إرث آبي أحمد | حان الوقت لكي تستعد أميركا لنهاية إثيوبيا ككيان موحد
30 May 2021نقلاً عن مقال مايكل روبين، الباحث المقيم في معهد أمريكان إنتربرايز: آبي أحمد المدان في تفكك إثيوبيا – المنشور في ناشيونال انترست.
مضى على حرب تيجراي بضعة أشهر. إدارة جو بايدن تحاول حل الأزمة عبر مبعوثها الخاص جيفري فيلتمان.
لكن بالنسبة لمحاولة منع تفكك إثيوبيا.. قد يكون الأوان قد فات، فقد أرسل رئيس الحكومة الحائز على جائزة نوبل للسلام آبي أحمد بلاده إلى ما وراء نقطة اللاعودة.
سبب الأزمة
كان السبب المعلن لهجوم آبي أحمد على تيجراي هو رفض قادة تلك المقاطعة لجهوده لتأجيل الانتخابات.يبرر أنصاره تحركه لقمع تيجراي بطريقتين:
يجادل البعض بأن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تستحق هجوم الحكومة المركزية، وأن الفظائع التي تعاني منها الآن لا تقارن بانتهاكات حقوق الإنسان السيئة التي ارتكبتها في الماضي، فضلاً عن مشاركتها في الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية.
ويجادل آخرون بأن الفيدرالية العرقية في إثيوبيا غير عادلة للأقليات داخل الأقاليم، وأن آبي أحمد محق في قمعها.
الحجتان تحملان إشكاليتان: ماضي جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي لا يبرر المذابح والنهب والاغتصاب ضد المدنيين المستهدفين فقط بسبب العرق أو المعارضة السياسية.
فإذا كان لدى آبي أحمد تبرير قانوني ضد أي زعيم معين في جبهة تحرير تيجراي، لكانت المحاكم هي الملاذ المناسب.
بالمقابل، يحمل منتقدو الفيدرالية الإثيوبية حججًا صحيحة حول المشكلات المتأصلة في النظام نفسه. لكن علاج ذلك هو مراجعة الدستور من خلال العملية التشريعية، وليس نزوات رجل واحد يتصرف من خلال القوة الغاشمة.
مناورة تفكك إثيوبي
وعد آبي أحمد بنصر سريع، لكن مناورته فشلت، فبينما تسيطر القوات الإثيوبية على المدن، تظهر مقاطع فيديو أن قوات دفاع تيجراي تتحدى علنًا وتعمل دون رادع في الريف.المشكلة، مع ذلك، ليست مجرد احتضان القوة العسكرية، لكنها اختياره الأهداف.
سكان تيجراي، مثل معظم أنحاء إثيوبيا، غالبيتهم من الشباب، وهؤلاء ليسوا معنيين بفكرة تفكك إثيوبيا أو استمرارها بشكلها الحالي، ويتخيلون حياة أفضل لأنفسهم كدولة مستقلة.
أما كبار قادة جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي فهم الذين قاتلوا من أجل إثيوبيا، وخدموا إثيوبيا، وحافظوا على الروابط عبر المناطق، وظلوا منفتحين على الوحدة.
هذه الطبقة هي التي سعى آبي أحمد للقضاء عليها، وكمثال على ذلك، قتل الجيش الإثيوبي سيوم مسفين الذي خدم لعقدين وزيرا لخارجية إثيوبيا.
في الواقع، في نوبة غضب، استهدف آبي أحمد بشكل غير مدروس الشخصيات الوحيدة التي يمكنه التفاوض معها لمنع تفكك إثيوبيا.
إضعاف البلاد خارجيًا
لم يدشن آبي أحمد بالمقابل لنفسه جسرًا مع زملائه القادة الأفارقة، فرغم أن هناك طريقة يخاطب بها الرؤساء ورؤساء الوزراء الجمهور، وهناك طريقة يتحدثون بها فيما بينهم، فإن آبي أحمد فاشل في الأخيرة.هو كذلك يفتقر إلى الصراحة ويبدو غير مقيد بالواقع الذي خلقه، ويصفه العديد من نظرائه بأنه ساذج ويحمل عقدة المسيح.
في حين أن القادة الأفارقة لن يتخلوا علنًا عن أحدهم، فإن إبعاد مكاتب الاتحاد الأفريقي من إثيوبيا إلى عواصم أخرى يعكس تراجعًا دبلوماسيًا.
ببساطة، بخلاف الديكتاتور الإريتري أسياس أفورقي، الذي يعتبر نفسه رئيسًا لآبي، ومحمد فرماجو، رئيس الصومال الذي انتهت ولايته قبل ثلاثة أشهر، لا يملك آبي أحمد أصدقاء في القارة.
هل فات الأوان؟
تخشى الدول الإقليمية من تفكك إثيوبيا لأنه سيكون كابوسًا للاضطراب وعدم الاستقرار، لكن العديد من الدبلوماسيين، بمن فيهم أولئك المقربون تقليديًا لإثيوبيا، يتساءلون بهدوء عما إذا كان الأوان قد فات بالفعل.ربما برر أنصار آبي تصرفه بكراهيته للفيدرالية. لكن باختياره الأحادية على التفاوض، ربما يكون أبي قد كتب تاريخه ليس باعتباره حائزًا على جائزة نوبل للسلام، بل باعتباره الرجل الذي أنهى بلدًا يعود تاريخه إلى آلاف السنين.
لقد حان الوقت للولايات المتحدة والأمم المتحدة وجيران إثيوبيا للتخطيط لنهايتها ككيان موحد.