إخواني ما يحدث من تأزم مع أمريكا ليس نتيجة حدث خاشقجي أو حرب اليمن أو....
بل المشكلة بين السعودية وبين الغرب بدأت منذ زمن الملك عبدالله حينما كان وليا للعهد.. حيث زار الصين وحدثت اتفاقات اقتصادية ضخمة كان من نتائجها بناء خزن استراتيجي نفطي في الصين وفتح السوق السعودية لمنتجات الصين رغم أن ذلك كان على حساب الصناعات السعودية، ولكن السعودية كانت تريد خلق توازن بين الشرق والغرب ،، وكذلك توسعت العلاقات في المشتريات العسكرية كالمدافع والدرونات...
بينما كانت الولايات المتحدة تريد من حليفها التقليدي المملكة العربية السعودية، الوقوف معها لتحجيم دور الصين وتحجيم توسعها الاقتصادي،، فلم يحدث توافق بين الطرفين، فالسعودية تريد بناء علاقات استراتيجية متنوعة،، وأمريكا تتابع بخوف التفوق الصيني...
فكان خيار الغرب هو المصالحة مع إيران ودعم الأقليات في الدول العربية والبحث عن بديل لأنظمة الحكم العصية عن الإرادة الغربية الأمريكية...
دولنا العربية إلى الآن استطاعت إفشال الانقلابات على الحكومات بدرجة كبيرة
كما أنها عرقلت في زمن ترامب المصالحة الغربية الإيرانية (أكبر داعم للثورات والأقليات في المنطقة)
والصين تفهم جيدا أهميتها للامن العربي
وإسرائيل تعي جيدا خطر العلاقات الصينية العربية السعودية على مستوى الأمن الاستراتيجي لها
والدول العربية تعي جيداً خطورة الاعتماد على الغرب في أمننا القومي..
المؤامرة كبيرة على منطقتنا...
والتحالف الاستراتيجي مع الصين الآن لا يجب ان يتزامن مع قطيعة للغرب وأمريكا بالأخص... لأننا ما زلنا نحتاج إلى التقدم الغربي في العلم والتكنولوجيا.. ولأنهم يملكون أسواق كبيرة.. وهذا تحتاجه منهم أيضا الصين وروسيا..
لذلك من العقل والحصافة أن تضع يد في الشرق ويد في الغرب وتتوارن في علاقاتك بينهما وتبحث عن ما يعزز التنمية والقدرات العربية حتى تتم لنا نهضتنا ونكتفي من احتياجاتنا الاستراتيجية.. والله غالب على أمره