عذرا شهيدة الحجاب لأني قرأت هذا المقال !!!!
فوجئت بالمقالة التالية عن شهيدة الحجاب منشورة على موقع إيلاف وأنقلها أدناه لكي يطلع الجميع على كتابات بعض الكتاب وأقدم الإعتذار الشديد الى روح شهيدة الحجاب لأنني قرأت هذه المقالة وأدعوا لها بالرحمة الواسعة من الله عز وجل .
وأسأل كاتب المقال السيد طارق حمو مايلي:
ماهو رد فعله لو أن الشهيدة كانت أخته أو أمه أو زوجته أو إحدى قريباته ؟؟
ما هو رد فعله لو أنه كان وقت الحادثة الأولى مع زوجته وصادفه مثل ذلك المجرم ؟ هل كان سيكظم غيظه ؟
كأنه يريد محاكمة الشهيدة على عدم إعتذارها من المجرم لأنه وصفها بكلمة عاهرة (حاشاها طبعا)؟؟
كأنه يريد محاكمة الشهيدة لأنها تلقت الطعنات من المجرم ؟؟؟
كأنه يريد ان يضع اللوم على الإسلام السياسي في مقتل الشهيدة ؟؟
كأنه يريد أن يضع اللوم على الشهيدة لارتداءها الحجاب ؟؟
يظهر أنه لم يقرأ الآية الكريمة (ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ) آل عمران 140
ولم يقرأ حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ )) رواه مسلم
إتق الله يارجل في الأموات فكيف في الشهداء !!!
وأدناه نص المقال :
من قتل مروة الشربيني حقاً؟
طارق حمو
لو اختارت السيدة مروة الشربيني، رحمها الله، الصبر وقررت كظم غيظها، اثناء تعرض الشقي الألماني لها، وإصراره على احتلال مكان ابنها في الارجوحة، لما كان جرى الذي جرى، ولما كانت القضية قد تطورّت الى "اهانة الحجاب" و"التعرض للدين الإسلامي"، ومن هناك إلى النيابة والمحاكم، وصولاً الى النهاية المفجعة الحزينة.
ماالذي دفع السيدة مروة لكي تقبل تحدي أحد الأشقياء الفاشلين، وتمضي في نزاله في صالات المحاكم، وتطالب منه مبلغاً كبيراً، وهو المفلس العطيل؟.
الحق أن السبب هو دور منظمات الإسلام السياسي، والتي تنفخ في قرب مثقوبة، وتتحدث ليل نهار عن "مظلومية المسلمين" و"كره الغرب للإسلام"، و"الحملة الصليبية الحاقدة"...الخ. فهذه المنظمات تطالب المسلمين في الغرب باستغلال كل حادثة، كبيرة أو صغيرة، وتسييّسها، بغرض الإستفادة منها إلى أبعد حد. ويبدو أن السيدة شربيني قد وقعت ضحية لمثل هذه البروباغاندا، ووجدت الفرصة سانحة أمامها لكي تستغل دور الضحية، وتنقل بقضية إهانة شخض وضيع ومشرد لحجابها، الى المحاكم، لكي تعمل من "الحبة قبة"، وتلقن الألمان درساً في الديمقراطية وحقوق الإنسان. لكن الأمور ذهبت باتجاه آخر حزين، عندما اقدم هذا الشقي على طعنها حتى الموت، كما اصاب زوجها بجروح بليغة.
منظمات الإسلام السياسي في أوروبا، تشتغل ليل نهار لترصد حالات "إنتهاك حقوق المسلمين"، الذين من المفترض إن قسماً كبيراً منهم هم من حملة الجنسية، اي مواطنون في هذه البلدان. ترصد هذه المنظمات كل شاردة وواردة، وأي حادثة فردية، او حتى مقصوّدة، بطلها شخص معتوه وسافل إجتماعياً، تستغله هذه الجمعيات لتبرهن بأن هناك تمييزاً ضد المسلمين، وتجيّر القضية سياسياً، وتطالب بالبديل.
لو تحلّت السيدة مروة بقدر من المرونة والتسامح، لعرضت عن التشاجر مع شخص من أرباب السوابق، وتركت له الأرجوحة، وأخذت أبنها بعيداً عنه، لكي لايتأذى بمشاهدة منظره المقزز والإستماع إلى بذاءاته. لكن يبدو أنها كانت من "الثائرات" اللواتي يبحثن عن "القضايا" لنصرة الأمة والذود عن حياضها. وبذلك، قررت فتح قضية ضد شخص مجهول، سفيه وساقط، للفت إنتباه الرأي العام، وتحويل القضية العارضة إلى "عداء صريح للإسلام والمسلمين".
منظمات الإسلام السياسي، وعلى رأسها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين المتغلغل في كل مكان، وجدت في "المأساة" فرصة جيدة للنهش والهبش الإعلامي، وبدأت تلوك الأقاويل وتحرّض الناس ضد الغرب. هي فعلت عين الشيء أثناء نشر الصحف الدنماركية للرسوم الكاريكاتورية التي صورّت نبي الإسلام محمد بن عبدالله، فثارت الثائرة وخرجت الجموع تزحف، وقتل العشرات دهساً وحرقاً. ولعل الشعارات التي بدأت تلعلع بشتم الغرب في جنازة المغدورة مروة، خير دلالة على مدى الغيبوبة المهلكة في بلاد المسلمين المبتلاة بالفقر والجهل والديكتاتورية، وكم الحقد غير المبرر ضد الآخر.
الصديق مدحت قلادة ذكر مقارنة بين "قتلاهم" و"قتلانا" في مقاله الأخير( الشهيدة مروة وإزدواجية الشرق) والذي نٌشر في " إيلاف" أمس. فكم من أناس أبرياء قتلوا وذٌبحوا وقطعّوا في بلادنا، ولم نجد الغرب يهوّل ويولول ويصف الحوادث بأنها دليل كامن عن "الحقد الإسلامي تجاه أوروبا" أو "تعبير صارخ عن حالة العداء ضد المسيحية". حوادث قتل بالعشرات، والضحايا بالمئات، وسمعنا في كل مرة الحكومات الغربية تدين التنظيمات الإرهابية، ليس أكثر. ولم نجد من يتظاهر بالمئات والالاف في عواصم الغرب بشكل عصبوي، يطالب بالثأر والدم...
تنظيمات الإسلام السياسي تشتغل على دماء الناس. هي لاتنشد سلاماً ولاتعترف بمفهوم اسمه المواطنة و"دولة القانون الوضعي"، بل تبحث عن الحوادث بحثاً، وتستنهض الهمم وتدعو إلى التمرد والنفخ في النار. هي تفعل ذلك في كل المجتمعات الغربية، مستغلة الديمقراطية وجهل الحكومات في الغرب بأجندتها الخفيّة المهلكة.
كان بامكان السيدة مروة الشربيني، وهي المتعلمة المتنورة ان تبتعد عن الحشاش الذي اعترض طريقها وحمل لها الموت، لكن الإباء والشعور النرجسي، والحس بالمظلومية، والذي غرستها تنظيمات الإسلام السياسي دفعها الى المضي قدماً والدخول في المحاكم مع شاب مخمور عيّار. والنتيجة أن عائلة صغيرة تحطمت على يد احد الأشقياء، بينما وجدت منظمات الإسلام السياسي قصة جديدة عن مظلومية المسلمين في الغرب، تلوكها لفترة أخرى من الزمن...