القناة مرة اخرى بعد فشل عملية تطوير الهجوم يوم 14 اكتوبر لاعادة التوازن العسكرى لجيشنا فهل يعقل ان يقع قائد عسكرى مثل الشاذلى معروف عنه حرصه الشديد على امن وسلامة القوات وحسن التخطيط فى خطأ فادح يتسبب فى كارثة لقواتنا شرق القناة؟!!! فمن الممكن جدا على ضوء حرص الفريق الشاذلى الشديد على امن وسلامة قواتنا ان يكون حريصا وحذرا بشكل مبالغ فيه على امن وسلامة قواتنا شرق القناة وعلى انجاز العبور وليس ممكنا ان يتقدم باقتراح مفاجىء يؤدى الى كارثة لقواتنا ضاربا بمبادىء امن وسلامة القوات وابسط بديهيات العلم العسكرى عرض الحائط
وبدون سبب!!!!
- وبشكل عام لكى يكون تقييمنا لاقتراح الفريق الشاذلى موضوعيا وعلى اساس سليم فإن العناصر الاساسية للتقييم التى تحدد مدى صحة اقتراح الفريق الشاذلى من عدمه هى على النحو التالى :
- مدى تأثرقواتنا شرق القناة سلبيا فى حالة سحب الالوية المدرعة الاربعة التى اقترح الشاذلى سحبها من شرق القناة الى غربها يوم 20 اكتوبر
- مدى امكانية نقل القوات من شرق القناة الى غربها بشكل مؤمن جيدا وبشكل يضمن امن وسلامة القوات المنسحبة من شرق القناة الى غربها بعيدا عن تدخل العدو وهجماته المضادة
- مدى قدرة القوات المنسحبة من شرق القناة على صد قوات العدو غرب القناة ومنعه من الانتشار وتثبيته فى اوضاعه الحالية بنجاح
- بالاضافة الى حقيقة ما دار فى اجتماع مركز القيادة الشهير يوم 10 اكتوبر والسبب الحقيقى وراء صمت الشاذلى ورفضه شرح وجهة نظره امام السادات وباقى القادة العسكريين
- وسوف تتضمن هذه الدراسة استعراض الانتقادات والاعتراضات التى وجهت الى اقتراح الفريق الشاذلى بشكل مفصل والرد عليها وتفنيدها جميعا كما سنرى .
1- هل كانت فرق المشاة المصرية شرق القناة قادرة وحدها على صد هجمات العدو المضادة دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة الاربعة التى طالب الشاذلى بسحبها الى غرب القناة لمواجهة الثغرة ؟
- يؤكد الشاذلى قدرة الفرق المشاة الخمسة شرق القناة على صد هجمات العدو المضادة وحدها بنجاح دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة الاضافية الملحقة بها على اساس ان كل فرقة مشاة مصرية قادرة وحدها على صد هجوم فرقة اسرائيلية مدرعة كاملة دون الحاجة الى اى دعم خارجى كما يؤكد الفريق الشاذلى ان السبب الحقيقى وراء تدعيم كل فرقة مشاة شرق القناة بلواء مدرع اضافى سببه الحاح قادة هذه الفرق طلبا لهذا الدعم خوفا من هجمات العدو المضادة
- ونحن نقبل رواية الشاذلى بهذا الخصوص لانه المهندس الحقيقى لعملية العبور وصاحب الخبرة العسكرية والثقافة العسكرية كما انه ليس لديه اى دافع او مصلحة للكذب فى هذا الموضوع ومن الواضح ان الفريق الشاذلى قد وافق على تدعيم فرق المشاة الخمس بلواء مدرع لكل فرقة من هذه الفرق الخمس تفهما منه لمخاوف قادة الفرق المشاة الخمس لان نظريته لم تجرب بعد ولا يوجد تجارب عسكرية سابقة شبيهة لها ولكنه اخطأ عندما لم يصدر تعليماته بضرورة عودة الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها بعد نجاح فرق المشاة الخمس فى صد هجمات العدو المضادة حتى يوم 9 اكتوبر حيث توقفت اسرائيل منذ ذلك التوقيت عن شن هجمات مضادة جديدة حتى يوم 16 اكتوبر واتخذت اوضاع دفاعية بحته على طول خط المواجهة فى سيناء وبالتالى كان يجب فى ذلك التوقيت ان يصدر الفرق الشاذلى تعليماته بإعادة الالوية المدرعة مرة اخرى الى غرب القناة وكان من المفترض ان يكتسب قادة الفرق الثقة فى قدراتهم على صد هجمات العدو المضادة وان تزول حالة الخوف والحذر المبالغ فيها لديهم ولكن للاسف لم يحدث ذلك وعندما حدثت الثغرة واتسع نطاقها كان من الطبيعى ومن الضرورى ان يطالب الفريق الشاذلى بسحب هذه الالوية المدرعة الى غرب القناة لمواجهة القغرة وان يصر على ذلك وهذا يؤكد صحة تقدير الشاذلى بخصوص قدرات وامكانات فرق المشاة الخمس وتيقنه من ذلك والا ما كان ليصر على سحب هذه الالوية المدرعة ويدخل فى صدام عنيف مع احمد اسماعيل وزير الدفاع ومع الرئيس السادات انتهى بعزله من منصبه
- من الانتقادات التى وجهت الى اقتراح الفريق الشاذلى الاثر المعنوى السىء الذى سيصيب قواتنا شرق القناة فى حالة سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها لمواجهة الثغرة وان قواتنا شرق القناة ربما تعتقد ان عملية سحب الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها على انه مقدمة لانسحاب الجيش بأكمله من شرق القناة الى غربها وتتحول عملية الانسحاب الى ذعر وفوضى !!! وانا اقول ان هذا الاعتقاد خاطى تماما وساذج وغير واقعى ولا اساس له من الصحة فما دامت عملية سحب القوات من شرق القناة الى غربها تتم بشكل منظم وتحت السيطرة فلا يوجد اى خوف من انخفاض الروح المعنوية لجنودنا شرق القناة ولن يقوموا بتفسيرها على انها مقدمة للانسحاب الشامل من سيناء مادامت غالبية قواتنا شرق القناة لاتزال موجودة بأسلحتها وذخائرها ولاتزال تقاتل العدو بل ان سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها سوف يرفع من الروح المعنوية للجنود المصريين شرق القناة لانها ستساهم فى تضييق الخناق على القوات الاسرائيلية غرب القناة وتمنعها من حصار الجيش الثالث ومدينة السويس وبذلك ترتفع الروح المعنوية للجنود المصريين بعد سلسلة الهزائم والخسائر المتتالية التى اضعفت الروح المعنوية للجنود والتى عارضها الشاذلى بشدة مثل قرار تطوير الهجوم الفاشل يوم 14 اكتوبر وقرار دفع اللواء 25 مدرع شرق القناة لتصفية الثغرة ما ادى الى ابادته وهذه القرارات الخاطئة تسببت فى ارتفاع خسائرنا بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب بالاضافة الى اتساع نطاق الثغرة الى درجة كبيرة وبذلك يتضح ان السبب فى انخفاض الروح المعنوية للجنود هى القرارات الخاطئة التى اتخذتها القيادة المصرية والتى عارضها الشاذلى بشدة وتوقع فشلها فها عندما يتقدم الشاذلى باقتراح لتحسين الاوضاع العسكرية التى يبلغت درجة كبيرة من السوء والخطورة يتم رفض اقتراحه بحجة الخوف من تأثيرها على الروح المعنوية للجنود ؟!!!!
- لقد ادى رفض اقتراح الفريق الشاذلى الى حصار الجيش الاسرائيلى للجيش الثالث ولمدينة السويس اليست تلك النتائج والتداعيات الخطيرة هى التى تؤثر بشدة على الروح المعنوية للجنود وليس اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!!
- لست ادرى كيف سيؤدى سحب الالوية المدرعة الاربعة من شرق القناة الى غربها الى اضعاف الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة حيث ان الاوضاع الخطيرة والسئية غرب القناة كانت تحتم سحب هذه الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها خاصة ان هذه الالوية طبيعة عملها ومهامه اصلا كانت فى التواجد غرب القناة وليس شرقها ولم يكن سحبها غير مبرر حتى يقال انه سيثير شكوك ومخاوف قوتنا شرق القناة
- كما لايجب ان ننسى ان هذه الالوية المدرعة الاربعة لم تكن جزء اساسى واصيل من فرق المشتاة ولم تكن تدخل فى تنظيمها العضوى ولم تكن اصلا جزء من القوات المكلفة بالعبور وصد هجمات العدة المضادة حتى يقال ان سحبها سيضعف الروح المعنوية للجنود فلم تكن اصلا قوات بطبيعة تكوينها وتسليحها مخصصة او مهيئة للقيام بعمليات الصد والدفاع بل ان طبيعة مهامها هجومية بحتة وحتى قادة الفرق الخمس شرق القناة استخدموها بشكل مجزء وبشكل ضئيل وليست كقوة واحدة ضاربة مما اضعف من تأثيرها وهو ما يؤكد ان وجودها لم يكن مهما او مؤثرا للدرجة التى تجعل قواتنا شرق القناة تضعف روحها المعنوية بسبب سحب هذه الالوية المدرعة وهذا يؤكد انها اصلا لم تكن جزء من الخطة وان فرق المشاة الخمس كانت قادرة عن التخلى عن دعم هذه الالوية المدرعة لانها لو كانت جزء من خطة العبور لما كان استخدامها بهذا الشكل المجزأ والسىء
- ايضا لا يجب ان ننسى ان مطلب تدعيم قوات المشاة شرق القناة بألوية مدرعة اضافية كان مطلب قادة الفرق المشاة المس فقط ويعبر عن مخاوفهم ولايوجد ما يثبت انه كان مطلبا عاما من الجنود
- وهل يمكن ان نصدق ان المشير احمد اسماعيل والسادات كانا حريصان بشدة على الروح المعنوية للجنود شرق القناة وهم الذين استنزفوا قواتنا فى معارك فاشلة وانتحارية اليست هذه المعارك الفاشلة هى التى تضعف الروح المعنوية للجنود وهل عندما يقترح الفريق الشاذلى اقتراحا لتحسين الاوضاع يتم رفض اقتراحه والحجة الروح المعنوية للجنود!!!
- لا يمكن ابدا ان يفسر الجنود اقتراح الشاذلى على انه مقدمة لسحب الجيش كله من سيناء لان الجنود يدركون تماما اهمية انجاز العبور للجميع القادة والجنود بحكم عوامل واسباب كثيرة وهى ان انجاز العيور جاء بعد هزيمة شديدة فى 1967 وبعد انتظار طويل للحرب والرغبة فى الانتقام من الاسرائيليين وبالتالى فالكل حريص عليه وحتى لو افترضنا فعلا صحة ما قيل عن وجود عقدة الانسحاب عند جنودنا شرق القناة فهذه العقدة تدفعه للصمود شرق القناة مادامت قيادته لم تطلب منه الانسحاب بل حتى لو طلب القادة من الجنود الانسحاب فلم يوافقوا وسوف يستميتوا فى القتال لانهم لديهم عقدة من الانسحاب!! فمن اى شىء يخافون !!!
- كما ان طبيعة الجندى المصرى تتسم بالاستماتة فى القتال و الصمود حتى فى اصعب الظروف بل ان صعوبة الاوضاع تدفعه الى مزيد من الصمود والاستماتة فى القتال ونستشهد فى ذلك بصمود الفرقة 16 مشاة والفرقة 21 مدرعة فعلى الرغم من نجاح القوات الاسرائيلية فى اختراق راس الكوبرى ورغم خسائرها الفادحة واجهادها من كثرة المعارك وكثرة هجمات العدو المضادة التى لا تنقطع الا انها ظلت صامدة صمود بطولى ولم يسقط رأس الكوبرى بل وكبدت العدو خسائر فادحة .
- لقد تقدم الشاذلى باقتراحه الاول لتصفية الثغرة يوم 17 اكتوبر حيث اقترح سحب الفرقة الرابعة المدرعة واللواء 25 مدرع من شرق القناة الى غربها وتم رفض اقتراحه بحجة الخوف من التأثير المعنوى السىء لسحب القوات من شرق القناة ثم عادت القيادة العامة وسحبت الفرقة الرابعة المدرعة الى غرب القناة يوم 18 اكتوبر!!! فلماذا لم تخشى القيادة العامة على الروح المعنوية للجنود شرق القناة !!!! وهل سحب الفرقة الرابعة المدرعة من شرق القناة الى غربها يوم 17 اكتوبر سوف يضعف الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة بينما سحبها يوم 18 اكتوبر لا يضعفها !!! ولماذا لم يعترض احد على قرار سحب القوات من شرق القناة الى غربها يوم 18 اكتوبر خوفا على الروح المعنوية لقواتنا شرق القناة؟!!!!
- اليس قيام القيادة العامة بتنفيذ اقتراح الشاذلى الاول بعد رفضه فى البداية دليلا على صحة اقتراح الفريق الشاذلى وتكرر الامر مع اقتراحه الثانى يوم 20 اكتوبر حيث عادت القيادة العامة الى تنفيذ اقتراح الشاذلى وسحبت جميع الالوية المدرعة من شرق القناة الى غربها – بعد فوات الاوان – دليلا على صحة اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!! ودليلا على خطأ وسذاجة مبررات وحجج رفض تنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى ؟!!!
- اى ان اصحاب الشأن انفسهم اعترفوا عمليا وبشكل غبر مباشر بصحة اقتراح الفريق الشاذلى وخطأ موقفهم الرافض لتنفيذ اقتراح الفريق الشاذلى ورغم ذلك لا يزال المنحازون الى السادات يصرون حتى يومنا هذا على خطأ اقتراح الفريق الشاذلى وخطورة تنفيذه على موقف قواتنا شرق القناة وغربها رغم عدم تقديم اى دليل قاطع على صحة وجهة نظرهم وتبنى بعضهم مقولة السادات عن عودة الشاذلى منهارا واصراره على سحب جميع قواتنا من شرق القناة الى غربها رغم انه ثبت عدم صحة ذلك
- يشكك المؤخ جمال حماد فى صحة تقدير الشاذلى عن قدرة الفرقة المشاة وحدها على صد هجوم فرقة مدرعة اسرائيلية كاملة دون الحاجة الى اى دعم اضافى ولا يقتنع بأن الشاذلى قد وافق على دعم فرق المشاة الخمس بخمس الوية مدرعة لمجرد العامل النفسى ولمجرد الحاح قادة فرق المشاة على دعمهم بالوية مدرعة اضافية خوفا من هجمات العدو المضادة وانا اقول للاستاذ جمال حماد ما مصلحة الشاذلى فى ان يدعى غير الحقيقة فى هذا الموضوع ؟! ولو كانت فعلا فرق المشاة الخمس بحاجة الى دعم الوية مدرعة اضافية فلماذا اصر الشاذلى على ضرورة سحبها الى غرب القناة لمواجهة الثغرة ولماذا دخل فى صدام عنيف مع السادات واحمد اسماعيل بخصوص هذه النقطة وتصدر وحده المواجهة معهم بكل ما ترتب على هذه المواجهة من اهانته وعزله فى نهاية المطاف؟!! وما مصلحة الفريق الشاذلى فى اثارة خلاف بدون داعى رغم ان التوقيت والظروف غير مناسبة اطلاقا لاثارة خلاف بدون داعى ولماذا يتقدم الشاذلى باقتراح غير واقعى وغير مجدى ويصر على تنفيذه ؟!! وهل كان الشاذلى على استعداد لتحمل تبعات تنفيذ اقتراحه لو كان خاطئا باعتبار ان اللوم والعقاب سيقع عليه وحده فى حالة فشل اقتراحه فى تحقيق نتائج مجدية باعتباره الوحيد الذى اصر على هذا الاقتراح وماذا سيستفيد الشاذلى من جراء الاصرار على اقتراح خاطىء وغير واقعى والدخول فى صدام مع رئيس الجمهورية وتحمل اهاناته ؟!!! فضلا عن انه سيؤدى الى كارثة لجيش بلاده !!!
- واذا كانت فعلا فرق المشاة الخمس شرق القناة كانت بحاجة ماسة الى دعم الالوية المدرعة الاضافية حتى بعد حدوث الثغرة فلماذا اصر الفريق الشاذلى على سحب هذه الالوية المدرعة الى غرب القناة رغم عدم تغير الظروف التى جعلته يوافق قبل حدوث الثغرة على بقاء الالوية المدرعة شرق القناة؟!!!!
- فهل مثلا وقع الشاذلى فى خطأ سوء التقدير والمبالغة فى الاعتقاد بقدرة فرق المشاة وحدها على صد هجمات العدو المضادة شرق القناة دون الحاجة الى دعم الالوية المدرعة والتهوين من قوة القوات الاسرائيلية الموجودة فى شرق القناة بعد حدوث الثغرة؟ فى الواقع ان هذا الاحتمال غير صحيح وغير وارد اطلاقا طبقا لمعرفتنا بطبيعة شخصية الشاذلى وطريقة تفكيره وقدرته على تقدير الموقف بشكل سليم من خلال مواقفه خلال حرب اكتوبر ، فالشاذلى ثبت فعليا خلال الحرب حرصه على الالتزام بأمن وسلامة قواتنا والتزامه ببديهيات وقواعد التخطيط العسكرى والمنطق العسكرى ويتضح هذا بوضوح من خلال معارضته الشديدة لقرار تطوير الهجوم الفاشل يوم 14 اكتوبر وقرار دفع اللواء 25 مدرع من شرق القناة لتصفية الثغرة واصراره على اعادة قوات الاحتياطى الى غرب القناة مرة اخرى بعد فشل عملية تطوير الهجوم يوم 14 اكتوبر لاعادة التوازن العسكرى لجيشنا فهل يعقل ان يقع قائد عسكرى مثل الشاذلى معروف عنه حرصه الشديد على امن وسلامة القوات وحسن التخطيط فى خطأ فادح يتسبب فى كارثة لقواتنا شرق القناة؟!!! فمن الممكن جدا على ضوء حرص الفريق الشاذلى الشديد على امن وسلامة قواتنا ان يكون حريصا وحذرا بشكل مبالغ فيه على امن وسلامة قواتنا شرق القناة وعلى انجاز العبور وليس ممكنا ان يتقدم باقتراح مفاجىء يؤدى الى كارثة لقواتنا ضاربا بمبادىء امن وسلامة القوات وابسط بديهيات العلم العسكرى عرض الحائط
وبدون سبب!!!!