فصل ٢: غزه فرانسا و وقف إطلاق النار (١٩٤٠)
في الحرب العلمية الاولى، لم تقهر المانيا باريس أو حتى كل بلجيك، لأنها قد استعدت فرنسا لاجتياح الالماني، و كان المانيا واثق بعد الحرب الفرنسية البروسية في عام ١٨٧١، فيها بروسيا (الدولة التي قبل المانيا، في المانيا الشمالية) هزم فرنسا و اخذ الألزاس و اللورين من فرنسا في الشرق.
ولكن، في الحرب العلمية الثانية، الأدوار معكوسة، لانها الان فرانسا واثقة و استعدت ألمانيا. قرب الحدود الفرنسية الألمانية، لقد بنت فرنسا تحصينات الدفاعية و سمتها "خط ماجينو". لكن لدى المانيا خطة بسيطة - ستُجَنِب المانيا التحصينات بغزو من الشمال (بلجيك و هولاند). لم تَستَعدِد فرنسا لهذه خطة و على هذا، قَهَرَت المانيا الفرنسا الشمالية وذهب الجيش الالماني إلى باريس. في دنكيرك، الذي قرب الساحل البريطاني، في ٢٤ مايو ١٩٤٠، كانوا تقريبا ٤٠٠،٠٠٠ جنود من بريطانية و مستعمراتها، فرانسا و مستعمراتها، كندا، بلجيك، هولاند، و بولاند، عالق. و حاصرهم الجيش الالماني، ولكن غيرد فون رونتشتيت، الذي كان القائد مجموعة الجيوش أ، أراد أن يوقف. وفقاً له، ستستسلم البريطانيا على أية حال لانها تفجيرات من سلاح الجو الالماني، و بهذه الصفة، إنه أفضل أن يذهب جيوشه إلى فرانسية الجنوبية.
لكن لم يَكُن لديه انصار في الجيش الالماني. لم يَدعُما رئيس لهيئة أركان فرانز هالدر و المشير فالتر فون براوخيتش فون رونتشتيت و سألا هتلر أَنَّ يُدَمِر الجيش البريطاني و دَعَمهما هيرمان غورينغ ، الذي كان رئيساً سلاح الجو الالماني و خليفة معين هتلر. بدعم من الجيش و الحكومة الالماني، أمر هتلر الدبابات أن تذهب إلى دنكيرك.
كانت المعركة سريعة. لم تَستَطيع أن تمنع البريطانيا و حلفائها الغزو الالماني. لم تكن لديها غذاء، ذخيرة كثيرة، أو اي أمل تخفيف. بعد أسبوع، خسرت الحلفاء. وفقا لبيرترام رامزي، الذي كان أدميرالاً و ضابطاً في البحرية البريطانية، "كان كل لب الجيش البريطاني" في دنكيرك، و في ظل دمارهم، كانت البريطانيا غير قادر على مواصلة حربها ضد المانيا. بعد ذلك بوقت قصير قَهَرَت المانيا بلجيك و تبقى من فرنسا، و كانت بريطانيا فقط باقية.
في لندن، كانت أجواء مشدودة. جون فيريكير (أو لورد غورت)، الذي كان رئيس الأركان قوات مشاة بريطانية في فرنسا أراد إذن من الحكومة أن يستسلم. إدوارد وود (أو لورد هاليفاكس) الذي كان رئيس الوزراء بعد استقالة تشامبرلن، وافق. بريطانيا اُجبِرَت على تفاوضت مع ايطاليا لكي تحصل على السلام الذي المناسب لبريطانيا. و بهذه الصفة، ذهبوا إلى روما، لمؤتمراُستُضيف الحكومة الإيطالية (بالتحديد موسوليني)، فيه تفاوضوا سلام.
تمخضت المعاهدة روما:
١) كانت من المفترض أن تكون فرنسا تنقسم إلى اثنين: في الشمال، ستكون تحت أحتلال الألماني، و في الجنوب، ستكون تحت حكومة دمية (فيشي فرنسا)
٢) ستكون بولاند تحت إحتلال الألماني
٣) الأقاليم فرنسا: ستُعطى كورسيكا، نيس، و سافوي لإيطاليا، و ستُعطى الألزاس و اللورين لألمانيا
٤) مستعمرات فرنسا: ستُعطى تشاد، تونس، و جيبوتي لأيطاليا، ستُعطى كامرون لألمانيا، أما الباقي، فستُعطى لفيشي فرنسا.
٥) ستكون الدنمارك و النوريج تحت الإدارة العسكرية
٦) ستكون هدنة بين بريطانيا و المانيا: للعشر سنوات القادمة، لن يكون هناك حرب بين بريطانيا و المانيا أو ايطاليا.
بغرابة، لم يَطلُب هتلر اي شيء من البريطانيا. هناك سببان لذلك:
١) لن تتقبل بريطانيا اي سلام سيَجَبَر بريطانيا أن تُعطى اي بلدها أو مستعمراتها لألمانيا أو لايطاليا، و ذلك لأن، رغم أن هُزِمَت بريطانيا في فرنسا، لم تُفقِد أي من ارضها أو مستعمراتها، و بهده الصفة، لم تشعر أن كانوا من المفترض أن تعطى اي شيء.
٢) كان هتلر أنجلوفيل، و بهذه الصفة، شعر بالسوء أن يعقاب بريطانيا
على أية حال، بريطانيا، المانيا، و ايطاليا صدقت على المعاهدة. في المانيا و اراضيها المحتلة كان هناك العديد من الإحتفالات، و لكن في البريطانيا و مستعمراتها و دول الكومنولث (كندا، اوستراليا، ألخ) كان هناك حداد. استقال وود وتُعلَن انتخابات جديدة، فيها كان حزب العمال في مقدمة استطلاعات.
في النهاية، خرجت ألمانيا منتصرة. كانت الحرب سريعة. استمرت لتسعة أشهر فقط، و على عكس الحرب العلمية الاولى، ماتوا ٥ مليون شخص فقط، بالمقارنة مع واحد و عشرون في الحرب العلمية الاولى.
كان هتلر منتصر، ولكن لم يكن إنتهى، لانه يضع الان نصب عينيه الإتحاد السوفيتي
الخريطة العالم، ١٩٤٠