The Middle East Just Doesn’t Matter as Much Any Longer
The United States has much bigger problems to worry about and limited resources to fix them
لم يعد الشرق الأوسط مهمًا أكثر من ذلك بكثير
لدى الولايات المتحدة مشاكل أكبر بكثير تقلق بشأنها وموارد محدودة لإصلاحها
نشرت صحيفة Politico مقالا للكاتبين Aaron David Miller وRichard Sokolsky
تناولا فيه أهمية تركيز الولايات المتحدة على أزماتها الداخلية
وما يحقق فقط مصالحها، فالانخراط فى الشرق الأوسط لا يجلب لها سوى الأعباء... نعرض منه ما يلى.
فى حين أنه من الضرورى أن تستعيد الولايات المتحدة قيادتها للعالم ومصداقيتها، إلا أن هناك منطقة واحدة لم تعد مهمة كما كانت فى السابق، وهى منطقة الشرق الأوسط. وأيا كان من سيصل إلى البيت الأبيض فى نوفمبر، من المهم أن يدرك أن هذه المنطقة المضطربة والتغييرات لن تحقق مصالح الولايات المتحدة.
لا يمكن لقيادة الولايات المتحدة الاستثنائية أن تصلح من المنطقة أو تقودها لمستقبل أفضل. مازال هناك بعض المصالح على الولايات المتحدة حمايتها، لكن عليها أن تكون حكيمة فى طريقة تأمينها. إذا تعلمت الولايات المتحدة ضبط النفس، فستتجنب لها ولغيرها الانزلاق فى متاعب غير ضرورية.
إذا كانت الإدارتان السابقتان حذرتين بشأن أى التزامات مفرطة فى الشرق الأوسط قبل انتشار الوباء، فينبغى على واشنطن أن تبتعد تمامًا عن أى مشاركة غير ضرورية فى زمن كوفيد. الأولوية يجب أن تكون للداخل حتى لا تستنزف مغامرات الشرق الأوسط مصادر الولايات المتحدة وأوقات رؤسائها... الحكومة القادمة ستواجه أكبر تحدٍ لتحقيق تعافى الاقتصاد الوطنى منذ أربعينيات القرن الماضى، وهذه المرة لا يوجد حرب عالمية تخرج الولايات المتحدة منها كأكبر اقتصاد عالمى وتسمح لها بالهيمنة العالمية... أضف إلى الأزمة الاقتصادية الاستقطاب الداخلى الحاد على أسس طبقية وعرقية وسياسية وفقدان الثقة فى المؤسسات الحكومية. فالضغوط الناتجة من تنامى الديون والعجز الاقتصادى سيفرض على الولايات المتحدة الاهتمام فقط بمصالحها الحيوية فى الخارج.
العناوين الرئيسية اليومية تؤكد مدى تحول الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة بعيدًا عن الشرق الأوسط على مدى السنوات القليلة الماضية: جائحة فيروس كورونا، كوارث طبيعية ناتجة عن التغير المناخى، التنافس مع الصين التى تستعرض عضلاتها فى جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتنافس الولايات المتحدة على التفوق العسكرى والاقتصادى والتكنولوجى، استمرار سلوك روسيا العدائى وتدخل الكرملين المستمر فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتنامى الإرهاب فى الداخل الأمريكى من قبل جماعات التفوق الأبيض... مع كل هذه التحديات يصبح آخر ما تحتاجه الولايات المتحدة هو دفع الكثير من الأموال فى محاولات إصلاح الشرق الأوسط المختل.
***
خلال الحرب الباردة، كان سعى أمريكا للهيمنة على الشرق الأوسط
مدفوعًا إلى حد كبير بالحاجة إلى ضمان التدفق المستمر لموارد الطاقة إلى أمريكا وحلفائها... مع نمو مصادر الطاقة المتجددة، واكتشاف كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعى خارج الخليج العربى، وزيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعى المحلى فى الولايات المتحدة، تناقصت أهمية موارد الطاقة فى الشرق الأوسط. كما انخفض سعر النفط بشكل كبير فى السنوات الأخيرة على الرغم من الاضطرابات المستمرة فى الدول الرئيسية المنتجة للنفط مثل العراق وإيران وليبيا، والتى أزالت مجتمعة مليارات البراميل من النفط من الأسواق الدولية. علاوة على ذلك، فإن ما يقرب من 85 فى المائة من صادرات نفط الخليج العربى متجهة إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
ومع ذلك، لا يزال إنتاج النفط فى الخليج يمثل حوالى 20 فى المائة من إنتاج النفط العالمى، ويمر ما يقرب من ثلث إجمالى النفط بحرا عبر مضيق هرمز.
وبالتالى، فإن الحفاظ على استقرار أسعار النفط العالمية لا يزال يعتمد جزئيًا على منع الانقطاعات الكبيرة فى صادرات النفط من الخليج
التى من شأنها أن تؤدى إلى ارتفاع مفاجئ فى الأسعار التى قد تواجه الأسواق صعوبة فى التكيف معها على المدى القصير.
يمكن التخفيف من هذا التهديد من خلال الحفاظ على الوجود البحرى الأمريكى المتواضع فى البحرين
واستخدام احتياطيات المخزون الوطنى فى الوقت المناسب
ببساطة، تتمتع الولايات المتحدة الآن بالقدرة على الاستجابة بسرعة لتقلبات الأسعار من خلال آليات السوق.
وليس لأزمات الشرق الأوسط تأثير على أسعار النفط كما هو مفترض بشكل عام.
فجميع الدول المنتجة للنفط، بما فى ذلك إيران، لها مصلحة فى طرح منتجاتها فى السوق.
***
أطول حربين فى التاريخ الأمريكى، فى أفغانستان والعراق
لم يكن معيار النصر فى هذه الصراعات هو الانتصار ــ إذا كان الانتصار يعنى بناء أنظمة سياسية مستقرة ومسالمة مؤيدة لأمريكا ــ بل كان بالأساس؛ متى يمكننا المغادرة؟ لا يمكن تبرير التضحيات التى قدمها الأمريكيون والأفغان والعراقيون بالنظر إلى قلة العائدات.
لم يكن اتباع سياسة أمريكية خارجية غير عسكرية أن تؤدى إلى نتائج أفضل... فالمنطقة وما بها من حروب طائفية وعرقية وسوء إدارة وفساد وضعف المؤسسات بها جعلتها محطمة ومختلة وظيفيا وتتجاوز قدرة أمريكا على تحسينها أو إصلاحها. هذه التحديات يجب حلها بشكل أساسى من قبل أولئك الذين يعيشون فى المنطقة.
***
تواجه الولايات المتحدة معضلة فى الشرق الأوسط: إنها عالقة فى منطقة لا تستطيع تغييرها أو مغادرتها لأن لها مصالح وحلفاء وخصوما هناك. مفتاح البقاء والنجاح ليس فقط فهم حدود النفوذ الأمريكى ولكن أيضًا التمييز بين المصالح الحيوية والمصالح الهامشية... مع أن الأمر واضح، فالمصالح الحيوية هى تلك التى تؤثر بشكل مباشر على أمن وازدهار وأسلوب حياة الأمريكيين، والتى يكون الرئيس بالنيابة عنهم مستعدًا لنشر القوة والمخاطرة بالحرب لاستمرار هيبة ومصداقية الولايات المتحدة.
لا يعنى أى من هذا أن على واشنطن أن تتجاهل التحديات التى لا تعد ولا تحصى فى المنطقة، لا سيما الأزمات الإنسانية فى سوريا واليمن. لكن لا يمكننا ولا ينبغى لنا أن نستثمر بكثافة، خاصة بالنظر إلى الأزمات الأخرى التى تواجهها أمريكا، فى قضايا لا تتعلق مباشرة بمصالح أمريكا الحيوية أو فى مشاكل لا يكون الفاعلون المحليون مستعدين لحلها.. والمثال الأبرز على ذلك هو محاولات تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
***
يرى الكاتبان أن للولايات المتحدة ثلاثة مصالح حيوية فى المنطقة: الحد من الإرهاب وحماية تدفق النفط ومنع إيران من امتلاك سلاح نووى. وقبل انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووى الإيرانى، كانت الولايات المتحدة تبلى بلاءً حسنا فى حماية مصالحها.
ومنذ الحادى عشر من سبتمبر، لم ينجح سوى هجوم إرهابى واحد على الولايات المتحدة
وفقًا لأحد التقديرات الرسمية، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 6 تريليونات دولار منذ 11 سبتمبر على مواجهة هذا التهديد فقط
وتجاهلت تهديد الوباء الذى قتل أكثر من 180 ألف أمريكى ودمر الاقتصاد.
والأهم من ذلك، لسنا بحاجة إلى آلاف القوات الأمريكية لتتمركز بشكل دائم على الأراضى الأجنبية. يمكننا تقليل تهديد الإرهاب من خلال أعداد صغيرة من القوات الخاصة خارج الولايات المتحدة لقتل الإرهابيين الذين يريدون إلحاق الضرر بالولايات المتحدة.
قد تكون إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز لفترة قصيرة من الزمن
لكنها تفتقر إلى القدرة العسكرية
وليس من مصلحتها إغلاقه لفترة طويلة
إيران مقيدة الآن بالعقوبات الأمريكية وإسرائيل وروسيا والقوة العسكرية الأمريكية إلى جانب إدارتها السيئة لاقتصادها.
ومن الواضح أن البديل الأفضل لإبعاد إيران عن حيازة أسلحة نووية هو العودة إلى نوع من الاتفاق بشأن القضية النووية
ستستمر حالة الفوضى فى الشرق الأوسط لسنوات، فهى منطقة لا يمكن التنبؤ بما سيحدث فيها
والولايات المتحدة ليست فى حاجة للفشل من خلال مطاردة الطموحات غير الواقعية.