وثائق إسرائيلية: ديّان خطط لاحتلال دمشق والقاهرة لتوسيع الحدود
ديّان وخلفه شارون في 1967
الأحد فبراير 22 2009
تل أبيب - - كشفت وثائق إسرائيلية قديمة تحتوي على بروتوكولات هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، أن القائد العسكري والسياسي البارز موشيه ديان كان يخطط لاحتلال القاهرة ودمشق في سبيل توسيع حدود إسرائيل وسيطرتها على المنطقة. وحسب ما كتبه المؤرخ والباحث الإسرائيلي ـ الأميركي جاي لارون، فإن ديان وضع هذه الخطة في سنة 1955 عندما كان رئيسا لأركان الجيش. وعرضها على رئاسة الأركان في يوم 26 تشرين الأول (أكتوبر) من تلك السنة، كـ"خطة جارور"، يتم الإعداد لها بدقة ثم توضع في الجارور ليتم تنفيذها عندما تنشأ الظروف لذلك. وفصل ديان أمام جنرالات الجيش في تلك الجلسة تفاصيل الخطة ومراحلها التدريجية على النحو التالي:"ضربة أولية لمصر تهدف إلى احتلال قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس وبعد ذلك احتلال القاهرة، احتلال الضفة الغربية حتى الخليل في المرحلة الأولى ثم الوصول إلى نهر الأردن في المرحلة الثانية، وفي لبنان يتم احتلال الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني وفي سورية احتلال الجولان وصولا إلى دمشق".
وكان المؤرخ الإسرائيلي توم سيغف نشر تقريرا عن خطط الجيش الإسرائيلي في زمن ديان، فأثبت أن الحروب الإسرائيلية التي خاضها هذا القائد لم تكن اضطرارية كما يدعون في إسرائيل وأهدافها المعلنة لم تكن صادقة، بل استهدفت توسيع الحدود الإسرائيلية. وديان كان قد بقي في الحكم من خلال عدة مواقع تأثير منذ قيام الدولة وحتى سنة 1974، حيث اضطر إلى الاستقالة بعد إخفاقات حرب تشرين الاول (أكتوبر) 1973. وخلال هذه السنوات تم بالفعل التوسع الإسرائيلي الأكبر، حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء حتى قناة السويس وهضبة الجولان.
ويوضح سيغف نظريته حول سياسة التوسع الإسرائيلية، بالاستناد إلى ما كشفه الباحث المذكور لارون، فيكتب في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في ملحق عطلة السبت (امس)، انه في سنة 1956 أراد ديان وغيره من جنرالات إسرائيل ومخابراتها الحرب على مصر. ولكن رئيس الوزراء دافيد بن غوريون كان خائفا من عواقبها. وعندما حاول ديان إقناع بن غوريون فقال له إن هناك خطرا أن تقذف مصر تل أبيب بصواريخها، ولذلك لا بد من الحرب لمنعها، خاف بن غوريون أكثر وأصبح معارضا أشد للحرب. وقال انه في حالة قصف تل أبيب من مصر سيقصف الأردن مدينة حيفا. وقد تم إقناعه فقط عندما أبلغوه أن فرنسا وبريطانيا ستشاركان في هذه الحرب بقواتهما الفعلية.
ويوضح سيغف هنا أن مصر لم تكن تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل في ذلك الوقت. بل بالعكس. فحسب وثائق الجيش والمخابرات الإسرائيلية، التي يكشفها لارون، يتضح أن إسرائيل هاجمت مصر يومها بسبب حصولها على أسلحة روسية من تشيكوسلوفاكيا. لكن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل كانت تقول إن غالبية الخبراء التشيك، الذين حضروا إلى مصر لتدريب المصريين على الطائرات، هربوا لأنهم لم يجدوا من يتدرب بشكل فعلي وجاد. وان قائد هؤلاء المدربين، بقي وحده في مصر، لكن ليس للتدريب، بل كان يتاجر مع المصريين بالبضائع المهربة، خصوصا "الكريستال" المصنع في منطقة بوهيميا التشيكية. وحقق أرباحا طائلة. فيما تحطمت عدة طائرات خلال التدريب. ويقول سيغف إن هذه الواقعة تؤكد أن إسرائيل لم تكن بحاجة إلى حرب مع مصر، حتى لو كانت معنية يومها بإسقاط حكم الرئيس جمال عبد الناصر، حيث كان بمقدورها إسقاطه بوسائل أخرى غير حربية. ولكن ديان أراد من الحرب تحقيق هدفه الكبير بتوسيع حدود إسرائيل،ولذلك خاض الحرب في أكتوبر 1956 (العدوان الثلاثي مع بريطانيا وفرنسا)، بعد سنة بالضبط من طرحه خطة التوسع نحو القاهرة. وقد استغرقت الحرب يومها 100 ساعة وقتل فيها 170 إسرائيليا.
المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الأول مناحم بيغن أعاد ديان إلى الحكم كوزير للخارجية في حكومته في سنة 1977، لكنه كان قد غير أفكاره. فقد أدى دورا كبيرا جدا في التأثير على بيغن حتى ينسحب من سيناء ويوقع اتفاق السلام مع الرئيس المصري أنور السادات. وقد سئل يومها:«كيف تنسحب من سيناء وأنت القائل: "إذا عرضوا علي سلاما من دون شرم الشيخ أو شرم الشيخ من دون سلام، أختار شرم الشيخ من دون سلام". فأجاب: "غيرت رأيي. والحمار وحده هو الذي لا يغير رأيه"
ديّان وخلفه شارون في 1967
الأحد فبراير 22 2009
تل أبيب - - كشفت وثائق إسرائيلية قديمة تحتوي على بروتوكولات هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، أن القائد العسكري والسياسي البارز موشيه ديان كان يخطط لاحتلال القاهرة ودمشق في سبيل توسيع حدود إسرائيل وسيطرتها على المنطقة. وحسب ما كتبه المؤرخ والباحث الإسرائيلي ـ الأميركي جاي لارون، فإن ديان وضع هذه الخطة في سنة 1955 عندما كان رئيسا لأركان الجيش. وعرضها على رئاسة الأركان في يوم 26 تشرين الأول (أكتوبر) من تلك السنة، كـ"خطة جارور"، يتم الإعداد لها بدقة ثم توضع في الجارور ليتم تنفيذها عندما تنشأ الظروف لذلك. وفصل ديان أمام جنرالات الجيش في تلك الجلسة تفاصيل الخطة ومراحلها التدريجية على النحو التالي:"ضربة أولية لمصر تهدف إلى احتلال قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس وبعد ذلك احتلال القاهرة، احتلال الضفة الغربية حتى الخليل في المرحلة الأولى ثم الوصول إلى نهر الأردن في المرحلة الثانية، وفي لبنان يتم احتلال الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني وفي سورية احتلال الجولان وصولا إلى دمشق".
وكان المؤرخ الإسرائيلي توم سيغف نشر تقريرا عن خطط الجيش الإسرائيلي في زمن ديان، فأثبت أن الحروب الإسرائيلية التي خاضها هذا القائد لم تكن اضطرارية كما يدعون في إسرائيل وأهدافها المعلنة لم تكن صادقة، بل استهدفت توسيع الحدود الإسرائيلية. وديان كان قد بقي في الحكم من خلال عدة مواقع تأثير منذ قيام الدولة وحتى سنة 1974، حيث اضطر إلى الاستقالة بعد إخفاقات حرب تشرين الاول (أكتوبر) 1973. وخلال هذه السنوات تم بالفعل التوسع الإسرائيلي الأكبر، حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء حتى قناة السويس وهضبة الجولان.
ويوضح سيغف نظريته حول سياسة التوسع الإسرائيلية، بالاستناد إلى ما كشفه الباحث المذكور لارون، فيكتب في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في ملحق عطلة السبت (امس)، انه في سنة 1956 أراد ديان وغيره من جنرالات إسرائيل ومخابراتها الحرب على مصر. ولكن رئيس الوزراء دافيد بن غوريون كان خائفا من عواقبها. وعندما حاول ديان إقناع بن غوريون فقال له إن هناك خطرا أن تقذف مصر تل أبيب بصواريخها، ولذلك لا بد من الحرب لمنعها، خاف بن غوريون أكثر وأصبح معارضا أشد للحرب. وقال انه في حالة قصف تل أبيب من مصر سيقصف الأردن مدينة حيفا. وقد تم إقناعه فقط عندما أبلغوه أن فرنسا وبريطانيا ستشاركان في هذه الحرب بقواتهما الفعلية.
ويوضح سيغف هنا أن مصر لم تكن تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل في ذلك الوقت. بل بالعكس. فحسب وثائق الجيش والمخابرات الإسرائيلية، التي يكشفها لارون، يتضح أن إسرائيل هاجمت مصر يومها بسبب حصولها على أسلحة روسية من تشيكوسلوفاكيا. لكن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل كانت تقول إن غالبية الخبراء التشيك، الذين حضروا إلى مصر لتدريب المصريين على الطائرات، هربوا لأنهم لم يجدوا من يتدرب بشكل فعلي وجاد. وان قائد هؤلاء المدربين، بقي وحده في مصر، لكن ليس للتدريب، بل كان يتاجر مع المصريين بالبضائع المهربة، خصوصا "الكريستال" المصنع في منطقة بوهيميا التشيكية. وحقق أرباحا طائلة. فيما تحطمت عدة طائرات خلال التدريب. ويقول سيغف إن هذه الواقعة تؤكد أن إسرائيل لم تكن بحاجة إلى حرب مع مصر، حتى لو كانت معنية يومها بإسقاط حكم الرئيس جمال عبد الناصر، حيث كان بمقدورها إسقاطه بوسائل أخرى غير حربية. ولكن ديان أراد من الحرب تحقيق هدفه الكبير بتوسيع حدود إسرائيل،ولذلك خاض الحرب في أكتوبر 1956 (العدوان الثلاثي مع بريطانيا وفرنسا)، بعد سنة بالضبط من طرحه خطة التوسع نحو القاهرة. وقد استغرقت الحرب يومها 100 ساعة وقتل فيها 170 إسرائيليا.
المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الأول مناحم بيغن أعاد ديان إلى الحكم كوزير للخارجية في حكومته في سنة 1977، لكنه كان قد غير أفكاره. فقد أدى دورا كبيرا جدا في التأثير على بيغن حتى ينسحب من سيناء ويوقع اتفاق السلام مع الرئيس المصري أنور السادات. وقد سئل يومها:«كيف تنسحب من سيناء وأنت القائل: "إذا عرضوا علي سلاما من دون شرم الشيخ أو شرم الشيخ من دون سلام، أختار شرم الشيخ من دون سلام". فأجاب: "غيرت رأيي. والحمار وحده هو الذي لا يغير رأيه"