التاريخ الأسود للفسفور الأبيض

إنضم
18 سبتمبر 2008
المشاركات
144
التفاعل
1 0 0
ويعتقد أن الفسفور الأبيض قد استخدم لأول مرة من قبل بعض المحتجين الذين قاموا بإضرام النار في القرن التاسع عشر على شكل محلول من الفسفور الأبيض مضافاً إليه مادة ثنائي كبريتيدات الكربون، وعندما تبخرت المادة الأخيرة (ثنائي كبريتيدات الكربون) اشتعلت النيران في الفسفور الأبيض، وربما أدت أيضا لتفجيرات شديدة الاشتعال، ويعرف هذا الخليط المدمر باسم "لهب فنيان" نسبة لأول من استخدمه، كما أستخدمه عمال التراحيل الساخطين في أستراليا في إحدى تظاهراتهم الاحتجاجية، ويعد الجيش البريطاني أول من أنشأ مصنع لإنتاج الفسفور الأبيض والقنابل اليدوية الصنع في أواخر عام 1916.

وقامت كل من أمريكا، والكومنولث، والقوات اليابانية باستخدام قنابل يدوية وقنابل الهاون والقذائف والصواريخ التي تحتوي على الفسفور الأبيض في الحرب العالمية الثانية، كما استخدمت الأسلحة التي تحتوي على الفسفور الأبيض على نطاق واسع في كل مولدات الدخان والأسلحة المضادة للأفراد.

ويأتي كل ذلك بعد الاتهامات التي وجهتها العديد من المنظمات الحقوقية الدولية للصهاينة باستخدام أسلحة محرمة دوليًّا في لبنان ومن بينها القنابل العنقودية التي لا تزال الآلاف منها مستقرة في الأراضي اللبنانية دون أنْ تنفجر، مما يُشكِّل تهديدًا كبيرًا لحياة المدنيين اللبنانيين، وكان مدير وكالة هيومان رايتس ووتش- منظمة مراقبة حقوق الإنسان ومقرها نيويورك- "كينيث روث" قد أكد أن استخدام تلك القنابل في المناطق المدنية يخرق اتفاقًا قانونيًّا دوليًّا يحظر توجيه هجمات عشوائية في المناطق المدنية، في رد على الادعاءات الصهيونية بأنَّ القانون الدولي لا يمنع استخدام تلك النوعية من الأسلحة المحرمة.

جدير بالذكر أن مادة اليورانيوم المنضب أيضًا هي مادة محرمة دولية، وكانت بعض التقارير قد كشفت منذ سنوات عن استخدام الجيش الأمريكي في العراق لبعض أسلحة تحتوي على هذه المادة شنيعة التأثير، فيما قال أطباء نرويجيون لإحدى الفضائيات الإخبارية الناطقة بالعربية: إنهم اكتشفوا آثار يورانيوم منضب على الأراضي التي نالها القصف الصهيوني بغزة، مما يعني أن الاحتلال استخدم مواد نووية في العدوان الإجرامي على القطاع.

وتثير هذه الأنباء التساؤلات عن إمكانية محاكمة الجنود الصهاينة أو قياداتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب سواء في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان، وقد حذر تقرير عسكري "إسرائيلي" الجنود والضباط من التصريح بوقائع تمت في أثناء الحرب على لبنان؛ منعًا لإمكانية استخدامها ضدهم بعد ذلك في تحريك دعاوى بارتكاب جرائم حرب. ومما لاشك فيه أن استخدام الفسفور الأبيض ضد المدنيين العزل يعتبر جريمةَ حربٍ وفق معايير القانون الدولي، وتستوجب محاكمة الجنود الصهاينة أو قياداتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.

الفسفور الأبيض في نقاط
الفسفور الأبيض مادة دخانية كيماوية قد تخترق العظام. وتصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة.

يحترق الفسفور الأبيض بمجرد ملامسته للأوكسجين منتجا ضياء ساطعا وكميات كبيرة من الدخان.

يستمر الفسفور الأبيض في الاشتعال عند ملامسته الجلد، ويحرق كل الطبقات حتى يصل إلى العظم ما لم يتم إطفاؤه.

يستخدم الفسفور الأبيض كمادة تمويهية لكن الاستخدام الأكثر فتكاً له هو قدرته على إحداث حروق قاتلة.

استخدمت قنابل الفسفور الأبيض لأول مرة في الحرب العالمية الثانية كما استخدمت في حرب فيتنام.

سبق لإسرائيل أن استخدمت هذا السلاح في حربها ضد لبنان عام 2006.

كما سبق للولايات المتحدة وبريطانيا أن استخدمتا هذه القنابل في غزو العراق عام 2003.

اتفاقية جنيف الدولية منعت استخدام الفسفور الأبيض في الأعمال الهجومية ضد المدنيين، لكن استخدامه في عمليات التموية مسموح دوليًّا.
 
عودة
أعلى