بسم الله الرحمن الرحيم
...................
مقدمة
قامت الدولة العثمانية بتحريض من حليفتها ألمانيا علي مهاجمة بريطانيا في مصر والعمل علي إغلاق قناة السويس للحيلولة دون وصول الإمدادات من مستعمراتها في الهند وإستراليا، وكان الجيش العثماني"الجيش الرابع" بالمنطقة يتمركز بمدينة القدس تحت قيادة وزير البحرية العثماني "أحمد دجمال باشا" ، وكانت سيناء وقتها صحراء قاحلة لا ماء ولا طرق صالحة فيها لعبور القوات ، وكان في منصب رئيس أركان الجيش العثماني عقيد ألماني يدعي "Kress von Kressenstein" قام بالتخطيط للهجوم علي مصر وإستطاع الحصول علي بعض التجهيزات والتعيينات أثناء عبور القوات العثمانية لصحراء سيناء.
معركة السويس الأولي
عبارة عن هجوم عثماني ضد القوات البريطانية في مصر ، كان الهدف الأساسي منه السيطرة علي قناة السويس ، وإبتدأ الهجوم في 3 يناير 1915 وإنتهي بإنسحاب عثماني في 3 فبراير 1915..
وقبيل إندلاع المواجهة بين الإمبراطوريتين علي الأرض المصرية ، قامت بريطانيا بعدة إجراءات القصد منها قطع الصلة بين تركيا ومصر لمواجهة إحتمال تعاطف الشعب المصري مع الجيش العثماني المهاجم ، فقامت بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني وعينت بدلاً منه عمه حسـين كامل وأعلنت الأحكام العرفية وسخرت موارد الدولة المصرية في خدمة قواتها العسكـرية..
وطرحت فكرة الهجوم من إسماعيل انورباشا الرجل القوي في ما يعرف بإسم "الباشوات الثلاثة" وهو المجلس المسيطر فعليا علي الحكومة العثمانـية بعد أن تم تحريضه من قبل حلفاءه الألمان في الهجوم علي البريطانيين في مصر ، وأصبحت الفكـرة واقعاً ، عندما إجتمع لدي "أحمد دجمـال باشا" وزير البحرية العثماني وقائد الجيش الرابع قرابة الـ20 ألف جندي متحفزين لشن الحمـلة علي السويس ..
وفي مواجهة تلك الاخطار ، حشدت بريطانيا 70 ألف من جنودها في مصر بحلول شهر يناير 1915 ويقودهم الجنرال Sir John Maxwell ، وكان معظم هؤلاء الجنود عبارة عن فرق هندية في الغالب مع وجود الفرقة 42 بريطانية"التي كانت متمركز شرق لانكشيرببريطانيا" وفيلق I Anzac الذي يتكون من الجنود الإستراليين والنيوزلانديين ...
30 ألف من تلك القوات حشدت للدفاع عن منطقة قناة السويس ، ولم يكن أمام الأتراك سوي إحدي 3 طرق يمكن أن يصـلوا من خلالها إلي قنـاة السويس عبر صحراء سيناء القاحلـة ...
1) الطريق الساحلي الذي سيتيح لهم الوجود بالقرب من إمدادات الماء والسير عبر الطرق الصالحة ، إلا أنهم بذلك سيضعوا أنفسهم تحت رحمة البحرية الملكية المسيطرة علي الشواطئ .
2) الطريق الأوسط من منطقة بئر السبع في فلسطين إلي الإسماعيلية مباشرة .
3) الطريق الجنوبي من القسيمة حتي قناة السويس .
وقد إختارت القيادة التركية ، الطريق الأوسط لزحف جنودها إلي قناة السويس عبر سيناء.
المعركة :
بحلول منتصف يناير ، كان لدي الأتراك فرقتين + فرقة إحتياطية مع وحدات الفرسان والإبل علي أهبة الإستعداد للتقدم ، وإستمر الزحف لمدة 11 يوما كانوا خلالها تحت بصر سلاح الجو البريطاني ، الذي قام ببعض الطلعات عليهم أثناء سيرهم من فلسطين إلي سيناء ، إلا أن القوات العثمانية واصلت تقدمها حتي وصلت إلي مشارف قناة السويس في 28 يناير..
وفور وصولهم قامت سفن حربية بريطانية وفرنسية بإتخاذ مواقعها وفتحت النار علي القوات العثمانية المتقدمة ، وإشتبكت كلا من القوات علي جانبي القناة بصورة متقطعة في 2 فبراير ، ولم تحدث مواجهة رئيسية بينهما خلال ذلك اليوم نظراً لهبوب عاصفة رملية.
وفي ساعات الصباح الأولي من اليوم التالي ، قام الاتراك بشن هجومهم الرئيسي بمحاولة العبور إلي الضفة الشرقية للقناة بإستخدام القوارب والمعديات القابلة للنفخ ، لكنهم جوبهوا بنيران رشاشات بريطانية هندية قوية ، أدت إلي إتلاف القوارب والمعديات ، وأصابت الاتراك بالذعر والهلع فإستسلم عدد منهم ..
إلا ان ذلك لم يفت في عضد الاتراك ، فقاموا بهجوم ثان في الساعة 6 صباحاً ، وإستهدفوا به شمال المنطقة التي حاولوا العبور منها سابقاً ، إلا إنهم كانوا تحت مراقبة سفن البريطانيين والفرنسيين ، فقاموا بصد الهجوم وسحقه http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/smilies/cray.gif ، وأدي لإنسحاب تركي شامل لمنطقة بئر السبع في فلسطين ..!!
نتائج الهجوم:
كان الهجوم مخيباً لأمال الأتراك ، فقد قتل منهم 1500 رجل ، وكان يمنون أنفسهم طيلة مراحل هجومهم بثورة مصرية ضد البريطانيين إلا أن لم يحدث..
كان التكتيك البريطاني في الدفاع ناجحا لدرجة كبيرة ولكنه إتسم بالخطورة ، لإعتماده علي القناة كخط دفاع وحيد ، ورأت بريطانيا ان لقناة السويس مكانة حيوية بالنسبة لها ، فنقلت أعداد ضئيلة من تلك القوات للمشاركة في حملة غاليبولي ، وقاموا بإشراك وحدات من الجيش والبحرية المصرية في الدفاع عن مصر ضد الهجوم التركي .
.......................
يتبع
...................
مقدمة
قامت الدولة العثمانية بتحريض من حليفتها ألمانيا علي مهاجمة بريطانيا في مصر والعمل علي إغلاق قناة السويس للحيلولة دون وصول الإمدادات من مستعمراتها في الهند وإستراليا، وكان الجيش العثماني"الجيش الرابع" بالمنطقة يتمركز بمدينة القدس تحت قيادة وزير البحرية العثماني "أحمد دجمال باشا" ، وكانت سيناء وقتها صحراء قاحلة لا ماء ولا طرق صالحة فيها لعبور القوات ، وكان في منصب رئيس أركان الجيش العثماني عقيد ألماني يدعي "Kress von Kressenstein" قام بالتخطيط للهجوم علي مصر وإستطاع الحصول علي بعض التجهيزات والتعيينات أثناء عبور القوات العثمانية لصحراء سيناء.
معركة السويس الأولي
عبارة عن هجوم عثماني ضد القوات البريطانية في مصر ، كان الهدف الأساسي منه السيطرة علي قناة السويس ، وإبتدأ الهجوم في 3 يناير 1915 وإنتهي بإنسحاب عثماني في 3 فبراير 1915..
وقبيل إندلاع المواجهة بين الإمبراطوريتين علي الأرض المصرية ، قامت بريطانيا بعدة إجراءات القصد منها قطع الصلة بين تركيا ومصر لمواجهة إحتمال تعاطف الشعب المصري مع الجيش العثماني المهاجم ، فقامت بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني وعينت بدلاً منه عمه حسـين كامل وأعلنت الأحكام العرفية وسخرت موارد الدولة المصرية في خدمة قواتها العسكـرية..
وطرحت فكرة الهجوم من إسماعيل انورباشا الرجل القوي في ما يعرف بإسم "الباشوات الثلاثة" وهو المجلس المسيطر فعليا علي الحكومة العثمانـية بعد أن تم تحريضه من قبل حلفاءه الألمان في الهجوم علي البريطانيين في مصر ، وأصبحت الفكـرة واقعاً ، عندما إجتمع لدي "أحمد دجمـال باشا" وزير البحرية العثماني وقائد الجيش الرابع قرابة الـ20 ألف جندي متحفزين لشن الحمـلة علي السويس ..
وفي مواجهة تلك الاخطار ، حشدت بريطانيا 70 ألف من جنودها في مصر بحلول شهر يناير 1915 ويقودهم الجنرال Sir John Maxwell ، وكان معظم هؤلاء الجنود عبارة عن فرق هندية في الغالب مع وجود الفرقة 42 بريطانية"التي كانت متمركز شرق لانكشيرببريطانيا" وفيلق I Anzac الذي يتكون من الجنود الإستراليين والنيوزلانديين ...
30 ألف من تلك القوات حشدت للدفاع عن منطقة قناة السويس ، ولم يكن أمام الأتراك سوي إحدي 3 طرق يمكن أن يصـلوا من خلالها إلي قنـاة السويس عبر صحراء سيناء القاحلـة ...
1) الطريق الساحلي الذي سيتيح لهم الوجود بالقرب من إمدادات الماء والسير عبر الطرق الصالحة ، إلا أنهم بذلك سيضعوا أنفسهم تحت رحمة البحرية الملكية المسيطرة علي الشواطئ .
2) الطريق الأوسط من منطقة بئر السبع في فلسطين إلي الإسماعيلية مباشرة .
3) الطريق الجنوبي من القسيمة حتي قناة السويس .
وقد إختارت القيادة التركية ، الطريق الأوسط لزحف جنودها إلي قناة السويس عبر سيناء.
المعركة :
بحلول منتصف يناير ، كان لدي الأتراك فرقتين + فرقة إحتياطية مع وحدات الفرسان والإبل علي أهبة الإستعداد للتقدم ، وإستمر الزحف لمدة 11 يوما كانوا خلالها تحت بصر سلاح الجو البريطاني ، الذي قام ببعض الطلعات عليهم أثناء سيرهم من فلسطين إلي سيناء ، إلا أن القوات العثمانية واصلت تقدمها حتي وصلت إلي مشارف قناة السويس في 28 يناير..
وفور وصولهم قامت سفن حربية بريطانية وفرنسية بإتخاذ مواقعها وفتحت النار علي القوات العثمانية المتقدمة ، وإشتبكت كلا من القوات علي جانبي القناة بصورة متقطعة في 2 فبراير ، ولم تحدث مواجهة رئيسية بينهما خلال ذلك اليوم نظراً لهبوب عاصفة رملية.
وفي ساعات الصباح الأولي من اليوم التالي ، قام الاتراك بشن هجومهم الرئيسي بمحاولة العبور إلي الضفة الشرقية للقناة بإستخدام القوارب والمعديات القابلة للنفخ ، لكنهم جوبهوا بنيران رشاشات بريطانية هندية قوية ، أدت إلي إتلاف القوارب والمعديات ، وأصابت الاتراك بالذعر والهلع فإستسلم عدد منهم ..
إلا ان ذلك لم يفت في عضد الاتراك ، فقاموا بهجوم ثان في الساعة 6 صباحاً ، وإستهدفوا به شمال المنطقة التي حاولوا العبور منها سابقاً ، إلا إنهم كانوا تحت مراقبة سفن البريطانيين والفرنسيين ، فقاموا بصد الهجوم وسحقه http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/smilies/cray.gif ، وأدي لإنسحاب تركي شامل لمنطقة بئر السبع في فلسطين ..!!
نتائج الهجوم:
كان الهجوم مخيباً لأمال الأتراك ، فقد قتل منهم 1500 رجل ، وكان يمنون أنفسهم طيلة مراحل هجومهم بثورة مصرية ضد البريطانيين إلا أن لم يحدث..
كان التكتيك البريطاني في الدفاع ناجحا لدرجة كبيرة ولكنه إتسم بالخطورة ، لإعتماده علي القناة كخط دفاع وحيد ، ورأت بريطانيا ان لقناة السويس مكانة حيوية بالنسبة لها ، فنقلت أعداد ضئيلة من تلك القوات للمشاركة في حملة غاليبولي ، وقاموا بإشراك وحدات من الجيش والبحرية المصرية في الدفاع عن مصر ضد الهجوم التركي .
.......................
يتبع