«يورى تروتنيڤ» |
---|
«أحد أعمدة مصممي القنابل الهيدروجينية» |
نبذة عن حياته |
---|
ولد في الثاني من شهر نوفمبر لعام 1927 في مدينة موسكو. وهو ابن عالم التربة والكيمياء الزراعية إليكسي تروتنيڤ. إنتقل إلى مدينة لينينغراد من صغره ودرس فيها. وبسبب الغزو النازي على روسيا في عام 1941 تم إجلاءه إلى مدينة ترويتسك ومن ثم إلى غوركي أوبلاست! وفي عام 1944 عاد إلى مدينة لينينغراد حيث تخرج من المدرسة الثانوية في عام 1945. درس في قسم الفيزياء التابع لجامعة لينينغراد الحكومية حيث تخرج في عام 1950.
وفي عام 1951 تم إستقطابه للعمل في المدينة السرية آرزماس-16 (تعرف حاليا باسم مدينة ساروف).
حيث عمل في معهد KB-11 والمعروف حاليا بمعهد عموم روسيا لأبحاث الفيزياء التجريبية «VNIIEF»!
في عام 1964 تولى يوري تروتنيف منصب رئيس القسم النظري في معهد VNIEF الذي شغله لما يقرب من 40 عامًا وذلك خلفا لقسمين كانا يداران من قبل الأكاديميين أندريه ساخروف وياكوف زيلدوفيتش. وخلال هذه الفترة تم تصميم المئات من الأجهزة النووية والنووية الحرارية لجميع أنواع القوات المسلحة. كانت مبادرة تروتنيف لبدء استخدام المبادئ الفيزيائية الجديدة في تطوير الشحنة النووية ذات قيمة استثنائية.
إسهامه في تطوير القنبلة الهيدروجينية |
---|
شارك فريق كبير من علماء الفيزياء النظرية في تصميم الشحنة النووية للقنبلة الهيدروجينية RDS-37 جنبا إلى جنب مع ياكوف زيلدوفيش وأندريه ساخاروف. لقد تمكن من تقديم مقترحات أساسية، والتي حدد تنفيذها بشكل كبير ظهور هذه الشحنة. وفي ترشيحه للحصول على لقب «بطل العمل الاشتراكي» ، كتب ساخاروف:
«في عام 1954، كان تروتنيف أحد المؤلفين المشاركين في أهم اختراع، والذي حدد مسار العمل المستقبلي بأكمله في المنشأة»
المشروع «49» |
---|
ذكر تروتنيف، أنه حتى قبل اختبار القنبلة الهيدروجينية RDS-37، كان لديه بالفعل فكرة عن مشروع أكثر تقدمًا يعتمد على مبدأ جديد لتصميم شحنة نووية حرارية. «بعد اختبار RDS-37، في اليوم التالي من المساء، اتصلت بصديقي وزميلي يوري نيكولايفيتش باباييف وألتقيت به على ضفاف النهر في مدينة إركوتسك وقلت له: «يورا، دعنا نحاول القيام بهذا المشروع. وأبدى باباييف موافقته».
ففي عام 1955، يوري تروتنيف بالتعاون مع يوري باباييف اقترحا
«مبدأ جديد لتصميم الشحنات النووية الحرارية» (انضغاط داخلي إشعاعي محسن).
عندما عاد العلمان إلى مدينة ساروف، أخبروا القادة وكبار العلماء بالفكرة الجديدة - كبير مصممي المعهد KB-11، يولي خاريتون، وكذلك أندريه ساخاروف، ياكوف زيلدوفيتش، يفغيني زاباباخين وآخرين. ولكن، لدهشة تروتنيف وباباييف، لم يحظ اقتراحهما بالتأييد، علاوة على ذلك، اعتبرت الفكرة مجرد وهم.
في ذلك الوقت كان الاتحاد السوفيتي يقوم بتطوير الصواريخ الاستراتيجية وأراد تزويدها برؤوس نووية، ولكن شحنة النووية للقنبلة الهيدروجينية RDS-37 لم تكن مناسبة لوضعها على رأس الصاروخ R-7 العابر للقارات الذي يتم تطويره من قبل مصمم الصواريخ سيرجي كوروليف. وكان لا بد من تعديلها لـتناسب الصاروخ، بما يؤدي إلى زيادة إطلاق الطاقة التدميرية بنحو ضعفي القنبلة الهيدروجينية RDS-37، تلبية لمتطلبات وزارة الدفاع.
صعوبات تصميم الرؤوس النووية الهيدروجينية |
---|
لم يكن الطريق إلى منطقة التجارب النووية للمشروع «49» بالنسبة لمصمميه خاليًا من الصعوبات والعقبات. فقد تم تضمينه في خطة الاختبار بعد مناقشات مطولة. من خطاب أندريه ساخاروف في اجتماع NTS-2 وزارة الآلات الصناعية عام 1958:
تبين أن تطوير رؤوس نووية على أساس مبدأ "الإنضغاط الذري" كان أكثر صعوبة بالمعنى العلمي مما كان يتصور بعد أول انفجار ناجح في 22 نوفمبر 1955 .... تم الكشف عن التعقيد الكبير لعمليات التفجير النووي، الأمر الذي يجعل من الضروري اختبار كل نوع من أنواع الأسلحة النووية الحرارية تجريبياً في عدد من التجارب ، وبعضها لن ينجح حتماً.
فلجنة الخبراء، بعد أن أقرت باختبار العديد من الشحنات النووية، إلا أنها فيما يتعلق بالمشروع «49» أشارت إلى أن تطويره في مرحلة أولية ويتطلب تبريرًا إضافيًا. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تقديم مثل هذا التبرير للشحنات النووية التي تلقت الضوء الأخضر. وبالتالي، فإن مشروع-تروتنيف-باباييف لم يدرج في خطة الاختبار لعام 1957.
وبحلول خريف عام 1957، أصدر تروتنيف وباباييف تقريرًا عن التبرير المحسوب للشحنة النووية في المشروع «49»، وخرجت لجنة خبراء مستقلة لصالح إجراء الاختبار. وقالت اللجنة إن:
«الاختبار الناجح لمشروع «49» سيفتح بلا شك فرصًا جديدة لمزيد من التحسين في التصميمات»
أي الشحنة أفضل؟ |
---|
في عام 1958 تم اختبار شحنتين نوويتين حراريتين:
شحنة من المشروع «49» لـ يوري تروتنيف وشحنة من المشروع «44» لـ ياكوف زيلدوفيش
وذلك لاختيار الشحنة الأفضل لمشروع الصواريخ الاستراتيجية الذي تعمل عليه وزارة الدفاع. إلا أن النتائج كانت غير متوقعة وغير متوافقة مع الحسابات الرياضية!
كانت نتيجة الاختبار، الذي تم إجراؤه في 23 فبراير في منطقة التجارب النووية نوفايا زيمليا، غير متوقعة تمامًا – فقد كانت قوة الانفجار أكبر بمقدار 1.5 مرة من القيمة المحسوبة وبلغت حوالي 860 كيلوطن.
تم إعادة اختبار الشحنة النووية بسرعة لمشروع «49»، ولكن مع معايير مختلفة ومنتظمة للعقدة النووية الأولية. تم إجراء الاختبار في 21 مارس 1958. وكانت قوة الانفجار حوالي 650 كيلوطن - كان هذا بالفعل متوافقًا مع الحسابات.
لكن الشحنة النووية لمشروع زيلدوفيتش، التي تم اختبارها في 27 فبراير، أظهرت إطلاق طاقة أقل بكثير من المتوقع. ولا يوجد شك في أي الشحنات سيتم إنتاجها بشكل كمي.
وعلى الرغم من أن المشروع «49» كان الأنسب للتركيب على الصاروخ - إلا أنه كان أقل حجمًا ووزنًا من القنبلة الهيدروجينية RDS-37، ومن حيث إطلاق الطاقة فقد تجاوزه بأكثر من ضعفين.
من الصعب المبالغة في تقدير أهمية المشروع «49». فقد شكّل مخططه الأساسي، الذي جعل من الممكن تصميم شحنات نووية هيدروجينة ذات تكلفة أكثر اقتصاديًا وخفيفة الوزن وصغيرة الحجم، أساسًا لتصميم جميع الشحنات النووية الهيدروجينية تقريبًا التي تشكل أساسًا لثالوث الردع النووي الروسي.
وقد ثبت أن هذا التقدم هو الأساس الرئيسي لتحسين الترسانة النووية الحرارية لبلدنا. في 1961-1962 سمح الأساس المذكور بتصميم طيف واسع من الأجهزة النووية الحرارية بما في ذلك أقوى قنبلة هيدروجينية في العالم تم تصميمها في عام 1961 بقيادة أندريه ساخروف ويوري تروتنيف.
ومما لا شك فيه أن تطوير المشروع «49» أصبح انتصارًا للشباب العلمي، وليس فقط يوري تروتنيف ويوري باباييف، ولكن أيضًا أولئك الذين عملوا معهم في مدينة ساروف، والموظفين الشباب في مركز نووي آخر في مدينة سنيزينسك، على سبيل المثال بوريس ليتفينوف وإيفغيني أفرورين.
إسهامه في تطوير قنبلة نووية هيدروجينية نظيفة! |
---|
بدأ تروتنيف إنتاج الشحنات النووية في مجال التطبيقات الاقتصادية. وقد استخدمت بالفعل عدة وسائل من هذا القبيل في الممارسة العملية (إنشاء خزانات المياه ؛ وإطفاء لهب الغاز ؛ وتكثيف حقول الغاز والنفط وما إلى ذلك).
ذكر مصمم الرؤوس النووية إيفغيني أفرورين
في الواقع تم صنع أول شحنة نووية نظيفة بواسطة يوري تروتنيف. تمكن هو وفريقه من تحقيق تفاعل نووي حراري بحت. وبالتأكيد نشأ عن انفجار نووي، ولكنه لا يزال تفاعلًا نوويًا حراريًا بحتًا.
حيث ذكرها معهد عموم روسيا لأبحاث الفيزياء التجريبية «VNIIEF» ضمن قائمة إنجازاته العلمية في الموقع الرسمي للمعهد
1961-1966 - تم تطوير وإثبات تجريبيًا فلسفة الشحنات النووية مع تقليل نشاط الحطام النووي إلى الحد الأدنى لاستخدامها بشكل أساسي في تصميم «الأسلحة النظيفة».
للاستزادة يمكن الرجوع إلى موضوع |
آراءه حول الأسلحة النووية |
---|
منذ البداية، عملت من أجل القدرة الدفاعية للبلاد. والآن هذه هي مهمتي الأكثر أهمية.
مقتطفات من أجابات على بعض الأسئلة
- في هذه الحالة الاختبارات ضرورية؟ |
الأسلحة لا يمكن أن توجد بدونها. أحيانًا أسمع أنه، كما يقولون، يمكنك صنع أسلحة وليس اختبارها. |
لكن هذا فقط إذا كانت هناك ضمانات أمنية ؟ |
لدينا تقنية توفر عدم وجود انبعاثات على الإطلاق. لسبب ما، لا يزال سريًا. أعتقد أنه يجب لفت انتباه الجمهور إلى كل هذه البيانات، التي تجري مناقشات حول الاختبارات. لماذا تخفي الجديد؟ |
وأود أن أؤكد أن الجيش المحترف ينبغي أن يتعامل مع الأسلحة النووية، وأن المسؤولية ضرورية عند التعامل معها. وينبغي اختيار استراتيجية للردع المرن والاستجابة المرنة. سيتم تحقيق هذه الأهداف من قبل القوات المجهزة بأسلحة نووية... غالبًا ما يقال: من سيهاجمنا؟ إذا اتبعت هذا المنطق، فلن تكون هناك حاجة للجيش والأسلحة. كلما كنا أضعف، زاد الإغراء - أعتقد أن هذا واضح.
للاستزادة يمكن الرجوع إلى موضوع |
مساهمته في بناء الكوادر وتأسيس فرع لجامعة |
---|
لعبت الإجراءات التي اتخذها يوري تروتنيف دورًا مهمًا لزيادة مؤهلات موظفي المعهد النووي VNIIEF : تدريب مرشحين في العلوم (ما يعادل درجة الدكتوراه البحثية في البلدان الأخرى) ودكتوراه في العلوم (أعلى درجة في الدكتوراه) ، وتنظيم محاضرات لطلاب جامعة MEPhI ، وتنظيم قسم الفيزياء التطبيقية والرياضيات في جامعة MEPhI ، وتنظيم فرع من قسم الفيزياء النووية النظرية في المعهد النووي VNIIEF تابع لجامعة MEPhI .
لقد كان أيضًا انتصارًا لنظام التعليم في فترة ما بعد الحرب، والذي قدّم في بلد متهدم تدريبًا للعقول الأكثر موهبة والذين تم اختيارهم عن قصد لحل المشكلة الذرية - في ذلك الوقت كانت المهمة الأولى للدولة. ومن المناسب هنا ان نستذكر معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، ومعهد موسكو الميكانيكي (الآن جامعة البحوث النووية الوطنية MEPhI)، وأعضاء هيئة التدريس في «القسم التاسع» في معهد موسكو لهندسة الطاقة.
نصيحته للشباب |
---|
يمكنني، بناءً على تجربتي الخاصة، أن أقول ذلك - أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نقرأ كثيرًا. الآن لا يقرأون الكثير، ومعظمهم يقرؤون الهراء. ولكن كيف تغرس في الشباب الحاجة إلى أدب جيد يصف العلم والبحث العلمي؟ بالطبع، عليك قراءة كتب العلوم المبسَّطة الموجهة للجمهور العام.
أحببت عمومًا أن أقرأ وأقرأ كثيرًا.
حصوله على عدة أوسمه |
---|
بعض من قائمة الجوائز التي نال عليها خلال مسيرة حياته
الجائزة | التاريخ |
---|---|
مَدَالِيَة لينين | 1956 |
جائزة لينين | 1959 |
بطل العمل الاشتراكي (الاتحاد السوفيتي) | 1962 |
ميدالية «للعمل الشجاع» (في ذكرى مئوية لينين) | 1970 |
ميدالية «ثورة أكتوبر» | 1971 |
وسام الراية الحمراء للعمل | 1975 |
جائزة الدولة | 1984 |
وسام الراية الحمراء للعمل | 1987 |
لقب «المواطن الفخري لمنطقة نيجني نوفغورود» | 1997 |
وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الثالثة | 1998 |
وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الثانية | 2003 |
شهادة فخرية من رئيس الاتحاد الروسي | 2006 |
شارة الوكالة الفيدرالية للطاقة الذرية "الأكاديمي إيغور كورتشاتوف" الدرجة الأولى | 2007 |
لقب «المواطن الفخري لمدينة ساروف» | 2011 |
وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الرابعة | 2012 |
شارة «للإنجازات البارزة في العلم والتكنولوجيا من معهد VNIIEF» | 2012 |
ميدالية مجلس الأمن التابع للاتحاد الروسي «من أجل ضمان الأمن القومي» | 2012 |
جائزة الحكومة الروسية في العلوم والتكنولوجيا | 2016 |
وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى | 2017 |
في عام 2017 أصبح يوري تروتنيف فارسًا كاملاً لنيله وسام الاستحقاق الوطني لجميع الدرجات
توفي في السادس من شهر أغسطس لعام 2021 بعمر 93 عاما خلال مسيرة من العطاء إلى آخر أيام حياته!
Makeyev |
---|
التعديل الأخير: