اعتذر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، اليوم الخميس، بعد لقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون، عن تشكيل الحكومة، فيما قالت الرئاسة اللبنانية إن عون سيحدد موعدا للاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديد
وقال الرئيس اللبناني إن الحريري غير مستعد لمناقشة أي تغيير في تشكيلة الحكومة المقترحة.
وفي تصريحات لاحقة عقب اعتذاره، قال الحريري إن "السعودية منحت السلام للبنان وتريد الخير لكل اللبنانيين".
وأضاف: "السعودية لم ترسل الصواريخ للبنان كما فعل الآخرون".
الحريري يدعو إلى تحقيق دولي في مرفأ بيروت
وفي مقابلة مع تلفزيون الجديد، أكد الحريري ضرورة إنشاء محكمة دولية لمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت.وقال الحريري: "تحقيق دولي.. محكمة دولية بموضوع المرفأ، وكفى تضييعا للوقت. أنا أقول لكم في نهاية المطاف إذا بدكم حقيقة ،بدكم
نروح على تحقيق دولي".
وكان الحريري قد قدم لعون أمس تشكيلة حكومية تتضمن 24 وزيراً من الاختصاصيين، وتراعي شروط المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لحل الأزمة في لبنان.
وقال الحريري اليوم بعد لقائه عون إنه قدم اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة اللبنانية. وأضاف الحريري في كلمة من قصر بعبدا: "الموقف لم يتغير. ومن الواضح أنه لن نستطيع الاتفاق مع الرئيس عون.. الله يكون في عون البلد".
وأوضح: "عون طلب تعديلات على تشكيلة الحكومة أنا اعتبرتها جوهرية". وتابع أنه طرح على عون "وقتاً للتفكير"، لكن الرئيس اللبناني أبلغه أنه لا يمكنهما "التوافق".
تزامن ذلك مع ضغط دولي على الفرقاء اللبنانيين لتأليف الحكومة، تمثل في الحراك الفرنسي الذي قالت مصادر إنه يعمل على خطين متوازيين: أولهما منع تفاقم الأزمات الحياتية عبر تنظيم مؤتمر لمساعدة لبنان في الرابع من أغسطس المقبل، والآخر الضغط لتشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق قالت الرئاسة اللبنانية اليوم إن السفيرتين الأميركية والفرنسية سلمتا الرئيس ميشال عون رسالة مشتركة من وزيري خارجية البلدين، أكدا فيها اهتمام بلديهما بالوضع اللبناني. وأضافت الرئاسة أن وزيري الخارجية الأميركي والفرنسي أكدا أيضا في الرسالة على ضرورة تشكيل حكومة جديدة "لمواجهة الظروف الصعبة" في لبنان.
وكان قد جاء في بيان للرئاسة اللبنانية أمس أن "الحريري طلب من الرئيس عون جواباً حول التشكيلة، قبل ظهر الخميس".
وأفادت الرئاسة بأن "الرئيس ميشال عون تسلّم من الحريري تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عمّا كان الاتفاق عليها سابقاً".
وأضافت أن عون أبلغ الحريري أن "التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليُبنى على الشيء مقتضاه".
وأوضحت مصادر القصر الجمهوري لمراسلة قناتي "العربية" و"الحدث "أن التشكيلة لا تزال قيد الدرس في قصر بعبدا، ومع أطراف أخرى معنية بالتشكيل، لاسيما لجهة مدى مطابقتها للمعايير التي حددها الرئيس عون في مناسبات سابقة".
وفي إشارة الى "انزعاج" الرئاسة من تكبيل رئيس الجمهورية بمهلة محددة، أوضحت مصادر القصر الجمهوري أنه "لا يجوز ربط رئيس الجمهورية بمهلة معيّنة".
وقبل أشهر، أعلن الحريري تقديمه تشكيلة حكومية إلى عون، لكن الأخير رفضها.
وعلى مدار نحو 9 أشهر، تحول خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.