طالعتنا الصحف مؤخراً أن الاتحاد الروسي مستعد أن يزود الجيش اللبناني بما يحتاجه من نظم دفاعية لا سيما برية وجوية. كما أن الاتحاد الروسي قرّر تقديم هدية للقوات الجوية اللبنانية وهي عشر طائرات مقاتلة روسية من طراز ميغ ٢٩.
إن هذا الخبر جيد دون أدنى شك، من حيث موافقة دولة عظمى على تزويد الجيش اللبناني بما يحتاجه من نظم دفاعية حديثة، بعد امتناع دول اخرى كبرى عن تسليم نظم دفاعية حديثة الى لبنان. لكن هذا الامر يحتاج الى دراسة معمّقة بالنسبة للاولويات الدفاعية، على المستوى العسكري، ونوعية التهديدات، ومساحة الارض اللبنانية، ناهيك عن القدرات الاقتصادية والمالية للدولة.
ان لبنان معرّض للتهديدات الاسرائيلية بشكل شبه دائم، طالما لم يتمكن المجتمع الدولي حتى الان من ايجاد حل عادل وشامل للمأساة الفلسطينية المتجددة منذ اكثر من ستين عاما. والذي يعزّز صعوبة الوصول الى حل، هو عامل الاختلاف بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية، كما بين الدول العربية! وإن غياب الموقف المتقارب او الموحد، يشكل عائقا مهما في ايجاد الحل الملائم، وله انعكاساته المؤلمة بالنسبة الى لبنان الذي يستضيف عدداً كبيراً من الفلسطينيين.
كما أن لبنان معرّض كغيره من البلدان لتهديدات لا متناسقة تتمثل بالارهاب الدولي.
لذلك فان لبنان الصغير بمساحته، معرّض لأخطار تقليدية جوية وبحرية وبرية، كما أنه معرض لتهديدات غير تقليدية ولا متناسقة.
وبالتالي فهو يحتاج الى اسلحة حديثة قادرة على ردع ومقاومة نوعين من التهديدات. وهذا يتطلب وعياً وادراكاً وحكمة عالية، لتحديد الأولويات في تحقيق الحاجة الى الأعتدة والنظم الدفاعية الحديثة.
ونشير في هذا المجال الى ان معظم الدول في الوقت الحاضر، تلحظ في خططها الدفاعية الحديثة أولوية تعزيز طاقاتها في مجابهة أخطار التهديدات اللاتناسقية، اي التهديدات التي لا يعرف مسبقا مصدرها ولا توقيتها ولا مكانها ولا نوعية الاضرار الممكن حصولها. كما أنها تهديدات متجددة على الدوام في اسلوبها وابعادها.
وبالنسبة لقرار الحكومة الروسية اهداء عشر طائرات ميغ ٢٩ الى سلاح الجو اللبناني لا بد من القاء الضوء على هذه الطائرة وتقييمها بالنسبة لاولويات النظم الدفاعية التي يحتاجها الجيش اللبناني. هذا مع الاشارة الى ان الاتحاد الروسي جهز فوج الهندسة في الجيش اللبناني مؤخرا بمعدات ثقيلة وتسعة جسور فولاذية. كما انه سيزود لبنان بذخائر وقطع غيار لدبابات روسية يمتلكها الجيش اللبناني وهي من طراز T-55، بالاضافة الى مدافع ميدان من عيار ١٣٠ ملم، وراجمات صواريخ متعددة من طراز BM-12. كما انه من الممكن ان تسلمه روسيا ايضا دبابات من طراز T-27، وربما T-09 الحديثة المزودة بمدافع من عيار ١٢٥ ملم، ونظم صاروخية TOR-M1 مضادة للطائرات على مسافة قصيرة، ونظم صاروخية مضادة للدبابات مثل AT-31 Metis او AT-41 Kornet-E. انما لا شيء واضح حتى الان عن كمية الاسلحة الحديثة التي ستسلمها موسكو الى لبنان، وتأثيرها على برنامج المساعدات الغربي. كما انه من غير الواضح مدى مساندة الروس للأطقم اللبنانية لاستيعاب النظم الروسية الدفاعية التي لم يعتادوا عليها. بالاضافة الى من سيدفع ثمن هذا العتاد الحديث ومن سيساند لبنان في مصاريف وثمن النظم اللازمة لمواكبة عمل طائرات ميغ ٢٩ كي تكون بالفعل متكاملة مع نظم حديثة للدفاع الجوي البعيد والقريب المدى. مع الاشارة الى انه ليس من الواضح حتى الان ايضا، الى أي من برامج التحديث خضعت هذه الطائرات المستعملة، وما هو نظام السلاح، ونظام الحرب الالكترونية التي سيتم اعتمادها على هذه الطائرات. وبكلام آخر هل ستكون هذه الطائرات مجهّزة للقتال جو - جو، أم فقط لمهمات المساندة الارضية، أم للاثنين معا؟
طائرة MiG-92 والاولويات
انها طائرة مقاتلة متعددة الادوار. مهمتها الرئيسية تدمير الاهداف الجوية العدوة ضمن حدود تغطية الرادار. وتعتبر مشابهة للطائرة المقاتلة الاميركية F-61. وبالاضافة الى سلاح الجو الروسي، تستعملها عدة دول ومنها بنغلادش، وبلغاريا، وكوبا، والمانيا، وهنغاريا، والهند، وايران، وكوريا الشمالية، وسوريا، واليمن الخ... وتستطيع هذه الطائرة حمل صاروخين من طراز R-72R1 BVR واربعة صواريخ R-37E WVR. كما يمكنها حمل صاروخ جديد من طراز R-77 BVR في حال اجراء تحديث على رادارها. وهي تعمل بمحركين من طراز RD-33، وسرعتها القصوى ٢٤٠٠ كلم"س على الارتفاعات العالية، و١٥٠٠ كلم"س بالقرب من الارض. ويبلغ ارتفاعها العملاني عن الارض ١٨٠٠٠م، كما تقطع مسافة ١٥٠٠ كلم على الارتفاعات العالية، و٧٠٠ كلم على ارتفاع منخفض قريب من الارض. وقد دخلت هذه الطائرة الخدمة العملانية عام ١٩٨٣، ولا تزال قيد الصنع، وهي تخضع لبرامج تحديث عدة تهدف الى زيادة المدى والحمولة النافعة، وزجاج جديد لقمرة القيادة، ونظام تحكم رقمي، ونظم افيونيكس جديدة، ورادار محسن، ونظام بحث وتتبع بالاشعة تحت الحمراء، الخ... ونشير الى ان رادارها الجديد Phazotron Zhuk - ME قادر على تتبع عشرة اهداف حتى مسافة ٢٤٥ كلم.
ان طائرة MiG 92 هي دون ادنى شك طائرة تفوّق جوي. لكن السؤال المطروح: هل تعتبر من الاولويات في الوقت الحاضر بالنسبة الى بلد كلبنان؟
ان اقتناء هذه الطائرة يحتاج الى تأمين ثلاثة طيارين لكل طائرة، كما وتأمين وسائل دفاع جوي قريب وبعيد لحماية المطارات والمنشآت الحساسة، وتأمين تغطية رادارية بعيدة المدى. ولا بد من التذكير بالازمات التي ولدتها طائرات الميراج، الممتازة في حينه، اذ اعتقد البعض في الشاردة والواردة انها ستصنع العجائب، وقد تبين فيما بعد ان عددا قليلا من طائرات من هذا النوع مع عدد قليل من الطيارين ووسائل دفاع جوي محدودة، يحوّل هذه الطائرات رغم جودتها، الى عبء سياسي ومالي في بلد صغير المساحة كلبنان.
لا سيما انه من الاخبار الحديثة الواردة مؤخرا من وكالة RIA NOVOSTI، ان سلاح الجو الروسي سيستلم ٣٤ طائرة مقاتلة من طرازي MiG-92 SMT وMiG-92 UBT كانت قد رفضتها الجزائر. وهذا الامر بالطبع محرج جدا للكرملين. ومع ان روسيا قد نجحت في السنوات الاخيرة نجاحا مرموقا بتصدير نظم متقدمة للاسلحة وبينها طائرات قتالية حديثة الى دول عدة حول العالم، فان الصناعة الدفاعية الروسية تعاني من مشكلة كبيرة. هذه المشكلة لها علاقة بتخطي قيمة الكلفة، مع تأخير كبير بمواعيد التسليم، سببه كثرة الانتاج المطلوب، والنقص بعدد القدرات الانسانية المؤهلة في قطاع الصناعة الدفاعية.
وتقول الوكالة المذكورة أن فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الحالي، عمد السنة الماضية الى اعادة هيكلة صناعة الدفاع للحؤول دون التأخير في التسليم لا سيما في طلبيات التصدير الكبيرة. وذلك بعد المشكلة التي ظهرت مع الجزائر.
وكانت الجزائر قد تعاقدت على طلبية من ٢٨ طائرة قتال مفردة المقعد من طراز MiG-92 SMT وست طائرات مزدوجة المقعد من طراز MiG-92 UBT، وبعد ان استلمت الجزائر ١٥ طائرة منها قررت ايقاف استلام الطائرات المتبقية عام ٢٠٠٧، واوقفت الدفع معلنة ان هذه الطائرات متدنية في مواصفاتها، مما اقنع روسيا باستعادة الطائرات الخمسة عشر المسلمة وذلك خلال نيسان"ابريل ٢٠٠٨. والمشكلة تفاقمت عندما قامت دول مشترية اخرى بالشكوى من المستويات الفقيرة للانتاج. والتأخير، والعطل الطارئ على عدد من الجزئيات الخ...
اضف الى ذلك ان طائرات من هذا النوع ليست من الاولويات في الوقت الحاضر. انما يحتاج الجيش اللبناني بشكل اساسي الى طائرات وطوافات قتال للمساندة الجوية الارضية. كما يحتاج الى وسائل حماية للجنود والآليات، مضادة للتهديدات البالستية والالغام والعبوات المتفجرة المصنعة محليا، علما ان نظم الحماية متنوعة: التدريع، والنظم المضادة حتى على مسافات قريبة، والوسائل الالكترونية الخ... هذا بالاضافة الى تعزيز وسائل الرؤيا النهارية والليلية، ووسائل الاتصالات المدمجة. كما يحتاج الجيش الى نظم قيادة وسيطرة شبكية بحيث يمكن الاطلاع على الوضع الميداني لحظيا. وبالتالي يحتاج الجيش اللبناني الى نظم اسلحة فردية حديثة، وطائرات خفيفة دون طيار للمراقبة والاستخبار والاستطلاع. من ناحية اخرى يحتاج الى عربات مدرعة حديثة مدولبة، كما وتحديث الاليات والمدرعات الموجودة لديه اذا كانت قابلة لذلك، وتحديث نظم المدفعية وابراج الدبابات ومحطات الرماية، كما والحاجة الى ذخائر غير حساسة، دون ان ننسى ايضا حاجة القوات المسلحة الى بزّات والبسة واقنعة تحميه من الاسلحة الكيميائية والبكتيرية والاشعاعات الخ... بالاضافة الى نظم حديثة مضادة للجويات، كما وتعزيز سلاح البحرية ايضا.
لذلك اذا اعتقدنا ان عشر طائرات ميغ ٢٩ تستطيع بمفردها حماية اجواءنا فنحن نسيء التقدير، لا سيما بعد هذا الانقطاع الطويل عن تعزيز الجيش اللبناني بالاعتدة الحديثة والمتطورة، بسبب ممانعة الغرب حتى للقيام بتحديث العربات المدرعة للجيش اللبناني بوسائل رؤية ليلية ونظم رماية حديثة الخ...
دبابة T-09 الروسية
تعتمد دبابة القتال الرئيسية T - 09 على هيكل دبابة T-27، اما محركها فهو مماثل للذي يدفع دبابة T-408B. انه محرك ديزل ب ١٢ اسطوانة وبقوة ٨٤٠ حصان، وقد تصل قوته الى ١٠٠ حصان للنماذج المخصصة للتصدير.
تتميز دبابة T-09 بنظم الحماية التي تتميز بها خلافا لاغلبية الدبابات الروسية المصممة حتى الآن. تتأمن حماية مقدمة الدبابة والبرج بفضل تدريع ردّي متفجّر من طراز KONTAKT-S الذي يحد من آثار قذيفة أو صاروخ معاد عند الصدم. كما ويعتبر نظام shtora-1 العنصر الاساسي لحماية الدبابة الذاتية. يزن shtora-1 ٤٠٠ كلغ ويتضمن مشوشا عاملا بالاشعة تحت الحمراء، وكاشف انذار ليزري، ينذر الطاقم في حال استهداف الدبابة بنظام توجيه معاد، كما ويتضمن نظاما يطلق القذائف الجانبية الدخانية اوتوماتيكيا.
التسليح
انها مجهزة بمدفع من طراز 2A64m من عيار ١٢٥ ملم املس السبطانة، وهو مستعمل ايضا في دبابتي T-27، وT-08، ويجري تلقيمه آليا. يبلغ نمط الرمي ٨ طلقات في الدقيقة، اما الذخائر فهي مضادة للدبابات، ومضادة للدروع، او متشظية.
يمكن للدبابة T-09 رماية صواريخ AT-11 المضادة للدبابات من مدفعها.
كما انها مجهزة برشاش PKT من عيار ٦٢،٧ ملم متحد المحور مع المدفع الرئيسي، وبرشاش ٧،١٢ ملم على سطح البرج.
عام ٢٠٠٧ وقعت شركة Thales Optronique SA عقدا لتسليم مئة جهاز تصوير Catherine FC الى روسيا لتجهيز جزء من دبابات T-09.
يبلغ وزن دبابة T-09 بين ٥،٤٦ و٥٠ طن، وتبلغ سرعتها القصوى على الطرقات ٦٥ كلم"س اما خارج الطرقات ٤٥ كلم"س، ومداها الاقصى بين ٥٥٠ و٦٥٠ كلم.
.
إن هذا الخبر جيد دون أدنى شك، من حيث موافقة دولة عظمى على تزويد الجيش اللبناني بما يحتاجه من نظم دفاعية حديثة، بعد امتناع دول اخرى كبرى عن تسليم نظم دفاعية حديثة الى لبنان. لكن هذا الامر يحتاج الى دراسة معمّقة بالنسبة للاولويات الدفاعية، على المستوى العسكري، ونوعية التهديدات، ومساحة الارض اللبنانية، ناهيك عن القدرات الاقتصادية والمالية للدولة.
ان لبنان معرّض للتهديدات الاسرائيلية بشكل شبه دائم، طالما لم يتمكن المجتمع الدولي حتى الان من ايجاد حل عادل وشامل للمأساة الفلسطينية المتجددة منذ اكثر من ستين عاما. والذي يعزّز صعوبة الوصول الى حل، هو عامل الاختلاف بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية، كما بين الدول العربية! وإن غياب الموقف المتقارب او الموحد، يشكل عائقا مهما في ايجاد الحل الملائم، وله انعكاساته المؤلمة بالنسبة الى لبنان الذي يستضيف عدداً كبيراً من الفلسطينيين.
كما أن لبنان معرّض كغيره من البلدان لتهديدات لا متناسقة تتمثل بالارهاب الدولي.
لذلك فان لبنان الصغير بمساحته، معرّض لأخطار تقليدية جوية وبحرية وبرية، كما أنه معرض لتهديدات غير تقليدية ولا متناسقة.
وبالتالي فهو يحتاج الى اسلحة حديثة قادرة على ردع ومقاومة نوعين من التهديدات. وهذا يتطلب وعياً وادراكاً وحكمة عالية، لتحديد الأولويات في تحقيق الحاجة الى الأعتدة والنظم الدفاعية الحديثة.
ونشير في هذا المجال الى ان معظم الدول في الوقت الحاضر، تلحظ في خططها الدفاعية الحديثة أولوية تعزيز طاقاتها في مجابهة أخطار التهديدات اللاتناسقية، اي التهديدات التي لا يعرف مسبقا مصدرها ولا توقيتها ولا مكانها ولا نوعية الاضرار الممكن حصولها. كما أنها تهديدات متجددة على الدوام في اسلوبها وابعادها.
وبالنسبة لقرار الحكومة الروسية اهداء عشر طائرات ميغ ٢٩ الى سلاح الجو اللبناني لا بد من القاء الضوء على هذه الطائرة وتقييمها بالنسبة لاولويات النظم الدفاعية التي يحتاجها الجيش اللبناني. هذا مع الاشارة الى ان الاتحاد الروسي جهز فوج الهندسة في الجيش اللبناني مؤخرا بمعدات ثقيلة وتسعة جسور فولاذية. كما انه سيزود لبنان بذخائر وقطع غيار لدبابات روسية يمتلكها الجيش اللبناني وهي من طراز T-55، بالاضافة الى مدافع ميدان من عيار ١٣٠ ملم، وراجمات صواريخ متعددة من طراز BM-12. كما انه من الممكن ان تسلمه روسيا ايضا دبابات من طراز T-27، وربما T-09 الحديثة المزودة بمدافع من عيار ١٢٥ ملم، ونظم صاروخية TOR-M1 مضادة للطائرات على مسافة قصيرة، ونظم صاروخية مضادة للدبابات مثل AT-31 Metis او AT-41 Kornet-E. انما لا شيء واضح حتى الان عن كمية الاسلحة الحديثة التي ستسلمها موسكو الى لبنان، وتأثيرها على برنامج المساعدات الغربي. كما انه من غير الواضح مدى مساندة الروس للأطقم اللبنانية لاستيعاب النظم الروسية الدفاعية التي لم يعتادوا عليها. بالاضافة الى من سيدفع ثمن هذا العتاد الحديث ومن سيساند لبنان في مصاريف وثمن النظم اللازمة لمواكبة عمل طائرات ميغ ٢٩ كي تكون بالفعل متكاملة مع نظم حديثة للدفاع الجوي البعيد والقريب المدى. مع الاشارة الى انه ليس من الواضح حتى الان ايضا، الى أي من برامج التحديث خضعت هذه الطائرات المستعملة، وما هو نظام السلاح، ونظام الحرب الالكترونية التي سيتم اعتمادها على هذه الطائرات. وبكلام آخر هل ستكون هذه الطائرات مجهّزة للقتال جو - جو، أم فقط لمهمات المساندة الارضية، أم للاثنين معا؟
طائرة MiG-92 والاولويات
انها طائرة مقاتلة متعددة الادوار. مهمتها الرئيسية تدمير الاهداف الجوية العدوة ضمن حدود تغطية الرادار. وتعتبر مشابهة للطائرة المقاتلة الاميركية F-61. وبالاضافة الى سلاح الجو الروسي، تستعملها عدة دول ومنها بنغلادش، وبلغاريا، وكوبا، والمانيا، وهنغاريا، والهند، وايران، وكوريا الشمالية، وسوريا، واليمن الخ... وتستطيع هذه الطائرة حمل صاروخين من طراز R-72R1 BVR واربعة صواريخ R-37E WVR. كما يمكنها حمل صاروخ جديد من طراز R-77 BVR في حال اجراء تحديث على رادارها. وهي تعمل بمحركين من طراز RD-33، وسرعتها القصوى ٢٤٠٠ كلم"س على الارتفاعات العالية، و١٥٠٠ كلم"س بالقرب من الارض. ويبلغ ارتفاعها العملاني عن الارض ١٨٠٠٠م، كما تقطع مسافة ١٥٠٠ كلم على الارتفاعات العالية، و٧٠٠ كلم على ارتفاع منخفض قريب من الارض. وقد دخلت هذه الطائرة الخدمة العملانية عام ١٩٨٣، ولا تزال قيد الصنع، وهي تخضع لبرامج تحديث عدة تهدف الى زيادة المدى والحمولة النافعة، وزجاج جديد لقمرة القيادة، ونظام تحكم رقمي، ونظم افيونيكس جديدة، ورادار محسن، ونظام بحث وتتبع بالاشعة تحت الحمراء، الخ... ونشير الى ان رادارها الجديد Phazotron Zhuk - ME قادر على تتبع عشرة اهداف حتى مسافة ٢٤٥ كلم.
ان طائرة MiG 92 هي دون ادنى شك طائرة تفوّق جوي. لكن السؤال المطروح: هل تعتبر من الاولويات في الوقت الحاضر بالنسبة الى بلد كلبنان؟
ان اقتناء هذه الطائرة يحتاج الى تأمين ثلاثة طيارين لكل طائرة، كما وتأمين وسائل دفاع جوي قريب وبعيد لحماية المطارات والمنشآت الحساسة، وتأمين تغطية رادارية بعيدة المدى. ولا بد من التذكير بالازمات التي ولدتها طائرات الميراج، الممتازة في حينه، اذ اعتقد البعض في الشاردة والواردة انها ستصنع العجائب، وقد تبين فيما بعد ان عددا قليلا من طائرات من هذا النوع مع عدد قليل من الطيارين ووسائل دفاع جوي محدودة، يحوّل هذه الطائرات رغم جودتها، الى عبء سياسي ومالي في بلد صغير المساحة كلبنان.
لا سيما انه من الاخبار الحديثة الواردة مؤخرا من وكالة RIA NOVOSTI، ان سلاح الجو الروسي سيستلم ٣٤ طائرة مقاتلة من طرازي MiG-92 SMT وMiG-92 UBT كانت قد رفضتها الجزائر. وهذا الامر بالطبع محرج جدا للكرملين. ومع ان روسيا قد نجحت في السنوات الاخيرة نجاحا مرموقا بتصدير نظم متقدمة للاسلحة وبينها طائرات قتالية حديثة الى دول عدة حول العالم، فان الصناعة الدفاعية الروسية تعاني من مشكلة كبيرة. هذه المشكلة لها علاقة بتخطي قيمة الكلفة، مع تأخير كبير بمواعيد التسليم، سببه كثرة الانتاج المطلوب، والنقص بعدد القدرات الانسانية المؤهلة في قطاع الصناعة الدفاعية.
وتقول الوكالة المذكورة أن فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الحالي، عمد السنة الماضية الى اعادة هيكلة صناعة الدفاع للحؤول دون التأخير في التسليم لا سيما في طلبيات التصدير الكبيرة. وذلك بعد المشكلة التي ظهرت مع الجزائر.
وكانت الجزائر قد تعاقدت على طلبية من ٢٨ طائرة قتال مفردة المقعد من طراز MiG-92 SMT وست طائرات مزدوجة المقعد من طراز MiG-92 UBT، وبعد ان استلمت الجزائر ١٥ طائرة منها قررت ايقاف استلام الطائرات المتبقية عام ٢٠٠٧، واوقفت الدفع معلنة ان هذه الطائرات متدنية في مواصفاتها، مما اقنع روسيا باستعادة الطائرات الخمسة عشر المسلمة وذلك خلال نيسان"ابريل ٢٠٠٨. والمشكلة تفاقمت عندما قامت دول مشترية اخرى بالشكوى من المستويات الفقيرة للانتاج. والتأخير، والعطل الطارئ على عدد من الجزئيات الخ...
اضف الى ذلك ان طائرات من هذا النوع ليست من الاولويات في الوقت الحاضر. انما يحتاج الجيش اللبناني بشكل اساسي الى طائرات وطوافات قتال للمساندة الجوية الارضية. كما يحتاج الى وسائل حماية للجنود والآليات، مضادة للتهديدات البالستية والالغام والعبوات المتفجرة المصنعة محليا، علما ان نظم الحماية متنوعة: التدريع، والنظم المضادة حتى على مسافات قريبة، والوسائل الالكترونية الخ... هذا بالاضافة الى تعزيز وسائل الرؤيا النهارية والليلية، ووسائل الاتصالات المدمجة. كما يحتاج الجيش الى نظم قيادة وسيطرة شبكية بحيث يمكن الاطلاع على الوضع الميداني لحظيا. وبالتالي يحتاج الجيش اللبناني الى نظم اسلحة فردية حديثة، وطائرات خفيفة دون طيار للمراقبة والاستخبار والاستطلاع. من ناحية اخرى يحتاج الى عربات مدرعة حديثة مدولبة، كما وتحديث الاليات والمدرعات الموجودة لديه اذا كانت قابلة لذلك، وتحديث نظم المدفعية وابراج الدبابات ومحطات الرماية، كما والحاجة الى ذخائر غير حساسة، دون ان ننسى ايضا حاجة القوات المسلحة الى بزّات والبسة واقنعة تحميه من الاسلحة الكيميائية والبكتيرية والاشعاعات الخ... بالاضافة الى نظم حديثة مضادة للجويات، كما وتعزيز سلاح البحرية ايضا.
لذلك اذا اعتقدنا ان عشر طائرات ميغ ٢٩ تستطيع بمفردها حماية اجواءنا فنحن نسيء التقدير، لا سيما بعد هذا الانقطاع الطويل عن تعزيز الجيش اللبناني بالاعتدة الحديثة والمتطورة، بسبب ممانعة الغرب حتى للقيام بتحديث العربات المدرعة للجيش اللبناني بوسائل رؤية ليلية ونظم رماية حديثة الخ...
دبابة T-09 الروسية
تعتمد دبابة القتال الرئيسية T - 09 على هيكل دبابة T-27، اما محركها فهو مماثل للذي يدفع دبابة T-408B. انه محرك ديزل ب ١٢ اسطوانة وبقوة ٨٤٠ حصان، وقد تصل قوته الى ١٠٠ حصان للنماذج المخصصة للتصدير.
تتميز دبابة T-09 بنظم الحماية التي تتميز بها خلافا لاغلبية الدبابات الروسية المصممة حتى الآن. تتأمن حماية مقدمة الدبابة والبرج بفضل تدريع ردّي متفجّر من طراز KONTAKT-S الذي يحد من آثار قذيفة أو صاروخ معاد عند الصدم. كما ويعتبر نظام shtora-1 العنصر الاساسي لحماية الدبابة الذاتية. يزن shtora-1 ٤٠٠ كلغ ويتضمن مشوشا عاملا بالاشعة تحت الحمراء، وكاشف انذار ليزري، ينذر الطاقم في حال استهداف الدبابة بنظام توجيه معاد، كما ويتضمن نظاما يطلق القذائف الجانبية الدخانية اوتوماتيكيا.
التسليح
انها مجهزة بمدفع من طراز 2A64m من عيار ١٢٥ ملم املس السبطانة، وهو مستعمل ايضا في دبابتي T-27، وT-08، ويجري تلقيمه آليا. يبلغ نمط الرمي ٨ طلقات في الدقيقة، اما الذخائر فهي مضادة للدبابات، ومضادة للدروع، او متشظية.
يمكن للدبابة T-09 رماية صواريخ AT-11 المضادة للدبابات من مدفعها.
كما انها مجهزة برشاش PKT من عيار ٦٢،٧ ملم متحد المحور مع المدفع الرئيسي، وبرشاش ٧،١٢ ملم على سطح البرج.
عام ٢٠٠٧ وقعت شركة Thales Optronique SA عقدا لتسليم مئة جهاز تصوير Catherine FC الى روسيا لتجهيز جزء من دبابات T-09.
يبلغ وزن دبابة T-09 بين ٥،٤٦ و٥٠ طن، وتبلغ سرعتها القصوى على الطرقات ٦٥ كلم"س اما خارج الطرقات ٤٥ كلم"س، ومداها الاقصى بين ٥٥٠ و٦٥٠ كلم.
.