بسم الله الرحمن الرحيم
...........................
توضيح:
ما سأعرضه عبارة عن مقاله لضابط ميداني سوفيتي بالجيش الأحمر نشرت في جريدة النجم الأحمر في 11 يوليو 1943 يتناول فيها الأسباب الضرورية التي دعت الألمان إلي أن يقوموا بتكتيك حشد طائراتهم وتركيز هجماتهم في قطاعات معينة حتي يتم لهم الحصول علي السيطرة علي الأجواء بميدان المعركة ولو لفترة قصيرة لكي يستطيعوا دعم قواتهم البرية..
المقالة:
لقد كانت الصفة المميزة لمعارك الألمان في قطاعي بيلوجرود وأوريل كورسك خلال الأسبوع الماضي الإشتباكات العنيفة فوق ميدان المعركة ، وكان لدي الألمان مشكلة رئيسية تمثلت في كيفية تنظيم التعاون والتنسيق بين القوات الجوية وتقدم المشاة والمدرعات لإختراق الخطوط الأمامية للأراضي الروسية ..وقد حدثت الإشتباكات الجوية في تلك القطاعات علي شريط ضيق يقدر ببضعة كيلومترات من ميدان المعركة وعلي إرتفاعات عالية نظراً لدخول عدة طرازات من الطائرات الألمانية للخدمة تتميز بقابلية العمل في الإرتفاعات العالية مثل قاذفة القنابل Ju-87 المزودة بمدفع عيار 37 ملم ، قاذفة القنابل He-177 المزودة بـ4 محركات ذات المدي الكبير والقادرة علي حمل القنابل الثقيلة ، القاذفة Me-109G المزودة بحجرة للتكيف مع الضغط في الإرتفاع العالي ..
وكانت مهمة قواتنا الجوية بساحة المعركة تتخلص في 3 نقاط أساسية مرتبطة بشكل وثيق مع بعضها البعض :
1- الوقوف في وجه طائرات العدو للحصول علي السيطرة الجوية ، وهذا يتطلب أنواع معينة من الطائرات لكي تؤدي الدور المطلوب منها بشكل جيد.
2- شن هجمات مضادة علي قاذفات العدو لتخفيض فعالية قصفهم ضد قوات الجيش الأحمر ، وقد كان ذلك أحد أهم أدوار القوات الجوية السوفيتية .
3- الدعم المباشر والقيام بحماية القاذفات أثناء قيامها بقصف التشكيلات البرية للعدو .
وإستخدم الألمان طريقتين لحماية قاذفاتهم من نوع Junker وHeinkel في سماء المعركة تمثلت في القيام بحشد المقاتلات الألمانية وتركيز هجماتها لإرباك القوات السوفيتية في الخطوط الأمامية لساحة المعركة ، توزيع الأدوار بين المقاتلات الألمانية فجزء يقوم بحماية القاذفات الألمانية وبالتالي جذب المقاتلات السوفيتية نحوهم ، فيما يقوم الجزء الأخر بشن هجوم متزامن علي قاذفات الجيش الأحمر ..
ولكن مع تعود السوفييت علي ذلك الأسلوب ، أمكن لهم إفشال تلك التكتيكات مما أفقد الألمان ميزة المبادرة وسببت لهم الخسائر الفادحة ، وفيما يلي مثالين عن ذلك :
في اليوم الأول للمعركة واجهت تشكيلات كبيرة من مقاتلاتنا في طريقها لميدان المعركة مجموعة من الطائرات الألمانية تسمي بمجموعة الدرع من المقاتلات الألمانية ، ثم إنفصلت تلك التشكيلات إلي قسمين ، قسم يقوم بالإشتباك مع مقاتلات العدو "الدرع" والقسم الأخر يعترض القاذفات الألمانية التي كانت بطريقها لقصف تشكيلات قواتنا البرية بالخطوط الأمامية ، في قطاع أخر من ميدان المعركة واصل إحدي تشكيلاتنا الجوية إختراقه للدرع الألماني بدلاً من الإلتفاف حوله ، وعلي الرغم من ذلك قام العدو بتوزيع مقاتلاته علي إرتفاعات عدة مما سمح له بإشغال مقاتلاتنا وإيقاع خسائر ضخمة بقواتنا ولكن علي الرغم من ذلك كانت قاذفاتنا بعيدة عن متناول العدو ..
وكان واضحا لنا أن لدي العدو تجمعات كبيرة من مقاتلاته بجوار الجبهة وكان بإمكاننا قصفها إلا أن ذلك لم يكن ليحّولنا من متابعة وتحقيق هدفنا الرئيسي بتدمير قاذفات العدو التي تشكل خطراً علي سلامة تشكيلاتنا البرية ، وعلي الرغم من إشتباك مقاتلاتنا مع طائرات العدو في قتال تلاحمي قد حقق لنا كثير من السيطرة الجوية إلا أن ذلك يجب أن يتم بالتنسيق مع مقاتلاتنا لإعتراض قاذفات الألمان ، ولهذا يجب علينا ما يلي ..
1) دفع تشكيلات من مقاتلاتنا للإشتباك مع تكتيك "الدرع" من الطائرات الألمانية ..
2) في نفس الوقت تقوم مقاتلاتنا لإعتراض وتدمير القاذفات الألمانية التي كانت بذلك الوقت في طريقها لقصف الخطوط الأمامية..
وقد كان لوسائلنا تلك عظيم الأثر في تحقيق نتائج مبهرة علي قطاعات جبهة بيلوجرود حيث تم إسقاط أغلب الطائرات الألمانية التي إعترضت قاذفاتنا ..
وقد كان للمدافع المضادة للطائرات التي تزودت بها القوات البرية الألمانية دور في تقليل نتائج قصف قاذفتنا من طرازSturmoviks لتشكيلاتهم البرية ، وقد بداً واضحا التنسيق الجيد بين المدفعية المضادة للطائرات وعمل طائرات العدو ، فبينما كانت مجموعة طائرات Sturmoviks تستعد لقصف القوات الألمانية تقوم المدفعية المضادة للطائرات بإبعاد تلك الطائرات عن سماء المعركة وفي الوقت نفسه تتاح للمقاتلات الألمانية من طراز Messerschmitts و Focke-Wulfs الفرصة لمهاجمة قاذفاتنا ، ولذلك كان علي مقاتلاتنا مرافقة قاذفاتنا لحمايتها من تلك المخاطر ..
وقد أظهرت الدروس المستفادة من تلك المعارك بأن عمل مجموعة طائرات Sturmoviks يجب أن ينظم بطريقتين كما يلي ..
1) تقوم المقاتلات المرافقة للقاذفات بأدوراها العادية المتمثلة في حماية القاذفات ..
2) عندما لا يوجد مقاتلات مواجهة لقاذفاتنا تقوم مقاتلاتنا بمهمة تحييد مدفعية العدو المضادة للطائرات ، ويجب من البداية أن يوضح قائد التشكيلات الطائرات المكلفة بذلك الأمر حتي لايحدث تعارض بساحة المعركة ..
في أثناء قيام قاذفاتنا Sturmoviks بأداء مهامها ، لوحظ ان للألمان عدة وسائل لمواجهتها وقد كانت كلها تعتمد علي عنصر المفاجأة والمبادرة ، حيث كانت طائراتهم تحوم حول ساحة المعركة متحينة الفرصة لوقوع الخطأ وإستغلاله علي الفور ..
وكمثال علي ذلك ، إشتبكت مقاتلاتنا من طراز Yakovlav-7 التابعة لمجموعة الصدمة مع 4 مقاتلات ألمانية نوع FW-190's التي أرسلت خصيصاً لمتابعة وإستغلال أي خطأ من قاذفاتنا Sturmoviks ولكن طائرات المرافقة للقاذفات تمكنت من إبعاد تلك الطائرات عن مجال عمل القاذفات دون إيقاع خسائر بهـم ..
ولذلك يجب علي قادة تشكيلاتنا الجوية إستغلال ميزة المبادأة التي تنشأ كوسيلة وطريقة لإرباك العدو عند فهم تكيتك عمل العدو .
..........................
تم بحمد الله
...........................
توضيح:
ما سأعرضه عبارة عن مقاله لضابط ميداني سوفيتي بالجيش الأحمر نشرت في جريدة النجم الأحمر في 11 يوليو 1943 يتناول فيها الأسباب الضرورية التي دعت الألمان إلي أن يقوموا بتكتيك حشد طائراتهم وتركيز هجماتهم في قطاعات معينة حتي يتم لهم الحصول علي السيطرة علي الأجواء بميدان المعركة ولو لفترة قصيرة لكي يستطيعوا دعم قواتهم البرية..
المقالة:
لقد كانت الصفة المميزة لمعارك الألمان في قطاعي بيلوجرود وأوريل كورسك خلال الأسبوع الماضي الإشتباكات العنيفة فوق ميدان المعركة ، وكان لدي الألمان مشكلة رئيسية تمثلت في كيفية تنظيم التعاون والتنسيق بين القوات الجوية وتقدم المشاة والمدرعات لإختراق الخطوط الأمامية للأراضي الروسية ..وقد حدثت الإشتباكات الجوية في تلك القطاعات علي شريط ضيق يقدر ببضعة كيلومترات من ميدان المعركة وعلي إرتفاعات عالية نظراً لدخول عدة طرازات من الطائرات الألمانية للخدمة تتميز بقابلية العمل في الإرتفاعات العالية مثل قاذفة القنابل Ju-87 المزودة بمدفع عيار 37 ملم ، قاذفة القنابل He-177 المزودة بـ4 محركات ذات المدي الكبير والقادرة علي حمل القنابل الثقيلة ، القاذفة Me-109G المزودة بحجرة للتكيف مع الضغط في الإرتفاع العالي ..
وكانت مهمة قواتنا الجوية بساحة المعركة تتخلص في 3 نقاط أساسية مرتبطة بشكل وثيق مع بعضها البعض :
1- الوقوف في وجه طائرات العدو للحصول علي السيطرة الجوية ، وهذا يتطلب أنواع معينة من الطائرات لكي تؤدي الدور المطلوب منها بشكل جيد.
2- شن هجمات مضادة علي قاذفات العدو لتخفيض فعالية قصفهم ضد قوات الجيش الأحمر ، وقد كان ذلك أحد أهم أدوار القوات الجوية السوفيتية .
3- الدعم المباشر والقيام بحماية القاذفات أثناء قيامها بقصف التشكيلات البرية للعدو .
وإستخدم الألمان طريقتين لحماية قاذفاتهم من نوع Junker وHeinkel في سماء المعركة تمثلت في القيام بحشد المقاتلات الألمانية وتركيز هجماتها لإرباك القوات السوفيتية في الخطوط الأمامية لساحة المعركة ، توزيع الأدوار بين المقاتلات الألمانية فجزء يقوم بحماية القاذفات الألمانية وبالتالي جذب المقاتلات السوفيتية نحوهم ، فيما يقوم الجزء الأخر بشن هجوم متزامن علي قاذفات الجيش الأحمر ..
ولكن مع تعود السوفييت علي ذلك الأسلوب ، أمكن لهم إفشال تلك التكتيكات مما أفقد الألمان ميزة المبادرة وسببت لهم الخسائر الفادحة ، وفيما يلي مثالين عن ذلك :
في اليوم الأول للمعركة واجهت تشكيلات كبيرة من مقاتلاتنا في طريقها لميدان المعركة مجموعة من الطائرات الألمانية تسمي بمجموعة الدرع من المقاتلات الألمانية ، ثم إنفصلت تلك التشكيلات إلي قسمين ، قسم يقوم بالإشتباك مع مقاتلات العدو "الدرع" والقسم الأخر يعترض القاذفات الألمانية التي كانت بطريقها لقصف تشكيلات قواتنا البرية بالخطوط الأمامية ، في قطاع أخر من ميدان المعركة واصل إحدي تشكيلاتنا الجوية إختراقه للدرع الألماني بدلاً من الإلتفاف حوله ، وعلي الرغم من ذلك قام العدو بتوزيع مقاتلاته علي إرتفاعات عدة مما سمح له بإشغال مقاتلاتنا وإيقاع خسائر ضخمة بقواتنا ولكن علي الرغم من ذلك كانت قاذفاتنا بعيدة عن متناول العدو ..
وكان واضحا لنا أن لدي العدو تجمعات كبيرة من مقاتلاته بجوار الجبهة وكان بإمكاننا قصفها إلا أن ذلك لم يكن ليحّولنا من متابعة وتحقيق هدفنا الرئيسي بتدمير قاذفات العدو التي تشكل خطراً علي سلامة تشكيلاتنا البرية ، وعلي الرغم من إشتباك مقاتلاتنا مع طائرات العدو في قتال تلاحمي قد حقق لنا كثير من السيطرة الجوية إلا أن ذلك يجب أن يتم بالتنسيق مع مقاتلاتنا لإعتراض قاذفات الألمان ، ولهذا يجب علينا ما يلي ..
1) دفع تشكيلات من مقاتلاتنا للإشتباك مع تكتيك "الدرع" من الطائرات الألمانية ..
2) في نفس الوقت تقوم مقاتلاتنا لإعتراض وتدمير القاذفات الألمانية التي كانت بذلك الوقت في طريقها لقصف الخطوط الأمامية..
وقد كان لوسائلنا تلك عظيم الأثر في تحقيق نتائج مبهرة علي قطاعات جبهة بيلوجرود حيث تم إسقاط أغلب الطائرات الألمانية التي إعترضت قاذفاتنا ..
وقد كان للمدافع المضادة للطائرات التي تزودت بها القوات البرية الألمانية دور في تقليل نتائج قصف قاذفتنا من طرازSturmoviks لتشكيلاتهم البرية ، وقد بداً واضحا التنسيق الجيد بين المدفعية المضادة للطائرات وعمل طائرات العدو ، فبينما كانت مجموعة طائرات Sturmoviks تستعد لقصف القوات الألمانية تقوم المدفعية المضادة للطائرات بإبعاد تلك الطائرات عن سماء المعركة وفي الوقت نفسه تتاح للمقاتلات الألمانية من طراز Messerschmitts و Focke-Wulfs الفرصة لمهاجمة قاذفاتنا ، ولذلك كان علي مقاتلاتنا مرافقة قاذفاتنا لحمايتها من تلك المخاطر ..
وقد أظهرت الدروس المستفادة من تلك المعارك بأن عمل مجموعة طائرات Sturmoviks يجب أن ينظم بطريقتين كما يلي ..
1) تقوم المقاتلات المرافقة للقاذفات بأدوراها العادية المتمثلة في حماية القاذفات ..
2) عندما لا يوجد مقاتلات مواجهة لقاذفاتنا تقوم مقاتلاتنا بمهمة تحييد مدفعية العدو المضادة للطائرات ، ويجب من البداية أن يوضح قائد التشكيلات الطائرات المكلفة بذلك الأمر حتي لايحدث تعارض بساحة المعركة ..
في أثناء قيام قاذفاتنا Sturmoviks بأداء مهامها ، لوحظ ان للألمان عدة وسائل لمواجهتها وقد كانت كلها تعتمد علي عنصر المفاجأة والمبادرة ، حيث كانت طائراتهم تحوم حول ساحة المعركة متحينة الفرصة لوقوع الخطأ وإستغلاله علي الفور ..
وكمثال علي ذلك ، إشتبكت مقاتلاتنا من طراز Yakovlav-7 التابعة لمجموعة الصدمة مع 4 مقاتلات ألمانية نوع FW-190's التي أرسلت خصيصاً لمتابعة وإستغلال أي خطأ من قاذفاتنا Sturmoviks ولكن طائرات المرافقة للقاذفات تمكنت من إبعاد تلك الطائرات عن مجال عمل القاذفات دون إيقاع خسائر بهـم ..
ولذلك يجب علي قادة تشكيلاتنا الجوية إستغلال ميزة المبادأة التي تنشأ كوسيلة وطريقة لإرباك العدو عند فهم تكيتك عمل العدو .
..........................
تم بحمد الله