بسم الله الرحمن الرحيم
..................................
قراءة في تاريخ القوة الجوية العراقية
بقلم اللّواء الطيارالركن /قائد قرش مشذوب – مدير العمليات الجوية
.........................................
المقدمة
نقدم قراءة في تاريخ القوة الجوية وبدايات تشكيلها منذ الاحتلال البريطاني للعراق في عشرينيات القرن العشرين بمساعدة بريطانية وبعد تشكيل الحكومة العراقية مارست بريطانية المماطلة بشتى الوسائل لتأخير تشكيل قوة جوية فعالة رغم هيمنتها على الجيش العراقي آنذاك وسوف نقدم هذه الدراسة بشكل حلقات وإنها مطولة تقريبا ولكي نذكر الأجيال سواء في قواتنا المسلحة أو المعنيين بدراسة التاريخ عن مداخلات تشكيل القوة الجوية العراقية التي تعتبر من أقدم القوات الجوية في الشرق الأوسط .
إن بريطانيا لها عذرها في المماطلة وتأخير تشكيل قوة جوية وجيش عراقي وان لها الحق في ذالك الوقت بالاحتفاظ بجيش يحمي مصالحها وكانت غايته آنذاك قمع انتفاضة في الجنوب وبالشمال في آن واحد وليس له القدرة على القيام بالدفاع عن الوطن وذالك لان بريطانيا دولة مستعمرة آنذاك وغايتها الهيمنة وحماية مصالحهانحن نعتقد في الوقت الحاضر إن غاية أمريكا كما هو معلن تختلف بشكل كلي عن الأهداف الأستعمارية لبريطانيا حيث أنّ هدفها ليس استعماريا .
وإنّ ما جاءت به أمريكا هو مكافحة الإرهاب والقضاء على الدكتاتورية وإرساء أسس الحرية والديمقراطية للعراق . لذلك نحن نطمح بالدعم الأمريكي للقوة الجوية والجيش العراقي لكي يصبح العراق قادرا على مقاومة الإرهاب كهدف أول والدفاع عن نفسه إزاء التهديدات الخارجية عند رحيل قوات متعددة الجنسيات ومساعدتنا على الحصول على طائرات تتناسب مع التهديد الداخلي والخارجي.
بعد تأسيس الجيش العراقي في عهد الاحتلال البريطاني بدأ السياسيون يفكرون في إنشاء قوة جوية لزيادة القدرة القتالية للجيش لان القوة الجوية سلاح له تأثير ووزن كبير على سير العمليات من كافة النواحي، بدأ التفكير بإنشاء قوة جوية صغيرة تتوسع تدريجيا مع الحاجة الفعلية للجيش وعلى اثر ذلك قررت الحكومة العراقية آنذاك إدراج ذالك المتطلب بصورة رسمية باتفاقية عسكرية وقعت عام 1924 م مع الحكومة البريطانية وألحقت بمعاهدة الصداقة البريطانية لسنة 1922م النافذة المفعول لمدة عشرين عام .
وقد جاء بالفقرة السابعة من تقرير المندوب السامي البريطاني أن القوة الجوية البريطانية سوف تنسحب من العراق خلال أربع سنوات فإذا لم يسمح للحكومة العراقية بالبدء بإنشاء قوة جوية خاصة بها قبل ذالك فان جيشها سوف يجد نفسه عاجزا من المحافظة على النظام وإخضاع السكان الذين سيعلمون بان القوة الساندة لهذا الجيش قد انسحبت وتركت البلاد .
موقف الحكومة البريطانية
أخذت الحكومة البريطانية بعد شعورها بعزم العراق على تقوية جيشه وإنشاء قوة جوية خاصة به تماطل وتضع العراقيل بوجه هذه الفكرة وامتنعت عن إعطاء أي معلومات أو مقترحات عن أسلوب إدارة القوة الجوية وتنظيمها ولم تكتفي الجهات البريطانية بذلك بل راحت تصدر إلى المستشارين العسكريين البريطانيين العاملين مع الجيش العراقي تعليمات بان يقدموا مقترحات من شانها العمل على تعويق نمو الجيش العراقي وتطويره .
موقف الحكومة العراقية
أثار هذا الموقف البريطاني حفيظة رئيس الوزراء العراقي آنذاك فصرح في المؤتمر الذي عقد في دار المندوب السامي البريطاني في بغداد في 30 آذار 1925م وحضره وزيرا المستعمرات والطيران البريطانيين بشعوره باتجاه هذه المعوقات وخيبة أمله من موقف الحكومة البريطانية وقد شعرت الحكومات العراقية المتعاقبة بعدم جدوى الاتصالات الشخصية والوعود الشفوية لتطوير الجيش العراقي فعمدت إلى الكتابة إلى الجهات البريطانية المسؤولة مبدية استياءها من هذه المماطلة ، وفي 14 نيسان عام 1925م كتب رئيس الوزراء العراقي إلى المندوب السامي البريطاني كتابا برقم 931 مبينا تذمره من هذه المعوقات .
وبعدها كتب رئيس الوزراء العراقي كتابا آخر إلى المندوب السامي البريطاني برقم 2993 بتاريخ 16 تشرين الأول سنة 1926م مبديا تأثره من المماطلة البريطانية أكثر من سنتين وعدم تطبيق بريطانيا المادة الثانية من الاتفاقية العسكرية المبرمة بين الحكومتين التي تنص على قيام بريطانيا بتدريب طيارين عراقيين في بريطانيا وكل ما تطلبه الحكومة العراقية هو تنفيذ البريطانيين تعهداتهم الصريحة خاصة بعد أن تم حسم مسألة أجور تدريب الطيارين بمبلغ أربعة ليرات انكليزية .
مشروع الجنرال ديلي
طلبت الحكومة العراقية من المفتش العام الجنرال ديلي تقديم مشروع لتطوير الجيش العراقي ليصبح قادرا على القيام بواجبات الدفاع عن بلده بعد انسحاب القوات البريطانية وقد قدم الجنرال ديلي في 7 آذار 1926م تقرير جاء في المادة الثانية منه ما يخص تطوير القوة الجوية العراقية ومن هنا بدأت قناعات بعض القادة البريطانيين تتحول نحو تقوية الجيش العراقي من خلال دعم القوة الجوية العراقية.
جواب المندوب السامي البريطاني
كان جواب المندوب السامي البريطاني بكتابه المرقم (BR226 ) والمؤرخ 20 تشرين الأول عام 1926م مخيبا لآمال الحكومة العراقية اسوةً بما سبق في الاتصالات السابقة رغم انه ترك الباب مفتوحا على مصراعيه وذلك بوعده بأنه عازم على مفاتحة وزير المستعمرات عند قيامه بزيارة بريطانيا وانه لم يمض وقت طويل قبل الحصول على نتيجة مرضية من رسالة المندوب السامي في 20 1926.
موقف الحكومة البريطانية من مشروع الجنرال ديلي
طلبت الحكومة البريطانية من الجنرال ديلي إعادة النظر بمشروعه لأنه كان أكثر بكثير مما كانت ترغب به الحكومة البريطانية وقدم الجنرال ديلي بعد ذالك مشروعا بديلا سمي بالمشروع المعدل وقبلته الحكومة العراقية على مضض لأنه يمثل الحد الأدنى من القبول إلا إن الحكومة البريطانية رأت في هذا المشروع المعدل زيادة في حجم الجيش العراقي لاتتفق مع التوجهات البريطانية وقد جاء واضحاً في رسالة المندوب السامي في العراق إلى وزارة المستعمرات في 19 كانون الثاني 1927م إذ يبين في الرسالة إن ما ورد في المقترح لاينطبق كليا على المشورة الرسمية التي أسدتها الحكومة البريطانية من حيث ان الغاية هي تأليف جيش تقتصر مهمته الأساسية على توطيد الامن في البلاد .
أرسل المندوب السامي إلى وزارة المستعمرات مذكرة أكثر تفصيلا بيّن فيها حجم القوة الجوية العراقية المقترح تنفيذه للسياسة البريطانية وقد اقترح ان تكون القوة الجوية للدولة العراقية بقوة سرب واحد مؤلفة من 12 طائرة في سنة 1932م/ 1933م بدلا من مقترح سابق بتكوين سربين وكل سرب يحتوي على 18 طائرة بعدها استمرت الاتصالات بين الحكومة العراقية والبريطانية وتم عقد اجتماع بين المندوب السامي ورئيس الوزراء العراقي والمفتش العام الجنرال ديلي يوم 2 نيسان 1927م نوقشت فيه أمور تخص تطوير الجيش والقوة الجوية وقد أرسل المندوب السامي البريطاني في 3 نيسان 1927م مذكرة إلى وزارة المستعمرات بين فيها مادار في ذلك الاجتماع .
موافقة الحكومة البريطانية والدورة الأولى
بعد الإلحاح من الحكومة العراقية وافقت الحكومة البريطانية على تدريب 6 طيارين و 16 فنياً ، وقد تم الاتفاق على ان تكون دورة الفنيين في معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد حاليا) والطيارين في انكلترا . وقد تم اختيار طلاب الدورة الأولى لأيفادهم إلى انكلترا للتدريب وليكونوا نواة القوة الجوية العراقية المزمع إنشاؤها وفيما يلي أسماء طلاب الدورة الأولى
..................................
قراءة في تاريخ القوة الجوية العراقية
بقلم اللّواء الطيارالركن /قائد قرش مشذوب – مدير العمليات الجوية
.........................................
المقدمة
نقدم قراءة في تاريخ القوة الجوية وبدايات تشكيلها منذ الاحتلال البريطاني للعراق في عشرينيات القرن العشرين بمساعدة بريطانية وبعد تشكيل الحكومة العراقية مارست بريطانية المماطلة بشتى الوسائل لتأخير تشكيل قوة جوية فعالة رغم هيمنتها على الجيش العراقي آنذاك وسوف نقدم هذه الدراسة بشكل حلقات وإنها مطولة تقريبا ولكي نذكر الأجيال سواء في قواتنا المسلحة أو المعنيين بدراسة التاريخ عن مداخلات تشكيل القوة الجوية العراقية التي تعتبر من أقدم القوات الجوية في الشرق الأوسط .
إن بريطانيا لها عذرها في المماطلة وتأخير تشكيل قوة جوية وجيش عراقي وان لها الحق في ذالك الوقت بالاحتفاظ بجيش يحمي مصالحها وكانت غايته آنذاك قمع انتفاضة في الجنوب وبالشمال في آن واحد وليس له القدرة على القيام بالدفاع عن الوطن وذالك لان بريطانيا دولة مستعمرة آنذاك وغايتها الهيمنة وحماية مصالحهانحن نعتقد في الوقت الحاضر إن غاية أمريكا كما هو معلن تختلف بشكل كلي عن الأهداف الأستعمارية لبريطانيا حيث أنّ هدفها ليس استعماريا .
وإنّ ما جاءت به أمريكا هو مكافحة الإرهاب والقضاء على الدكتاتورية وإرساء أسس الحرية والديمقراطية للعراق . لذلك نحن نطمح بالدعم الأمريكي للقوة الجوية والجيش العراقي لكي يصبح العراق قادرا على مقاومة الإرهاب كهدف أول والدفاع عن نفسه إزاء التهديدات الخارجية عند رحيل قوات متعددة الجنسيات ومساعدتنا على الحصول على طائرات تتناسب مع التهديد الداخلي والخارجي.
بعد تأسيس الجيش العراقي في عهد الاحتلال البريطاني بدأ السياسيون يفكرون في إنشاء قوة جوية لزيادة القدرة القتالية للجيش لان القوة الجوية سلاح له تأثير ووزن كبير على سير العمليات من كافة النواحي، بدأ التفكير بإنشاء قوة جوية صغيرة تتوسع تدريجيا مع الحاجة الفعلية للجيش وعلى اثر ذلك قررت الحكومة العراقية آنذاك إدراج ذالك المتطلب بصورة رسمية باتفاقية عسكرية وقعت عام 1924 م مع الحكومة البريطانية وألحقت بمعاهدة الصداقة البريطانية لسنة 1922م النافذة المفعول لمدة عشرين عام .
وقد جاء بالفقرة السابعة من تقرير المندوب السامي البريطاني أن القوة الجوية البريطانية سوف تنسحب من العراق خلال أربع سنوات فإذا لم يسمح للحكومة العراقية بالبدء بإنشاء قوة جوية خاصة بها قبل ذالك فان جيشها سوف يجد نفسه عاجزا من المحافظة على النظام وإخضاع السكان الذين سيعلمون بان القوة الساندة لهذا الجيش قد انسحبت وتركت البلاد .
موقف الحكومة البريطانية
أخذت الحكومة البريطانية بعد شعورها بعزم العراق على تقوية جيشه وإنشاء قوة جوية خاصة به تماطل وتضع العراقيل بوجه هذه الفكرة وامتنعت عن إعطاء أي معلومات أو مقترحات عن أسلوب إدارة القوة الجوية وتنظيمها ولم تكتفي الجهات البريطانية بذلك بل راحت تصدر إلى المستشارين العسكريين البريطانيين العاملين مع الجيش العراقي تعليمات بان يقدموا مقترحات من شانها العمل على تعويق نمو الجيش العراقي وتطويره .
موقف الحكومة العراقية
أثار هذا الموقف البريطاني حفيظة رئيس الوزراء العراقي آنذاك فصرح في المؤتمر الذي عقد في دار المندوب السامي البريطاني في بغداد في 30 آذار 1925م وحضره وزيرا المستعمرات والطيران البريطانيين بشعوره باتجاه هذه المعوقات وخيبة أمله من موقف الحكومة البريطانية وقد شعرت الحكومات العراقية المتعاقبة بعدم جدوى الاتصالات الشخصية والوعود الشفوية لتطوير الجيش العراقي فعمدت إلى الكتابة إلى الجهات البريطانية المسؤولة مبدية استياءها من هذه المماطلة ، وفي 14 نيسان عام 1925م كتب رئيس الوزراء العراقي إلى المندوب السامي البريطاني كتابا برقم 931 مبينا تذمره من هذه المعوقات .
وبعدها كتب رئيس الوزراء العراقي كتابا آخر إلى المندوب السامي البريطاني برقم 2993 بتاريخ 16 تشرين الأول سنة 1926م مبديا تأثره من المماطلة البريطانية أكثر من سنتين وعدم تطبيق بريطانيا المادة الثانية من الاتفاقية العسكرية المبرمة بين الحكومتين التي تنص على قيام بريطانيا بتدريب طيارين عراقيين في بريطانيا وكل ما تطلبه الحكومة العراقية هو تنفيذ البريطانيين تعهداتهم الصريحة خاصة بعد أن تم حسم مسألة أجور تدريب الطيارين بمبلغ أربعة ليرات انكليزية .
مشروع الجنرال ديلي
طلبت الحكومة العراقية من المفتش العام الجنرال ديلي تقديم مشروع لتطوير الجيش العراقي ليصبح قادرا على القيام بواجبات الدفاع عن بلده بعد انسحاب القوات البريطانية وقد قدم الجنرال ديلي في 7 آذار 1926م تقرير جاء في المادة الثانية منه ما يخص تطوير القوة الجوية العراقية ومن هنا بدأت قناعات بعض القادة البريطانيين تتحول نحو تقوية الجيش العراقي من خلال دعم القوة الجوية العراقية.
جواب المندوب السامي البريطاني
كان جواب المندوب السامي البريطاني بكتابه المرقم (BR226 ) والمؤرخ 20 تشرين الأول عام 1926م مخيبا لآمال الحكومة العراقية اسوةً بما سبق في الاتصالات السابقة رغم انه ترك الباب مفتوحا على مصراعيه وذلك بوعده بأنه عازم على مفاتحة وزير المستعمرات عند قيامه بزيارة بريطانيا وانه لم يمض وقت طويل قبل الحصول على نتيجة مرضية من رسالة المندوب السامي في 20 1926.
موقف الحكومة البريطانية من مشروع الجنرال ديلي
طلبت الحكومة البريطانية من الجنرال ديلي إعادة النظر بمشروعه لأنه كان أكثر بكثير مما كانت ترغب به الحكومة البريطانية وقدم الجنرال ديلي بعد ذالك مشروعا بديلا سمي بالمشروع المعدل وقبلته الحكومة العراقية على مضض لأنه يمثل الحد الأدنى من القبول إلا إن الحكومة البريطانية رأت في هذا المشروع المعدل زيادة في حجم الجيش العراقي لاتتفق مع التوجهات البريطانية وقد جاء واضحاً في رسالة المندوب السامي في العراق إلى وزارة المستعمرات في 19 كانون الثاني 1927م إذ يبين في الرسالة إن ما ورد في المقترح لاينطبق كليا على المشورة الرسمية التي أسدتها الحكومة البريطانية من حيث ان الغاية هي تأليف جيش تقتصر مهمته الأساسية على توطيد الامن في البلاد .
أرسل المندوب السامي إلى وزارة المستعمرات مذكرة أكثر تفصيلا بيّن فيها حجم القوة الجوية العراقية المقترح تنفيذه للسياسة البريطانية وقد اقترح ان تكون القوة الجوية للدولة العراقية بقوة سرب واحد مؤلفة من 12 طائرة في سنة 1932م/ 1933م بدلا من مقترح سابق بتكوين سربين وكل سرب يحتوي على 18 طائرة بعدها استمرت الاتصالات بين الحكومة العراقية والبريطانية وتم عقد اجتماع بين المندوب السامي ورئيس الوزراء العراقي والمفتش العام الجنرال ديلي يوم 2 نيسان 1927م نوقشت فيه أمور تخص تطوير الجيش والقوة الجوية وقد أرسل المندوب السامي البريطاني في 3 نيسان 1927م مذكرة إلى وزارة المستعمرات بين فيها مادار في ذلك الاجتماع .
موافقة الحكومة البريطانية والدورة الأولى
بعد الإلحاح من الحكومة العراقية وافقت الحكومة البريطانية على تدريب 6 طيارين و 16 فنياً ، وقد تم الاتفاق على ان تكون دورة الفنيين في معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد حاليا) والطيارين في انكلترا . وقد تم اختيار طلاب الدورة الأولى لأيفادهم إلى انكلترا للتدريب وليكونوا نواة القوة الجوية العراقية المزمع إنشاؤها وفيما يلي أسماء طلاب الدورة الأولى
1. محمد علي جواد / طالب في الصف المتقدم في المدرسة العسكرية.
2. ناطق محمد الطائي / طالب في الصف المتقدم في المدرسة العسكرية.
3. موسى علي / طالب في الصف المتقدم في المدرسة العسكرية.
4. ناصر حسين / طالب في الصف المتوسط في المدرسة العسكرية.
5 . حفظي عزيز / طالب في الصف الرابع الثانوي في الإعدادية المركزية
6 . بشير يعقوب / كاتب في وزارة المالية .
ومن الجدير بالذكر أن حفظي عزيز وبشير يعقوب كانا يفتقدان أي إلمام بالتدريب العسكري , لذا تقرر إبقاؤها في المدرسة العسكرية في بغداد لمدة ثلاثة أشهر . غادر الطلاب إلى بريطانيا في 19 آيار 1927م وتم إسكانهم عند بعض الأسر الانكليزية لمساعدتهم في تعلم اللغة الانكليزية . وفي 1 أيلول 1927م انظم الطلاب الستة إلى كلية القوة الجوية البريطانية ( كران ويل ) حيث بدأت الدراسة لمدة سنتين .
الاتصالات لإنشاء القوة الجوية
كانت الحكومة العراقية تلح على إنشاء القوة الجوية والحكومة البريطانية تماطل والدليل على ذلك المذكرة التي رفعها المندوب السامي البريطاني إلى رئيس الوزراء العراقي المرقمة B.R 270) ) في 1928 والتي تبين وجهة نظر الحكومة البريطانية في إنشاء قوة جوية والتي دلت على عدم رغبتها في إنشاء تلك القوة .
وتنص الفقرة ( و ) من المادة الخامسة من المذكرة (B.R 270) في 27 شباط 1928م بأن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية ستستمرعلى تدريب العراقيين لأجل تأسيس قوة جوية عراقية غير أنّ الحكومة لها الحق في تحديد تاريخ وحدة الطيران العراقية وقد أبدت الحكومة العراقية استيائها وخاصةً وزير الدفاع لان هذا مخالف لنصوص الاتفاقية العسكرية المبرمة بين الحكومة البريطانية والحكومة العراقية لأنها تمنع تشكيل قوة جوية بدون موافقة الحكومة البريطانية.
بعد انتهاء مدة خدمة الجنرال ديلي كمفتش عام في العراق عُين بدله الجنرال لوخ مفتشاً عاماً في الجيش العراقي وكان اشد تعصبا من سلفه ومواقفه معرقلة لإنشاء قوة جوية عراقية . وتقدم هذا الجنرال بمشروع جديد لتطوير الجيش العراقي ولكنه في الحقيقة كان مشروعاً لتأخير الجيش العراقي وليس تطويره . أثار هذا المشروع حفيظة رئيس الوزراء العراقي في وقته وعلق على فقراته في كتابه المرقم 959 والمؤرخ 9 آذار 1929م .
أود أن أنقل فقرات مشروع المفتش العام وتعليق وزير الدفاع العراقي عليه . اقترح المفتش العام أن تمنح الحكومة البريطانية أعانة قدرها تسعة الكاك ( الكاك كلمة هندية تعني عشرة آلاف روبيه ) لسنة 1928- 1929 م بشرط ان لايخفض عدد الضباط البريطانيين الملحقين في الجيش العراقي عن 46 ضابط ويعاد النظر في هذا القرار في السنوات المقبلة فيما اذا منح هذه المساعدات أم لا .
وقد علق وزير الدفاع العراقي بقوله ان قضية المساعدات المالية وعدد الضباط البريطانيين لاتزال قيد البحث بين الحكومتين ولم يبت بشأنها بعد . وان مبلغ (9) الكاك المقترح منحها بصيغة مساعدة مالية لسنة ( 1928 – 1929 م ) يعادل نصف المساعدات التي وضعت في الخزينة العراقية لكل من السنتين الماضيتين ، والشرط القاضي بان لايقل عدد الضباط البريطانيين الملحقين بالقوات العراقية عن (46 ) ضابط يقضي بصرف هذه المساعدات على أولئك الضباط . ان أهم مايلفت النظر الى الموضوع هو كونه لايمكن العراق خلال الاحد عشرة سنة القادمة إلا من تحسين قواته الحالية وإضافة قوة جوية ضئيلة إلى الجيش .
تخرج دورة الطيران الأولى
تخرج خمسة من الطلاب الستة الذين ارسلوا الى كلية كران ويل في آب 1929 م ومنحوا حق حمل جناح الطيران بموجب أمر وزارة الطيران البريطانية المرقم (B.R 37/788813) المؤرخ 22آب 1929 م. بعد تخرجهم التحق أربعة منهم في أسراب القوة الجوية البريطانية للتدريب المتقدم وأعيد الخامس ليعمل في احد الأسراب البريطانية في العراق.
بعد ذلك التحق أربعة طلاب في كلية القوة الجوية البريطانية ( كران ويل ) يمثلون الدورة الثانية. بعد ذلك شعرت الحكومة العراقية ان التدريب في كلية ( كران ويل ) لمدة سنتين يعتبر مدة طويلة لذلك فاتحت الحكومة البريطانية بإرسال دورة ثالثة ويكون تدريبها لمدة إحد عشر شهراً بدلاً من سنتين وأرسل ستة طلاب إلى احدى المدارس الجوية البريطانية . وهكذا أصبح للعراق ثلاث دفعات في بريطانيا للتدريب على الطيران .
شراء الطائرات لإنشاء قوة جوية
استمرت الاتصالات بين الحكومة العراقية والحكومة البريطانية لإنشاء قوة جوية عراقية وشراء طائرات . وأخيرا قدمت البعثة العسكرية البريطانية رأيها وأشارت على الحكومة العراقية بشراء طائرات من نوع جپسي موث ) لسهولة صيانة وإدامة هذا النوع من الطائرات ولم يكن أمام الحكومة العراقية الخيار في شراء نوع آخر من الطائرات لأنه كان النوع الوحيد الذي سمحت الحكومة البريطانية ببيعه إلى العراق .
وتم توقيع العقد على شراء خمس طائرات من نوع ( جبسي موث ) وطائرة واحدة ( جپسي موث ) للنقل والمواصلات . ولما علم طيارو الدورة الأولى بهذه الصفقة اعترضوا عليها لأنها طائرات مدنية خفيفة لايمكن ان تؤدي واجب قتالي أو عسكري . واقترحوا شراء طائرات أكثر فائدة وتطوراً مثل طائرة هوكر هارت وطائرات اطلس ولم يكن الطيارين يعلمون ان الحكومة لاتستطيع شراء مثل هذه الطائرات لان بريطانيا لم تسمح بذلك .
وقد اقترحوا إضافة بعض المعدات لطائرات بس موث لتصبح صالحة للاستعمال العسكري مثل حاملات القنابل وجهاز لاسلكي . وقد أضيفت هذه المعدات مما أدى الى زيادة ثمنها وتأخير استلامها .
اقترحوا إضافة بعض المعدات لطائرات بس موث لتصبح صالحة للاستعمال العسكري مثل حاملات القنابل وجهاز لاسلكي . وقد أضيفت هذه المعدات مما أدى الى زيادة ثمنها وتأخير استلامها .
(استلام الطائرات وإيصالها إلى العراق ( ولادة القوة الجوية)
تسلم الوزير المفوض العراقي في لندن في احتفال رسمي تناقلته الصحافة وحضره جمع غفير من المدعوين العراقيين والأجانب في 15 آذار 1931 م . وقام الطيارون العراقيون بنقل هذه الطائرات بشق النفس لإيصالها إلى العراق أما طائرة المواصلات ( بس موث ) فقد انيطت مهمة نقلها إلى العراق إلى المقدم الانكليزي ( كارتر ) في 8 نيسان 1931م تم توديع الطيارين في لندن في حفل توديع رسمي حضرته الجالية العراقية والصحافة البريطانية .
وتعتبر هذه الرحلة بطائرات بدائية كهذه مغامرة وعملية شاقة . ونشر مع خبر الرحلة صور الطيارين والطائرات , وكانت الرحلة تعقب طريق ( لندن – باريس - ليون – مرسيليا – ميلان – سغرب – بلغراد – تركيا - حلب – الرمادي – بغداد ) وقد قوبل الطيارين في كل مكان نزلوا فيه بالترحاب والحفاوة واستقبلوا إستقبالا رسميا في كل من يوغسلافيا وتركيا وأقامت جمعية الطيران في تركيا حفلا رائعاً لهم وقد استقبلوا في مدينة الرمادي استقبالاً مهيبا وكان في مقدمة المستقبلين محافظ الانبار ( يسمى المتصّرف سابقاً ) وقامت لهم بلدية الرمادي مأدبة طعام كبيرة .
واخيراً وصلت الطائرات بغداد وهبطت في مطار الوشاش حيث كان في استقبالهم جمع غفير من المواطنين يتقدمهم الملك فيصل الأول ملك العراق والملك علي شقيقه والأمير زيد شقيقه والأمير غازي ولي العهد والوزراء ووجهاء الدولة ووقف طلاب المدارس على جانبي الطريق لتحية الطيارين من المطار إلى وزارة الدفاع وأقامت الوزارة لهم حفلاً رسمياً وشعبياًً ونثرت الزهور وهكذا وصلت الطائرات يوم 22 نيسان 1931م احد الأيام الخالدة في تاريخ العراق الذي ولدت فيه القوة الجوية العراقية بوصول أول رف طائرات عراقي .
إنشاء السرب الاول والتوسع في القوة الجوية
تسلم الفنيون الذين أكملوا تدريبهم في مستودع القوة الجوية البريطانية في معسكر الرشيد (الهندي سابقاً) وخصص الوكر رقم ( 1) والأبنية الملحقة به للرف العراقي . وعين الملازم الأول الطيار محمد علي جواد امراً له واتخذ مقره في الوكر المذكور وخصص مقر في وزارة الدفاع لآمر الرف لان القوة الجوية كانت حديثة وتتطلب مراجعات مع الوزارة .
بعد ذلك قررت الحكومة العراقية شراء أربعة طائرات ( جپسي موث ) وفقا لخطة التوسع المقررة للجيش العراقي وقد تم شرائها سنة 1931م . وجلبت إلى مصر بحرا وتمّ تركيبها في مصر بعد إيفاد زمرة من الفنيين العراقيين . كما تمّ تكليف طياري الدورة الثانية الذين أكملوا دراستهم في ( كرانويل ) وتخرجوا في آب 1931م وقد سلك هؤلاء الطيارين في عودتهم لقيادة تلك الطائرات من مصر إلى العراق جواً . طريق مصر – فلسطين – أمارة شرق الاردن٧ (الأردن حالياً) – العراق .
وفي فلسطين تحطمت احدى هذه الطائرات وكان يقودها الملازم الطيار مجد الدين عبد الرحمن النقيب بعد ان ضل طريقه وانفصل عن التشكيل لرداءة الجو , وقد وصلت الطائرات بغداد في 27 ك2 وبوصول هذه الطائرات أصبح للعراق ثماني طائرات جيسي موث وطائرة واحدة بس موث .
وفي أوائل سنة 1932م اشترت الحكومة العراقية بتوجيه من الحكومة البريطانية ثلاث طائرات من طراز بس موث وغادرت الطائرات انكلترا يوم 12 نيسان 1932م سالكه نفس الطريق في الرحلة الأولى وبوصول هذه الطائرات تم تشكيل السرب العراقي الأول الذي كان من المفترض أن يتم تأليفه قبل سنوات وهكذا أصبح السرب الأول يتالف من ثلاثة رفوف يشتمل على رفين من طائرات جمسي موث وعددها 8 طائرات ورف ثالث من طائرات بس موث وعددها 4 طائرات غير حربية .
بقيت الحكومة العراقية تحاول الحصول على طائرات حربية وقد أيد هذا الطلب الجنرال روبنس مفتش الجيش العام الذي صرح في المؤتمر الذي عقد في البلاط الملكي في 30 أيار 1932م والذي بين فيه ان هذه الطائرات لاتستطيع تنفيذ المهمات القتالية التي يمكن ان يتطلبها الموقف لاسيما في المناطق الجبلية حيث علّق ملك العراق على ملاحظات المفتش العام وشكره على رفع مستوى القوة الجوية والجيش والشرطة .
قدمت القوة الجوية مقترحها بخصوص توسيع القوة الجوية العراقية وتزويدها بطائرات أكثر قدرة على العمليات القتالية إلى وزارة الدفاع العراقية بتاريخ 18 آيار 1932 م وقد رفعت إلى مجلس الوزراء وقد حددت متطلبات القوة الجوية بمايلي :-
1. طائرات جديدة.
2. طائرات سرعتها 90 ميل بالساعة .
3. مدى يقارب 350 ميل .
4. طائرات لها القدرة على الطيران بالمناطق الجبلية.
5. المقدرة على حمل رشاشة وثمان قنابل زنة 20 رطل .
6. مزودة بجهاز إرسال واستلام لاسلكي وآلة تصوير وتجهيزات الصحراء والطوارئ.
.................................
بعد سفر وفد من القوة الجوية العراقية لاختيار نوع مقارب لمثل هذه الصفات وبدلا من شراء طائرات حربية كما أرادت الحكومة العراقية , قرر مفتش القوة الجوية شراء طائرات من نوع ( داركون ). وقد امّن مفتش القوة الجوية بذلك غايتين .
1. بقاء القوة الجوية ضعيف.
2. إنعاش الشركات البريطانية وذلك بتصريف منتجاتها الكاسدة .
وبذلك اشترت الحكومة طائرات _ داركون وقد وصلت العراق في 13 آيار 1933م وبوصولها تمّ إنشاء السرب الثاني مواصلات .
.................................
إنشاء مدرسة الطيران
من المعوقات الرئيسية التي واجهت الحكومة العراقية في إنشاء قوة جوية كان العائق المالي وقد طلبت بريطانيا من الحكومة العراقية ان تدفع مبالغ باهضة جدا لقاء تدريب طلابها العراقيين على الطيران في المملكة كما أن بريطانيا كانت تحدد عدد الطيارين الذين يتدربون في أراضيها .
وفي مؤتمر البلاط اقترح الجنرال روبنسن تخصيص طائرة جيمسي موث للتدريب وذلك اقتصاداً بالنفقات ولان هذه الطائرات كانت اصلاً طائرات تدريب وهكذا اتخذت الخطوات بإعداد الطيارين للقوة الجوية وإنشاء سرب تدريب في 1 حزيران 1933م وقد صدرت الأوامر بتسليم هذه الطائرات إلى هذا السرب الجديد في عام 1934 م وبدل اسم السرب إلى مدرسة التدريب .
الخاتمة
مما لاشك فيه أن بداية تشكيل القوة الجوية العراقية واجهت صعوبات جمّة منها موقف الحكومة البريطانية والعامل المادي لكون الدولة العراقية حديثة العهد ولم تكن لديها القدرة على تمويل مشاريع كبيرة بهذا الحجم . ولكن إرادة العراقيين وتصميمهم جعلت تأسيس القوة الجوية في عام 1932م امراً واقعاً برغم تلك الصعوبات .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما سبب رفض فكرة تشكيل جيش جديد وقوة جوية من بعض الفصائل العراقية في هذا الوقت بحجة وجود الاحتلال رغم أن البريطانيين محتلين للعراق آنذاك وان المقاومة في حينها لم تستهدف الجيش ولا الشرطة ولا حتى القوة الجوية ؟
نحن ماضون في تشكيل قوة جوية متطورة بهمة كل العراقيين الشرفاء وبمساعدة الأصدقاء في العالم الحر وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وليندحر الإرهاب في كل بقاع العالم إلى الأبد.
ملحقات
فقرات أصلية من بعض الوثائق
تنص الفقرة ( 5 ) من كتاب رئيس الوزراء العراقي المرقم 931 في 14 نيسان 1925م على ما يلي :
إن السياسة التي اتبعت في نمو الجيش العراقي وتحسين تدريبه حتى اليوم لم تكن مستقرة استقراراً تاماً بموجب ما تعين في مؤتمر القاهرة وفي الاتفاقيتين العسكرية والمالية فيما كانت الحكومة العراقية راغبة في هذا النمو وفي قابليته . وقد أشير إليها من جانب الحكومة البريطانية بلزوم إجراء تخفيض في الجيش والشرطة اقتصاداً في النفقات وذلك بتاريخ 5 حزيران 1922م عند تشكيل لجنة الاقتصاد , وبتاريخ 1 ك2 1923م شكّلت لجنة برئاسة قائد الطيران السيد جوت سالموند .
وقد أجريت في كلتا اللجنتين تنقيحات مضرة بنمو الجيش العراقي وحسن تدريبه . كما ان المعاملات التي جرت في كيفية تموين الجيش العراقي بالمعدات والأسلحة كانت في بعض الأحوال على جانب عظيم من التأخير والتخلف , ولم تنل وزارة الدفاع قبل اليوم المساعدات الكافية من الدوائر ذات الشأن لتدريب العراقيين في انكلترا , كما ان التثبيت في تأليف وحدة طيران عراقية لم يشجع تشجيعاً كافياً في الاونه الأخيرة .
لم تكن سياسة الدفاع عن هذه البلاد مستندة منذ زمن بعيد إلى القوة الجوية البريطانية التابعة لها كل القوات العسكرية , فمن الضروري أولا النظر في الأمر استعداداً للموقف الذي ينشأ عن تخفيض عدد الأسراب الجوية البريطانية تدريجيا . ولا يخفى أن لاسبيل إلى ذلك إلا تأليف قوة جوية عراقية تحل محل الأسراب البريطانية وكان دور قائد القوة الجوية البريطانية في العراق معلوم , وهو السعي إلى تأليف سربين عراقيين كل سرب ( 3 ) رفوف بحيث يتالف كل رف من ستة طائرات , فيبلغ عندئذ مجموع طائرات القوة الجوية المتيسرة للعراق في غضون سنة 1931م ست وثلاثون طائرة . وما لم يتم الشروع في تأليف هذه القوة الجوية فلا يتسنى للبريطانيين تخفيض قطعاتهم تخفيضاً كبيراً . وما دامت القوات الجوية البريطانية في هذه البلاد فلابد من إبقاء قوات برية معها.
فتأليف قوة جوية عراقية أمر أساسي لتنفيذ المقترحات الواردة في هذه المذكرة . وتأليف هذه القوة في أدواره التمهيدية الآن لان أصحاب الأمور قد قبلوا بتدريب أربعة عراقيين بمنزلة طيارين في مصر واربع وعشرون فنياً في وحدة جوية في هذه البلاد . وقد اقترحت كذلك وزارة الطيران تأليف قوة جوية مختلطة من البريطانيين والعراقيين , وان المقترحات العسكرية المخفضة المتروكة في هذا الشأن مبنية على فرض الشروع في إنشاء قوة جوية عراقية تتمكن من العمل حوالي عام 1933م .
إذ ينتظر أن يكون السربان المار ذكرهما جاهزين حينئذ للخدمة. فالبنسبة إلى اتساع مجال القوة الجوية العراقية يضيف مجال الحاجة إلى القوة الجوية البريطانية فينفتح حينئذ الباب للبحث في تعيين الحد الأدنى للقوة المطلوبة .
............................................
فقرات من رسالة المندوب السامي
في 20 ت1 1926م. (BR) 226
لقد أوضحت إلى معالي صبيح بيك عندما بحث لي عن هذه المسألة في المذاكرة التي جرت بيننا حديثاً بناءاً على طلب فخامتكم أن وزارة الطيران البريطانية تميل إلى الاعتقاد بأنه من الحيف أن تصرف دراهم على تعليم هؤلاء الضباط والميكانيكيين فوراً لأنه ليس من الممكن الشروع بتأليف قوة هوائية (جوّية) عراقية حالاً ويحتمل أن الضباط والميكانيكيين سينسون ما تعلموه قبل أن تظهر إلى الوجود قوة هوائية كهذه.
المادة الثانية من الاتفاقية العراقية البريطانية جاء فيها ان المساعدات تشمل
1. تدريب الضباط العراقيين في المملكة المتحدة بقدر مساعدة الظروف على الصنوف البحرية و العسكرية والجوية.
2. تجهيز الجيش العراقي بما يحتاجه من كميات كافية من الاعتدة والسلاح والتجهيزات والطائرات ومن احدث الأنواع
3. تجهيز الحكومة العراقية بالخبراء البريطانيين عند طلبها ذلك ولمدة نفاذ هذه الاتفاقية .
..............................................................
المصادر
الاتصالات لإنشاء القوة الجوية
كانت الحكومة العراقية تلح على إنشاء القوة الجوية والحكومة البريطانية تماطل والدليل على ذلك المذكرة التي رفعها المندوب السامي البريطاني إلى رئيس الوزراء العراقي المرقمة B.R 270) ) في 1928 والتي تبين وجهة نظر الحكومة البريطانية في إنشاء قوة جوية والتي دلت على عدم رغبتها في إنشاء تلك القوة .
وتنص الفقرة ( و ) من المادة الخامسة من المذكرة (B.R 270) في 27 شباط 1928م بأن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية ستستمرعلى تدريب العراقيين لأجل تأسيس قوة جوية عراقية غير أنّ الحكومة لها الحق في تحديد تاريخ وحدة الطيران العراقية وقد أبدت الحكومة العراقية استيائها وخاصةً وزير الدفاع لان هذا مخالف لنصوص الاتفاقية العسكرية المبرمة بين الحكومة البريطانية والحكومة العراقية لأنها تمنع تشكيل قوة جوية بدون موافقة الحكومة البريطانية.
بعد انتهاء مدة خدمة الجنرال ديلي كمفتش عام في العراق عُين بدله الجنرال لوخ مفتشاً عاماً في الجيش العراقي وكان اشد تعصبا من سلفه ومواقفه معرقلة لإنشاء قوة جوية عراقية . وتقدم هذا الجنرال بمشروع جديد لتطوير الجيش العراقي ولكنه في الحقيقة كان مشروعاً لتأخير الجيش العراقي وليس تطويره . أثار هذا المشروع حفيظة رئيس الوزراء العراقي في وقته وعلق على فقراته في كتابه المرقم 959 والمؤرخ 9 آذار 1929م .
أود أن أنقل فقرات مشروع المفتش العام وتعليق وزير الدفاع العراقي عليه . اقترح المفتش العام أن تمنح الحكومة البريطانية أعانة قدرها تسعة الكاك ( الكاك كلمة هندية تعني عشرة آلاف روبيه ) لسنة 1928- 1929 م بشرط ان لايخفض عدد الضباط البريطانيين الملحقين في الجيش العراقي عن 46 ضابط ويعاد النظر في هذا القرار في السنوات المقبلة فيما اذا منح هذه المساعدات أم لا .
وقد علق وزير الدفاع العراقي بقوله ان قضية المساعدات المالية وعدد الضباط البريطانيين لاتزال قيد البحث بين الحكومتين ولم يبت بشأنها بعد . وان مبلغ (9) الكاك المقترح منحها بصيغة مساعدة مالية لسنة ( 1928 – 1929 م ) يعادل نصف المساعدات التي وضعت في الخزينة العراقية لكل من السنتين الماضيتين ، والشرط القاضي بان لايقل عدد الضباط البريطانيين الملحقين بالقوات العراقية عن (46 ) ضابط يقضي بصرف هذه المساعدات على أولئك الضباط . ان أهم مايلفت النظر الى الموضوع هو كونه لايمكن العراق خلال الاحد عشرة سنة القادمة إلا من تحسين قواته الحالية وإضافة قوة جوية ضئيلة إلى الجيش .
تخرج دورة الطيران الأولى
تخرج خمسة من الطلاب الستة الذين ارسلوا الى كلية كران ويل في آب 1929 م ومنحوا حق حمل جناح الطيران بموجب أمر وزارة الطيران البريطانية المرقم (B.R 37/788813) المؤرخ 22آب 1929 م. بعد تخرجهم التحق أربعة منهم في أسراب القوة الجوية البريطانية للتدريب المتقدم وأعيد الخامس ليعمل في احد الأسراب البريطانية في العراق.
بعد ذلك التحق أربعة طلاب في كلية القوة الجوية البريطانية ( كران ويل ) يمثلون الدورة الثانية. بعد ذلك شعرت الحكومة العراقية ان التدريب في كلية ( كران ويل ) لمدة سنتين يعتبر مدة طويلة لذلك فاتحت الحكومة البريطانية بإرسال دورة ثالثة ويكون تدريبها لمدة إحد عشر شهراً بدلاً من سنتين وأرسل ستة طلاب إلى احدى المدارس الجوية البريطانية . وهكذا أصبح للعراق ثلاث دفعات في بريطانيا للتدريب على الطيران .
شراء الطائرات لإنشاء قوة جوية
استمرت الاتصالات بين الحكومة العراقية والحكومة البريطانية لإنشاء قوة جوية عراقية وشراء طائرات . وأخيرا قدمت البعثة العسكرية البريطانية رأيها وأشارت على الحكومة العراقية بشراء طائرات من نوع جپسي موث ) لسهولة صيانة وإدامة هذا النوع من الطائرات ولم يكن أمام الحكومة العراقية الخيار في شراء نوع آخر من الطائرات لأنه كان النوع الوحيد الذي سمحت الحكومة البريطانية ببيعه إلى العراق .
وتم توقيع العقد على شراء خمس طائرات من نوع ( جبسي موث ) وطائرة واحدة ( جپسي موث ) للنقل والمواصلات . ولما علم طيارو الدورة الأولى بهذه الصفقة اعترضوا عليها لأنها طائرات مدنية خفيفة لايمكن ان تؤدي واجب قتالي أو عسكري . واقترحوا شراء طائرات أكثر فائدة وتطوراً مثل طائرة هوكر هارت وطائرات اطلس ولم يكن الطيارين يعلمون ان الحكومة لاتستطيع شراء مثل هذه الطائرات لان بريطانيا لم تسمح بذلك .
وقد اقترحوا إضافة بعض المعدات لطائرات بس موث لتصبح صالحة للاستعمال العسكري مثل حاملات القنابل وجهاز لاسلكي . وقد أضيفت هذه المعدات مما أدى الى زيادة ثمنها وتأخير استلامها .
اقترحوا إضافة بعض المعدات لطائرات بس موث لتصبح صالحة للاستعمال العسكري مثل حاملات القنابل وجهاز لاسلكي . وقد أضيفت هذه المعدات مما أدى الى زيادة ثمنها وتأخير استلامها .
(استلام الطائرات وإيصالها إلى العراق ( ولادة القوة الجوية)
تسلم الوزير المفوض العراقي في لندن في احتفال رسمي تناقلته الصحافة وحضره جمع غفير من المدعوين العراقيين والأجانب في 15 آذار 1931 م . وقام الطيارون العراقيون بنقل هذه الطائرات بشق النفس لإيصالها إلى العراق أما طائرة المواصلات ( بس موث ) فقد انيطت مهمة نقلها إلى العراق إلى المقدم الانكليزي ( كارتر ) في 8 نيسان 1931م تم توديع الطيارين في لندن في حفل توديع رسمي حضرته الجالية العراقية والصحافة البريطانية .
وتعتبر هذه الرحلة بطائرات بدائية كهذه مغامرة وعملية شاقة . ونشر مع خبر الرحلة صور الطيارين والطائرات , وكانت الرحلة تعقب طريق ( لندن – باريس - ليون – مرسيليا – ميلان – سغرب – بلغراد – تركيا - حلب – الرمادي – بغداد ) وقد قوبل الطيارين في كل مكان نزلوا فيه بالترحاب والحفاوة واستقبلوا إستقبالا رسميا في كل من يوغسلافيا وتركيا وأقامت جمعية الطيران في تركيا حفلا رائعاً لهم وقد استقبلوا في مدينة الرمادي استقبالاً مهيبا وكان في مقدمة المستقبلين محافظ الانبار ( يسمى المتصّرف سابقاً ) وقامت لهم بلدية الرمادي مأدبة طعام كبيرة .
واخيراً وصلت الطائرات بغداد وهبطت في مطار الوشاش حيث كان في استقبالهم جمع غفير من المواطنين يتقدمهم الملك فيصل الأول ملك العراق والملك علي شقيقه والأمير زيد شقيقه والأمير غازي ولي العهد والوزراء ووجهاء الدولة ووقف طلاب المدارس على جانبي الطريق لتحية الطيارين من المطار إلى وزارة الدفاع وأقامت الوزارة لهم حفلاً رسمياً وشعبياًً ونثرت الزهور وهكذا وصلت الطائرات يوم 22 نيسان 1931م احد الأيام الخالدة في تاريخ العراق الذي ولدت فيه القوة الجوية العراقية بوصول أول رف طائرات عراقي .
إنشاء السرب الاول والتوسع في القوة الجوية
تسلم الفنيون الذين أكملوا تدريبهم في مستودع القوة الجوية البريطانية في معسكر الرشيد (الهندي سابقاً) وخصص الوكر رقم ( 1) والأبنية الملحقة به للرف العراقي . وعين الملازم الأول الطيار محمد علي جواد امراً له واتخذ مقره في الوكر المذكور وخصص مقر في وزارة الدفاع لآمر الرف لان القوة الجوية كانت حديثة وتتطلب مراجعات مع الوزارة .
بعد ذلك قررت الحكومة العراقية شراء أربعة طائرات ( جپسي موث ) وفقا لخطة التوسع المقررة للجيش العراقي وقد تم شرائها سنة 1931م . وجلبت إلى مصر بحرا وتمّ تركيبها في مصر بعد إيفاد زمرة من الفنيين العراقيين . كما تمّ تكليف طياري الدورة الثانية الذين أكملوا دراستهم في ( كرانويل ) وتخرجوا في آب 1931م وقد سلك هؤلاء الطيارين في عودتهم لقيادة تلك الطائرات من مصر إلى العراق جواً . طريق مصر – فلسطين – أمارة شرق الاردن٧ (الأردن حالياً) – العراق .
وفي فلسطين تحطمت احدى هذه الطائرات وكان يقودها الملازم الطيار مجد الدين عبد الرحمن النقيب بعد ان ضل طريقه وانفصل عن التشكيل لرداءة الجو , وقد وصلت الطائرات بغداد في 27 ك2 وبوصول هذه الطائرات أصبح للعراق ثماني طائرات جيسي موث وطائرة واحدة بس موث .
وفي أوائل سنة 1932م اشترت الحكومة العراقية بتوجيه من الحكومة البريطانية ثلاث طائرات من طراز بس موث وغادرت الطائرات انكلترا يوم 12 نيسان 1932م سالكه نفس الطريق في الرحلة الأولى وبوصول هذه الطائرات تم تشكيل السرب العراقي الأول الذي كان من المفترض أن يتم تأليفه قبل سنوات وهكذا أصبح السرب الأول يتالف من ثلاثة رفوف يشتمل على رفين من طائرات جمسي موث وعددها 8 طائرات ورف ثالث من طائرات بس موث وعددها 4 طائرات غير حربية .
بقيت الحكومة العراقية تحاول الحصول على طائرات حربية وقد أيد هذا الطلب الجنرال روبنس مفتش الجيش العام الذي صرح في المؤتمر الذي عقد في البلاط الملكي في 30 أيار 1932م والذي بين فيه ان هذه الطائرات لاتستطيع تنفيذ المهمات القتالية التي يمكن ان يتطلبها الموقف لاسيما في المناطق الجبلية حيث علّق ملك العراق على ملاحظات المفتش العام وشكره على رفع مستوى القوة الجوية والجيش والشرطة .
قدمت القوة الجوية مقترحها بخصوص توسيع القوة الجوية العراقية وتزويدها بطائرات أكثر قدرة على العمليات القتالية إلى وزارة الدفاع العراقية بتاريخ 18 آيار 1932 م وقد رفعت إلى مجلس الوزراء وقد حددت متطلبات القوة الجوية بمايلي :-
1. طائرات جديدة.
2. طائرات سرعتها 90 ميل بالساعة .
3. مدى يقارب 350 ميل .
4. طائرات لها القدرة على الطيران بالمناطق الجبلية.
5. المقدرة على حمل رشاشة وثمان قنابل زنة 20 رطل .
6. مزودة بجهاز إرسال واستلام لاسلكي وآلة تصوير وتجهيزات الصحراء والطوارئ.
.................................
بعد سفر وفد من القوة الجوية العراقية لاختيار نوع مقارب لمثل هذه الصفات وبدلا من شراء طائرات حربية كما أرادت الحكومة العراقية , قرر مفتش القوة الجوية شراء طائرات من نوع ( داركون ). وقد امّن مفتش القوة الجوية بذلك غايتين .
1. بقاء القوة الجوية ضعيف.
2. إنعاش الشركات البريطانية وذلك بتصريف منتجاتها الكاسدة .
وبذلك اشترت الحكومة طائرات _ داركون وقد وصلت العراق في 13 آيار 1933م وبوصولها تمّ إنشاء السرب الثاني مواصلات .
.................................
إنشاء مدرسة الطيران
من المعوقات الرئيسية التي واجهت الحكومة العراقية في إنشاء قوة جوية كان العائق المالي وقد طلبت بريطانيا من الحكومة العراقية ان تدفع مبالغ باهضة جدا لقاء تدريب طلابها العراقيين على الطيران في المملكة كما أن بريطانيا كانت تحدد عدد الطيارين الذين يتدربون في أراضيها .
وفي مؤتمر البلاط اقترح الجنرال روبنسن تخصيص طائرة جيمسي موث للتدريب وذلك اقتصاداً بالنفقات ولان هذه الطائرات كانت اصلاً طائرات تدريب وهكذا اتخذت الخطوات بإعداد الطيارين للقوة الجوية وإنشاء سرب تدريب في 1 حزيران 1933م وقد صدرت الأوامر بتسليم هذه الطائرات إلى هذا السرب الجديد في عام 1934 م وبدل اسم السرب إلى مدرسة التدريب .
الخاتمة
مما لاشك فيه أن بداية تشكيل القوة الجوية العراقية واجهت صعوبات جمّة منها موقف الحكومة البريطانية والعامل المادي لكون الدولة العراقية حديثة العهد ولم تكن لديها القدرة على تمويل مشاريع كبيرة بهذا الحجم . ولكن إرادة العراقيين وتصميمهم جعلت تأسيس القوة الجوية في عام 1932م امراً واقعاً برغم تلك الصعوبات .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما سبب رفض فكرة تشكيل جيش جديد وقوة جوية من بعض الفصائل العراقية في هذا الوقت بحجة وجود الاحتلال رغم أن البريطانيين محتلين للعراق آنذاك وان المقاومة في حينها لم تستهدف الجيش ولا الشرطة ولا حتى القوة الجوية ؟
نحن ماضون في تشكيل قوة جوية متطورة بهمة كل العراقيين الشرفاء وبمساعدة الأصدقاء في العالم الحر وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وليندحر الإرهاب في كل بقاع العالم إلى الأبد.
ملحقات
فقرات أصلية من بعض الوثائق
تنص الفقرة ( 5 ) من كتاب رئيس الوزراء العراقي المرقم 931 في 14 نيسان 1925م على ما يلي :
إن السياسة التي اتبعت في نمو الجيش العراقي وتحسين تدريبه حتى اليوم لم تكن مستقرة استقراراً تاماً بموجب ما تعين في مؤتمر القاهرة وفي الاتفاقيتين العسكرية والمالية فيما كانت الحكومة العراقية راغبة في هذا النمو وفي قابليته . وقد أشير إليها من جانب الحكومة البريطانية بلزوم إجراء تخفيض في الجيش والشرطة اقتصاداً في النفقات وذلك بتاريخ 5 حزيران 1922م عند تشكيل لجنة الاقتصاد , وبتاريخ 1 ك2 1923م شكّلت لجنة برئاسة قائد الطيران السيد جوت سالموند .
وقد أجريت في كلتا اللجنتين تنقيحات مضرة بنمو الجيش العراقي وحسن تدريبه . كما ان المعاملات التي جرت في كيفية تموين الجيش العراقي بالمعدات والأسلحة كانت في بعض الأحوال على جانب عظيم من التأخير والتخلف , ولم تنل وزارة الدفاع قبل اليوم المساعدات الكافية من الدوائر ذات الشأن لتدريب العراقيين في انكلترا , كما ان التثبيت في تأليف وحدة طيران عراقية لم يشجع تشجيعاً كافياً في الاونه الأخيرة .
لم تكن سياسة الدفاع عن هذه البلاد مستندة منذ زمن بعيد إلى القوة الجوية البريطانية التابعة لها كل القوات العسكرية , فمن الضروري أولا النظر في الأمر استعداداً للموقف الذي ينشأ عن تخفيض عدد الأسراب الجوية البريطانية تدريجيا . ولا يخفى أن لاسبيل إلى ذلك إلا تأليف قوة جوية عراقية تحل محل الأسراب البريطانية وكان دور قائد القوة الجوية البريطانية في العراق معلوم , وهو السعي إلى تأليف سربين عراقيين كل سرب ( 3 ) رفوف بحيث يتالف كل رف من ستة طائرات , فيبلغ عندئذ مجموع طائرات القوة الجوية المتيسرة للعراق في غضون سنة 1931م ست وثلاثون طائرة . وما لم يتم الشروع في تأليف هذه القوة الجوية فلا يتسنى للبريطانيين تخفيض قطعاتهم تخفيضاً كبيراً . وما دامت القوات الجوية البريطانية في هذه البلاد فلابد من إبقاء قوات برية معها.
فتأليف قوة جوية عراقية أمر أساسي لتنفيذ المقترحات الواردة في هذه المذكرة . وتأليف هذه القوة في أدواره التمهيدية الآن لان أصحاب الأمور قد قبلوا بتدريب أربعة عراقيين بمنزلة طيارين في مصر واربع وعشرون فنياً في وحدة جوية في هذه البلاد . وقد اقترحت كذلك وزارة الطيران تأليف قوة جوية مختلطة من البريطانيين والعراقيين , وان المقترحات العسكرية المخفضة المتروكة في هذا الشأن مبنية على فرض الشروع في إنشاء قوة جوية عراقية تتمكن من العمل حوالي عام 1933م .
إذ ينتظر أن يكون السربان المار ذكرهما جاهزين حينئذ للخدمة. فالبنسبة إلى اتساع مجال القوة الجوية العراقية يضيف مجال الحاجة إلى القوة الجوية البريطانية فينفتح حينئذ الباب للبحث في تعيين الحد الأدنى للقوة المطلوبة .
............................................
فقرات من رسالة المندوب السامي
في 20 ت1 1926م. (BR) 226
لقد أوضحت إلى معالي صبيح بيك عندما بحث لي عن هذه المسألة في المذاكرة التي جرت بيننا حديثاً بناءاً على طلب فخامتكم أن وزارة الطيران البريطانية تميل إلى الاعتقاد بأنه من الحيف أن تصرف دراهم على تعليم هؤلاء الضباط والميكانيكيين فوراً لأنه ليس من الممكن الشروع بتأليف قوة هوائية (جوّية) عراقية حالاً ويحتمل أن الضباط والميكانيكيين سينسون ما تعلموه قبل أن تظهر إلى الوجود قوة هوائية كهذه.
المادة الثانية من الاتفاقية العراقية البريطانية جاء فيها ان المساعدات تشمل
1. تدريب الضباط العراقيين في المملكة المتحدة بقدر مساعدة الظروف على الصنوف البحرية و العسكرية والجوية.
2. تجهيز الجيش العراقي بما يحتاجه من كميات كافية من الاعتدة والسلاح والتجهيزات والطائرات ومن احدث الأنواع
3. تجهيز الحكومة العراقية بالخبراء البريطانيين عند طلبها ذلك ولمدة نفاذ هذه الاتفاقية .
..............................................................
المصادر
(1) المادة الثانية من الاتفاقية العراقية البريطانية.
(2) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1582 الوثيقة 134.
(3) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1598 الوثيقة 177.
(4) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1598
(5) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1600 الوثيق 22 – 38. B
(6) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1582 الوثيق 55 – 59.
(7) شرق الأردن كانت إمارة يحكمها الأمير عبدالله نجل الشريف حسين.
المادة ( 2 ) من مشروع الجنرال ديلي في 7 آذار 1926م .
4. العوامل العسكرية في هذا الشأن .
اللّواء الطيار الركن/قائد قرش مشذوب/مدير العمليات الجوية/أيلول2002
المساهمون
(2) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1582 الوثيقة 134.
(3) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1598 الوثيقة 177.
(4) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1598
(5) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1600 الوثيق 22 – 38. B
(6) المركز الوطني لحفظ الوثائق من الملف 1582 الوثيق 55 – 59.
(7) شرق الأردن كانت إمارة يحكمها الأمير عبدالله نجل الشريف حسين.
المادة ( 2 ) من مشروع الجنرال ديلي في 7 آذار 1926م .
4. العوامل العسكرية في هذا الشأن .
اللّواء الطيار الركن/قائد قرش مشذوب/مدير العمليات الجوية/أيلول2002
المساهمون
المصدر
اللواء الطيار الركن قائد قرش مشذوب ولد عام 1956 في محافظة الديوانية . واكمل الدراسه الأبتدائية والثانويه هناك . دخل كلية القوه الجويه العراقيه في 21 \ 11 \ 1975 وتخرج منها سنة 1978 . عمل في اسراب القوة الجويه وحصل على شهادة معلمي الطيران سنة - 1985 شارك في الحرب العراقية الايرانيه مرغماً. تخرج من كلية الاركان سنة 1989 .عمل مدرسا في كليتي الاركان والقيادة لجامعة البكر لثماني سنوات. وعمل امرجناح جوي بعد الانتفاضه عام 1991 .
اخرج من الجيش عام 1999 تخرج من كلية القانون عام 2003 بدرجة بكالوريوس قانون تقلد مناصب عديدة بعد آذار 2003 .
................................................
التعديل الأخير بواسطة المشرف: