فشل هجمات الحوثي الإرهابية.. رسائل قوية من الإمارات
"نثق ثقة مطلقة بأن قواتنا المسلحة تملك الاستعداد الكامل والجاهزية القصوى لردع كل من تسول له نفسه النيل من أمن الوطن أو المساس بمكتسباته".
مقولة سابقة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، تعكس الثقة المطلقة بقدرات وإمكانيات القوات المسلحة الإماراتية على حماية أمن الوطن برا وبحرا وجوا.
ثقة في محلها تتأكد يوما تلو يوم، في ظل نجاح القوات المسلحة الإماراتية المتواصل في صد هجمات الحوثي الإرهابية على البلاد، والرد الفوري بقصف منصات ومواقع تلك الهجمات، لتتواصل مسيرة الحياة في الإمارات، بوتيرتها المعتادة، وتوجه رسائل قوية للمليشيات الإرهابية أن بلد الأمن والأمان عصية على عصابات الغدر.
رسائل تعزز مصداقية الشهادات والتقارير الدولية التي وضعت دولة الإمارات على رأس قائمة "أكثر بلدان العالم أمانا".
ثقة يترجمها قادة العالم بزياراتهم المتواصلة والمكثفة للإمارات، ليكرسوا ويعمقوا فشل الميلشيات الحوثية في تحقيق أهدافهم.
رسائل تبرز المستوى المتميز للقوات المسلحة الإماراتية بفضل جهود القيادة الرشيدة التي وفرت لأبنائها البواسل في مختلف أفرع القوات المسلحة أفضل الظروف، وأرقى أشكال التأهيل والإعداد والتدريب، وأحدث منظومات الأسلحة في العالم.
فشل متواصل
أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اليوم الإثنين عن اعتراض وتدمير دفاعها الجوي صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي الإرهابية تجاه الدولة.
وبينت أنه لم ينجم عن الهجوم أي خسائر حيث سقطت بقايا الصاروخ الباليستي خارج المناطق المأهولة بالسكان .
ونجحت القوات الجوية الإماراتية و قيادة التحالف من تدمير موقع ومنصة الإطلاق في اليمن بعد النجاح في تحديد المواقع المعادية.
كما أكدت وزارة الدفاع الإماراتية أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من كافة الاعتداءات.
ويعد هذا هو الهجوم الثالث على التوالي التي تحبطه القوات المسلحة الإماراتية، بعد تعرض أبوظبي لهجومين حوثيين إرهابيين يومي 17 و24 من الشهر الجاري، أسفر الأول الذي استهدف منشآت مدنية عن سقوط 3 ضحايا، فيما نجحت منظومة الدفاع الجوي الإماراتية في إفشال ذلك الهجوم.
وأحبطت دولة الإمارات الهجوم الثاني كليا باعتراض وتدمير الدفاع الجوي الإماراتي صاروخين باليستيين، وتدمير منصة إطلاق الصواريخ الباليستية التي انطلقا منها في اليمن.
فشل مزدوج
وفي تأكيد لفشل الهجوم في تحقيق أهدافه، من النيل من استقرار دولة الأمن والأمان، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أن الحركة الجوية في الدولة تسير بالشكل المعتاد وتجري عمليات تشغيل جميع رحلات الطيران بشكل طبيعي و لا يوجد تأثير على الرحلات و المطارات نتيجة لاعتراض الصاروخ البالستي الذي أطلقته ميليشيا الحوثي الإرهابية على الدولة.
بالتوازي مع ذلك، أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، أنه سيواصل زيارته لدولة الإمارات حسب المقرر بعد إعلان وزارة الدفاع تدمير صاروخ باليستي أطلقته مليشيات الحوثي الإرهابية خارج المناطق المأهولة بالسكان.
وقال مكتب هرتسوغ في بيان: "جرى اطلاع الرئيس على التفاصيل. ولم يكن ثمة خطر، على الرئيس والوفد المرافق له".
وشهد الرئيس الإسرائيلي، وزوجته ميشال هرتسوغ، اليوم الإثنين، مع وزير التسامح والتعايش الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، احتفالات بلاده باليوم الوطني في معرض إكسبو 2020 دبي.
أيضا فشل الهجوم الحوثي الإرهابي في محاولة إثناء دولة الإمارات عن المضي قدما في دعم أمن واستقرار المنطقة عبر دعم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وأكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، تصميم بلاده على المساهمة في بناء منطقة مستقرة ومزدهرة للجميع.
وقال قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "مصممون علي اهدافنا ورؤيتنا الاستراتيجية نحو المساهمة في بناء منطقة مستقرة ومزدهرة للجميع".
وأردف : "استفزازنا لن يجدي نفعاً، فنحن لا نرى في تهديدات المنظمات الإرهابية وخيالاتهم المبنية على الأوهام أكثر من أمر عابر سيتم التعامل معه بما يضمن امننا وسيادتنا الوطنية. ومخطئ من يمتحن الإمارات".
رسائل من قادة العالم
وفيما تتواصل هجمات الحوثي الإرهابية الفاشلة يتوالى توافد قادة العالم على الإمارات، في رسائل تعبر عن ثقتهم في قدرة القوات المسلحة الإماراتية على حماية مقدرات البلاد وثرواتها والدفاع عن أراضيها ومياهها وسمائها ضد كل تهديد أو عدوان، وثقته في أن دولة الإمارات من أكثر بلدان العالم أمانا.
كما تؤكد على وقوفهم إلى جانب دولة الإمارات، ودعمها في كل ما تقوم به من إجراءات وخطوات لضمان أمنها وسيادتها في مواجهة العدوان الحوثي الآثم والمخالف لكل القوانين والأعراف الدولية.
والأحد، وصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى دولة الإمارات، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها.
وتأتي زيارة هرتسوغ بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الإمارات.
والأربعاء عقدت في أبوظبي قمة جمعت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحثوا خلالها التعاون وتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك.
كما بحث القادة الأربعة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة العربية.
وتطرقوا ـ خلال قمتهم التي عقدت في قصر الوطن في أبوظبي ــ إلى الهجمات الإرهابية التي نفذتها ميليشيا الحوثي على مواقع ومنشآت مدنية في دولة الإمارات، مؤكدين أن هذه الممارسات العدوانية تنتهك كل القوانين والأعراف الدولية وتمس بالأمن والسلم الدوليين.
ودعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد وحازم تجاه هذه الميليشيات وغيرها من قوى الإرهاب وداعميها.
جاهزية تامة
وزارة الدفاع الإماراتية أكدت في بيانها، اليوم الإثنين، أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أية تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من كافة الاعتداءات.
تصريحات تتأكد على أرض الواقع، في ظل وجود جيش قوي قادر على حماية مقدرات الإمارات وثرواتها والدفاع عن أراضيها ومياهها وسمائها ضد كل تهديد أو عدوان.
ومنذ تأسيسها أخذت دولة الإمارات على عاتقها بناء جيش وطني متطور وعصري يمتلك أسباب القوة والمنعة ويستطيع الحفاظ على المكتسبات الوطنية في الداخل والدفاع عن الأشقاء والمساعدة في تنفيذ أهداف السياسة الخارجية الإماراتية في الخارج، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز السلام والاستقرار والأمن والعدل على الساحتين الإقليمية والدولية، باعتبار أن ذلك هو الطريق لتحقيق التنمية والرفاهية لشعوب العالم.
ومرارا أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن رسالتها للعالم كله هي رسالة سلام ولكنها تؤمن دائما بأن امتلاك القوة هو أكبر ضمانة للحفاظ على هذا السلام، لذلك يعد تطوير وتحديث وتقوية القوات المسلحة الإماراتية أولوية أساسية لدى القيادة الإماراتية.
أسلحة متطورة
حرصت دولة الإمارات على توفير كافة الإمكانات للقوات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة وبآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية المتقدمة ، وذلك دعماً لكفاءتها القتالية المتكاملة لتصبح في طليعة الجيوش الحديثة بما حققته من نقلات نوعية متلاحقة.
ويوما بعد يوم، تثبت القوات المسلحة الإماراتية قدرتها الفائقة على تنفيذ المهام المنوطة بها سواء في رد العدوان والوقوف إلى جانب الحق والعدل والشرعية أو مواجهة قوى التطرف والإرهاب أو صون السلام والاستقرار في مناطق مختلفة من العالم .
وشهدت القوات الجوية والدفاع الجوي نقلة نوعية نتيجة خطط ودراسات متأنية ودعم واهتمام متواصلين من القيادة الإماراتية وإيمانها بأهمية دور القوات الجوية والدفاع الجوي كإحدى ركائز الدولة العصرية.
وقد واكبت هذه النقلة درجة عالية من التنظيم والإعداد والتدريب للعنصر البشري واقتناء مدروس لأحدث ما توصلت إليه التقنية العسكرية من أسلحة ومعدات تتلاءم مع مستلزمات الحرب الحديثة والاحتياجات الدفاعة للذود عن حمى الوطن.
وتمتلك الإمارات اليوم النسخة الأحدث على مستوى العالم من مقاتلات " إف 16 " المعروفة بـ "بلوك 60" التي تتمتع بالرادار الأحدث عالمياً بالإضافة إلى مقاتلات ميراج 2000 9- المطورة خصيصاً لدولة الإمارات من حيث أنظمتها وقدراتها القتالية.
وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية ديسمبر/كانون الأول الماضي أن الإمارات وقعت عقداً مع فرنسا لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال
لتحل محل أسطول الميراج في سرب القوات الجوية الإماراتية، بالإضافة للتدريب والصيانة.
كما تمتلك دولة الإمارات أحدث منظومات الدفاع، حيث تشغل أبوظبي صواريخ الدفاع الجوي طويلة المدى من طراز MIM- 104 Patriot PAC-3 و"ثاد" أمريكية الصنع، بالإضافة إلى صواريخ
"بانتسير-أس"1 الروسية متوسطة المدى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت شركة "هالكن" الإماراتية عن منظومة صواريخ "سكاي كيه نايت"، خلال معرض الدفاع الدولي "آيدكس 2021"، لتصبح أول منظومة دفاع جوي تنتجها الإمارات محليا.
وتقول مجلة "ديفينس نيوز" إن منظومة "سكاي كيه نايت" يمكنها التصدي للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون والطائرات المسيرة "الدرونز" والطائرات الثابتة الأجنحة في مدى يزيد عن 10 كيلومترات.
@صقر الامارات
وحلت دولة الإمارات في المركز 36 عالميا والخامسة عربيا في ترتيب جيوش العالم بين 140 دولة وفقا لتصنيف موقع "جلوبال فاير باور".
شهادات دولية
كل هذا التطور والتحديث المستمر جعل من القوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي قوة ضاربة ذات استراتيجية قادرة على الردع والدفاع عن تراب الوطن وسيادته وثرواته والحفاظ على مكانة الإمارات كأكثر بلدان العالم أمانا.
حقيقة تبرزها التقارير العالمية والشهادات الدولية التي تؤكد على أن المدن الإماراتية تحظى بالتصنيف الأول كأكثر المدن أمانا في العالم.
وقبل أيام، تصدرت إمارة أبوظبي قائمة المدن الأكثر أماناً في العالم خلال عام 2022، للعام السادس على التوالي.
كما جاءت دبي والشارقة ضمن العشر الأوائل عالميا، ما يعكس حالة الأمن التي تنعم بها دولة الإمارات.
وحققت أبوظبي في تصنيف موقع "نومبيو" الأمريكي المتخصص في رصد تفاصيل المعيشة نسبة 88.14% في مؤشر الشعور بالأمان.
أيضا مطلع الشهر الجاري، اختارت صحيفة "تايمز أوف إنديا" الهندية، دولة الإمارات أكثر وجهة على مستوى العالم أماناً في استقبال المسافرين خلال العام الجديد 2022.
وقالت الصحيفة، إن دولة الإمارات تضم أفضل الوجهات السياحية وخاصة في إماراتي دبي وأبوظبي.
وسبق أن احتلت الإمارات المركز الأول في العالم من حيث شعور الناس بالأمان في تجوالهم في الشوارع ليلاً بمفردهم، بحسب مؤشر "القانون والنظام العالمي 2021" الصادر عن "مؤسسة غالوب" البحثية العالمية، والذي يرصد مستويات إقرار النظام العام والقانون في مختلف دول العالم، وأيضاً مستويات شعور السكان في كل دولة بالأمان.
كما جاءت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً على مؤشر "أكثر بلدان العالم أماناً في 2021"، الذي نشرته مجلة "غلوبال فايننس" Global Finance البريطانية في يوليو 2021.
كما تصدرت أبوظبي قائمة المدن الأكثر أماناً في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفقاً لمؤشر المدن الآمنة 2021 الصادر عن وحدة "إيكونوميست أنتليجينس"، أغسطس/ آب الماضي.
وأظهر مؤشر المدن الآمنة لعام 2021 الصادر عن وحدة "إيكونوميست أنتليجينس" للأبحاث تصنيف دبي في المركز الثاني أوسطيًا.