كتسب المواجهة بين باكو وطهران زخماً أكبر يوماً بعد يوم، فقد أغلقت إيران اليوم مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الأذربيجاني.
ووفقاً لموقع آرمي إنفو، فإن «الحكومة الإيرانية وجهت إخطاراً عبر القنوات العسكرية الرسمية إلى قيادة وزارة الدفاع الأذربيجانية» بأنها أغلقت مجالها الجوي أمام القوات الجوية الأذربيجانية «التي تقوم بإمدادات عسكرية لجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي».
وتجري أذربيجان وتركيا مناورات «الإخاء اللامتصدع 2021» التي تستمر حتى 8 الجاري، في ناختشيفان، القريبة جداً من حدود إيران.
واعتبرت باكو قرار طهران «خيانة أخرى لأذربيجان بتحريض من الحكومة الأرمينية»، مضيفة أن «خيانة إيران لن تتسبب في ضرر ملموس لأذربيجان، حيث إن الإدارة العسكرية الأذربيجانية أعطت حق الوصول إلى طرق أخرى في مسألة إمداد الوحدات العسكرية».
وقالت مصادر القبس إن الحكومة الأذربيجانية ـــ رداً على إغلاق إيران لمجالها الجوي ـــ أغلقت مكتب المرشد علي خامنئي ومسجده في العاصمة باكو، حتى إشعار آخر، وأبلغت ممثل المرشد علي أكبر أجاق نجاد بذلك.
من جهة ثانية، وفي مايتعلق بتطورات المحادثات النووية، علمت القبس من مصادرها في طهران أن خامنئي وضع شرطاً محدداً لاستئناف المفاوضات هو رفع العقوبات الأميركية عن «مجموعة خاتم الأنبياء»، أو ما يُعرف بـ«مقر خاتم الانبياء».
والمجموعة يديرها الحرس الثوري وتتبع مكتب المرشد، وخامنئي شخصياً يعين رئيسها، وهي ذراعه الاقتصادية، حيث تستحوذ على مشاريع عملاقة في إيران.
وفرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقوبات قاسية على المجموعة، شملت الأفراد والكيانات والشركات التابعة أو المرتبطة بها.
وأكدت المصادر لـ القبس أن التغييرات التي شملت الفريق النووي المفاوض «كانت بطلب مباشر من خامنئي من أجل تحقيق جميع مطالبه وشروطه في المفاوضات التي سيتم استئنافها في فيينا قريباً»، مردفة أنه «أمر بتعيين علي باقري كني نائباً لوزير الخارجية للشؤون السياسية، خلفاً لعباس عراقجي، وبذلك يصبح كني كبيراً للمفاوضين الإيرانيين»، مضيفة أن «كني شقيق مصباح الهدى باقري كني، زوج هدى خامنئي، ابنة المرشد».
واشنطن مستعدة
من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن مسؤولين أميركيين كباراً أبلغوا نظراءهم في الكيان الصهيوني أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية مع إيران، لكنها ستكون مستعدة إذا لزم الأمر لأن تسلك «سبلاً أخرى» لضمان عدم حيازة طهران أسلحة نووية.
وأوضح: «إيران ترسل إشارات إلى عدد من الأطراف بأنها تستعد للعودة إلى فيينا، نحن بالطبع ما زلنا ملتزمين بمسار دبلوماسي. لكن وبكل وضوح، إذا لم يفلح هذا فهناك سبل أخرى يمكن أن نسلكها، ونحن ملتزمون تمام الالتزام بضمان ألا تطور إيران سلاحاً نوويا أبداً». وتابع أن الخبراء الأميركيين يعتقدون أن الوقت الذي تحتاجه إيران لجمع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية «تقلص من 12 شهراً إلى فترة تبلغ بضعة شهور»، مردفاً: «هذا بوضوح أمر مقلق للغاية.. سنكون على استعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة».
وأضاف المسؤول أن محادثات مستشار الأمن القومي في الكيان الصهيوني إيال حولاتا ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ستتيح للبلدين الحليفين تبادل معلومات المخابرات والتوصل إلى «تقييم أساسي» لمدى تطور برنامج طهران النووي.
إلى ذلك، تريد إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ موقف من عملية «تخريب» تتهم تل أبيب بالوقوف خلفها، استهدفت منشأة كرج لتصنيع أجهزة الطرد المركزي قبل أشهر.
وشكت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الآونة الأخيرة من منع مفتشيها من دخول المنشأة لصيانة معدات مراقبة، بينما شددت طهران على أن هذه المنشأة التي استهدفتها عملية «تخريب» في يونيو، لم تكن مدرجة ضمن اتفاق الطرفين.
وذكر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي أن «مجمع تيسا في كرج تعرض لعمل إرهابي من النظام الصهيوني، وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن توضح موقفها من الحادث».
المصدر :
