سر الحقد الروسي على حلب وشمال الشام
أ.د علي محمد عودة الغامدي
وينتمي الإمبراطور رومانوس إلى الأسرة المقدونية وهي الأسرة التي يكن لها الروس الإحترام والتبجيل لأنها أرسلت إليهم المبشرين الأرثوذكس فأدخلوهم إلى النصرانية الأرثوذكسية. ومنذ ذلك الحين دان الروس بالولاء للروم بعامة وللأسرة المقدونية بخاصة.
وانخرط الروس في سلك جيوش الروم منذ اعتناقهم للنصرانية على أيدي مبشري الأسرة المقدونية. وفي تلك السنة سار الإمبراطور رومانوس الثالث بجيوشه للإستيلاء على حلب .وكان معظم جيشه يتكون من الروس،والبلغار .والخزر والأرمن والاوكرانيين. وكان الروس هم العنصر الأكثر في الجيش. ووصل الجيش المعادي الى قرب اعزاز وكان الوقت صيفا شديد الحرارة لم يألفهُ الروس. هنا تناسى الحلبيون خلافاتهم ووحدوا صفوفهم واستعانوا بالقبائل العربية القريبة من حلب وكل القبائل التي تقطن شمال بلاد الشام. وكان امبراطور الروم قد أمر بحفر خندق حول معسكره قُرب حلب لحمايته من هجوم مُباغت .وأرسل سرية من جيشه للإستطلاع فظلَّتِ الطريق وباغتها المسلمون ومزقوها.فانهارت الخطط الحربية التي وضعها الإمبراطور ،واضطرب جيشه .فحاول الإمبراطور سحب جيشه إلى أنطاكية. وتحول الإنسحاب إلى هزيمة ساحقة وطاردهم المسلمون يقتلونهم بلا هوادة سيما العساكر الروس.
أما الإمبراطور رومانوس الثالث فقد هام على وجهه لدرجة أنه خلعَ خُفَهُ الأحمر الذي اعتاد أباطرة الروم على لبسه ولبس خُفاً أسوداً حتى لايُعرف .وتمكن أخيراً من النجاةِ عائداً إلى بلاده في فلول قليلة . ولاشك أنَّ هذهِ الخسائر التي تكبدها الروس كان لها اليوم أسوأ الأثر في نفسِ الرئيس الروسي بوتين فهو يقوم اليوم بقصف حلب وكل شمال الشام إنتقاماً لمقتل الجنود الروس قبل ألفِ سنة …..ورب قائل يقول أن الرئيس الروسي بوتين لايعلم عن هذه الحادثة التي تتحدث عنها. فأقول بل يعلمها تمام العلم . فأنا كمؤرخ لم أعرف الكثير من تاريخ العلاقات الإسلامية الرومية إلا عن طريق المؤرخين الروس أمثال: فازلييف؛ وكونداكوف؛ وأوستروجورسكي.وغيرهم فهم رواد الدراسات الرومية في العصر الحديث…لذلك لاتستغربوا هذا الحقد الروسي على حلب وشمال الشام.