أخوي الغالي رسلان،
أنا متأكدة أن في خلال الفترة إما يناير 2017 أو فبراير 2017 أو مارس 2017 كتبت مشاركة هنا بالمنتدى في موضوع عن كلام أردوغان في خطابه الجماهيري عن "الثوارة" في البحرين عام 2011،
على العموم باختصار سأقول لك مالذي جرى، بعد الخطاب الجماهيري لأردوغان وتحذيره للبحرين حينما قال "أحذر البحرين أننا لا نريد أن نرى كربلاء جديدة"، هنا أهل السنة في البحرين غضبوا غضب شديد، جميع الأطياف من إسلاميين إلى ليبراليين وعلمانيين ومستقلين وغير حزبيين، الجميع بدون إستثناء غضبوا غضب شديد،
أعضاء جمعية الإصلاح وهم الأخوان المسلمين في البحرين على الفور بعد أيام من الخطاب الجماهيري لأردوغان سافروا إلى تركيا، يعني الخطاب الجماهيري لأردوغان كان إما في شهر فبراير 2011 أو مارس 2011، ومباشرة بعد الخطاب الجماهيري بأيام قليلة قد لا تتجاوز 3 أيام سافر وفد من كبار أعضاء جمعية الإصلاح، يعني الشخصيات الكبيرة النافذة في جمعية الإصلاح،
وللعلم جمعية الإصلاح في البحرين مؤسسيها في الأصل من شيوخ آل خليفة، يعني من أسس جمعية الإصلاح في أربعينيات القرن الماضي رجال من آل خليفة، ولسنوات عديدة كان يترأس جميعة الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة وهو عديل الملك، يعني زوجته وزوجة الملك أخوات، وهذا كان أعتقد في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استلم رئاسة الجمعية شخصيات بحرينية أخرى،
المهم وفد من كبار الشخصيات في جميعة الإصلاح سافروا إلى تركيا والتقوا بكبار الشخصيات من حزب العدالة والتنمية بتركيا وبمستشاري أردوغان وكذلك بأردوغان شخصياً، وقالوا له ضع في اعتبارك يا فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان بأن أعضاء جمعية الإصلاح في البحرين (الأخوان المسلمين في البحرين) لن يشاركوا في هذه الثورة بل سيكونون هم السواد الأعظم في التصدي لهذه الثورة، وشرحوا لأردوغان تفاصيل ما يجري في البحرين، وشرحوا له بأن ما يجري ليس ثورة بل ركوب على موجة الثورات التي تشهدها دول عربية،
هنا أردوغان عرف تفاصيل ما يجري في البحرين، وعرف أن أعضاء جميعة الاصلاح غضبوا جدا من كلامه في الخطاب الجماهيري، وعرف أن أعضاء جمعية الاصلاح (الأخوان المسلمين في البحرين) لن يشاركوا في هذه الثورة ولو أعطوهم كنوز الدنيا.
وبالتالي، تغيّر الخطاب التركي وتغيّر خطاب أردوغان تجاه أحداث البحرين، وصار يقف مع الحكومة البحرينية.
هذا باختصار شديد.
بالنسبة للخطاب الجماهيري لأردوغان، لربما تجده في أرشيف قناة الجزيرة، لأنني حالياً يمر أمام عيني شريط الذكريات مثل شريط السينما، وأتذكر جيداً منظر أردوغان وسط الجماهير وهو يخطب عليهم وفي يده المايكروفون ويقول "لا نريد كربلاء جديدة"،
ابحث في أرشيف قناة الجزيرة للشهور فبراير 2011 ومارس 2011، وأتصور بأن الفيديو موجود، لربما قد يكون جزء من نشرة الأخبار، أو لربما قد يكون في فيديو خاص لوحدة، يعني شوف فيديوهات قناة الجزيرة لشهر فبراير 2011 ومارس 2011، وإن شاء الله تجده.
وإضافة أخري أخي @رٍسِـــلآنٍ
الحكومة البحرينية في تلك الفترة 2011 - 2012 كرمت أعضاء جمعية الإصلاح (الإخوان المسلمين في البحرين) نظراً لموقفهم الوطني المشرف، ووقفتهم الحازمة تجاه خطاب أردوغان، والتصدي للفوضى التي كانت تجري داخل البحرين في ذلك الوقت، وذلك بتعيين الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة للصحة بالإضافة إلى أنها كانت وزيرة التنمية الإجتماعية آنذاك أيضاً أعطوها حقيبة وزارة الصحة، وأصبحت الدكتورة فاطمة البلوشي تشغر المنصبين في آن واحد، وكان لها الدور الكبير في إعادة مستشفى السلمانية إلى حالتها السابقة من الناحية الإدارية ومن ناحية الكوادر الطبية العاملة في مستشفى السلمانية،
والدكتورة فاطمة البلوشي عضو مخضرم في جمعية الإصلاح، وهي من الإخوان المسلمين في البحرين،
وكذلك تم تعيين الدكتور صلاح علي (العضو الإداري المخضرم في جمعية الإصلاح) في منصب وزير لوزارة حقوق الإنسان،
فضلاً عن تعيين عدد من الوكلاء في الوزارات وعدد من السفراء،
وهذا كان عبارة عن شكر وإمتنان من حكومة البحرين إلى أعضاء جمعية الإصلاح الذين كان لهم موقف مشرف في التصدي للأزمة التي مرت بها البحرين في عام 2011، ودورهم الهام في تغيير توجه تركيا وتغيير توجه أردوغان بالتحديد.