تحديث 30 «ميراج» وسفن حربية... وطرابلس مهتمة بطائرات «رافال» ومروحيات «تيغر» ... فرنسا وليبيا تستعدان لتوقيع سلسلة صفقات عسكرية ومدنية
باريس , تونس - رندة تقي الدين , رشيد خشانة الحياة - 17/10/06//
أكدت مصادر مطلعة في باريس وتونس أن مفاوضات على عقود تسلّح تجري منذ فترة بين فرنسا وليبيا، وان طرابلس مهتمة بتحديث طائرات حربية تملكها وشراء طائرات جديدة وقطع بحرية لحفر السواحل.
وأفادت مصادر فرنسية في تونس ان الفرنسيين والليبيين قطعوا فعلاً «شوطاً كبيراً» نحو توقيع سلسلة من الصفقات الرامية إلى شراء طائرات عسكرية ومدنية وخافرات سواحل وأجهزة رادار، في تطور يُعيد العلاقات إلى «شهر العسل» الذي سبق تسلم الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران الحكم في العام 1981. وأوضحت أن باريس وصلت إلى مرحلة متقدمة في المفاوضات مع ليبيا على صفقة لتحديث 30 طائرة حربية من طراز «ميراج أف1» كانت اشترتها منها قبل فرض الحظر على تصدير الأسلحة إليها. وتابعت أن شركتي «أستراك» و «داسو للطيران» تتوليان متابعة المفاوضات الفنية التي ستحدد سعر كلفة التحديث والتي يمكن ان تتراوح بين 10 - 20 مليون يورو لكل طائرة، بحسب مستوى التجديد الذي سيطلبه الجانب الليبي. وتتميز هذه الفئة من الطائرات بكونها مجهزة بصواريخ جو - جو من طراز «ماجيك». كذلك تدرس مجموعة «إيدس» (EADS) للتصنيع الحربي إبرام صفقة مع ليبيا لتجهيزها بنظام رادار لمراقبة الحدود والمواقع النفطية، وأبدى الليبيون ميلاً إلى نظام الدفاع الجوي المعروف بـ «أستر» (Aster)، غير أن هذا الطراز محظور تصديره إلى بلدان أجنبية، ما حمل الليبيين على التفكير في اختيار نظام بديل.
ولم تقتصر خطة التحديث العسكرية الليبية على القوات الجوية وإنما شملت الدفاعات البحرية أيضاً. إذ قالت المصادر إن ليبيا وقعت بالأحرف الأولى في تموز (يوليو) الماضي على صفقة مع شركتي «تيليس» (Thales) و «المنشآت الميكانيكية» في مقاطعة نورماندي (شمال) لبناء ست خافرات سواحل مجهزة صواريخ «أوتومات» الفرنسية - الإيطالية بقيمة 400 مليون يورو، فيما توصلت مجموعة «إيدس» إلى اتفاق مع مؤسسة «ليبيا أفريكا بورتوفوليو» لإقامة مركز للتدريب والصيانة في مجال الطيران الحربي.
وفي سياق متصل، أفادت المصادر أن مجموعة «إيدس» (EADS) توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الخطوط الليبية (الأفريقية) يخص شراء 14 طائرة من طرازي «أيرباص أ319» و «أيرباص أ320»، وست طائرات أخرى من طراز «أيرباص أ330»، وتُقدّر قيمة هذه الصفقة بـ 1.7 بليون دولار. وتعتبر هذه الصفقة الأكبر التي تحصدها المجموعة الفرنسية منذ ثلاثين عاماً. ويسعى الفرنسيون إلى الحصول على حصة رئيسية من المشاريع العسكرية الكبيرة التي تخطط لها ليبيا للمرحلة المقبلة والتي تُقدّر موازنتها الإجمالية بنحو 20 بليون دولار. وأوضحت المصادر ذاتها ان الحكومة الفرنسية التي تأمل في الحصول على حصة لا تقل عن عشرين في المئة من الصفقات العسكرية الليبية، أعطت موافقتها على بيع طائرات جديدة من طرازي «رافال» و «تيغر» لليبيا، لكنها اشترطت أن تمر الصفقات من خلال اللجان الوزارية المشتركة المكلفة «درس تصدير العتاد الحربي». ويعتبر الفرنسيون أنهم تأخروا في قطف ثمار المتغيرات المتمثلة برفع الحظر على تصدير السلاح على ليبيا منذ سنتين، وهم يعملون على كسب الوقت الضائع من خلال التركيز على السوق الليبية. وفي هذا السياق ستشارك المجموعات الفرنسية المتخصصة بالتصنيع الحربي في الدورة المقبلة لمعرض طرابلس الدولي حيث سيُعرض للمرة الأولى نموذج من طائرة «رافال» المُطورة.
وفي باريس، أكد مصدر فرنسي مطلع على المحادثات الفرنسية - الليبية لـ «الحياة» ان مدير العلاقات الدولية لإدارة التسليح الفرنسية العامة جان بول بانيي زار ليبيا قبل نحو 10 أيام للبحث في مجالات التعاون بين البلدين وتحديداً تجديد بعض طائرات الميراج الليبية من طراز «أف - 1» وبعض المعدات العسكرية الأخرى التي اشترتها ليبيا من فرنسا في السابق وبينها قطع بحرية صارت قديمة لكنها قابلة للتجديد.
وشرح المصدر ان اتفاق التعاون بين البلدين في مجال التسلح هو اتفاق «تدرجي»، وان المسؤولين الليبيين كانوا عبّروا لوزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري عندما زارت ليبيا قبل نحو سنة، عن اهتمامهم بشراء الطائرات الحربية «رافال» ومروحيات من طراز «تيغر»، وأنهم أعادوا تأكيد رغبتهم بإبرام صفقة لشراء هذه الطائرات المتطورة في أكثر من مرة. وتابع أن الفرنسيين أوضحوا ان لهم شروطهم لإبرام مثل هذه الصفقات، وأنهم مهتمون طبعاً بإبرام صفقات مع ليبيا وان ذلك يمكن أن يُعلن خلال زيارة يقوم بها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى فرنسا. لكنه أوضح ان الزيارة من الصعب أن تتحقق من دون حل قضية الممرضات البلغاريات المتهمات بنشر مرض الإيدز بين أطفال ليبيين في مستشفى بنغازي. وذكر أن مطلب حل قضية الممرضات هو مطلب الاتحاد الأوروبي كله، وأن «الكرة في ملعب ليبيا الآن». ومعلوم أن ليبيا تُعيد حالياً محاكمة الممرضات الخمس بعد إلغاء حكم سابق بإدانتهم.
وقال المصدر ان ما يُدرس حالياً بين الفرنسيين والليبيين هو تطوير وتحديث معدات وتجهيزات قديمة، وان اهتمام الليبيين منصب على طائرات «رافال» و «تيغر»، لكن ليست هناك مفاوضات على نظام الدفاع الجوي «أستير».
باريس , تونس - رندة تقي الدين , رشيد خشانة الحياة - 17/10/06//
أكدت مصادر مطلعة في باريس وتونس أن مفاوضات على عقود تسلّح تجري منذ فترة بين فرنسا وليبيا، وان طرابلس مهتمة بتحديث طائرات حربية تملكها وشراء طائرات جديدة وقطع بحرية لحفر السواحل.
وأفادت مصادر فرنسية في تونس ان الفرنسيين والليبيين قطعوا فعلاً «شوطاً كبيراً» نحو توقيع سلسلة من الصفقات الرامية إلى شراء طائرات عسكرية ومدنية وخافرات سواحل وأجهزة رادار، في تطور يُعيد العلاقات إلى «شهر العسل» الذي سبق تسلم الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران الحكم في العام 1981. وأوضحت أن باريس وصلت إلى مرحلة متقدمة في المفاوضات مع ليبيا على صفقة لتحديث 30 طائرة حربية من طراز «ميراج أف1» كانت اشترتها منها قبل فرض الحظر على تصدير الأسلحة إليها. وتابعت أن شركتي «أستراك» و «داسو للطيران» تتوليان متابعة المفاوضات الفنية التي ستحدد سعر كلفة التحديث والتي يمكن ان تتراوح بين 10 - 20 مليون يورو لكل طائرة، بحسب مستوى التجديد الذي سيطلبه الجانب الليبي. وتتميز هذه الفئة من الطائرات بكونها مجهزة بصواريخ جو - جو من طراز «ماجيك». كذلك تدرس مجموعة «إيدس» (EADS) للتصنيع الحربي إبرام صفقة مع ليبيا لتجهيزها بنظام رادار لمراقبة الحدود والمواقع النفطية، وأبدى الليبيون ميلاً إلى نظام الدفاع الجوي المعروف بـ «أستر» (Aster)، غير أن هذا الطراز محظور تصديره إلى بلدان أجنبية، ما حمل الليبيين على التفكير في اختيار نظام بديل.
ولم تقتصر خطة التحديث العسكرية الليبية على القوات الجوية وإنما شملت الدفاعات البحرية أيضاً. إذ قالت المصادر إن ليبيا وقعت بالأحرف الأولى في تموز (يوليو) الماضي على صفقة مع شركتي «تيليس» (Thales) و «المنشآت الميكانيكية» في مقاطعة نورماندي (شمال) لبناء ست خافرات سواحل مجهزة صواريخ «أوتومات» الفرنسية - الإيطالية بقيمة 400 مليون يورو، فيما توصلت مجموعة «إيدس» إلى اتفاق مع مؤسسة «ليبيا أفريكا بورتوفوليو» لإقامة مركز للتدريب والصيانة في مجال الطيران الحربي.
وفي سياق متصل، أفادت المصادر أن مجموعة «إيدس» (EADS) توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الخطوط الليبية (الأفريقية) يخص شراء 14 طائرة من طرازي «أيرباص أ319» و «أيرباص أ320»، وست طائرات أخرى من طراز «أيرباص أ330»، وتُقدّر قيمة هذه الصفقة بـ 1.7 بليون دولار. وتعتبر هذه الصفقة الأكبر التي تحصدها المجموعة الفرنسية منذ ثلاثين عاماً. ويسعى الفرنسيون إلى الحصول على حصة رئيسية من المشاريع العسكرية الكبيرة التي تخطط لها ليبيا للمرحلة المقبلة والتي تُقدّر موازنتها الإجمالية بنحو 20 بليون دولار. وأوضحت المصادر ذاتها ان الحكومة الفرنسية التي تأمل في الحصول على حصة لا تقل عن عشرين في المئة من الصفقات العسكرية الليبية، أعطت موافقتها على بيع طائرات جديدة من طرازي «رافال» و «تيغر» لليبيا، لكنها اشترطت أن تمر الصفقات من خلال اللجان الوزارية المشتركة المكلفة «درس تصدير العتاد الحربي». ويعتبر الفرنسيون أنهم تأخروا في قطف ثمار المتغيرات المتمثلة برفع الحظر على تصدير السلاح على ليبيا منذ سنتين، وهم يعملون على كسب الوقت الضائع من خلال التركيز على السوق الليبية. وفي هذا السياق ستشارك المجموعات الفرنسية المتخصصة بالتصنيع الحربي في الدورة المقبلة لمعرض طرابلس الدولي حيث سيُعرض للمرة الأولى نموذج من طائرة «رافال» المُطورة.
وفي باريس، أكد مصدر فرنسي مطلع على المحادثات الفرنسية - الليبية لـ «الحياة» ان مدير العلاقات الدولية لإدارة التسليح الفرنسية العامة جان بول بانيي زار ليبيا قبل نحو 10 أيام للبحث في مجالات التعاون بين البلدين وتحديداً تجديد بعض طائرات الميراج الليبية من طراز «أف - 1» وبعض المعدات العسكرية الأخرى التي اشترتها ليبيا من فرنسا في السابق وبينها قطع بحرية صارت قديمة لكنها قابلة للتجديد.
وشرح المصدر ان اتفاق التعاون بين البلدين في مجال التسلح هو اتفاق «تدرجي»، وان المسؤولين الليبيين كانوا عبّروا لوزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري عندما زارت ليبيا قبل نحو سنة، عن اهتمامهم بشراء الطائرات الحربية «رافال» ومروحيات من طراز «تيغر»، وأنهم أعادوا تأكيد رغبتهم بإبرام صفقة لشراء هذه الطائرات المتطورة في أكثر من مرة. وتابع أن الفرنسيين أوضحوا ان لهم شروطهم لإبرام مثل هذه الصفقات، وأنهم مهتمون طبعاً بإبرام صفقات مع ليبيا وان ذلك يمكن أن يُعلن خلال زيارة يقوم بها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى فرنسا. لكنه أوضح ان الزيارة من الصعب أن تتحقق من دون حل قضية الممرضات البلغاريات المتهمات بنشر مرض الإيدز بين أطفال ليبيين في مستشفى بنغازي. وذكر أن مطلب حل قضية الممرضات هو مطلب الاتحاد الأوروبي كله، وأن «الكرة في ملعب ليبيا الآن». ومعلوم أن ليبيا تُعيد حالياً محاكمة الممرضات الخمس بعد إلغاء حكم سابق بإدانتهم.
وقال المصدر ان ما يُدرس حالياً بين الفرنسيين والليبيين هو تطوير وتحديث معدات وتجهيزات قديمة، وان اهتمام الليبيين منصب على طائرات «رافال» و «تيغر»، لكن ليست هناك مفاوضات على نظام الدفاع الجوي «أستير».