اعلنت كوسفو استقلالها في 17 من هذا الشهر(فبراير-شباط)بعد تدخل خارجي من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الإتحاد ألأوربي.وقد ارسل برلمان كوسفو رسائل إلى الدول يطلب منها الإعتراف بها.وقد اعترف بعضها ورفض بعضها الآخر وانتظرت دول أخرى. وبعض هذه الدول التي اعترفت هي من حلفاء اسرائيل واصدقائها.أماهي نفسها فقد تريثت ولم تعترف إلى الآن. واعلن الناطق باسم خارجيتها في بيان موجز ومقتضب إن اسرائيل تابعت التطورات التي تتعلق باستقلال كوسفو وهي ستحدد موقفها في المستقبل"وهي أعلنت عن موقفها على الرغم من أن هاشم ثاجي رئيس وزراء كوسفو يعتبر نفسه صديقا لإسرائيل وكان قد زارها من قبل واجتمع ببعض المسؤولين فيها وقال في تصريح له إنني أحب اسرائيل فهي بلد عظيم وكوسوفو صديقة لإسرائيل كما كان قد وصف شارون بأنه زعيم عظيم.وموقف إسرائيل هذا هو من المواقف النادرة الذي لم تتفق فيه مع حليفتها –الولايات المتحدة ألأمريكية. ولا شك أن اسرائيل ناقمة على حلفائها واصدقائها الذين كانوا السبب الرئيس في استقلال كوسفو إلا أن هذا على مايبدو ليس السبب في عدم الإعتراف بهذه الدولة الجديدة. فهناك سبب أعمق من ذلك عبر عنه بعض الإكاديميين والسياسيين الذين يرون بإن اسرائيل يجب أن تعارض فكرة أن النزاع السياسي والإقليمي يمكن أن يحل بطريقة تفرضه قوى خارجية من دون موافقة كل أطراف النزاع لأن هذا يعني امكانية فرض حل على إسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين نحن نحتاج إلى وقت نتأمل فيه في احتمالات نتائج إعلان الإستقلال وتأثيره على عملية السلام وكذلك على وضع العرب الإسرائيليين. كما أشار إلى هذا عضو الكنيست أرياه الداد بشكل أوضح في صحيفة معاريف بعد أن أُعلن استقلال كوسفو إذ قال "إذا اعترفت اسرائيل بكوسفو فليس لإسرائيل أي حق قانوني أو سياسي أو اخلاقي في أن تمنع ظهور دولة عربية في الجليل وشمال النقب لأنها اذا اعترفت بكوسفو فيجب أن تعترف باستقلال العرب(الفلسطينيين) إذلافرق بين الإثنين .وأضاف اننا يجب أن لاننسى بأن العرب والكارهين لإسرائيل في أوروبا يظهرون اسرائيل بنفس الصورة التي يظهرون بها الصرب حيث تتهم بارتكاب المذابح كما يتهم الصرب وعندما يأتي اليوم الذي يعلن فيه عرب الجليل استقلالهم فان اسرائيل ليس عندها الطريقة التي تمنعهم اذا هي اعترفت اليوم ببلد وجد على نفس الأسس".وهذا التخوف ليس جديداً بل هو هاجس يعتمل في نفوس المسؤولين الإسرائيليين ويعبرون عنه كلما كانت هناك مناسبة له. وكان أرئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل السابق قد عبر عن هذا التخوف أيضا عندما قصف حلف الناتو صربيا حيث قال "إن اسرائيل ترفض أن تعطي شرعية لاعتداء الناتو على صربيا الذي تقوده الولايات المتحدة..إذ أن اسرائيل يمكن أن تكون الضحية القادمة لما يحدث في كوسفو...تصوروا ماذا سوف يحدث لو أن العرب في يوم جميل أعلنوا الإستقلال الذاتي في منطقة الجليل وانضموا إلى السلطة الفلسطينية".ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن اعترافها باستقلال كوسفو بدون الأمم المتحدة سيكون سابقة يستغلها الفلسطينيون إذا لم تحقق المحادثات نتائج ملموسة أو تأتي حكومة(اسرائيلية)لاتلزم نفسها بالمحادثات. وهذا ماعبر عنه أمين اللجنة الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بقوله
"نحن مع المفاوضات، لكن اذا لم نحقق نتيجة في فترة قصيرة فإننا سندرس خياراتنا، ومنها اعلان الاستقلال من جانب واحد".وموقف اسرائيل هذا يجعلها في مصاف الدول التي لم تعترف باستقلال كوسوفو مثل اسبانيا وسريلانكا وجورجيا وغيرها بسبب مطالبة بعض الأثنيات من سكانها بالإستقلال.
وربما تخشى اسرائيل أيضا أن اعترافها بكوسفو قد يؤثر على العلاقات مع روسيا التي رفضت منذ البداية استقلال كوسفو وحاولت إيقافه أو عرقلته ولكنها لم تنجح. وعلاقة اسرائيل مع روسيا هي اليوم على أفضل احوالها على الرغم من مساعدة روسيا لإيران في برنامجها النووي. وهي تريد لهذه العلاقة أن لاتتأثر .فهي لم تنتقد بوتين حول هذه المساعدة طيلة الفترة الماضية.إذ هي تأمل في أن يكون لروسيا دور في فرض الحصارعلى إيران التي يضيق عليها الغرب الخناق بسبب برنامجها النووي والتي هي تصر على الاستمرار فيه.واسرائيل هي من الدول الناشطة لإصدار قرارات من مجلس الأمن لفرض الحصار بكل أشكاله على إيران لأنها تعتقد بأنها هي المستهدفة دون غيرها بالبرنامج المذكور.وربما هي لاتريد أن تثيرغضب الشعب الروسي باعترافها بدولة يرفض بلدهم استقلالها كي لايكون هناك رد فعل منه يتمثل في العداء لليهود والذي حاول بوتين التقليل منه في السنوات الماضية. كما أن ديمتري مدفيدف الذي اختاره بوتين لخلافته هو صديق لليهود وكان قد زار الجالية اليهودية قبل ثلاثة أيام من الإعلان عن ترشيحه. وبسبب علاقته مع الجالية اليهودية يتهمه القوميون الروس بانه يهودي. ويضاف إلى ذلك علاقة إسرائيل المتينة والمتطورة مع صربيا.وكل هذا له أهمية استراتيجية تفوق أهمية الإعتراف بكوسفو على الأقل في الوقت الحاضر.
اعلنت كوسفو استقلالها في 17 من هذا الشهر(فبراير-شباط)بعد تدخل خارجي من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الإتحاد ألأوربي.وقد ارسل برلمان كوسفو رسائل إلى الدول يطلب منها الإعتراف بها.وقد اعترف بعضها ورفض بعضها الآخر وانتظرت دول أخرى. وبعض هذه الدول التي اعترفت هي من حلفاء اسرائيل واصدقائها.أماهي نفسها فقد تريثت ولم تعترف إلى الآن. واعلن الناطق باسم خارجيتها في بيان موجز ومقتضب إن اسرائيل تابعت التطورات التي تتعلق باستقلال كوسفو وهي ستحدد موقفها في المستقبل"وهي أعلنت عن موقفها على الرغم من أن هاشم ثاجي رئيس وزراء كوسفو يعتبر نفسه صديقا لإسرائيل وكان قد زارها من قبل واجتمع ببعض المسؤولين فيها وقال في تصريح له إنني أحب اسرائيل فهي بلد عظيم وكوسوفو صديقة لإسرائيل كما كان قد وصف شارون بأنه زعيم عظيم.وموقف إسرائيل هذا هو من المواقف النادرة الذي لم تتفق فيه مع حليفتها –الولايات المتحدة ألأمريكية. ولا شك أن اسرائيل ناقمة على حلفائها واصدقائها الذين كانوا السبب الرئيس في استقلال كوسفو إلا أن هذا على مايبدو ليس السبب في عدم الإعتراف بهذه الدولة الجديدة. فهناك سبب أعمق من ذلك عبر عنه بعض الإكاديميين والسياسيين الذين يرون بإن اسرائيل يجب أن تعارض فكرة أن النزاع السياسي والإقليمي يمكن أن يحل بطريقة تفرضه قوى خارجية من دون موافقة كل أطراف النزاع لأن هذا يعني امكانية فرض حل على إسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين نحن نحتاج إلى وقت نتأمل فيه في احتمالات نتائج إعلان الإستقلال وتأثيره على عملية السلام وكذلك على وضع العرب الإسرائيليين. كما أشار إلى هذا عضو الكنيست أرياه الداد بشكل أوضح في صحيفة معاريف بعد أن أُعلن استقلال كوسفو إذ قال "إذا اعترفت اسرائيل بكوسفو فليس لإسرائيل أي حق قانوني أو سياسي أو اخلاقي في أن تمنع ظهور دولة عربية في الجليل وشمال النقب لأنها اذا اعترفت بكوسفو فيجب أن تعترف باستقلال العرب(الفلسطينيين) إذلافرق بين الإثنين .وأضاف اننا يجب أن لاننسى بأن العرب والكارهين لإسرائيل في أوروبا يظهرون اسرائيل بنفس الصورة التي يظهرون بها الصرب حيث تتهم بارتكاب المذابح كما يتهم الصرب وعندما يأتي اليوم الذي يعلن فيه عرب الجليل استقلالهم فان اسرائيل ليس عندها الطريقة التي تمنعهم اذا هي اعترفت اليوم ببلد وجد على نفس الأسس".وهذا التخوف ليس جديداً بل هو هاجس يعتمل في نفوس المسؤولين الإسرائيليين ويعبرون عنه كلما كانت هناك مناسبة له. وكان أرئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل السابق قد عبر عن هذا التخوف أيضا عندما قصف حلف الناتو صربيا حيث قال "إن اسرائيل ترفض أن تعطي شرعية لاعتداء الناتو على صربيا الذي تقوده الولايات المتحدة..إذ أن اسرائيل يمكن أن تكون الضحية القادمة لما يحدث في كوسفو...تصوروا ماذا سوف يحدث لو أن العرب في يوم جميل أعلنوا الإستقلال الذاتي في منطقة الجليل وانضموا إلى السلطة الفلسطينية".ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن اعترافها باستقلال كوسفو بدون الأمم المتحدة سيكون سابقة يستغلها الفلسطينيون إذا لم تحقق المحادثات نتائج ملموسة أو تأتي حكومة(اسرائيلية)لاتلزم نفسها بالمحادثات. وهذا ماعبر عنه أمين اللجنة الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بقوله
"نحن مع المفاوضات، لكن اذا لم نحقق نتيجة في فترة قصيرة فإننا سندرس خياراتنا، ومنها اعلان الاستقلال من جانب واحد".وموقف اسرائيل هذا يجعلها في مصاف الدول التي لم تعترف باستقلال كوسوفو مثل اسبانيا وسريلانكا وجورجيا وغيرها بسبب مطالبة بعض الأثنيات من سكانها بالإستقلال.
وربما تخشى اسرائيل أيضا أن اعترافها بكوسفو قد يؤثر على العلاقات مع روسيا التي رفضت منذ البداية استقلال كوسفو وحاولت إيقافه أو عرقلته ولكنها لم تنجح. وعلاقة اسرائيل مع روسيا هي اليوم على أفضل احوالها على الرغم من مساعدة روسيا لإيران في برنامجها النووي. وهي تريد لهذه العلاقة أن لاتتأثر .فهي لم تنتقد بوتين حول هذه المساعدة طيلة الفترة الماضية.إذ هي تأمل في أن يكون لروسيا دور في فرض الحصارعلى إيران التي يضيق عليها الغرب الخناق بسبب برنامجها النووي والتي هي تصر على الاستمرار فيه.واسرائيل هي من الدول الناشطة لإصدار قرارات من مجلس الأمن لفرض الحصار بكل أشكاله على إيران لأنها تعتقد بأنها هي المستهدفة دون غيرها بالبرنامج المذكور.وربما هي لاتريد أن تثيرغضب الشعب الروسي باعترافها بدولة يرفض بلدهم استقلالها كي لايكون هناك رد فعل منه يتمثل في العداء لليهود والذي حاول بوتين التقليل منه في السنوات الماضية. كما أن ديمتري مدفيدف الذي اختاره بوتين لخلافته هو صديق لليهود وكان قد زار الجالية اليهودية قبل ثلاثة أيام من الإعلان عن ترشيحه. وبسبب علاقته مع الجالية اليهودية يتهمه القوميون الروس بانه يهودي. ويضاف إلى ذلك علاقة إسرائيل المتينة والمتطورة مع صربيا.وكل هذا له أهمية استراتيجية تفوق أهمية الإعتراف بكوسفو على الأقل في الوقت الحاضر.