- إنضم
- 12 أبريل 2018
- المشاركات
- 409
- التفاعل
- الدولة
"الخلافات السياسية والعلاقات المصرية الخليجية"
لا شك أن هناك خلافات متعددة بين مصر والإمارات وبين مصر والسعودية وبين السعودية والإمارات، وهناك خلافات جذرية قديمة بين دول الخليج، ويتم محاولة احتواء معظمها في إطار المصالح المتبادلة والتهديدات المشتركة.
خلال شهري نوفمبر وديسمبر تردد في مراكز الدراسات الاستراتيجيه الدولية أن الإمارات كانت ترى إن مصر (صاحبة النفوذ الاستخباراتي المتنامي في القرن الأفريقي) تمتلك معلومات بشأن تهديدات تستهدف سفارتي الإمارات في إثيوبيا والسودان وأخرى تستهدف مصالح الإمارات في القرن الأفريقي، وأن مصر لم تبلغ الإمارات بأي من هذه المعلومات، وأن مصر نفت ذلك تماماً.
كما أن مصر كانت قد انزعجت من دعم الإمارات لتطبيع العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا عام ٢٠١٨، حيث كانت إريتريا تمثل ورقة ضغط على إثيوبيا في أيدي مصر، ومصر أيضاً منزعجة من دعم الإمارات لإثيوبيا في التصدي للتيجراي.. أما استثمارات الإمارات في إثيوبيا فلا أظنه مزعج لمصر، على العكس، فأي زعزعة في الداخل الإثيوبي بشكل مباشر أو غير مباشر يهدد الإستثمارات الأجنبية فيها ومنها الاستثمارات الإماراتية.. ناهيك إن حجم الإستثمارات الإماراتية في مصر ليست بقليل.. في النهاية إثيوبيا أصبحت ملعب تنافس بين أهم حليفين عربيين (مصر والإمارات).. فمصر كانت ترغب أن تقوم الإمارات بالضغط على إثيوبيا لصالح مصر وتتراجع عن مصالحها فيها.
أما عن الأسباب الرئيسية للخلافات المصرية مع الإمارات والسعودية، فهي منذ ٢٠١٤ تقريباً.
الخلاف الأول: كان بشأن موقف مصر المخالف نسبياً للخليج وإسرائيل في سوريا، حيث كان دعم دول الخليج (السعودية والإمارات وقطر) لعناصر معارضة إسلامية مسلحة، في الوقت الذي ترفض فيه مصر أي دعم للتنظيمات الإسلامية المسلحة خاصةً تلك المصنفة إرهابية أو تسعى لتصنيفها إرهابية (وأقصد هنا عناصر إسلامية معارضة في سوريا، وكانت قطر تدعم "جبهة فتح الشام" التي كان اسمها "جبهة النصرة" سابقاً والمفرزة من تنظيم القاعدة والمعادية لتنظيم داعش).
الخلاف الثاني: كان بسبب إصرار مصر على الإكتفاء بالمشاركة بعناصر رمزية بعاصفة الحزم في اليمن عام ٢٠١٥ وليس بقوات، ورأي العالم كله إن قرار مصر هذا كان صائب لأسباب داخلية في مصر ولأسباب إقليمية ودولية شديدة الأهمية.
الخلاف الثالث: عندما كانت مصر عضو غير دائم بمجلس الأمن، حين أعلنت فرنسا عن طرحها آلية لوقف إطلاق النار في حلب في سبتمبر ٢٠١٦، وكان الطرح الفرنسي مدعوماً من الغرب والخليج، ومصر وقتها صوتت على قبوله. إلا إن روسيا ردت عل المشروع الفرنسي باستخدام حق ال "فيتو".. بعدها مباشرة قدمت روسيا طرح مختلف يتضمن آلية لوقف إطلاق النار في حلب، ومصر وافقت أيضاً عليه.
وما كان من السعودية وقطر وقتها سوى أنهما اتهما الموقف المصري بالإزدواجية، ومنعت السعودية في أكتوبر ٢٠١٦ إمدادات أرامكو من النفط عن مصر لمدة ٦ أشهر. وأتذكر أنني كنت أحاضر في كلية دفاع الناتو بروما وقتها، وواجهت هجوم أكاديمي شديد في هذا الشأن بصفتي مصري، وكان ردي عليهم ببساطة أن مصر ترى نفسها جزء من الحل في سوريا أي كان صاحب الحل سواء فرنسا أو روسيا أو حتى موزمبيق، لأن مصر بصفتها دولة عربية إفريقية عضو غير دائم بمجلس الأمن تهدف لحل المشكلة داخل دولة عربية مشتعلة وليست بصفتها طرف منافس في المشكلة لا يهمه إلا مصلحته ولو على حساب من يموت كل يوم في حلب، أما من وضعوا أنفسهم كجزء من المشكلة وكأنهم طرف له مصالح أيديولوجية وسياسية وعسكرية ضد روسيا وخاصة الدول العربية منهم، ففي رأيي قد اقترفوا خطأ جسيم ستظهر عواقبه فيما بعد.
الخلاف الرابع: كان بسبب إصرار مصر في أبريل ٢٠١٩ على النأي بنفسها عن الجهود الأمريكية لتشكيل "ناتو عربي" على غرار حلف شمال الأطلسي هدفه "التصدي" لسياسات طهران، حيث أعلنت مصر أنها مبادرة غير جادة، ولكن كان للانسحاب المصري عدة أبعاد منها إصرار مصر على سياسة "مسافة السكة" للدفاع عن الخليج حالة تعرض أي من دوله لاعتداء خارجي، وليس عضو في تحالف يقضي بالتدخل العسكري بشكل من الممكن أن يخالف ثوابت الأمن القومي المصري، وزيادة توقعات مصر بعدم إمكانية استمرار ترمب في الحكم.
الخلاف الخامس: كان بسبب إصرار مصر خلال على تعطيل توقيعها على تأسيس "مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن" ومقره الرياض حتى مطلع ٢٠٢٠ والذي اقترحه العاهل السعودي في ديسمبر ٢٠١٨، والسبب في موقف مصر هو اقتراح السعودية والإمارات ودول أخرى مرشحة بالمجلس على مشاركة إثيوبيا كعضو به، إلا أن رفض مصر كان بسبب عدم تمتع إثيوبيا بواجهة ساحلية على الإطلاق.. وفي النهاية وقعت مصر دون مشاركة إثيوبيا بالمجلس.
د. سيد غنيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
أستاذ زائر بالناتو
#رؤى_غنيم
#الأصابع_على_الزناد
بعض المراجع:
مصر تصوت لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن والسعودية وقطر تنتقدان
وزير البترول المصري: أرامكو السعودية أوقفت تزويدنا بالنفط
تصميم منتدىً لدول الخليج والقرن الأفريقي
الثلاثاء، 12 مارس 2019
مصر تنسحب من مبادرة الناتو العربي
Egypt withdraws from US-led 'Arab Nato' initiative
لا شك أن هناك خلافات متعددة بين مصر والإمارات وبين مصر والسعودية وبين السعودية والإمارات، وهناك خلافات جذرية قديمة بين دول الخليج، ويتم محاولة احتواء معظمها في إطار المصالح المتبادلة والتهديدات المشتركة.
خلال شهري نوفمبر وديسمبر تردد في مراكز الدراسات الاستراتيجيه الدولية أن الإمارات كانت ترى إن مصر (صاحبة النفوذ الاستخباراتي المتنامي في القرن الأفريقي) تمتلك معلومات بشأن تهديدات تستهدف سفارتي الإمارات في إثيوبيا والسودان وأخرى تستهدف مصالح الإمارات في القرن الأفريقي، وأن مصر لم تبلغ الإمارات بأي من هذه المعلومات، وأن مصر نفت ذلك تماماً.
كما أن مصر كانت قد انزعجت من دعم الإمارات لتطبيع العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا عام ٢٠١٨، حيث كانت إريتريا تمثل ورقة ضغط على إثيوبيا في أيدي مصر، ومصر أيضاً منزعجة من دعم الإمارات لإثيوبيا في التصدي للتيجراي.. أما استثمارات الإمارات في إثيوبيا فلا أظنه مزعج لمصر، على العكس، فأي زعزعة في الداخل الإثيوبي بشكل مباشر أو غير مباشر يهدد الإستثمارات الأجنبية فيها ومنها الاستثمارات الإماراتية.. ناهيك إن حجم الإستثمارات الإماراتية في مصر ليست بقليل.. في النهاية إثيوبيا أصبحت ملعب تنافس بين أهم حليفين عربيين (مصر والإمارات).. فمصر كانت ترغب أن تقوم الإمارات بالضغط على إثيوبيا لصالح مصر وتتراجع عن مصالحها فيها.
أما عن الأسباب الرئيسية للخلافات المصرية مع الإمارات والسعودية، فهي منذ ٢٠١٤ تقريباً.
الخلاف الأول: كان بشأن موقف مصر المخالف نسبياً للخليج وإسرائيل في سوريا، حيث كان دعم دول الخليج (السعودية والإمارات وقطر) لعناصر معارضة إسلامية مسلحة، في الوقت الذي ترفض فيه مصر أي دعم للتنظيمات الإسلامية المسلحة خاصةً تلك المصنفة إرهابية أو تسعى لتصنيفها إرهابية (وأقصد هنا عناصر إسلامية معارضة في سوريا، وكانت قطر تدعم "جبهة فتح الشام" التي كان اسمها "جبهة النصرة" سابقاً والمفرزة من تنظيم القاعدة والمعادية لتنظيم داعش).
الخلاف الثاني: كان بسبب إصرار مصر على الإكتفاء بالمشاركة بعناصر رمزية بعاصفة الحزم في اليمن عام ٢٠١٥ وليس بقوات، ورأي العالم كله إن قرار مصر هذا كان صائب لأسباب داخلية في مصر ولأسباب إقليمية ودولية شديدة الأهمية.
الخلاف الثالث: عندما كانت مصر عضو غير دائم بمجلس الأمن، حين أعلنت فرنسا عن طرحها آلية لوقف إطلاق النار في حلب في سبتمبر ٢٠١٦، وكان الطرح الفرنسي مدعوماً من الغرب والخليج، ومصر وقتها صوتت على قبوله. إلا إن روسيا ردت عل المشروع الفرنسي باستخدام حق ال "فيتو".. بعدها مباشرة قدمت روسيا طرح مختلف يتضمن آلية لوقف إطلاق النار في حلب، ومصر وافقت أيضاً عليه.
وما كان من السعودية وقطر وقتها سوى أنهما اتهما الموقف المصري بالإزدواجية، ومنعت السعودية في أكتوبر ٢٠١٦ إمدادات أرامكو من النفط عن مصر لمدة ٦ أشهر. وأتذكر أنني كنت أحاضر في كلية دفاع الناتو بروما وقتها، وواجهت هجوم أكاديمي شديد في هذا الشأن بصفتي مصري، وكان ردي عليهم ببساطة أن مصر ترى نفسها جزء من الحل في سوريا أي كان صاحب الحل سواء فرنسا أو روسيا أو حتى موزمبيق، لأن مصر بصفتها دولة عربية إفريقية عضو غير دائم بمجلس الأمن تهدف لحل المشكلة داخل دولة عربية مشتعلة وليست بصفتها طرف منافس في المشكلة لا يهمه إلا مصلحته ولو على حساب من يموت كل يوم في حلب، أما من وضعوا أنفسهم كجزء من المشكلة وكأنهم طرف له مصالح أيديولوجية وسياسية وعسكرية ضد روسيا وخاصة الدول العربية منهم، ففي رأيي قد اقترفوا خطأ جسيم ستظهر عواقبه فيما بعد.
الخلاف الرابع: كان بسبب إصرار مصر في أبريل ٢٠١٩ على النأي بنفسها عن الجهود الأمريكية لتشكيل "ناتو عربي" على غرار حلف شمال الأطلسي هدفه "التصدي" لسياسات طهران، حيث أعلنت مصر أنها مبادرة غير جادة، ولكن كان للانسحاب المصري عدة أبعاد منها إصرار مصر على سياسة "مسافة السكة" للدفاع عن الخليج حالة تعرض أي من دوله لاعتداء خارجي، وليس عضو في تحالف يقضي بالتدخل العسكري بشكل من الممكن أن يخالف ثوابت الأمن القومي المصري، وزيادة توقعات مصر بعدم إمكانية استمرار ترمب في الحكم.
الخلاف الخامس: كان بسبب إصرار مصر خلال على تعطيل توقيعها على تأسيس "مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن" ومقره الرياض حتى مطلع ٢٠٢٠ والذي اقترحه العاهل السعودي في ديسمبر ٢٠١٨، والسبب في موقف مصر هو اقتراح السعودية والإمارات ودول أخرى مرشحة بالمجلس على مشاركة إثيوبيا كعضو به، إلا أن رفض مصر كان بسبب عدم تمتع إثيوبيا بواجهة ساحلية على الإطلاق.. وفي النهاية وقعت مصر دون مشاركة إثيوبيا بالمجلس.
د. سيد غنيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
أستاذ زائر بالناتو
#رؤى_غنيم
#الأصابع_على_الزناد
بعض المراجع:
مصر تصوت لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن والسعودية وقطر تنتقدان
ليس لديك تصريح لمشاهدة الرابط، فضلا قم ب تسجيل الدخول او تسجيل
وزير البترول المصري: أرامكو السعودية أوقفت تزويدنا بالنفط
ليس لديك تصريح لمشاهدة الرابط، فضلا قم ب تسجيل الدخول او تسجيل
مخططات البحر الأحمرتصميم منتدىً لدول الخليج والقرن الأفريقي
الثلاثاء، 12 مارس 2019
ليس لديك تصريح لمشاهدة الرابط، فضلا قم ب تسجيل الدخول او تسجيل
مصر تنسحب من مبادرة الناتو العربي
Egypt withdraws from US-led 'Arab Nato' initiative
ليس لديك تصريح لمشاهدة الرابط، فضلا قم ب تسجيل الدخول او تسجيل
المقال للواء سيد غنيم نقلا من صفحته علي الفيس بوك.
