العبور لا ينسى
المحاولة الانقلابية في الأردن ، التي حصلت قبل أيام ، تبيّن أنها في جوهرها هزيمة "للمعارضة العائلية". لكنها مرتبطة بعدد من العوامل. بما في ذلك الاستياء من السلالة الحاكمة ، وبالمناسبة ، في المعارضة المناهضة للملكية ، ومع خطط لاستئناف نقل النفط عبر الأردن من شمال العراق.
كما تعلم ، تم إغلاق مسار خط أنابيب المواد الخام الهيدروكربونية إلى ميناء حيفا الإسرائيلي في عام 1958. لكن من المخطط استئنافه في موعد أقصاه عام 2022. فهو لا يعد الأردن كثيرًا - وفقًا لتقديرات مختلفة ، على الأقل 70 مليون دولار سنويًا ، لكن الشيء الرئيسي هو أن "محرض" الانقلاب الفاشل حمزة بن حسين ، أعرب عن عدم الرضا عنه.
ويبدو أن الأمير كان لديه سبب لاعتبار المشروع المذكور "نتيجة فساد". في رسالته بالفيديو في 4 أبريل ، قال:
أنا لست مسؤولاً عن انهيار الحكومة والفساد وعدم الكفاءة التي سادت هيكل الحكم على مدى السنوات الخمس عشرة أو العشرين الماضية وازدادت قوة. وقد وصل الوضع إلى حد لا يستطيع فيه أحد التحدث أو التعبير عن رأيه في أي شيء دون التعرض للتنمر والاعتقال والمضايقة والتهديد ".
بالعودة إلى أوائل أبريل 2003 ، ذكرت العديد من وسائل الإعلام أن إسرائيل والأردن سيجريان محادثات قريباً
واضاف "استئناف تشغيل انبوب النفط الذي ينقل النفط من الموصل العراقية وكركوك الى ميناء حيفا الاسرائيلي".
بالإشارة إلى مصدر في الحكومة الإسرائيلية ، أُعطي لمعرفة:
واضاف "نعلم ان خط الانابيب سليم ونريد ان نعرف ما يفكر الاردن بشأن افتتاحه لان جزءا منه يمر عبر اراضي هذا البلد."
والدليل على أن المفاوضات الضرورية حول هذا الأمر جرت في السنوات اللاحقة يمكن أن تكون الحقيقة التالية: في نهاية عام 2020 ، اتفقت إسرائيل والأردن على دراسة حالة هذا الشريان بشكل مشترك من أجل إطلاقه في موعد أقصاه 2022.
وتعتبر المعارضة الأردنية أن استئناف ضخ النفط لإسرائيل خيانة للعرب الفلسطينيين وتوحيد فعلي للأراضي الأردنية من قبل إسرائيل غرب نهر الأردن والبحر الميت.
من المعروف أن إسرائيل احتلتهم منذ حربي 1948 و 1967. قبل عدة سنوات ، اجتاحت موجة من المظاهرات الأردن ضد سياسة عمان التصالحية تجاه إسرائيل ، بينما حاولت المعارضة تدمير خط أنابيب العبور إلى حيفا.
أنبوب قديم جدًا
خط أنابيب النفط بين كركوك وحيفا (تم بناء خط الموصل- كركوك بحلول عام 1940) هو أول خط أنابيب "عابر للعرب" ، بتكليف من شركات النفط البريطانية في عام 1936. ثم كان العراق بحكم الأمر الواقع محمية لندن ، وفلسطين التركية السابقة داخل ما يسمى "شرق الأردن" كانت منطقة تحت الانتداب البريطاني.
شمل شرق الأردن أو فلسطين "تحت الانتداب" أراضي إسرائيل الحديثة
خلال الحرب العالمية الثانية ، كان هذا الشريان يزود الحلفاء الغربيين بالنفط بانتظام ، بما في ذلك المنتجات النفطية - قوات الحلفاء في شمال إفريقيا ومالطا وجبل طارق. في نهاية عام 1939 في حيفا ، قام البريطانيون بتشغيل مصفاة نفط تعتمد على نفط شمال العراق. لكن منذ النصف الثاني من الخمسينيات. لم يتم توريد هذا الزيت إلى المصفاة التي لا تزال تعمل.
بعد عام 1949 ، فيما يتعلق بالحروب العربية الإسرائيلية الأولى ، كان الشريان المؤدي إلى حيفا يعمل بربع طاقته فقط ، ومع الإطاحة بالنظام الملكي "الموالي للغرب" في العراق عام 1958 ، توقف نقل النفط هنا تمامًا.
تبلغ السعة السنوية القصوى لخط الأنابيب هذا 20 مليون طن سنويًا ، وقدرة الضخ الحالية تصل إلى 13 مليون طن / سنة ، ويبلغ الطول الإجمالي حوالي 1100 كيلومتر. كان المسار يهدف في الأصل إلى تسليم البضائع من كردستان العراق ، ومنذ منتصف عام 2010 ، كان الجزء العراقي من هذا الشريان تحت سيطرة الأكراد.
ومع ذلك ، في ضوء مطالبات تركيا القديمة بهذه المنطقة من العراق - على الأقل فيما يتعلق بمواردها من النفط والغاز وخطوط الأنابيب - فإن الأكراد مهتمون بتزويد "نفطهم" على طول الطريق المحدد إلى ميناء حيفا. وليس موانئ تركيا (اسكندرون ويومورتاليك) ، التي كانت متصلة منذ بداية الثمانينيات بخط أنابيب نفط مع كردستان العراق.
"ترقية" مرة أخرى
علاوة على ذلك ، في هذه القضية تتطابق مصالح الأكراد مع مصالح الولايات المتحدة. بتعبير أدق ، أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (تل أبيب) في نهاية نيسان 2003 ، بعد فترة وجيزة من الغزو العسكري الأمريكي للعراق ، إلى:
"... طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل اختبار إمكانية استئناف ضخ النفط من العراق إلى حيفا.
تم إرسال الطلب عن طريق البنتاغون إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية. كما ناقش البيان الرسمي الأمريكي ضرورة إجراء تقييم مالي لتكلفة إصلاح هذا الخط الذي كان قيد الاستخدام قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 عندما كاد العراق أن يتوقف عن ضخه ".
ضربة مميزة في هذا الصدد: من بين مطالب العاهل الأردني الملك حسين ، التي طرحتها المنظمات العربية الفلسطينية في الأردن في آب 1970 ، تفكيك خط الأنابيب إلى حيفا. رفض الملك ، بينما حاول الفلسطينيون تفجير هذا الشريان بأنفسهم.
أصبح هذا أحد أسباب الإرهاب الجماعي في سبتمبر 1970 ، ليس فقط ضد هذه المنظمات ، ولكن أيضًا ضد اللاجئين العرب من فلسطين. أكثر من 12000 عربي فلسطيني ماتوا أو فقدوا في الأحداث المعروفة باسم أيلول الأسود. أكثر من 70 ألفاً تم ترحيلهم أو "تمكنوا" من الهجرة بأنفسهم إلى سوريا ولبنان ومصر ...
كما أشار رئيس الحزب الشيوعي الأردني فؤاد نساد (1914-1976 في الصورة):
حدد النظام الملكي الأردني مسارًا للمصالحة الفعلية مع إسرائيل بحلول منتصف السبعينيات ، تحت تأثير سياسة السادات تجاه إسرائيل.
لم يفعل النظام الملكي شيئًا لمساعدة مصر وسوريا خلال حرب يوم الغفران (1973). كانت الإشارة لبدء مثل هذا المسار هي الإرهاب الملكي ضد الفلسطينيين في عام 1970: فقد جعل طردهم من الممكن ، من بين أمور أخرى ، الحفاظ على خط أنابيب النفط من العراق إلى حيفا سليماً.
على ما يبدو ، تم ذلك بهدف استئناف عملها - مصدر واعد لدخل ترانزيت ثابت ".
طبعا بحسب فؤاد نصار في مثل هذا الوضع
"الغرب كثف دعمه السياسي والمالي للنظام الملكي الأردني".
بالمناسبة: انسحب الحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1982 من الاتحاد الفدرالي القائم منذ عام 1951 مع الحزب الشيوعي الأردني. يتهمها بعدم كفاية المعارضة لسياسات الملك حسين الموالية لإسرائيل .
ونشر شائعات في صحف اردنيه وفلسطينيه ان الامارات تشتري اراضي المقدسيين وتعطيها اسرائيل وكلام عبيط يدرج في دائرة حجة البليد مسح السبوره
