تفرض التحديات الماثلة والاحتياجات الملحة والمصالح المتبادلة على الأمم والشعوب خيارات محددة في لحظات تاريخية معينة. وقد ان الأوان لدول مصر وليبيا التفكير الجاد في التعاون لمواجهة مجموعة من التحديات المشتركة وعلى راسها بقايا الحرب بالإرهاب التي مورست عليهم طوال السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. وتلبية احتياجات ملحة لدى كل منهم وهي بالنسبة لمصر الشح المائي والفجوة الغذائية بالنسبة لليبيا هي الامن والوحدة. وتحقيق مصالح مشتركة لعل أبرزها الان الاستثمار والحفاظ على بترول وغاز ليبيا والاستفادة من موقع وجيش وأسواق مصر وخبرات شعبها. وخصوصا ان الظرف الدولي بعد كورونا لا يمانع وربما يرحب.
الحالة الليبية (شرق – وغرب)
الاطماع الخارجية من قوى عديدة في الهلال النفطي الليبي على الأراضي الليبية وقوس الغاز في المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الليبية، تبلور على الأرض بانقسام بين الشرق والغرب وهو انقسام أطماع
لا يبرره ولا يقره ولا يحميه شيء في الواقع سوى أطماع الطامعين. ولعل دعوة البرلمان الليبي ووجهاء الشعب الليبي في بيان مجلس وجهاء وزعماء القبائل والعشائر في زيارته لمصر يوم الأربعاء الخامس عشر من يونيو 2020 والذى حمل دعوة مصر الى القيام بدور في مواجهة هذه الاطماع يمثل وعى الشعب الليبي بحقائق الازمة ويبشر بقرب حسمها حيث جاء فيه "في ظل ما تتعرض له بلادنا من تدخل تركي سافر وانتهاك لسيادة ليبيا بمباركة المليشيات المسلحة المسيطرة على غرب البلاد وسلطة الأمر الواقع الخاضعة لهم، ولما تمثله جمهورية مصر العربية من عمق استراتيجي لليبيا على كافة الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على مر التاريخ، ولما تمثله المخاطر الناجمة عن الاحتلال التركي من تهديد مباشر لبلادنا ودول الجوار في مقدمتها الشقيقة جمهورية مصر العربية، والتي لن تتوقف إلا بتكاتف الجهود من دول الجوار العربي، فإن مجلس النواب الليبي الممثل الشرعي الوحيد المُنتخب من الشعب الليبي والُممثل لإرادته الحرة، يؤكد على ترحيبه بما جاء في كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحضور ممثلين عن القبائل الليبية وندعو إلى تظافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر بما يضمن دحر الُمحتل الغازي ويحفظ أمننا القومي المشترك ويُحقق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة وللقوات المسلحة المصرية التدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت هناك خطر داهم وشيك يطال أمن بلدينا".