هزم أوروبا وفتح الأندلس بعدما انتصر على 100 ألف عسكري.. قصة القائد العظيم طارق بن زياد
طارق بن زياد قائد عسكري مسلم، قاد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 711 و718م.
إنه الرجل المسلم الذي قاد بضعة آلاف، وعبر بهم البحر الأبيض المتوسط من أقصى نقطة وصلتها الفتوحات الإسلامية في القرن الأول للهجرة، أي ساحل المغرب.
ودخل طارق بن زياد بهم أوروبا من مدخلها الأندلسي، وثبّت أقدام الدولة الإسلامية في قلب العالم الغربي خلال شهور قليلة.
وكان ذلك في الوقت الذي تطلّب فيه فتح بقعة تضاهي الأندلس من حيث الأهمية الرمزية والاستراتيجية مثل القسطنطينية عدة قرون.
لم يذكر قدامى المؤرخين أمثال ابن عبد الحكم وابن الأثير والطبري وابن خلدون، تفاصيل كافية عن أصول طارق بن زياد.
وقد حذت حذوهم كلٍّ من دائرة المعارف الإسلاميَّة وموسوعة كامبريدج الإسلاميَّة في الوقت المُعاصر.
اختلف المؤرخون حول أصول طارق بن زياد، فمنهم من قال أنَّه عربي كابن خلكان والزركلي و المقري التلمساني، ومنهم من قال أنَّه أفريقي بربري كابن عذاري.
وآخرون قالوا أنَّه فارسي، بينما ترجح موسوعة كامبريدج الإسلاميَّة أصوله العربية. وهذا ماذهب إليه أيضاً المؤرخ الإيطالي باولو جيوفيو.
قاد طارق بن زياد الفتح الإسلامي بأمر من موسى بن نصير والي أفريقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
يُنسب إلى طارق بن زياد إنهاء حكم القوط الغربيين لهسبانيا. وإليه أيضًا يُنسب “جبل طارق” وهو الموضع الذي دخله جيشه في بداية فتحه للأندلس.
يُعتبرُ طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الأيبيري والإسلامي على حدٍ سواء، وتُعدّ سيرته العسكريَّة من أنجح السير التاريخيَّة.
و اختلف المؤرخون حول نهاية هذا الرجل وكيف كانت، ومن المعروف أنَّه عاد إلى دمشق بصحبة موسى بن نصير بعد أن استدعاهما الخليفة الوليد بن عبد الملك.
وقيل أنَّ سبب ذلك هو خلافٌ وقع بينهما وكبر، وفي جميع الأحوال فقد عُزل كلٌ منهما عن منصبه، وأمضى طارق بن زياد أواخر أيَّامه في دمشق إلى أن وافته المنيَّة سنة 720م.
ترك طارق بن زياد إرثًا كبيرًا بعد وفاته تمثَّل ببقاء شبه الجزيرة الأيبيريَّة تحت حكم المسلمين زهاء 8 قرون.
وفي وقتٍ لاحق خلال القرن العشرين نسب اسمه على عدد من المواقع في البلدان الإسلاميَّة وبالأخص في المغرب العربي.
دخل المسلمون الأندلس بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وضمّوها للخلافة الأموية واستمر وجود المسلمين فيها حتى نهاية مملكة غرناطة عام 1492.
حقّق المسلمون تقدّماً واسعاً في شمال أفريقيا، ووصلوا إلى المغرب الأقصى (يقابل ما يُعرف اليوم بالمملكة المغربية) المواجه لشبه جزيرة أيبيريا.
وكان ذلك في عهد الوليد بن عبد الملك (86-96هـ). ثم استُبدلَ القائد حسان بن النعمان ، والي أفريقيا وفاتحها ، عام (85هـ)، بموسى بن نصير الذي توجّه من مصر إلى القيروان.
شرعَ موسى بن نصير بتثبيت الدين الإسلامي في الأمازيغ، واعتمد سياسة معتدلة ومنفتحة تجاه البربر مما حوّل معظمهم إلى حلفاء له ، بل دخلوا في الإسلام وساندوه.
تمكن بن نصير من فتح الأندلس التي وقعت في يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد، فقرّر العمل على تعزيز ودعم البحرية الإسلامية ، وجعل القيروان مركز حصين في قلب أفريقيا.
وتمكن المسلمون من استعادة طنجة ذات الموقع المهم بين القارتين الأوروبية والأفريقية عام (89هـ/ 708م)، وحوّلها موسى بن نصير إلى مركز عسكري لتموين الحملات باتجاه المناطق المجاورة.
واصل المسلمون التوسع بعد السيطرة على معظم أيبيريا لينتقلوا شمالاً عبر جبال البرنييه حتى وصلوا وسط فرنسا وغرب سويسرا.