"حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,743
التفاعل
3,152 13 8
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
...................

مقدمة

قامت الدولة العثمانية بتحريض من حليفتها ألمانيا علي مهاجمة بريطانيا في مصر والعمل علي إغلاق قناة السويس للحيلولة دون وصول الإمدادات من مستعمراتها في الهند وإستراليا، وكان الجيش العثماني"الجيش الرابع" بالمنطقة يتمركز بمدينة القدس تحت قيادة وزير البحرية العثماني "أحمد دجمال باشا" ، وكانت سيناء وقتها صحراء قاحلة لا ماء ولا طرق صالحة فيها لعبور القوات ، وكان في منصب رئيس أركان الجيش العثماني عقيد ألماني يدعي "Kress von Kressenstein" قام بالتخطيط للهجوم علي مصر وإستطاع الحصول علي بعض التجهيزات والتعيينات أثناء عبور القوات العثمانية لصحراء سيناء.

معركة السويس الأولي

عبارة عن هجوم عثماني ضد القوات البريطانية في مصر ، كان الهدف الأساسي منه السيطرة علي قناة السويس ، وإبتدأ الهجوم في 3 يناير 1915 وإنتهي بإنسحاب عثماني في 3 فبراير 1915..


وقبيل إندلاع المواجهة بين الإمبراطوريتين علي الأرض المصرية ، قامت بريطانيا بعدة إجراءات القصد منها قطع الصلة بين تركيا ومصر لمواجهة إحتمال تعاطف الشعب المصري مع الجيش العثماني المهاجم ، فقامت بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني وعينت بدلاً منه عمه حسـين كامل وأعلنت الأحكام العرفية وسخرت موارد الدولة المصرية في خدمة قواتها العسكـرية..


وطرحت فكرة الهجوم من إسماعيل انورباشا الرجل القوي في ما يعرف بإسم "الباشوات الثلاثة" وهو المجلس المسيطر فعليا علي الحكومة العثمانـية بعد أن تم تحريضه من قبل حلفاءه الألمان في الهجوم علي البريطانيين في مصر ، وأصبحت الفكـرة واقعاً ، عندما إجتمع لدي "أحمد دجمـال باشا" وزير البحرية العثماني وقائد الجيش الرابع قرابة الـ20 ألف جندي متحفزين لشن الحمـلة علي السويس ..

وفي مواجهة تلك الاخطار ، حشدت بريطانيا 70 ألف من جنودها في مصر بحلول شهر يناير 1915 ويقودهم الجنرال Sir John Maxwell ، وكان معظم هؤلاء الجنود عبارة عن فرق هندية في الغالب مع وجود الفرقة 42 بريطانية"التي كانت متمركز شرق لانكشيرببريطانيا" وفيلق I Anzac الذي يتكون من الجنود الإستراليين والنيوزلانديين ...

30 ألف من تلك القوات حشدت للدفاع عن منطقة قناة السويس ، ولم يكن أمام الأتراك سوي إحدي 3 طرق يمكن أن يصـلوا من خلالها إلي قنـاة السويس عبر صحراء سيناء القاحلـة ...

1) الطريق الساحلي الذي سيتيح لهم الوجود بالقرب من إمدادات الماء والسير عبر الطرق الصالحة ، إلا أنهم بذلك سيضعوا أنفسهم تحت رحمة البحرية الملكية المسيطرة علي الشواطئ .

2) الطريق الأوسط من منطقة بئر السبع في فلسطين إلي الإسماعيلية مباشرة .

3) الطريق الجنوبي من القسيمة حتي قناة السويس .

وقد إختارت القيادة التركية ، الطريق الأوسط لزحف جنودها إلي قناة السويس عبر سيناء.

المعركة :

بحلول منتصف يناير ، كان لدي الأتراك فرقتين + فرقة إحتياطية مع وحدات الفرسان والإبل علي أهبة الإستعداد للتقدم ، وإستمر الزحف لمدة 11 يوما كانوا خلالها تحت بصر سلاح الجو البريطاني ، الذي قام ببعض الطلعات عليهم أثناء سيرهم من فلسطين إلي سيناء ، إلا أن القوات العثمانية واصلت تقدمها حتي وصلت إلي مشارف قناة السويس في 28 يناير..

وفور وصولهم قامت سفن حربية بريطانية وفرنسية بإتخاذ مواقعها وفتحت النار علي القوات العثمانية المتقدمة ، وإشتبكت كلا من القوات علي جانبي القناة بصورة متقطعة في 2 فبراير ، ولم تحدث مواجهة رئيسية بينهما خلال ذلك اليوم نظراً لهبوب عاصفة رملية.

وفي ساعات الصباح الأولي من اليوم التالي ، قام الاتراك بشن هجومهم الرئيسي بمحاولة العبور إلي الضفة الشرقية للقناة بإستخدام القوارب والمعديات القابلة للنفخ ، لكنهم جوبهوا بنيران رشاشات بريطانية هندية قوية ، أدت إلي إتلاف القوارب والمعديات ، وأصابت الاتراك بالذعر والهلع فإستسلم عدد منهم ..

إلا ان ذلك لم يفت في عضد الاتراك ، فقاموا بهجوم ثان في الساعة 6 صباحاً ، وإستهدفوا به شمال المنطقة التي حاولوا العبور منها سابقاً ، إلا إنهم كانوا تحت مراقبة سفن البريطانيين والفرنسيين ، فقاموا بصد الهجوم وسحقه http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/smilies/cray.gif ، وأدي لإنسحاب تركي شامل لمنطقة بئر السبع في فلسطين ..!!

نتائج الهجوم:

كان الهجوم مخيباً لأمال الأتراك ، فقد قتل منهم 1500 رجل ، وكان يمنون أنفسهم طيلة مراحل هجومهم بثورة مصرية ضد البريطانيين إلا أن لم يحدث..

كان التكتيك البريطاني في الدفاع ناجحا لدرجة كبيرة ولكنه إتسم بالخطورة ، لإعتماده علي القناة كخط دفاع وحيد ، ورأت بريطانيا ان لقناة السويس مكانة حيوية بالنسبة لها ، فنقلت أعداد ضئيلة من تلك القوات للمشاركة في حملة غاليبولي ، وقاموا بإشراك وحدات من الجيش والبحرية المصرية في الدفاع عن مصر ضد الهجوم التركي .
.......................
يتبع
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

معركة الرمانة Battle of Romani
MapBattleOfRomani.png


مقدمة:

لمدة عام كامل ظل البريطانيون يدافعون عن قناة السويس ضد هجوم عثمـاني محتمل ضدهم ، ولكنهم كانوا مشغولين بحملة القوقاز مع الروس ، وحملة غاليبولي والرافدين ضد البريطانيين ، وإستأنف العثمانيين هجماتهم ضد القوات البريطانية في قناة السويس ..



ولكن كان هجومهم هذه المرة أقل طموحاً من سابقه ، فكان جل مهامهم ان يقوموا بالسيطرة علي منطقة "الرمانة المصرية" ثم تقوم مدافع حلفائهم النمساويين بعرقلة حركة الملاحة في القنـاة دون الخوف من هجوم مضاد من مشاة العدو أو مدافعه ، ولكن خطة الهجوم تلك عارضها بشدة الجنرال Liman von Sanders"المستشار العسكري للإمبراطورية العثمانية" الذي لم يكن السلطة لمنع الهجوم ، وعلي الرغم من ذلك الإعتراض ، حاول رئيس أركان الجيش Kress تنفيذ المهمة بطريقة مخططة إلي حد ما ، فكون قوة قوامها الأتراك مع بعض المتطوعين العرب وتساندهم المدفعية النمساوية والرشاشات الثقيلة الألمانيـة ..

ميزان القوي:

القائد العـام لقوات الحلفاء في مصر وقتها كان الجنرال Archibald Murray ، جهز لملاقاة الهجوم العثماني فرقتين من المشاة "الفرقة 42 والفرقة 52" بالإضافة إلي فرقة Anzac الجبلية التي يقودها الجنرال H.G. Chauvel والتي تتكون من 3 ألوية فرسان خفيفة ولواء بندقية نيوزلاندي واللواء الخامس الجبـلي ..

وتوقع قائد الحلفاء ان يشن العثمانيين هجومهم هذه المـرة عبر الطريق الساحلي لندرة مصادر المياه وسط سيناء ، ولهذا فقد ركز دفاعاته بمنطقة الرمـانة وسبب إختياره لتك المنطقة ، عدم وقوعها في مدي المدفعية البريطانية بمنطـقة قـناة السويس..

وفي يوليو 1916 ، زحف قائد القطـاع الشمالي لمنطقة قناة السويس مع فرقة المشاة 52 إلي الحافة الرملية شرق منطقة الرمانة وإستخدم اللواء الخامس الجبلي"بقيادة الجنرال Chaytor" في القيام بمهـام الدورية في الواحة الموجودة بالمنطقة ، وتمركزوا عند التـلة رقم70...

قوات بريطانية في واحة Oghratina
World_War_I-_Battle_of_Oghratine_-memory.loc.gov.jpg

وفي 18 يوليو ، وصلت قوة عثمانية مكونة من الفرقة الثالثة من الجيش الرابع إضافة إلي وحدات أخري إلي واحة Oghratina شرق منطـقة الرمانة ، ولم يكتشفوا البريطانيين وجودهم إلا بعد وصولهم إلي تلك الواحة نظراً لأنهم زحفوا في الليل طوال الطريق ، وعلي مدي 3 أسابيع عمل العثمانيين علي تدعيم مواقعهم والإستعداد لشن هجوم ضد البريطانيين

المعركــة:

في ليلة 3 أغسطس 1916 ، تقدمت قوة عثمانية من 8000 رجل مدعومة بلواء فرسان خفيف ، وعقب إكتشاف الحلفاء للهجوم ، وضع الجنرال Chauvel لواء الفرسان الأول الخفيف علي طول خط دفاعي بمنطقة Katib Gannit جنوب إستحكامات قوات المشاة البريطانية ..

وتفوق البريطانيين عدديا علي الأتراك ، ولم يستطع لواء الفرسان العثماني شن الهجوم في الموعد المناسب لذلك ، وفي الساعة 2.30 صباح يوم 4 أغسطس ، تراجع الأتراك جاعلين ظهورهم مستندة لجبل ميرديث ، فيما تراجع لواء الفرسان في الساعة 3 صباحاً وأجبرت المدفعية النمساوية للإنسحاب إلي كثيب رملي يسمي Wellington Ridge جنوب منطقة الرمانة ..

وحاول الاتراك عمل مناورة لتطويق قوات الحلفاء بقوة 2000 جندي عند جبل Royston ، وبحلول الفجر ، أرسل اللواء Chauvel لواء الفرسان الثاني ونجح في إيقاف المحاولات التركية ..

وبعد الشروق بفترة قصيرة ، ضغط الأتراك علي حلفائهم النمساويين لكي يقوموا بقصف القوات البريطانية ضمن مدي 700 متر لتغطية إنسحابهم ونجحوا في إنهاك لواء الفرسان الثاني وجعلهم عاجزين عن التقدم ، وأدرك قائد القطاع الشمالي لمنطقة قناة السويس ان عليه الإعداد لهجوم قوي يستعيد به الموقف ، فأمر ألوية الفرسان بقيادة Chaytor في التقدم نحو التـلة 70 لشن هجوم مضاد ضد الأتراك الموجودين بها ، أما الأتراك عند جبل Royston فتم دحرهم شمالاً بفضل مجهودات لواءي الفرسان الثالث والسادس والقصف العنيف من مدفعية الفرقة 52 ، وبعد هجوم الجنرال Chaytor ، إستسلمت القوات التركية بالمنطقة بحلول الساعة 6 مساء يوم 4 أغسطس ..


ولم يحاول أي من الجانبين إستغلال ليل يوم 4 أغسطس للقيام بهجمات علي الطرف الاخر ، ولكن مع فجر يوم 5 أغسطس ، قام لواء الفرسان الإسترالي ولواء البندقية النيوزلاندي بهجوم معاكس علي المواقع التـركية ، ادي إلي أسر 1000 جندي ، فيما قام البقية بالتراجع أو الإستسلام..

نتائج المعركة:

إنتهت بفشل عثماني وتراجعهم بشكل كامل إلي منطقة Katia ثم إلي واحة Oghratina ثم منطقة بئر العبـد ، ثم واصول تراجعهم حتي وصلوا العريش يوم 12 أغسطس من حيث بدأ هجومهم ..

وكان إجمالي خسائر الأتراك 1250 قتيل و 4000 جريح و 3950 اسير ، فيما كانت خسائر البريطانيين 202 قتيل و 928 جريح ..
...................
يتبع
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

الزحف البريطـاني عبر سينـاء
Sinai-WW1-1.jpg

أعقب معركة الرمانة ، إقتناع البريطانيين بضرورة تقدمهم ودفع العثمانيين إلي خارج سيناء ، وبدأو في تنفيذ ذلك في أكتوبر 1916 عندما قرر الفريق Charles Dobell البدء بعملياته علي حدود سيناء مع فلسطين ..

وإشتملت جهودهم الأولية في الإعداد للعمليات في إنشاء خط سكـة حديد وخطوط للإمداد بالمياه عبر سيناء وبعدها بأشهر قليلة تقرر البدء في إنشاء مراكز الإمداد والدعم للقوات ، وبالتالي أصبح البريطانيين علي أهبـة الإستعداد للهجوم ، وبالفعل تقدمت القوات وكانت أولي إنجازاتهم ، الإستيلاء علي حصن Magdhaba يوم 23 ديسمبر 1916 ..

وفي 8 يناير 1917 ، قامت فرقة Anzac الجبليـة بالهجوم علي حصن بلدة رفح ونجحوا في الإستيلاء عليه واسر معظم حاميته التـركيـة ، وبالتالي أكمل البريطانيين هدفهم في دفع العثمانيين إلي خارج سيناء ، إلا أن الحكومة البريطانية برئاسة لويد جورج تطلعت إلي مزيد من التقدم ..

حمـلة فلسطين

طلب من الجيش البريطاني أن ينتقل للقتال ضد العثمانيين في فلسطين وذلك علي امل دعم الثورة العربية التي إندلعت بداية عـام 1916 ولتعويض بعض ما خسروه علي الجبهة الغربية ضد ألمانيـا ، ولهذا طلب القائد العـام للحلفاء في مصر الجنرال Archibald Murray مزيد من القوات والسفن الحربية لتنفيذ حملته تلك إلا أن طلبه قوبل بالرفض..


فيما حين كانت القوات العثمانية تقوم ببناء حط دفعاي يمتد من حصن غزة علي شاطئ المتوسط حتي بئر السبع في الجنوب والتي كانت تمثل نهاية خط السكة الحديد الذي قام الأتراك بتمديده حتي دمشق ، وإختار القائد البريطاني الميداني Dobell البدء بهجوم خاطف علي غزة في 26 مارس 1916..

معركة غزة الأولي

ميدان المعركة:

لقرون طويلة من الزمن كانت غزة بوابة الجيوش الأتية والخارجة من وإلي مصر ، وتقع غزة علي تل منخفض عن شاطئ المتوسط بما يعادل الميلين ، وإلي الغرب منها بإتجاه الشاطئ توجد الرمال الثقيلة وإلي الشرق توجد حافة طولها 300 قدم يطلق عليها"Ali Muntar" وعلي طول تلك الحافة كانت توجد الحقول المزروعة ونباتات الصبار السميكة بشكل يجعلها مثالية لعمل الكمائن والدفاع عنها ..

الخنادق الدفاعية العثمانـية
180px-Turkish_trenches_at_Dead_Sea2.jpg


وفي مارس 1917 ، جهز القائد البريطاني Murray قواته وأبلغ قيادته إستعداده للإستيلاء علي غزة ، وكان قراره هذا ينبع من إعتقاده بأن الأتراك سيتراجعون إلي خط يافا- القدس الدفاعي..

ميزان القوي:

وكانت القوة التركية الموجودة بخط غزة - بئر السبع الدفاعي قرابة الـ15000 جندي ، و 4000 منها في غزة و 2000 في بئر السبع والباقي في البلاد المحيطـة ..

اما القوات البريطانية المشتركة في الهجوم فتقدر بـ22000 جندي ، موزعين علي الفرق 53 و54 ولواءان من فرقة Anzac وفرقة الجبل الإمبراطورية بالإضافة إلي لواء من فيلق الإبل البريطاني ..

الإستعدادت للمعـركة:

كانت الخطة المحتملة للهجوم علي غزة تتمثل في هجوم سريع وخاطف بإستخدام كافة القوات بما فيها المدفعية ، وخلال الليل في الساعة 2.30 تقدموا عبر وادي Ghuzze لكن ظروف الضباب الكثيف حالت دون شن هجومهم حتي الساعة 8 صباحا ، وتقرر أن يكون زخم الهجوم الرئيسي بالفرقة 53 بقيادة الجنرال A.G. Dallas ودعمه باللواء 161 من الفرقة 54 ، فيما تقوم الفرقتان الجبليتان ولواء الإبل بالمناورة والهجوم علي الجناحين ، حيث تقوم فرقة Anzac بمحاصرة غزة من الشمال والشرق فيما يتمركز لواء الإبل البريطاني في الجنوب الشرقي لتعطيل أي تعزيزات تركية لساحة المعركة ..

وعلي الرغم من الضباب الكثيف تمكن البريطانيين من إستغل ذلك وأكملوا تطويقهم لغزة دون إكتشاف الأتراك لهـم ، وبالتالي فاجئوا الأتراك بشكل كامل ، وقام البريطانيين بتدمير طائرتين ألمانيتن علي الأرض ، وتم محاصرة قيادة الفرقة 53 التركية وتم أسرها ..

وبالنظر إلي تقدم فرق المشاة الأخري ، نجده أنه لم يحقق ما تطلبته الخطة ، حيث كانت الخطة بالنسبة للفرقة 53 في التقدم عبر وادي Ghuzze الساعة 5 صباحا لتكون في موقعها لمهاجمة تلة "Ali Muntar" الساعة 8 بعد قصف تحضيري بالمدفعية ، ويقوم اللواء 158 بالهجوم جهة اليمين"ناحية الشرق" واللواء 160 جهة اليسار " ناحية الغرب" واللواء 159 يتم إستخدامه كإحتياطي لمواجهة أي طارئ ، إلا أن ذلك لم ينفذ لعدم وصول الفرقة 53 في موعدها حتي الساعة 8.30 وقامت بقصفها التحضيري بالمدفعية الساعة 9 صباحاً ..

المعركة:

ولأسباب غير واضحة ، قام الجنرال Dallas بتأخير هجومه ، ولتشككه حول قوة الأتراك المنتظر مواجهتها ، قام الجنرال Dallas وأركان فرقته بمغادرة مقر قيادة الفرقة 53 لمدة ساعتين بينما كان الجنرال Chetwode يحاول الإتصال به لإبلاغه بالشروع في الهجوم ..

وإعتقد Dallas ان الغبار المتصاعد من المواقع التركية يعود لوصول تعزيزات إليهم مما جعله في حالة نفسية عصبية إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً ..

وبحلول الظهر ، أي بعد 5 ساعات من ميعاد الهجوم المخطط ، بدأ Dallas هجوم مشاته مع اللواء 161 من الفرقة 54 بالإضافة مدفعية الفرقة 54 ، رغم أن مدرك أن ضوء النهار المتبقي سيأخذ في الزوال عما قريب ، وعلي الناحية الاخري ، أمر Chetwode الجنرال Chauvel بالهجوم بلواءاي فرقة Anzac من ناحية الشرق والشمال ..

وستهجم المشاة من مسافة 4000 يادرة بعيداً عن المواقع التركية ، وعندما إقترب لمسافة 1000 يادرة من موقع Ali Muntar ، فتحت عليهم نيران الرشاشات والبنادق التركية وبدا وأن الهجوم يتعثر ، فأرسل Dallas في الساعة 1 مساء للواء الإحتياط 159 للمشاركة في القتال ووصل فعلا الساعة 3 مساء ، ووصل بعض الجنود البريطانيين إلي اماكن نباتات الصبار السميكة مما جعل نطاق المعركة يضيق ، وفي 4.20 مساء بدأت كتائب اللواء 161 الثلاثة في مهاجمة تلة Ali Muntar مما جعل القتال متمحوراً حول تلك التلة ، ونجح البريطانيين في الإستيلاء علي قمة التلة من الأتراك وبدأو في التراجع إلي داخل غزة ..

وفي الساعة 1 مساء، تقدم اللواء النيوزيلاندي الثاني مع لواء البندقية نحو مدينة غزة من الشمال والشرق علي الترتيب ، وكان الأتراك قد قاموا بسحب بعض قواتهم المقابلة للألوية وذلك لمواجهة القوات البريطانية في الجنوب ، ولذلك كان في مقدور جنود اللوءان مواصلة الزحف والوصول حتي أسيجة الصبـار ..

وبحول الساعة 6 مساء ، أصبح الموقع التركي Ali Muntar يشكل خطرا داهما علي القوات البريطانية مما يعرضها لخطر التطويق ، فأمر كل من Dobell وChetwode قواتهم بالتراجع ، وبذلك سلموا بأيديهم النصر للأتراك .
....................
يتبـع
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

معـركة غزة الثانـية

بعد ضياع النصر من البريطانيين في معركة غزة الأولي ، قاموا بشن هجوم ثاني علي غزة تدعمهم مدافع أسطولهم وبعض الدبابات ، وتمثل هدفهم في تحطيم الدفاعات العثمانـية علي طول خط غزة - بئر سبع الدفاعي ، في حين كان هدف الأتراك بعد إنتصارهم في معركة غزة الأولي في أن يتمكنوا من إيقاف الحلفاء من التوغل أكثر في فلسطين .

ولذلك حاول كل من القائدين Murray و Dobell خلال إجتماعاتهم بمجلس الحرب في المملكة المتحدة وصف هجومهم الأول علي غزة بالناجح مما أعطي الساسة في بريطانيا إشارات إيجابيـة بسرعـة إستئناف الهجوم ، وكانت خطة الجنرال Dobell تشبه لحد كبير خطة الحلفاء في الجبهة الغربية "ألمانيا" وذلك بقصف تحضيري علي مواقع العدو لمدة يومين ويليه هجوم بري بالمشاة علي خنادق العدو ، فيما كان القادة الميدانيين كالجنرال Chetwode و الجنرال Chauvel أقل تفاؤلاً بشأن فرص نجاحهم في تحطيم الخط الدفاعي التـركي .


ميـزان القوي:

تم زيادة عدد القوات بإمرة الجنرال Dobell ليصبح قوامها 4 فرق مشاة " 52 و 53 و 54 و 74 المكونة من أولوية سلاح الفرسان" مع فرقة Anzac و الفرقة الجبلية و لواء الإبل البريطاني ، وستكون الفرقة 74 و فرقة Anzac إحتياطي المعـركة ولرغبة بريطانيا في تطبيق خطة هجومها بالجبهة الغربية في قتالها ضد الأتراك ، قررت إدخال الغاز السام و6 دبابات لأول مرة لساحة الجبهة الشرقية .

اما القوات التركية الموجودة بالمنطقة فيرجح عددها ما بين20 ألف إلي 25 ألف ، فيما تم تقوية الدفاعات التركية منذ المعركة الأولي لغزة ، حيث في غرب الخط الدفاعي يوجد حصن غزة ، ومن الشرق توجد معاقل Atawineh وHareira وSheria ، وبعد معقل Sheria كان الدفاعات أقل قوة ، ونظرا لندرة مصادر المياه بالمنطقة قرر الأتراك إستخدام سلاح الفرسان في شن هجماتـهم .

الهجوم :

وتم شن الهجوم الثاني علي غزة صبيحة يوم 17 إبريل بعد قصف تحضيري ضد التحصينات التركية لمدة يومين متتالين وقد إشتركت في مرحلة القصف التحضيري المدافع الثقيلة لسفن الحلفاء المتواجدة علي ساحل غزة ، ورغم عنف القصف إلا أنه لم يكن في مستوي القصف علي الجبهة الغربية ولهذا كان تأثيره ضعيف علي تحصينات غزة ..

وفي صباح يوم 19 إبريل ، تم الشروع في الهجوم البري ، وتم التركيز علي الإستيلاء علي النقطة القوية Ali Muntar جنوب شرق غزة ، لدرجة إطلاقهم لقذائف الغاز السام ، ونتج عن طول فترة القصف التحضيري أن الأتراك إستعدو جيدا لملاقاة البريطانيين وقاموا بتقوية دفاعاتهم ، وظهر قصور أخر في خطة الهجوم البريطاني ، في أن قصفهم تركز علي التحصينات دون بطاريات المدفعية التركية ..

وبدأ الهجوم البري علي غزة وخسر البريطانيين دبابة كانت تقوم بدور إسناد لمشاتهم ، وفي الساعة 7.15 تقدمت الفرقة 53 في أقصي غرب الجبهة للإستيلاء علي منطقة الشاطئ بين غزة والبحر المتوسط ، وبعد فترة قصيرة ، قامت الفرقة 52 بالهجوم في الوسط في مواجهة مدينة غزة والنقطة القوية Ali Muntar ، والفرقة 54 بالهجوم من علي يمين الجبهة ضد معقل Tank ، وعاني البريطانيين من خسائر جسيمة علي طول خط الجبهة فتوقف الهجوم ..

معقل الدبابات :

أما بالنسبة للدبابات فتم نشر الدبابات الخمس المتبقية علي طول الجبهة وإنحصر دورها في جذب نيران العدو بعيداً عن قوات المشاة ، وقامت إحدي تلك الدبابات بدور هام في يمين الجبهة حيث الفرقة 54 فقد ساعدت المشاة في إنجاز مهامهم المطلوبة .

وكان في مواجهة نقطة "معقل الدبابة" اللواء 161 من الفرقة 54 وعلي يمينهم كانت توجد الكتيبتان الأولي والثالثة من لواء الإبل الإمبراطوري الذين قاموا بالترجل من علي الجمال ، وبدؤا هجومهم الساعة 7.30 وشاركتهم الهجوم دبابة واحدة تسمي "The Nutty البندق" التي قامت بجذب نيران مدفعية ، وتلي ذلك تمكن الدبابة من الصعود إلي قمة ربوة عالية وقامت بإطلاق النار علي العدو حتي توقفوا عن إطلاق النار .


في حين عانت قوات المشاة وكتيبة الإبل الأولي من خسائر جسيمة في طريق زحفهم ، والأن قرروا الهجوم علي خنادق العدو ، فتم تجهيز قوة من 30 جمل و 20 جندي من المشاة التابعين لفوج نورفلك ووصلوا إلي معقل أحد الخنادق وكان في مواجهتهم 600 تركي الذين قاموا بدفعهم نحو خط الدفاع الثاني في عمق الجبهة ولمدة ساعتين كان البريطانيين والإستراليين كانوا يتراجعون لخطوطهم في ظل ظروف قاسية ولم يتم تعزيزهم بأي قوات في وقت كان الأتراك علي وشـك شن هجوم مضاد عليهم ، ولذلك عملوا علي النجاة بحياتهم والعودة لخطوطهم ، وإلي اليمين غرب معقل الدبابة كانت كتيبة الإبل الثالثة تتقدم في فجوة بين معقلين للأتراك وكانت ذلك أقصي ما وصلوا إليه إلا ان ظروف تعثر جمالهم ادت إلي التراجع خوفا من إمكانـية تطويقهم ..

معقل Atawineh

وكان التقدم البريطاني من ناحـية شرق الجبهة يتم عبر معقل Atawineh ، وكان البريطانيين يتقدمون علي النحو التالي ، من اليمين لليسار ، لواء الفرسان الرابع الخفيف و لواء الفرسان الثلث الخفيف و اللواء الجبلي الخامس والفرقة الجبليـة الإمبراطوريـة التي يقودها الجنرال Hodgson ، وكانت الأوامر الموكلة إليه غامضة ، حيث طلب منه جذب إنتباه المواقع التركية المواجهة له لمنعهم من نقل جزء من قواتهم لتعزيز القوات العثمانية بغزة ، مع التقدم إذا رأي الفرصة مواتيـة لذلك ..

وكان لدي الجنرال Dobell خطة لكسر وإختراق الخط الدفاعي التركي من الاجناب بإستخدام قواته الجبليـة الإحتياطية ، ولذلك كان يضغطون بشدة معقل Atawineh رغم عظم خسائرهم علي عكس ما كانوا يتعاملون به مع خسائرهم علي طول الخط .

وبدأ لواء الفرسان الثالث تقدمه قبيل الفجر بمهاجمة الحافة الجنوبية لمعقل Atawineh وتمكنوا من الإقتـراب من المعقل حتي أضحي في مرمي أبصارهم ، إلا أن هجومهم لم يكن علي نفس الوتيرة من التقدم ولهذا كانت توجد وحدات متأخرة عن بعضها البعض ، وعند وصلهم علي بعد 500 ياردة ، قام لواءاي الفرسان الخامس والرابع بتقدم مماثل في قطاعاتهم حيث لا توجد خنادق تركية مقابلهم وبهذا حققوا نصراً موهوماً ..

وبعد الظـهر ، تم تعزيز الفرقة الجبلية الإمبراطورية بللواء السادس الجبلي "Yeomanry" ، وبذلك كان كل الإحتياطات البريطانية قد تم الزج بها لساحة المعركة وعلي الرغم من ذلك لم تكن هناك فرصة لنجاح هجومهم ضد الأتراك .

وبذلك كان الهجوم متعثرا علي كافة الخطوط ، ولم يحقق البريطانيين سوي مكاسب ضئيلة لا تنتاسب مع عظيم خسائرهم في القتال ، وفي ناحية الشاطئ جهة الغرب شن الاتراك هجوما مضادا ناجح ضد البريطانيين وقاموا باسترداده ..

وفي الساعة الثالثة عصرا ، إعترض البريطانيين رسالة تركية يقولون فيه بعدم إحتياج غزة لمزيد من التعزيزات ، وعلي الفور ، وجه البريطانيين معظم إحتياطياتهم ، للهجوم علي غزة علي ان يبدا شن الهجوم صباح اليوم التالي مع امكانية اشتراك الفرقة 74 في الهجوم ، لكن الهجوم تأجل لمدة 24 ساعة قبل ساعات من تنفيذه ، وكان هناك قلق يساور البريطانيين من شن الاتراك لهجوم مضاد لكن ذلك لم يحدث ..

نتيجة الهجوم:

ما سبق يتضح أن معركة غزة الثانية تعد هزيمة كارثية للبريطانيين ، فمع أي تقدم ضئيل كان يوقع بهم خسائر فادحة وبخاصة في قوات المشاة ، وتم إقالة كلا من Murray و Dobell لاخفاقهم المهين في المعركة ، وقرر مجلس الحرب ببريطانيا إسناد حملة فلسطين إلي الجنرال إدموند اللنبي وأمدته بمزيد من القوات ليكون قادراً علي كسر خط غزة - بئر سبع الدفاعي والإستيلاء علي مدينة القدس .

وكان خسائر البريطانيين تتجاوز الـ6 ألاف قتيل وجريح وكان أعظم الخسائر بالفرقة 54 مشاة ، في حين كانت مجمل خسائر الأتراك تجاوز الـ2000 قتيل وجريح ..
.....................
يتـــبع
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

معركة El Buggar Ridge
Palestine-WW1-2.jpg


كانت معركة El Buggar Ridge أول تحرك للبريطانيين نحو شن هجومهم الواسع المرتقب ، وإستهدفت تحطيـم الخط غزة_ بئر سبع الدفاعي ، الأمر الذي يتيح لهم السيطرة علي مسافة قدرها 50 كلم داخل فلسطين ، و بإنتهاء أعمال مد أنابيب المياه وخط السكة الحديد من تل الفرح إلي كارم Karm إستكملت التحضيرات اللوجيستية للمعركة ، ولحماية ذلك المستودع الحيوي من قصف البطاريات التركية المتواجدة بمعقل Abu Hareira ، أمر الجنرال Chauvel بتحويل قوات المقدمة المؤقتة إلي خط دفاعي دائــم وحدد هذا الخط بأن تكون حدوده من الشرق للغرب عند نقطة المزرعة مروراً بالنقطة 510 والنقطة 550 والنقطة 630 ثم جنوباً حيث النقطة 720 التي تخترق طريق بئر سبع بمنطقة El Buggar.

ميـزان القوي:

قام الحلفاء بحشد القوات التالية والمتمثلة في لواء الفرسان الخفيف الثالث التابع للفرقة الجبليـة الإسترالية و اللواء الثامن الجبلي البريطاني و اللواء 158 "شمال ويلز" واللواء 160 "ويلز" التابعين للفرقة 53 مشاة و لواء المشاة 229 البريطاني رقم من الفرقة 74 و مجموعة مدفعية لواء الفرسان 96 " أقل من 4 بطاريات" و بطارية مدفعية من لواء المدفعية 117 الميداني .

أما الأتراك وطبقا للواء Huseyin Husnu Emir كان لدديهم بمنطقة بئر سبع القوات التالية والتي كانت تحت إمرة عصمت "بك" وهي الفوج 125 مشاة التابع للفرقة 16 و فوج مشاة من الفرقة 27 وفرقة الفرسان الثالثة واللواء 125 مدفعية .

خطــة الهجوم :

من وجهة نظر العثمانيين كان إستيلاء الحلفاء علي كارم Karm بمثابة خلق نقطة إمداد بالمياه والتعيينات لكي يواصلوا عملياتهم دون خوف من الناحية اللوجيستية ، لكن موضع مستودع كارم كان يضعه في مرمي نيران بطاريات المدفعية التركـية المتواجدة بمنطقة Abu Hureira وما يسمي بنظام رشيدي الذي أمسي يشكل عائقاً قوياً أمام الحلفاء وكانت كارم قلب تلك المنطقة .

وللتغلب علي ذلك إقترح الجنرال Falkenhayn هجوماً بمرحلتين ، الأولي بتنفيذ عملية إستطلاع بالقوات لبئر سبع يوم 27 أكتوبر نظراً لأنها كل الهجمات العثمانية التي إنطلقت تمت منها .

الهجوم:


في الساعة الرابعة من صباح يوم 27 أكتوبر تم إطلاق النار علي قوات الإستطلاع بمنطقة El Buggar من قبل قوات سلاح الفرسان التركي ، وأعقب ذلك الحادث بساعة توسع الإشتباكات حيث إنضم 2000 جندي من المشاة بالإضافة إلي 1200 جندي من سلاح الفرسان العثمانـية مع وجود دعم من 3 بطاريات للمدفعية يمكن زيادة عددها إلي 12 بطاريــة إذا إقتضي الأمــر ، وبالتالي إبتعدت تلك القوات عن خط Kauwukah لمهاجة الحلفاء الذين يحتلون حافة الخط ..

الإشتباك الأول حدث عند النقطة 630 بين فوج المشاة 125 العثماني حيث طلب منه أن يقوم بإشغال العدو علي أجنحة المعركة مع جذب نيران مدفعية العدو الثقيلة ، وطبقا لطائرة بريطانية حلقت فوق موقع المعركة ذلك اليوم أن عدد القوات العثمانية يعادل 2000 جندي والجنود البريطانيون يوشك ان تمنع عنهم الإمدادات .

ولإنقاذ الموقف ، أرسل سرب من Yeomanry لتعزيز القوات البريطانية عند النقطة 630 ، لكن تلك القوة المتقدمة قوبلت بنيران شديدة من المواقع التركية وبعد عدة محاولات لدخول النقطة 630 تم إرغامه علي الإنسـحاب ، وأرسلت مساعدة أخري تقدر بقوة سربان من لواء الفرسان العاشر الخفيف تمت إعاقتها أيضا ، وعلي الرغم من ذلك قاومت الحامية البريطانية عدة محاولات تركية للقضاء عليهم حتي ساعة متأخرة من المساء .

وفي النقطة 720 كان القتال عنيفا وشرسا ، بسبب كبر قوة الهجوم العثمانية المشكلة من 1200 جندي من سلاح الفرسان "الفرقة 3 فرسان" وكتيبة من فرقة المشاة 27 تدعمهم القذائف الثقيلة ، وأطلقت القوات العثمانية هجومين تم صدهما وبعد إعادة تنظيـم للقوات إنطلق هجوم ثالث ضد السرب B من فرقة Yeomanry الذين صمدوا لمدة 3 ساعات قبل أن يتم سحقهم عدا 3 رجال والباقي ما بين قتـيل وجريــح .

ولمساندة القوة المحاصرة تم إرسال سربين من لواء الفرسان التاسع تجاه نقطة 720 في تمام الساعة 3 عصراً بالإضافة إلي لواءاي مشاة من الفرقة 53 كانا يتحركان نحو حافة الخط الدفاعي Kauwukah ، وفي الساعة 7 مساء إكتشفت دورية لأحد الضباط ان القوات العثمانية بالنقطة 720 قد إنسحبت مما سمح لهم بإعادة إحتلال El Buggar Ridge دون أي إصابات .
.........................
يتبع
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

معركة بئر سبع
Battle_of_Beersheba_map.png

كانت هذه المعركة ضلعاً مهماً في خطة الهجوم الثالثة علي غزة ، والإستيلاء علي هذه المنطقة يعني إحكام السيطرة علي مسافة تقدر بـ50 كلم داخل فلسطين من شواطئ المتوسط حتي بئر سبع ، وقد سبق ذلك الهجوم محاولتين فاشلتين للإستيلاء علي بئر سبع الذي ترافق مع الفشل الذريع الذي منيت به القوات البريطانية بمعركة غزة الثانـية ..

ولكن تلك القوات هذه المرة قد جري إجراء العديد من الإصلاحات والتغييرات بها فتم تعيين قائد جديد هو الجنـرال إدموند اللنبي بدلا من الجنرال Murray ، وكان اللنبي يشغل سابقاً قائد الجيش الثالث البريطاني في الجبهة الغربية"الألمانـية".

ميزان القوي

الحلفاء : تم إجراء تعديل رئيسي علي قوات المشاة حيث تم دمجهم في فيلقين وهما فيلق XX الذي يقوده الجنرال Chetwode مع الفيلق XXI ، وتم إستحداث فرقة جبلية جديدة وهي Yeomanry Mounted Division ليصبح قوام الفرق الجبليـة 3 فرق بالإضافة إلي فيلق الصحراء الجبلي الإسترالي التي يقودها الجنرال Henry Chauvel ، وإختير من بين القوات السابقة للهجوم علي بئر سبع قوات الفيلق XX وفيلق الصحراء الجبلية ..

مع العلم بأن فيلق الصحراء الجبلي الإسترالي يتكون من 3 فرق ، تتضمن فرقة Anzac التي تتكون من 3 الوية والفرقة الإسترالية الجبليـة وتتكون من 3 الوية وفرقة الفرسان التي تتكون من لواءاين ..

العثمانيين:كان لدي العثمانيين منطقة بئر سبع قرابة 900 جندي بالجهة الغربية و 1400 بالجهة الجنوبية الغربية والجهة الجنوبية 900 جندي بالإضافة إلي 1200 جندي موجودين كإحتياط لمواجهة أي طـارئ ، وكانت الدفاعات ناحية الجنوب والغرب قوية لحد كبير نظراً لموضعها تجاه غزة ولكنهم ناحية الشرق إعتمدوا علي حصن قديم إسمه Tel el Saba يبعد نحو 5 كلم عن بئر سبع .

خطة الهجوم:

Beersheba_1917.jpg

بئر سبع عام 1917
حاول البريطانيين إستغلال الضعف في دفاعتهم بالناحية الشرقية عن الغربية التي تتسم بالصلابة والقوة الكبيـرة ، وقد إطمئن الأتراك للناحية الشرقية علي أساس أن ندرة المياه بتلك المنطقة سوف يحد من العمليات البريطانيين ، وعندما تولي الجنرال اللنبي أخذ يعمل علي تطبيق خطة الجنرال Chetwode التي سبق ان قام بصياغتها قبل عزله ، وتشمل هجوم قوي بإستخدام فرقتين من الفيلق XX وهما الفرقة 60 والفرقة 74 مع فرقتين جبلتين ، وسيسند إلي المشاة الإنقضاض علي الدفاعات العثمانية القوية بالمنطقة الجنوبية الغربية مع دعم المدفعية الثقيلة لهم بينما تقوم الفرق الجبلية بالمناورة ناحية الجنوب والشرق وبعد التغلب علي تلك الدفاعات يتم شن الهجوم الشامل علي بئر سبع .

اما علي الجهة الأخري ، فقد توقع الأتراك بأن تشتعل رحي المعارك في فلسطين مرة اخري وقام محللي الإستخبارات "الإستطلاع " بتقديم تقرير مفصل إلي قائد الجيش الرابع العثماني يوضحون فيه نوايا الحلفاء الهجومية بشكل تفصيلي ولم ينقص ذلك التحليل سوي تحديد ميعاد الهجوم البريطاني ..

الهجوم الأولي ، معركة El Buggar Ridge :

كان الإستيلاء علي كارم يحقق هدفين حيويين للحلفاء وذلك بجعلها نقطة الإمداد الرئيسية لهم بالمياه وإرسال رسالة للأتراك بأن معاقلهم بـ Abu Hareira و Tel el Sheria في متناول أيدينا وبمقدرونا الهجوم والإستيلاء عليهما ، وكان بين ذلك المعقلين خنادق دفاعية كثيرة معروفة بإسم نظام رشيدي الذي تم إنشاءه ليكون حائط صد امام هجمات الحلفاء .

وكان قلق الجنرال Chauvel قبل بدء الهجوم من أن بإمكان المدفعية التركية قصف خط السكة الحديد ، وفي محاولة إعتبرت إختباراً لعزيمة البريطانيين ، 17 أكتوبر 1917 ، قام فرقة الفرسان الثالثة التركية بالإشتراك مع قوات من الفرقة 16 مشاة بعمل إستطلاع حول الخط الذي يحيط بمنطقة El Buggar وبالتحديد عند التل 720 و630 وقد قامت فرقة Yeomanry البريطانية بإستبسال عظيم بقيادة قائدهم Malins Lafone الذي حاز علي صليب فيكتوريا بسبب شجاعته في تلك المعركة ، وتمكن الأتراك من دفعهم قليلاً إلي الوراء ، ولكن في وقت لاحق من ذلك اليوم قام فوج الفرسان التاسع الخفيف بالإشتراك عناصر من الفرقة 74 "Yeomanry" والفرقة 53 بهجوم مضاد تمكنوا من خلاله من إستعادة الأراضي التي فقدوها قبل ذلك ، مما جعل الأتراك يظنون بأن ذلك الهجوم هو مقدمـة لهجوم بريطاني وشيك عي بئر سبع.

وعلي الرغم من ذلك ، قام الجنرال اللنبي ببناء خطته علي أساس التفوق العددي معتمدا علي النجاح الذي حققه في El Buggar ، وتأسيسا علي ذلك ، قام بإرسال 04400 جندي للإستيلاء علي بئر سبع في مقابل 4400 جندي عثماني ، مما يتيح لهم نسبة تفوق 10 : 1 أي تضمن لهم نصراً مريحاً.


هجوم المشــاة:

تم البدء بالهجوم علي بئر سبع صبيحة يوم 31 أكتوبر 1917 ، بقيام الفيلق XX الذي يقوده الجنرال Chetwode بهجوم عنيف تجاه بئر سبع بدعم من المدفعية الثقيلة التي قامت بجذب إنتباه بطاريات الأتراك بعيداً عن قوات المشاة ، وتمكنت قوات المشاة في الساعة 8.30 من الإستيلاء علي بعض نقاط المراقبة والإستطلاع الأمامية ، وتمكنت قوات المشاة من الوصول لأهدافها الأولي بسرعة شديدة ، هذه التقدم السريع دفع بعض القادة البريطانيين إلي الطلب من الجنرال اللنبي ببدء الهجوم علي بلدة بئر سبع مباشرة ، لكنه رفض وأمر بأن تبقي القوات في مواضعها الحـالـية..

وبعد ذلك قام لواء الفرسان الرابع بالإستيلاء علي Tel el Saba ، وبعد نصه هذا بعث برسالة إلي اللنبي يطلب فيها منه السماح له بالدخول إلي بئر سبع ولكن اللنبي رد عليه بحدة قائلاً بانه من المبكر دخول البلـدة ، وبينما كان ينتظر رد اللنبي ، نقلت إليه تقارير بأن الأتراك يخلون بئر سبع فعزم علي التحرك وتم تكليف لواء الفرسان الرابع بالمهمة الذي يقوده العميد وليام جرانت ويحتوي اللواء علي الفوج 11 و 12 و 4 من الخيالة الخفيفة"الفرسان" وعلي الرغم من ان الجنرال جرانت هو قائد اللواء إلا أن من قاد العملـية المقدّمِ Bourchier الذي كان يري بضرورة الهجوم ليلاً والمفاجئة التي سبق تنفيذها بنجاح في الحرب الجنوب إفريقية ، وقاموا بشن هجوم قوي نجحوا من خلاله بالإستيلاء علي البلــدة ..

النتائج:

بعد الإستيلاء علي البلدة ، قام لواء الفرسان الرابع بأسر 38 ضابط و700 جندي و4 قطع مدفعية ميـدان ، وكانت مجمل خسائرهم 31 من بينهم ضابطـان وإصابة 36 من بينهم 8 ضباط ، اما الخسائر البريطانية بشكـل عـام ، مقتل 53 و إصابة 144 بفيلق الصحراء الجبلي ، بالإضافة إلي 116 قتيل بين صفوف فيلق المشــاة XX.
.............
يتبع
 
التعديل الأخير:
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

معركة غزة الثالثة
FWWgazamap.jpg

بداية الحملة البريطانية علي فلسطين في يناير 1916 كانت تحت قيادة القائد العـام مواري الذي قام ببناء العديد من التجهيزات لجنوده عبر صحراء سيناء وبإشراف من الجنرال Dobell أجروا خلالها محاولتان للإستيلاء علي غزة إنتهت كليهما بفشل ذريع وخسائر كبيرة.​

وكان لدي الجنرال Murray حماس كبير لإستكمال الإستيلاء علي فلسطين الأمر الذي سبب كثيراً من الخسائر بسبب إندفاعه في الهجوم مما جعل مكتب الحرب ببريطانيا يقيل كلا من الجنرال Murray والجنرال Dobell عقب معركة غزة الثانـية وتسليم مسئولية العلميات المستقبلية للجنرال أدموند اللنبي .​

ميزان القوي:

البريطانيين: الفيلق XX بقيادة الجنرال Chetwode وينتظم في تشكيله 4 فرق "الفرقة 10 والفرقة 53 والفرقة 60 والفرقة 74" بالإضافة إلي الفيلق XXI الذي يقوده الجنرال Bulfin وينتظم في تشكيله 3 فرق "الفرقة 52 والفرقة 54 والفرقة 75" وفيلق الصحراء الجبلي الذي يقوده الجنـرال Chauvel وينتظم في تشكيله 3 فرق "فرقة Anzac والفرقة الإسترالية وفرقة Yeomanry ".​


العثمانيين: كانت مسئولية الدفاع عن فلسطين تقع علي عاتق الجيش الرابع العثماني الذي يقوده الجنرال الألماني Kressenstein ، وعلي الرغم من تحقيق تلك القوات لإنتصارات سابقة علي البريطانيين إلا أن الموقف الإداري لتك القوات كان سيئاً حيث كانوا يعانون من نقص في الذخيرة والطعام وعلف الحيوانات ، وقبل الهجوم البريطاني كانت القوات التركية يعاد تنظيمها فتم تشكيل الجيش الثامن بجنوب فلسطين وتقسيمه إلي فيلقين بقوة 9 فرق مشاة وفرقة فرسان واحدة ، وكانت مسئولية الدفاع عن غزة من مهام الفيلق XX التركي الذي إحتوي علي 3 فرق " الفرقة 53 والفرقة 3 والفرقة 54" بالإضافة إلي فرقتين بالإحتياط "الفرقة 7 والفرقة 19" ، وإلي الشرق من غزة كان الفيلق XXII ينشر قواته علي إمتداد المنطقة بين Atawineh حتي Hareira بينما خصص للدفاع عن بئر سبع فرقة واحدة "الفرقة27" ..​

خطـة الهجوم:

حيث قام الجنرال Chetwode بوضع خطة جديدة إستهدف منها معالجة السلبيات التي ظهرت خلال هجماتهم السابقة ، حيث أوضح في خطته أن هناك تعادلاً في القوات بين البريطانيين والأتراك مع وجود تفوق بريطاني في ناحية المدفعية والدعم البحري القوي بينما كان للأتراك ميزة التموضع في نقاط دفاعية محصنة ، وكانت النقطة الأضعف في الخط التركي من ناحية الشرق تجاه بئر سبع التي تبعد 30 ميلاً عن الساحل ، وبسبب ندرة مصادر المياه بالمنطقة إعتقد الأتراك بأن من المستبعد أن يشن البريطانيين هجوماً من تلك المنطقة ولهذا قاموا بوضع فرقة واحدة فقط ..​


ولهذا كانت خطة الجنرال Chetwode بالإختراق في تلك المنطقة مما يجعلهم قادرين علي تطويق باقي القوات البريطانية في غزة ، ومن أجل ذلك قاموا برسم خطة خداعية للإيحاء للأتراك بأن هجومهم سيكون ناحية الغرب ، وضغطوا بشدة علي بلدة بئر سبع لكي يسحب الأتراك إحتياطاتهم من غزة ..​

وأدي ذلك إلي إنهيار القوات التركية ببئر سبع وإستسلم الكثير منهم وأخذوا أسري وتمكن الأتراك من إفساد بئرين من 17 بئراً للمياه الموجودة بالمنطقة حتي لايستفيد بها البريطانيين بالإضافة إلي الإستيلاء علي 90 ألف جالون من المياه مما شكل ضربة قوية للأتراك ونجاحاً كبيراً للبريطانيين ..​


غزة وتل الخويلف :
Hareira_Redoubt_October_1917.jpg

الخنادق الدفاعية التركية

بسبب ندرة المياه شمال منطقة بئر سبع ، جعل الجنرال اللنبي يستجيب لإقتراح كل من Chetwode وChauvel في تأخير الهجوم التالي حتي يوم 6 نوفمبر ، وأثناء ذلك كان سيشددون من ضغطهم علي الأتراك ناحية الشرق لكي يسحبوا إحتياطياتهم بغزة ، ورغم من دفع الأتراك عن بئر سبع إلا انهم لم يتخلوا عن باقي الخط الدفاعي ، وكان الجناح الأيسر للدفاعات التركية متمركزا بمنطقة Hareira ويمتد من بئر سبع حتي النقطة القوية تل الخويلف الذي يسيطر علي الطريق المؤدي لمدينة الخليل والطريق الساحلي ، وبعد الإستيلاء علي بئر سبع ، تقدم اللواء 7 الجبلي البريطاني لمحاولة السيطرة علي نقطة تل الخويلف ولكن وصل متأخراً بعد الأتراك الذين حصنوه بشكل جيد ولمدة 4 أيام متتالية حاول اللواءان الإسترالي والنيوزيلاندي أسر موقع تل الخويلف ولكنهم فشلوا بتحقيق ذلك ، وبعد ذلك توالي وصول الفرقة 53 مشاة وفيلق الإبل الإمبراطوري والدعم المدفعي وبدأو في شن هجوم قوي لمدة يومين نجحوا من خلاله في إجبار الأتراك علي التخلي عن تل الخويلف ..​

وبدأ الهجوم الأول علي غزة فجر يوم 2 نوفمبر عندما هاجم اللواءاين 161 و 162 من الفرقة 54 مشاة ، الخنادق الدفاعية التركية الموجودة بالكثبان الرملية بين غزة وشاطئ البحر المتوسط ، وتقرر أن يكون الهجوم ليلاً مع دعم ساحق من بطاريات المدفعية و6 دبابات ، وتمكنم البريطانيين من التقدم علي الرغم من كثرة الخسائر بكلا الجانبيين إلا أنه علي الرغم من ذلك كانت الأفضلية للبريطانيين ..​

الإختراق البريطاني:

أصبح الخط الدفاعي غزة - بئر سبع ضعيفاً إلي حد كبير ، وفي فجر يوم 6 نوفمبر قام البريطانييين بإستخدام 3 فرق من فيلق الجنرال Chetwode بالهجوم علي ناطق واسع بالقرب من Sheria الذي يبعد مسافة قصيرة عن مركز الخط التركي ، وتمكنت الفرق 10 و60 من إختراق الدفاعات التركية بحلول الساعة 2.30 بينما ظلت الفرقة 74 عاجزة علي تحقيق الإختراق ، وفي صباح اليوم التالي قاموا ببدء الهجوم علي مدينة غزة ذاتها ، حيث تقوم الفرقة 54 بالهجوم ناحية الكثبان الرملية جهة الشرق والفرقة 75 جهة الغرب ضد النقطة القوية بمنطقة Ali Muntar التي تمت إراقة كثير من دماء البريطانيين خلال محاولتهم الإستيلاء عليها ، وفي الساعة 9 صباحا أتم البريطانيين الإستيلاء عليها ، وفي ناحية الشرق إستولت الفرقة 10 علي معقل Hareira والفرقة 60 علي معقل Tel el Sheria ، وتم الإستيلاء علي أخر المواقع الدفاعية التركية يوم 8 نوفمبر بأن تمكنت الفرقة 75 من السيطرة علي معقل Tank ومعقل Atawineh التي كانت تسيطر عليهما الفرقة 54 التركية ..​

نتيجة الهجوم:

اجتياح خط غزة-بير سبع بالكامل وتم أسر أو إستسلام 12000 جندي تركي ، إلا أن تضحيات قوات المؤخرة التركية أجبرت البريطانيين على تأجيل التقدم البريطاني وأنقذت الجيش من حركة إلتفاف حوله لتدميره.
....................
يتبع
 
التعديل الأخير:
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

معارك السنـة الأخيرة ، سوريا

عقد البريطانيين الأمال علي إنهيار القوات العثمانية بعد هزائمها المتلاحقة في فلسطين والعراق بهجوم قوي يعدون له ، إلا أن ظروف هجوم الربيع علي الجبهة الألمانية الذي عرف بإسم عملية مايكـل أجل شن هجومهم المرتقب لمدة 9 شهور ، وتم إعادة جيش الجنرال اللنبي الذي قدم معه إلي فرنسا للمشاركة في صد الهجوم الألماني ، وتم إستعاضة تلك القوات بفرق جديدة جلبت من الهند وإستغرق تدريبها ربيع وصيف العام 1918.

ونظراً للسيطرة الساحقة للبريطانيين في الجو لم يكن لدي الأتراك أو قائدهم ليمان فون ساندرز أدني فكرة أو تصور أين سيهجم البريطانيين ، وما زاد الأمر سوءاً سحب وزير الحرب العثماني "إسماعيل أنور" كثير من القوات العثمانية علي تلك الجبهة ليعمل علي إنشاء جيش الإسلام وترك القوات الغير جيدة لتكتوي بجحيم المعـركة .


أما علي الجانب التركي فبعد هزيمتهم في غزة ، إنسحبوا إلي الخلف وحاولوا بناء خط دفاعي عند وادي Sarar لكن تم إحباط المحاولة من قبل البريطـانيين بهجوم قاموا به في 13 نوفمــبر 1917 ، وحاول الجنرال Falkenhayn بناء خط دفاعي جديد يمتد من بيت لحم إلي مدينة القدس حتي يافا ، ونجح في الصمود أمـام أولي الهجمات البريطانية عليه ولكن مع توالي وصول فرق المشاة البريطانية إلي المنطقة نجحوا في تحطيم الخط الدفاعي والإستيلاء علي مدينة القدس يوم 9 ديسمبر 1917 ، الذي إعتبرته الحكومة البريطانية برئاسة لويد جورج إحدي أهــم المكاسب بعد 3 سنوات دامــية من الحرب ، وحدث تغيير في القيادة التركية فتم إستدعاء أحمد جمال باشا إلي إسطنبول وإعطاء المسئولية إلي القادة الألمــان أمثال Kressenstein و Falkenhayn ..

الموقف بعد سقوط القدس :

بعد سقوط القدس ، عانت القوات البريطانية من نقص بقوات المشاة نظراً لسحب عدد كبير منها بالإضافة إلي قوة الدبابات التي قدم بها اللنبي من فرنسا لدعم القوات البريطانية علي الجبهة الألمانية بعد قيامهم بشن هجوم الربيع "عملــية مايكل" ، ورغم ذلك حاول اللنبي إبقاء الضغط علي الأتراك فقام بإرسال قوة من سلاح الفرسان للإستيلاء علي مدينتي عمان والسلط بالأردن ولكنه فشل في تحقيق ذلك .


وتم إستبدال القائد الألماني Falkenhayn الذي كان يريد إتمام عملية الإنسحاب لتقصير خطوط مواصلاته بألماني اخر هو الجنرال von Sanders الذي كان يري بأن مواصلة التراجع يعمل علي إهباط معنويات القوات العثمانية ويعطي الفرصة أمام ثورة العرب للإنتقال شمالاً إلي حيث خطوطهم وعزل باقي قواته بالحجاز ، فقام بإيقاف الإنسحاب وإستعاد بعض الأراضي القريبة من الأردن.


وكانت قوات النبي خلال صيف العام 1918 معتمدة علي فرقتان من المشاة هنديتان تم جلبهما من حملة الرافدين لإستعاضة فرقتي المشاة اللتان تم إرسالهما إلي الجبهة الغربية ، وتم نقل فرقتان جبليتان هنديتان من فلسطين إلي الجبهة الغربية ، وتم إعادة تنظيم فرقة Yeomanry ، وبالتالي أصبحت القوات الهندية ثمثل غالبية قوات اللنبي فكان كل 3 كتائب هندية تقابلها كتيبة بريطانية ..

وبعد إعادة تنظيم قواته ، نقل معظم عملياته لشمال الأردن حيث كانت قوات الثورة العربية بقيادة الأمير فيصل ، وكان بعض من جنود الثورة العربية تحت قيادة جعفر باشا الذي قام بحصار الحامية العثمانية بمعان ، وكان لورانس يقود بعض القوات العربية تجاه مدينة العقبة لتخريب سكة حديد الحجاز التركية ، وحاول الأتراك شن هجوم بمنطقة أبوطلال بالأردن ولكنها هزمت علي يد قوات الفرسان الإستراليـة ، وعملت أسراب الطائرات البريطانية علي تحقيق السيطرة المطلقة بالجو ضد فصيل الطائرات الألماني المتواجد بفلسطين ..

خطة الحلفاء:

كانت خطة اللنبي ترتكز علي تحقيق إختراق بالجهة الغربية من الجبهة القريبة من شواطئ المتوسط ، وفي سبيل تحقيق قاموا بالإستيلاء علي موقع دفاعي قريب من نهر العوجة وذلك خلال المعارك نهاية عام 1917 ، وبعد تحقيق الإختراق ، يتم دفع فيلق الصحراء الجبلي البريطاني تجاه الثغرة التي حدثت بخطوط القوات العثمانية ويقوموا بالإستيلاء علي الممرات بجبل الكرمل قبل إنتباه القوات العثمانية والسيطرة علي مراكز الإتصال بالفوله وبيسان مما يؤدي إلي حصار القوات العثمانية غربي الأردن .


ولإنجاز ما خططه اللنبي كان عليه بذل جهود كبيرة لإلهاء العثمانيين عن نواياه الحقيقة كما سبق وفعل بمعركة غزة الثالـثة ، ولهذا حرك فرقة Anzac الجبليـة لوادي الأردن بالنهار في حين كـان يقوم بسحبهم ليلاً بالعربات وذلك لتكرار تلك العملية في اليوم التالي ، وعلي طول الطريق كانت مركباتهم وخيالتهم تقوم بإثارة الغبار لمحاكاة حركة القوات وبنيت حصون ومعسكرات خداعية .

وأثناء ذلك ، إنضم فيلق الإبل البريطاني إلي القوات العربية لشن غارة علي مدينة عمان ، وخلال مسيرهم كان يقومون ببعثرة معلبات الطعـام وعلف الحيوانات علي طول الطريق لخداع الأتراك بالمنطقة، فيما تم نشر مقالات بالصحف البريطانية تتحدث عن عقد سباق بغزة يوم 19 سبتمبر"يوم الهجوم المرتقب" وذلك زيادة في خداع الأتـراك.

معركة مجيدو

وأخيرا في 19 سبتمبر 1918، أطلق الجنرال أدموند اللنبي هجومه المرتقب وأطلق علي ذلك الهجوم معركة مجيدو Megiddo بينما سميت بالغرب بإسم Armageddon المعركة الفاصـلة ..

ميـــزان القوي:

كان يقود جيوش البريطانيين التي عرفت بإسم قوات الحملة المصرية EEF الجنرال ادموند اللنبي وقد إجتمع تحت يديه الفيلق XXI ويضم 5 فرق والجحفل الفرنسي الأرمني ، والفيلق XX ويضم فرقتين ، وقوات الجنرال Chaytor التي تضم فيلق الصحراء الجبلي وفرقة Anzac الجبلية ولواء مشاة هندي بالإضافة إلي الجحفل اليهودي بالإضافة إلي فرقتان جبليتان هنديتان وفرقة إسترالية جبلية وفوج سيارات خفيفة ، بالإضافة إلي قوات الثورة العربية التي كانت تضم لواء مشاة نظامي بقيادة جعفر باشا وفيلق الإبل المصري والشريفي بقيادة لوارنس ورجال قبائل الحويطات وروالة

أما الأترك فكان يقود مجموعة جيوشهم"الصاعقة Yilderim" بالمنطقة ليمان فون ساندرز ويضم الجيش الثامن بقيادة Jevad Pasha مسئول عن الدفاع عن سهل شارون ويحتوي علي فيلقين ، وهما الفيلق XXII ويضم 3 فرق والفيلق الأسيوي ويضم فرقتين بالإضافة إلي فصيل ألماني ،بالإضافة إلي الجيش السابـع الذي يقوده مصطفي كمال ومسئول عن الدفاع عن وادي الأردن ووصحراء فلسطين ويشتمل علي فيلقين ، وهما ، الفيلق III ويضم فرقتين والفيلق XX ويضم فرقتين والفوج 146 مشاة ألماني ، والجيش الرابع الذي يقوده جمال Kuchuk ويشتمل علي فيلقين ، وهما ، الفيلق VIII ويدافع عن نهر الأردن بقوة فرقتين والفيلق II ويضم فرقتين ويدافع عن الأردن .

الهجوم الأولي :
Palestine-WW1-3.jpg


قامت القوات العربية التي يقودها لوارنس ونوري السعيد بتخريب سكك الحديد التركية حول منطقة درعا Deraa الهامة وإنضم إليهم لاحقا رجال قبائل الحويطات ورواله بالإضافة إلي بعض الثوار المحليين ..

ولجذب إنتباه الأتراك ، جعلت قوات Chetwode تقوم بهجمات نحو تلال الأردن ، وقبل الهجوم بفترة قصيرة ، قام أحد الجنود البيطانيين من الهنود المسلمين بتحذير الأتراك من الهجوم الوشيك الأمر الذي جعل قائد الفيلق XXII يستعد لإحباط الهجوم البريطاني إلا أن تعليمات قائده الاعلي "قائد الجيش الثامن" منعته من القيـام بذلك .


وفي الساعة 4.30 فجراً إنطلق الهجوم البريطاني المرتقب ، وذلك بوابل من قذائف 400 مدفع التي سببت مفأجاة كامـلة للمدافعين ، وقامت فرق المشاة بإختراق الخطوط التركية بسرعة ملحوظة ، وفي خلال ساعات كانت فرق الفرسان تتحرك بجوار الساحل بينما قامت طائرة بريطانية يقصف مقر العمليات الرئيس للأتراك التي قطعت الإتصالات بينهم وبين القادة الأخرين ، مما سبب إنهيار كامل للقوات التركية التي قامت بإنسحاب غيـر منظم وفرار قائد الجيش الثامن Jevad Pasha من الميدان ولم يستطع مصطفي كمال السيطرة علي قوات الجيش الثامن المنسحبة .


تحطيم الجيوش العثمــانية:

خلال الساعات الأولي من صباح يوم 20 سبتمبر ، قامت فيلق الصحراء الجبلي بالسيطرة علي جبل الكرمل وفي اليوم التالي إستولوا علي الفوله وبيسان ، وقام لواء من الفرقة 5 الجبلية بمهاجمة مدينة الناصرة مقر القائد العام ليمان فون ساندرز الذي هرب قبل وصولهم له وسيطروا علي ميناء حيفا الحيوي ..

معدات تركية مدمرة بفعل غارات للطائرات البريطانية

قامت بقايا الجيش السابع التركي بالإنسحاب مباشرة نحو الأردن ، فيما قامت الطائرات البريطانية بملاحقتهم وإيقاع خسائر كبيرة بهـم ، وعلي مدار الأيام الأربعة التالية قامت الفرقة الرابعة الإسترالية بمحاصرة قوات تركية بوادي Jezreel .

فيما حاول القائد الألماني ليمان فون ساندرز بنشر عدة فصائل في محاولة لإبقاء خط الأردن - نهراليرموك متماسكا ولكن قوة من لواء فرسان إسترالي قضت علي أماله بإستيلائها علي مدينة سمخ محطمة للخط الذي كان يريده.


تطوير الهجوم:

وأراد الجنرال النبي إستغلال ما حققه من إنتصارات فأمر سلاح فرسانه بالتقدم وعبور نهر الأردن والإستيلاء علي مدن عمـان ودرعا والزحف نحو دمشق ، وأثناء ذلك ، كانت فرقة المشاة 3 الهندية تتقدم شمالاً بجوار الساحـل نحو بيروت ، والفرقة الهندية السابعة تزحف نحو بعلبك بوادي البقـاع حيث توجد أخر المعسكرات التركية ..

وبدأ الجيش الرابع التركي بالتراجع يوم 22 سبتمبر ، فيما قامت قوات الجنرال Chaytor بإستغلال الموقف فقامت فرقة Anzac الجبلية بالإستيلاء علي عمان يوم 26 سبتمبر ، فيما وجدت القوات التركية بمدينة معان نفسها محاصرة بين فرقة Anzac وبين الثوار العرب ففضل قائدهم الإستسلام .

وبعد ذلك ، قامت الفرقة الجبلية الرابعة بالتقدم نحو درعا Deraa التي إستولت عليها القوات العربية ثم زحفت شمالاً تجاه دمشق ، وقامت القوات التركية المنسحبة بإرتكاب اعمال وحشية ضد القري العربية بالمنطقة ..

وتقدمت فرقتان جبليتان بريطانية عبر مرتفعات الجولان للزحف نحو دمشق خاضوا خلالها معارك ببنات يعقوب والقنيطرة وSasa وKatana ، ووصلوا إلي الحدود الشمالية لمدينة دمشق يوم 29 سبتمبر ، وفي اليوم التلي قام الإستراليون بالدوران حول المدينة واجبروا حاميتها علي التراجع لداخل المدينة وسقطت دمشق في اليوم التالي ..

أما حلب فزحفت نحوها الفرقة الجبلية الخامسة البريطانية بالإشتراك مع فصيل عربي وإستولوا عليها يوم 26 سبتمبر ، ثم واصلوا تقدمهم نحو ميسلون حيث حشد مصطفي كمال بعض قواته ووقفوا قبالتهم حتي توقيع هدنة مدروز في 30 أكتوبر 1918.

خسائر الطرفين :

قتل من البريطانيين قرابة 800 جندي وأصيب 4100 جندي فيما فقد 400 جندي ، أما العثمانيين فلا يعرف عدد قتلاهم ولكن المحصلة تدمير مجموعة جيوش الصاعقة وأسر قرابة 75000 جندي ..
............................

تـــم بحــمد الله
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

للمرة الثانية:

بارك الله فيك و حياك الله يا أبا البراء على تطرقك لتاريخ الإمبراطورية العثمانية العسكري قبيل إنهيارها و إختفاء الخلافة الإسلامية.
علما أنه هناك أعداد قليلة جدا من المختصين في التاريخ العسكري العثماني في أواخر عهد الدولة " و بالضبط بعد عزل السلطان عبد الحميد 2 عام 1909م" ، كما حدثني اللواء ..... الذي درست عنده خلال إجتيازي دورة أركان الحرب في جمهورية مصر الشقيقة.

بخصوص تطرقك لجبهة سيناء و فلسطين و الشام عموما ، هناك رواية أخرى مغايرة رواها الجنرال التركي جواد رفعت أتيل خان ( مقدم ثم عقيد خلال الحرب العالمية الأولى) تفيد بأن "مصطفى كمال" كان متواطئ مع الإنجليز منذ البداية ، كما أن "جمال باشا" قاد الجيش العثماني بكل كفاءة رغم القمع الشديد الذي سلطه على العرب المعارضين للحكم العثماني ( و هنا عارض جواد رفعت -الذي تولى لفترة مكتب الإستخبارات العسكرية في دمشق- أسلوب جمال باشا في ذلك ، معتبرا أن العثمانيين في المقابل هم السبب الأول في فقد الثقة فيهم عند العرب رغم أنه لا يقصد أي تهاون لصالح خونة بشكل علني )
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

وللمرة الثانية :

أقول لك زدت شرفاً بمرورك وتعقيبك الطيب الكريم .
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

اخي الكريم انت عن جد كنز بكل معنى الكلمة
التفاتة طيبة ورائعة
شكراااااااااااااااااااا مجدداااااااااااااااااااااااا
 
رد: "حملة سيناء وفلسطين" في الحرب العالمية الأولي

يا ليت الناس يتحدون من اجل وطنهم
 
عودة
أعلى