هكذا ستوضع الدول بين شقي الرحى؛ عندما تطلق أمريكا طياراتها غير المأهولة، لتتجسس وتقتل كيف تشاء في سماوات الدول التي تراها الولايات المتحدة "مارقة" أو "شريرة"، وعلى هذه الدول أن تختار بين أمرين كلاهما مر، إما أن تترك هذه الطائرات التي ستطير بالطاقة النووية، أو تسقطها فتنفجر بدورها، وما فيها من مواد مشعة كالقنبلة "القذرة"!
فبعد النجاحات التي حققتها الطائرات التي تطير بدون طيار في سماء أفغانستان، وكذلك في فلسطين المحتلة، حيث ساعدت قوات الاحتلال هناك في اصطياد وقتل رموز المقاومة وقادتها، ومع إيثار العسكرية الأمريكية لسلامة طياريها، وتجنيب عسكرييها الخدش، تسعى وزارة الدفاع الأمريكية الآن لتطوير نسخة من هذه الطائرات يمكنها الطيران لشهور دون التوقف لإعادة تزويدها بالوقود؛ لأنها ستطير بالطاقة النووية.
باختصار، تعكف الدوائر المختصة والمعنية بقيادة القوات الجوية الأمريكية على كيفية إخراج دراستي جدوى لإنتاج طائرة بدون طيار من طراز جلوبال هوك "Global Hawk" إلى حيّز التنفيذ، وكان قد مول تكاليفهما معمل أبحاث القوات الجوية الأمريكية "US Air Force Research Laboratory- AFRL".
وقد كُشف النقاب عن الدراسة الأخيرة في مؤتمر تقنيات الفضاء الذي عقد في أوائل فبراير 2003، بمدينة البوكيرك في ولاية نيومكسيكو، وهي تؤكد أنه يمكن مد زمن طيران تلك الطيارة من بضع ساعات إلى عدة أشهر بدون توقف.
ولم يمضِ أسبوع حتى قامت وزارة الدفاع برصد مبلغ يقدر بمليار دولار أمريكي من موازنتها لعام 2004، لتطوير المزيد من الطائرات غير المأهولة؛ المسلح منها "Unmanned Combat Aviation Vehicle - UCAV"، وغير المسلح "Unmanned Aviation Vehicle-UAV".
فكرة قديمة.. وتنفيذ جديد
بالطبع الفكرة ليست جديدة، فلكل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق محاولات لتطوير نظام دفع نفاث للطائرات يجعلها تطير بالطاقة النووية منذ خمسينيات القرن العشرين.
لكن حسب المعلن من كليهما، فإنه تم التخلي عن هذه الأفكار، لخطورة التجربة، وعدم وجود أنظمة توفر الأمان الكافي لأطقم الطائرة من المفاعل الموجود على متنها، إضافة لوزنه الثقيل الذي فرض قيدًا جديدًا على التنفيذ.
لكن الأمل لم يمت لدى معمل أبحاث القوات الجوية، وبدلاً من المفاعل النووي التقليدي الذي يتم فيه انشطار المواد النووية، فإن الأبحاث التي بين أيدي باحثيه تركز على نوع من المفاعلات النووية يدعى المفاعل النووي الكمي "Quantum Nucleonic Reactor".
في ذلك المفاعل يتم توليد الطاقة عن طريق استخدام الأشعة السينية "X-Ray" لتشجيع جسيمات أنوية عنصر الهافنيوم–178 المشع "Hafanium-178"؛ لتنزل عددًا من مستويات الطاقة "energy levels"، فتتحرر بذلك طاقة تخرج في شكل أشعة جاما.
وفي حالة تطبيق هذه الفكرة في الطائرات التي تطير بدون طيار، فإن الطاقة الناتجة عن تحرير أشعة جاما، تكفي لنفث هواء ساخن يكفي لدفع الطائرة لأعلى وللأمام.
ويعود أصل هذه الفكرة لبحث نشره باحث من جامعة تكساس بولاية دلاس الأمريكة عام 1999، ويدعى كارل كولن، والذي لاحظ أن تسليط أشعة إكس على بعض نظائر "Isomers" عنصر الهافنيوم، سوف يؤدي للحصول على طاقة تعادل 60 ضعف الطاقة المستخدمة في هذه العملية.
الحاصل هنا، أن نيوترونات وبروتونات أنوية هذه النظائر تحتل مستويات طاقة أعلى من المعتاد، بسبب اكتسابها لفائض من الطاقة، ومن ثَم فهي غير مستقرة، وفي حالة تسليط أشعة أكس عليها، فإنها تحرر هذه الطاقة، وهي التي سوف يتم الاستفادة منها في مد الطائرة بالطاقة اللازمة لطيرانها، وتنزل تلك الجمسيمات "Neutorns & Protons" لمستويات طاقة أدنى، فتصبح أكثر استقرارًا.
أدوات الإمبريالية.. إرهابية
وبرغم اعتراض البعض، وتساؤلهم عن حكمة إبقاء مادة مشعة على متن طائرة تجسس أو مقاتلة بدون طيار، يأبى أي نظام أن تجوب فضاء البلاد التي يحكمها، وبالتالي سوف يسعى لإسقاطها، أي في نهاية الأمر سيصبح أي فرد جالس على متن مدفع مضاد للطائرات مفجِّر لقنبلة قذرة.
فإن إغراء السيطرة والتجسس غالب وقوي، ولا سبيل لدفعه؛ لذا يجادل كريستوفر هاميلتون الذي قام بالدراسة الأخيرة المشار إليها سابقًا، بالتأكيد على أن المسألة هنا تختلف، وأن المفاعل الكمي المستخدم لأشعة إكس أكثر أمانًا من المفاعل الانشطاري.
أليس هذا الإرهاب بعينه؟!.. يتجسد في الضغط على قادة الدول المستضعفة والخارجة عن بيت الطاعة الأمريكي للمفاضلة بين نارين؛ إما تفجير طائرة تحمل مادة نووية على متنها، وتتحمل مغبة انفجار قنبلة قذرة في سمائها، وآثارها التدميرية آنيًّا، ونتائجها الوخيمة فيما بعد والتي تؤثر في شكل تلوث بيئي محتوم ومدمر للحياة.
أو تركها تتجسس وتتعرف على عوراتها، بل وقنص قيادتها، وتتحمل مخاطر وعواقب كشف أسرارها والاطلاع عليها، طالما أن الإمبريالية في صورتها الأمريكية الجديدة تدعي أنها تفعل في إطار محاربة الإرهاب.
وبرزت أهمية الطائرات بدون طيار على مسرح أفغانستان، حيث كانت هناك حاجة ماسة لمراقبة مسرح العمليات لفترات طويلة وإرسال المعلومات التي يتم جمعها بواسطة حزمة معقدة من المستشعرات متصلة بالأقمار الصناعية بالإضافة لكاميرات بالغة التطور تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي "GPS- Global Positioning System " إلى مراكز العمليات وأسلحة الجو والبر والبحر بصورة مباشرة وفي نفس وقت حدوثها الحقيقي.
ثم طرأ تطور دراماتيكي على الدور الذي يمكن أن تقوم به طائرات الاستطلاع بدون الطيار، فبعد أن كان دورها يقتصر على التصوير والرصد والتجسس، أصبحت ذات أنياب بعد تزويدها بصاروخ مضاد للدبابات "هيل فاير"، وتغير اسمها من طائرة بدون طيار (UAV) إلى طائرة مقاتلة بدون طيار Unmanned Combat AerialVehicle) - UCAV).
ويعني هذا أن القائد الأمريكي الجالس بعيدًا عن مسرح العمليات في موقعه المكيف بمركز القيادة، يمكنه أن يشن هجومًا آنيًّا بمجرد رؤية هدف ما على الشاشة وتدميره في نفس اللحظة وليس بعد وقت طويل برغم المسافة البعيدة، وهو ما يرجح مراقبون أن تقوم به أمريكا لمواجهة أي مقاومة غير متوقعة من سكان بغداد مثلاً بعد شن العدوان على العراق.
أصل الحكاية
نعود لإغراء السيطرة والتجسس الذي تكلمنا عنه، فمن المعروف أن الطائرات بدون طيار قد شاركت في حرب كوسوفا، وقامت بواجب تصوير لأهداف حساسة، لكن دورها في ذلك الحين كان تجريبيًّا ولم يكن متكاملاً مع الخطة العامة للعمليات أو مع باقي المنظومة العسكرية.
لكن بحلول عام 2001 وقبل شهور قليلة من أحداث سبتمبر المشؤومة، تم تسجيل قدرات قياسية لطائرتين أمريكيتين بدون طيار أصبحت لهما خلال حرب أفغانستان شهرة كبيرة.
ففي البداية أطلقت الطائرة "بريداتور" لأول مرة في 21 فبراير 2001 صاروخ هيل فاير "hellfire" مضاد للدبابات في ميدان للتجارب بصحراء نيفادا مسجلة بذلك أول إنجاز أمريكي في مجال تسليح الطائرات بدون طيار.
بعدها أصبحت جزءاً من المنظومة العملياتية في أفغانستان تحولت إلى نقطة مرور للمعلومات وعقدة اتصالات، وتحدد واجبها في الاستطلاع المستمر الذي تنقل نتائجه مباشرة إلى الجندي في القوات الخاصة والطيار في طائرته والقائد في مركز قيادته حتي يرى كل هؤلاء الشيء نفسه في نفس الوقت.
وعلى أهمية هذا التطور، فإن خروج الطائرة العملاقة "جلوبال هوك" التابعة للبحرية الأمريكية في 26 إبريل 2002 في تجربة طيران طويلة بدون توقف وبدون تزود بالوقود لمدة 23 ساعة متصلة ولمسافة 7500 ميل من كاليفورنيا إلى أستراليا شكَّل علامة فاصلة في قدرات هذه النوعية من الطائرات، حيث تعتبر القدرة على الطيران لساعات طويلة من أهم الخصائص الفنية التي تميز الأنواع الحديثة من هذه الطائرات؛ لذا فإن طيرانها بلا توقف في حالة استخدامها للطاقة النووية يُعَدّ مغذيًّا للإغراء الذي نتحدث عنه، حيث يزيد الاتجاه لجلوس الجندي الأمريكي أمام شاشة حاسب آلي، وينقر على الفأرة، ويقتل ويدمر، تمامًا كما يلعب الأطفال والصغار على ألعاب الكمبيوتر، وينزع من قلبه أي ردة إنسانية تردعه عن إراقة المزيد من الدماء التي قد يراها في أرض المعركة الحقيقية، ولا يؤرقه ضمير وهو يشاهد بعيني رأسه على الطبيعة آثار الدمار الذي يلحقه بالخصم وقدراته.
فبعد النجاحات التي حققتها الطائرات التي تطير بدون طيار في سماء أفغانستان، وكذلك في فلسطين المحتلة، حيث ساعدت قوات الاحتلال هناك في اصطياد وقتل رموز المقاومة وقادتها، ومع إيثار العسكرية الأمريكية لسلامة طياريها، وتجنيب عسكرييها الخدش، تسعى وزارة الدفاع الأمريكية الآن لتطوير نسخة من هذه الطائرات يمكنها الطيران لشهور دون التوقف لإعادة تزويدها بالوقود؛ لأنها ستطير بالطاقة النووية.
باختصار، تعكف الدوائر المختصة والمعنية بقيادة القوات الجوية الأمريكية على كيفية إخراج دراستي جدوى لإنتاج طائرة بدون طيار من طراز جلوبال هوك "Global Hawk" إلى حيّز التنفيذ، وكان قد مول تكاليفهما معمل أبحاث القوات الجوية الأمريكية "US Air Force Research Laboratory- AFRL".
وقد كُشف النقاب عن الدراسة الأخيرة في مؤتمر تقنيات الفضاء الذي عقد في أوائل فبراير 2003، بمدينة البوكيرك في ولاية نيومكسيكو، وهي تؤكد أنه يمكن مد زمن طيران تلك الطيارة من بضع ساعات إلى عدة أشهر بدون توقف.
ولم يمضِ أسبوع حتى قامت وزارة الدفاع برصد مبلغ يقدر بمليار دولار أمريكي من موازنتها لعام 2004، لتطوير المزيد من الطائرات غير المأهولة؛ المسلح منها "Unmanned Combat Aviation Vehicle - UCAV"، وغير المسلح "Unmanned Aviation Vehicle-UAV".
فكرة قديمة.. وتنفيذ جديد
بالطبع الفكرة ليست جديدة، فلكل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق محاولات لتطوير نظام دفع نفاث للطائرات يجعلها تطير بالطاقة النووية منذ خمسينيات القرن العشرين.
لكن حسب المعلن من كليهما، فإنه تم التخلي عن هذه الأفكار، لخطورة التجربة، وعدم وجود أنظمة توفر الأمان الكافي لأطقم الطائرة من المفاعل الموجود على متنها، إضافة لوزنه الثقيل الذي فرض قيدًا جديدًا على التنفيذ.
لكن الأمل لم يمت لدى معمل أبحاث القوات الجوية، وبدلاً من المفاعل النووي التقليدي الذي يتم فيه انشطار المواد النووية، فإن الأبحاث التي بين أيدي باحثيه تركز على نوع من المفاعلات النووية يدعى المفاعل النووي الكمي "Quantum Nucleonic Reactor".
في ذلك المفاعل يتم توليد الطاقة عن طريق استخدام الأشعة السينية "X-Ray" لتشجيع جسيمات أنوية عنصر الهافنيوم–178 المشع "Hafanium-178"؛ لتنزل عددًا من مستويات الطاقة "energy levels"، فتتحرر بذلك طاقة تخرج في شكل أشعة جاما.
وفي حالة تطبيق هذه الفكرة في الطائرات التي تطير بدون طيار، فإن الطاقة الناتجة عن تحرير أشعة جاما، تكفي لنفث هواء ساخن يكفي لدفع الطائرة لأعلى وللأمام.
ويعود أصل هذه الفكرة لبحث نشره باحث من جامعة تكساس بولاية دلاس الأمريكة عام 1999، ويدعى كارل كولن، والذي لاحظ أن تسليط أشعة إكس على بعض نظائر "Isomers" عنصر الهافنيوم، سوف يؤدي للحصول على طاقة تعادل 60 ضعف الطاقة المستخدمة في هذه العملية.
الحاصل هنا، أن نيوترونات وبروتونات أنوية هذه النظائر تحتل مستويات طاقة أعلى من المعتاد، بسبب اكتسابها لفائض من الطاقة، ومن ثَم فهي غير مستقرة، وفي حالة تسليط أشعة أكس عليها، فإنها تحرر هذه الطاقة، وهي التي سوف يتم الاستفادة منها في مد الطائرة بالطاقة اللازمة لطيرانها، وتنزل تلك الجمسيمات "Neutorns & Protons" لمستويات طاقة أدنى، فتصبح أكثر استقرارًا.
أدوات الإمبريالية.. إرهابية
وبرغم اعتراض البعض، وتساؤلهم عن حكمة إبقاء مادة مشعة على متن طائرة تجسس أو مقاتلة بدون طيار، يأبى أي نظام أن تجوب فضاء البلاد التي يحكمها، وبالتالي سوف يسعى لإسقاطها، أي في نهاية الأمر سيصبح أي فرد جالس على متن مدفع مضاد للطائرات مفجِّر لقنبلة قذرة.
فإن إغراء السيطرة والتجسس غالب وقوي، ولا سبيل لدفعه؛ لذا يجادل كريستوفر هاميلتون الذي قام بالدراسة الأخيرة المشار إليها سابقًا، بالتأكيد على أن المسألة هنا تختلف، وأن المفاعل الكمي المستخدم لأشعة إكس أكثر أمانًا من المفاعل الانشطاري.
أليس هذا الإرهاب بعينه؟!.. يتجسد في الضغط على قادة الدول المستضعفة والخارجة عن بيت الطاعة الأمريكي للمفاضلة بين نارين؛ إما تفجير طائرة تحمل مادة نووية على متنها، وتتحمل مغبة انفجار قنبلة قذرة في سمائها، وآثارها التدميرية آنيًّا، ونتائجها الوخيمة فيما بعد والتي تؤثر في شكل تلوث بيئي محتوم ومدمر للحياة.
أو تركها تتجسس وتتعرف على عوراتها، بل وقنص قيادتها، وتتحمل مخاطر وعواقب كشف أسرارها والاطلاع عليها، طالما أن الإمبريالية في صورتها الأمريكية الجديدة تدعي أنها تفعل في إطار محاربة الإرهاب.
وبرزت أهمية الطائرات بدون طيار على مسرح أفغانستان، حيث كانت هناك حاجة ماسة لمراقبة مسرح العمليات لفترات طويلة وإرسال المعلومات التي يتم جمعها بواسطة حزمة معقدة من المستشعرات متصلة بالأقمار الصناعية بالإضافة لكاميرات بالغة التطور تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي "GPS- Global Positioning System " إلى مراكز العمليات وأسلحة الجو والبر والبحر بصورة مباشرة وفي نفس وقت حدوثها الحقيقي.
ثم طرأ تطور دراماتيكي على الدور الذي يمكن أن تقوم به طائرات الاستطلاع بدون الطيار، فبعد أن كان دورها يقتصر على التصوير والرصد والتجسس، أصبحت ذات أنياب بعد تزويدها بصاروخ مضاد للدبابات "هيل فاير"، وتغير اسمها من طائرة بدون طيار (UAV) إلى طائرة مقاتلة بدون طيار Unmanned Combat AerialVehicle) - UCAV).
ويعني هذا أن القائد الأمريكي الجالس بعيدًا عن مسرح العمليات في موقعه المكيف بمركز القيادة، يمكنه أن يشن هجومًا آنيًّا بمجرد رؤية هدف ما على الشاشة وتدميره في نفس اللحظة وليس بعد وقت طويل برغم المسافة البعيدة، وهو ما يرجح مراقبون أن تقوم به أمريكا لمواجهة أي مقاومة غير متوقعة من سكان بغداد مثلاً بعد شن العدوان على العراق.
أصل الحكاية
نعود لإغراء السيطرة والتجسس الذي تكلمنا عنه، فمن المعروف أن الطائرات بدون طيار قد شاركت في حرب كوسوفا، وقامت بواجب تصوير لأهداف حساسة، لكن دورها في ذلك الحين كان تجريبيًّا ولم يكن متكاملاً مع الخطة العامة للعمليات أو مع باقي المنظومة العسكرية.
لكن بحلول عام 2001 وقبل شهور قليلة من أحداث سبتمبر المشؤومة، تم تسجيل قدرات قياسية لطائرتين أمريكيتين بدون طيار أصبحت لهما خلال حرب أفغانستان شهرة كبيرة.
ففي البداية أطلقت الطائرة "بريداتور" لأول مرة في 21 فبراير 2001 صاروخ هيل فاير "hellfire" مضاد للدبابات في ميدان للتجارب بصحراء نيفادا مسجلة بذلك أول إنجاز أمريكي في مجال تسليح الطائرات بدون طيار.
بعدها أصبحت جزءاً من المنظومة العملياتية في أفغانستان تحولت إلى نقطة مرور للمعلومات وعقدة اتصالات، وتحدد واجبها في الاستطلاع المستمر الذي تنقل نتائجه مباشرة إلى الجندي في القوات الخاصة والطيار في طائرته والقائد في مركز قيادته حتي يرى كل هؤلاء الشيء نفسه في نفس الوقت.
وعلى أهمية هذا التطور، فإن خروج الطائرة العملاقة "جلوبال هوك" التابعة للبحرية الأمريكية في 26 إبريل 2002 في تجربة طيران طويلة بدون توقف وبدون تزود بالوقود لمدة 23 ساعة متصلة ولمسافة 7500 ميل من كاليفورنيا إلى أستراليا شكَّل علامة فاصلة في قدرات هذه النوعية من الطائرات، حيث تعتبر القدرة على الطيران لساعات طويلة من أهم الخصائص الفنية التي تميز الأنواع الحديثة من هذه الطائرات؛ لذا فإن طيرانها بلا توقف في حالة استخدامها للطاقة النووية يُعَدّ مغذيًّا للإغراء الذي نتحدث عنه، حيث يزيد الاتجاه لجلوس الجندي الأمريكي أمام شاشة حاسب آلي، وينقر على الفأرة، ويقتل ويدمر، تمامًا كما يلعب الأطفال والصغار على ألعاب الكمبيوتر، وينزع من قلبه أي ردة إنسانية تردعه عن إراقة المزيد من الدماء التي قد يراها في أرض المعركة الحقيقية، ولا يؤرقه ضمير وهو يشاهد بعيني رأسه على الطبيعة آثار الدمار الذي يلحقه بالخصم وقدراته.