معركة مؤتة وعبقرية خالد بن الوليد العسكرية في الانسحاب التكتيكي

إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
19,493
التفاعل
67,041 832 0
الدولة
Saudi Arabia
معركة مؤتة وعبقرية خالد بن الوليد العسكرية في الانسحاب التكتيكي



جرت الغزوة في جمادى الأول من العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م)
بسبب قتل الحارث بن عمير الأزدي رسول الرسول محمد إلى ملك بصرى
على يد شرحبيل بن عمرو بن جبلة الغساني والي البلقاء
الواقع تحت الحماية الرومانية؛ إذ أوثقه رباطا، فقدمه، فضرب عنقه.

عند سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الغدر
أمر بتجهيز جيش من ثلاثة آلاف مقاتل لم يجتمع هذا العدد من المقاتلين المسلمين من قبل إلا في غزوة الأحزاب.


أمر رسول الله على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال‏:
‏ ‏(‏إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة‏)‏
وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة‏.‏ وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير
وأن يدعوا مَنْ هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم‏:‏
‏(‏اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَنْ كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة
ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناء‏)‏‏.
وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع ازواجهن وهن يقولون (( ردكم الله الينا صابرين ))
فرد عبد الله بن رواحه وقال (( اما أنا فلا ردني الله )).

عند مدينه مؤتة توقف المسلمين وكان عددهم ثلاثة آلاف‏ وعدد الغسانيين والروم مئتان الف .




اختار المسلمون بقياده زيد بن حارثة، الهجوم على المشركين وتم الهجوم بعد صلاه الفجر



وكان اليوم الأول هجوم قوي ومن صالح المسلمين بسبب ان الروم والغساسنة لم يتوقعوا من جيش صغير البداء بالهجوم
وفي اليوم الثاني
بادر المسلمين أيضا بالهجوم وكان من صالح المسلمين وقتل كثير من الروم وحلفائهم إلى اليوم السادس
حيث بادر الروم بالهجوم وكان أصعب واقوى الايام وفيه استشهد زيد بن حارثة
وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحه.

واختار المسلمين خالد بن الوليد قائدا لهم.


اراد خالد بن الوليد ان ينسحب بدون خسائر وينجوا المسلمين من خسائر بشرية فادحة

اعتمد خالد بن الوليد في خطته
على الحرب النفسية


حيث أمر عدد من الفرسان بأثارة الغبار خلف الجيش ، وتعلو اصواتهم بالتكبير والتهليل
كذلك قام بتبديل الرايات بحيث جعل المقدمة مؤخرة والميسرة ميمنة




وكان ذلك لكي يظن الروم ان مددا كبيرا وصل المسلمون من المدينة ، وهجم خالد بن الوليد على الروم
وقاتل حتى وصلوا إلى خيمه قائد الروم
ثم امر خالد بانسحاب بالجيش بطريقة منظمة
وشكوا ان خالد اراد بهم كمين ليصطاد الروم ولم يتبعوا خالد في انسحابه
وادرك الروم انهم وقعوا في الخدعة
ولكنهم لم يستطيعوا اللحاق بالمسلمين ، وعاد الجيش إلى المدينة المنورة.

لم يكن في حساب المسلمين لقاءُ مثلِ هذا الجيش الكبير في أرضٍ بعيدة عنهم
لكن عبدَ الله بنَ رواحة شجَّع الناس، وحضّهم على القتال والشهادة. واستقرَّ الرأيُ على ذلك.

قال‏: ‏ يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة
ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين
إما ظهور وإما شهادة‏. ‏ قال‏: ‏ فقال الناس‏: ‏ قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس
فقال عبد الله بن رواحة في محبسهم ذلك‏: ‏

جلبنا الخيل من أجأ وفرع
تعر من الحشيش لها العكوم

حذوناها من الصوان سبتاً
أزل كأن صفحته أديم

أقامت ليلتين على معان
فأعقب بعد فترتها جموم

فرحنا والجياد مسومات
تنفس في مناخرها سموم

فلا وأبي مآب لنأتيها
وإن كانت بها عرب وروم

فعبأنا أعنتها فجاءت
عوابس والغبار لها يريم

بذي لجب كأن البيض فيه
إذا برزت قوانسها النجوم

فراضية المعيشة طلقتها
أسنتنا فتنكح أو تئيم

 
عودة
أعلى