خمسة جد ونقطة نظام حول المساعي التركي لتحسين العلاقات مع مصر
= حتى الساعة، التاسعة مساء الجمعة 19 مارس 2021، لا يوجد اى بيان او مصدر مصري عقب على الشأن الداخلي التركي بغلق بعض القنوات الموجهة الى الداخل المصري، وبالتالي فأن الحديث عن مصالحة او اتفاق او حتى تواصل او اتصال او حتى "انتصار دبلوماسي مصري على مائدة مفاوضات مصرية تركية" هو كلها مفردات حديث وادعاء تركي.
وفى هذا الإطار يجب إعادة الحديث انه هنالك فارق بين اتصال دبلوماسي وبين علاقات دبلوماسية او حتى الجلوس على مائدة واحدة للتباحث في شأن مشترك فرضه الجغرافيا مثل غاز المتوسط وملف سوريا، وبين عنونة اى اتصال باعتباره مصالحة او انتهاء الخلافات المصرية التركية.
فالدول المتصارعة والمتحاربة يمكن ان تجلس على موائد المفاوضات او منصات الدبلوماسية وايضاً يمكن ان يكون هنالك سفارات مفتوحة ولكن من قال ان هذا يعني مصالحة او انتهاء الصراع؟ الهند وباكستان بينهم كل هذا والصراع على اشده، سنوات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي شهدت لقاءات دورية بين مسؤولي بل وقادة البلدين.
وبالتالي منطق الهواة بأنه "طالما هنالك لقاء فانه لا يوجد خلاف او لا يوجد مشكلة" هو منطق يمكن استخدامه في معالجة الخلافات الشخصية في الزقاق القريب وليس في الشؤون الدولية والعلاقات الدولية.
= تركيا لم تكن لتغلق القنوات التلفزيونية الاخوانية الموجهة الى مصر ما لم تكن تلك القنوات وهؤلاء العاملين بها قد أصبحوا كارت محروق، كارت فاشل لم يستطع تحقيق الهدف المرجو منه من تكرار انجاز قنوات الجزيرة القطرية في المساهمة ما بين عامي 2000 و2011 في تفجير المشهد المصري الداخلي.
فشل قنوات "وطن، الشرق، مكلمين" قنوات الاخوان في تركيا او القنوات التركية الناطقة باللهجة المصرية، جرى حينما اقتنعت الدولة المصرية بانه يجب الاشتباك مع العدو اعلامياً ورقمياً وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية والكلاسيكية للحروب.
قنوات الاخوان لم تكن مجرد ثلاثة اذرع تلفزيونية، ولكن كان يعمل معها جيوش من اللجان الالكترونية وغرف مشتركة بين قطر وتركيا، الحروب الرقمية عبر هاشتاجات وسكربتات وديباجات موحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كتيبة من يويتوبرز وأخرى على تويتر.
الاشتباك مع العدو عبر كافة جبهات الحرب الإعلامية الرقمية كان يستلزم انتحاريين يدركون انهم يقومون بدور غطاس المجاري لمواجهة هذا الخطاب القذر، بغض النظر هل تحرك الجميع بترتيبات من الدولة ام ان الحس الوطني كان الدفاع لهذا الكم من المتطوعين ولكن في نهاية المطاف حدث انتصار قوي للتيار الوطني على لجان الاخوان عبر وسائل التواصل الاجتماعي سواء فيس بوك وتويتر وتيك توك وحتى يوتيوب.
اعلامياً اشتبك عمرو اديب واحمد موسي ونشأت الديهي ووائل الابراشي بشكل ناجح للغاية، وصحفياً سطر الصحفيين الوطنيين ملحمة باقل الإمكانيات، بينما مدعي الموضوعية ومدعي المهنية ومدعي الحياد يتأوهون وهم متفخدون على الاريكة مما اسموه تدني الخطاب الإعلامي او الصحفي المصري او حتى غيابه من الأساس، ولكن عادة تلك الأصوات لا تصدر الا من "السيد عبده مشتاق" او "مدام سنية كيداهم" لا اكثر ولا اقل، هؤلاء الذين يعانون من فقر في الإمكانيات ولم يستطيعوا ان يلعبوا دوراً او لا يمتلكون الوطنية الكافية للاشتباك بكل تلك الجسارة مع هذا المستنقع.. وللأسف تلك الأصوات التي تلعب دور الطابور الخامس وجدت لها صدى في نفس بعض الوطنيين الذين لا يدركون قواعد اللعبة وان ادركوا قواعد العواء والعويل عبر وسائل التواصل الاجتماعي!
لدي ملاحظات على الأداء الإعلامي والصحفي المصري ولكن بلا جدال .. بلا جدال .. كان دور هذا الاعلام والصحافة و"دولجية السوشيال ميديا" مهم للغاية في ضرب واضعاف الجهاز الإعلامي الاخواني في تركيا حتى اصبح كارت محروق ينتظر "لحظة إطفاء الانوار التركية" كما جرى يوم الخميس 18 مارس 2021.
ان الانتصار الحقيقي ليس توقف جهاز اعلامي اخواني خرج عن الخدمة بالفعل، ولكن ما جرى يعتبر ضرب لـ"السردية الاخوانية" عن "الجنة التركية للمعارضة المصرية" و"جنة الإسلاميين في تركيا" و"إيواء تركيا لكل مظلوم في العالم" و"الدور التركي في دعم المعارضة المصرية" و"المعارضة المصرية الموالية لتركيا" و"المشروع التركي القوي في وجه الانقلاب" واوهام وجود انتصارات تركية او حتى اخوانية ما على مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013.
سقوط مشروع الشتات في تركيا الى حين الانتصار والعودة الى القاهرة، سبقه نفس السقوط لمن هو مقيم في قطر وتالياً سقوط ثالث لمن هو مقيم في لندن، العالم دولة تلو الأخرى يدرك افلاس كروت الإسلام السياسي ويتخلص منهم تباعاً.
ولنر هل دواعش السياحة والاثار سوف يظلون يقرعون الطبول للسياحة التركية في جروبات السياحة المصرية بعدما جري من عدمه.
= تعاني تركيا من عزلة دولية أسدلها الرئيس السيسي بنسجه سلسلة من العلاقات الاستثنائية مع اليونان وقبرص ودول شرق المتوسط والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطي وأوروبا الشرقية ودول الجوار التركي فيما اسميه "التطويق الجيوسياسي لتركيا" وهو تطويق ناجح جعل تركيا تأتي الى القاهرة وتقدم القرابين واحداً تلو الآخر.
كما ان الدولة المصرية انتصرت في الملف الليبي حينما رسمت الخط الأحمر، وحينما تواصلت مع القوى السياسية الليبية في غرب ليبيا وجنوبها وحينما فرضت رؤيتها في مؤتمر برلين 2020 ومنتدى الحوار الليبي في جنيف 2021 وصولاً الى انتخاب قيادة ليبية جديدة تدرك ان مصر أقرب لـ ليبيا عن تركيا.
ويعاني النظام التركي داخلياً من انتهاء عمره الافتراضي واللعب في الوقت بدل الضائع، في محاولة صناعة دستور جديد وبناء تحالفات وقتية جديدة امام اصطفاف هو الأكبر في تاريخ المعارضة التركية لإسقاط الحكومة والدستور الرئاسي والعودة الى دستور الجمهورية البرلمانية.
تركيا بحاجة الى الظهور بمظهر الدولة الساعية والراغبة في السلام، كما ان هنالك فخ في التوسلات التركية يمكن في محاولة الادعاء بأن تركيا توافقت مع مصر على حساب اليونان وقبرص وان تحالفات مصر في شرق المتوسط كانت وقتية الى حين الإذعان التركي وهو امر جعل القاهرة منذ بضعة أيام تطلق بيان بان مصر لن تتفاوض مع تركيا في ملفات شرق المتوسط دون حضور اليونان وقبرص.
= الخطوات التركية الأحادية للتهدئة مع مصر يمكن التراجع عنها، فالعناصر الاخوانية والمدنية لا تزال في منتجعات انقرة وإسطنبول وحتى الدوحة ولندن، يمكن استدعائهم مرة أخرى والشاشات لا تزال تعمل وان غيرت اللغة، ولنا في قطر المثل الأهم في الغدر المتمثل في ادعاء تحسين العلاقات وتحسين الخطاب الإعلامي ولكن ماذا عن شاشات تنظيم الجزيرة القطري اليوم؟ عن منصات قطر الرقمية مثل الجزيرة بلس والجزيرة مصر وغيرها؟
لا تزال تهاجم مصر ولكن ليس بكثافة ما قبل قمة العلا، ولكن لم يتوقف تنظيم الجزيرة عن النباح بحق مصر.
في الواقع ان قطر وتركيا بتركيبتهم الحالية لا يمكن ان يتوقفا عن العداء لمصر، لان تنظيم الحمدين وتنظيم العثمانيين الجدد كلاهما عضو في التنظيم الدولي للإخوان، وبالتالي يمكن ان يتحركا لإنقاذ أنفسهم والصمت قليلاً، ولكن ان يحدث مصالحة حقيقة مع الدوحة او انقرة وكلا الفريقين على رأس معسكره كلاً على حده فهذا امر مستحيل.
مستحيل ليس لأنه اختيار من القاهرة ولكنه اختيار من حكام الدوحة وانقرة، فالمشروع القطري اخواني والمشروع التركي اخواني والمشروع الإسلامي المشترك بينهم اخواني والمشروع الاخواني المشترك بين كل هؤلاء هو الجناح الإسلامي للمؤامرة على مصر والشرق الأوسط، فالإخوان وتركيا وقطر مجرد وكلاء اقليميين لمشروع عالمي هم مجرد موظفين لدى سادته، وبالتالي من الهراء الظن ان المؤامرة الدولية التي بدأت على مصر منذ فجر تاريخ الصراع الدولي قد قررت ان تتوقف في العام 2021 لالتقاط الانفاس!
ان اليونان بحاجة الى ان ترسيم حدود نهائي مع تركيا، وكذلك تركيا بحاجة الى ترسيم الحدود البحرية لها بشكل نهائي، ومن اجل ان تجلس تركيا مع المفاوض المصري واليوناني والقبرصي، سعت الى الخطوات سالفة الذكر للتهدئة، لذا لا يستغرب ان يعلن في القريب العاجل وجود مؤتمر ما لتلك الجلسة.
هي جلسة تفرضها الجغرافيا المشتركة، لن يقبل فيها محور شرق المتوسط الا الإذعان التركي الكامل للرؤية المشتركة بين مصر واليونان وقبرص فيما يتعلق بالحدود البحرية المشتركة، في ترتيبات أعدها الرئيس السيسي سلفاً مع قادة المتوسط ولم يعد على تركيا الا ان توافق فحسب.
= ماذا بعد؟
هنالك محاولة للم الشمل، المصري والتركي والخليجي من اجل التصدي لحقيقة ان الإدارة الامريكية بها اجنحة متشددة لا تفرق بين مصر وقطر وتركيا والسعودية والامارات على حد سواء، وان هنالك "خطر مشترك" يجب التصدي له.
ولكن هذه الترتيبات وان حاولت فيها قطر والسعودية على وجه التحديد فهى بعيدة عن الترتيبات المصرية التي رأت ان التحرك المصري بشكل منفرد هو الأكثر قيمة، مع بعض المساندات السعودية او الإماراتية في بعض الملفات.
فالدبلوماسية المصرية مع أمريكا ليست بحاجة الى قطر او تركيا في شيء، فالحقيقة ان العدو الإقليمي ليس لديه اى شيء يمكن ان يقدمه لمصر سوى الإذعان المذل كما فعلت قطر وتركيا.
ماذا بعد؟ سوف يدرك العدو الإقليمي في مرحلة ما ان عليه ان يحاول لمرة أخيرة، بعد فوات الأوان وقتذاك.
= حتى الساعة، التاسعة مساء الجمعة 19 مارس 2021، لا يوجد اى بيان او مصدر مصري عقب على الشأن الداخلي التركي بغلق بعض القنوات الموجهة الى الداخل المصري، وبالتالي فأن الحديث عن مصالحة او اتفاق او حتى تواصل او اتصال او حتى "انتصار دبلوماسي مصري على مائدة مفاوضات مصرية تركية" هو كلها مفردات حديث وادعاء تركي.
وفى هذا الإطار يجب إعادة الحديث انه هنالك فارق بين اتصال دبلوماسي وبين علاقات دبلوماسية او حتى الجلوس على مائدة واحدة للتباحث في شأن مشترك فرضه الجغرافيا مثل غاز المتوسط وملف سوريا، وبين عنونة اى اتصال باعتباره مصالحة او انتهاء الخلافات المصرية التركية.
فالدول المتصارعة والمتحاربة يمكن ان تجلس على موائد المفاوضات او منصات الدبلوماسية وايضاً يمكن ان يكون هنالك سفارات مفتوحة ولكن من قال ان هذا يعني مصالحة او انتهاء الصراع؟ الهند وباكستان بينهم كل هذا والصراع على اشده، سنوات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي شهدت لقاءات دورية بين مسؤولي بل وقادة البلدين.
وبالتالي منطق الهواة بأنه "طالما هنالك لقاء فانه لا يوجد خلاف او لا يوجد مشكلة" هو منطق يمكن استخدامه في معالجة الخلافات الشخصية في الزقاق القريب وليس في الشؤون الدولية والعلاقات الدولية.
= تركيا لم تكن لتغلق القنوات التلفزيونية الاخوانية الموجهة الى مصر ما لم تكن تلك القنوات وهؤلاء العاملين بها قد أصبحوا كارت محروق، كارت فاشل لم يستطع تحقيق الهدف المرجو منه من تكرار انجاز قنوات الجزيرة القطرية في المساهمة ما بين عامي 2000 و2011 في تفجير المشهد المصري الداخلي.
فشل قنوات "وطن، الشرق، مكلمين" قنوات الاخوان في تركيا او القنوات التركية الناطقة باللهجة المصرية، جرى حينما اقتنعت الدولة المصرية بانه يجب الاشتباك مع العدو اعلامياً ورقمياً وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية والكلاسيكية للحروب.
قنوات الاخوان لم تكن مجرد ثلاثة اذرع تلفزيونية، ولكن كان يعمل معها جيوش من اللجان الالكترونية وغرف مشتركة بين قطر وتركيا، الحروب الرقمية عبر هاشتاجات وسكربتات وديباجات موحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كتيبة من يويتوبرز وأخرى على تويتر.
الاشتباك مع العدو عبر كافة جبهات الحرب الإعلامية الرقمية كان يستلزم انتحاريين يدركون انهم يقومون بدور غطاس المجاري لمواجهة هذا الخطاب القذر، بغض النظر هل تحرك الجميع بترتيبات من الدولة ام ان الحس الوطني كان الدفاع لهذا الكم من المتطوعين ولكن في نهاية المطاف حدث انتصار قوي للتيار الوطني على لجان الاخوان عبر وسائل التواصل الاجتماعي سواء فيس بوك وتويتر وتيك توك وحتى يوتيوب.
اعلامياً اشتبك عمرو اديب واحمد موسي ونشأت الديهي ووائل الابراشي بشكل ناجح للغاية، وصحفياً سطر الصحفيين الوطنيين ملحمة باقل الإمكانيات، بينما مدعي الموضوعية ومدعي المهنية ومدعي الحياد يتأوهون وهم متفخدون على الاريكة مما اسموه تدني الخطاب الإعلامي او الصحفي المصري او حتى غيابه من الأساس، ولكن عادة تلك الأصوات لا تصدر الا من "السيد عبده مشتاق" او "مدام سنية كيداهم" لا اكثر ولا اقل، هؤلاء الذين يعانون من فقر في الإمكانيات ولم يستطيعوا ان يلعبوا دوراً او لا يمتلكون الوطنية الكافية للاشتباك بكل تلك الجسارة مع هذا المستنقع.. وللأسف تلك الأصوات التي تلعب دور الطابور الخامس وجدت لها صدى في نفس بعض الوطنيين الذين لا يدركون قواعد اللعبة وان ادركوا قواعد العواء والعويل عبر وسائل التواصل الاجتماعي!
لدي ملاحظات على الأداء الإعلامي والصحفي المصري ولكن بلا جدال .. بلا جدال .. كان دور هذا الاعلام والصحافة و"دولجية السوشيال ميديا" مهم للغاية في ضرب واضعاف الجهاز الإعلامي الاخواني في تركيا حتى اصبح كارت محروق ينتظر "لحظة إطفاء الانوار التركية" كما جرى يوم الخميس 18 مارس 2021.
ان الانتصار الحقيقي ليس توقف جهاز اعلامي اخواني خرج عن الخدمة بالفعل، ولكن ما جرى يعتبر ضرب لـ"السردية الاخوانية" عن "الجنة التركية للمعارضة المصرية" و"جنة الإسلاميين في تركيا" و"إيواء تركيا لكل مظلوم في العالم" و"الدور التركي في دعم المعارضة المصرية" و"المعارضة المصرية الموالية لتركيا" و"المشروع التركي القوي في وجه الانقلاب" واوهام وجود انتصارات تركية او حتى اخوانية ما على مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013.
سقوط مشروع الشتات في تركيا الى حين الانتصار والعودة الى القاهرة، سبقه نفس السقوط لمن هو مقيم في قطر وتالياً سقوط ثالث لمن هو مقيم في لندن، العالم دولة تلو الأخرى يدرك افلاس كروت الإسلام السياسي ويتخلص منهم تباعاً.
ولنر هل دواعش السياحة والاثار سوف يظلون يقرعون الطبول للسياحة التركية في جروبات السياحة المصرية بعدما جري من عدمه.
= تعاني تركيا من عزلة دولية أسدلها الرئيس السيسي بنسجه سلسلة من العلاقات الاستثنائية مع اليونان وقبرص ودول شرق المتوسط والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطي وأوروبا الشرقية ودول الجوار التركي فيما اسميه "التطويق الجيوسياسي لتركيا" وهو تطويق ناجح جعل تركيا تأتي الى القاهرة وتقدم القرابين واحداً تلو الآخر.
كما ان الدولة المصرية انتصرت في الملف الليبي حينما رسمت الخط الأحمر، وحينما تواصلت مع القوى السياسية الليبية في غرب ليبيا وجنوبها وحينما فرضت رؤيتها في مؤتمر برلين 2020 ومنتدى الحوار الليبي في جنيف 2021 وصولاً الى انتخاب قيادة ليبية جديدة تدرك ان مصر أقرب لـ ليبيا عن تركيا.
ويعاني النظام التركي داخلياً من انتهاء عمره الافتراضي واللعب في الوقت بدل الضائع، في محاولة صناعة دستور جديد وبناء تحالفات وقتية جديدة امام اصطفاف هو الأكبر في تاريخ المعارضة التركية لإسقاط الحكومة والدستور الرئاسي والعودة الى دستور الجمهورية البرلمانية.
تركيا بحاجة الى الظهور بمظهر الدولة الساعية والراغبة في السلام، كما ان هنالك فخ في التوسلات التركية يمكن في محاولة الادعاء بأن تركيا توافقت مع مصر على حساب اليونان وقبرص وان تحالفات مصر في شرق المتوسط كانت وقتية الى حين الإذعان التركي وهو امر جعل القاهرة منذ بضعة أيام تطلق بيان بان مصر لن تتفاوض مع تركيا في ملفات شرق المتوسط دون حضور اليونان وقبرص.
= الخطوات التركية الأحادية للتهدئة مع مصر يمكن التراجع عنها، فالعناصر الاخوانية والمدنية لا تزال في منتجعات انقرة وإسطنبول وحتى الدوحة ولندن، يمكن استدعائهم مرة أخرى والشاشات لا تزال تعمل وان غيرت اللغة، ولنا في قطر المثل الأهم في الغدر المتمثل في ادعاء تحسين العلاقات وتحسين الخطاب الإعلامي ولكن ماذا عن شاشات تنظيم الجزيرة القطري اليوم؟ عن منصات قطر الرقمية مثل الجزيرة بلس والجزيرة مصر وغيرها؟
لا تزال تهاجم مصر ولكن ليس بكثافة ما قبل قمة العلا، ولكن لم يتوقف تنظيم الجزيرة عن النباح بحق مصر.
في الواقع ان قطر وتركيا بتركيبتهم الحالية لا يمكن ان يتوقفا عن العداء لمصر، لان تنظيم الحمدين وتنظيم العثمانيين الجدد كلاهما عضو في التنظيم الدولي للإخوان، وبالتالي يمكن ان يتحركا لإنقاذ أنفسهم والصمت قليلاً، ولكن ان يحدث مصالحة حقيقة مع الدوحة او انقرة وكلا الفريقين على رأس معسكره كلاً على حده فهذا امر مستحيل.
مستحيل ليس لأنه اختيار من القاهرة ولكنه اختيار من حكام الدوحة وانقرة، فالمشروع القطري اخواني والمشروع التركي اخواني والمشروع الإسلامي المشترك بينهم اخواني والمشروع الاخواني المشترك بين كل هؤلاء هو الجناح الإسلامي للمؤامرة على مصر والشرق الأوسط، فالإخوان وتركيا وقطر مجرد وكلاء اقليميين لمشروع عالمي هم مجرد موظفين لدى سادته، وبالتالي من الهراء الظن ان المؤامرة الدولية التي بدأت على مصر منذ فجر تاريخ الصراع الدولي قد قررت ان تتوقف في العام 2021 لالتقاط الانفاس!
ان اليونان بحاجة الى ان ترسيم حدود نهائي مع تركيا، وكذلك تركيا بحاجة الى ترسيم الحدود البحرية لها بشكل نهائي، ومن اجل ان تجلس تركيا مع المفاوض المصري واليوناني والقبرصي، سعت الى الخطوات سالفة الذكر للتهدئة، لذا لا يستغرب ان يعلن في القريب العاجل وجود مؤتمر ما لتلك الجلسة.
هي جلسة تفرضها الجغرافيا المشتركة، لن يقبل فيها محور شرق المتوسط الا الإذعان التركي الكامل للرؤية المشتركة بين مصر واليونان وقبرص فيما يتعلق بالحدود البحرية المشتركة، في ترتيبات أعدها الرئيس السيسي سلفاً مع قادة المتوسط ولم يعد على تركيا الا ان توافق فحسب.
= ماذا بعد؟
هنالك محاولة للم الشمل، المصري والتركي والخليجي من اجل التصدي لحقيقة ان الإدارة الامريكية بها اجنحة متشددة لا تفرق بين مصر وقطر وتركيا والسعودية والامارات على حد سواء، وان هنالك "خطر مشترك" يجب التصدي له.
ولكن هذه الترتيبات وان حاولت فيها قطر والسعودية على وجه التحديد فهى بعيدة عن الترتيبات المصرية التي رأت ان التحرك المصري بشكل منفرد هو الأكثر قيمة، مع بعض المساندات السعودية او الإماراتية في بعض الملفات.
فالدبلوماسية المصرية مع أمريكا ليست بحاجة الى قطر او تركيا في شيء، فالحقيقة ان العدو الإقليمي ليس لديه اى شيء يمكن ان يقدمه لمصر سوى الإذعان المذل كما فعلت قطر وتركيا.
ماذا بعد؟ سوف يدرك العدو الإقليمي في مرحلة ما ان عليه ان يحاول لمرة أخيرة، بعد فوات الأوان وقتذاك.